المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإرهاب بين الخلايا القائمة والخلايا النائمة!


ابو اسامة
04-01-2007, 04:33 PM
الإرهاب بين الخلايا القائمة والخلايا النائمة!



د. ابراهيم بن عبدالله المطلق

في حادثة ابقيق وما تلاها إنجاز أمني عظيم حيث تم بحمد الله إحباط عمليات إرهابية محتملة بالقبض على عدد من عناصر الفئة الضالة - خلايا إرهابية قائمة - هذه الخلايا استيقظت بعد أن قبض على عدد من عناصر فكرها فبدأت تعد العدة للفساد والإفساد سفكاً للدماء وقتلاً للأنفس المعصومة وتدميراً للبنية التحتية وزعزعة للأمن والأمان وترويعاً للآمنين من المؤمنين وتدميراً للمنشآت الاقتصادية وإهلاكاً للحرث والنسل.
هذه باختصار المهمة الرئيسة لهذه الخلايا وتلكم المجموعات الإرهابية التي بفضل من الله ثم بجهود رجال الأمن المخلصين وعلى رأسهم رجل الأمن الأول سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو نائبه وسمو مساعده - حفظهم الله جميعا - تم هذا الإنجاز وحفظ الله هذه البلاد من شر هذه المجموعة الضالة وكيدها.

الجدير بالإشارة بعد هذه الإشادة أن التنظيم الحركي ومنظري الفكر المنحرف الوافد والقيادات السرية لمثل هذه المجموعات يعملون بجد وتفان لإعادة التعبئة وترتيب الصفوف فالمرحلة مرحلة تمكين ومواجهة ولا يمكن الانسحاب والانهزامية بعد إعلان الحرب والأطراف والأرياف بؤر وأوكار لهم لإعادة ترتيب الصفوف وتجنيد الناشئة.

الدور السلبي جداً لدى مؤسساتنا الدعوية والتربوية ومنابر جمعنا في تجريم قيادي القاعدة تحديدا وتسمية والاكتفاء بندوة تلفازية أو إذاعية واحدة عقب كل عمل إجرامي استهدف أرواح رجال أمننا أو منشآتنا الاقتصادية أو غيرها دليل واضح على الدور السلبي في مواجهة هذا الفكر المنحرف وفضح خلاياه النائمة وربما التعاطف الفكري.

لعل الجميع يتذكر معي حادثة قتل الغدر لخمسة من رجال أمننا البواسل في منطقة القصيم في شهر ذي القعدة من العام المنصرم هذه الحادثة والتي يتمت قرابة العشرين طفلاً والتي أبكت الكثير من آلمهم ما نمر به من محنة وفتنة الذي أتذكره أن وزارة الشؤون الإسلامية اضطرت مشكورة الى التعميم العاجل على خطبائها ليخصصوا خطبة الجمعة التي تلت الحدث عن الأمن وجريمة قتل رجال الأمن والتساؤل الذي نعرف إجابته جيداً الوزارة من امتثل من الخطباء لتوجيهاتها ومن لم يمتثل؟

والتساؤل الآخر ما الدور الذي قامت به المؤسسات الأخرى إعلامية أو تربوية أو غيرها عقب هذه الحادثة الشنيعة؟

بعد أيام من هذا الحدث المؤلم جداً شاركت مع شركة كبرى من شركات الحج في الداخل وكنت جازماً أن نشاطها الثقافي لن يغفل مثل هذه القضية لأهميتها والتي لم يمر عليها أكثر من شهر فتابعت نشاطها الوعظي وطيلة أيام الحج فلم يطرق أذني كلمة واحدة لأحد مشايخنا الكرام ضيوف هذا النشاط تدين هذا العمل وربما يجيبني شخص بقوله إننا في موسم حج والحاجة الى موضوعات تتعلق بالحج وأحكامه والجواب أن المحاضرات التي سمعتها وسمعها غيري لو خصصت لموضوعات الحج فقط لما نطقت ببنت شفاه لكن أن يستضاف أعلام من الدعاة وتتنوع المحاضرات لتعالج قضايا تخص المرأة وتحررها وقضايا تخص خطر القنوات الفضائية وقضايا تخص الجهاد الإسلامي والعمليات الانتحارية ويغفل تماما الحدث الهام بل يتناسى ولم تجف بعد دموع الأرامل وصيحات الأيتام على فقد آبائهم.

وربما يرد شيطان حركي أن هذه حادثة فردية من شركة واحدة إمعانا في تخطئتي والتبرير لهذه الأنشطة والقائمين عليها والجواب أنني لا أعمم ولدى الجهات المسؤولة من هذه الشركات والمتابعة لأنشطتها ما يؤكد ما أشير إليه.

والحق الذي لا مبالغة فيه أن التنظيم الحركي أمضى عقداً من الزمن في اختراقه لمجتمعنا وتفريقه لوحدتنا مما يؤكد أن هناك مجموعات (خلايا نائمة) ربما يصل عددها لمئات أو آلاف الجند مازالت تنتظر توجيهات قياداتها بعد القبض على بعض عناصرهم لتستيقظ وتنتقل للمقدمة وتبدأ بدور التسلح والعمل للمواجهة وما حادثة ابقيق عنا ببعيد.

أعتقد وبحق أننا نخادع أنفسنا تماماً حينما نقرر أن قضيتنا قضية فئة قليلة جداً ضلت عن الطريق ونحن مازلنا نفاجأ بعد أن نتبادل التهاني في تقلص هذه الفئة واندحارها بخروج آخرين واستيقاظ خلايا أخرى ونفاجأ بعمليات تخريبية وتدميرية في غاية الخطورة كعملية ابقيق مثلا والتي تؤكد أن هناك أيدي خفية داخلية وخارجية تخطط وتدعم وتتستر وتبرر لمثل هؤلاء المجرمين.

من أدلة الاختراق والتستر أن هذا الطرح وأمثاله في مواجهة الفكر التكفيري المنحرف تم إرساله الى مؤسسات صحفية أخرى غير هذه الصحيفة وعقب الحادثة مباشرة ولم يجز للنشر بل تم التحفظ على نشره مع اعطائها صلاحيات التعديل والحذف لبعض الكلمات فما سبب التحفظ؟

أكد سمو وزير الداخلية حفظه الله في مؤتمر صحفي أنه لابد من اجتثاث الفكر الإرهابي من منابعه وهذا ما ينتظره كل مواطن مخلص لدينه ووطنه لتبقى هذه الدولة وكما كانت دولة الأمن والأمان.

جريدة الرياض - الثلاثاء 13 ربيع الأول 1427هـ - 11 أبريل 2006م - العدد 13805.