المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان الشيخ العلامة البراك حول مقتل صدام....


سعيد آل حازب
09-01-2007, 09:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كما قيل : ( الفتنة إذا أقبلت عرفها العلماء وإذا أدبرت عرفها كل أحد )
أحببت أيها الإخوة أن أضع بين أيديكم هذا البيان للشيخ عبدالرحمن البراك حول هذه الفتنة.


](بيان الشيخ البراك حول صدام حسين *
غير مأسوف على صدام ، وقد أفضى إلى ما قدم



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد :
فمن المعلوم أن صدام أحد قادة حزب البعث العربي والمعروف أن حزب البعث يقوم على مبادئ جاهلية وإلحادية وكان أمين الحزب ميشيل عفلق النصراني ولم يُعلم أن صداما أعلن براءته من حزب البعث بعد احتلال الأمريكان للعراق ولا قبل ذلك .
وأما ما يتظاهر به من الإسلام والنطق بالشهادتين ؛ فلا يكفي ؛ فإن كثيراً من الملاحدة المنتسبين إلى الإسلام يتكلمون بالشهادتين ويتمسحون بالإسلام .
وعلى هذا فنفوض أمر صدام إلى الله ولا نحكم عليه فيما بينه وبين الله ؛ ولا نترحم عليه ؛ ولا نصلي عليه لو قُدم للصلاة عليه ؛ لأن كل ما أظهره لا يدل على انتقاله عما كان عليه وما اشتهر به من زعامته لحزب البعث والإيمان بمبادئه.
، وأما الذين قتلوه فهم الصليبيون والرافضة ، وعداواتهم له سياسية .
وكذلك يعاديه الرافضة من جهة انتسابه لأهل السنة

وأما اختيار يوم العيد لقتله يظهر أنه مضاهاة لقتل أميرٍ من أمراء دولة بني أمية وهو خالد القسري للجعد بن درهم _ إمام المعطلة _ حيث قتله يوم عيد الأضحى وقال : ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضحي بالجعد بن درهم فإنه يزعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلم موسى تكليماً ، فنزل من المنبر فذبحه.. والرافضة تُوالي الجهمية المعطلة ولهذا اعتنقوا مذهب المعتزلة .
فنحن أهل السنة غير آسفين على قتل صدام فمثله مثل غيره من الزعماء الذين يحاربون الإسلام ويتشدقون بالإسلام ، و يظن النصارى والرافضة أن في قتله مراغمة لأهل السنة ، وهم واهمون في ذلك .
وإطاحة الأمريكان بدولة صدام ومعاونة الرافضة لهم، من عقوبة الله للظالمين بالظالمين وقد يُسلَّط على الشرير من هو أشر منه

.. ونسأل الله سبحانه أن يعز الإسلام والمسلمين وأن ينصر المجاهدين في العراق وفي كل مكان .. [/size])

معيض بن صميع
09-01-2007, 11:50 AM
أيها الأخ الكريم :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أقول للعلامة جزاه الله خير أن في هذه الفتوى تعارض مع ماورد في أحاديث أصدق البشر صلى الله علية وسلم

وسؤالي هو أين يقف الشيخ من حديث :

(من قال لا إله إلا الله ثم مات دخل الجنة )، وحديث الأعمال بخواتيمها ؟

وأين يقف الشيخ من قول أفضل البشر عليه الصلاة والسلام لأحد صحابته كما جاء في حديث

أسامة بن زيد وأخرجه البخاري : ( هلا شققت عن قلبه) ؟

ثم هل هو صحيح أنه لا يوفق الله سبحانه وتعالى لقول أعظم كلمة ٍ في التاريخ والتي لو

وزنت السموات والأرضين لوزنتهما ،وهي لا إله إلا الله ، إلا من أراد به الرب خيرا ً ؟

وقد نقلت لنا الأخبار ورأى الكثير من عباد الله أ ُ ناسا ً يموتون ويلقنون الشهادة

ثم لا يوفقهم الله سبحانه لقولها لما سبق عليهم من الكتاب ، أو لحكمة البارئ المدبر

الرحمن الرحيم تبارك وتعالى ، ولا أحد يضمن أن يوفق لقولها عند موته ، وإنما هو

بتوفيق الله تعالى ، ونسأل الله التوفيق لقول هذه الكلمة العظيمة عند الموت ونسأله

عز وجل أن يوفقنا لما يحب ويرضى .

وجزى الله الجميع خيرا ً.

سعيد آل حازب
09-01-2007, 06:40 PM
( إنَّ صدَّام حسين كان يعلن انتماءه لحزب البعث العربي الاشتراكي -الكافر- بل إنه أحد دعائمه، وقد حارب الله ورسوله أيام حكمه وقتل من العلماء والمصلحين والأبرياء ما الله به عليم، وكان يحكم شعبه بغير ما أنزل الله، وجرَّ على شعبه وعلى الأمة الإسلامية الويلات والدمار، وكان يتحدث باسم البعث لا باسم الله، ثم نُقل عنه بالتواتر من أهل العراق أنه قد تغير في نهاية حكمه للعراق وربما صحب هذا الزعم شيءٌ من المبالغة، وقد وُجد في زمن المتناقضات من يرفع شعار الإسلام ويحاربه في آن واحد!، فإذا لاحظت ذلك كُلَّه ثُم أضفت إليه أن العلماء نصُّوا على أن من كان مرتكباً ناقضاً من نواقض الإسلام ولكنه ينطق بالشهادتين على وجه العادة فهو كافر حتى يتبرأ من هذا الناقض = علِمتَ مأخذ من حكم بكفر صدَّام وعدم الترحم عليه من العلماء . )
من كلام الشيخ علوي السقاف.

حسن البشري
09-01-2007, 06:52 PM
الاخ سعيد ال حازب حفظه الله

اقول والله اعلم... لو ان الله لم يريد لذلك الرجل خيرا لجعله يلعن ويتساب مع اعدائه الشيعه حينما كان على حبل المشنقه ..

اقول وهذه وجهة نظر خاصه واظن الكثير يوافقني عليها . اننا لانستطيع بالحكم على شخصا ما باي شي بسبب اننا لا نعلم الغيب ز ولعل صدام اسلم وهو في سجنه . وما تدري لعل الله هداه .


ودليل ذلك ان الله سبحانه وتعالى الهمه بان ينطق الشهادتين بدلا من تبادل الحديث مع الشيعه .

ونحن كنا نرا صدا سريع الانفعال بالمحكمه فلماذا لم ينفعل في المشنقه فلرما الله الهمه ذلك.

نسال الله العلي العظيم ان يجازيه بالاحسان احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا ان كان قد انتمى الى المسلمين.

واساله عز وجل ان يرينا في اعدائنا يوما اسودا ... انه ولي ذلك والقادر عليه .

سعيد آل حازب
09-01-2007, 09:39 PM
الاخ سعيد ال حازب حفظه الله

اقول والله اعلم... لو ان الله لم يريد لذلك الرجل خيرا لجعله يلعن ويتساب مع اعدائه الشيعه حينما كان على حبل المشنقه ..

اقول وهذه وجهة نظر خاصه واظن الكثير يوافقني عليها . اننا لانستطيع بالحكم على شخصا ما باي شي بسبب اننا لا نعلم الغيب ز ولعل صدام اسلم وهو في سجنه . وما تدري لعل الله هداه .


ودليل ذلك ان الله سبحانه وتعالى الهمه بان ينطق الشهادتين بدلا من تبادل الحديث مع الشيعه .

ونحن كنا نرا صدا سريع الانفعال بالمحكمه فلماذا لم ينفعل في المشنقه فلرما الله الهمه ذلك.

نسال الله العلي العظيم ان يجازيه بالاحسان احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا ان كان قد انتمى الى المسلمين.

واساله عز وجل ان يرينا في اعدائنا يوما اسودا ... انه ولي ذلك والقادر عليه .


بارك الله فيك على اسلوبك الجميل يا أخ حسن

المسألة ليست مسألة احتمالات وظن وعاطفة تنسينا ما فعله صدام حسين فأنا لا أدعو عليه ولا أمدحه ولاأترحم عليه لأن أمره إلى الله ولا نعلم عنه توبة إلى الله عن معتقداته البعثية الكفرية بل كان إلى أيام محاكمته يردد شعارات البعث.

لذلك نقول كما قال العلامة البراك: ذهب غير مأسوف عليه وقد أفضى إلى ما قدم وأمره إلى الله.

ماجدالقريشي
09-01-2007, 09:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

بل اني اقول رحم الله صدام

الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستغفر لعمه وهو على غير الملة

وما يظهر لنا ان صدام نطق بالشاهدتين التي هي الركن الاول والرابط الاول الموصل الى الاسلام


وانا اضم صوتي الى الاخ معيض بن صميع والله اعلم

سعيد آل حازب
09-01-2007, 10:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

بل اني اقول رحم الله صدام

الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستغفر لعمه وهو على غير الملة

وما يظهر لنا ان صدام نطق بالشاهدتين التي هي الركن الاول والرابط الاول الموصل الى الاسلام


وانا اضم صوتي الى الاخ معيض بن صميع والله اعلم


يا مرحبا يأخ ماجد

القضية الأولى
قضية استغفار الرسول صلى الله عليه وسلم لعمة تحتاج اثبات
اللي أعرفه عن ايراهيم عليه السلام أنه قال لأبيه : ( سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً ) مريم/47 .

وظل إبراهيم يستغفر لأبيه ويرجو ربه هدايته فلما تبن له أنه عدو لله تبرأ منه وترك الاستغفار له قال تعالى : ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلاّ عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم ) التوبة/114 .

القضية الثانية
أن شهادة ألا إله إلا الله لها شروط؟
وإلا بماذا تفسر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إلا بحقها ).

حرقي العرين
09-01-2007, 10:29 PM
للة درك يابن صميع ياصاحب التفكير المستقل اخوتي بامانة
من اهم اسباب تخلفنا اننا تعودنا على ان يفكر لنا شخص ونحن الالاف مجرد تكملة عدد طبعا كلامي لاينسحب على هذة القضية فقط على مجمل حياتنا ياجماعة اوكد لكم ان عبادة الشخصية امر مزعج لة تكاليفة فكل شخص في هذا الكون يؤخذ منه ويرد الا الا رسول الله علية وسلم ...

اخوتي : ان الكتب التي يقراء منها توجد في المكتبات وباسعار زهيدة
يجب ان لانفكر بطريقة جماعية بل فردية ثم نتفق عليها في صيغة جماعية .......
اخوتنا .........مللنا نعتقد جازمين في كثير من الاراء لاشخاص لايحملون طبعا قداسة ثم يضهر في مراجعه او استدراك يعود فيه عن راية لاعتبارات مختلفة
مما يسبب عند الناس اضطراب وتردد بل ان بعضهم قد اتخذ قرارا كلفة الكثير
اتمنى لكم التوفيق والسداد

سعيد آل حازب
09-01-2007, 10:37 PM
أيها الأخ الكريم :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أقول للعلامة جزاه الله خير أن في هذه الفتوى تعارض مع ماورد في أحاديث أصدق البشر صلى الله علية وسلم

وسؤالي هو أين يقف الشيخ من حديث :

(من قال لا إله إلا الله ثم مات دخل الجنة )، وحديث الأعمال بخواتيمها ؟

وأين يقف الشيخ من قول أفضل البشر عليه الصلاة والسلام لأحد صحابته كما جاء في حديث

أسامة بن زيد وأخرجه البخاري : ( هلا شققت عن قلبه) ؟

ثم هل هو صحيح أنه لا يوفق الله سبحانه وتعالى لقول أعظم كلمة ٍ في التاريخ والتي لو

وزنت السموات والأرضين لوزنتهما ،وهي لا إله إلا الله ، إلا من أراد به الرب خيرا ً ؟

وقد نقلت لنا الأخبار ورأى الكثير من عباد الله أ ُ ناسا ً يموتون ويلقنون الشهادة

ثم لا يوفقهم الله سبحانه لقولها لما سبق عليهم من الكتاب ، أو لحكمة البارئ المدبر

الرحمن الرحيم تبارك وتعالى ، ولا أحد يضمن أن يوفق لقولها عند موته ، وإنما هو

بتوفيق الله تعالى ، ونسأل الله التوفيق لقول هذه الكلمة العظيمة عند الموت ونسأله

عز وجل أن يوفقنا لما يحب ويرضى .

وجزى الله الجميع خيرا ً.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الأخ معيض بارك الله فيك الإستدلال بحديث أسامة في هذا الموضع في غير مكانه
لأن ذلك الشخص كان كافرا أصلياً فيكفيه الدخول في الإسلام النطق بالشهادتين

أما غيره فيحتاج أن يتبرأ من الكفريات التي عنده.






تنبيه مهم لمن أراد المشاركة في هذا الموضوع:


لابد من احترام العلماء الكبار الذين لهم قدرهم وكلمتهم المسموعة عندكافة أهل السنة والجماعة
خاصة أن الشيخ الراك يعتبر من أئمة أهل السنة والجماعة.

سعيد آل حازب
09-01-2007, 10:38 PM
للة درك يابن صميع ياصاحب التفكير المستقل اخوتي بامانة
من اهم اسباب تخلفنا اننا تعودنا على ان يفكر لنا شخص ونحن الالاف مجرد تكملة عدد طبعا كلامي لاينسحب على هذة القضية فقط على مجمل حياتنا ياجماعة اوكد لكم ان عبادة الشخصية امر مزعج لة تكاليفة فكل شخص في هذا الكون يؤخذ منه ويرد الا الا رسول الله علية وسلم ...

اخوتي : ان الكتب التي يقراء منها توجد في المكتبات وباسعار زهيدة
يجب ان لانفكر بطريقة جماعية بل فردية ثم نتفق عليها في صيغة جماعية .......
اخوتنا .........مللنا نعتقد جازمين في كثير من الاراء لاشخاص لايحملون طبعا قداسة ثم يضهر في مراجعه او استدراك يعود فيه عن راية لاعتبارات مختلفة
مما يسبب عند الناس اضطراب وتردد بل ان بعضهم قد اتخذ قرارا كلفة الكثير
اتمنى لكم التوفيق والسداد

الأخ حرقي العرين

كلامك أخي الكريم غير متناسق، أفكار غير مرتبة.


عموما حياك الله.

حرقي العرين
09-01-2007, 11:13 PM
الاخ/ سعيد ال حازب..........................
انا أحب الاحتلاف بشروطة التي تحترم الاخرين

واانا لست حجة في هذا الموضوع ولكنني اعتقد جازما انه كانك لديك خيارات توصل نفس الرسالة التي بعثت بها في


شكل (Dogmatism) لايوضح الفكرة وانما يبعث على الجفاء ولكنني اهمس في اذنك واقول لن ازعل فالاختلاف لايفسد
للود قضية.......................


على آمل ان نلتقي على دروب الخير

أبو زيد
10-01-2007, 12:35 AM
عدة نقاط:
# أتمنى من أخي سعيد أن يزودنا بسيرة الشيخ البراك.
# للخروج من المأزق نقول: (نسأل الله إن كان صدام قد تاب أن يقبل توبته ويرحمه)
# هذه مشكلتنا الأزلية نختلف فيما لا فائدة من الاختلاف فيه.
#الـ (dogmatism) تُعالَج بـ(de-dogmatism) هههههه ذكرتني بالبدايات.



أبو زيد
يحيييييي المحترمين

آل معمر
10-01-2007, 01:51 AM
رحم الله صدام وغفر له وأسكنه الجنة
هو القائد العربي الوحيد الذي قال لأمريكا لا

هو من وقف في وجه المد الشيعي الصفوي لعقود طويلة

نعم لقد كان واقفا في وجه الشيعة وقوفا قويا

ولكن بعد أن ذهب وتولت الشيعة انظروا ماذا فعلوا وانظروا إلى ماذا يخططون

المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الرئاسة إلى/ قيادات المكاتب والفروع م/ بيان سري وعاجل.
بتوجيه ورعاية سماحة آية الله العظمى السيد "علي خامنئي", المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران (دام ظله) وتحت شعارات (شيعة علي هم الغالبون ) تم عقد المؤتمر التأسيسي الموسّع لشيعة العالم في مدينة "قم" المقدسة، حضره كافة قيادات الأحزاب الشيعية والمراجع ورؤساء الحوزات الدينية والأساتذة والمفكرين والباحثين، وتم مناقشة عدة جوانب مهمة وخرج بالتوصيات التالية :

1 - ضرورة تأسيس منظمة عالمية تسمى (منظمة المؤتمر الشيعي العالمي )، ويكون مقرها في إيران وفروعها في كافة أنحاء العالم، ويتم تحديد هيئات المنظمة وواجباتها، ويتم عقد مؤتمر خاص خلال كل شهر.


2 - دراسة وتحليل الوضع الراهن على الساحة الإقليمية والإستفادة من تجربتنا الناجحة في العراق، وتعميمها على بقية الدول وأهمها السعودية (قلعة الوهابية الكفرة) والأردن (عميل اليهود) واليمن ومصر والكويت والإمارات والبحرين والهند وباكستان وأفغانستان، والتأكيد على الخطة الخمسينية والعشرينية، والبدء بتطبيقها فورًا .

3 - بناء قوات عسكرية غير نظامية لكافة الأحزاب والمنظمات الشيعية بالعالم عن طريق زجّ أفرادها في المؤسسات العسكرية والأجهزة الأمنية والدوائر الحساسة، وتخصيص ميزانية خاصة لتجهيزها وتسليحها وتهيئتها؛ لدعم وإسناد إخواننا في السعودية واليمن والأردن.

4 - استثمار كافة الإمكانيات والطاقات في كافة الجوانب وتوجيهها لخدمة الأهداف الإستراتيجية للمنظمة، والتأكيد على احتلال الوظائف التربوية والتعليمية.

5 - التنسيق الجدي والعملي مع كافة القوميات والأديان الأخرى واستغلالها بشكل تام؛ لدعم المواقف والقضايا المصيرية لأبناء الشيعة بالعالم، والابتعاد عن التعصّب الذي يصب لمصلحة أبناء العامة.


6 - تصفية الرموز والشخصيات الدينية البارزة لأبناء العامة، ودس العناصر الأمنية في صفوفهم للإطلاع على خططهم ونواياهم.

7 - على كافة المرجعيات والحوزات الدينية في العالم تقديم تقارير شهرية، وخطة عمل سنوية لرئاسة المؤتمر، تتضمن كافة المعوقات والإنجازات في بلدانهم والمقترحات اللازمة لتحسين وتطوير أدائها.

8 - إنشاء صندوق مالي عالمي مرتبط برئاسة المؤتمر وتُفتح له فروع في كافة أنحاء العالم، وتكون الموارد أحيانًا جمع الأموال من الحكومات العرفية، وخاصة العراق، وتبرعات التجار الأثرياء، وزكاة الخمس، وكذلك التنسيق مع الجمعيات والمنظمات الخيرية والإنسانية؛ لاستلام المساعدات والمعونات المادية لدعم متطلبات المؤتمر الإدارية والإعلامية والعسكرية.


9 - تشكيل لجنة متابعة مركزية لتنسيق الجهود في كافة الدول، وتقويم أعمالها.


10 - متابعة الدول والسلطات والأحزاب، وشنّ حرب شاملة ضدها في كافة المجالات، وأهمها المجال الاقتصادي من خلال تشجيع الصادرات الإيرانية، ومقاطعة البضائع السعودية والأردنية والسورية والصينية.


المكتب السياسي للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بغداد






يا ترى لو كان صدام باقيا في الحكم يا ترى هل سنشاهد مثل هذه التقارير
صدام له حسنات وله سيئات

وقد تشهد قبل وفاته فهو مسلم سني

رحمه الله وغفر له

معيض بن صميع
10-01-2007, 02:04 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الأخ معيض بارك الله فيك الإستدلال بحديث أسامة في هذا الموضع في غير مكانه
لأن ذلك الشخص كان كافرا أصلياً فيكفيه الدخول في الإسلام النطق بالشهادتين

أما غيره فيحتاج أن يتبرأ من الكفريات التي عنده.






تنبيه مهم لمن أراد المشاركة في هذا الموضوع:


لابد من احترام العلماء الكبار الذين لهم قدرهم وكلمتهم المسموعة عندكافة أهل السنة والجماعة
خاصة أن الشيخ الراك يعتبر من أئمة أهل السنة والجماعة.





وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



وجه الإستدلال بحديث أسامة رضي الله عنه ليس كما فهمت أنت بارك الله فيك



ووجه الإستدلال الذي أقصده أنه لا يعلم مافي القلوب إلا علام الغيوب جل في علاه



فعندما يقول رجل لا إله إلا الله ، فإن من يعلم صدقه مع الله هو الله عز وجل ، ليس أنا


أو أنت أو أي بشر ، وما يدريك لعل صدام قالها متبرئا ً بها من الكفريات التي ذكرتها لنا !!



لن تستطيع ولن يستطيع بشر أن يثبت عكس هذا فالنية والقصد وما في قلب الإنسان لا يعلمه


إلا الله ومن قال بغير هذا القول فهو ينازع علام الغيوب في علم الغيب ، معاذ الله من ذلك .




ثم إنه يا أخي الكريم وتعقيبا على جملة إحترام العلماء ، فهل تساؤلنا وسؤالنا لهؤلاء العلماء


من باب عدم الإحترام أم ماذا تقصد ؟!


إذا كان قصدك أن نؤمن إيمانا ً قطعيا ً بما يفتون به جزاهم الله وإياك خير فأنا أقول لك :



هناك قول للشيخ الفوزان تناقلته القنوات الفضائية وهو يشيد بمواقف فقيد الشرف والبطولة والشجاعة


ويقول إن أمر الرجل إلى الله شأنه كشأن خلقه ومن نطق بالشهادة قبل الموت دخل الجنة كما ورد


في الحديث ، وأنه يجوز أن نترحم على الفقيد وأن ندعو له .



وفي المقابل نجد عكس هذه الفتوى والقول فيما نقلته لنا مشكورا في فتوى الشيخ البراك


وأنا بناءً على ماذكرت لك أستحلفك بالحي القيوم أن تجيبني على هذا السؤال :



من نحترمُ من هذين العالمين الجليلين( إذا كان الإحترام يعني الإيمان بفتاواهما وبدون نقاش


أو تساؤل )، وفي ظل هذين القولين المختلفين المتعاكسين الغير متفقين في المعنى والقصد


والمضمون ؟ وهل أنه في حال تركت لنا الخيار في الإيمان بفتوى أحدهما دون الآخر معناه


أنني لو آمنت بفتوى الشيخ الفوزان وأنت كما يبدو مؤمن بفتوى الشيخ البراك أن أحدنا كافر ؟؟







فإذا كنت تقصد بالإحترام كما ذكرت لك ، وأن الإحترام ، هو نفس المعنى السابق ذكره



فمعاذ الله وأستجير بالله


أن أكون من الجاهلين .



إنه ومن باب أولى أخي الفاضل أن تحترم أنت وكل من على وجه الأرض من البشر علماء


كانوا أو حكام أو من أي جنس ٍ كان ، قول رسول رب العباد عليه الصلاة والسلام وهذا


هو الإيمان الواجب على كل نفس وهذا هو من يُحترم في المقام الأول ( وهذا بناءً على ما فهمنا من معنى الإحترام



الذي تطالبنا به ) ، وأن لا يناقش صلى الله عليه وسلم ولا يجادل ولا يرد عليه لأنه



ماينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، فعندما يخبرك من هو أعلم الناس وأفضل الناس


وصاحب الحوض المورود واللواء المعقود ومعلم الإنسانية وهادي البشرية وأعلم من قرأ القرآن


وجاهد حزب الشيطان


وأرسى قواعد العدل في الوجود وأفصح من نطق بلغة الضاد ، والرحيم بالعباد والذي يأتيه جبريل

عليه السلام وعلى الملائكة الكرام بالوحي من عند رب العباد تبارك ربنا وتعالى ، فعندما يخبرك


صلى الله عليه وسلم بأن من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة ، فالواجب أن تدع


المذهبية والقومية والحزبية والتعصب والتطرف والسياسة والإيمان الأعمى بقول متأخري البشر ،


وأن تؤمن إيمانا ً كاملا وبيقين ليس بعده يقين بقول سيد البشر عليه أفضل الصلاة والسلام .


وهذا الخطاب ليس لك أخي وحدك بل للشيخ البراك و كل من أتى بقول نرى أنه يتعارض مع


قول سيد البشر أيا كان إجتهاده وأيا كانت مبرراته ، أو فليتواضع كل من إجتهد وكل عالم ٍ


للإجابة على تساؤلاتنا عندما نقول إن هذا القول أو ذاك فيه مخالفة لنص من نصوص الكتاب


أو السنة ، فإذاكان لديه توضيح وإجابة لأسئلتنا فليأتنا بها فهذا لعمري هو واجبه الذي


سيسأله الله عنه وما ذاك إلا لعلم عنده ، ولا يحق لأحد أن يكتم علماً نحن المسلمون في أشد


الحاجة إليه في ظل تناقض الفتوى وإختلاف الأقوال وتعصب كل ذي رأي لرأيه ولرأي


شيخه ومعلمه .


أما إذا إذا كان الحق معنا ولو كنا أفقر البشر وأدناهم رتبا وعلما ، فلينهج


كل من سألناه منهج سيد البشرية عليه الصلاة والسلام ، فقد كان يمشي مع الطفل الصغير


والمرأة والعجوز ليقضي حاجاتهم ولم يكتم علما ولم يقل للمسلمين لا تسألوني ولا تناقشوني


بل كان الملاذ بعد الله عز وجل للمسلمين ، والمعلم والمربي والمجيب على أسئلتهم وإستفساراتهم


بل كان لا يستأثر بالرأي دونهم بل يجالسهم ويتدارس الرأي معهم ويأخذ برأيهم متى كان


صحيحا ولا غرابة في ذلك فهو عليه الصلاة والسلام من أدبّه ربه تبارك وتعالى فأحسن أدبه


لذلك فإنه و متى كان الحق في ما نقول فالواجب أن يتبع الحق كل من إجتهد فأخطأ .







وأنا هنا وغيري كثيرون نسأ ل مامعنى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال:



(من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة ).




أليست ( من كان آخر كلامه من الدنيا) تعنـــــــــــــــــــــــــي :



كل من كان بإستطاعته أن ينطق بلغة من لغات الجن والإنس ثم نطق وتكلم



وكان آخر كلامه وما نطق به في حياته قبل موته هو :



( لا إله إلا الله )



و هكذا بالضبط كما جاءت دون أن يضيف أي كلمةٍ أخرى ودون أن يشترط أن يعلن



هذا القائل توبته عن أي شئ أو أن يتراجع عن أي قرار كان قد إتخذه أو غير ذلك



بل هكذا كما ورد الحديث بالضبط كما هو ، حيث لم يقل صلى الله عليه وسلم ولم يشترط




على من قالها :



أن يكون خالصا ً بها قلبه كما أخبر في مواضع أخرى ومناسبات أخرى لقول هذه الكلمة



كمن يقولها عند إسلامه ،أ وكمن يأمر الله بإخراجه من النار بسبب أنه قال


هذه الكلمة في يوم من أيام حياته ،أوكمن يقولها و الأجل لم يدنو منه بعد بل باقي ٍ له في


العمر متسع ومن السنين والأيام حظ ونصيب .



لذلك لم يتم ذكر شروط لقولها سوى أن تكون آخر كلام المرء من الدنيا ، وفي رأيك أخي الكريم لماذا ؟



لأن المناسبة هنا مختلفة ، ووالذي أنزل القرآن بالحق على نبيه :


إنها لمناسبة ٌ مختلفة ، بل ولا يشابهها مناسبة أخرى ، كيف والموت قد حان وملك الموت


عليه السلام على بعد خطوات من القائل بها ؟!




فما بالك بمن وقف وحبل المشنقة قد طوّق رقبته وأعداؤه يتهكمون به

ويسمعونه السباب والشتام ؟!!




ولهذا فليس لأحدٍ الحق في أن يقيـّـد ما أطلق رسول الرحمة



صلوات الله وسلامه عليه .



أم أن للغة العربية أخي الكريم معاني سريّه وألغاز لا يدركها إلا القليل القليل من العلماء؟؟!!



لم يستثني الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلم في هذا الحديث من كان عنده


ناقض من نواقض الإسلام كما تزعم بل عمم وأطلق ولم يستثني أحدا ً أتدري لماذا


لأن لا إله إلا الله تقال في مناسبات عديده ، عند الدخول في الإسلام وعند الصلاة


وفي أي وقت يشاء البشر إلا في وقت واحد وفي موقف واحد إختص بحق إعطاءه


لمن يشاء من العباد لقول هذه الكلمة العظيمة ، وحده الخالق البارئ المصور الحق سبحانه


عز جاهه وجل ثناؤه وتبارك ربنا وتعالى ، وما ذاك إلا لحكـَــم ٍ يعلمها جل في علاه .


