المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خفافيش الظلام وغرق السفينة!!!!!!


السعيدان
21-11-2006, 10:58 PM
خفافيش الظلام وغرق السفينة
كان هناك فأر خبيثا كثير التوجس و التجسس موغل في العدوانية و مولعا بالتخريب و التدمير , فلما ضاق صاحب المزرعة ذرعا بهذه التصرفات الغير مسئولة , قرر بجلب مصيدة فلعل وعسى أن يضعوا حدا لهذا المجرم الخطير و الذي عبث بكل شيئ جميل في هذه المزرعة الغناء .

علمت الدجاجة بما استجد على مسرح الأحداث, ومن باب الخوف على نفسها و كتاكيتها من هذه المصيدة المنصوبة.

اندفعت المسكينة في أرجاء المزرعة تصيح و تولول من هذا الخطر الداهم محذرة و منذرة صيصانها من الاقتراب من الأجسام الغريبة حتى لا يقعوا فريسة لهذا الخطر الداهم

و في أثناء التجوال الماكوكي في المزرعة رأت الفأر و هو يمشي متبخترا , فقالت له : الم تعلم بما نصب في هذه الواحة الغناء.

فرد عليها بكل صلف وكبرياء أنا صاحب الحاسية السادسة و سأتجنب هذا الخطر المحدق , ليست مشكلتي.

هنا صاحت الدجاجة محتجة قائلة : أسمع يا فرفور، المصيدة هذه جاءوا بها هنا بسبب فسادك و تماديك في الباطل , و لا تنسى ان عندك فرافير صغار كما عندي صيصان صغار.

فهلا خفت عليهم من الوقوع في هذه المصيدة.

عندها وقف فرفور لحظة تأمل فراجع نفسه و أنبه ضميره.

فتوجه الفأر إلى الخروف الحذر، الحذر ففي المزرعة مصيدة ،ابتسم الخروف وقال يا جبان يا رعديد، لماذا تمارس السرقة والتخريب طالما أنك تخشى العواقب!

إنك المقصود بالمصيدة فلا توجع رؤوسنا بصراخك، وأنصحك بالكف عن سرقة الطعام وقرض الحبال والأخشاب ..... انقلع واقلب وجهك الله لا يردك .

هنا لم يجد فرفور مناصا من الاستنجاد بالبقرة التي قالت له باستخفاف: يا خراشي... في مزرعتنا مصيدة ؟ يمه الحقيني يبدو أنهم يريدون اصطياد الأبقار بها !

هل أطلب اللجوء السياسي في حديقة الحيوان؟

رجع إلى الدجاجة فنصحته بالإقلاع عن حياة العبث و التخريب والانصياع لدواعي الخير وترك نوازع الشيطان و نزغاته

هدئت الأمور ما يقارب الستة أشهر

إلا أن ابو طبيع كالعادة لا يترك طبعه فقد رجع الى سالف عهده وكما قيل رجعت حليمة الى عادتها القديمة

رجع فرفور الى عبثه و تخريبه ضاربا بنصيحتهم عرض الحائط

ونصبت المصيدة مرة أخرى كي تضع حدا لهذا العبث الغير مسئول

كما ان الفار الخبيث قرر استئناف دروسه الخصوصية لفرافيره الصغار لتجنب أي جسم غريب وقرر تتدبر أمر نفسه، و واصل التجسس على المزارعة حتى عرف موضع المصيدة، ونام بعدها قرير العين، بعد أن قرر الابتعاد من مكمن الخطر.

و في ليلة ظلماء بهيمة لم يخرج فيها بدر وكما قيل ( في الليلة الظلماء يفتقد البدر ) , فجأة شق سكون الليل صوت المصيدة وهي تنطبق على فريسة.

انطلق الفأر مهرولا في هذا الظلام الدامس لا يلوي على أحدا متجها صوب المصيدة ليستكشف الخبر..!!!!!!!!!

