المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التدافع على سوق الأسهم


خالد العاصمي
12-02-2007, 09:37 AM
الاقتصاديون: معظم الناس يجهلون مفهوم التضخم
التدافع على سوق الأسهم أفقد الاقتصاد أداءه الإنتاجي

ياسمين الحمد (جدة)

أكد عدد من الاقتصاديين أن التراجعات الماضية لمؤشر سوق الأسهم ترجع لدخول معظم الناس بأموالهم لاستثمارها فيه بدون دراية ومعرفة وخبرة وأشاروا الى أن هذه التراجعات لا تمثل نهاية السوق اذ لا زالت هناك شركات قوية وقيادية فيه وبينوا أن مستويات الأسعار تعتبر بيئة جاذبة للاستثمار في بعض القطاعات والشركات وشددوا على أهمية تنويع الاستثمارات في عدة مجالات دون قصرها في مجال واحد.
الدكتور علي الدقاق قال: أرى من وجهة نظري أن أسباب الانهيار لا نستطيع معرفتها بالتحديد والوقوف عليها إلا من خلال معرفة أسباب التصعيد التي حدثت في السوق ، هذا أمر والأمر الأخر أننا عندما نتكلم عن أسباب، يختلف الأمر تماما بخلاف عندما نتكلم عن تأثيرات ، حيث عادة في التأثيرات لا نستطيع التوسع فيها ولدينا بعض الإحصائيات مايؤيد ذلك فعلى سبيل المثال : من ضمن التأثيرات أن هناك ذوبان أكثر للطبقة الوسطى وهذا طبعاً من النتائج الخطيرة والتي كانت من تداعيات سوق الأسهم لأنه تسبب في انضمام مجموعة كبيرة جداً من المدينين إلى المجموعة السابقة وهذه من الأمور المهمة جداً والتي لابد من إعادة التمرس فيها.
وأضاف : لقد لاحظنا أنه في الكويت اصبح هناك مطالبات كما أن الإنسان لا شك أنه يدفع ثمن جهله ولكن طبعا لا نقدر نحن اقتصاديا منعه من أن يقترض حتى يربح، إلى جانب أن معظم الناس يجهلون معنى “ التضخم “ وعلى أية حال تعتبر هذه من التأثيرات وهي استمرار ذوبان الطبقة الوسطى وإضافة طبقة فقيرة إلى السابقة ويؤكد ذلك : أنه لدينا مايقارب 10 ملايين محفظة الفاعلة منها فقط 2 مليون فمعنى ذلك أن لدي 2 مليون ومعروف أن الأسرة الواحدة في المملكة بين 4 إلى 5 أشخاص معناه أننا أضفنا إلى مشاكلنا السابقة المتعلقة بالفقر 8 ملايين إلى عشرة ملايين نسمة أخرى.
وتابع الدقاق قائلا: نحن من نصنع المؤشرات ، هذا أمر والأمر الأخر أن من ضمن التأثيرات الذاهبة أيضاً تأثيرات الإحباط والعامل النفسي وهذه المسألة طبعا من خلال إحصائيات المستشفيات وعيادات الأطباء النفسيين حتى أصبحت واضحة جداً سواء كانت الأرقام حقيقية أو غير حقيقية ولكن هي واقعة مهما كانت الأرقام فهي نتيجة متحققة.
الأمر الثالث: من أسباب انهيار سوق الأسهم إلى جانب التصعيد الذي حصل دخل معظم الناس في السوق بما فيهم الطبيب والمهندس والمعلم وكذا الطالب وأصبح هناك نوع من الانفلات وكان ذلك تأثيراته البيئية على الأداء الإنتاجي للاقتصاد وهذه بالتالي لم تحسب حسابات جيدة حيث كنا بطريقة ما لا نفصل بين الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي، وبالتالي الخطأ الذي حدث في السوق لم يوضح بالشكل المطلوب مما جعل الناس تدخل السوق فإما أن تتعلق أوتخسر وطبعاً مايثبت صحة ذلك ماأتخذته الهيئة من خطوات من خلال ورش العمل التي عقدتها بعد الانهيار مباشرة . ولذلك يمكن القول: بأنه بعد حدوث الانهيار أصبحت النتيجة مضاعفة بسبب الاكتئاب أو بسبب الإحباط الذي حدث بين الناس ولا زالت الاقتصادية لدينا ضعيفة بشكل أو بآخر فيما يتعلق بالإنتاجية السعودية ونقصد بالإنتاجية (أي إنتاجية العامل) بمعنى عدد الساعات التي يقضيها العامل