ولولا هذا لما أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بما أخبرنا به في الحديث السابق ، ودليل ما أقول :


هودليلٌ من الواقع الذي لا يستطيع أحدٌ إنكاره ، وهو أنه ليس كل من حان أجله يستطيع النطق بهذه الكلمة


وهذا معلومٌ وقد سمعناآلاف القصص والروايات تفيد بأن كثيرا من الناس يتم تلقينهم الشهادة عند الموت فلا


يتيسر لهم نطقها ، بل إن بعضهم يقوم عوضا عن ذلك بالغناء وآخر بالنداء بإسم حزبه الذي يؤمن به


وآخر بإسم حبيبته وهكذا كل ٌ ميسرٌ لما كتب الله له ، ووالذي نفسي بيده لن يوفـَّـق للنطق بها عند الموت


لتكون آخر كلامه من هذه الدنيا ، ليدخل الجنة بإذن الله ، إلا من أراد الله به خيرا ً، والرسول


الكريم يأمرنا ويعلمنا بأن نلقـِّن موتانا عند الموت (لا إله إلا الله )، تلقيناً ، وفي إختيار هذا اللفظ


(أي : التلقين )أكبر دليل على صعوبة تذكرها في ذلك الموقف وصعوبة النطق بها ، لأنها خاصة


بمن إختصه الله بها ، وخاصة بمن علم الله صدقه وإيمانه وأراد به خيرا ، لحكم يعلمها جل في


علاه.



فلماذا بعد هذا الحديث الذي لا لبس فيه يتم مصادرة حق الرجل رحمه الله في أن قالها ، ولماذا


يتم تجاهل هذه النهاية الحسنه كما أخبر الرسول الكريم ، أرجو أن يكون ذلك من تدليس الشيطان فحسب


لكي يستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ، وأرجو أن لايكون في المقابل حسدا ًمن قبل بعض العامة ، وأربأ


بعلماء الملة أن يكون للحسد في قلوبهم مكان حاشاهم ذلك ، فهم


يدركون معنى الحسد وعقابه وعواقبه ، ونحن نعلم كما يعلم غيرنا بأن كثيرا ً من الذين لا يراقبون الله


عز وجل فيما يقولون من أقوال ، لهم أهداف كثيرة منها السياسي ومنها الطائفي ومنها غير ذلك .






ثم ومن جهة ٍ أخرى فإن ماذكرته بخصوص ذلك الذي تقول أنه يقول :



ذهب صدام لما ذهب له أو شيئا ً كهذا فأقول لك وله ولكل من فرح بذهاب صدام :




عفــــــــــوا ً :


فماذا ستستفيد أمة الإسلام من بقاءكم أنتم ؟!!





إنه لم يذهب سوى رمز الشموخ الإسلامي ورمز الكرامة العربية


ورمز البطولة والشهامة والإباء والتضحية والثبات على الحق


لم يذهب سوى من وقف في وجه أعداء الأمة من الأمريكان والصليبيين



وأذنابهم من المنتمين زورا ً إلى هذه الأمة



ولم يذهب سوى من لم يبقى لنا بعده :




إلا المهـرولـــون ، فيما عدى من إختص الله برحمته.





ومن فرح بموت صدام هو من له نفس أهداف أمريكا وإسرائيل .





وختـــــــــــــاما ً



نسأل الله الحي القيوم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلا


ويرزقنا إجتنابه ، وأن يغفر لكل من مات على لا إله إلا الله وأن يرحم فقيد الشرف والإباء والبطولة والثبات


على الحق وجميع موتانا وموتى المسلمين وأن يغفر للمسلمين وللمسلمات إنه ولي ذلك والقادر عليه .


هذا والله أعلم ،،



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الزهيري المغترب
10-01-2007, 03:42 AM
سبحان الله
كثرة الروايات والخلافات بعد موت صدام





ولكن عسى الله يرحمه ولا يفتن المسلمين بعده

مشكور اخوي ال حازب

حرقي العرين
10-01-2007, 01:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}

لم أكن أتصور يوما من الأيام أنني سوف أعقب على بيان أو فتوى لفضيلة الشيخ البراك !! وهذا تصور خاطي بني في ذهني عل حين غفلة وإعراض عن منهج السلف الذي يرى أن شأن الناس في كل زمان ومكان، ما بين راد ومردود عليه، وكل مأخوذ من قوله ومتروك، إلا صاحب العصمة عليه - أفضل الصلاة والتسليم -. ...إذ المولى جل شأنه لم يدع الكمال إلا لنفسه ودينه..

ومع ذلك إلا أنني ـ حقا وصدقا ـ صعقت عندما قرأت بيان فضيلة الشيخ البراك حول صدام حسين ـ يرحمه الله ـ وقلت في نفسي ( ليته سكت وترك )

لقد تأثر بيان الشيخ بتساؤلات وأقاويل كثير من السطحيين وتفريعاتهم الأمية ، وتشقيقاتهم اللافقهية والمتمثلة بأسئلة شوهاء بتراء : لماذا لم يتب إلا بعد ثلاثين عاماُ..؟ وهل فعلاً قال لا إله إلا الله يريد بها وجه الله..؟ و أين تذهب تلك الدماء التي أراقها..؟ و هل نسيتم من هو حزب البعث ..؟ والرجل لم يعمل عملاً صالحا قط ..!! وكل ما أظهره من الإسلام لا يدل على انتقاله عما كان عليه وما اشتهر به من زعامته لحزب البعث والإيمان بمبادئه ..!! حتى بلغت السذاجة بأحدهم أن قال : ( وأقول للذين مازالوا يحبونه ويعظمونه بل وصل الأمر بالسفاهة إن يعتبروه شهيدا أقول لهؤلاء هل لو دعوت الله أن يحشركم معه في الآخرة هل ستقولون آمين ؟!!.حاشا لله ) أي سطحية وتسطيح للعقل أكثر من ذلك.؟! وأي تجاهل للنصوص الشرعية أعظم من هذا التجاهل .؟! وهل نرضى أن نحشر معك يا صاحب السؤال.؟! إننا نسال الله أن نحشر مع محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه لا غير..

ما أغنى شيخنا الفاضل عن الدخول في مثل هذا المعترك الحرج خصوصا في هذه الحقبة الزمنية المقيتة ومن لم يكن في أول أمور السياسة من ساستها فليدع آخرها يسوسها غيره ..

إنني اعلم ما سوف يتحدث به عني كثير ممن ( تزبب قبل أن يتحصرم ) وكأنني تعرضت لنقد (...........) ولكن الحق أحق أن يتبع .

بادي ذي بدء لست اغلو في صدام ـ رحمه الله ـ وارفعه فوق هام السحاب ولست ممن يغض الطرف عن ماضيه ولا عن جرائمه قبل توبته ولا يمكن أن أنسى ما هو حزب البعث وصدام الأمس..... إلا أنني في هذا البيان أتحدث عن صدام اليوم بعد تغيره..... بعد أن رأينا سمعنا أقوال ممن قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم ( انتم شهود الله في الأرض ) متفق عليه

صدام الذي أقض مضاجع الصفويين وبني العلقم وأحفاد ابن سباء وفيلق بدر وجيش المهدي فضلاً عن بني الأصفر وبني يهود.....صدام الذي رأيناه طيلة فترة محاكمته كيف كان عملاقا أمام الأقزام وهو يعرف أنه يواجه مصيره المعد مسبقا قبل محاكمته..!! فلله أبيه ما أصبره وما أجسره وما أشجعه ..كل في لهيب القول عنترة ...وكل في الفعل كالوتد.......إلا صدام ما اشجعه.. كيف لا يكون وهو يلاسنهم حتى آخر لحظة من لحظات حياته بل أثنا ربط حبل المشنقة حول عنقه من قبل سدنة العلوج ..

شيخنا الفاضل : نصيحة لي أولاً ولجميع المتحدثين عن صدام سلبا أو إيجابا أن يطالعوا على كتاب :

( شهادة التاريخ: عقدٌ من حياة صدام ... في ميزان الإسلام )

نحن نتحدث عن رجل تغير فلم يكن كما كان من قبل ، بغض النظر عن السبب المغير له وعن قصده وما يريد وعن سبب تأخر تغيره ...لأن كل ذلك مما لا يعلمه إلا عالم الغيب والشهادة الذي يعلم السر وأخفى ...إلا أن يصرح صاحب التغير بما يختمر في داخله أثناء تغيره..

إن الخروج عن هذا المنهج هو خروج عن معطيات النصوص الشرعية الآمرة بقبول ظواهر الناس ووكل سرائرهم إلى الله .. هل نسينا ذلك الرجل من بني إسرائيل الذي ( قتلَ تسعةً وتسعينَ نفسا، ثم خَرجَ يَسألُ، فأتى راهِباً فسألهُ فقال له: هل من توبة ؟ قال: لا فقتله. فجعلَ يَسألُ، فقال له رجل ائتِ قريةَ كذا وكذا، فأدركهُ الموتُ فَناءَ بصَدرهِ نَحوَها، فاختصمَتْ فيه ملائكةُ الرحمة وملائكةُ العذاب، فأوحى الله إلى هذه أن تقرَّبي، وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي، وقال: قِيسوا ما بينهما، فوجدَ إلى هذهِ أقرب بشِبر، فغُفِرَ له )

شيخنا الفاضل : صُدر بيان فضيلتكم بالعبارة التالية ( غير مأسوف على صدام...) وأنا أقول : ( إن القلب ليحزن على صدام وإن العين لتدمع ) وحسبي في ذلك كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في أهل الكلام والفلسفة الذين أضلوا المسلمين إلى يومنا هذا . ولم يتبوا من كلامهم وفلسفتهم المفضية للكفر والإلحاد إذ يقول رحمه الله : ( ومن وجه آخر إذا نظرت إليهم بعين القدر ـ والحيرة مستولية عليهم، والشيطان مستحوذ عليهم ـ رحمتهم وترفقت بهم؛ أوتوا ذكاء وما أوتوا زكاءاً وأعطوا فهوماً وما أعطوا علوماً، وأعطوا سمعاً وأبصاراً وأفئدة { وَلَقَدْ مَكَّنَـٰهُمْ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّـٰكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَـٰراً وَأَفْئِدَةً فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَـٰرُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مِّن شَىْءٍ إِذْ كَانُواْ يَجْحَدُونَ بِـئَايَـٰتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } الفتاوى5/98 هذا قوله فيمن لم يتب فكيف بمن تاب ؟!

شيخنا الفاضل: لماذا هذا البيان .؟ أبعد موته ـ يرحمه الله ـ .؟ بينما لم أرى لك بيانا واحدا في صدام أثناء دمويته فترة حياته وأثناء ممارسته لطغيانه عندما كنا في أمس الحاجة إلى ذلك قبل أن يتوب أو يزعم التوبة كما يحلو للبعض أن يعبر!!!

شيخنا الفاضل: ما موقع هذا البيان من البيانات الموجهة لحركة الصحوة والمرشدة لها..؟ وماذا يشكل في انتشال الأمة من واقعها المرير..؟ وما مدي إمكانية تجيير فائدته ومصلحته لأهل السنة والجماعة في العراق وغيرها..؟ وماذا غيّر في تعاطف المسلمين مع صدام وقضيته يرحمه الله ..؟! هل خفف ألم المصاب أم أنه أحمى ا****************س إلى درجة الانصهار ..

شيخنا الفاضل: هل يمكن أن يجمع غالب المسلمين على باطل .؟ لا أظن ذلك فالأمة لا تجتمع على باطل فعن أبي بَصْرة الغِفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «سَألْتُ رَبِّي ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَرْبَعاً، أعطاني ثَلاثاً وَمَنَعَنِي وَاحِدَةٍ. سالْتُ الله ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ لاَ تَجْتِمَعَ أُمَّتِي عَلى ضَلاَلَةٍ ، فأعْطَانِيْهَا...... الخ) رواه احمد وابن ماجة والطبراني. ولقد اجتمعت الأمة على استهجان ورفض إعدام صدام ـ رحمه الله ـ بل أسفوا وحزنوا على ذلك .. والسؤال هل يأثم ويجرم من ترحم وتعاطف مع صدام يرحمه الله عند سماعه خبر الإعدام ؟ أم يفسق ويبدع.؟ أم ماذا ..؟! {نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} ..

شيخنا الفاضل : هل لنا ببيان يجلي لنا حقيقة المالكي والجعفري وطالباني وبرزاني والسستاني والحكيم والصدر وخامئني ونجاد و............و.................و.............. ممن يدعي الإسلام.!! ام ننتظر حتى يموتوا.؟!

شيخنا الفاضل: هل هذا البيان من فضيلتكم يضع قضية إعدام صدام ـ يرحمه الله ـ في سياقها وإطارها الصحيح؟! أم أنه يخرجها لتأخذ بعدا آخر يصب في مصالح الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ..؟!

والدنا الفاضل : ما رأيك بنهج العلامة ابن كثير عندما ترجم لكثير من المدمويين أمثال( للحجاج بن يوسف ، وأبي العباس السفاح ) الذي لم يسمى سفاحاً إلا لكثرة ما سفك من دما المسلمين وخصوصا بني أمية على يد أبي مسلم الخرساني حتى كان من خطبته أثناء توليه الخلافة قوله ( فاستعدوا فأنا السفاح الهائج والثائر المبير ... ) وقال ابن عمه داود بين يديه : واعلموا يا أهل الكوفة أنه لم يصعد منبركم هذا خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأمير المؤمنين هذا ــــ وأشار بيده إلى السفاح ــــ واعلموا أن هذا الأمر فينا ليس بخارج عنا، حتى نسلمه إلى عيسى ابن مريم عليه السلام، والحمد لله رب العالمين ..... الخ

ومع ذلك ماذا قال عنه ابن كثير بعد وفاته عندما ترجم له وللحجاج الذي أراق دماء المسلمين بغير حق..؟!!

شيخنا الفاضل : هل تعتقد أن صدام اعدم لانتمائه لحزب البعث وكونه فاسدا خبيثا طاغية متجبر..؟؟؟؟؟؟ أو لأنه خرم المنظومة التي كانوا يعقدون الآمال عليه في إتمامها والسعي بها قدما حيث يشاؤون.؟

شيخنا الفاضل : لا شك أن هذا البيان انحدر ماء سلسبيلاً فراتاً في وحل ومستنقعات اليهود والصفويين الآسنة وبني الأصفر وأذنابهم من أحفاد ابن العلقمي وابن سباء.؟!

شيخنا الفاضل : اعدم صدام يوم عيد المسلمين لا من اجل قصة خالد القسري وقتله للجعد بن درهم فحسب بل الأمر ابعد من ذلك بكثير.. أولاً يوم السبت كان يوم العيد بالنسبة للمسلمين فضحوا به إهانة لأهل السنة والجماعة كما المحت إلى ذلك ياشيخ في بيانك..

ثانياً : السبت عيد اليهود وبالتالي فالرافضة قدموه قرباناً لأسيادهم في عيدهم لذا نجد أن أول من استبشر بقتله هم اليهود في فلسطين المحتلة والتصاريح الإعلامية عن مسؤليهم لا تخفى على احد.. ولا أظن أحدا يجهل التمايه العقدي بين الرافضة واليهود ومن قراء كتاب ( بذل المجهود في مشابة الرافضة لليهود ) لعبدالله الجميلي علم المقصود..

ثالثاً : السبت أخر أيام السنة الملادية للنصارى وبداية السنة الجديدة ولهم في ذلك اعتقادات فقدم قربناً لهم في سنتهم الجديدة..

رابعاً : أزعجت الصفويين المقاومة السنية ورأوا أن رمزها ( صدام حسين ) فعجلوا بقتله لعل ذلك يكسر من عزائم أهل السنة في العراق وغيرها.

خامساً : كان إعدامه إعزازا للرافضة وتخليصا لهم ممن مرغ أنوفهم على الثرى وأذلهم اعواماً طوالا لذا نجد أن التهم الموجهة إليه والتي بسببها اعدم هي قضية الدجيل الرافضية وغضوا الطرف عن باقي قضاياه إذ لا عصمة عندهم إلا لدمائهم النجسة ...

سادساً : قتلوه قربة لاعتقادهم المتسخ القائل من قتل سنياً دخل الجنة.. ولا أفضل عندهم من أن يقتل في يوم تقتل معه آمال المسلين وتطلعاتهم في اعظم يوم من أيام أهل السنة.. شيخنا الفاضل :

إن تقييم صدام حسين يرحمه الله الأولى أن يقوم به علماء السنة في العراق فهم أدرى به وبحاله وهم الذين عانوا منه الأمرين قبل تغير حاله وهم الذين عرفوه آخر أيامه حق المعرفة وخصوصاً قبل الغزو الصليبي للعراق.. ولعل المطالع لكتاب (( شهادة التاريخ: عقدٌ من حياة صدام ... في ميزان الإسلام ) لمجموعة من الدعاة العراقيين يؤيد ما قلت .

شيخنا الفاضل : إن تشكيك في أمر الشهادة التي نطق بها صدام حسين مخالف للشريعة وقواعدها وقولك : ( فإن كثيراً من الملاحدة المنتسبين إلى الإسلام يتكلمون بالشهادتين ويتمسحون بالإسلام ) أقول هؤلاء قالوها وهم أحياء يتشدقون بها كماذكر بيانك فهل تأتي لنا ياشيخ بمسرد يحوي أسماء كثير من الملاحدة والطغاة الذين نطقوا بالشهادة قبل موتهم بثوان.؟! تماما كما حصل لصدام ـ رحمه الله ـ وحبل المشنقة يطوق عنقه . كيف استطعت يا شيخ أن تحكم بأنه يتظاهر بالنطق بالشهادتين فقلت : ( وأما ما يتظاهر به من الإسلام والنطق بالشهادتين ؛ فلا يكفي ) هل شققت عن قلبه وعلمت أنه ما قال ذلك إلا كذبا وزورا .؟ إن الله يفتح باب التوبة للتائبين على مصراعيه ويبسط يده باليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده باليل ليتوب مسيء النهار .. إلا أن البشر يقبضون أيديهم وأفئدتهم عن ذلك كيف..!! يكون هذا .؟! لعل السبب أن من شروط قبول توبة التائب أن يرضى عليه أحد المشائخ .؟!

شيخنا الفاضل : لا أدري ما هو تفسيرك لحديث أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ رضي اله عنه قالَ: ( بَعَثَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً إلَى الْحُرَقَاتِ فَنَذِرُوا بِنَا فَهَرَبُوا فَأدْرَكْنَا رَجُلاً فَلَمَّا غَشِينَاهُ قالَ لاَ إلهَ إلاَّ الله فَضَرَبْنَاهُ حَتَّى قَتَلْنَاهُ فَذَكَرْتُهُ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ مَنْ لَكَ بِلاَ اله إلاَّ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقُلْتُ يَارَسُولَ الله إنَّمَا قَالَهَا مَخَافَةَ السِّلاَحِ. قالَ أفَلاَ شَقَقْتَ عنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ مِنْ أَجِلْ ذٰلِكَ قَالَهَا أمْ لاَ. مَنْ لَكَ بِلاَ اله إلاَّ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى وَدِدْتُ أنِّي لَمْ أُسْلِمْ إلاَّ يَوْمَئِذٍ) رواه أبوداود والسؤال هل بعثنا يا شيخ مبشرين كما في الحديث أم أننا بعثنا منقبين عن قلوب وخفايا الناس؟!! ...وعلى كل يكف صدام رحمه الله أن آخر كلامه من الدنيا كان لا إله إلا الله والرسول صلى الله عليه وسلم يقول من كان آخر كلامه لا اله إلا الله دخل الجنة ) رواه مسلم

شيخنا الفاضل : قلت في بيانك ( وعلى هذا فنفوض أمر صدام إلى الله ولا نحكم عليه فيما بينه وبين الله ؛ ولا نترحم عليه ؛ ولا نصلي عليه لو قُدم للصلاة عليه ؛ لأن كل ما أظهره لا يدل على انتقاله عما كان عليه وما اشتهر به من زعامته لحزب البعث والإيمان بمبادئه. ) والسؤال المرير متى يكون ما أظهره دليلاً على توبته ياشيخ عبدالرحمن .؟! وما هو الدليل في عدم الترحم والصلاة عليه وأنت تفوض أمره إلى الله..؟! هل عندنا منزلة بين المنزلتين ..؟! كما عند غيرنا من بعض الفرق..؟! وهل نفهم من نهيك عن الترحم والصلاةعليه أنه ليس من المسلمين..؟!!

شيخنا الفاضل : قلت في البيان ( فنحن أهل السنة غير آسفين على قتل صدام فمثله مثل غيره من الزعماء الذين يحاربون الإسلام ويتشدقون بالإسلام ، و يظن النصارى والرافضة أن في قتله مراغمة لأهل السنة ، وهم واهمون في ذلك )

هل فعلاً بيانك هذا يا شيخنا الفاضل يمثل أهل السنة .؟! أليس هذا إقصاء لآرائهم.؟ وتهميشاً لوجهات نظرهم .؟ ومصادرة لحقوقهم في التعبير..؟! و إذا لم يكن كذلك فلماذا التعبير بقولك الموحي بالإجماع ( فنحن أهل السنة غير آسفين ...) إن المطالع لآراء أهل السنة في قضية إعدام صدام ـ رحمه الله ـ يجد أن القلة القليلة التي تعد على الأصابع بل اقل من ذلك هم ممن استبشر بالإعدام، والغالبية الغالبة والسواد الأسود والأعظم من أهل السنة هم المتعاطفون والغاضبون لإعدام صدام ـ رحمه الله ـ

شيخنا الفاضل : هل صدام في نظرك كافر ام مسلم إذ لا يوجد منزلة بين المنزلتين عند أهل السنة والجماعة ؟! والذي المحه من بيانك أن صدام مسلم حيث نسبته إلى أهل السنة في العراق وقلت نفوض أمره إلى الله وتفويض أمره إلى الله يرجعه لأصله وهو الإسلام ، إذ الكفر طاري وإذا كان مسلماً فإنه يجب له ما يلي خصوصا بعد موته : أولاً : الكف عن مساويه وذكر محاسنه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (اُذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وكُفوا عَنْ مَسَاوِيهمْ ) والحديث عند أبي داود والترمذي وابن حبان وصححه والبيهقي في سننه والطبراني في معجمه الحاكم في مستدركه ووافقه الذهبي

ثانيا : حرمة سبه وشتمه لحديث النبيُّ صلى الله عليه وسلم (لا تَسُبُّوا الأمواتَ، فإنَّهم قد أفضَوا إلى ما قَدَّموا) رواه البخاري.

ثالثاً : وجوب مراعاة مشاعر ذويه وأقاربه من المسلمين فلهم حق علينا لذا قال ابن حبان في صحيه ( ذكر البعض من العلة التي من أجلها نهي عن سب الأموات ) ثم ذكر حديث المُغيرةَ بنَ شُعبةَ يقولُ: قالَ رسولُ اللَّهِ : (لا تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ، فَتُؤْذُوا الأَحْيَاءَ ) وقبل ذلك ذكر قصة عائشة رضي الله عنها ، فعن مُجاهدٍ قال : قالت عائشةُ: ما فَعَلَ يَزِيدُ بنُ قيسٍ عليهِ لَعْنَةُ اللَّهِ؟ قالُوا: قَدْ مَاتَ، قالت: فأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، فقالوا لَهَا: ما لَكِ لعَنْتِيه، ثم قلتِ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ؟ قالتْ: إنَّ رسولَ اللَّهِ قال: «لا تَسُبُّوا الأمواتَ، فإنَّهم أَفْضَوْا إلى ما قَدَّمُوا» والحديث أصله عند الإمام احمد ورواه الترمذي والنسائي والبيهقي وغيرهم كثير..

رحم الله أمنا أم المؤمنين ولله درها ما أفقهها وأعلمها.. حيث بفعلها هذا يتبين لنا أن الميت له حرمه لا يجوز هتكها والأحياء من المسلمين سواء كانوا أقربا أو غير أقربا لهم مشاعر يجب أن تصان وتحفظ بل ذهب بعض أهل العلم ومنهم القرطبي وابن رشد والنووي والصنعاني وغيرهم كثير ـ عليهم رحمة الله ـ إلى عدم جواز سب الميت الكافر إذ افضى السب إلى اذية المسلم لهذا الحديث العام قال ابن رشد: إن سب الكافر يحرم إذا تأذى به الحي المسلم. ويحل إذا لم يحصل به الأذية.. وقال النووي : باب تحريم سب الأموات بغير حق ومصلحة شرعية ، وقال الصنعاني في السبل : سب الأموات عام للكافر وغيره وقد تقدم وعلله بإفضائهم إلى ما قدموا» من أعمالهم وصار أمرهم إلى مولاهم..... والسؤال أين المصلحة الشرعية في سب صدام رحمه الله لماذ خفيت هذه المصلحة أثنا حياته وجبروته أثناء حربه مع إيران وما سبق ذلك من حكمه.؟

ختاماً : وفق الله شيخنا إلى كل ما يحبه الله ويرضاه ولعل خلافي معه في هذه المسألة لا يفسد للود قضية فلئن كان الشيخ يروم بيان الحق عنما اصدر بيانه فوالذي نفسي بيده ما رمت غير الحق في الرد على هذا البيان وما منا إلا راد ومردةد عليه ولولا ذلك لما غصت المكتبة الإسلامية قديما وحديثا بهذه المؤلفات التي تعد مورث الأنبياء

ولئن كبرني الشيخ علما وفضلاً وسناً فإن هذا لا يعني أن امتنع عن التبيه لما آراه مخالفا للدليل وحسبي في ذلك ما رواه لنا سفيان بن عيينة قال: قدم وفد من العراق على عمر بن عبد العزيز، فنظر عمر إلى شاب منهم يريد الكلام ويهش إليه فقال عمر: كبروا كبروا ـ يقول: قدموا الكبار. قال الفتى: يا أمير المؤمنين، إن الأمر ليس بالسن، ولو كان الأمر كذلك، لكان في المسلمين من هو أسن منك قال: صدقت، فتكلم ـ رحمك الله { وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى }

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

كتبه / عبدالعزيز بن صالح الجربوع 20/12/1427هـ

منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــول

صورة مع التحية للاخ سعيد ال حازب وهذا دليلي على مااشرت لة سلفا

صورة مع التحية والتقدير للاخ ابن صميع ليمد رجلة كما فعل ابي حنيفة النعمان

نلتقي داائما على دروب الخير والعطــــــــــــــــــــــــــــــــــاء-

سعيد آل حازب
10-01-2007, 03:03 PM
الأخ معيض بن صميع
حياك الله وبياك المسألة اجتهادية بين العلماء وفيها رأيين لا يلزم أحد باتباع الآخر ولا انكار فيها.
ردك جميل جدا ويعكس صوره عن كاتبه ومدى احترامه للعلماء.
وأنا لم أقصدك بارك الله فيك في قضية احترام العلماء.

أما قولك : ( فما\ استفادت الأمة منكم أنتم )
وما بعدها
فاتوقع أنها غير مناسبة ولا ينتج عنها إلا الإتهام والظن السيء ......


أدعوك أخي معيض للموضوع التالي

توحيد القلوب أولى من الحكم على صدَّام ؟

بقلم : علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

فقد كنت عزمت على ألاَّ أكتب في هذا الموضوع شيئاً وقد كتب فيه كثيرون، وكلما كتب أو تكلم عالمٌ أو طالبُ علمٍ زادت الهوة واتسع الخلاف -مع الأسف- ما بين مؤيدٍ لهذا أو معارضٍ لذاك، وهذا من القصور في النظر وضيق الأفق، فالمسألة لا تعدو أن تكون مسألة اجتهادية في تحقيق المناط لمسألة شرعية، إذ الكل متفق على الأصول الشرعية التي تحكم هذا الباب وإنما اختلافهم في تنزيل هذا الحكم على شخص معين لاختلاف أنظارهم في بعض أحوال هذا المعين والواقع الفعلي لأيامه الأخيرة، إنما الأمر الذي يجب ألا يُختلف فيه هو أن توحيد الصف وائتلاف الكلمة أولى بكثير من الحكم على صدَّام : هل مات مسلماً أم كافراً؟

أمَّا أن تكون هذه المسألة سبباً في الطعن في العلماء وطلاب العلم والدعاة، وسبباً للفرقة والاختلاف فهذا مما يكرهه الله ورسوله، ولا ينبغي لأهل العلم أن يجعلوا هذه المسألة شعاراً يفاضلون بها بين العلماء، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (20/207) : ((مسائل الاجتهاد من عَمل فيها بقول بعض العلماء لم يُنكر عليه ولم يُهجر، ومن عمل بأحد القولين لم يُنكر عليه، وإذا كان في المسألة قولان؛ فإن كان الإنسان يظهر له رجحان أحد القولين عمل به، وإلا؛ قلَّد بعض العلماء الذين يعتمد عليهم في بيان أرجح القولين، والله أعلم)) فكان ينبغي على من خاض في هذه المسألة إن ظهر له رجحان أحد القولين أن يأخذ به دون أن ينكر على غيره، وإلا قلَّد من يثق فيه من العلماء وانتهى الأمر. أمَّا تسويد الصفحات والوجوه بالردود على هذا أو ذاك دون أخذ العبر والدروس من إعدامه، وما لابس ذلك من ظروف زمانية ومكانية وغير ذلك فهو من الحرمان، أو قل من قلة التوفيق لملاحظة حكمة الله، وسنته في خلقه.

