المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ عائض القرني .. والضحك على الذقـون !!


ابو عمرو العائذي
25-12-2006, 07:57 PM
http://www.qahtaan.com/works/up/uploads/qahtaan-12-25-1167065618.jpg (http://www.qahtaan.com/works/up)

كتب الشيخ عائض القرني مقالا بصحيفة الشرق الأوسط ، بعنوان .. الضحـك على الذقـون :

كثرة عدد السكان مع الجودة فضيلة عند الأمم ، لكن الخطأ أن يكثر العدد بلا نفع ولا إنتاج ، والإسلام يحث على طلب الذرية الطيبة الصالحة .. ولكن إذا تحولت كثرة النسل إلى عبء إجتماعي ، صار هذا خطأ في التقدير ، ونحن في الشرق أكثر الأمم نمواً سكانياً مع ضعف في التربية والتعليم ، فقد تجد عند الواحد عشرين إبناً لكنه ( أهمل تأديبهم وتعليمهم ) فصار سهرهم في دبكة شعبية مع لعب البلوت ، وأكل الفصفص ، بلا إنتاج ولا عمل ، بل صاروا حملاً ثقيلاً على الصرف الصحي والطرق والمطارات والمستشفيات .

بينما الخواجة ينجب طفلين ، فيعتني بهما .. فيخرج أحدهما طبيباً والآخر يهبط بمركبته على المريخ !!

وأنا ضد جلد الذات .. لكن ما دام أن الخطأ يتكرر ، والعلاج يستعصي ، فالبيان واجب

لا زال بعض العرب يرفع عقيرته عبر الشاشات ويقول : أنا إبن جلا وطلاع الثنايا !!

ثم تجده في عالم الشرع ، لا يحفظ آية الكرسي ، وفي عالم الدنيا لم يسمع بابن خلدون ، وابن رشد !!

بينما تجد الغربي ساكتاً قابعاً في مصنعه أو معمله ، يبحث وينتج ويخترع ويبدع

أرجو من شبابنا أن يقرأوا قصة أستاذ ثورة اليابان الصناعية « تاكيو أوساهيرا » وهي موجودة في كتاب « كيف أصبحوا عظماء ؟ » .. كيف كان طالباً صغيراً ذهب للدراسة في ألمانيا ، فكان ينسل إلى ورشة قريبة ، فيخدم فيها خمس عشرة ساعة على وجبة واحدة .. فلما إكتشف كيف يدار المحرك ، وأخبر الأمة اليابانية بذلك ، إستقبله عند عودته إلى المطار إمبراطور اليابان .. فلما أدار المحرك ، وسمع الإمبراطور هدير المحرك قال : هذه أحسن موسيقى سمعتها في حياتي !!

وطالب عربي ، في المرحلة المتوسطة ، سأله الأستاذ :

الكتاب لسيبويه .. فمَنْ ألَّـفـه ؟

قال الطالب : الله ورسوله أعلم

التمدد في الأجسام على حساب العقول ، مأساة .. والافتخار بالآباء مع العجز ، منقصة

لن يعـترف بنا أحد حتى نعمل وننتج ، فالمجد مغالبة ، والسوق مناهبة ، وإن النجاح قطرات من الآهات والزفرات والعرق والجهد ، والفشل زخات من الإحباط والنوم والتسويف ، كن ناجحاً ثم لا تبالي بمن نقد أو جرّح أو تهكم .. إذا رأيت الناس يرمونك بأقواس النقد ، فاعلم أنك وصلت إلى بلاط المجد ، وأن مدفعية الشرف تطلق لك واحد وعشرين طلقة ، إحتفاء بقدومك .

ويعجبني قول صديقنا وزميلنا أبي الطيب :

لا يُدرِكُ المَجدَ إِلا سَيِّدٌ فَطِنٌ

لِما يَشُقُّ عَلى الساداتِ فَعّالُ

لَولا المَشَقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهُمُ

الجـودُ يُفقِـرُ وَالإِقدامُ قَتّالُ

لقد هجر الكثير منّا الكتاب ، وأصبح يعيش الأمية ، فلا يحفظ آيةً ولا حديثاً ولا بيتاً من الشعر ، ولم يقرأ كتاباً ولم يطالع قصة ولا رواية .. لكنه علّق في مجلس بيته شجرة الأنساب ، ليثبت لنا أنه من أسرة آل مفلس ، من قبيلة الجهلة !!

والوحي ينادي « إن أكرمكم عند الله أتقاكم »

والتاريخ يخبرك أن بلال مولى حبشي ، وهو مؤذن الإسلام الأول

وأن جوهر الصقلي ، فاتح مصر وباني الأزهر ، أمازيغي أمهُ كانت تبيع الجرجير في مدينة سبتة

ولكن النفس الوثّابة العظيمة لا تعتمد على عظام الموتى ، لأن العصامي يشرّف قبيلته وأمته وشعبه ، ولا ينتظر أن يشرفه الناس .

