المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكاية وعبرة


أبو ريم
06-02-2007, 07:41 AM
حكاية وعبرة

يحكى أن رجلا كان يتمشى في أدغال أفريقيا حيث
الطبيعة الخلابة وحيث تنبت الأشجار الطويلة، بحكم موقعها في خط الاستواء وكان
يتمتع بمنظر الأشجار وهي تحجب أشعة الشمس من شدة كثافتها ، ويستمتع بتغريد

العصافير ويستنشق عبير الزهور التي تنتج منها الروائح الزكية .

وبينما هو مستمتع بتلك المناظر سمع صوت عدو سريع والصوت في ازدياد ووضوح
والتفت الرجل إلى الخلف وإذا به يرى أسدا ضخم الجثة منطلق بسرعة خيالية نحوه

ومن شدة الجوع الذي ألم بالأسد أن خصره ضامر بشكل واضح .
أخذ الرجل يجري بسرعة والأسد وراءه ، وعندما اخذ الأسد يقترب منه
رأى الرجل
بئرا قديما فقفز الرجل قفزة قوية فإذا هو في البئر وأمسك بحبل البئر الذي يسحب به الماء

وأخذ الرجل يتمرجح داخل البئر ، وعندما أخذ أنفاسه وهدأ روعه وسكن زئير الأسد

وإذا به يسمع صوت فحيح ثعبان ضخم الرأس عريض الطول بجوف البئر

وفيما هو يفكر بطريقة يتخلص منها من الأسد والثعبان ، إذا بفأرين أسود والآخر

أبيض يصعدان إلي أعلى الحبل ، وبدءا يقرضان الحبل وانهلع الرجل خوفا

وأخذ يهز الحبل بيديه بغية أن يذهب الفأرين وأخذ يزيد عملية الهز حتى أصبح يتمرجح يمنة وشمالا بداخل البئر

وأخذ يصدم بجوانب البئر ، وفيما هو يصطدم أحس بشيء رطب ولزج ضرب بمرفقه

وإذا بذلك الشيء عسل النحل تبني بيوتها في الجبال وعلى الأشجار وكذلك في الكهوف
فقام الرجل بالتذوق منه فأخذ لعقة، وكرر ذلك ومن شدة حلاوة العسل
نسي لموقف الذي هو فيه ، وفجأة استيقظ الرجل من النوم فقد كان
حلما مزعجا !!!

وقرر الرجل أن يذهب إلى شخص يفسر له الحلم ، وذهب إلى عالم واخبره
بالحلم فضحك
الشيخ وقال : ألم تعرف تفسيره ؟؟

قال الرجل : لا !!!

قال له : الأسد الذي يجري ورائك هو ملك الموت ،
والبئر الذي به الثعبان هو قبرك
، والحبل الذي تتعلق به هو عمرك ،
والفأرين الأسود والأبيض هما الليل والنهار يقصون من عمرك ....

> >> >
قال : والعسل يا شيخ ؟؟
> >> >
قال : هي الدنيا من حلاوتها أنستك أن وراءك موت وحساب .
> >>



اللهم إني أسألك حبك ,وحب من يحبك ،وحب كل عمل يقربني إلى حبك

ذيب قحطان
06-02-2007, 01:08 PM
قصة في قمة الروووووعة والابداع القصصي ، جزاك الله خير واسال الله ان لا يحرمنا ولايحرمك الاجر والثواب

وحسن الخاتمة.

ابو طلحه
06-02-2007, 04:53 PM
جزاك الله خير

يعطيك العافية

ابو اماني
06-02-2007, 05:11 PM
فإن الدنيا دار سفر لا دار إقامة، ومنزل عبور لا موطن حبور، فينبغي للمؤمن أن يكون فيها على جناح سفر، يهيئ زاده ومتاعه للرحيل المحتوم.

فالسعيد من اتخذ لهذا السفر زاداً يبلغه إلى رضوان الله تعالى والفوز بالجنة والنجاة من النار.

إنما الدنيا إلى الجنة والنـــــار طريق *** والليالي متجر الإنسان والأيام سوق

وااله يجزاك خير يابوريم

محمد الشايع
06-02-2007, 05:37 PM
هي الدنيا من حلاوتها أنستك أن وراءك موت وحساب



جزاك الله خير على هذه القصة الرائعه


أبو ريم

تقبل مروري وتحياتي