إنَّ صدَّام حسين كان يعلن انتماءه لحزب البعث العربي الاشتراكي -الكافر- بل إنه أحد دعائمه، وقد حارب الله ورسوله أيام حكمه وقتل من العلماء والمصلحين والأبرياء ما الله به عليم، وكان يحكم شعبه بغير ما أنزل الله، وجرَّ على شعبه وعلى الأمة الإسلامية الويلات والدمار، وكان يتحدث باسم البعث لا باسم الله، ثم نُقل عنه بالتواتر من أهل العراق أنه قد تغير في نهاية حكمه للعراق وربما صحب هذا الزعم شيءٌ من المبالغة، وقد وُجد في زمن المتناقضات من يرفع شعار الإسلام ويحاربه في آن واحد!، فإذا لاحظت ذلك كُلَّه ثُم أضفت إليه أن العلماء نصُّوا على أن من كان مرتكباً ناقضاً من نواقض الإسلام ولكنه ينطق بالشهادتين على وجه العادة فهو كافر حتى يتبرأ من هذا الناقض = علِمتَ مأخذ من حكم بكفر صدَّام وعدم الترحم عليه من العلماء .

وأما الفريق الآخر فقد لحظوا أن صدَّاماً بعد سقوط بغداد وهروبه ظهرت منه قرائن تدل على نوع تغير عنده: فقد قُبض عليه في مكان يدل على أنه كان يقرأ القرآن ويصلي فيه وحده أو مع نفرٍ قليلٍ من حرسه، وهذا ينفي عنه أنه كان يفعل ذلك على وجه العادة أو الخداع للشعب حيث لا شعب ولا دولة، وكذا ما نَقل عنه الأعداء والأصدقاء عن حاله في السجن من كثرة صلاته وقراءته للقرآن حيث لا يراه إلا الله عزَّ وجل وأعداؤه وهذا نقلٌ ثابتٌ لا يتطرق إليه الشك، وفي هذه الأثناء لا يُعرف عن الرجل أنه كان يدعو لمبادئ حزب البعث الكفرية مما قد يشير إلى أنه أقلع عنها، فمن كان يرى من أهل العلم أنه لابد من التبرؤ مما كان يعلنه من الكفر رأى أنه ما زال على كفره، ومن كان يرى أن الإقلاع عن الكفر وعدم الوقوع فيه مع قرائن أخرى تدل على إسلامه حكم بإسلامه ولو لم يتبرأ صراحة، فالمسألة اجتهادية.

ومن القرائن التي تدل على تغير صدَّام في أيامه الأخيرة، آخرُ وصية كتبها قبل إعدامه ففيها الكثير من التوجه إلى الله، والاستشهاد بالآيات، ولم يذكر حزب البعث ولا لمرة واحدة إلا إشادته بثورة 1968م التي مكنته من مسك زمام الحكم في العراق.

وعندما سيق إلى المشنقة ولم يبق بينه وبين الموت إلا لحظات لم يتوجه إلى حزب البعث، ولم يذكره، بل ذكر الله وتوجه إليه، ونطق بالشهادتين في ظروف يعرفها من استمع إليها وشاهدها، ومثل هذا التشهد في مثل هذا الظرف يصعب أن يكون على وجه العادة، ولو قالها خوفاً من المشنقة لقلنا لمن كفره: أ شققت عن قلبه؟ فكيف وقد قالها أمام من ساءهم نطقُه بها، وقد ثبت في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: ((من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)) ، فالذي يغلب على الظن -والعلم عند الله- أن الرجل مات مسلماً تُرجى له الرحمة، وليس كلُّ من مات مسلماً يجب الترحم عليه، ورحمة الله واسعة ((وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل الجنة فيدخلها))

وأمَّا ما يذكره بعضهم من أن الحكم على صدَّام بإسلام يقتضي أنه كلما نطق مرتدٌ محاربٌ للإسلام بالشهادتين عند موته حكمنا بإسلامه، فجوابه: هل من كان حاله الكفر المحض عملاً واعتقاداً يثبِّته الله ويوفقه للنطق بالشهادتين عند وفاته وهو باقٍ على كفره؟ قال البغوي في تفسيره: ((قوله تعالى: { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} كلمة التوحيد، وهي قول: لا إله إلا الله {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} يعني قبل الموت، {وَفِي الآخِرَةِ} يعني في القبر. هذا قول أكثر أهل التفسير.وقيل: {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} عند السؤال في القبر، {وَفِي الآخِرَةِ} عند البعث، والأول أصح.)) أ.هـ ولو سلمنا أنَّ ذلك جائزٌ عقلاً، أليس هناك فرقٌ بين من كان يصرح بالكفر حتى إذا ما أدركه الموت نطق بالشهادتين وبين من أظهر الإسلام قبل وفاته بزمن ولم يصرح بكفر ثم نطق بالشهادتين عند وفاته؟ أليس هذا من تثبيت الله له؟

وإني لأعجب من حماس بعض الناس لتكفير صدَّام، كما أعجب من حماس آخرين للترحم عليه والغلو في التعاطف معه حتى عدُّوه شهيداً! وهو لم يقاتل في سبيل الله يوماً واحداً في حياته، ناسين جرائمه وقتله لعلماء المسلمين، فما أضعف العقول!

وأيَّاً كان الأمر فالمسألة اجتهادية، وتوحيد القلوب أولى من اختلافها في الحكم عليه.

والله أعلم.




رابط المقال (http://dorar.net/weekly_tip.asp?tip_id=26)

لي عودة إن شاء الله.

معيض بن صميع
10-01-2007, 11:44 PM
الأخ معيض بن صميع
حياك الله وبياك المسألة اجتهادية بين العلماء وفيها رأيين لا يلزم أحد باتباع الآخر ولا انكار فيها.
ردك جميل جدا ويعكس صوره عن كاتبه ومدى احترامه للعلماء.
وأنا لم أقصدك بارك الله فيك في قضية احترام العلماء.

أما قولك : ( فما\ استفادت الأمة منكم أنتم )
وما بعدها
فاتوقع أنها غير مناسبة ولا ينتج عنها إلا الإتهام والظن السيء ......


أدعوك أخي معيض للموضوع التالي

توحيد القلوب أولى من الحكم على صدَّام ؟

بقلم : علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

فقد كنت عزمت على ألاَّ أكتب في هذا الموضوع شيئاً وقد كتب فيه كثيرون، وكلما كتب أو تكلم عالمٌ أو طالبُ علمٍ زادت الهوة واتسع الخلاف -مع الأسف- ما بين مؤيدٍ لهذا أو معارضٍ لذاك، وهذا من القصور في النظر وضيق الأفق، فالمسألة لا تعدو أن تكون مسألة اجتهادية في تحقيق المناط لمسألة شرعية، إذ الكل متفق على الأصول الشرعية التي تحكم هذا الباب وإنما اختلافهم في تنزيل هذا الحكم على شخص معين لاختلاف أنظارهم في بعض أحوال هذا المعين والواقع الفعلي لأيامه الأخيرة، إنما الأمر الذي يجب ألا يُختلف فيه هو أن توحيد الصف وائتلاف الكلمة أولى بكثير من الحكم على صدَّام : هل مات مسلماً أم كافراً؟

أمَّا أن تكون هذه المسألة سبباً في الطعن في العلماء وطلاب العلم والدعاة، وسبباً للفرقة والاختلاف فهذا مما يكرهه الله ورسوله، ولا ينبغي لأهل العلم أن يجعلوا هذه المسألة شعاراً يفاضلون بها بين العلماء، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (20/207) : ((مسائل الاجتهاد من عَمل فيها بقول بعض العلماء لم يُنكر عليه ولم يُهجر، ومن عمل بأحد القولين لم يُنكر عليه، وإذا كان في المسألة قولان؛ فإن كان الإنسان يظهر له رجحان أحد القولين عمل به، وإلا؛ قلَّد بعض العلماء الذين يعتمد عليهم في بيان أرجح القولين، والله أعلم)) فكان ينبغي على من خاض في هذه المسألة إن ظهر له رجحان أحد القولين أن يأخذ به دون أن ينكر على غيره، وإلا قلَّد من يثق فيه من العلماء وانتهى الأمر. أمَّا تسويد الصفحات والوجوه بالردود على هذا أو ذاك دون أخذ العبر والدروس من إعدامه، وما لابس ذلك من ظروف زمانية ومكانية وغير ذلك فهو من الحرمان، أو قل من قلة التوفيق لملاحظة حكمة الله، وسنته في خلقه.

إنَّ صدَّام حسين كان يعلن انتماءه لحزب البعث العربي الاشتراكي -الكافر- بل إنه أحد دعائمه، وقد حارب الله ورسوله أيام حكمه وقتل من العلماء والمصلحين والأبرياء ما الله به عليم، وكان يحكم شعبه بغير ما أنزل الله، وجرَّ على شعبه وعلى الأمة الإسلامية الويلات والدمار، وكان يتحدث باسم البعث لا باسم الله، ثم نُقل عنه بالتواتر من أهل العراق أنه قد تغير في نهاية حكمه للعراق وربما صحب هذا الزعم شيءٌ من المبالغة، وقد وُجد في زمن المتناقضات من يرفع شعار الإسلام ويحاربه في آن واحد!، فإذا لاحظت ذلك كُلَّه ثُم أضفت إليه أن العلماء نصُّوا على أن من كان مرتكباً ناقضاً من نواقض الإسلام ولكنه ينطق بالشهادتين على وجه العادة فهو كافر حتى يتبرأ من هذا الناقض = علِمتَ مأخذ من حكم بكفر صدَّام وعدم الترحم عليه من العلماء .

وأما الفريق الآخر فقد لحظوا أن صدَّاماً بعد سقوط بغداد وهروبه ظهرت منه قرائن تدل على نوع تغير عنده: فقد قُبض عليه في مكان يدل على أنه كان يقرأ القرآن ويصلي فيه وحده أو مع نفرٍ قليلٍ من حرسه، وهذا ينفي عنه أنه كان يفعل ذلك على وجه العادة أو الخداع للشعب حيث لا شعب ولا دولة، وكذا ما نَقل عنه الأعداء والأصدقاء عن حاله في السجن من كثرة صلاته وقراءته للقرآن حيث لا يراه إلا الله عزَّ وجل وأعداؤه وهذا نقلٌ ثابتٌ لا يتطرق إليه الشك، وفي هذه الأثناء لا يُعرف عن الرجل أنه كان يدعو لمبادئ حزب البعث الكفرية مما قد يشير إلى أنه أقلع عنها، فمن كان يرى من أهل العلم أنه لابد من التبرؤ مما كان يعلنه من الكفر رأى أنه ما زال على كفره، ومن كان يرى أن الإقلاع عن الكفر وعدم الوقوع فيه مع قرائن أخرى تدل على إسلامه حكم بإسلامه ولو لم يتبرأ صراحة، فالمسألة اجتهادية.

ومن القرائن التي تدل على تغير صدَّام في أيامه الأخيرة، آخرُ وصية كتبها قبل إعدامه ففيها الكثير من التوجه إلى الله، والاستشهاد بالآيات، ولم يذكر حزب البعث ولا لمرة واحدة إلا إشادته بثورة 1968م التي مكنته من مسك زمام الحكم في العراق.

وعندما سيق إلى المشنقة ولم يبق بينه وبين الموت إلا لحظات لم يتوجه إلى حزب البعث، ولم يذكره، بل ذكر الله وتوجه إليه، ونطق بالشهادتين في ظروف يعرفها من استمع إليها وشاهدها، ومثل هذا التشهد في مثل هذا الظرف يصعب أن يكون على وجه العادة، ولو قالها خوفاً من المشنقة لقلنا لمن كفره: أ شققت عن قلبه؟ فكيف وقد قالها أمام من ساءهم نطقُه بها، وقد ثبت في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: ((من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)) ، فالذي يغلب على الظن -والعلم عند الله- أن الرجل مات مسلماً تُرجى له الرحمة، وليس كلُّ من مات مسلماً يجب الترحم عليه، ورحمة الله واسعة ((وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل الجنة فيدخلها))

وأمَّا ما يذكره بعضهم من أن الحكم على صدَّام بإسلام يقتضي أنه كلما نطق مرتدٌ محاربٌ للإسلام بالشهادتين عند موته حكمنا بإسلامه، فجوابه: هل من كان حاله الكفر المحض عملاً واعتقاداً يثبِّته الله ويوفقه للنطق بالشهادتين عند وفاته وهو باقٍ على كفره؟ قال البغوي في تفسيره: ((قوله تعالى: { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} كلمة التوحيد، وهي قول: لا إله إلا الله {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} يعني قبل الموت، {وَفِي الآخِرَةِ} يعني في القبر. هذا قول أكثر أهل التفسير.وقيل: {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} عند السؤال في القبر، {وَفِي الآخِرَةِ} عند البعث، والأول أصح.)) أ.هـ ولو سلمنا أنَّ ذلك جائزٌ عقلاً، أليس هناك فرقٌ بين من كان يصرح بالكفر حتى إذا ما أدركه الموت نطق بالشهادتين وبين من أظهر الإسلام قبل وفاته بزمن ولم يصرح بكفر ثم نطق بالشهادتين عند وفاته؟ أليس هذا من تثبيت الله له؟

وإني لأعجب من حماس بعض الناس لتكفير صدَّام، كما أعجب من حماس آخرين للترحم عليه والغلو في التعاطف معه حتى عدُّوه شهيداً! وهو لم يقاتل في سبيل الله يوماً واحداً في حياته، ناسين جرائمه وقتله لعلماء المسلمين، فما أضعف العقول!

وأيَّاً كان الأمر فالمسألة اجتهادية، وتوحيد القلوب أولى من اختلافها في الحكم عليه.

والله أعلم.




رابط المقال (http://dorar.net/weekly_tip.asp?tip_id=26)

لي عودة إن شاء الله.



الأخ الكريم :


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إن إحترام الناس هو ديدننا وهو ما أمرنا به الشرع والدين الحنيف


فما الغرابة في أن نحترم العلماء وغيرهم !!


ثم إن من إحترام الإنسان لنفسه وللآخرين أن يحترم مشاعر غيره

ووجهات نظرهم الغير مخالفه للشرع والعرف المستند على

قواعد ومبادئ يقرّها الدين ، وما أجمل

أن يسود الإحترام بين الجميع ، ويتم الإحتكام دوما إلى صوت

الحق والحكمة والصواب .


ثم إن كل من يقول بأنه ذهب صدام غير مأسوف عليه فإننا نقول له:

بلى ورب الكعبة إن مشاعر الأسف والأسى والحزن ليطغى على الوجدان

ويعكر صفو العقول و والله إن كل غيور منصف مهتم لأمر دينه وإخوانه وأمته

وولائه للحق لمحزونٌ غضبان أسفا، فالخسارة فادحه والخطب عظيم والمصاب جلل.

ثم إن قولي أيها الأخ الفاضل ماهي فائدة الأمة من بقاء من فرحوا

وقرّت عيونهم بموت الفقيد غفر الله له وأسكنه فسيح جناته ، او تهكموا عليه أو ذكروا مساوئه

بعد موته غير مراعين مشاعر من يرونه من زاوية أخرى وبنظرة مختلفة ، وغير مبالين بمشاعر

من خالفهم في وجهات النظر ، مستأثرين لأنفسهم بما يرونه فقط صوابا ، ومصادرين لحريّات

الآخرين والتي يستندون على أحقيتهم بها بالكتاب أو السنة ، فإليك تفصيل ذلك القول:



أنا أتساءل ماذا إستفادت الأمة من الفرحين برحيل الفقيد مع أن الموقف ليس موقف

فرح وسعادة ولا شماتة أو على الأقل هو موقف غير مشرّف للمسلمين عموما وللعرب

خصوصا ، فوالله إن الرجل الحر ليحزنه التنكيل بأي إنسان ولو كان عدوه اللدود

وكذلك هم الأحرار لا يرضون الظلم ولا يقرونه بأي حال من الأحوال ، والنفس الأبية

والشريفة تأبى الشماتة بالآخرين ، كما تأبى الضيم ، وهذه هي صفات النفس المؤمنة

وهي صفات النفس العربية من قبل ذلك ، ولكن مانقوله هو الحمد لله على كل حال

ففي هذا الزمان تغير كثير من المفاهيم وإختلف كثير من الثوابت ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إذن ونعود لتساؤلي ماذا إستفادت الأمة من هؤلاء سوى قلب الحقائق وتضليل العقول

وإصدار الفتاوى المغلوطة ، والمتناقضة في مضمونها والمتجاهلة لصحيح حديث

النبي محمد صلى الله عليه وسلم بل والمناقضة له ، والتي من شأنها أن

تجر الأمة إلى هرج ومرج لا مردود له سوى الشقاق والفرقة ، أليس الأولى

أن يقول الجميع كلمة حق تقرّها العقول وتنسجم مع الصواب والواقع؟!

أوعلى الأقل إلتزام الصمت إن لم يكن لقول الخير لدى هؤلاء نصيب من الحديث؟!

وأنا أقول لك إن قولي هذا ، ليس من باب الظن السئ وإنما من باب المقارنة

بين الفقيد ونفعه للأمة وبين من يتجاهل ذلك ، بعيدا عن الحزبية

والطائفية والمذهبية ، فالفقيد إستفادت منه الأمة فوائد عديدة وجليلة

وأكثرها فائدة ً لم يتجلّى بعد ،ولكن بدأت بشائره وهو آت ٍ لامحالة

لأنه وعد الله ووعد ربنا حق تبارك وتعالى ، وأقصد زوال دولة الكفر

والطغيان بإذن الله ، وأما ماتبين لنا من فوائد فكثيرة جداً ، رحم الله

فقيد الإسلام صدام المقدام ،والبطل الهمام ، فقد أعاد للأمة روح الجهاد ومقاومة الأعداء

بعد عقود من الذل والهوان والإستسلام للأعداء ،كدنا معها أن نفقد هويتنا وإعتزازنا

بأنفسنا وبديننا وبقوميتنا ، كما كان سلفنا الصالح الذين لا يرضون الذل ولا الهوان

ويأبون الضيم ، ويقدمون إقدام الشجعان غير متخاذلين ولا مداهنين ولا متواطئين.

ويكفيه رحمه الله ، وقوفه في وجه الخطر الداهم والقادم من الشرق ، والذي

بات واضحا وجليا ، وعند مقارنة هذه المنجزات على الأقل بغض النظر عن

ماحققه في عهده من تنمية في بلاد الرافدين برغم الفتن ومعاداة الأعداء

من الداخل والخارج ، فإنه يتضح للعاقل أن من يقول ذهب صدام غير مأسوف

عليه ، أن هذا القائل متجني ٍ ، مغالط للحقيقة ومجانبا للصواب ، ومضللاً للمسلمين بقوله

أو عمله أو موقفه ، ومؤذيا لمشاعر غيره من الناس ، ومتجاهلا ً لنصوص الحديث الشريف

ومتبعاً لهوىً أو مصلحة أو متعصباً لأمر ما ، أو بانياً أقواله ونظرته على ماض ٍ سحيق

جدّت بعده أمور عظام وجوهرية ومفصلية ، فإن الأمة لا تستفيد من مثل هؤلاء وأقوالهم

أو مواقفهم إلا الشقاق والفرقة وضياع الأوقات في الجدال لأنهم بأقوالهم تلك يضطرون غيرهم

من مخالفيهم في القول والتوجه ، إلى الرد عليهم وبيان الصواب لهم أو على الأقل مناقشتهم

ومحاورتهم ، مع أن الأمر واضح وجلي ، وليست المسألة محل خلاف بأي حال من الأحوال متى كان

الحق هدفا ً ، والدليل محكـّـماً و نسأل الله لنا ولهم الهداية .



أما بالنسبة للمقال الذي أوردته للسقاف فأقول :

يتضح مدى قصر نظرهذا الشخص وسطحية تفكيره و تهميشه للحقائق الجليلة، وفي أحسن الأحوال

يتضح ضيق أفقه هو وليس من ذكر في مقاله ،هذا إذا كان لايروم سوى الحق والعدل والإنصاف ،

ويتضح مدى إستهتاره برمز الشرف والبطولة ، وكأن صدام ليس إلا أحد الرعاع أو حملة الأقلام الكاذبة

والفتاوى الباطلة ،أو كأنه رحمه الله شخص عادي ليس له وزن ، وهذا ما لا يجب على أحد قوله أو عمله

ومن باب العدل والإنصاف عدم هضم الناس حقوقهم وعدم سلبهم ما إختصهم به الله من فضله

فالفقيد يبقى قائدا من قادة الأمة ورمز من رموزها ، وفقده أمر ليس بالهيّن، ومصابنا

فيه جلل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


ثم إنه يقول إن المسألة إجتهادية ، فيالله العجب ، فكلنا يعلم أنه متى ورد الدليل الصريح

فإن المسألة ليست إجتهادية ، بل محكومة بالدليل وفي هذه الحالة وجب تحكيم ماقال الله

سبحانه أو قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونحن نعتقد أن من أصر على قوله متى ماتبين له بطلانه

وكابر على الدليل وعلى الحديث ، إنما هو ذو غرض آخر أو متبع ٌ للهوى والله المستعان.

ثم إنه يستشهد بقول ابن تيمية رحمه الله ، وهو دليل قائم عليه من حيث لايدري وسأبيّن ذلك:


إن الأخذ بالقول الراجح هو المخرج لمن أشكل عليه أحد القولين ، ولكن كيف السبيل إذا كان

كل قول من القولين مناقضا ومعاكسا وضدا ً للقول الآخر ؟!

خصوصا وأن الإختلاف يمس العقيدة والولاء والبراء ، وفيه حكم بالكفر على قائد مسلم ، وفيه تجاهل

من صاحب أحد القولين لأحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام ، أفيكفي هنا الأخذ بأحد القولين ، مع

عدم الإنكار على الآخر ،كما يطالب ويقول هو ؟!


ثم إن الحرمان وقلة التوفيق وأخذ ومشاهدة حِكـَـم الله في خلقه ، ليس في بيان الحق وتصويب الخطأ

كما يقول هو ، إنما الحرمان والخذلان هو عدم تغيير المنكر ، وبيان الحق ليتبعه المسلمون ، وإن لنا في نطق الفقيد

للشهادة قبل موته ، من العبرة والتفكر في حكمة الله سبحانه ،ما هو أجل وأعظم مما يدعيه هو ، وفيه

من المطابقة والموافقة لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم والذي قال فيه :(من كان آخر كلامه من الدنيا

لا إله إلا الله دخل الجنة) ، وكذلك حديث الأعمال بخواتيمها الشئ الكثير ، ثم إن الكاتب أقرّ بأن الله لايوفق

أحد للنطق بهذه الكلمة العظيمة ، في ذلك الموقف العظيم ، سوى من إرتضى له سبحانه الجنة منزلا ، وأراد

به سبحانه خيرا ، كما أخبرنا الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه ، والذي نؤمن بقوله غير متأولين

ولا مجتهدين ولا مخذولين ، ونرد على من خالف قوله ببيان الحق ودعوته إلى عدم مشاققة الرسول الكريم

والتوبة والإستغفار إن كان ذلك قد نتج عن عمد ، أو نبين له ليصحح مفاهيمه الخاطئة ويصوّب إجتهاده

إن كان بالفعل مجتهدا.


ثم إن من يطالب بتوبة صدام من إنتمائه لحزب البعث قبل موته قد لا يعلم توبته من عدمها ، فقد يكون

رحمه الله تاب ، وما إستطاع بيان ذلك لحكمة ولأسباب يعلمها الله وحده ، هذا إذا إفترضنا جدلا ، وجوب

التوبة في حقه ، ولكن وبعد أن تبين لنا أن آخر كلامه من الدنيا كان لا إله إلا الله ، فحديث الرسول صلى الله

عليه وسلم ، واضح وصريح ، ولم يشترط عليه الصلاة والسلام أي شئ آخر سوى أن تكون هذه الكلمة

هي آخر كلامه من الدنيا ، وذلك لما بينت لك في ردي السابق من أن المناسبة هنا ليست كغيرها من المناسبات

فهي مناسبة ترتعد منها الفرائص ، وتكرهها الأنفس ولم يكره البارئ جل في علاه شيئاً أكثر منها وهي لحظة

قبض روح المؤمن، وكلنا يعلم ذلك ، ومن لايعلم حقيقة إختلاف هذه المناسبة ، فسوف يعلمها ولكن حينئذ ليس

هناك مجال للتوبة والرجوع إلى الحق وإستيعاب هول هذه المناسبة ، ولذلك فإن لخصوصية هذه المناسبة

مايجعل المرء غير قادر على التظاهر بالدين ، كما ذكر البعض والكاتب يؤكد ثبوت القرائن التي تدل على تغير حال

الفقيدقبل موته وهويسرد لنا ماظهر على حال الفقيد من

علامات الخير الكثيرة من قراءة للقرآن والصلاة ، وكذلك إقراره بالفضل للفقيد بأن نطق بالشهادة قبل الموت وأنه مات

رحمه الله في يوم عظيم عند رب البرية ، ومع كل هذا الإقرار فهو لا يرى ضرورة الرد على من حكم وأفتى بكفر الرجل

وعدم جواز الترحم عليه ، والدعاء له ، والمناداة بكف أذى الألسن والأقلام عنه ، والمطالبة بعدم ذكر مساوئه وعثراته

ونقول له: إن الخذلان ورب الكعبة هو ترك الناس يتمادون في الباطل ويلعنون رجلا نعتقد بعفو الرب عنه وتيسيره له للخير

كما دلت لنا الأدلة على ذلك ، وإن الخذلان الكبير والخسران المبين هو لعمري التمادي في الباطل بعد الإقرار بالحق

ومعرفته ، وإن من لم تثور لديه غيرته على الحق ولم يقوده حبه للخير ولم يهب لكف ألسن المسلمين عن أذى أخيه

الميت ، لهو بحق من دنت همته وغلبه هواه ولم يكن به من النفع لنفسه أو لأمته ذرة من نصيب.

كما نقول له :إن توحيد القلوب والتأليف بينها بيد الله عز وجل قبل أن يكون بيد غيره سبحانه وتعالى

وإن من أعظم أسباب التآلف والتوحد هو بيان الحق للمخطئ في تقديره وحكمه وفتواه ، ليعود إلى الحق

ومن ثم من الممكن إذا شاء الرب عز وجل أن يحصل التآلف والتوحد ، وهنا يجب أن يعرف كاتب المقال من أين

تؤكل الكتف.


وفي الختام أوّد بيان حقيقة تم الكشف عنها كما سيتم الكشف عن كثير من الحقائق بإذن الله تعالى

وهي أن الفقيد لم يكن مختبئا في خندق في الأرض كما يزعمون ، مع أنه لو إختبأ في خندق أثناء

الحرب فلا عيب ولا جرم في ذلك ، فكلنا يعلم أن الخنادق تحفر وقت الحروب للإختباء فيها عندما يتطلب

الوضع الإختباء ، فالحرب كر وفر وظهور وإختفاء ، ولو كان إختبأ رحمه الله ، لكان ذلك من الحكمة

ولما تمكن أعداء الرحمن من الإمساك به ، ولكن قدّر الله وماشاء فعل سبحانه، وما حدث وتم الكشف

عنه قبل أيام وسوف ينتشر هذا الخبر بصورة أكبر قريبا بإذن الله تعالى، أن الفقيد تمت خيانته من قبل ظابط

كان الفقيد يزوره في منزله لأمر من الأمور ، وتم القبض عليه من قبل الأمريكان لعنهم الله وأهلكهم ، عندما

كان يتهيأ للصلاة وقد وضع سلاحه جانبا ، ولو كان على غير تلك الحال رحمه الله ، لقاتلهم حتى يتمكن منهم

أو يستشهد ، فإن من وقف ذلك الموقف والحبل يطوق عنقه ، بكل مارأينا من رباطة جأش وإصرار على الحق

وبكل شجاعة كنا نسمع عنها كثيرا في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي سير صحابته ولكننا لم نرها

في أعظم مشاهدها إلا عندما رأينا فقيدنا في لحظات موته ، إن من كان في ذلك الموقف كما رأينا لا يمكن بأي حال

من الأحوال أن يكون جبانا ولا حتى مختبئا ، ولا هاربا كما يقول بعض أهل الفتوى ولو هرب لما بقي في العراق

مجاهدا صامدا ، فلله دره ما أعظمه حيا وميتا ، وسيبقى ذكره الذي ملأ الآفاق وسيرته التي سار بها الركبان

على ألسن البشر مدة طويلة وأزمنة مديدة ، وسيخلد التاريخ إسمه ، وسيكون بعون الله مثالنا الذي نضربه لأبنائنا

عندما نعلمهم أبجديات البطولة والشرف والعزة والإباء والثبات على الحق ومواجهة الباطل والإعراض عن الدنيا الفانية

وعدم التنازل عن الدين والحق والمبدأ والأرض والعرض وعدم الخيانة للأهل والمبادئ والأمة والوطن.


