سعيد بن مسعود آل مهدي
01-02-2007, 10:41 AM
قصة محمد بن فتنان آل روق وسلطان العتيبي
من المعروف إن العداوة بين قبيلة قحطان وقبيلة عتيبة كانت من أعنف وأشد ما توصف به
العداوات وذلك من عهد قديم إلى إن انتهت تلك النعرات القبلية و الغزوات الجاهلية وولت إلى
غير رجعه ولكن رغم ذلك كله نجد أن أحد فرسان قحطان وكرمائهم عندما عضه الدهر بنابه وقسي
عليه الزمان بلا رحمه نجده ذهب إلى فارس من فرسان قبيلة عتيبة وحل بداره ضيفاً بدون إن يشكو
أمره له وإنما مجرد ما قصده في ساعة محنته عرف العتيبي أنه لم يأت أليه عدوه اللدود بهذه الفترة
بالذات ألا وهو مستنجد بمروءته .وهذا ما وقع فعلاً من سلطان بن هندي ابن حميد أمير برقاء المتفرعة
من قبيلة عتيبة وبين محمد بن فتنان آل روق القحطاني .ولنأتي أولا بذكر المحنة التي من نتايجها
وأسبابها أضطر ابن فتنان بأن يذهب إلى ابن حميد عندما هجم أحد الغزاة على أبل ابن فتنان وظفرو
بنهبها كاملة وعندما بلغه ذلك الخبر امتطى فرسه وذهب متبعا اثر المعتدين قاصدا أن يسترد أبله
ولما لحق بهم وحمي الماقف بينه وبين الغزاة أطلق الغازون سهما أصاب مقتلا من فرسه فسقطت
ميتة فعاد الى أهله فاقداً أبله وفرسه..وكانت المصيبة الكبرى انه حينما وصل أهله وجد غزاة آخرين
صبوا غارتهم على أهله بغيابه ونهبوا الرواحل التي تقل بيته في حالة رحيله وبالاضافه إلى ذلك انه
وجد زوجته ميتة من أثر رصاصة طائشة من أسهم الغزاة أصابت مقتلا منها..فأصبح صفر اليدين من
جميع مايملكه..فلم يرد يدا إن يذهب إلى سلطان بن حميد الذي كما ذكرت أنفا هو من ألد أعدائه واكبر
خصومه وما أن نزل بساحته حتى استقبله بأقصى ما يمكن إن يستقبل به كريم كريما من أمثالة
وكان أول عمل قام به ابن حميد هو إن نحر عددا من نياقه السمان كضيافة له من ناحية ومن ناحية
أخرى قام بتنفيذ ما ينوي القيام به من جبر عثرة مستنجدة وضيفه ودعا على شرف ضيافته عدداً من
رجال عشيرته وعندما انتهى قومه من الضيافة وزع على كل فرد منهم عقالا وقد جرت العادة بحالة
كهذه إن من يعطيه رئيس القبيلة عقالاً فان هذا يعني إن هناك حاجه تشير الى عمل تكتلي اجتماعي
يقتضي من كل فرد بأن يأتي بناقة من خيرة أبله ليقدمها لرئيس قبيلته والرئيس بدوره يجمع هذه
النياق ويتصرف بها بما يعود نفعه المادي أو المعنوي لرجال قبيلته وبعد لحظات سريعة عاد رجال
القبيلة وكل واحد يسوق ناقة للقحه فكان المجموع أربعمائة ومعنى ذلك أنها بعد عامين سوف
تكون ثمان مائة ناقة بصفة أن النياق كل واحدة منها كما ذكرت للقحه وكل هذه الإبل سلمها ابن
حميد لضيفه ولم يقف إكرام ابن حميد لضيفه عند هذا الحد بل سعى له بالنكاح من فتاة من أجمل
فتيات أسرته وهباً له جميع تكاليف الزواج من فراش وبيت له من جديد وزوده بالمؤونه الكافية
من قمح وتمر وسمن وقهوة وما يلزمه من مصاريف البيت لمدة طويلة.وقد عاش ابن فتنان وابن حميد
كالإخوان الشقيقين إلى أن فرقهما الدهر بموت أحدهما
وهكذا الناس لناس والكل بالله عزوجل ولا يجبر عثرت كريم ألا كريم