لقد كان نابليون ، شاباً فقيراً .. لكنه جدّ واجتهد ، حتى أخذ التاج من لويس الرابع عشر ، وفتح المشرق ، وصار في التاريخ أسطورة ، وهو القائل : « الحرب تحتاج إلى ثلاثة : المال ، ثم المال ، ثم المال .. والمجد يحتاج إلى ثلاثة : العمل ، ثم العمل ، ثم العمل »

لقد أرضينا غرورنا بمدح أنفسنا حتى سَـكِـرَ القلب بخمر المديح ، على مذهب جرير

أَلَستُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا ؟ .. وقد ركب الآخر بساط الريح وإف 16 والكونكورد !!

ولو إجتمعنا ما أنتجنا سيارة صغيرة .. ورحم الله امرُؤٌ عرف تقصيره فأصلح من نفسه ، ولابد أن تقنع المريض بمرضه حتى يستطيع أن يعالج نفسه .. على أني أعترف بأن عندنا عباقرة ونوابغ ، يحتاجون لمراكز بحوث ومؤسسات لرعايتهم ، ومعامل ومصانع لإستقبال نتاجهم .

لقد تركت اليابان الحرب وتابت إلى الله من القتال ، وتوجهت للعمل والإنتاج ، فصارت آيةً للسائلين

وكدّس العراق قبل الغزو السلاح ، واشتغل بحروبٍ مع الجيران !!

http://www.qahtaan.com/works/up/uploads/qahtaan-12-25-1167065524.jpg (http://www.qahtaan.com/works/up)

فانتهى قادته إلى المشنقة .. وجُـوِّع الشعب ، ثم قُـتِـل وسُـحِـق

سوف نفتخر إذا نظر الواحد منّا إلى سيارته ، وثلاجته ، وتلفازه ، وجواله .. فوجدها صناعةً محلية

وأرجو أن نقتصد في الأمسيات الشعرية ، فإن عشرة دواوين من الشِـعـر ، لا تـنـتـج صاعاً من شعير

يقول نزار قباني : وطالعوا كتب التاريخ واقتنعوا .. متى البنادق كانت تسكن الكتبا ؟

وعلينا أن نعيد ترميم أنفسنا بالإيمان والعمل ، وتهذيب عقولنا بالعلم والتفكر ، وهذا جوهر رسالتنا الربانية الخالدة ، وطريق ذلك هو المسجد والمكتبة والمصنع ، والخطوة الأولى ، مكتبة منـزلية على مذهب الخليفة الناصر الأندلسي يوم ألزم الناس بإنشاء مكتبة في كل منـزل ، وقراءة يومية مركزة .. وهذا خير من مجالس الغيبة والقيل والقال ، وقتل الزمان بالهذيان .

قال الله تعالى « وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون »


منقول

محمد الشايع
25-12-2006, 09:40 PM
الأخ أبو عمرو العائذي
إن من إحدى خطوات النجاح قراءة هذا المقال
والتدبر بما فيه


ونشكرك جزيل الشكر على النقل

ابو معتز
25-12-2006, 10:37 PM
جزيتم خيرا

بن خرصان
26-12-2006, 01:54 AM
ابو عمرو العائذي

أصاب عين الحقيقه الشيخ الفاضل...عايض القرني

ولن نصبوا الى العلاء حتى أن نراجع انفسنا ونصحح أخطائها.....ونرجع الى ديننا فهو السبيل الوحيد لنجاه


بارك الله فيك وبمانقلت أناملك

محمد بن مشبب البشري
26-12-2006, 02:19 AM
درر والله

مشكور ابو عمرو

أبو عساف
26-12-2006, 04:41 AM
لله درك ياشيخنا الفاضل

وألف شكر لك أخي العزيز ابوعمرو العائذي على النقل

جزيتم خيرا

أبوسالم
26-12-2006, 08:58 AM
مشكووور ياابوعمرو

مقال رائع للشيخ عائض القرني

وكعاداته الشيخ دائماً رائع في كل مايكتب أو يقول

داهية بقعا
26-12-2006, 10:23 AM
لا يفضض الله فاك يا شيخ عايض.

القلم
26-12-2006, 05:20 PM
شكرا لك أخي أبو عمرو العائذي على هذا النقل المبارك .. وجزاء الله الشيخ عائض القرني خير الجزاء على هذه الكلمات التي بيّن فيها ووضح ما يجعلنا نتقدم على غيرنا من الأمم..

في الحقيقة لقد أنزلت المقال سابقاً في المجلس العام (هنا) (http://www.qahtaan.com/vb/showthread.php?t=19889) .. ولكن لم يكن العنوان جاذب كعنوانك .. وأعتقد المجلس له تأثير فبارك الله فيك أخي .. وجعلها في ميزان حسناتك .. وكنت كتبت رداً في موضوعي فآثرت وضعه هنا .. حتى تتحد الوجهة ونستفيد جميعاً..