رحمك الله يافقيد الأمة ، ويازعيم الكرامة ، ويافاتح أبواب الجهاد ، ويامؤسس أشرف مقاومة في عهدنا هذا

ونسأل الله بإسمه الأعظم أن يقرّ عينك بما أعده لك من النعيم المقيم وأن يوفيك حتى ترضى من كل من

آذاك حيا وميتا ومن كل من أنكر لك الخير والخاتمة الحسنة ، بسبب هوى نفسه أو حسده أو كان ذلك لعرض

زائل من الدنيا ، لم تعره يافقيدنا أي إنتباه بل وطأته بقدمك هو و كل عروض الذل والعار ، وأسأل الله أن يوفقنا

للنطق بالشهادة عند الموت كما وفقك ويسّر لك ذلك ، وله الحمد والفضل والمنّة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سعيد آل حازب
11-01-2007, 12:54 AM
عدة نقاط:
# أتمنى من أخي سعيد أن يزودنا بسيرة الشيخ البراك.
# للخروج من المأزق نقول: (نسأل الله إن كان صدام قد تاب أن يقبل توبته ويرحمه)
# هذه مشكلتنا الأزلية نختلف فيما لا فائدة من الاختلاف فيه.
#الـ (dogmatism) تُعالَج بـ(de-dogmatism) هههههه ذكرتني بالبدايات.



أبو زيد
يحيييييي المحترمين

اسمه ونسبه:
عبدالرحمن بن ناصر بن براك بن إبراهيم البراك، ينحدر نسبه من بطن آل عُرينه المتفرع من قبيلة سُبيع المُضرية العدنانية.
كنيته: أبو عبد الله.
ميلاده ونشأته:
ولد الشيخ في بلدة البكيرية من منطقة القصيم في سنة 1352هـ. وتوفي والده وهو صغير فلم يدركه، وتولت والدته تربيته فربته خير تربية، وقدر الله أن يصاب الشيخ بمرض تسبب في ذهاب بصره، وهو في التاسعة من عمره.
طلبه للعلم ومشايخه:
بدأ الشيخ طلب العلم صغيراً، فحفظ القرآن وعمره اثنتا عشرة سنة تقريباً، وكان قد بدأ قراءته على بعض أقاربه ثم على مقرئ البلد عبدالرحمن بن سالم الكريديس، وطلب العلم في بلده على الشيخ محمد بن مقبل المقبل قاضي البكيرية، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله السبيل (قاضي البكيرية، والخبراء، والبدائع بعد شيخه ابن مقبل).
ثم قُدِّرَ له السفر إلى مكة، ومكث بها بضع سنين، فقرأ فيها على الشيخ عبدالله بن محمد الخليفي إمام المسجد الحرام، وهناك التقى برجل فاضل من كبار تلاميذ العلامة محمد بن إبراهيم وهو الشيخ صالح بن حسين العراقي، ثم أرتحل عام 1369هـ برفقة الشيخ العراقي إلى الشيخ ابن باز حين كان قاضياً في بلدة الدلم، ومكث عند الشيخ ابن باز قرابة السنتين، وكان مدة إقامته لها أثر كبير في حياته العلمية.
دراسته النظامية:
ثم التحق الشيخ بالمعهد العلمي في الرياض حين افتتاحه في تأريخ 1/1/1371هـ، ثم تخرج منه، وألتحق بكلية الشريعة سنة 1378هـ. وتتلمذ في المعهد، والكلية على مشايخ كثيرين من أبرزهم: العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، ودرسهم في المعهد في التفسير، وأصول الفقه. و العلامة عبدالرزاق عفيفي رحمه الله ودرسهم في التوحيد، والنحو، ثم أصول الفقه، وآخرين رحمهم الله جميعاً. وكان أيضا يحضر بعض دروس العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
و أكبر مشايخه عنده، وأعظمهم أثراً في نفسه العلامة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله، الذي أفاد منه أكثر من خمسين عاما بدءاً من عام 1369هـ حين كان الإمام ابن باز في بلدة الدلم إلى وفاته في عام 1420 هـ، ثم شيخه العراقي الذي أستفاد منه حب الدليل، ونبذ التقليد، والتدقيق في علوم اللغة، والنحو، والصرف، والعروض.
محفوظاته:
حَفِظَ الشيخ القرآن العظيم، وبلوغ المرام، وكتاب التوحيد، وكشف الشبهات، والأصول الثلاثة، وشروط الصلاة، والآجرومية، وقطر الندى، وألفية ابن مالك وغيرها.
وهناك متون يستحضرها الشيخ استحضارا قوياً كالتدمرية، وشرح الطحاوية فلا يُحصى كم مرة دَرَّسَها الشيخ، وقُرِأَتْ عليه في الجامعة والمسجد، وكذا وزاد المستقنع وغيرها.
الأعمال التي تولاها:
عمل الشيخ مدرساً في المعهد العلمي في مدينة الرياض ثلاث سنين من سنة 1379هـ إلى سنة 1381هـ، ثم انتقل بعدها إلى التدريس في كلية الشريعة بالرياض، ولما افتتحت كلية أصول الدين نقل إليها في قسم العقيدة، وعمل مدرساً فيهما إلى أن تقاعد عام 1420 هـ، وأشرف خلالها على العشرات من الرسائل العلمية (ماجستير ودكتوراه)، وبعد التقاعد رغبت الكلية التعاقد معه فأبى، كما راوده سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله على أن يتولى العمل في الإفتاء مراراً فتمنع، ورضي منه شيخه أن ينيبه على الإفتاء في دار الإفتاء في الرياض في فصل الصيف حين ينتقل المفتون إلى مدينة الطائف، فأجاب الشيخ حياءً، إذ تولى العمل في فترتين ثم تركه.
وبعد وفاة الشيخ ابن باز رحمه الله طلب منه سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن يكون عضو إفتاء، وألح عليه في ذلك فامتنع، وآثر الانقطاع للتدريس في مسجده.
جهوده في نشر للعلم:
جلس الشيخ للتعليم في مسجده الذي يتولى إمامته -مسجد الخليفي بحي الفاروق-، ومعظم دروسه فيه، وكذلك التدريس في بيته مع بعض خاصة طلابه، وله دروس في مساجد أخرى، إضافة إلى مشاركاته الكثيرة في الدورات العلمية المكثفة التي تقام في الصيف، وإلقائه للمحاضرات في مدينة الرياض، وغيرها من مناطق المملكة، وتبلغ دروسه الأسبوعية أكثر من عشرين درساً في علوم الشريعة المختلفة، ويتميز الشيخ أيضا بإقراء علوم اللغة، والمنطق، والبلاغة.

وتعرض على الشيخ بعض الأسئلة من موقع الشيخ ناصر العمر، وموقع الشيخ محمد المنجد، وموقع الشيخ سلمان العودة حفظهم الله جميعاً.
طلابه : طلاب الشيخ كُثُرٌ يتعذر على العاد حصرهم، وغالبهم من أساتذة الجامعات، والدعاة المعروفين، وغيرهم ممن يستفيدون من الشيخ من العامة والخاصة. ويتابع كثير من طلاب العلم من خارج البلاد دروس الشيخ عبر الإنترنت على الهواء مباشرة من موقع البث الإسلامي.
احتسابه : وللشيخ جهود كبيرة معروفة في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ومناصحة المسؤلين والكتابة لهم، وتحذير الناس من البدع، وسائر الانحرافات، والمخالفات، وله في ذلك فتاوى سارت بها الركبان.
اهتمامه بأمور المسلمين: للشيخ حفظه الله اهتمام بالغ بأمور المسلمين في جميع أنحاء العالم فهو كثير الحزن، والتألم لما يحدث لهم في كثير من البلاد دائم المتابعةِ لأخبارهم خصوصا وقت الأزمات، وهو دائم المبادرة بالقنوت، والدعاء لهم في الصلاة، والدعاء على أعدائهم، وله عدة فتاوى في هذا الخصوص انتشرت في كل مكان.

زهده، وورعه : وللشيخ زهد في الشهرة، والظهور، وولع بهضم النفس واحتقارها، وتواضع عجيب، وبساطه متناهية، وتقلل في المأكل، والملبس، والمركب، والمسكن، يعرف ذلك كل من رآه، وعاشره. ومن تواضعه استنكافه عن التأليف مع استجماعه لأدواته: من إطلاع واسع ودراية بكلام السلف والخلف، ومعلومات غزيرة في شتى الفنون، وحفظ للأدلة، وعقل راجح حصيف، وإدراك لمناط الخلاف، و قدرة عجيبة على تحرير محل النزاع. وأشرطته ودروسه خير شاهد، ولو فرغت الأشرطة التي سجلت دروسه، و تعليقات الطلاب التي تلقوها عنه لرأى من لم يعرفه عجباً .

والشيخ متميز بتبحره في علم العقيدة، وله في ذلك اليد الطولى، وهو من أهم من يُرْجَع إليه اليوم في ذلك.
عبادته: يختم الشيخ القرآن تقريباً كل عشرة أيام، ولا يترك صيام الاثنين والخميس إلا لعارض، ولا يترك قيام الليل بل يقوم قبل الفجر بحوالي ساعتين كل ليلة، وهو شديد البر بأمه جداً حتى إنه ترك الحج عدة سنوات مراعاة لها، ويستأذنها في كل أمر حتى في خروجه من البيت، بل ويستأذنها في أعظم من ذلك، وبره بها لا يتسع له هذا الاختصار.
ثناء العلماء عليه: أثنى على الشيخ كثير من العلماء، بل لم نر أحداً ممن عرفه توقف في الثناء عليه، ومنهم سماحة العلامة ابن باز رحمه الله شيخه فقد قال عنه مرة: إنه رجل مسدد، وتقدم تكليفه له في الفتيا مكانه فهو محل ثقته. ولما سأل الشيخُ محمدُ المنجد العلامةَ ابنَ عثيمين في آخر أيامه من نسألُ بعدَك؟ فأثنى عليه، وعلى الشيخ صالح الفوزان، ووجه لسؤالهما. وأما ثناء المشايخ الذين هم من طبقة تلاميذه فلا يمكن حصره هنا.

إنتاجه العلمي :
تقدم أن الشيخ عازف عن التأليف بسبب ازدرائه لنفسه كما تقدم، وانشغاله بالتعليم، مما أدى إلى قلة مؤلفاته لكن للشيخ دروس، وشروح كثيرة مسجلة منها على سبيل المثال: مقدمة في علم العقيدة، وشرح الأصول الثلاثة، وشرح القواعد الأربع، وشرح كتاب التوحيد، وشرح كتاب كلمة الإخلاص لابن رجب، وشرح حائية ابن أبى داود، وشرح مسائل الجاهلية، وشرح العقيدة الواسطية، وشرح العقيدة الطحاوية، وشرح مجردة لوامع الأنوار في عقائد أهل الآثار لابن شكر الشافعي، وشرح كتاب عمدة الأحكام (الطهارة) وعقيدة أصحاب الحديث، وملحة الأعراب، وغيرها كثير جداً، وما لم يسجل أكثر.

وقد خرج له:
ـ جواب في الإيمان ونواقضه . ط دار المحدث .
ـ شرح للتدمرية. ط دار إشبيليا
نسأل الله أن يبارك في عمر الشيخ، ويهيئ له من يجمع علومه، وفتاواه؛ فإنها محررة قائمة على الدليل والتحري، والدقة، وبعد النظر، نحسبه كذلك، ولا نزكيه على الله، كما نسأله سبحانه أن يمد في عمره على العافية، وتقوى الله سبحانه وتعالى، وينفع المسلمين بعلمه.



الموقع
http://albarrak.islamlight.net/



و السلام عليكم ورحمة الله

سعيد آل حازب
11-01-2007, 01:00 AM
يا ترى لو كان صدام باقيا في الحكم يا ترى هل سنشاهد مثل هذه التقارير
صدام له حسنات وله سيئات

وقد تشهد قبل وفاته فهو مسلم سني

رحمه الله وغفر له


يا أخي الكريم بارك الله فيك سؤالي:

هل كل من يقول لا إله إلا الله يعتبر مسلم؟

إذا كانت الإجابة بنعم.
فما رأيك بالخميني الذي أجمع علماء المسلمين بكفره وهو يقول لا إله إلا الله ؟؟؟؟؟؟

سعيد آل حازب
11-01-2007, 01:12 AM
سبحان الله
كثرة الروايات والخلافات بعد موت صدام





ولكن عسى الله يرحمه ولا يفتن المسلمين بعده

مشكور اخوي ال حازب


والله يالذيب إنه صار فتنة لبعض الناس وحطوه بطل وشهيد.

نسأل الله أن يرحم 2000 مسلم قتلوا في الصومال أثناء سعادة الرئيس يقتل ولم نسمع لأحد زعيق عليهم.

سعيد آل حازب
11-01-2007, 01:25 AM
الأخ الكريم :


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إن إحترام الناس هو ديدننا وهو ما أمرنا به الشرع والدين الحنيف


فما الغرابة في أن نحترم العلماء وغيرهم !!


ثم إن من إحترام الإنسان لنفسه وللآخرين أن يحترم مشاعر غيره

ووجهات نظرهم الغير مخالفه للشرع والعرف المستند على

قواعد ومبادئ يقرّها الدين ، وما أجمل

أن يسود الإحترام بين الجميع ، ويتم الإحتكام دوما إلى صوت

الحق والحكمة والصواب .


ثم إن كل من يقول بأنه ذهب صدام غير مأسوف عليه فإننا نقول له:

بلى ورب الكعبة إن مشاعر الأسف والأسى والحزن ليطغى على الوجدان

ويعكر صفو العقول و والله إن كل غيور منصف مهتم لأمر دينه وإخوانه وأمته

وولائه للحق لمحزونٌ غضبان أسفا، فالخسارة فادحه والخطب عظيم والمصاب جلل.

ثم إن قولي أيها الأخ الفاضل ماهي فائدة الأمة من بقاء من فرحوا

وقرّت عيونهم بموت الفقيد غفر الله له وأسكنه فسيح جناته ، او تهكموا عليه أو ذكروا مساوئه

بعد موته غير مراعين مشاعر من يرونه من زاوية أخرى وبنظرة مختلفة ، وغير مبالين بمشاعر

من خالفهم في وجهات النظر ، مستأثرين لأنفسهم بما يرونه فقط صوابا ، ومصادرين لحريّات

الآخرين والتي يستندون على أحقيتهم بها بالكتاب أو السنة ، فإليك تفصيل ذلك القول:



أنا أتساءل ماذا إستفادت الأمة من الفرحين برحيل الفقيد مع أن الموقف ليس موقف

فرح وسعادة ولا شماتة أو على الأقل هو موقف غير مشرّف للمسلمين عموما وللعرب

خصوصا ، فوالله إن الرجل الحر ليحزنه التنكيل بأي إنسان ولو كان عدوه اللدود

وكذلك هم الأحرار لا يرضون الظلم ولا يقرونه بأي حال من الأحوال ، والنفس الأبية

والشريفة تأبى الشماتة بالآخرين ، كما تأبى الضيم ، وهذه هي صفات النفس المؤمنة

وهي صفات النفس العربية من قبل ذلك ، ولكن مانقوله هو الحمد لله على كل حال

ففي هذا الزمان تغير كثير من المفاهيم وإختلف كثير من الثوابت ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إذن ونعود لتساؤلي ماذا إستفادت الأمة من هؤلاء سوى قلب الحقائق وتضليل العقول

وإصدار الفتاوى المغلوطة ، والمتناقضة في مضمونها والمتجاهلة لصحيح حديث

النبي محمد صلى الله عليه وسلم بل والمناقضة له ، والتي من شأنها أن

تجر الأمة إلى هرج ومرج لا مردود له سوى الشقاق والفرقة ، أليس الأولى

أن يقول الجميع كلمة حق تقرّها العقول وتنسجم مع الصواب والواقع؟!

أوعلى الأقل إلتزام الصمت إن لم يكن لقول الخير لدى هؤلاء نصيب من الحديث؟!

وأنا أقول لك إن قولي هذا ، ليس من باب الظن السئ وإنما من باب المقارنة

بين الفقيد ونفعه للأمة وبين من يتجاهل ذلك ، بعيدا عن الحزبية

والطائفية والمذهبية ، فالفقيد إستفادت منه الأمة فوائد عديدة وجليلة

وأكثرها فائدة ً لم يتجلّى بعد ،ولكن بدأت بشائره وهو آت ٍ لامحالة

لأنه وعد الله ووعد ربنا حق تبارك وتعالى ، وأقصد زوال دولة الكفر

والطغيان بإذن الله ، وأما ماتبين لنا من فوائد فكثيرة جداً ، رحم الله

فقيد الإسلام صدام المقدام ،والبطل الهمام ، فقد أعاد للأمة روح الجهاد ومقاومة الأعداء

بعد عقود من الذل والهوان والإستسلام للأعداء ،كدنا معها أن نفقد هويتنا وإعتزازنا

بأنفسنا وبديننا وبقوميتنا ، كما كان سلفنا الصالح الذين لا يرضون الذل ولا الهوان

ويأبون الضيم ، ويقدمون إقدام الشجعان غير متخاذلين ولا مداهنين ولا متواطئين.

ويكفيه رحمه الله ، وقوفه في وجه الخطر الداهم والقادم من الشرق ، والذي

بات واضحا وجليا ، وعند مقارنة هذه المنجزات على الأقل بغض النظر عن

ماحققه في عهده من تنمية في بلاد الرافدين برغم الفتن ومعاداة الأعداء

من الداخل والخارج ، فإنه يتضح للعاقل أن من يقول ذهب صدام غير مأسوف

عليه ، أن هذا القائل متجني ٍ ، مغالط للحقيقة ومجانبا للصواب ، ومضللاً للمسلمين بقوله

أو عمله أو موقفه ، ومؤذيا لمشاعر غيره من الناس ، ومتجاهلا ً لنصوص الحديث الشريف

ومتبعاً لهوىً أو مصلحة أو متعصباً لأمر ما ، أو بانياً أقواله ونظرته على ماض ٍ سحيق

جدّت بعده أمور عظام وجوهرية ومفصلية ، فإن الأمة لا تستفيد من مثل هؤلاء وأقوالهم

أو مواقفهم إلا الشقاق والفرقة وضياع الأوقات في الجدال لأنهم بأقوالهم تلك يضطرون غيرهم

من مخالفيهم في القول والتوجه ، إلى الرد عليهم وبيان الصواب لهم أو على الأقل مناقشتهم

ومحاورتهم ، مع أن الأمر واضح وجلي ، وليست المسألة محل خلاف بأي حال من الأحوال متى كان

الحق هدفا ً ، والدليل محكـّـماً و نسأل الله لنا ولهم الهداية .



أما بالنسبة للمقال الذي أوردته للسقاف فأقول :

يتضح مدى قصر نظرهذا الشخص وسطحية تفكيره و تهميشه للحقائق الجليلة، وفي أحسن الأحوال

يتضح ضيق أفقه هو وليس من ذكر في مقاله ،هذا إذا كان لايروم سوى الحق والعدل والإنصاف ،

ويتضح مدى إستهتاره برمز الشرف والبطولة ، وكأن صدام ليس إلا أحد الرعاع أو حملة الأقلام الكاذبة

والفتاوى الباطلة ،أو كأنه رحمه الله شخص عادي ليس له وزن ، وهذا ما لا يجب على أحد قوله أو عمله

ومن باب العدل والإنصاف عدم هضم الناس حقوقهم وعدم سلبهم ما إختصهم به الله من فضله

فالفقيد يبقى قائدا من قادة الأمة ورمز من رموزها ، وفقده أمر ليس بالهيّن، ومصابنا

فيه جلل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


ثم إنه يقول إن المسألة إجتهادية ، فيالله العجب ، فكلنا يعلم أنه متى ورد الدليل الصريح

فإن المسألة ليست إجتهادية ، بل محكومة بالدليل وفي هذه الحالة وجب تحكيم ماقال الله

سبحانه أو قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونحن نعتقد أن من أصر على قوله متى ماتبين له بطلانه

وكابر على الدليل وعلى الحديث ، إنما هو ذو غرض آخر أو متبع ٌ للهوى والله المستعان.

ثم إنه يستشهد بقول ابن تيمية رحمه الله ، وهو دليل قائم عليه من حيث لايدري وسأبيّن ذلك:


إن الأخذ بالقول الراجح هو المخرج لمن أشكل عليه أحد القولين ، ولكن كيف السبيل إذا كان

كل قول من القولين مناقضا ومعاكسا وضدا ً للقول الآخر ؟!

خصوصا وأن الإختلاف يمس العقيدة والولاء والبراء ، وفيه حكم بالكفر على قائد مسلم ، وفيه تجاهل

من صاحب أحد القولين لأحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام ، أفيكفي هنا الأخذ بأحد القولين ، مع

عدم الإنكار على الآخر ،كما يطالب ويقول هو ؟!


ثم إن الحرمان وقلة التوفيق وأخذ ومشاهدة حِكـَـم الله في خلقه ، ليس في بيان الحق وتصويب الخطأ

كما يقول هو ، إنما الحرمان والخذلان هو عدم تغيير المنكر ، وبيان الحق ليتبعه المسلمون ، وإن لنا في نطق الفقيد

للشهادة قبل موته ، من العبرة والتفكر في حكمة الله سبحانه ،ما هو أجل وأعظم مما يدعيه هو ، وفيه

من المطابقة والموافقة لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم والذي قال فيه :(من كان آخر كلامه من الدنيا

لا إله إلا الله دخل الجنة) ، وكذلك حديث الأعمال بخواتيمها الشئ الكثير ، ثم إن الكاتب أقرّ بأن الله لايوفق

أحد للنطق بهذه الكلمة العظيمة ، في ذلك الموقف العظيم ، سوى من إرتضى له سبحانه الجنة منزلا ، وأراد

به سبحانه خيرا ، كما أخبرنا الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه ، والذي نؤمن بقوله غير متأولين

ولا مجتهدين ولا مخذولين ، ونرد على من خالف قوله ببيان الحق ودعوته إلى عدم مشاققة الرسول الكريم

والتوبة والإستغفار إن كان ذلك قد نتج عن عمد ، أو نبين له ليصحح مفاهيمه الخاطئة ويصوّب إجتهاده

إن كان بالفعل مجتهدا.


ثم إن من يطالب بتوبة صدام من إنتمائه لحزب البعث قبل موته قد لا يعلم توبته من عدمها ، فقد يكون

رحمه الله تاب ، وما إستطاع بيان ذلك لحكمة ولأسباب يعلمها الله وحده ، هذا إذا إفترضنا جدلا ، وجوب

التوبة في حقه ، ولكن وبعد أن تبين لنا أن آخر كلامه من الدنيا كان لا إله إلا الله ، فحديث الرسول صلى الله

عليه وسلم ، واضح وصريح ، ولم يشترط عليه الصلاة والسلام أي شئ آخر سوى أن تكون هذه الكلمة

هي آخر كلامه من الدنيا ، وذلك لما بينت لك في ردي السابق من أن المناسبة هنا ليست كغيرها من المناسبات

فهي مناسبة ترتعد منها الفرائص ، وتكرهها الأنفس ولم يكره البارئ جل في علاه شيئاً أكثر منها وهي لحظة

قبض روح المؤمن، وكلنا يعلم ذلك ، ومن لايعلم حقيقة إختلاف هذه المناسبة ، فسوف يعلمها ولكن حينئذ ليس

هناك مجال للتوبة والرجوع إلى الحق وإستيعاب هول هذه المناسبة ، ولذلك فإن لخصوصية هذه المناسبة

مايجعل المرء غير قادر على التظاهر بالدين ، كما ذكر البعض والكاتب يؤكد ثبوت القرائن التي تدل على تغير حال

الفقيدقبل موته وهويسرد لنا ماظهر على حال الفقيد من

علامات الخير الكثيرة من قراءة للقرآن والصلاة ، وكذلك إقراره بالفضل للفقيد بأن نطق بالشهادة قبل الموت وأنه مات

رحمه الله في يوم عظيم عند رب البرية ، ومع كل هذا الإقرار فهو لا يرى ضرورة الرد على من حكم وأفتى بكفر الرجل

وعدم جواز الترحم عليه ، والدعاء له ، والمناداة بكف أذى الألسن والأقلام عنه ، والمطالبة بعدم ذكر مساوئه وعثراته

ونقول له: إن الخذلان ورب الكعبة هو ترك الناس يتمادون في الباطل ويلعنون رجلا نعتقد بعفو الرب عنه وتيسيره له للخير

كما دلت لنا الأدلة على ذلك ، وإن الخذلان الكبير والخسران المبين هو لعمري التمادي في الباطل بعد الإقرار بالحق

ومعرفته ، وإن من لم تثور لديه غيرته على الحق ولم يقوده حبه للخير ولم يهب لكف ألسن المسلمين عن أذى أخيه

الميت ، لهو بحق من دنت همته وغلبه هواه ولم يكن به من النفع لنفسه أو لأمته ذرة من نصيب.

كما نقول له :إن توحيد القلوب والتأليف بينها بيد الله عز وجل قبل أن يكون بيد غيره سبحانه وتعالى

وإن من أعظم أسباب التآلف والتوحد هو بيان الحق للمخطئ في تقديره وحكمه وفتواه ، ليعود إلى الحق

ومن ثم من الممكن إذا شاء الرب عز وجل أن يحصل التآلف والتوحد ، وهنا يجب أن يعرف كاتب المقال من أين

تؤكل الكتف.


وفي الختام أوّد بيان حقيقة تم الكشف عنها كما سيتم الكشف عن كثير من الحقائق بإذن الله تعالى

وهي أن الفقيد لم يكن مختبئا في خندق في الأرض كما يزعمون ، مع أنه لو إختبأ في خندق أثناء

الحرب فلا عيب ولا جرم في ذلك ، فكلنا يعلم أن الخنادق تحفر وقت الحروب للإختباء فيها عندما يتطلب

الوضع الإختباء ، فالحرب كر وفر وظهور وإختفاء ، ولو كان إختبأ رحمه الله ، لكان ذلك من الحكمة

ولما تمكن أعداء الرحمن من الإمساك به ، ولكن قدّر الله وماشاء فعل سبحانه، وما حدث وتم الكشف

عنه قبل أيام وسوف ينتشر هذا الخبر بصورة أكبر قريبا بإذن الله تعالى، أن الفقيد تمت خيانته من قبل ظابط

كان الفقيد يزوره في منزله لأمر من الأمور ، وتم القبض عليه من قبل الأمريكان لعنهم الله وأهلكهم ، عندما

كان يتهيأ للصلاة وقد وضع سلاحه جانبا ، ولو كان على غير تلك الحال رحمه الله ، لقاتلهم حتى يتمكن منهم

أو يستشهد ، فإن من وقف ذلك الموقف والحبل يطوق عنقه ، بكل مارأينا من رباطة جأش وإصرار على الحق

وبكل شجاعة كنا نسمع عنها كثيرا في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي سير صحابته ولكننا لم نرها

في أعظم مشاهدها إلا عندما رأينا فقيدنا في لحظات موته ، إن من كان في ذلك الموقف كما رأينا لا يمكن بأي حال

من الأحوال أن يكون جبانا ولا حتى مختبئا ، ولا هاربا كما يقول بعض أهل الفتوى ولو هرب لما بقي في العراق

مجاهدا صامدا ، فلله دره ما أعظمه حيا وميتا ، وسيبقى ذكره الذي ملأ الآفاق وسيرته التي سار بها الركبان

على ألسن البشر مدة طويلة وأزمنة مديدة ، وسيخلد التاريخ إسمه ، وسيكون بعون الله مثالنا الذي نضربه لأبنائنا

عندما نعلمهم أبجديات البطولة والشرف والعزة والإباء والثبات على الحق ومواجهة الباطل والإعراض عن الدنيا الفانية

وعدم التنازل عن الدين والحق والمبدأ والأرض والعرض وعدم الخيانة للأهل والمبادئ والأمة والوطن.


رحمك الله يافقيد الأمة ، ويازعيم الكرامة ، ويافاتح أبواب الجهاد ، ويامؤسس أشرف مقاومة في عهدنا هذا

ونسأل الله بإسمه الأعظم أن يقرّ عينك بما أعده لك من النعيم المقيم وأن يوفيك حتى ترضى من كل من

آذاك حيا وميتا ومن كل من أنكر لك الخير والخاتمة الحسنة ، بسبب هوى نفسه أو حسده أو كان ذلك لعرض

زائل من الدنيا ، لم تعره يافقيدنا أي إنتباه بل وطأته بقدمك هو و كل عروض الذل والعار ، وأسأل الله أن يوفقنا

للنطق بالشهادة عند الموت كما وفقك ويسّر لك ذلك ، وله الحمد والفضل والمنّة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


يامرحبا فيك يا أخ معيض
أحس أن اسلوبك تغير هذه المرة ، ما أدري ليه !!!

عموما المسألة ليست عواطف تصرفك يمنة ويسرة المسألة دين وعقيدة لا تلعب بها القنوات والإعلام المزيف الذي يقلب الحقائق.

