أبوعبدالله
16-01-2007, 06:52 PM
بناء على طلب الأخ/أبوزيد لمحاولة تحليل الشخصية التي طرحها تحت عنوان(قصته ، ساعدوني في حلها)،ونظرا لرغبته في التطرق إلى موضوع النكوص والمرحلة الذهبية فقد آثرت أن افرد لها موضوعاً مستقلاً .وإني لأعتذر جداً لكم ولرواد المجالس أيضاً لتأخري في الرد . قد يقول أحدكم "لا تعتذر" وأقول لما "منحني" مشرف مجالس قحطان(جعله يسلم) (القلم الذهبي)زادت مسؤوليتي في هذا القسم(منتدى الكتاب)، ناهيك عن المشاغل والارتباطات الأخرى.وأود أن أحيطكم بأنني لست إلا شخص عادي ، وليس طبيب لا من قريب أو بعيد.لذا وجب التنويه ولا يغني صاحب الشخصية عين الناقش من زيارة الطبيب لتحليل شخصيته وتحديد العلاج المناسب لها.
بالاطلاع على الموضوع آنف الذكر تبين قلة البيانات عن صاحب الشخصية وشح المعلومات إذ لم تكن سوى لمحات عامة لا يعول عليها أو لنقل (خلفية مقتضبة) ويبدو أن صاحب هذه الشخصية يشعر بمقام رفيع لنفسه فيما بعد-هكذا حكمه الفردي-ولازالت تراوده هذه الفكرة لكن البيئة المحيطة به لاتساعده على ذلك أو أنه لم يتكيف فيها.إذن ، لابد من بيئة مناسبة حاضنة لتساعده على الإبداع وتفريغ طاقة مخزونه الذهني المتراكمة في نشاطات إبداعية يراها بنفسه لا غيره .وللتفاوت الكبير بينه وأقرانه في المستوى الفكري والإبداعي بدأ ينفر من أقرانه ولا يخالطهم وهذا ليس خوفاً بل محاولة منه للبحث عن أقران يوافقونه في التفكير وينسجمون معه في الإبداع وهي البيئة التي يبحث عنها دوماً إن صح التعبير.فقد تعن له فكرة إبداعية أيما إبداع فتظهر شاحبة في مخيلة بعضهم وقد تنفر المبدع.إن تباين التفكير لديه أو مستوى ذكائه يبز مستوى ذكاء الآخرين من حوله فشتان بين الثراء والثريا.ومن سياق القراءة والمناقشة ظهر أن صاحب الشخصية بدأ ينهج طريقة خاصة في التفكير مع تقدمه في العمر فتغيرت شخصيته وهذا ربما راجع إلى محاولته التكيف مع محيطة والمتغيرات من حوله رغم عدم رضاه عن ذلك كما يبدو.كما بدأ الانزياح النفسي لديه أو لنقل النفور النفسي من الأقران بصريح العبارة .فالمبدع يميل دائماً إلى استغلال البيئة من حوله فإن ناسبته وإلا بحث عن بديل وقد ينطوي على نفسه . إن ارتفاع الطاقة الإبداعية لديه وعدم وجود حاضن له ولأفكاره قد يحمله على العودة إلى مرحلة ما جميلة أثناء مراحل عمره ليبدأ من جديد.وهي تشبه لحد ما إلى (استعادة النظام: حينما يتعطل الحاسوب ويعجز أحدهم عن إصلاحه يلجأ إلى إجراء"استعادة النظام"فيعود النظام إلى سابق عهده الذهبي"حالته الصحيحة"التي كان عليها فيعود الحاسوب للعمل من جديد وكأن شيئاً لم يكن).ونظراً لمثول ماضي الشخص أمامه وفي مخليته فقد تكون –ولا أجزم-أنها حالة عودة(نكوص) إلى عهد زاهر إبان حياته أو "المرحلة الذهبية" كما أسميتها وهو ما يسمونها في علم النفس بـ"نقاط التثبيت" لثبات النفس واستقرارها .فهو يواجه بيئة غير ملائمة أو ربما لديه مشكلة عويصه لايقدر على حلها أو مواجهتها فليجأ إلى النكوص كما أسلفنا.
وأود أن أؤكد بأن الماضي ، ماضي لا يعود ولايمكن عودة اللبن في الضرع فعلى المرء أن يدع ما خلف ظهره للتاريخ ولا يعود لقراءته لأنه كما يقال(لايجمل ولا يكمل) ولن يتحقق شيئاً مما مضى ابدأ.ولا مستحيل في الإقلاع عن التشبث بالماضي التليد الذي لايسمن أفكار المستقبل ولايغني الحاضر الآني.
