المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المارد وابنة إبليس(الجزء الأول)


خالد بن فردان
26-02-2005, 02:24 AM
إنها ابنة إبليس ذائعة الصيت وملكة الجمال يُقتل فيها كل يوم مارد إن حاول الاقتراب منها لجمالها الجذاب,إنها فتنة ولكنها المستحيل بعينه صارت مثلاً يُضرب في عالم الجن والشياطين وما على من أراد الانتحار سوى محاولة الاقتراب منها ,كان لها عينان كأنهما ياقوتتان وثغرٌ كخاتم سليمان كأنما اصطبغ بحمرة الشفق إنها حسنة ابليس الوحيدة إن كان له حسنات,كان لها عرش على الماء بجانب عرش ابيها لقد أرادها إبليس فتنة تكفيه عناء إغواء الخلق وكم تمنّى لو رآها البشر .
رآها أحد المردة ويدعى "عازر" فهام بها حباً وغراماً وقد كان هذا المارد موكّلاً بإغواء أحد علماء البشر , ولكن كيف الوصال ؟ وعتاةالمردة قبله حاولوا الوصول إليها وكانت نهايتهم الموت.ولكنّ هذه الحقائق عن النهاية الحزينة لم تطرأ ببال هذا المارد فقد غطّى العشق على قلبه ولم يكن له تفكير إلاّ كيف يصل لهذه الفاتنة.استشار من يثق بهم من الشياطين والجن ولكن الجميع حذّروه من النهاية المأساويّة فزادت حالته سوءاً .
وفي المقابل وجد ذلك العالم راحة وسكينة في نفسه نتيجةً لإهمال المارد لعمله معه .
كان المارد يتحيّن الفرص ليراها عندما تقوم بجولتها الدورية ولكنّه لم يستطع الاقتراب منها حتى كانت إحدى جولاتها عندما نظر إليها من بعيد فلاحظت نظراته وعرفت ما ورائها فابتسمت ثمّ ذهبت , لكنّ هذه الابتسامة تعني في نفس العاشق الكثير ,لقد كانت بارقة أمل , فعاد حزيناً ولكنّ حزنه هذه المرة خالطه شيء من الأمل ولكن في ماذا؟
ظل يفكّر فيمن يستطيع أن يساعده في معاناته , فكّر وفكّر حتى خطرت له فكرةٌ غريبة لم تكن لتطرأ عليه , ولكنّ الغريق يتعلّق بالقشّة.لقد خطر بذهنه أن يستشير العالم الذي كان موكلاً بإغوائه . قصد العالم واقترب المارد من بيت العالم ثم طرق الباب فسمع العالم يصيح به من الداخل : قيلوا فإن الشياطين لا تقيل , فرجع المارد وعزم أن يأتيه في وقت آخر .
أتى المارد إلى العالم وقت الغروب فأذن له العالم وعندما جلس المارد بين يدي العالم تردد قبل أن يخبره بحقيقته وقصّته ولكنه تشجّع وفاتح العالم وقال : فلتعلم أني لست منكم معشر البشر ولكنّي أحد مردة الشياطين واسمي عازر وقد كنت موكلاً بإغوائك ومازلت وأرجو منك أن تسامحني وقد أتيتك بعد أن انقطعت بي السبل لأستشيرك في أمر عُرض لي , فضحك العالم وقال : ومتى كانت الشياطين تستشير البشر؟! قال المارد :عندما يعرض لها ما يعرض للبشر فقال العالم:وماذا عرض لك ؟ فقال المارد:لقد عشقت ابنة ابليس فقال العالم متعجّباً :ابنة ابليس؟! ألم تجد إلاّ ابنة ابليس التي يقتل فيها كل يوم مارد؟ قال المارد :هو ما سمعت , ولكنّي أحس أنك من يستطيع مساعدتي للوصول إليها.
نظر العالم إليه ملياً ثم قال :سأساعدك للوصول إليها بل إن أردت ستتزوجها فصاح المارد وكيف ذلك ؟ قال العالم:أليس ابليس هو ملك الشياطين منذ بدء الخليقة؟ قال المارد نعم فقال العالم:أما آن له أن يترك الكرسي لغيرة فقال المارد متعجّباً : ماذا ؟ العالم : أعني لو قمتم معشر المردة بإنقلاب على ملك ابليس واستوليتم على العرش ألن تصبح ابنته ملك لك؟ المارد : مستحيل فإبليس كما تعلم مخلّد . العالم : لم أقصد أن يموت ولكن أقصد أن ينحّى فقط عن العرش وتجلس أنت مكانه . وقف المارد متأملاً وشرد بذهنه , وهو في الحقيقة لم يفكر في العرش تماماً ولكن جلّ تفكيره كيف يصل إلى ابنة ابليس . وعاد المارد ليسأل العالم مرة أخرى:ولكن كيف السبيل إلى إمتلاك العرش ؟ فقال العالم:لديّ خطة إن طبقتموها معشر المردة فسوف تستولون على العرش.قال المارد:وماهي؟ قال العالم:أولاً اجمع أعتى المردة الذين ترى فيهم حقداً على ابليس وعندها سأعطيكم الخطة. .........................يتبع