خلنا نحصر المسألة بما أنك تقول أنها غير اجتهادية فأقول لك

فهل تعرف يا أخي الكريم شروط لا إله إلا الله ؟هل تشهد له بالجنة !؟ أنا لا أشهد له بالنار، ولكن هل تشهد له بالجنة !؟

يبدو لي أنك لم تقرأ حديث النبي عليه الصلاة والسلام ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ...... حتى قال عليه الصلاة والسلام : إلا بحقها ) السيستاني يشهدها، وكذا الخميني وخامنئي، بل والجهم بن صفوان يشهدها، وحافظ الأسد يشهدها، وزين العابدين بن علي يشهدها، وكذا الذي قتل نفسه وشهد له النبي عليه الصلاة والسلام بالنار كان يقولها، والذي يغشى الكهان والسحرة يقولها، والذي يسجد للأصنام يقولها أيضاً، بل بعض كفار قريشٍ قالوها .

يبي لك دورة مكثفة في العقيدة.


أتمنى أن تجيب بلا مراوغة ولا كثر كلام فخير الكلام ما قل ودل.

سعيد آل حازب
11-01-2007, 01:35 AM
أيها الإخوة:

نحن نتحدث عن معتقد، ومهما أظهر الإنسان من شعائر الإسلام وكان معتقده فاسدا يخرجه من الملة فإن عمله مهما عظم لا يدخله الجنة. وصدام حسين ببعثيته التي عهدت عنه كافر، لكنه إذا كان قد تراجع عنها أو عن ما يكفره منها فهو مسلم ولم يثبت أنه تراجع عنها ومن يقول غير ذلك فالبرهان مطلوب.

العرب الجدد
11-01-2007, 12:37 PM
الله يجزاه خير فضيلة الشيخ

وشكرا جزيلا لكم على وعة النقل
سلمت يمينك

ابوالبواسل
12-01-2007, 01:08 AM
الله يرحم ابو عدي

سعيد آل حازب
13-01-2007, 12:47 AM
الله يجزاه خير فضيلة الشيخ

وشكرا جزيلا لكم على وعة النقل
سلمت يمينك


وإياك أخي الكريم

شرفني مرورك.

سرحان العتيبي
13-01-2007, 01:13 AM
أيها الإخوة:

نحن نتحدث عن معتقد، ومهما أظهر الإنسان من شعائر الإسلام وكان معتقده فاسدا يخرجه من الملة فإن عمله مهما عظم لا يدخله الجنة. وصدام حسين ببعثيته التي عهدت عنه كافر، لكنه إذا كان قد تراجع عنها أو عن ما يكفره منها فهو مسلم ولم يثبت أنه تراجع عنها ومن يقول غير ذلك فالبرهان مطلوب.

أخ سعيد

ماهوا مفهومك انت للتراجع عن موجبات التكفير ودلائله في مفهومك الشخصي

نأمل أفادتنا حيال ذلك

أبوحمد الفهري
13-01-2007, 10:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو من الأخوان الكرام عدم الخوض في هذه المسائل المتوقفه على الله وحده فلا نعلم هل هو من اهل الجنة أم من اهل النار وعلى المسلمين أخذ الحيطة والحذر من الخوض في هذه المسائل لأنها ليست من اختصاص أحد إلا الله عزوجل.

ولا تنسوا حديث الجنازتين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

سعيد آل حازب
13-01-2007, 01:51 PM
الله يرحم ابو عدي


المسألة اجتهادية فالأمر إليك
أما صاحب الموضوع فلا يترحم عليه.

المهلهل
13-01-2007, 02:17 PM
العلم عند رب العرش

معيض بن صميع
13-01-2007, 06:00 PM
يامرحبا فيك يا أخ معيض
أحس أن اسلوبك تغير هذه المرة ، ما أدري ليه !!!

عموما المسألة ليست عواطف تصرفك يمنة ويسرة المسألة دين وعقيدة لا تلعب بها القنوات والإعلام المزيف الذي يقلب الحقائق.

خلنا نحصر المسألة بما أنك تقول أنها غير اجتهادية فأقول لك

فهل تعرف يا أخي الكريم شروط لا إله إلا الله ؟هل تشهد له بالجنة !؟ أنا لا أشهد له بالنار، ولكن هل تشهد له بالجنة !؟

يبدو لي أنك لم تقرأ حديث النبي عليه الصلاة والسلام ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ...... حتى قال عليه الصلاة والسلام : إلا بحقها ) السيستاني يشهدها، وكذا الخميني وخامنئي، بل والجهم بن صفوان يشهدها، وحافظ الأسد يشهدها، وزين العابدين بن علي يشهدها، وكذا الذي قتل نفسه وشهد له النبي عليه الصلاة والسلام بالنار كان يقولها، والذي يغشى الكهان والسحرة يقولها، والذي يسجد للأصنام يقولها أيضاً، بل بعض كفار قريشٍ قالوها .

يبي لك دورة مكثفة في العقيدة.


أتمنى أن تجيب بلا مراوغة ولا كثر كلام فخير الكلام ما قل ودل.


إسمـــــــــــــع أيها المكابر على الحق والزائغ عن هدي الحبيب المصطفى:


من قال لا إله إلا الله قبل الموت دخل الجنة ، هكذا قال رسول الله ، أما أنت


فقل ماتشاء وكابر على الحق كيفما تشاء ووالذي نفسي بيده ليسألنك



الواحد الأحد عن هذا ، ولتقفن إن لم تتب أمام رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم


ليحاجك أمام رب العالمين عن إنكارك لحديثه ومكابرتك على ما أخبر به وثبت عنه .


أما آن لك أن تفهم !!!!!



المناسبة هنا مختلفة

لا يوجد مكان للتدليس ولا للتقية

لا يوفق لقولها عند الموت إلا من أراد الله به خيرا

وفيما ذكرت لك في ردي السابق شرح وافي وكامل لهذا

وأنا أشهد له بأنه حقق الشرط الذي إشترطه الرسول صللى الله عليه وسلم

وهو أن تكون هذه الكلمة آخر كلامه من الدنيا ومن حقق هذا الشرط دخل الجنة

قد يقول الإنسان لا إله إلا الله ملايين المرات ولكن عند الموت هيهات أن يقولها

إلا من أراد الله له دخول الجنة ، فهل قالها خامنئ والأسد والجهم بن صفوان وكل من ذكرت


عند موتهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


ياسبحان الله!!!!


نقول لك إن المناسبه هنا مختلفه !!!!!!



عند الموت!!!!!!!!!!!!!!



ليس هنا ك أوضح من هذا ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة)


وعندما يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بشئ فليخرس العلماء وليصمت الفلاسفه


ولتركع الدنيا ولينصت للحق كل متنطع وكــــــــذاب ومنكــــر



عندما يخبر صلى الله عليه وسلم بشئ فلتحترمه أنت وغيرك ولتستغفر ربك وتتوب من غيك


لا يأخذك الشيطان إلا ما يغضب الرب ولا يجرمنك بغض صدام إلى مخالفة نبي الهدى


فوالله لا يبغض صدام إلا الجبناء والأراذل والخونة ، ووالله لا يقول لا إله إلا الله قبل الموت


إلا من أراد له الرب جنته منزلا ، وأنا أشهد بأن رسول الهدى لا ينطق عن الهوى فصدام بإذن



الله في الجنة .


العقيدة عندما يفلسفها أتباع الهوى والحاكم تصبح صعبة


وعندما تأخذها من رسول الهدى فيا ما أسهلها وأوضحها من عقيدة .

ابن هتلان الكيرعاني
13-01-2007, 08:11 PM
نختم الحديث يارجال
هلّا شققتم عن قلبه الرجال نطق بالشهادتين ووالله الذي لا اله غيره لو ان ماهو بمسلم لما استطاع ان ينطق بها والله اعلم

حرقي العرين
14-01-2007, 01:56 AM
الشكر للجميع على التألق
ولكم تحياتي

سعيد آل حازب
14-01-2007, 09:01 AM
أخ سعيد

ماهوا مفهومك انت للتراجع عن موجبات التكفير ودلائله في مفهومك الشخصي

نأمل أفادتنا حيال ذلك

أخوي سرحان العتيبي بارك الله فيك

أنا ما عندي مفهوم خاص فيني
أنا عندي مفهوم أهل السنة والجماعة للتراجع عن موجبات التكفير
بأن يعلن المرتد عن تراجعه عن أفكاره السابقة ( مثل من ينكر حرمة الزنا فلا بد أن يتراجع عن هذا الموجب لتكفيره فلا يكفيه قول لا إله إلا الله لكي يعتبر مسلما )
أو يتراجع عن أفعاله ( كمن يسجد للأصنام ).


فأتمنى من كل قلبي أن يأتي من يدافعون عن صدام بما ينفي ما حكم عليه بعض العلماء من عدم الترحم عليه لأنه لم يتراجع عن كفرياته.

سعيد آل حازب
14-01-2007, 09:25 AM
إسمـــــــــــــع أيها المكابر على الحق والزائغ عن هدي الحبيب المصطفى:


من قال لا إله إلا الله قبل الموت دخل الجنة ، هكذا قال رسول الله ، أما أنت


فقل ماتشاء وكابر على الحق كيفما تشاء ووالذي نفسي بيده ليسألنك



الواحد الأحد عن هذا ، ولتقفن إن لم تتب أمام رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم


ليحاجك أمام رب العالمين عن إنكارك لحديثه ومكابرتك على ما أخبر به وثبت عنه .


أما آن لك أن تفهم !!!!!



المناسبة هنا مختلفة

لا يوجد مكان للتدليس ولا للتقية

لا يوفق لقولها عند الموت إلا من أراد الله به خيرا

وفيما ذكرت لك في ردي السابق شرح وافي وكامل لهذا

وأنا أشهد له بأنه حقق الشرط الذي إشترطه الرسول صللى الله عليه وسلم

وهو أن تكون هذه الكلمة آخر كلامه من الدنيا ومن حقق هذا الشرط دخل الجنة

قد يقول الإنسان لا إله إلا الله ملايين المرات ولكن عند الموت هيهات أن يقولها

إلا من أراد الله له دخول الجنة ، فهل قالها خامنئ والأسد والجهم بن صفوان وكل من ذكرت


عند موتهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


ياسبحان الله!!!!


نقول لك إن المناسبه هنا مختلفه !!!!!!



عند الموت!!!!!!!!!!!!!!



ليس هنا ك أوضح من هذا ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة)


وعندما يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بشئ فليخرس العلماء وليصمت الفلاسفه


ولتركع الدنيا ولينصت للحق كل متنطع وكــــــــذاب ومنكــــر



عندما يخبر صلى الله عليه وسلم بشئ فلتحترمه أنت وغيرك ولتستغفر ربك وتتوب من غيك


لا يأخذك الشيطان إلا ما يغضب الرب ولا يجرمنك بغض صدام إلى مخالفة نبي الهدى


فوالله لا يبغض صدام إلا الجبناء والأراذل والخونة ، ووالله لا يقول لا إله إلا الله قبل الموت


إلا من أراد له الرب جنته منزلا ، وأنا أشهد بأن رسول الهدى لا ينطق عن الهوى فصدام بإذن



الله في الجنة .


العقيدة عندما يفلسفها أتباع الهوى والحاكم تصبح صعبة


وعندما تأخذها من رسول الهدى فيا ما أسهلها وأوضحها من عقيدة .


أخي معيض هذا لأسلوب في الحوار غير جيد بأن تلقي التهم جزافا
وكما قلت لك الظاهر إنك تحتاج دورة في العقيدة

كلامك فيه الكثير من المغالطات

فاتهمك لي بأني مكابر عن الحق غير صحيح لأني آتي بالدليل في محله
أما أنت فتأتي بالأدلته كيفما اتفق ( ياليت تركز في الأدلة التي تستدل بها أوتسأل غيرك قبل ما تستدل)
وأسأل الله ألا يجعلني كما قلت.


أما قضية سؤال الله عزوجل لي فهو ما جعلني أكتب هذه الكلمات
لأن الذي يصله علما من علوم الشريعة ثم يكتمه سيلجم بلجام من نار كما أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم.

وللفائدة وأخي معيض (والأجر على الله ترى ما أبغى منك شيء)

أنه مما ينبغي فهمه قبل الخوض في المسألة التفريق بين الأحكام الظاهرة ، وبين الأحكام الباطنة. فقد يحكم للرجل بالإسلام في الظاهر ، وتجرى عليه أحكام المسلمين ، ويكون في باطنه كافراً منافقاً مستحقاً للخلود في النار. وبالمقابل قد يحكم على الرجل بالكفر ظاهراً بناءً على ما ظهر منه، وتجرى عليه أحكام الكفار. ويكون مع ذلك في باطنه مسلماً تائباً مستحقاً لدخول الجنة. وهذه القاعدة محل اتفاق بين أهل العلم.

أما احتجاجك بحديث (من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة. فهذا احتجاج في غير محله. فهذا الحديث وأمثاله من أحاديث الرجاء لا تشمل من تلبس بناقض من نواقض الإسلام باتفاق أهل العلم. ثم إن هذا الحديث يتعلق بالحكم الأخروي. وقد تقدم ألا تلازم بين الحكم الأخروي والحكم الدنيوي. و أنه قد يحكم على المعين بالكفر في الظاهر ويكون مآله عند الله الجنة. فالشيخ لم يتعرض لمآل صدام في الآخرة بل قال بصريح العبارة : (نفوض أمر صدام إلى الله ولا نحكم عليه فيما بينه وبين الله.


وللمعلومية أيضا:

فإن الله قد أخذ الميثاق على أهل العلم لتبيننه للناس
وهذا من البيان للناس ومن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم
فعندما يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر فلابد لي ولك وللمسلمين من احترامه وتقبله
والحق أحق أن يتبع
لكن الكلام الغير مبني على أدلة من الكتاب والسنة وعلى كلام أهل العلم الراسخين
فليذهب إلى غير رجعة........


كثير من كلامك لا يحتاج إلى رد لأن العقل السليم يرده.


شرفني مرورك ونقاشك الجميل.

سعيد آل حازب
14-01-2007, 09:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو من الأخوان الكرام عدم الخوض في هذه المسائل المتوقفه على الله وحده فلا نعلم هل هو من اهل الجنة أم من اهل النار وعلى المسلمين أخذ الحيطة والحذر من الخوض في هذه المسائل لأنها ليست من اختصاص أحد إلا الله عزوجل.

ولا تنسوا حديث الجنازتين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

معتقد أهل السنة والجامعة ألا نحكم لأحد بجنة أو نار لكن نرجو للمحسن ونخاف على المسيء.
وهذا الكلام من تبين الحق لا أقل ولا أكثر.

شرفني مرورك وكلامك جميل ومرتب ( ومؤدب )

الفارس الجنوبي
14-01-2007, 02:07 PM
شكرا لك على الطرح

تحياااااااااتي

سعيد آل حازب
14-01-2007, 11:23 PM
نختم الحديث يارجال
هلّا شققتم عن قلبه الرجال نطق بالشهادتين ووالله الذي لا اله غيره لو ان ماهو بمسلم لما استطاع ان ينطق بها والله اعلم

ابن هتلان حياك الله شرفني مرورك

وياليت تقرأ الرد رقم 35.

سعيد آل حازب
15-01-2007, 12:23 AM
الشكر للجميع على التألق
ولكم تحياتي


يا مرحبا فيك أخي حرقي العرين
جعلنا الله وإياك ممن يتبع الحق إذا تبين له.

الحياه حلوه
15-01-2007, 04:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أقول من يدافع عن صدام بهذا العنف والجهل والغلط على الناس في إعتقادي أنه شخص ((( مهايطي ))) وأرجوا أن ينسى أن إختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية فكلنا في الأخير أخوان في الله وصدام ويا ربعه في حريقه البعثي الخائن .
وسلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااامتكم ....
وفالك التوفيق وكثر الله من أمثالك يا سعيد آل حازب عيني عليك بارده ما شاء الله تبارك الله ....

سعيد آل حازب
17-01-2007, 06:48 PM
شكرا لك على الطرح

تحياااااااااتي

لا شكر على واجب بارك الله فيك.

سعيد آل حازب
18-01-2007, 09:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أقول من يدافع عن صدام بهذا العنف والجهل والغلط على الناس في إعتقادي أنه شخص ((( مهايطي ))) وأرجوا أن ينسى أن إختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية فكلنا في الأخير أخوان في الله وصدام ويا ربعه في حريقه البعثي الخائن .
وسلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااامتكم ....
وفالك التوفيق وكثر الله من أمثالك يا سعيد آل حازب عيني عليك بارده ما شاء الله تبارك الله ....

يا مرحبا فيك
وجعلني الله خير مما تظن.

ال مالح
18-01-2007, 10:43 PM
إعداد فريق التحرير بمفكرة الإسلام

كما لم يشفع لصدام حسين كثير وكثير من مواقفه الأخيرة وتحولاته الواضحة في العقد الأخير من حياته، ولا صموده وثباته حتى آخر لحظة في أيام حكمه في وجه الأطماع الصليبية والصهيونية والرافضية- كما لم يشفع له شيء من ذلك لدى قطاع غير قليل من أهل الخير والصلاح والدعوة في أن يغيروا موقفهم منه أو أن يخففوا حكمهم عليه- فلم يشفع له أيضًا نطقه بالشهادتين وصدعه بهما في آخر لحظاته وهو يجود بنفسه وحيدًا على مرأى ومسمع من أعدائه الحاقدين عليه المتربصين به المحيطين به الذين حاولوا استفزازه ليقول هجرًا أو فحشًا يلقى به ربه في هذا الموقف العصيب.

والرجل لم يكن أمام الجماهير الغفيرة ولم يكن يدري أصلاً أن الله عز وجل سيقيض له من يسجل هذه المشاهد من أعدائه ليفضحهم بها على رءوس الأشهاد، وليظهر ثبات الرجل وصدعه بكلمة التوحيد وهو يجود بنفسه- لم يكن يدري شيئاً من ذلك حتى نقول إنه أراد أن يسجل موقفًا!!

لكن للأسف لم يشفع له شيء من ذلك - على الأقل في تخفيف الحكم الذي أصدره فريق منهم عليه في وقت ما ربما كان يستحق فعلاً هذا الحكم حينها.

أما أن يستصحب هذا الحكم بعد كل هذه المواقف وتلك التحولات والقرائن الواضحة في وقت لا مجال فيه للتصنع ولا للتجمل والمناورة؛ وكأن الرجل أنزل فيه نص قرآني أو نبوي أنه يموت على الكفر ولا تنفعه توبة!! فهذا لاشك أمر عجيب وخطير، لا ينبغي أن نغفله في هذا البحث، ويتحتم علينا أن نتناول حجة أولئك الأخيار من خلال نصوص الشارع الحكيم وأحكامه بعيدًا عن الهوى والعاطفة.

ولا تعنينا الكتابة اليوم عن (صدام حسين)، كما لو كان حيًا، وخصوصًا وأن الرجل قد أفضى إلى ما قدم ولا يضره اختلاف الناس فيه.

لكن الذي يعنينا هو أن نجلي الأمر أمام مشايخنا وعلمائنا الكرام من أهل السنة، ونتساءل: كيف حكموا على رجلٍ بعينه، في لحظة خاتمته، وخاضوا في قضية غيبية فيها نص قاطع؟!

فبعدما أعرضوا عن كل تغيراته وتحولاته نحو الإسلام في العقد الأخير من حياته، وأغمضوا عيونهم عن النظر حتى إلى آخر محاكماته، وآخر كلماته.. جاؤوا يصدرون حكمًا عليه بالتكفير والزندقة على أنه بعثي، وأنه لم يبْلغهم، أو يُبلِّغهم هو بتوبته من بعثيته..؟!

وهل يصح اعتبار عدم العلم بتغير الحال، دليلاً على عدم تغير حاله..؟!

و هل لم تعد الشهادتان ينطقها الرجل بنفسه، حرًا مختارًا وهو يجود بنفسه، ولا يوجد من جلاديه حوله من يذكره بها- هل لم تعد هذه الشهادة كافية على الأقل لتكون قرينة للتوقف في الحكم على الرجل بالكفر؟!! أيجود منافق بروحه وهو ينطق الشهادتين..؟!

أليس من توفيق الله تعالى لهذا الرجل أن جعل آخر عهده وكلماته التي فارق بها هذه الحياة الدنيا نطقه لشهادتي التوحيد " أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله ".. وكانت قتلته شنقًا على يد الغزاة الصليبيين المعتدين وعملائهم الخونة من الشيعة الروافض؟!!

أليس من توفيق الله له أن ينطق بالشهادتين.. ويكرر نطقه بهما.. في ظروف يسودها الخوف والإرهاب.. والرعب.. وشماتة الأعداء وبذاءتهم.. غير آبه بكل ذلك ؟!

أيحسب المرء أن الموت على شهادة التوحيد ـ بحيث تكون آخر كلمات المرء التي يودع بها الدنيا ـ أمر سهل ميسور ـ كما زعم أحد دعاة الفضائيات ـ من دون توفيق الله وتسديده له ؟!!

أين هؤلاء الأفاضل من قول النبي r: "ما من عبدٍ قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة "([1])؟!.

وقولهr: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة "([2])؟.

وقولهr: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يومًا من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه "([3])؟ .

أين هم من حديث طلحة بن عبيد اللهt حيث قال: سمعت النبيr يقول: "إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا أشرق لها لونه، ونفَّس الله عنه كربته ". فقال عمر بن الخطابt: إني لأعلم ما هي. قال: وما هي؟ قال: تعلم كلمة أعظم من كلمة أمر بها عمه عند الموت: "لا إله إلا الله "؟ قال طلحة: صدقت؛ هي والله هي([4])؟!.

أين هم من قولهr: "إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعةً وتسعين سجلاً؛ كل سجلٍّ مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمك كتبت الحافظون؟ يقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيُخرج بطاقة فيها، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة، وما هذه السجلات؟! فقال: فإنك لا تُظلم، فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم الله شيء"([5])؟!.

فهذا عنده تسع وتسعون سجل مليئة بالخطايا والذنوب.. كل سجل طوله وامتداده مثل مد البصر.. ومع ذلك قد رجحت عليهنَّ "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله"!

بل أين هم من قولهr: "قال لي جبريل: لو رأيتني وأنا آخذُ من حالِ ـ أي من طين ـ البحرِ فأدُسُّه في فمِ فِرعون مخافةَ أن تُدرِكَه الرحمةُ "([6])؟!!.

أي مخافة أن يقول لا إله إلا الله.. فيموت عليها.. فتدركه الرحمة بسبب ذلك.. كما في رواية ابن عباس عند أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن جبريل كان يدس في فم فرعون الطين مخافة أن يقول لا إله إلا الله"([7]).

وفرعون هو هو.. الذي قال عن نفسه:)وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي( [القصص:38]،) أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى( [النازعات:24].

فهل تدرك فرعون الرحمة إذا نطق بكلمة التوحيد مضطرًا وقد عاين الهلكة، وهو من هو في الكفر والطغيان الذي يتشبث به حتى آخر لحظات حياته، ويطارد رسول الله وكليمه عليه السلام والمؤمنين به ليفتنهم عن دينهم، ثم لاتدرك صداماً هذه الرحمة وهو يجهر بكلمة التوحيد حراً مختاراً ويصدع بها،قبل أن يقولها في هذا الموقف العصيب وفي مواجهة عدو ظالم محتل وأوليائه ممن يرون سب صحابة رسولهr ، وزوجه أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها – يرون ذلك ديناً يترقبون به إلى الله؟!!

ألم يكن السجود لأمريكا والتسبيح بها في تلك اللحظة كافياً لدفع الرغبة الأمريكية بقتله ..؟!فلماذا لم يقلها ويحاول النجاة من مصيره وهي أسهل ماكان عليه أن ينطقه فالشيطان يؤزه والخوف يحيط به والعدو والعميل فوق رأسه والحبل حول رقبته ومشايخ وعلماء العالم لن يقبلوا منه إيماناً ولاإحساناً ..؟!

ألم يجد صدام كلمات يقولها في قاموس الحزب والحياة، في تلك اللحظة إلا كلمة "التوحيد"، ثم نعدها منه وكلمات الكفر سواء..؟!

متى أصبح التلفظ بالشهادتين، وعدمه سواء..؟!

متى أصبح سكوته عن الشهادتين ـ لو أنه سكت ـ دليل ردة ـ وأصبح نطقه بالشهادتين دليل زندقة ونفاق..؟!

أيعقل أن يكون نطقه وسكوته سواء..؟! و نطقه بكلمة الكفر وبكلمة التوحيد سواء.؟!

بل لا ندري كيف يُثبِّت الله تعالى رجلاً على هذه الكلمات، و يهديه إليها هداية، ويعلنها للعالمين إعلانًا، ويخرجها للعالمين من بين حرز الزنادقة المحاربين وهم لا يشعرون، ثم يُرفض ذلك كله ولا يُستأنس به استئناسًا..؟! وما نشرهم لذاك المشهد العظيم إلا من مكر الله بقاتليه، ومن تزيين الله لهم أعمالهم] أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم [ [محمد: 23].

لا عجب من اضطراب كثير من إخواننا هؤلاء، حين جاءت الخاتمة على غير ما سمعوا من روايات وربما روّجوا من قبل عن الرجل كثيرًا، وتوقعوا سوءًا فلكأنه سقط في أيديهم...!

لا عجب إذ هو نفس المنظار الذي نظر به كثير منهم إلى أعمال هذا الرجل الصالحة من قبل، وتغييراته المنهجية العامة، فضلاً عن الخاصة، في العقد الأخير من حياته..!

إنه منظار الارتياب، واتهام النوايا..! فذهبت عليهم الفرصة، واقتنصها اليهود والصليبيين والمجوس حين اقتنصوه.. ومازال البعض في ريبهم ـ من الرجل ـ يترددون..!

منظار الارتياب الذي عمم حتى على من يدلي بشهادةٍ يدين الله بها، وإن كان ذاك الشاهد من أوثق الثقات، ما دامت تلك الشهادة فيها تزكية صدام، فأقل ما يقال في صاحب الشهادة ليس عنده بُعد نظر، إنه متعاطف معه كما تعاطف كثيرون مع بعض الطغاة!!

وهكذا وقف البعض من موقع «مفكرة الإسلام» التي أظهرت الحقيقة قبل أن تظهر، ورصدت التغييرات المنهجية العامة التي شهدناها بأنفسنا، وشهدها إخواننا، واضحة، مرقمة، مُدللة... نعم، إنها ـ عند هؤلاء ـ لا تكفي..!

لا تكفي لنسف أفكار قديمة، ولا تكفي لقبول توبته التي أعلنها مرات ومرات، وجددها بصيغ كثيرة مذكورة في البحوث الأربعة التي نشرتها «مفكرة الإسلام» وسمعناها والله بآذاننا، ورأيناها بأعيننا، ونشهد له بها عند الله، ونسأله أن يتقبل شهادتنا فيه، ويتقبله في الشهداء..

لا تكفي لأن شيخنا العلامة ـ ابن باز (رحمه الله) ـ قد أصدر حكمه على البعث أو على الرجل من قبل..!

هنا ثمة قضية هي من الأهمية بمكان، تلك هي أن حكم الشيخ العلامة ابن باز أو غيره ليس دليلاً في ذاته على أن فتواه حق، بل الدليل هو ما استدل به الشيخ العلامة فلان أو فلان، وإذا ما انتقضت العلة أو تغيرت، انتقض الحكم وتغير، والحكم يدور مع علته وجودا وعدمًا،وخصوصًا في القضايا الحياتية المتغيرة، ـ كما هو الحال في صدام ـ ولا يتمسك بالحكم لمجرد أن الشيخ أصدر حكمه، فضلاً أن يبقى حكم الشيخ فلان أو فلان كالخاتم على عمله، وكالخاتمة لحياته... تاب أم لم يتب، تغير أم لم يتغير..!

فإذا ما أفتى علامة بأن "العشبة" الفلانية حرام، بناءً على تقارير علمية وصلته، ثم تبيّن بعد تقارير علمية أخرى خطأ التقارير الأولى، ومات الشيخ قبل معرفة هذه التقارير، فلا يبقى حكم الشيخ الأول حجة، فضلاً أن يبقى للمستدلين بقوله حجة...!

ولا ندري هل لو بلغت الشيخ العلامة ابن باز ـ رحمه الله ـ كل إصلاحات صدام، وإعلانه عن إيمانه وتوحيده مرارًا وتكرارًا، ثم سمعه يردد الشهادتين لحظة موته واغتياله..؟ سيبقى على فتواه قبل تغيره، وابن باز رحمه الله هو من هو: حسن ظنٍ، ورحمة، وورع..

ظننا والله بالشيخ أنه سوف يراسله، ويحضه، ويعينه، ويوصيه قبل موته، ويحسن الظن به بعد موته..

والعجب أن بعض من رفض توبة صدام باعتبار أنه من حزب البعث ذي المبادئ "الإلحادية" ربما لم يقرأ أكثرهم في حياته مبادئ حزب البعث!

ولمْ يقابل رجلاً من رجالاته ومراجعه! فضلاً أن يفرق ما بين حزب البعث السوري والعراقي، أو أن يفرق ما بين تلك المبادئ في أول عهد صدام وفي سنِّيه الأخيرة إذ جعلها صدام مبادئ مجمدة تمامًا، وتطبيقات إسلامية موسعة..