(Regression)
النكوص : هو العودة إلى فترة مرت بها النفس إذ يبدي المرء تعلق نفسي شديد بالماضي فتظهر عليه تصرفات مغايرة أو شعور معين حين يواجه أحداث مشابهة لتلك التي مر بها يوما ما في حياته أو سلسلة أحداث متلاحقة لا يصمد أمامها .وتسمى"نقاط التثبيت" أي أن النفس حصل لها ثبات آنذاك كعهد زاهر لها ولما واجهت مثلاً مصاعب الحياة ومشاقها نهجت القهقري والعودة إلى الوراء محاولة إشباع النقص الحاصل وعند الاستقرار تحاول العودة أو التقدم.ويرى علماء النفس أن من مسببات النكوص الاضطرابات : العاطفية ، والنفسية ، والاكتئاب ، واضطراباته المختلفة ، البرود العاطفي ، والإجهاد .ولنأخذ مثلاً الاضطراب العاطفي فلو انفصل زوج ما عن زوجته فربما تعتريه اضطرابات عاطفية خاصة بعد ارتباطه معها ردحاً من الزمن فكأنما أودعها شحنة كبيرة من عواطفه وفجأة ينقطع هذا التواصل فتختل شخصيته إذ انقطع حبل الوصال(انقطع الدلو من الرشا)فيحاول الزوج التوازن فيما تناضل نفسيته للاستقرار مشابهة إلى حد كبير اضطراب المركب على قمم أمواج بحر عاتية فيما يحاول ربانه السيطرة عليه وإلا سينقلب ويغوص(نكص)إلى قاع البحر. فتحاول نفسه العودة إلى (العزوبية) قبل الارتباط حتى تتشبع من جديد وتسترد عافيتها ثم تبدأ بالصعود إما بالارتباط من جديد بـ(زوجة) أو تتماثل للشفاء ومن المحتمل ان الشخصية التي نحن بصددها(مبدعه أو عبقرية) والله أعلم.
ولقد لاحظت أن أحد أقاربي البالغ 30 عاماً تقريباً حينما يكون حاضراً في (مناسبة عشاء أو غداء) فإنه ينهج أسلوباً غريباً عجيباً مع الكبير أو الصغير(ممن يعرفهم جيداً) حيث يبدأ الحديث معهم ويمازحهم وكأنه في عمر 10 أعوام وأقل إذ يقص عليهم بعض الحكايات أو الأخبار وكأنه طفلاً في العاشرة مبدياً حركات طفولية وهو في الوقت ذاته يتمنى فعلاً أن لو كان كذلك دونما أن يدري.
ولازال الغموض يكتنف هذه الشخصية لقلة البيانات والمعلومات عنها .
سلامي للجميع
بالاطلاع على الموضوع آنف الذكر تبين قلة البيانات عن صاحب الشخصية وشح المعلومات إذ لم تكن سوى لمحات عامة لا يعول عليها أو لنقل (خلفية مقتضبة) ويبدو أن صاحب هذه الشخصية يشعر بمقام رفيع لنفسه فيما بعد-هكذا حكمه الفردي-ولازالت تراوده هذه الفكرة لكن البيئة المحيطة به لاتساعده على ذلك أو أنه لم يتكيف فيها.إذن ، لابد من بيئة مناسبة حاضنة لتساعده على الإبداع وتفريغ طاقة مخزونه الذهني المتراكمة في نشاطات إبداعية يراها بنفسه لا غيره .وللتفاوت الكبير بينه وأقرانه في المستوى الفكري والإبداعي بدأ ينفر من أقرانه ولا يخالطهم وهذا ليس خوفاً بل محاولة منه للبحث عن أقران يوافقونه في التفكير وينسجمون معه في الإبداع وهي البيئة التي يبحث عنها دوماً إن صح التعبير.فقد تعن له فكرة إبداعية أيما إبداع فتظهر شاحبة في مخيلة بعضهم وقد تنفر المبدع.إن تباين التفكير لديه أو مستوى ذكائه يبز مستوى ذكاء الآخرين من حوله فشتان بين الثراء والثريا.ومن سياق القراءة والمناقشة ظهر أن صاحب الشخصية بدأ ينهج طريقة خاصة في التفكير مع تقدمه في العمر فتغيرت شخصيته وهذا ربما راجع إلى محاولته التكيف مع محيطة والمتغيرات من حوله رغم عدم رضاه عن ذلك كما يبدو.كما بدأ الانزياح النفسي لديه أو لنقل النفور النفسي من الأقران بصريح العبارة .فالمبدع يميل دائماً إلى استغلال البيئة من حوله فإن ناسبته وإلا بحث عن بديل وقد ينطوي على نفسه . إن ارتفاع الطاقة الإبداعية لديه وعدم وجود حاضن له ولأفكاره قد يحمله على العودة إلى مرحلة ما جميلة أثناء مراحل عمره ليبدأ من جديد.وهي تشبه لحد ما إلى (استعادة النظام: حينما يتعطل الحاسوب ويعجز أحدهم عن إصلاحه يلجأ إلى إجراء"استعادة النظام"فيعود النظام إلى سابق عهده الذهبي"حالته الصحيحة"التي كان عليها فيعود الحاسوب للعمل من جديد وكأن شيئاً لم يكن).ونظراً لمثول ماضي الشخص أمامه وفي مخليته فقد تكون –ولا أجزم-أنها حالة عودة(نكوص) إلى عهد زاهر إبان حياته أو "المرحلة الذهبية" كما أسميتها وهو ما يسمونها في علم النفس بـ"نقاط التثبيت" لثبات النفس واستقرارها .فهو يواجه بيئة غير ملائمة أو ربما لديه مشكلة عويصه لايقدر على حلها أو مواجهتها فليجأ إلى النكوص كما أسلفنا.