شاهد الفأر جسما غريبا و طويلا لكن لم يعلم ماهيته فاخذ يتحسسه و فجأة و في لمح البصر ينقض هذا الجسم الممدد على الفأر و ينهشه نهشه مثنيها بلسعة جعلته ممدا على الأرض و رجلاه ترفسان حتى لفض أنفاسه الأخيرة

انه ثعبان قد أمسكت المصيدة بذيله و هو يحاول عبثا بالخلاص و الهروب لكن ذهبت محولاته جميعا أدراج الرياح.

هرعت الزوجة إلى موقع الحادث لتستكشف الخبر , و بمجرد الاقتراب من المصيدة يهاجمها الثعبان هي أيضا فيعضها عضة تنقل بسببها إلى المستشفى حيث تلقت إسعافات أولية، وعادت إلى البيت وهي تعاني من ارتفاعا في درجة الحرارة.

بالطبع فإن الشخص المحموم بحاجة إلى سوائل، ويستحسن أن يتناول الشوربة، (ماجي لا تنفع في مثل هذه الحالات )، وهكذا قام المزارع بذبح الدجاجة وصنع منها حساء لزوجته المحمومة.

تدفق الأهل والجيران لتفقد أحوال الزوجة المكلومه فكان لابد من القيام بواجب الضيافة فتم ذبح الخروف لإطعامهم.

الزوجة المسكينة بعد معاناة مريرة مع المرض و السموم التي انتشرت في جسمها فارقت الحياة وانتقلت إلى الرفيق الأعلى، فجاء المعزون من كل حدب و صوب بالمئات واضطر المزارع إلى ذبح بقرته لتوفير الطعام لهم.

فأر و ثعبان ..... الزوجة المصون .... ثم الدجاجة .... الخروف .... و أخيرا البقرة الحلوب ... الجميع راح ضحية لعمل غير مسئول و غير محسوب العواقب , لقد غرقت السفينة وهلك الجميع بسبب عبث واحد من ركابها

نقول

مصداق هذه القصة الهادفة حديث المصطفى الذي رواه النعمان رضي الله عنه

عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل القائم على حدود الله و الواقع فيها و المداهن فيها مثل قوم ركبوا سفينة فأصاب بعضهم أسفلها و أوعرها وشرها , و أصاب بعضهم أعلاها , فكان الذي في أسفلها إذا استقوا الماء مروا على من فوقهم فأذوهم , فقالوا : لو خرقنا في نصيبنا خرقا فاستقينا منه و لم تؤذ من فوقنا فان تركوهم و أمرهم هلكوا جميعا وان اخذوا على أيديهم نجوا جميعا.

فهل يعي المخربون خطورة ما أقدموا عليه

الا يخشون دخول المضاربين الأجانب بعد تركيعهم للسوق وجعله في حالة يرثى لها بل يسيل له لعاب كل مضارب خبث كأمثال المضارب اليهودي الأمريكي الجنسية جورج سورس و الذي يعد أكبر مضارب في البورصات العالميه و الذي يفوقهم دهاءا ومكرا و حيلة وقبل هذا وذاك قوته المالية فيدمروا اقتصاد بلاد الحرمين كما دمروا اقتصاديات النمور الأسيوية





تعريفات مهمة :

الفأر و الثعبان : خفافيش الظلام واثنان من الفواسق الخمس الذي أمر المصطفى بأخذ الحيطة و الحذر منهم

الدجاجة : هيئة سوق المال

الخروف : وزارة المالية

البقرة : مؤسسة النقد

الزوجة : المتضرر من سوق الاسهم


منقول للفائدة

خالد العاصمي
22-11-2006, 09:38 AM
والله الشرهة على صاحب المزرعة ماعرف يحسن التصرف من البداية وترك الأمور تنفلت وتخرج عن السيطرة


لاهنت السعيدان وبارك الله فيك