لا يقولن أحد أننا نتبنى مبادئ حزب البعث العراقي أو غيره أو أننا ندافع عنه؛بل نحن ضد البعث بجميع صوره وتحولاته ولا نرضى بغير الإسلام عقيدة وشريعة ومنهجًا وحكمًا؛ إنما مقصودنا أن نبين أن الأحكام تدور مع الحقائق لا مع الأسماء إذا فرغت هذه الأسماء من مدلولاتها وحقائقها، كما هو الحال في هذه المسألة؛ فالبعث العراقي ليس كالبعث السوري بل وبعث صدام في عقده الأخير غير بعثه أول حكمه وعهده؛ بل كيف يكون الأمر إذا تعارضت الحقائق مع الأسماء والشعارات، وكانت الحقائق في أرض الواقع لدى هذا البعث هي الإسلام وشرائعه ومناهجه؟!!

إن من يعرف حزب البعث العراقي أقل معرفةٍ يعرف أن أكبر أعدائه الشيوعية العراقية، وأنه في الأساس ما جاء إلا بعدما قضى على الشيوعية الإلحادية، وأن صدامًا بنفسه هو من قاد محاولة اغتيال رأس الشيوعية عبد الكريم قاسم، وأن التفاف ـ بعض من التف ـ من الشعب العراقي حول الحزب كان كراهيةً في الإلحاد وفي الشيوعية..

ونكرر ونؤكد ثانية وثالثة أن الإسلام لا يعدله شيء ولا منهج ولا نرضى بغيره ؛ من بعث عراقي أو سوري أو غير ذلك ؛ فليس قصدنا هو إضفاء الشرعية أو التزكية على حزب البعث في أي مرحلة من مراحله.

وللأسف فإن مما اشتهر تكفيره به هو قوله: "بالقومية العربية"، و لاشك أننا لا نتردد في قبول هذا الحكم بناءً على تعريف القومية الذي يعرفون، ولكن هل قرأ هؤلاء الأفاضل تعريف القومية الذي يقول به صدام..؟! وكما قلنا إن الأحكام تدور مع الحقائق لا مع الأسماء.

هل سمعوه من فمه في اجتماعات قيادات الحزب التي كانت تُبث في التلفزيون العراقي الرسمي..؟! وهل من فارق ما بين تعريفنا ـ نحن الإسلاميين ـ وبين تعريف صدام...؟!

سوف ننقل بعض العبارات التي قالها صدام في كتابه الأخير، والذي سماه: " اخرج منها يا ملعون"، والذي هو عبارة عن قصة رمزية عن رجل عربي قديم اسمه "إبراهيم" له دين سماوي، وله أولاد ثلاثة قتلوا في إحدى الغزوات، وخلفوا ثلاثة أولاد: "حزقيل، ويوسف، ومحمود"، فكان "حزقيل" يرمز إلى اليهود، والآخران يرمزان إلى العرب الذين حملوا الرسالة من بعد أبيهم إبراهيم..

فذكر القصة عن إبراهيم ـ والذي يعده صدام هو صاحب المبادئ التي يؤمن بها ويدعو لها ـ فأخذ يوصيهم، ومن ذلك أن قال: [إن الأساس، يا ولدي، أن نؤمن بإله واحد، هو الله، سبحانه وجلت قدرته.. إنه ربنا وخالقنا، ولا إله آخر غيره.. وإننا له مسلمون، مشيئتنا وفعلنا وعبادتنا له سبحانه وليس لغيره.. وأن إقامة العدل والإنصاف، وقول الحق والعمل به، ورفض الباطل، والسعي في الأرض في علاقاتنا الإنسانية، معمرين لها لا مفسدين... هو سبيلنا، ولذلك عليكم أن تتذكروا شريعتي وما علمتكم إياه قولاً وفعلاً، وبعد ذلك لكم أن تجتهدوا، على أن تراعوا وأنتم تجتهدون، أن يكون اجتهادكم، إذا اضطررتم، مُنـزّهًا من الهوى، وعلى أساس الضرورة الملجئة لما تقتضيه الحياة، ويستوجبه الدين، وليس محض بناء طريق مختلف بين طرق مطروقة، ليعرف صاحبه فيه، وأن لا يرتب الاجتهاد أو ينشئ حقًا من باطل، أو يلغي ويزور حقًا ثابتًا، وأن لا يكون تعبيرًا عن ضجر أو خوف، أو مراءاة ونفاقًا أو تعبيرًا عن غضب أو رغبة في إلحاق أذى بآخرين، وأن يكون اتكالكم بعد ذلك، وقبل ذلك، على الواحد الأحد..]([8]).

ثم قال بعدها: [وفي كل الأحوال، فأي اختلاف بينكما، يجب أن يكون الحكم الفاصل فيه شريعتي، وما يرضي الرب الرحيم، وأن تتذكرا أنكما ابنا عم، وأن تبعدا عنكما الشر وحكمه، والطمع ومهاويه، وأن تبقيا الشيطان بعيدًا عن صدريكما وعقليكما وأن تتنزها عن الهوى، وأن تبعدا فتن الأجنبي عنكما، وطريقة فهمه للدين.. وأن تحذرا "حزقيل" لئلا يلوث دينكما بالهوى والطمع، ويحرف طريقكما]([9]).

ثم سأل الولد محمود جده إبراهيم فقال: [أليس دينك وشريعتك إنسانيين يتعديان أمتنا ويتوجهان إلى أمم الأرض كلها، أم أنهما قوميان فحسب؟

تأمل إبراهيم في وجه محمود وهو يبتسم بحبور واضح، وقال: نعم، يا ولدي، إن ديننا وشريعتنا إنسانيان، لكن أمتنا هي قاعدتهما الأساس.. وهذا ما أراده الله سبحانه، ولذلك فإن ما يختمر في القاعدة، يا ولدي، في روحه وبنائه، هو الأساس وأن توجهنا في دعوتنا إلى الإنسانية ككل يقتضي، مع ضرورة التنبه إلى أننا حيثما تشعبت أمامنا الطرق بعد ذلك، ومن بعدنا الأجيال التي نورثها العقيدة، نعود إلى الأساس والمنطلق، وما اختمر في وعاء الأمة وضميرها وعقلها، ليكون بوصلة حركتنا إلى الأمام، والقاعدة والحكم الفصل في ما يختلف عليه أو يقال فيه من اجتهاد، ذلك لأن الأمم الأخرى، ستتلقى الدين منا، وسنكون نحن مستودع أسراره ونبضه، وروح انطلاقته، ونماذجه الحية في منبعه الأساس، وإن اتسع الأفق أمامنا ليمتد إلى البعيد البعيد، ذلك لأن الأمم الأخرى متكونة على اعتقادات ليست بديانات إلهية، وإنما عبادات قومية، صيرتها رغبة أو عبقرية أصحابها في تلك الأمم، لتلتم عبر التاريخ على ما يوحدها، ويحقق لها الأهداف التي اختارتها في مراحل متعاقبة من الزمن، لذلك ما إن يؤمنوا بأساسيات ما ندعوهم إليه، وينفصلوا عن توجيهنا المباشر، حتى تخالط عقائدهم السابقة الدين الجديد..! ومع تعدد الأجيال واحتمالات انتشار البدع على أساس الهوى أو التسهيلات التي تنادي بها حياتهم أو تفرضها عليهم هي وملوكهم، تصير أساسيات ما عرفوه عن تقاليدهم القومية من عبادات، كأنها أساس لدينهم وشعائرهم وتكون أساسيات الدين الجديد كأنها جزء من ذلك، وليس القاعدة والجوهر الذي يلغي ما عداه، أو يصححه بموجبها، والخطير يا ولدي أن تتوافق مع هوى النفس الرغبة في الانعزال عن التوجيه المباشر للعرب المؤمنين على الوصف الذي ذكرناها عنهم.. و عندها تكون كأنها أديان جديدة وإن سميت باسم ديننا.

قال محمود:

ـ شكرا، يا والدي.. لقد فهمت. ]

أرأيت كيف بين أهمية بناء الدين على فهم أهله وأبنائه، وفهم الآخرين على أساس فهم حملته، وخطورة تخلي العرب عن دورهم، وكيف تتسلل البدع إلى تلك الأقوام حتى تصبح دينًا جديدًا ليس له من الإسلام إلا اسمه...؟!

[ قال يوسف لإبراهيم:

ـ التقيت قبل زمن بأناس من بلاد الروم.. التقيتهم بادئ الأمر مقبلين بقوافلهم إلى نينوي من بلاد الشام، وعرضت عليهم ديننا، مع أنهم أجانب ومن قوميات أخرى، فهل ما فعلته صحيح أم خطأ؟

ـ بل، صحيح، يا يوسف، ذلك لأن ديننا موجه إلى الناس كلهم، عربًا وأعاجم، سواء كانت بشرتهم بيضاء أو سوداء أو سمراء أو من اللون الأصفر، كما في الصين وما جاورها، لكن عليكما الانتباه إلى ما قلته لمحمود الآن، لأنه يعنيكما، وإن كان لكل منكما اجتهاده وطريقه الآخر بعد أن انطلقتم من طريق التوحيد الأساس]([10]).

انظر كيف يقرر أن دعوة التوحيد ليست للعرب، وأنهم بمقدار الشرف الذي حازوه، بمقدار المسئولية التي يجب أن يتحملوها..

أما من أراد أن يحاسب صدامًا على دقائق المعتقد، ودقائق التطبيقات الشرعية أو السلفية، فهذا والله ما لا يقوى عليه أحدٌ منًا فضلاً عن كثير من الخلفاء السابقين الذين لا يخفي التاريخ معتقداتهم، وانحرافاتهم..

ونعجب والله ثانية، وثالثة، وثلاثين.. من ذلك الفاضل الذي يقول: [ فنحن أهل السنة غير آسفين ]..!

بل والله نحن أهل السنة آسفون أشد الأسف على ذهاب حكمه، والحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النار.. ورافعون الرأس بشموخه بلا إله إلا الله عند موته... ولسان حال شعبه يقول: " حُقّ لنا أن نكون شعب رئيس كهذا، فليرينا الآخرون بم يفخرون... من تعجب من جهاد شعب كهذا، فلينظر إلى شموخ رئيسه وثباته.. "

نعم ـ والله ـ آسفون على ذهاب الأمن، فلقد جعل الله الإطعام من الجوع، والأمن من الخوف، من النعم العظيمة على أهل الجاهلية، فهل ذهبت هاتان النعمتان إلا بذهاب حكمه..؟!

ولقد جعل الله أمن المساجد من العدوان عليه سبحانه والمعتدون موعودون بالخوف والحرب من الله تعالى..وهل كانت مساجد السنة في العراق أعظم أمنًا منها في فترة حكمه، وهل في الدنيا ـ اليوم ـ أعظم خوفًا من مساجد العراق بعد ذهاب حكمه..؟

وهل هؤلاء الشباب المجاهد إلا تربية محاضن المساجد يوم كانت المساجد في دولته..؟!

هذا وهو في غاية التعظيم لها بناية ورعاية وتشجيعًا على ذلك..

كما جعل الله تعالى الأمان مقابل الخوف وقرين الإيمان، فإن الأمان الذي حَظيت به بيوت الله وروادها في فترة التسعينيات على الأخص، لا تقارن بما قبلها من حكم العراق، أو يُقارن بها غيرها من بلاد كثيرة من بلاد المسلمين من حيث أنشطتها، وحلقاتها، حتى أخرجت هذه العصائب التي ترونها اليوم.. وما كان صدام يعجز عن طرد أصحابها منها بمجرد كلمة، ولا أقول قتل أو شنق واحدٍ من أهلها، أو يصنع معها كما صنع مع الحسينيات..

فكيف بالأمن الذي شاع في الشارع، وفي البيت، وفي التعليم، والاقتصاد، وكل مناحي الحياة؟

بل كيف بالحجاب الذي نشر، واللحى التي أصبحت ظاهرة، ومناهج التعليم الإسلامي التي تغيرت، والاقتصاد الإسلامي الذي ابتدأ ببنك إسلامي واحد، ثم أمر صدام الدكتور "عبد اللطيف هميم" بتحويل البنوك العراقية كلها إلى إسلامية؟!

والله نأسف، ونبكي، ونحزن..

ومن ذا الذي لا يحزن ـ اليوم ـ على الشركيات الظاهرة، والبدع الشركية العارمة، والحسينيات المتكاثرة، والمجوسية الغالبة، ونيرانها المتصاعدة في أعيادها على بيوت العراق ومناراته، والعقول المخدرة بالمخدرات، والأعراض المهتكة في السجون وعلى الطرقات، وغير ذلك كثير، مما كان أثرًا من آثار ذهابه، فكيف لا نأسف..؟!

نأسف والله ونخاف على العراق الذي نخشى أن لا يذكر أحفادنا ـ يومًا من الأيام ـ أنه كان سنيًا، فهل يذكر الكثير من المسلمين ـ الآن ـ أن إيران قبل خمسة عقود كانت سنية..؟!

أي والله نأسف على السنة المذبوحة، والعقيدة المسفوحة، وأهلها المشردون في أرجاء البلاد..!

نأسف على القرآن الذي عممه صدام على المدارس، وعلى الجيش... نأسف على حرمة الصحابة المصونة في عهده المستباحة من بعده..!

نأسف على المعاهد السنية التي تكاثرت في كل مكان.. نأسف على ذهاب إقامة الحدود التي ابتدأت بحد السرقة وعقوبة اللواط، وعقوبة السحر..!

نأسف على اليهودية المحرم دخولها إلى العراق بوجوده، المتخوفة منه وهي قابعة في فلسطين، والتي أصبحت اليوم تحكم البلاد وتتحكم في العراق وأهله، وتتمدد إلى ما حوله.. نأسف ونأسف ونأسف..!!!

نأسف، وأسفنا أعظم من أسف جعفر بن أبي طالب وصحبه رضي الله عنهم، على ذهاب حكم النجاشي "أصحمة" حين خرج عليه الخارجون، إذ لم يكن النجاشي يومها مسلمًا، لكنهم فرحوا فرحًا عظيمًا حين عاد، واستعاد ملكه... بينما نرى في صدام ـ والله حسيبه ـ رجلاً مسلمًا، مقبلاً على الله، وعلى تطبيق الإسلام وهو في غاية الصدق والشجاعة والإقدام، والقوة راجعًا... كيف وقد تفرغ لذلك تمامًا أثناء سجنه واعتقاله.؟

كان حريًا بهؤلاء الأفاضل أن يقرءوا كل ما ورد في «مفكرة الإسلام» وفي غيرها، ذلك أن المفكرة هي أول من كتب إسلاميًا في ذلك، وأوسعه، ثم يتحقق، أو يرسل ويراسل، ويستمع، وينظر قبل أن يصدر حكمًا مثل هذا..

كان حريًا بهؤلاء الكرام إذ لم يتوصلوا إلى حكم أن يسكتوا عن حكمهم، ليسلموا هم، ويسلم دينهم، ويسلم الأصحاب والأتباع، ويسلم الصف ـ الداخلي أساسًا والخارجي تبعًا ـ الذي لا ينقصه تشققات جديدة..

كان حريًا بهؤلاء الأفاضل أن يجمعوا محبي صدام وما أكثرهم بالنظر للإيجابيات في الموضوع، وخصوصًا بعد رحيله ـ يجمعهم ـ حول عقيدة السلف، والجهاد مع إخوانهم، فالحاجة اليوم أعظم ما تكون لهذا؛ إذ اشتد الطوفان من بعده وتصاعد.

كان حريًا بهؤلاء الأفاضل إذ لم يعرفوا الحق من أهله أن يعرفوه من أعدائه، فلقد جعل الله مخالفة إبليس أصلاً، واتخاذه عدوًا قاعدة.. فهلاّ نظر هؤلاء الأفاضل في صف أعظم أنصار إبليس ـ في هذا الزمان ـ: أين يقفون من الرجل، فوقفوا في الصف المقابل لصفهم؟!

وهل أعظم نصرة لإبليس، وأشد حربًا على الله وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من: اليهود، والصليبيين، والمجوس...؟!

حتى لو كان هؤلاء الأفاضل مصيبين في قولهم في حكم الآخرة، فإنه في حكم الشرع الصحيح ـ في الدنيا ـ فاسد الاعتبار، لمخالفته نصوصًا واضحة صريحة..

ألم يسع هؤلاء الأفاضل السكوت عن قضية أساس الحكم فيها أمران خطيران:

أولهما: رجم بالغيب.

وثانيها: تكفير لمعين لم تستوف شرائط تكفيره ولم تعتبر الموانع التي تمنع من تكفيره!

وإن حاول هؤلاء الأفاضل الخروج منها لفظًا بقولهم: [ فنفوض أمر صدام إلى الله ولا نحكم عليه فيما بينه وبين الله] لكن بعض بهؤلاء الأفاضل نقضوا مقولتهم هذه بما قالوه قبلها بكلمات حين قالوا: [ وأما ما يتظاهر به من الإسلام والنطق بالشهادتين فلا يكفي]..!

فأين تفويض أمره إلى الله، بعد الاتهام بالزندقة إذ إنه متظاهر بالتلفظ بالشهادتين؟!

أيُّ اتهامٍ للنوايا مثل هذا..؟!

أي توسع في التكفير مثل هذا..؟

وأي نصرة للشيطان في هذه اللحظة التي يحرص الشيطان أن يدرك فيها كل مسلم قبل الغرغرة، وخصوصًا عند أمثال صدام من حكام ومسئولين مفرطين.. إذ التيئيس من قبول توبتهم، غاية الشيطان ودليل الشيطان في ذلك هو قول هذا الشيخ أو ذاك..؟!

وأي تألٍ على الله مثل، هذا كما ورد في حديث صاحبي موسى عليه السلام([11])..؟!

أيُّ ردٍ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح في الشهادة بالجنة لقائل الشهادتين مثل هذا..؟!

أيُّ مخالفة لحديث أسامة بن زيد رضي الله عنه([12]) والعمل بضده مثل هذا..؟!

بل إن هذا الاتهام أعظم من اتهام أسامة - رضي الله عنه - لمن نطق بالشهادتين وقتله أسامة، محتجًا بأنه قالها فرقًا من السيف، ذاك القول الذي أغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبًا لم يكد يُرَ مثله.. مع أن لأسامة بعض الشبهة الظاهرة إذ لم يقلها الرجل من قبل وكان يقدر، ثم قاتل أسامة رضي الله عنه عليها ولم يقلها، وهرب ولم يقلها، حتى إذا رأى السيف على رأسه، وتحقق من ذهاب نفسه قالها... أما صاحبنا ـ رحمه الله ـ فإنه على الضد من صاحب أسامة رضي الله عنه، فالقتلة هنا يكرهون لا إله إلا الله محمدًا رسول الله ويحاربونها، وليسوا كأسامة، وليس ثمة أية شبهة في أنه قالها فرقًا، ومع هذا فقد قالها ـ صدام ـ واضحة بينة... ولم يفْرق منهم، ولم يرضهم..

ومن يساوي بين هذا وهذا فعليه أن يساوي بين حِبٍّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن أسامة، وبين مقتدى الصدر إمام الزندقة والكفر..!

فيا لغضبة رسول الله صلى الله عليه وسلم على من ردّ هذا بغير أدنى شبهة، بل يا لغضب الله الذي أخشى أن يقع عقابه بلاءً في اللحظة المنتظرة ـ لحظة الخاتمة ـ نسأل الله العافية لنا ولعلمائنا وعامتنا..

لو أراد أحبابنا شبهًا أقرب إلى حالةِ صدام مع جلاديه: لوجدوه جليًا في قصة الأعرابي الذي تمنى الشهادة فقال النبي صلى الله عليه وسلم والسهم حيث أشارَ وتمنى: ((صدق الله فصدقه الله))([13]).

وكم سمعنا صدامًا يتمنى الشهادة في سبيل الله في لقاءاته العسكرية، وخطاباته بمناسبة الحرب، وآخر تمنيه للشهادة كان في المحكمة، هذا وهو صاحب المقولة المشهورة يوم أن كان على رأس السلطة: " الشهداء أكرم منا جميعًا"...

كان بالإمكان أن يستشهد بحديث: [لله أشد فرحًا بتوبة عبده..]([14])، أو بحديث [ولا يزال الرجل يعمل بعمل أهل النار...]([15]).

كان بالإمكان أن يستشهد على قوة إيمانه وخشوعه، وإقباله على الله بما استفاض من حبه للصلاة والقرآن، وتفرغه لذلك في سجنه، وقبل سجنه.. تصديقًا لقول الله تعالى:] واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملقوا ربهم وأنهم إليه راجعون[ [البقرة: 45، 46].

وآخر الشهود هي شهادة طبيبه الأمريكي... وإلا فمن يجامل صدام وهو في غياهب السجن..؟!

ثم ألا يُذكر للرجل كذلك أنه عُوقِب في الحياة الدنيا بما عاقَبَ فيه في صدر حياته وحكمه قبل تحولاته في عقده الأخير.. قبل أن يلقى ربَّه؟!

هجَّر الناس.. فهُجِّرت عائلته وشُرِّدَت.. وقتل أبناء الناس.. فقُتِل أبناؤه.. وسَجنَ فسُجِن.. وعذَّب فعُذِّب.. وقتَلَ فقُتل.. فلم يفعل شيئًا في الناس مما يؤخذ عليه إلا وفُعل فيه وفي عائلته وأبنائه..

أليس هذا أنه من البلاء الذي يُكفِّر الخطايا والآثام ؟! أم أن الرجل لايشمله قول النبيr: "ما يُصيب المؤمن من وصَبٍ ولا نصبٍ، ولا غمٍّ، ولا همٍّ، ولا حزنٍ حتى الشوكة يُشاكها إلا كفَّر من خطاياه "([16]) كما لم ينفعه عند هؤلاء الأفاضل صدعه بالشهادة قبيل إعدامه؟!!

ألا يناله نصيب من قولهr: "إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلُغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله، أو في ولده، ثم صبَّره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت من الله تعالى"([17])؟!!

أو قولهr: "لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة، في جسده وأهله وماله، حتى يلقى اللهU وما عليه خطيئة"([18])؟!!

أيختلف اثنان على شدة البلاء الذي نزل بساحة الرجل.. وبخاصة في سنوات اعتقاله.. وعلى صبره وتجلده على البلاء ؟!!

وبالإمكان النظر لما أصيب به صدام من بلاء ـ لم يُر في العصر الحاضر من أصيب بمثل مصابه ـ على أنه كفارة لذنوبه... بإذن الله.

بالطبع لن نقول إنه دليل على قوة إيمانية لشدة ابتلائه؛ إذ ((يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ)) كما في الحديث الصحيح([19])؛ مادام كثير من هؤلاء الفضلاء يأبون إثبات أصل الإيمان له!!.

إن من اشترط أن يتبرأ من البعث مع قول لا إله إلا الله فليذكر لنا نصًا من الكتاب والسنة على أن لا إله إلا الله لا تنفعه! ثم ليذكر لنا ما المبدأ الكفري الذي آمن به صدام، حتى يعلن الكفر به والتبرُّؤ منه هنا، ومع هذا ونحن سوف نذكر له عشرات البراءات التي تبرأ بها الرجل من كل كفرٍ قولاً وعملاً.. وما ذكر في بحث" العقد الأخير من حياة صدام في ميزان الإسلام"، وبحث "صدام... الفرصة الضائعة"، على كثرته إلا أنه قليل من كثير نعرفه نحن بأنفسنا، ويعرف غيرنا أكثر، ولكننا اعتمادًا على وجوب رجوع من يريد الفتوى الصحيحة في الرجل لم نذكر تلك الأدلة مكتفين بضرورة رجوع كل من يريد الفتوى في الموضوع لبحوث المفكرة المُحكمة.

ثم ألا يعرف كل مبتدئ فضلاً عن جهابذة الدعاة وأهل العلم أن معنى الشهادتين يقتضي الكفر بما سواهما، كما كان يعرفه أهل الجاهلية؟!

فلم تقبل الشهادتان من هؤلاء المبتدئين اتكالاً على علمهم أيًا كانت مبادئهم، ولا تقبل من هذا الرجل صاحب الاطلاع الدائم والثقافة الواسعة، مضيفًا لها شهادة القول الصالح، والأعمال الصالحة، والخاتمة الحسنة، والأصل أنه ما نطق بها هنا إلا إيمانًا بها، ورجاء أجرها الموعود، وإحسان ظنٍ بالله، وعلمٍ بمقتضاها..؟!

والله إننا لا نكتب هذه الكلمات إلا ليبقى الإعلان عن الشهادتين عند الشنق لأهل الحق سنة حسنة يرفع بها الشهداء أصواتهم يعتز بها المؤمنون، ويتمناها الصادقون..

ما مصلحة صدام أن يكذب، وقد قال في المحكمة للقاضي: "ربما يقول أي عراقي بأن صدام كان دكتاتورًا، لكنك لن تجد عراقي واحد يقول أن صدامًا كان كذابًا".

عجبًا لمن اشترط التوبة والتبرُّؤ رديفين لكلمة التوحيد عند الموت، مساويًا بين نطقها هنا وصاحبها مقبل على الله، وبين اشتراط نطقها وهو مقبل على الحكم أو على الحياة..!

حريٌ بمشايخنا أن يطلقوا حكم الردة على الأحزاب الإسلامية العراقية المشاركة في البرلمان العراقي اليوم، تلك التي وافقت على الدستور العراقي الصليبي الذي وضعه يهودي..!

وأن لا يعتدّوا بصلاة هؤلاء الإسلاميين ولا عباداتهم ولا حتى شهادة [لا إله إلا الله محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم] وأن يعلنوا كفرهم بكل ذلك، ثم يعلنوا دخولهم الإسلام من جديد..!

وهل ننسى اعتراف الدكتور "أحمد الكبيسي" في برنامج في قناة "العربية": بأن صدامًا طلب منه أن يضع للعراق نظام حكم إسلامي كامل ليطبقه فورًا، لكن الدكتور باعترافه ـ بنفسه ـ رفض؟!

وهل ننسى قول صدام قبل الاحتلال الأمريكي بنحو سنة: "غايتنا إقامة نظام خلافة على منهاج خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي"؟!

وفي مقابل كل ما ذكر من حسناته هل وجد الإعلام اليهودي الصليبي المجوسي له صورة واحدة مخلة بالأدب، أو الحياء، يثبتون بها أكاذيبهم وإفكهم عليه.. هذا وقد آلت إليهم خزائن الأسرار كلها..؟!

هل وجدوا له حسابًا داخليًا ولا خارجيًا كما كذبوا من قبل وقالوا عنده ملايين.؟!

نرجو من هؤلاء الأفاضل ألا يتعجلوا الحكم على الرجل لنقولات من هؤلاء وأولئك، أو من خارجين من العراق إبان حكمه، مبررين خروجهم بتهويلات رافضية يهودية جلها عند التحقيق أكاذيب، أُريد استثمارها بإسقاط العراق كله، أو لتحصيل البعض أكبر قدر من المعونات ـ آنذاك ـ..

وإلا فلمَ لمْ يخرج جل العلماء الكبار والشباب، من الذين نراهم يجاهدون اليوم؟!

لِمَ صبروا وثبتوا ؟ لِمَ لَم يقتلوا؟ لم ملئوا المساجد والشوارع والمدارس؟ لم بقوا يقاومون دعوات المجوس ودعاتهم في الداخل، ويدخلونهم الإسلام؟

لِم رضوا بجلد الظهر ـ إن جلدوا ـ والثبات في البلد، على بيع البلاد والدين..؟!

وهل لهؤلاء الذين خرجوا أن يقارنوا أنفسهم بصدام الذي عرضت عليه الدنيا على أن يترك العراق فأبى، وعرضت عليه بعد اعتقاله فأبى، وعرضت بعد إصدار الحكم عليه فأبى...وأبى، حتى أفضى إلى رب كريم سبحانه ممسكًا القرآن إلى لحظة تقييده بيديه، معلنًا الشهادة أمام العالمين...

ولو أن صدامًا سلَّم الحكم بسلاسة للمحتل، دون إطلاق الرصاصة التي أعلنها في قصيدته المعروفة:

أطلق لها السيف لا خوف ولا وجل أطلق لها السيف وليشهد لها زحل

هل ترى الجهاد انطلق بهذه السرعة، حين يستلم العدو بلدًا آمنًا مطمئنًا، فيضع عليه يديه في غفلة من أعين أهله..؟!

هل يقارن من خرج طالبًا الإقامة والوظيفة ـ آنذاك ـ...بهذا الرجل؟

لقد مات صدام فقيرًا لا يملك من الدنيا شيئًا إذ قال أخوه في المحكمة ـ برزان ـ: "لو خرج الرئيس من المحكمة فليس عنده دينارٌ واحدٌ.. ولا بيت.."