وعدد الإضافة ومعدل الإضافة أثناء عمله في السوق هذه لا زالت ضعيفة، وهذا الوضع يأخذ وقتا حتى يتحسن لأن العامل النفسي إنتشاره بسرعة أما البناء والثقة بالسوق هذا طبعا لايأتي إلا بعد وقت طويل جداً، ومن منظوري الشخصي أجد أن الأثر النفسي الذي أصاب معظم المستثمرين جراء هذا الانهيار يتطلب وقتا ومدة زمنية كافية حتى يصل فيها المستثمر إلى قناعة معينة بتحقيق نوع من التعويض للخسائر التي إصابته وتكون لديه قناعة معينة بأن السوق سينضبط فيما يتعلق بالمعلومة كما أننا وصلنا لقناعة بأنه لابد أن نستفيد ونتعلم من هذه الخسائر، فهذه القناعات هي التي ستغير النفسية وفي الوقت نفسه لابد أن يرجع الشخص المستثمر إلى التزاماته السابقة اتجاه ربه ومجتمعه وأسرته كل هذه جوانب طبعا لا يمكن أن ينكرها المرء ولكن هذه أمور قد يهملها البعض بسب تعلقهم بالرأسمالية ونجد دائما الرأسمالي أرض غير خصبة للتكافل ، فالشخص عندما يكون توجهه رأس مالي بحت بالدرجة الأولى ويفكر فقط بالمادية نجد أنه لا يقبل التكافل ، ومن ضمن التكافل النظر في الأمور الدينية والعقيدية التي نعيشها وهذه الثقة تحتاج إلى بعض الوقت وتحتاج إلى تفعيل لبعض هذه الجوانب التي أغفلها البعض.
ويؤكد سعيد الشيخ كبير الاقتصاديين بالبنك الأهلي التجاري أن من أفضل الخيارات المتاحة أمام المستثمرين السعوديين لتنمية مدخراتهم هو التنوع و قال: إن سوق الأسهم تراجع وأن هذا لا يمثل نهايته حيث أنه لا تزال هناك الشركات الكثيرة والقوية فيه كقطاع البنوك وغيرها من الشركات القيادية الجيدة ونجد أنه خصوصا في مستويات الأسعار التي وصل لها الآن تعتبر بيئة جذابة للاستثمار في بعض القطاعات وفي بعض الشركات ولكن على المستثمر بصفة عامة أن ينوع في استثماراته وأن لا يبقي استثماراته في وجهة واحدة وفي نوع واحد بمعنى أن يستثمر جزء من أمواله كما ذكرت في سوق الأسهم ويضع جزء من استثماراته الأخرى في العقار، كما أجد أن العقار في الوقت الحاضر يمثل أحد وجهات الاستثمار الجذابة خصوصا في فترة النمو الاقتصادي الذي تعيشه المملكة ، وهناك طلب على المساكن والمحلات التجارية وطلب متنوع على العقار حتى أنه طلب يتعدى المستويات العادية التي تفي باحتياجات المستثمر المتوسط إلى المستثمرين الكبار من فنادق ومجمعات تجارية إلى مجمعات سياحية ولذلك نجد أن هناك تنوع في الاستثمار العقاري.
من جهته قال الدكتور مقبل الذكير الأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز ومحلل اقتصادي: لاشك أن كل صغير تكون إمكاناته الاستثمارية صغيرة ونجد أن الاستثمار في سوق الأسهم يحتاج إلى أمرين مهمين :أولاً / توافر سيولة معينة . والأمر الأخر/ توافر قدر معين من المعرفة والخبرة في الاستثمار وخاصة أن أسواق رأس المال بشكل عام سواء كانت في مجال الأسهم أو غيرها بها خاصية مهمة جداً لابد لأي مستثمر أن يضعها في الاعتبار وهو ارتفاع درجة المخاطرة، كما أن أي شخص يرغب في الاستثمار في أسواق المال سواء كان المستثمر صغير أو كبير في الواقع لابد أن تكون لديه دراية ومعرفة وخبرة في كيفية التعامل والاستثمار في هذه الأسواق ومن المهم جداً أن يعرف المستثمر درجة المخاطر لأن المستثمر الحصيف دائماً يوازن بين أمرين : بين العائد ، وبين درجة المخاطرة.
وتابع الدكير قوله: عادة في الاستثمارات توجد علاقة طردية مابين الاثنين فكلما ارتفعت درجة المخاطرة كلما زادت العوائد والعكس صحيح.



عكاظ