المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وجد قلمي..


عبدالله الوهابي
03-12-2006, 11:01 PM
-1-

سماء غائمة : هدوء حزينة واجمة : ونظرات حنين دافئة أمسكت فرشاة رسمها وبدأت ترسم أحلام صباها و طفولتها : بدأت ترسم و تلون : تارة تبتسم و تارة أخرى تغرق جفونها بماء عينها : ظلت لساعات متواصلة تتأمل ما أبدعته فرشاتها الناعمة :
وأخيراً بكت بكاء الأطفال : !! حاولت أن تستنجد بفرشاتها لتكمل رسم أحزانها لكن عبثاً !!غادرها جميل حياتها .. وأظلمت دنياها فجأة.. من بين دموعها البائسة تنظر إلى لوحتها الأسطورية رسمت قمراً رمادياً وسماء اتخذت السواد الداكن لونا لها نجوماً تخلو من البريق الساحر.. وغيوما تحركها رياح هائجة.. حين هدأت نفسها أقبلت إلى لوحتها بحب.. وذيلتها باسم (( للجروح مملكة ))

-2-

أفاقت من نومها.. كانت خيوط الشمس الذهبية قد تسللت إلى حجرتها بهدوء.. بللت وجهها بالماء.. وتركت شعرها الحريري يداعب كتفيه .. أطلت من نافذتها باتجاه الشاطئ الجميل.. أبهرها صفاء البحر وتمنت لو تكون حياتها صافية مثله تماماً.. ابتسمت برقة.. وتركت الهواء يلهو بشعرها.. بينما نظراتها عانقت الفراغ ولا شيء سوى الفراغ..!!

-3-

أغلقت نافذتها واستعدت للنزول إلى البحر.. غير أن عينيها استرقت النظر لتلك اللوحة.. فلم تتمالك نفسها إلا وهي تحتضنها.. بعد فترة ليست بقصيرة.. كانت أمام البحر.. تأملت جمال الغروب وبدأت ترسم ما يداعب خيالاتها.. حين انتهت من رسمتها ابتسمت.. فألوانها اليوم كانت توحي بشيء من الإشراق.. اللون الغروبي احتل الجزء الأكبر من اللوحة.. بينما خلفيتها اتخذت الرماد لوناً لها.. رغم عدم تمازج الألوان إلا أنها كانت تبدو أجمل بكثير من لوحة البارحة..

-4-

عانق النوم عينيها مبكراً.. فاستيقظت قبل الشروق.. واستعدت لتناول فطورها الصباحي.. لكن اليوم مختلف ليس ككل الأيام.. فنفسها تتوق لتناول وجبة خفيفة على الشاطئ.. وفعلاً كان ما تمنت..

-5-

أخذت تتأمل بسمات الأطفال.. وكل بسمة كان لها لون مختلف.. تماماً كلوحاتها.. وأيضاً براءتهم تختلف من عين لأخرى.. فهذا طفل براءته طفولية مترفة.. والآخر براءته امتزجت بشيء من الحرمان.. تماماً كألوانها المتمازجة بعشوائية بالغة.. شيئاً فشيئاً أحست بالدفء يسري في أوصالها.. فأبقت أنه الشروق الدافئ.. أتي لينتشلها من وطأة أحزانها الباردة كالصقيع.. أحست بحرارة دمعها على وجنتيها المتوردتين.. فأحزانها مختلفة عن أحزان من حولها.. لها عالمها المؤلم الكئيب الذي لا يعيشه سواها.. مذ تفتحت عيناها وهي لا تبصر سوى السواد وألوان عشوائية لا تعرف لها مدى.. فطفلة تربت بعيداً عن والديها ماذا سيكون حالها..؟!! والأكثر ألماً أن مشيئة الرحمن اقتضت أن يلازمها ذلك المرض طيلة حياتها..

-6-

بسببه هو.. نعم هو السبب.. !! ذلك الشروق كان كفيلاً بإشعال الأشجان داخلها.. نعم هو من ذكرها بأحزانها التي لا تعرف سوى شروق الشمس.. رغم أنها تتنفس الأمل مع الهواء.. لكنها لم تستطع يوماً أن تعيشه بقلبها.. فقط تتنفسه!!

-7-

استيقظت من أحلامها حين شد ذلك الطفل المشاكس شعرها.. وابتسم لها ببراءته الطفولية الساحرة.. سألته ما سمك ؟!! لم يجبها ابتسم.. واكتفى بمسح آثار دموعها الحارقة.. ابتسمت له و شكرته على عطفه.. وقبل أن يودعها همس بأذنها : ماما ما أجمل الشروق إنه لوحة تشع بالتفاؤل.. لذا فأنا ألهو هنا دائماً وقت الشروق ولا أعود إلا عند المغيب.. والآن قد حان المغيب ولن أرحل إلا حين تعدينني بأن نلتقي هنا غداً.. هزت رأسها بعلامة الإيجاب.. وركض الطفل نحو والدته وهو يقول عند الشروق لا تنسي الوعد....