وقد تحدى الرئيس أن يجدوا بيتًا أو قصرًا باسمه، إنما كل شيء باسم الدولة العراقية، وليس باسمه ولا باسم ذريته، كما هو الشأن في غيره، لكنه لم يقدم في مقابل ـ كل ذلك ـ شبرًا من بلده ليقبض ما يشاء! فأية أمانة مثل هذه، وهل الأمانة إلا شق الإيمان إذ يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((لا إيمان لمن لا أمانة له))([20]).

أما غير هؤلاء الدعاة والعلماء من شاعر أو شاعرين، فلقد خبطوا الحق بالباطل، وأظهروا أنهم لا يعلمون شيئًا، وأن على الأمة أن تتريث كثيرًا في الأخذ منهم بعد اليوم..!

ولا ندري ما شعور هؤلاء الشعراء لو لُفَّ الحبل حول الأعناق، وصاح الصائح بالفراق.؟!

هل سيعلنون الشهادتين بهذا الثبات..؟!

أسأل الله ألا يبتليهم بكلماتهم يومذاك..

إن شجاعة صدام وثباته الأخير يظهر لكل أحدٍ أنه أبعد ما يكون عن التظاهر بما لا يعتقد، فهو حين اعتقد بما اعتقد أول مرة عمل به بكل قوة، وحين خالفه عمل بضده بكل قوة...إلا أن الأعداء أدركوا، فتداركوا، فتكالبوا، فتداعوا... وأصحابنا توقفوا، بل نطقوا بالحكم الشرعي عليه، فكان حكمهم أعظم أثرًا من سلاح العدو في أهل العراق...وها هم يعيدون الكرة اليوم فيه مباشرة، وفي أحبابه من بعده وما أكثرهم في الساحة العراقية والإسلامية... فلا هؤلاء الأتباع يجاهدون، ولا هؤلاء يمدونهم بما يحتاجون..!

والله ما نكتب هذه الكلمات إلا دفاعًا عن الرجل ونحسبه من دفاع الله تعالى عنه ميتًا...

وما نكتبها إلا دفاعًا عن العمل بالسنة، ودفاعًا عن لا إله إلا الله التي خنقها الزنادقة حين لم يدعوا صدامًا يكملها في المرة الثانية.

وما نكتبها إلا حبًا ونصحًا لمشايخنا، وإننا والله لعلى يقين بأن ذلك ليسعدهم ويسعد طلاب الحق، وأن ذلك لن يدعوهم كما يحسب الجاهلون للبحث عن أدلة نظرية يزدادون بها إصرارًا ورّدًا لكلمة التوحيد التي قالها..

ولا يحسبن أحدٌ أن في ذلك جرأة على أهل العلم فهذا من ثمار منهجنا السني السلفي القائم على الكتاب والسنة، مع غاية الأدب..

وإننا نحرج على كل أحدٍ يحاول أن يستغل هذهِ الرسالة في الطعن بالعلماء، أو الجرأة على المجاهدين، أو التقصير في حقهما..

وما نكتبها إلا تعزية لقلوب أُمةٍ تفطرت من مشرقها إلى مغربها حين رأت الرجل يشنق على أيدي المجوس! وتفطرت أكثر حين قرأت تَوَقُف بعض علمائها وبعض مجاهديها..!

وما نكتبها إلا جمعًا لشمل هؤلاء على لا إله إلا الله التي يموت عليها المسلمون، ومات عليها صدام نفسه، وتوحيدًا للصفوف تحت راية هذهِ الكلمة.

ما نكتبها إلا خشية من بعثرة صفٍ من أصحاب هؤلاء الأفاضل الذين لهم صولة وجولة في الساحة الجهادية اليوم مع إخوانهم المجاهدين، معتقدين أن قتالهم لله وقتلاهم في الجنة...

ما نكتبها إلا استثارة لهمم وعزائم ولاة الأمر أن هذا هو العز الباقي، والكرسي العالي في قلوب الخلق، والخلق شهداء الله على خلقه...فلترخص عندكم الحياة، لتوهب لكم الحياة.


--------------------------------------------------------------------------------

([1] ) رواه البخاري في اللباس رقم (5827)، و مسلم في الإيمان رقم (94).
([2] ) رواه الإمام أحمد رقم (21529)، وأبو داود (3116)، وحسنه الألبانى فى "إرواء الغليل" (3/149) وتقدم تخريجه.
([3] ) رواه ابن حبان في صحيحه رقم (3004 ) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع‏ رقم (5150).
([4] ) رواه ابن ماجه في الأدب رقم (3795) وأحمد في مسنده رقم (1387)، و قال الألباني في أحكام الجنائز: إسناده صحيح.
([5] ) رواه الترمذي في الإيمان رقم (2639) وابن ماجه في الزهد ( 4300) ، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (2127).
([6] ) رواه الترمذي في تفسير القرآن رقم (3107) وأحمد في المسند رقم (2145)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (2015).
([7] ) رواه الإمام أحمد في مسنده رقم (2145) ، والطبري في تفسيره (11/163 )، وابن حبان في صحيحه رقم (6215 )، والنسائي في سننه الكبرى(6/363 )،وصححه الشيخ شعيب الأرناءوط في تحقيق صحيح ابن حبان(14/98). وفي رواية عند الترمذي في تفسير القرآن رقم ( 3108) والحاكم في مستدركه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ:" ذَكَرَ أَنَّ جِبْرِيلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ يَدُسُّ فِي فِي فِرْعَوْنَ الطِّينَ خَشْيَةَ أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ أَوْ خَشْيَةَ أَنْ يَرْحَمَهُ اللَّهُ" قَالَ الترمذي: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (2484).
([8]) ص 37 من رواية "اخرج منها يا ملعون".
([9]) المرجع السابق ص 38.
([10]) المرجع السابق ص38ـ40.
([11]) عَنْ جُنْدَبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ: "وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلَانٍ وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ أَوْ كَمَا قَالَ"رواه مسلم رقم (2621).
وقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "كَانَ رَجُلَانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَوَاخِيَيْنِ فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ وَالْآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ فَكَانَ لَا يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ فَيَقُولُ أَقْصِرْ فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُ أَقْصِرْ فَقَالَ خَلِّنِي وَرَبِّي أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا فَقَالَ وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ أَكُنْتَ بِي عَالِمًا أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي وَقَالَ لِلْآخَرِ اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ" رواه الإمام أحمد رقم (8531)، أبو داود رقم (4901)، وصححه الألباني في صحيح الجامع‏ رقم (4455).
([12]) قَالَ أَبُو ظَبْيَانَ سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْحُرَقَةِ فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ فَهَزَمْنَاهُمْ وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ رَجُلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَكَفَّ الْأَنْصَارِيُّ فَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "يَا أُسَامَةُ أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" قُلْتُ: كَانَ مُتَعَوِّذًا فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ. رواه البخاري رقم (4269)، ومسلم رقم (96).
([13]) رواه النسائي رقم (1953)، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي.
([14]) قطعة من حديث رواه البخاري رقم (6308)، ومسلم رقم (2744).
([15]) متفق عليه، وقد سبق تخريجه.
([16]) رواه البخاري في المرضى رقم ( 5642 ) ، ومسلم في البر والصلة والآداب رقم ( 2573 ).
([17]) رواه الإمام أحمد رقم( 21833)، وأبو داود رقم (3090)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود رقم (2649)..
([18]) رواه الترمذي في الزهد رقم (2399) وأحمد في المسند رقم (7799)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد رقم ( 380).
([19]) رواه الإمام أحمد رقم (1484)، والترمذي رقم (2398)، وابن ماجة رقم (4023)، والدارمي رقم (2783)، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" رقم (143).
([20]) رواه الإمام أحمد في مسنده رقم (11975)، وصححه الألباني في صحيح الجامع‏ رقم (7179).

زياد البشري
18-01-2007, 11:25 PM
لا تعليق ..

سوى ان الله اعلم بحاله ..

عبدالله المهداني
19-01-2007, 01:52 AM
والله العظيم ان الامر محير


لكن الله يفعل ما يريد

تحياتي

سعيد آل حازب
20-01-2007, 02:25 PM
إعداد فريق التحرير بمفكرة الإسلام

كما لم يشفع لصدام حسين كثير وكثير من مواقفه الأخيرة وتحولاته الواضحة في العقد الأخير من حياته، ولا صموده وثباته حتى آخر لحظة في أيام حكمه في وجه الأطماع الصليبية والصهيونية والرافضية- كما لم يشفع له شيء من ذلك لدى قطاع غير قليل من أهل الخير والصلاح والدعوة في أن يغيروا موقفهم منه أو أن يخففوا حكمهم عليه- فلم يشفع له أيضًا نطقه بالشهادتين وصدعه بهما في آخر لحظاته وهو يجود بنفسه وحيدًا على مرأى ومسمع من أعدائه الحاقدين عليه المتربصين به المحيطين به الذين حاولوا استفزازه ليقول هجرًا أو فحشًا يلقى به ربه في هذا الموقف العصيب.

والرجل لم يكن أمام الجماهير الغفيرة ولم يكن يدري أصلاً أن الله عز وجل سيقيض له من يسجل هذه المشاهد من أعدائه ليفضحهم بها على رءوس الأشهاد، وليظهر ثبات الرجل وصدعه بكلمة التوحيد وهو يجود بنفسه- لم يكن يدري شيئاً من ذلك حتى نقول إنه أراد أن يسجل موقفًا!!

لكن للأسف لم يشفع له شيء من ذلك - على الأقل في تخفيف الحكم الذي أصدره فريق منهم عليه في وقت ما ربما كان يستحق فعلاً هذا الحكم حينها.

أما أن يستصحب هذا الحكم بعد كل هذه المواقف وتلك التحولات والقرائن الواضحة في وقت لا مجال فيه للتصنع ولا للتجمل والمناورة؛ وكأن الرجل أنزل فيه نص قرآني أو نبوي أنه يموت على الكفر ولا تنفعه توبة!! فهذا لاشك أمر عجيب وخطير، لا ينبغي أن نغفله في هذا البحث، ويتحتم علينا أن نتناول حجة أولئك الأخيار من خلال نصوص الشارع الحكيم وأحكامه بعيدًا عن الهوى والعاطفة.

ولا تعنينا الكتابة اليوم عن (صدام حسين)، كما لو كان حيًا، وخصوصًا وأن الرجل قد أفضى إلى ما قدم ولا يضره اختلاف الناس فيه.

لكن الذي يعنينا هو أن نجلي الأمر أمام مشايخنا وعلمائنا الكرام من أهل السنة، ونتساءل: كيف حكموا على رجلٍ بعينه، في لحظة خاتمته، وخاضوا في قضية غيبية فيها نص قاطع؟!

فبعدما أعرضوا عن كل تغيراته وتحولاته نحو الإسلام في العقد الأخير من حياته، وأغمضوا عيونهم عن النظر حتى إلى آخر محاكماته، وآخر كلماته.. جاؤوا يصدرون حكمًا عليه بالتكفير والزندقة على أنه بعثي، وأنه لم يبْلغهم، أو يُبلِّغهم هو بتوبته من بعثيته..؟!

وهل يصح اعتبار عدم العلم بتغير الحال، دليلاً على عدم تغير حاله..؟!

و هل لم تعد الشهادتان ينطقها الرجل بنفسه، حرًا مختارًا وهو يجود بنفسه، ولا يوجد من جلاديه حوله من يذكره بها- هل لم تعد هذه الشهادة كافية على الأقل لتكون قرينة للتوقف في الحكم على الرجل بالكفر؟!! أيجود منافق بروحه وهو ينطق الشهادتين..؟!

أليس من توفيق الله تعالى لهذا الرجل أن جعل آخر عهده وكلماته التي فارق بها هذه الحياة الدنيا نطقه لشهادتي التوحيد " أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله ".. وكانت قتلته شنقًا على يد الغزاة الصليبيين المعتدين وعملائهم الخونة من الشيعة الروافض؟!!

أليس من توفيق الله له أن ينطق بالشهادتين.. ويكرر نطقه بهما.. في ظروف يسودها الخوف والإرهاب.. والرعب.. وشماتة الأعداء وبذاءتهم.. غير آبه بكل ذلك ؟!

أيحسب المرء أن الموت على شهادة التوحيد ـ بحيث تكون آخر كلمات المرء التي يودع بها الدنيا ـ أمر سهل ميسور ـ كما زعم أحد دعاة الفضائيات ـ من دون توفيق الله وتسديده له ؟!!

أين هؤلاء الأفاضل من قول النبي r: "ما من عبدٍ قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة "([1])؟!.

وقولهr: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة "([2])؟.

وقولهr: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يومًا من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه "([3])؟ .

أين هم من حديث طلحة بن عبيد اللهt حيث قال: سمعت النبيr يقول: "إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا أشرق لها لونه، ونفَّس الله عنه كربته ". فقال عمر بن الخطابt: إني لأعلم ما هي. قال: وما هي؟ قال: تعلم كلمة أعظم من كلمة أمر بها عمه عند الموت: "لا إله إلا الله "؟ قال طلحة: صدقت؛ هي والله هي([4])؟!.

أين هم من قولهr: "إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعةً وتسعين سجلاً؛ كل سجلٍّ مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمك كتبت الحافظون؟ يقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيُخرج بطاقة فيها، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة، وما هذه السجلات؟! فقال: فإنك لا تُظلم، فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم الله شيء"([5])؟!.

فهذا عنده تسع وتسعون سجل مليئة بالخطايا والذنوب.. كل سجل طوله وامتداده مثل مد البصر.. ومع ذلك قد رجحت عليهنَّ "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله"!

بل أين هم من قولهr: "قال لي جبريل: لو رأيتني وأنا آخذُ من حالِ ـ أي من طين ـ البحرِ فأدُسُّه في فمِ فِرعون مخافةَ أن تُدرِكَه الرحمةُ "([6])؟!!.

أي مخافة أن يقول لا إله إلا الله.. فيموت عليها.. فتدركه الرحمة بسبب ذلك.. كما في رواية ابن عباس عند أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن جبريل كان يدس في فم فرعون الطين مخافة أن يقول لا إله إلا الله"([7]).

وفرعون هو هو.. الذي قال عن نفسه:)وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي( [القصص:38]،) أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى( [النازعات:24].

فهل تدرك فرعون الرحمة إذا نطق بكلمة التوحيد مضطرًا وقد عاين الهلكة، وهو من هو في الكفر والطغيان الذي يتشبث به حتى آخر لحظات حياته، ويطارد رسول الله وكليمه عليه السلام والمؤمنين به ليفتنهم عن دينهم، ثم لاتدرك صداماً هذه الرحمة وهو يجهر بكلمة التوحيد حراً مختاراً ويصدع بها،قبل أن يقولها في هذا الموقف العصيب وفي مواجهة عدو ظالم محتل وأوليائه ممن يرون سب صحابة رسولهr ، وزوجه أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها – يرون ذلك ديناً يترقبون به إلى الله؟!!

ألم يكن السجود لأمريكا والتسبيح بها في تلك اللحظة كافياً لدفع الرغبة الأمريكية بقتله ..؟!فلماذا لم يقلها ويحاول النجاة من مصيره وهي أسهل ماكان عليه أن ينطقه فالشيطان يؤزه والخوف يحيط به والعدو والعميل فوق رأسه والحبل حول رقبته ومشايخ وعلماء العالم لن يقبلوا منه إيماناً ولاإحساناً ..؟!

ألم يجد صدام كلمات يقولها في قاموس الحزب والحياة، في تلك اللحظة إلا كلمة "التوحيد"، ثم نعدها منه وكلمات الكفر سواء..؟!

متى أصبح التلفظ بالشهادتين، وعدمه سواء..؟!

متى أصبح سكوته عن الشهادتين ـ لو أنه سكت ـ دليل ردة ـ وأصبح نطقه بالشهادتين دليل زندقة ونفاق..؟!

أيعقل أن يكون نطقه وسكوته سواء..؟! و نطقه بكلمة الكفر وبكلمة التوحيد سواء.؟!

بل لا ندري كيف يُثبِّت الله تعالى رجلاً على هذه الكلمات، و يهديه إليها هداية، ويعلنها للعالمين إعلانًا، ويخرجها للعالمين من بين حرز الزنادقة المحاربين وهم لا يشعرون، ثم يُرفض ذلك كله ولا يُستأنس به استئناسًا..؟! وما نشرهم لذاك المشهد العظيم إلا من مكر الله بقاتليه، ومن تزيين الله لهم أعمالهم] أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم [ [محمد: 23].

لا عجب من اضطراب كثير من إخواننا هؤلاء، حين جاءت الخاتمة على غير ما سمعوا من روايات وربما روّجوا من قبل عن الرجل كثيرًا، وتوقعوا سوءًا فلكأنه سقط في أيديهم...!

لا عجب إذ هو نفس المنظار الذي نظر به كثير منهم إلى أعمال هذا الرجل الصالحة من قبل، وتغييراته المنهجية العامة، فضلاً عن الخاصة، في العقد الأخير من حياته..!

إنه منظار الارتياب، واتهام النوايا..! فذهبت عليهم الفرصة، واقتنصها اليهود والصليبيين والمجوس حين اقتنصوه.. ومازال البعض في ريبهم ـ من الرجل ـ يترددون..!

منظار الارتياب الذي عمم حتى على من يدلي بشهادةٍ يدين الله بها، وإن كان ذاك الشاهد من أوثق الثقات، ما دامت تلك الشهادة فيها تزكية صدام، فأقل ما يقال في صاحب الشهادة ليس عنده بُعد نظر، إنه متعاطف معه كما تعاطف كثيرون مع بعض الطغاة!!

وهكذا وقف البعض من موقع «مفكرة الإسلام» التي أظهرت الحقيقة قبل أن تظهر، ورصدت التغييرات المنهجية العامة التي شهدناها بأنفسنا، وشهدها إخواننا، واضحة، مرقمة، مُدللة... نعم، إنها ـ عند هؤلاء ـ لا تكفي..!

لا تكفي لنسف أفكار قديمة، ولا تكفي لقبول توبته التي أعلنها مرات ومرات، وجددها بصيغ كثيرة مذكورة في البحوث الأربعة التي نشرتها «مفكرة الإسلام» وسمعناها والله بآذاننا، ورأيناها بأعيننا، ونشهد له بها عند الله، ونسأله أن يتقبل شهادتنا فيه، ويتقبله في الشهداء..

لا تكفي لأن شيخنا العلامة ـ ابن باز (رحمه الله) ـ قد أصدر حكمه على البعث أو على الرجل من قبل..!

هنا ثمة قضية هي من الأهمية بمكان، تلك هي أن حكم الشيخ العلامة ابن باز أو غيره ليس دليلاً في ذاته على أن فتواه حق، بل الدليل هو ما استدل به الشيخ العلامة فلان أو فلان، وإذا ما انتقضت العلة أو تغيرت، انتقض الحكم وتغير، والحكم يدور مع علته وجودا وعدمًا،وخصوصًا في القضايا الحياتية المتغيرة، ـ كما هو الحال في صدام ـ ولا يتمسك بالحكم لمجرد أن الشيخ أصدر حكمه، فضلاً أن يبقى حكم الشيخ فلان أو فلان كالخاتم على عمله، وكالخاتمة لحياته... تاب أم لم يتب، تغير أم لم يتغير..!

فإذا ما أفتى علامة بأن "العشبة" الفلانية حرام، بناءً على تقارير علمية وصلته، ثم تبيّن بعد تقارير علمية أخرى خطأ التقارير الأولى، ومات الشيخ قبل معرفة هذه التقارير، فلا يبقى حكم الشيخ الأول حجة، فضلاً أن يبقى للمستدلين بقوله حجة...!

ولا ندري هل لو بلغت الشيخ العلامة ابن باز ـ رحمه الله ـ كل إصلاحات صدام، وإعلانه عن إيمانه وتوحيده مرارًا وتكرارًا، ثم سمعه يردد الشهادتين لحظة موته واغتياله..؟ سيبقى على فتواه قبل تغيره، وابن باز رحمه الله هو من هو: حسن ظنٍ، ورحمة، وورع..

ظننا والله بالشيخ أنه سوف يراسله، ويحضه، ويعينه، ويوصيه قبل موته، ويحسن الظن به بعد موته..

والعجب أن بعض من رفض توبة صدام باعتبار أنه من حزب البعث ذي المبادئ "الإلحادية" ربما لم يقرأ أكثرهم في حياته مبادئ حزب البعث!

ولمْ يقابل رجلاً من رجالاته ومراجعه! فضلاً أن يفرق ما بين حزب البعث السوري والعراقي، أو أن يفرق ما بين تلك المبادئ في أول عهد صدام وفي سنِّيه الأخيرة إذ جعلها صدام مبادئ مجمدة تمامًا، وتطبيقات إسلامية موسعة..

لا يقولن أحد أننا نتبنى مبادئ حزب البعث العراقي أو غيره أو أننا ندافع عنه؛بل نحن ضد البعث بجميع صوره وتحولاته ولا نرضى بغير الإسلام عقيدة وشريعة ومنهجًا وحكمًا؛ إنما مقصودنا أن نبين أن الأحكام تدور مع الحقائق لا مع الأسماء إذا فرغت هذه الأسماء من مدلولاتها وحقائقها، كما هو الحال في هذه المسألة؛ فالبعث العراقي ليس كالبعث السوري بل وبعث صدام في عقده الأخير غير بعثه أول حكمه وعهده؛ بل كيف يكون الأمر إذا تعارضت الحقائق مع الأسماء والشعارات، وكانت الحقائق في أرض الواقع لدى هذا البعث هي الإسلام وشرائعه ومناهجه؟!!

إن من يعرف حزب البعث العراقي أقل معرفةٍ يعرف أن أكبر أعدائه الشيوعية العراقية، وأنه في الأساس ما جاء إلا بعدما قضى على الشيوعية الإلحادية، وأن صدامًا بنفسه هو من قاد محاولة اغتيال رأس الشيوعية عبد الكريم قاسم، وأن التفاف ـ بعض من التف ـ من الشعب العراقي حول الحزب كان كراهيةً في الإلحاد وفي الشيوعية..

ونكرر ونؤكد ثانية وثالثة أن الإسلام لا يعدله شيء ولا منهج ولا نرضى بغيره ؛ من بعث عراقي أو سوري أو غير ذلك ؛ فليس قصدنا هو إضفاء الشرعية أو التزكية على حزب البعث في أي مرحلة من مراحله.

وللأسف فإن مما اشتهر تكفيره به هو قوله: "بالقومية العربية"، و لاشك أننا لا نتردد في قبول هذا الحكم بناءً على تعريف القومية الذي يعرفون، ولكن هل قرأ هؤلاء الأفاضل تعريف القومية الذي يقول به صدام..؟! وكما قلنا إن الأحكام تدور مع الحقائق لا مع الأسماء.

هل سمعوه من فمه في اجتماعات قيادات الحزب التي كانت تُبث في التلفزيون العراقي الرسمي..؟! وهل من فارق ما بين تعريفنا ـ نحن الإسلاميين ـ وبين تعريف صدام...؟!

سوف ننقل بعض العبارات التي قالها صدام في كتابه الأخير، والذي سماه: " اخرج منها يا ملعون"، والذي هو عبارة عن قصة رمزية عن رجل عربي قديم اسمه "إبراهيم" له دين سماوي، وله أولاد ثلاثة قتلوا في إحدى الغزوات، وخلفوا ثلاثة أولاد: "حزقيل، ويوسف، ومحمود"، فكان "حزقيل" يرمز إلى اليهود، والآخران يرمزان إلى العرب الذين حملوا الرسالة من بعد أبيهم إبراهيم..

فذكر القصة عن إبراهيم ـ والذي يعده صدام هو صاحب المبادئ التي يؤمن بها ويدعو لها ـ فأخذ يوصيهم، ومن ذلك أن قال: [إن الأساس، يا ولدي، أن نؤمن بإله واحد، هو الله، سبحانه وجلت قدرته.. إنه ربنا وخالقنا، ولا إله آخر غيره.. وإننا له مسلمون، مشيئتنا وفعلنا وعبادتنا له سبحانه وليس لغيره.. وأن إقامة العدل والإنصاف، وقول الحق والعمل به، ورفض الباطل، والسعي في الأرض في علاقاتنا الإنسانية، معمرين لها لا مفسدين... هو سبيلنا، ولذلك عليكم أن تتذكروا شريعتي وما علمتكم إياه قولاً وفعلاً، وبعد ذلك لكم أن تجتهدوا، على أن تراعوا وأنتم تجتهدون، أن يكون اجتهادكم، إذا اضطررتم، مُنـزّهًا من الهوى، وعلى أساس الضرورة الملجئة لما تقتضيه الحياة، ويستوجبه الدين، وليس محض بناء طريق مختلف بين طرق مطروقة، ليعرف صاحبه فيه، وأن لا يرتب الاجتهاد أو ينشئ حقًا من باطل، أو يلغي ويزور حقًا ثابتًا، وأن لا يكون تعبيرًا عن ضجر أو خوف، أو مراءاة ونفاقًا أو تعبيرًا عن غضب أو رغبة في إلحاق أذى بآخرين، وأن يكون اتكالكم بعد ذلك، وقبل ذلك، على الواحد الأحد..]([8]).

ثم قال بعدها: [وفي كل الأحوال، فأي اختلاف بينكما، يجب أن يكون الحكم الفاصل فيه شريعتي، وما يرضي الرب الرحيم، وأن تتذكرا أنكما ابنا عم، وأن تبعدا عنكما الشر وحكمه، والطمع ومهاويه، وأن تبقيا الشيطان بعيدًا عن صدريكما وعقليكما وأن تتنزها عن الهوى، وأن تبعدا فتن الأجنبي عنكما، وطريقة فهمه للدين.. وأن تحذرا "حزقيل" لئلا يلوث دينكما بالهوى والطمع، ويحرف طريقكما]([9]).

ثم سأل الولد محمود جده إبراهيم فقال: [أليس دينك وشريعتك إنسانيين يتعديان أمتنا ويتوجهان إلى أمم الأرض كلها، أم أنهما قوميان فحسب؟

تأمل إبراهيم في وجه محمود وهو يبتسم بحبور واضح، وقال: نعم، يا ولدي، إن ديننا وشريعتنا إنسانيان، لكن أمتنا هي قاعدتهما الأساس.. وهذا ما أراده الله سبحانه، ولذلك فإن ما يختمر في القاعدة، يا ولدي، في روحه وبنائه، هو الأساس وأن توجهنا في دعوتنا إلى الإنسانية ككل يقتضي، مع ضرورة التنبه إلى أننا حيثما تشعبت أمامنا الطرق بعد ذلك، ومن بعدنا الأجيال التي نورثها العقيدة، نعود إلى الأساس والمنطلق، وما اختمر في وعاء الأمة وضميرها وعقلها، ليكون بوصلة حركتنا إلى الأمام، والقاعدة والحكم الفصل في ما يختلف عليه أو يقال فيه من اجتهاد، ذلك لأن الأمم الأخرى، ستتلقى الدين منا، وسنكون نحن مستودع أسراره ونبضه، وروح انطلاقته، ونماذجه الحية في منبعه الأساس، وإن اتسع الأفق أمامنا ليمتد إلى البعيد البعيد، ذلك لأن الأمم الأخرى متكونة على اعتقادات ليست بديانات إلهية، وإنما عبادات قومية، صيرتها رغبة أو عبقرية أصحابها في تلك الأمم، لتلتم عبر التاريخ على ما يوحدها، ويحقق لها الأهداف التي اختارتها في مراحل متعاقبة من الزمن، لذلك ما إن يؤمنوا بأساسيات ما ندعوهم إليه، وينفصلوا عن توجيهنا المباشر، حتى تخالط عقائدهم السابقة الدين الجديد..! ومع تعدد الأجيال واحتمالات انتشار البدع على أساس الهوى أو التسهيلات التي تنادي بها حياتهم أو تفرضها عليهم هي وملوكهم، تصير أساسيات ما عرفوه عن تقاليدهم القومية من عبادات، كأنها أساس لدينهم وشعائرهم وتكون أساسيات الدين الجديد كأنها جزء من ذلك، وليس القاعدة والجوهر الذي يلغي ما عداه، أو يصححه بموجبها، والخطير يا ولدي أن تتوافق مع هوى النفس الرغبة في الانعزال عن التوجيه المباشر للعرب المؤمنين على الوصف الذي ذكرناها عنهم.. و عندها تكون كأنها أديان جديدة وإن سميت باسم ديننا.

قال محمود:

ـ شكرا، يا والدي.. لقد فهمت. ]

أرأيت كيف بين أهمية بناء الدين على فهم أهله وأبنائه، وفهم الآخرين على أساس فهم حملته، وخطورة تخلي العرب عن دورهم، وكيف تتسلل البدع إلى تلك الأقوام حتى تصبح دينًا جديدًا ليس له من الإسلام إلا اسمه...؟!