فقلت:
لم يكن لنا أثر في العالَم قُبيل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد كان العالَم من حولنا لا يَعتبر العرب شيئا وليس لهم أي أثر في التاريخ العالمي، ولقد كان العرب في ذلك الوقت يعتبرون أنفسهم أعلى البشر وكانت تقوم بينهم الحروب والدمار على أشياء تافهة لا تعود على أحد منهم بشيء من النفع والفائدة، و في حينها كانت الحروب قائمة بين فارس والروم دون أن يلتفت أحدهم للعرب خوفاً أو رحمة أو لأي سبب ، لأنهم كانوا لا يرون العرب شيئا.
ولما بُعث محمد صلى الله عليه وسلم علّم العرب كلمة التوحيد فقادوا بها الأمم ، وحكموا بها الشعوب وخضعت لهم رقاب العدو , وبقي المسلمون على ذلك أحقاباً من الزمن تُضرب لهم أكباد الإبل ليحوز أصحابها على شيء من العلم الذي بين أيدي المسلمين.. فأقاموا العدل وحكموا الشريعة ونشروا الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها..توالت السنون وانتشرت الخلافة ، وجيلاً بعد جيل، فجيلاً بعد جيل، حتى أهمل المسلمون دينهم وحاز العدو على قيادة العالم ، وعاد العرب إلى حالتهم قبل الإسلام إلا من رحم الله ، سقطت منهم دول وضاعت من أيديهم ولايات وأصبحوا يطوفون على القبور في جزيرة العرب وغيرها ويتبركون بالأشجار وعادت الحروب إلى ما كانت عليه ، وفي ذلك الحين كان الاستعمار يجوب العالَم ليجعله تحت سيطرته ولكن الله حمى هذه الدولة المباركة رحمة منه بنا - فله الحمد والمنة- كان في حينها القبائل متناحرة والجهل يعم والخوف منتشر بين أبناء القبائل -ولا أعتقد أحداً منا يُنكر ذلك- فلا تجد شاباً في مقتبل عمره أو شيخاً قد أمد الله في أجله إلا وهو على أتم استعداد لخوض حروب مع قبيلة أخرى ، ولم يكن ذلك مستغرباً بينهم ، فهيأ الله دولة تقوم على التوحيد وتحارب الضلال وتسعى في نشر الإسلام وأمن المسلمين، فقامت الدولة السعودية الأولى ثم تبعتها الثانية وبعد ذلك الثالثة والتي جعلها الله منقذة للمسلمين في هذا العصر المبارك ، فنشرت التوحيد وحاربت البدع وحكّمت الشرع وسعت لتوحيد كلمة المسلمين ، وما ذاك إلا بفضل الله تعالى ومنته على عباده - فله الحمد والشكر- ثم بسعي الرجال المخلصين الذين بذلوا أرواحهم وأموالهم وأوقاتهم لهذا الهدف ..

حينما نريد قيادة العالم كما قدناه سابقاً ، فلا يمكن ذلك إلا بمعرفة ما هو السر الذي جعلنا نقوده في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه ؟ فبأي شيء- صلى الله عليه وسلم- جعلنا نقود العالم؟!.

حينما ننسى تاريخنا المجيد فلا نأخذ منه العبر والدروس، ونجعل أمم الكفر هي القائدة لنا..
حينها سنبقى في الخلْف ..
وحينما نُمجد الآخرين على حساب الدين سنبقى في الخلْف ..
حينما يكون الهمُ التبعية لا القيادية سنبقى في الخلف..
وحينما ننظر للعالَم بأنه فوقنا ولا يمكن اللحاق بالركب سنبقى في الخلف..

ولكن حينما نهتم بهذا الدين ونجعله جُل اهتمامنا ، حينها سنكون نِعم الخلَف..
وحينما يكون همّ أحدنا عز أمته ونصرة دينه سنكون نِعم الخلَف..
حينما يكون كتاب الله دستورنا ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهجنا سنكون نِعم الخلف ..
حينما نرحم الضعفاء ونجل العلماء ونصدق في التعامل سنكون نعم الخلف..

حينها .. سيعلم العالم من نحن ، وما هو تاريخنا..
حينها .. ستكون لنا الكلمة ، وتكون لنا القيادة ، فينتشر العدل ويُحكم الشرع وترتفع راية التوحيد ، رغماً عن كل عنيد..
لقد بين الشيخ عائض القرني حفظه الله في مقاله السابق المَخرج من هذا المأزق فقال " والخطوة الأولى مكتبة منزلية على مذهب الخليفة الناصر الأندلسي يوم ألزم الناس بإنشاء مكتبة في كل منزل، وقراءة يومية مركزة ، وهذا خير من مجالس الغيبة والقيل والقال وقتل الزمان بالهذيان"

العاصمي
27-12-2006, 03:27 AM
الله يحفظ الشيخ عايض ويطول بعمره

معلاوي
29-12-2006, 07:17 PM
الله يجزاك خير على النقل الرائع .... للمواضيع الرائعة ..... للشيخ الرائع و المتميز




"

سمرين
29-12-2006, 09:27 PM
جزاك الله خير على الموضوع