انتهت السالفة والسلام عليكم
من المعروف إن العداوة بين قبيلة قحطان وقبيلة عتيبة كانت من أعنف وأشد ما توصف به
العداوات وذلك من عهد قديم إلى إن انتهت تلك النعرات القبلية و الغزوات الجاهلية وولت إلى
غير رجعه ولكن رغم ذلك كله نجد أن أحد فرسان قحطان وكرمائهم عندما عضه الدهر بنابه وقسي
عليه الزمان بلا رحمه نجده ذهب إلى فارس من فرسان قبيلة عتيبة وحل بداره ضيفاً بدون إن يشكو
أمره له وإنما مجرد ما قصده في ساعة محنته عرف العتيبي أنه لم يأت أليه عدوه اللدود بهذه الفترة
بالذات ألا وهو مستنجد بمروءته .وهذا ما وقع فعلاً من سلطان بن هندي ابن حميد أمير برقاء المتفرعة
من قبيلة عتيبة وبين محمد بن فتنان آل روق القحطاني .ولنأتي أولا بذكر المحنة التي من نتايجها
وأسبابها أضطر ابن فتنان بأن يذهب إلى ابن حميد عندما هجم أحد الغزاة على أبل ابن فتنان وظفرو
بنهبها كاملة وعندما بلغه ذلك الخبر امتطى فرسه وذهب متبعا اثر المعتدين قاصدا أن يسترد أبله
ولما لحق بهم وحمي الماقف بينه وبين الغزاة أطلق الغازون سهما أصاب مقتلا من فرسه فسقطت
ميتة فعاد الى أهله فاقداً أبله وفرسه..وكانت المصيبة الكبرى انه حينما وصل أهله وجد غزاة آخرين
صبوا غارتهم على أهله بغيابه ونهبوا الرواحل التي تقل بيته في حالة رحيله وبالاضافه إلى ذلك انه
وجد زوجته ميتة من أثر رصاصة طائشة من أسهم الغزاة أصابت مقتلا منها..فأصبح صفر اليدين من
جميع مايملكه..فلم يرد يدا إن يذهب إلى سلطان بن حميد الذي كما ذكرت أنفا هو من ألد أعدائه واكبر
خصومه وما أن نزل بساحته حتى استقبله بأقصى ما يمكن إن يستقبل به كريم كريما من أمثالة
وكان أول عمل قام به ابن حميد هو إن نحر عددا من نياقه السمان كضيافة له من ناحية ومن ناحية
أخرى قام بتنفيذ ما ينوي القيام به من جبر عثرة مستنجدة وضيفه ودعا على شرف ضيافته عدداً من
رجال عشيرته وعندما انتهى قومه من الضيافة وزع على كل فرد منهم عقالا وقد جرت العادة بحالة
كهذه إن من يعطيه رئيس القبيلة عقالاً فان هذا يعني إن هناك حاجه تشير الى عمل تكتلي اجتماعي
يقتضي من كل فرد بأن يأتي بناقة من خيرة أبله ليقدمها لرئيس قبيلته والرئيس بدوره يجمع هذه
النياق ويتصرف بها بما يعود نفعه المادي أو المعنوي لرجال قبيلته وبعد لحظات سريعة عاد رجال
القبيلة وكل واحد يسوق ناقة للقحه فكان المجموع أربعمائة ومعنى ذلك أنها بعد عامين سوف
تكون ثمان مائة ناقة بصفة أن النياق كل واحدة منها كما ذكرت للقحه وكل هذه الإبل سلمها ابن
حميد لضيفه ولم يقف إكرام ابن حميد لضيفه عند هذا الحد بل سعى له بالنكاح من فتاة من أجمل
فتيات أسرته وهباً له جميع تكاليف الزواج من فراش وبيت له من جديد وزوده بالمؤونه الكافية
من قمح وتمر وسمن وقهوة وما يلزمه من مصاريف البيت لمدة طويلة.وقد عاش ابن فتنان وابن حميد
كالإخوان الشقيقين إلى أن فرقهما الدهر بموت أحدهما
وهكذا الناس لناس والكل بالله عزوجل ولا يجبر عثرت كريم ألا كريم
انتهت السالفة والسلام عليكم