[ قال يوسف لإبراهيم:

ـ التقيت قبل زمن بأناس من بلاد الروم.. التقيتهم بادئ الأمر مقبلين بقوافلهم إلى نينوي من بلاد الشام، وعرضت عليهم ديننا، مع أنهم أجانب ومن قوميات أخرى، فهل ما فعلته صحيح أم خطأ؟

ـ بل، صحيح، يا يوسف، ذلك لأن ديننا موجه إلى الناس كلهم، عربًا وأعاجم، سواء كانت بشرتهم بيضاء أو سوداء أو سمراء أو من اللون الأصفر، كما في الصين وما جاورها، لكن عليكما الانتباه إلى ما قلته لمحمود الآن، لأنه يعنيكما، وإن كان لكل منكما اجتهاده وطريقه الآخر بعد أن انطلقتم من طريق التوحيد الأساس]([10]).

انظر كيف يقرر أن دعوة التوحيد ليست للعرب، وأنهم بمقدار الشرف الذي حازوه، بمقدار المسئولية التي يجب أن يتحملوها..

أما من أراد أن يحاسب صدامًا على دقائق المعتقد، ودقائق التطبيقات الشرعية أو السلفية، فهذا والله ما لا يقوى عليه أحدٌ منًا فضلاً عن كثير من الخلفاء السابقين الذين لا يخفي التاريخ معتقداتهم، وانحرافاتهم..

ونعجب والله ثانية، وثالثة، وثلاثين.. من ذلك الفاضل الذي يقول: [ فنحن أهل السنة غير آسفين ]..!

بل والله نحن أهل السنة آسفون أشد الأسف على ذهاب حكمه، والحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النار.. ورافعون الرأس بشموخه بلا إله إلا الله عند موته... ولسان حال شعبه يقول: " حُقّ لنا أن نكون شعب رئيس كهذا، فليرينا الآخرون بم يفخرون... من تعجب من جهاد شعب كهذا، فلينظر إلى شموخ رئيسه وثباته.. "

نعم ـ والله ـ آسفون على ذهاب الأمن، فلقد جعل الله الإطعام من الجوع، والأمن من الخوف، من النعم العظيمة على أهل الجاهلية، فهل ذهبت هاتان النعمتان إلا بذهاب حكمه..؟!

ولقد جعل الله أمن المساجد من العدوان عليه سبحانه والمعتدون موعودون بالخوف والحرب من الله تعالى..وهل كانت مساجد السنة في العراق أعظم أمنًا منها في فترة حكمه، وهل في الدنيا ـ اليوم ـ أعظم خوفًا من مساجد العراق بعد ذهاب حكمه..؟

وهل هؤلاء الشباب المجاهد إلا تربية محاضن المساجد يوم كانت المساجد في دولته..؟!

هذا وهو في غاية التعظيم لها بناية ورعاية وتشجيعًا على ذلك..

كما جعل الله تعالى الأمان مقابل الخوف وقرين الإيمان، فإن الأمان الذي حَظيت به بيوت الله وروادها في فترة التسعينيات على الأخص، لا تقارن بما قبلها من حكم العراق، أو يُقارن بها غيرها من بلاد كثيرة من بلاد المسلمين من حيث أنشطتها، وحلقاتها، حتى أخرجت هذه العصائب التي ترونها اليوم.. وما كان صدام يعجز عن طرد أصحابها منها بمجرد كلمة، ولا أقول قتل أو شنق واحدٍ من أهلها، أو يصنع معها كما صنع مع الحسينيات..

فكيف بالأمن الذي شاع في الشارع، وفي البيت، وفي التعليم، والاقتصاد، وكل مناحي الحياة؟

بل كيف بالحجاب الذي نشر، واللحى التي أصبحت ظاهرة، ومناهج التعليم الإسلامي التي تغيرت، والاقتصاد الإسلامي الذي ابتدأ ببنك إسلامي واحد، ثم أمر صدام الدكتور "عبد اللطيف هميم" بتحويل البنوك العراقية كلها إلى إسلامية؟!

والله نأسف، ونبكي، ونحزن..

ومن ذا الذي لا يحزن ـ اليوم ـ على الشركيات الظاهرة، والبدع الشركية العارمة، والحسينيات المتكاثرة، والمجوسية الغالبة، ونيرانها المتصاعدة في أعيادها على بيوت العراق ومناراته، والعقول المخدرة بالمخدرات، والأعراض المهتكة في السجون وعلى الطرقات، وغير ذلك كثير، مما كان أثرًا من آثار ذهابه، فكيف لا نأسف..؟!

نأسف والله ونخاف على العراق الذي نخشى أن لا يذكر أحفادنا ـ يومًا من الأيام ـ أنه كان سنيًا، فهل يذكر الكثير من المسلمين ـ الآن ـ أن إيران قبل خمسة عقود كانت سنية..؟!

أي والله نأسف على السنة المذبوحة، والعقيدة المسفوحة، وأهلها المشردون في أرجاء البلاد..!

نأسف على القرآن الذي عممه صدام على المدارس، وعلى الجيش... نأسف على حرمة الصحابة المصونة في عهده المستباحة من بعده..!

نأسف على المعاهد السنية التي تكاثرت في كل مكان.. نأسف على ذهاب إقامة الحدود التي ابتدأت بحد السرقة وعقوبة اللواط، وعقوبة السحر..!

نأسف على اليهودية المحرم دخولها إلى العراق بوجوده، المتخوفة منه وهي قابعة في فلسطين، والتي أصبحت اليوم تحكم البلاد وتتحكم في العراق وأهله، وتتمدد إلى ما حوله.. نأسف ونأسف ونأسف..!!!

نأسف، وأسفنا أعظم من أسف جعفر بن أبي طالب وصحبه رضي الله عنهم، على ذهاب حكم النجاشي "أصحمة" حين خرج عليه الخارجون، إذ لم يكن النجاشي يومها مسلمًا، لكنهم فرحوا فرحًا عظيمًا حين عاد، واستعاد ملكه... بينما نرى في صدام ـ والله حسيبه ـ رجلاً مسلمًا، مقبلاً على الله، وعلى تطبيق الإسلام وهو في غاية الصدق والشجاعة والإقدام، والقوة راجعًا... كيف وقد تفرغ لذلك تمامًا أثناء سجنه واعتقاله.؟

كان حريًا بهؤلاء الأفاضل أن يقرءوا كل ما ورد في «مفكرة الإسلام» وفي غيرها، ذلك أن المفكرة هي أول من كتب إسلاميًا في ذلك، وأوسعه، ثم يتحقق، أو يرسل ويراسل، ويستمع، وينظر قبل أن يصدر حكمًا مثل هذا..

كان حريًا بهؤلاء الكرام إذ لم يتوصلوا إلى حكم أن يسكتوا عن حكمهم، ليسلموا هم، ويسلم دينهم، ويسلم الأصحاب والأتباع، ويسلم الصف ـ الداخلي أساسًا والخارجي تبعًا ـ الذي لا ينقصه تشققات جديدة..

كان حريًا بهؤلاء الأفاضل أن يجمعوا محبي صدام وما أكثرهم بالنظر للإيجابيات في الموضوع، وخصوصًا بعد رحيله ـ يجمعهم ـ حول عقيدة السلف، والجهاد مع إخوانهم، فالحاجة اليوم أعظم ما تكون لهذا؛ إذ اشتد الطوفان من بعده وتصاعد.

كان حريًا بهؤلاء الأفاضل إذ لم يعرفوا الحق من أهله أن يعرفوه من أعدائه، فلقد جعل الله مخالفة إبليس أصلاً، واتخاذه عدوًا قاعدة.. فهلاّ نظر هؤلاء الأفاضل في صف أعظم أنصار إبليس ـ في هذا الزمان ـ: أين يقفون من الرجل، فوقفوا في الصف المقابل لصفهم؟!

وهل أعظم نصرة لإبليس، وأشد حربًا على الله وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من: اليهود، والصليبيين، والمجوس...؟!

حتى لو كان هؤلاء الأفاضل مصيبين في قولهم في حكم الآخرة، فإنه في حكم الشرع الصحيح ـ في الدنيا ـ فاسد الاعتبار، لمخالفته نصوصًا واضحة صريحة..

ألم يسع هؤلاء الأفاضل السكوت عن قضية أساس الحكم فيها أمران خطيران:

أولهما: رجم بالغيب.

وثانيها: تكفير لمعين لم تستوف شرائط تكفيره ولم تعتبر الموانع التي تمنع من تكفيره!

وإن حاول هؤلاء الأفاضل الخروج منها لفظًا بقولهم: [ فنفوض أمر صدام إلى الله ولا نحكم عليه فيما بينه وبين الله] لكن بعض بهؤلاء الأفاضل نقضوا مقولتهم هذه بما قالوه قبلها بكلمات حين قالوا: [ وأما ما يتظاهر به من الإسلام والنطق بالشهادتين فلا يكفي]..!

فأين تفويض أمره إلى الله، بعد الاتهام بالزندقة إذ إنه متظاهر بالتلفظ بالشهادتين؟!

أيُّ اتهامٍ للنوايا مثل هذا..؟!

أي توسع في التكفير مثل هذا..؟

وأي نصرة للشيطان في هذه اللحظة التي يحرص الشيطان أن يدرك فيها كل مسلم قبل الغرغرة، وخصوصًا عند أمثال صدام من حكام ومسئولين مفرطين.. إذ التيئيس من قبول توبتهم، غاية الشيطان ودليل الشيطان في ذلك هو قول هذا الشيخ أو ذاك..؟!

وأي تألٍ على الله مثل، هذا كما ورد في حديث صاحبي موسى عليه السلام([11])..؟!

أيُّ ردٍ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح في الشهادة بالجنة لقائل الشهادتين مثل هذا..؟!

أيُّ مخالفة لحديث أسامة بن زيد رضي الله عنه([12]) والعمل بضده مثل هذا..؟!

بل إن هذا الاتهام أعظم من اتهام أسامة - رضي الله عنه - لمن نطق بالشهادتين وقتله أسامة، محتجًا بأنه قالها فرقًا من السيف، ذاك القول الذي أغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبًا لم يكد يُرَ مثله.. مع أن لأسامة بعض الشبهة الظاهرة إذ لم يقلها الرجل من قبل وكان يقدر، ثم قاتل أسامة رضي الله عنه عليها ولم يقلها، وهرب ولم يقلها، حتى إذا رأى السيف على رأسه، وتحقق من ذهاب نفسه قالها... أما صاحبنا ـ رحمه الله ـ فإنه على الضد من صاحب أسامة رضي الله عنه، فالقتلة هنا يكرهون لا إله إلا الله محمدًا رسول الله ويحاربونها، وليسوا كأسامة، وليس ثمة أية شبهة في أنه قالها فرقًا، ومع هذا فقد قالها ـ صدام ـ واضحة بينة... ولم يفْرق منهم، ولم يرضهم..

ومن يساوي بين هذا وهذا فعليه أن يساوي بين حِبٍّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن أسامة، وبين مقتدى الصدر إمام الزندقة والكفر..!

فيا لغضبة رسول الله صلى الله عليه وسلم على من ردّ هذا بغير أدنى شبهة، بل يا لغضب الله الذي أخشى أن يقع عقابه بلاءً في اللحظة المنتظرة ـ لحظة الخاتمة ـ نسأل الله العافية لنا ولعلمائنا وعامتنا..

لو أراد أحبابنا شبهًا أقرب إلى حالةِ صدام مع جلاديه: لوجدوه جليًا في قصة الأعرابي الذي تمنى الشهادة فقال النبي صلى الله عليه وسلم والسهم حيث أشارَ وتمنى: ((صدق الله فصدقه الله))([13]).

وكم سمعنا صدامًا يتمنى الشهادة في سبيل الله في لقاءاته العسكرية، وخطاباته بمناسبة الحرب، وآخر تمنيه للشهادة كان في المحكمة، هذا وهو صاحب المقولة المشهورة يوم أن كان على رأس السلطة: " الشهداء أكرم منا جميعًا"...

كان بالإمكان أن يستشهد بحديث: [لله أشد فرحًا بتوبة عبده..]([14])، أو بحديث [ولا يزال الرجل يعمل بعمل أهل النار...]([15]).

كان بالإمكان أن يستشهد على قوة إيمانه وخشوعه، وإقباله على الله بما استفاض من حبه للصلاة والقرآن، وتفرغه لذلك في سجنه، وقبل سجنه.. تصديقًا لقول الله تعالى:] واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملقوا ربهم وأنهم إليه راجعون[ [البقرة: 45، 46].

وآخر الشهود هي شهادة طبيبه الأمريكي... وإلا فمن يجامل صدام وهو في غياهب السجن..؟!

ثم ألا يُذكر للرجل كذلك أنه عُوقِب في الحياة الدنيا بما عاقَبَ فيه في صدر حياته وحكمه قبل تحولاته في عقده الأخير.. قبل أن يلقى ربَّه؟!

هجَّر الناس.. فهُجِّرت عائلته وشُرِّدَت.. وقتل أبناء الناس.. فقُتِل أبناؤه.. وسَجنَ فسُجِن.. وعذَّب فعُذِّب.. وقتَلَ فقُتل.. فلم يفعل شيئًا في الناس مما يؤخذ عليه إلا وفُعل فيه وفي عائلته وأبنائه..

أليس هذا أنه من البلاء الذي يُكفِّر الخطايا والآثام ؟! أم أن الرجل لايشمله قول النبيr: "ما يُصيب المؤمن من وصَبٍ ولا نصبٍ، ولا غمٍّ، ولا همٍّ، ولا حزنٍ حتى الشوكة يُشاكها إلا كفَّر من خطاياه "([16]) كما لم ينفعه عند هؤلاء الأفاضل صدعه بالشهادة قبيل إعدامه؟!!

ألا يناله نصيب من قولهr: "إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلُغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله، أو في ولده، ثم صبَّره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت من الله تعالى"([17])؟!!

أو قولهr: "لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة، في جسده وأهله وماله، حتى يلقى اللهU وما عليه خطيئة"([18])؟!!

أيختلف اثنان على شدة البلاء الذي نزل بساحة الرجل.. وبخاصة في سنوات اعتقاله.. وعلى صبره وتجلده على البلاء ؟!!

وبالإمكان النظر لما أصيب به صدام من بلاء ـ لم يُر في العصر الحاضر من أصيب بمثل مصابه ـ على أنه كفارة لذنوبه... بإذن الله.

بالطبع لن نقول إنه دليل على قوة إيمانية لشدة ابتلائه؛ إذ ((يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ)) كما في الحديث الصحيح([19])؛ مادام كثير من هؤلاء الفضلاء يأبون إثبات أصل الإيمان له!!.

إن من اشترط أن يتبرأ من البعث مع قول لا إله إلا الله فليذكر لنا نصًا من الكتاب والسنة على أن لا إله إلا الله لا تنفعه! ثم ليذكر لنا ما المبدأ الكفري الذي آمن به صدام، حتى يعلن الكفر به والتبرُّؤ منه هنا، ومع هذا ونحن سوف نذكر له عشرات البراءات التي تبرأ بها الرجل من كل كفرٍ قولاً وعملاً.. وما ذكر في بحث" العقد الأخير من حياة صدام في ميزان الإسلام"، وبحث "صدام... الفرصة الضائعة"، على كثرته إلا أنه قليل من كثير نعرفه نحن بأنفسنا، ويعرف غيرنا أكثر، ولكننا اعتمادًا على وجوب رجوع من يريد الفتوى الصحيحة في الرجل لم نذكر تلك الأدلة مكتفين بضرورة رجوع كل من يريد الفتوى في الموضوع لبحوث المفكرة المُحكمة.

ثم ألا يعرف كل مبتدئ فضلاً عن جهابذة الدعاة وأهل العلم أن معنى الشهادتين يقتضي الكفر بما سواهما، كما كان يعرفه أهل الجاهلية؟!

فلم تقبل الشهادتان من هؤلاء المبتدئين اتكالاً على علمهم أيًا كانت مبادئهم، ولا تقبل من هذا الرجل صاحب الاطلاع الدائم والثقافة الواسعة، مضيفًا لها شهادة القول الصالح، والأعمال الصالحة، والخاتمة الحسنة، والأصل أنه ما نطق بها هنا إلا إيمانًا بها، ورجاء أجرها الموعود، وإحسان ظنٍ بالله، وعلمٍ بمقتضاها..؟!

والله إننا لا نكتب هذه الكلمات إلا ليبقى الإعلان عن الشهادتين عند الشنق لأهل الحق سنة حسنة يرفع بها الشهداء أصواتهم يعتز بها المؤمنون، ويتمناها الصادقون..

ما مصلحة صدام أن يكذب، وقد قال في المحكمة للقاضي: "ربما يقول أي عراقي بأن صدام كان دكتاتورًا، لكنك لن تجد عراقي واحد يقول أن صدامًا كان كذابًا".

عجبًا لمن اشترط التوبة والتبرُّؤ رديفين لكلمة التوحيد عند الموت، مساويًا بين نطقها هنا وصاحبها مقبل على الله، وبين اشتراط نطقها وهو مقبل على الحكم أو على الحياة..!

حريٌ بمشايخنا أن يطلقوا حكم الردة على الأحزاب الإسلامية العراقية المشاركة في البرلمان العراقي اليوم، تلك التي وافقت على الدستور العراقي الصليبي الذي وضعه يهودي..!

وأن لا يعتدّوا بصلاة هؤلاء الإسلاميين ولا عباداتهم ولا حتى شهادة [لا إله إلا الله محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم] وأن يعلنوا كفرهم بكل ذلك، ثم يعلنوا دخولهم الإسلام من جديد..!

وهل ننسى اعتراف الدكتور "أحمد الكبيسي" في برنامج في قناة "العربية": بأن صدامًا طلب منه أن يضع للعراق نظام حكم إسلامي كامل ليطبقه فورًا، لكن الدكتور باعترافه ـ بنفسه ـ رفض؟!

وهل ننسى قول صدام قبل الاحتلال الأمريكي بنحو سنة: "غايتنا إقامة نظام خلافة على منهاج خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي"؟!

وفي مقابل كل ما ذكر من حسناته هل وجد الإعلام اليهودي الصليبي المجوسي له صورة واحدة مخلة بالأدب، أو الحياء، يثبتون بها أكاذيبهم وإفكهم عليه.. هذا وقد آلت إليهم خزائن الأسرار كلها..؟!

هل وجدوا له حسابًا داخليًا ولا خارجيًا كما كذبوا من قبل وقالوا عنده ملايين.؟!

نرجو من هؤلاء الأفاضل ألا يتعجلوا الحكم على الرجل لنقولات من هؤلاء وأولئك، أو من خارجين من العراق إبان حكمه، مبررين خروجهم بتهويلات رافضية يهودية جلها عند التحقيق أكاذيب، أُريد استثمارها بإسقاط العراق كله، أو لتحصيل البعض أكبر قدر من المعونات ـ آنذاك ـ..

وإلا فلمَ لمْ يخرج جل العلماء الكبار والشباب، من الذين نراهم يجاهدون اليوم؟!

لِمَ صبروا وثبتوا ؟ لِمَ لَم يقتلوا؟ لم ملئوا المساجد والشوارع والمدارس؟ لم بقوا يقاومون دعوات المجوس ودعاتهم في الداخل، ويدخلونهم الإسلام؟

لِم رضوا بجلد الظهر ـ إن جلدوا ـ والثبات في البلد، على بيع البلاد والدين..؟!

وهل لهؤلاء الذين خرجوا أن يقارنوا أنفسهم بصدام الذي عرضت عليه الدنيا على أن يترك العراق فأبى، وعرضت عليه بعد اعتقاله فأبى، وعرضت بعد إصدار الحكم عليه فأبى...وأبى، حتى أفضى إلى رب كريم سبحانه ممسكًا القرآن إلى لحظة تقييده بيديه، معلنًا الشهادة أمام العالمين...

ولو أن صدامًا سلَّم الحكم بسلاسة للمحتل، دون إطلاق الرصاصة التي أعلنها في قصيدته المعروفة:

أطلق لها السيف لا خوف ولا وجل أطلق لها السيف وليشهد لها زحل

هل ترى الجهاد انطلق بهذه السرعة، حين يستلم العدو بلدًا آمنًا مطمئنًا، فيضع عليه يديه في غفلة من أعين أهله..؟!

هل يقارن من خرج طالبًا الإقامة والوظيفة ـ آنذاك ـ...بهذا الرجل؟

لقد مات صدام فقيرًا لا يملك من الدنيا شيئًا إذ قال أخوه في المحكمة ـ برزان ـ: "لو خرج الرئيس من المحكمة فليس عنده دينارٌ واحدٌ.. ولا بيت.."

وقد تحدى الرئيس أن يجدوا بيتًا أو قصرًا باسمه، إنما كل شيء باسم الدولة العراقية، وليس باسمه ولا باسم ذريته، كما هو الشأن في غيره، لكنه لم يقدم في مقابل ـ كل ذلك ـ شبرًا من بلده ليقبض ما يشاء! فأية أمانة مثل هذه، وهل الأمانة إلا شق الإيمان إذ يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((لا إيمان لمن لا أمانة له))([20]).

أما غير هؤلاء الدعاة والعلماء من شاعر أو شاعرين، فلقد خبطوا الحق بالباطل، وأظهروا أنهم لا يعلمون شيئًا، وأن على الأمة أن تتريث كثيرًا في الأخذ منهم بعد اليوم..!

ولا ندري ما شعور هؤلاء الشعراء لو لُفَّ الحبل حول الأعناق، وصاح الصائح بالفراق.؟!

هل سيعلنون الشهادتين بهذا الثبات..؟!

أسأل الله ألا يبتليهم بكلماتهم يومذاك..

إن شجاعة صدام وثباته الأخير يظهر لكل أحدٍ أنه أبعد ما يكون عن التظاهر بما لا يعتقد، فهو حين اعتقد بما اعتقد أول مرة عمل به بكل قوة، وحين خالفه عمل بضده بكل قوة...إلا أن الأعداء أدركوا، فتداركوا، فتكالبوا، فتداعوا... وأصحابنا توقفوا، بل نطقوا بالحكم الشرعي عليه، فكان حكمهم أعظم أثرًا من سلاح العدو في أهل العراق...وها هم يعيدون الكرة اليوم فيه مباشرة، وفي أحبابه من بعده وما أكثرهم في الساحة العراقية والإسلامية... فلا هؤلاء الأتباع يجاهدون، ولا هؤلاء يمدونهم بما يحتاجون..!

والله ما نكتب هذه الكلمات إلا دفاعًا عن الرجل ونحسبه من دفاع الله تعالى عنه ميتًا...

وما نكتبها إلا دفاعًا عن العمل بالسنة، ودفاعًا عن لا إله إلا الله التي خنقها الزنادقة حين لم يدعوا صدامًا يكملها في المرة الثانية.

وما نكتبها إلا حبًا ونصحًا لمشايخنا، وإننا والله لعلى يقين بأن ذلك ليسعدهم ويسعد طلاب الحق، وأن ذلك لن يدعوهم كما يحسب الجاهلون للبحث عن أدلة نظرية يزدادون بها إصرارًا ورّدًا لكلمة التوحيد التي قالها..

ولا يحسبن أحدٌ أن في ذلك جرأة على أهل العلم فهذا من ثمار منهجنا السني السلفي القائم على الكتاب والسنة، مع غاية الأدب..

وإننا نحرج على كل أحدٍ يحاول أن يستغل هذهِ الرسالة في الطعن بالعلماء، أو الجرأة على المجاهدين، أو التقصير في حقهما..

وما نكتبها إلا تعزية لقلوب أُمةٍ تفطرت من مشرقها إلى مغربها حين رأت الرجل يشنق على أيدي المجوس! وتفطرت أكثر حين قرأت تَوَقُف بعض علمائها وبعض مجاهديها..!

وما نكتبها إلا جمعًا لشمل هؤلاء على لا إله إلا الله التي يموت عليها المسلمون، ومات عليها صدام نفسه، وتوحيدًا للصفوف تحت راية هذهِ الكلمة.

ما نكتبها إلا خشية من بعثرة صفٍ من أصحاب هؤلاء الأفاضل الذين لهم صولة وجولة في الساحة الجهادية اليوم مع إخوانهم المجاهدين، معتقدين أن قتالهم لله وقتلاهم في الجنة...

ما نكتبها إلا استثارة لهمم وعزائم ولاة الأمر أن هذا هو العز الباقي، والكرسي العالي في قلوب الخلق، والخلق شهداء الله على خلقه...فلترخص عندكم الحياة، لتوهب لكم الحياة.


--------------------------------------------------------------------------------

([1] ) رواه البخاري في اللباس رقم (5827)، و مسلم في الإيمان رقم (94).
([2] ) رواه الإمام أحمد رقم (21529)، وأبو داود (3116)، وحسنه الألبانى فى "إرواء الغليل" (3/149) وتقدم تخريجه.
([3] ) رواه ابن حبان في صحيحه رقم (3004 ) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع‏ رقم (5150).
([4] ) رواه ابن ماجه في الأدب رقم (3795) وأحمد في مسنده رقم (1387)، و قال الألباني في أحكام الجنائز: إسناده صحيح.
([5] ) رواه الترمذي في الإيمان رقم (2639) وابن ماجه في الزهد ( 4300) ، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (2127).
([6] ) رواه الترمذي في تفسير القرآن رقم (3107) وأحمد في المسند رقم (2145)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (2015).
([7] ) رواه الإمام أحمد في مسنده رقم (2145) ، والطبري في تفسيره (11/163 )، وابن حبان في صحيحه رقم (6215 )، والنسائي في سننه الكبرى(6/363 )،وصححه الشيخ شعيب الأرناءوط في تحقيق صحيح ابن حبان(14/98). وفي رواية عند الترمذي في تفسير القرآن رقم ( 3108) والحاكم في مستدركه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ:" ذَكَرَ أَنَّ جِبْرِيلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ يَدُسُّ فِي فِي فِرْعَوْنَ الطِّينَ خَشْيَةَ أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ أَوْ خَشْيَةَ أَنْ يَرْحَمَهُ اللَّهُ" قَالَ الترمذي: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (2484).
([8]) ص 37 من رواية "اخرج منها يا ملعون".
([9]) المرجع السابق ص 38.
([10]) المرجع السابق ص38ـ40.
([11]) عَنْ جُنْدَبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ: "وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلَانٍ وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ أَوْ كَمَا قَالَ"رواه مسلم رقم (2621).
وقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "كَانَ رَجُلَانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَوَاخِيَيْنِ فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ وَالْآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ فَكَانَ لَا يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ فَيَقُولُ أَقْصِرْ فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُ أَقْصِرْ فَقَالَ خَلِّنِي وَرَبِّي أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا فَقَالَ وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ أَكُنْتَ بِي عَالِمًا أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي وَقَالَ لِلْآخَرِ اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ" رواه الإمام أحمد رقم (8531)، أبو داود رقم (4901)، وصححه الألباني في صحيح الجامع‏ رقم (4455).
([12]) قَالَ أَبُو ظَبْيَانَ سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْحُرَقَةِ فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ فَهَزَمْنَاهُمْ وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ رَجُلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَكَفَّ الْأَنْصَارِيُّ فَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "يَا أُسَامَةُ أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" قُلْتُ: كَانَ مُتَعَوِّذًا فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ. رواه البخاري رقم (4269)، ومسلم رقم (96).
([13]) رواه النسائي رقم (1953)، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي.
([14]) قطعة من حديث رواه البخاري رقم (6308)، ومسلم رقم (2744).
([15]) متفق عليه، وقد سبق تخريجه.
([16]) رواه البخاري في المرضى رقم ( 5642 ) ، ومسلم في البر والصلة والآداب رقم ( 2573 ).
([17]) رواه الإمام أحمد رقم( 21833)، وأبو داود رقم (3090)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود رقم (2649)..
([18]) رواه الترمذي في الزهد رقم (2399) وأحمد في المسند رقم (7799)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد رقم ( 380).
([19]) رواه الإمام أحمد رقم (1484)، والترمذي رقم (2398)، وابن ماجة رقم (4023)، والدارمي رقم (2783)، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" رقم (143).
([20]) رواه الإمام أحمد في مسنده رقم (11975)، وصححه الألباني في صحيح الجامع‏ رقم (7179).



يا هلا ومرحبا فيك يا آل مالح
المعذرة مقالك طويل جدا تعرف الإختبارات على الأبواب ولي عودة معك إن شاء الله

سعيد آل حازب
26-01-2007, 10:26 PM
لا تعليق ..

سوى ان الله اعلم بحاله ..

عين العقل يا زياد
وياهلا ومرحبا فيك.

سعيد آل حازب
26-01-2007, 10:42 PM
الأخ آل مالح
بارك الله فيك
قرأت الكلام الذي ورد في التقرير وهو يدور على العاطفة أكثر من الدوران حول الأمور الشرعية والأدلة القاطعة.....

حديث أسامة بن زيد ذكرت مرارا أنه يشمل الكافر الأصلي ولا يشمل المرتد بدليل " إلا بحقها "
ودليل " يعمل بعمل أهل النار ... " هذا حكم أخروي ومذهب أهل السنة ألا نحكم له بجنة ولا نار.

وحيد الجنوبيه
26-01-2007, 11:13 PM
الله يرحمه


والله ينصرنا على أعدائنا وأعداء الدين

سعيد آل حازب
25-02-2007, 11:02 PM
( الله ينصرنا على أعدائنا وأعداء الدين )

اللهم آمين.