-8-

أخذت ترقب القمر من حجرتها.. وهي تفكر بذلك الطفل ..كان كطيف من نسج الخيال.. أتى فجأة ثم رحل سريعاً.. وقبل أن تغمض جفنيها.. ابتسمت و قالت : أعدك نعم سنلتقي غداً.. ونامت بهدوء كي تحلم بالشروق الآتي!!.

-9-

عند الشروق كانت تنتظر ذلك الطفل ولما طال الانتظار أخرجت فرشاتها و لوحتها لترسم.. أخذت تفكر ماذا ترسم.. ؟؟ تريد شيئاً مختلفاً.. ألواناً مختلفة.. تأملت الأمواج الهادئة , السماء الصافية , البحر الساحر , الشروق..!! وبلا وعي منها بدأت ترسم و تلون باهتمام بدا على وجهها الناعم.. ولم تشعر إلا عندما أحست بالظلام يلفها.. نظرت إلى لوحتها برؤية شروق ألوانها.. تناهي إلى سمعها صوت تعرفه..؟!! التفتت إلى الوراء وابتهجت حين رأت الطفل مع والدته ينظرون إلى لوحتها بإعجاب بدا على وجوههم.. أقبل الطفل نحوها مسرعاً.. احتضنته وأخذت تداعبه.. وتتحدث مع والدته التي أبدت إعجابها بتناسق الألوان البديعة.. وأسعدها أنهم منذ الشروق وهم ينتظرون اكتمال لوحتها حتى يفاجئونها بقدومهم .. وقبل أن تودعهم .. نظرت إلى الطفل وقالت له ماذا تقول ماما : أجابها بصوته الطفولي الذي ملأ الأرجاء ما أجمل الشروق إنه لوحة تشع بالتفاؤل احتضنته وأخذت تدور به.. وأطلقوا صدى ضحكاتهم في الأرجاء..

-10-

في المساء.. ذيلت لوحتها باسم : " للجروح مملكة أسطورية مظلمة و للفرح مملكة وردية مشرقة " . وهمست لقلبها : " وداعاً أيا وجد قلبي.. وداعاً أيتها الآلام والمرض.. ارحلوا حيث الأفق البعيد.. سأعيش الأمل بكياني وسيكون للغروب قصائد وحكايات وللشروق ألوان تشع كابتسامة طفلي المتفائل ".

همس لون..
كثيرة هي الألوان.. تتباهي بامتزاجها المذهل.. تبهر العيون المتفائلة.. والغريب أن البعض ينظر لها على أنها ألوان لا أقل ولا أكثر..!!؟؟

معيض بن صميع
04-12-2006, 10:08 PM
حجز أول


.

.


.


.



بعد أن أنتهي من الإبحار سأعود فالرحلة طويله ودنيا الألوان ممتعه




مع التقدير،،

معيض بن صميع
05-12-2006, 11:58 AM
الزميل القدير والكاتب المثير / ابن رشد الصغير


للإبداع مملكه


رحلةٌ ماتعه وربّانٌ ماهر وفصولٌ شيّقه


أبحرنا لنعود .. ثمّ تمنينا أن لانعود .. فالرحلة أجمل من العودة .. وصفاء البحر .. و .. هدوءه إغراءٌ .. بلا حدود


وهل أجمل من حكايات القلوب ؟! .. وعندما يزدحم الأفق ويضيق .. ألدينا أفضلُ من الهروب ؟! .. جميلٌ هو الغروب !!


للجروح .. مملكه .. و .. للأفراح .. مملكه .. و .. هناك .. ثمّة .. فروق .. ظلامٌ .. و .. ضياء .. و .. غروبٌ .. و .. شروق ..





ابن رشد الصغير

إبداع ٌ ... كبير


و فكرٌ ... غزير


للإبداع مملكة إمتزجت ألوانها بألوان الأحلام ، و - الريشة - لإبن رشد الصغير .. للأحلام مملكة !!


أخي الكريم :


لك أصدق معاني الإمتنان وأعذبها فمنذ زمن لم تسقط الدمعة لنرتاح ، كم هو جميلٌ أن تلامس الشعور كلمة .

همس لون :

الإحساس نعمه قد لا تقدّر شأنها كشأن كثيرٍ من النعم ، فلك من صادق الإحساس كلمة شكرٍ جزيل ، ودمت بخير،،

عبدالله الوهابي
10-12-2006, 01:33 PM
أخي معيض تعجز الكلمات وتتعطر وذلك بمرورك الجلي الناصع.... أشكر لك ماداخلاتك الجميلة العذبة

عبدالله بن غفره
11-12-2006, 09:37 PM
اخوي الغالي / ابو عبدالملك


كتبت فأبدعت ... وكعادتك لا تقدم الا النادر والرائع .... تأكد أن لك متابعين يتابعون ما تسطره لنا أناملك بكل شوق ..


تقبل إعجابي الشديد مثل ما نال هذا الموضوع على إعجابي


أخوك ومحبك

عبدالله بن غفره

عبدالله الوهابي
13-12-2006, 09:07 PM
أشكرك أخي بن غرة
على كلماتك الرقيقة والمشاعر المرهفة
لا هنت يالقرم