وأود أن أؤكد بأن الماضي ، ماضي لا يعود ولايمكن عودة اللبن في الضرع فعلى المرء أن يدع ما خلف ظهره للتاريخ ولا يعود لقراءته لأنه كما يقال(لايجمل ولا يكمل) ولن يتحقق شيئاً مما مضى ابدأ.ولا مستحيل في الإقلاع عن التشبث بالماضي التليد الذي لايسمن أفكار المستقبل ولايغني الحاضر الآني.
(Regression)
النكوص : هو العودة إلى فترة مرت بها النفس إذ يبدي المرء تعلق نفسي شديد بالماضي فتظهر عليه تصرفات مغايرة أو شعور معين حين يواجه أحداث مشابهة لتلك التي مر بها يوما ما في حياته أو سلسلة أحداث متلاحقة لا يصمد أمامها .وتسمى"نقاط التثبيت" أي أن النفس حصل لها ثبات آنذاك كعهد زاهر لها ولما واجهت مثلاً مصاعب الحياة ومشاقها نهجت القهقري والعودة إلى الوراء محاولة إشباع النقص الحاصل وعند الاستقرار تحاول العودة أو التقدم.ويرى علماء النفس أن من مسببات النكوص الاضطرابات : العاطفية ، والنفسية ، والاكتئاب ، واضطراباته المختلفة ، البرود العاطفي ، والإجهاد .ولنأخذ مثلاً الاضطراب العاطفي فلو انفصل زوج ما عن زوجته فربما تعتريه اضطرابات عاطفية خاصة بعد ارتباطه معها ردحاً من الزمن فكأنما أودعها شحنة كبيرة من عواطفه وفجأة ينقطع هذا التواصل فتختل شخصيته إذ انقطع حبل الوصال(انقطع الدلو من الرشا)فيحاول الزوج التوازن فيما تناضل نفسيته للاستقرار مشابهة إلى حد كبير اضطراب المركب على قمم أمواج بحر عاتية فيما يحاول ربانه السيطرة عليه وإلا سينقلب ويغوص(نكص)إلى قاع البحر. فتحاول نفسه العودة إلى (العزوبية) قبل الارتباط حتى تتشبع من جديد وتسترد عافيتها ثم تبدأ بالصعود إما بالارتباط من جديد بـ(زوجة) أو تتماثل للشفاء ومن المحتمل ان الشخصية التي نحن بصددها(مبدعه أو عبقرية) والله أعلم.
ولقد لاحظت أن أحد أقاربي البالغ 30 عاماً تقريباً حينما يكون حاضراً في (مناسبة عشاء أو غداء) فإنه ينهج أسلوباً غريباً عجيباً مع الكبير أو الصغير(ممن يعرفهم جيداً) حيث يبدأ الحديث معهم ويمازحهم وكأنه في عمر 10 أعوام وأقل إذ يقص عليهم بعض الحكايات أو الأخبار وكأنه طفلاً في العاشرة مبدياً حركات طفولية وهو في الوقت ذاته يتمنى فعلاً أن لو كان كذلك دونما أن يدري.
ولازال الغموض يكتنف هذه الشخصية لقلة البيانات والمعلومات عنها .
سلامي للجميع