سعد بن حسين
06-11-2006, 01:47 PM
مقدمــات و ... نتائج ... أو ( بديهـيات منسـية )
= =
حـوار طـويل شائق ذو شجـون بين طـرفين .. هـذه خلاصـته المركـزة .. فتأمـل !
- - -
_ كـيفَ الطـريقُ إلى السـعادة ؟
_ الطرـيق تحت قـدميك لو كـنت تبصر ..!
_ فمـا لي لا أبصـرهُ ، وأنتَ تزعـمُ أنه بين قـدمي ..؟!
_ لأنكَ _ مـع احـترامي لك _ مـصابٌ بالرمـد ، وعـلى عـينيكَ غـشاوةٌ تحـول بينك وبين الـرؤية الـصحيحة ..!!
_ سامحـني ،، في هـذهِ لا أصـدّقكَ ، لأني عـلى ثقـةٍ أن نظـري سلـيم مـئة في المية !
_ وهـل تظن أن كـل ذي نظرٍ سلـيم ، يُبصر ؟!
_ هـذه بديهيةٌ لا تحـتاج إلى نقـاشٍ ..
_ بل البـديهية هذه هـي التي ضاعـتْ ، وتقـرر بدلاً منها الـوهم ..!!
_ أية بديهيـة هذه الـتي تعني .؟ وكـيف ضاعـتْ ولم يكـتشفها سـواك ؟؟!
_ ومن قـالك أني وحـدي الذي يقـول ذلك ؟!
_ لم اسـمع غـيرك يقـول مثل هـذا الذي تقـول .
_ لأنك اسـلمتَ أذنيكَ إلى صـنفٍ من الناس مـلأوا أذنيكَ بالباطـل ،
وزينوا لك الضـلالة ، حتى نسـيتَ البـديهيات !!
_ ولكـن أكـثر الناس فـي هذا العـالم هذا شـأنهم ، وهـل أنا إلا واحـد منهم !
_ وهذه بديهيـة أخرى ضـاعت منك ، وغـابت عنك ، ولما نسـيها الناس انحـرفوا عن الجـادة ..!!
_ مـع أنك لم تخـبرني عن الـبديهية الأولـى ، فـلا بأس أن تذكر الـثانية ..
_ أعـني البديهـية التي قـررها القـرآن الكريم كـثيراً وهـي :
أن قضـية الكثـرةِ والقـلةِ لا قيمـة لـها ولا وزن ، فهـذا نوح عليـه السلام
بقـي يدعو قومـه ألف سـنة إلا خمـسين عامـاً ، ولم يسـتجب له إلا نفـراً قـليل
جـداً ، فهل كـانت الكـثرة على الحـق ، ونوح والـذين آمـنوا على البـاطل !!؟؟
_ حـاشا لله ، لم أقـل ذلك ، ولا خطـر لي علـى بال ..!
_ لـو أني استعـرضتُ لك من شواهـد لقـرآن والسـيرة أمـثلة ، لذكـرتُ لك الكثير
مـثل هـذا ممـا يؤكد أنه لا قـيمة للجمـاهير العريضة إذا كـانت على الباطـل
، وهـل تسـاوي مـلايين الأصـفار إلا صـفراً ؟؟! ولـذا نجد القـرآن الكريم
يكرر كثيراً على هذه القضية حتى تصبح بديهية في حس المسلم ،
حـتى لا ينخـدع برؤية الكـثرة ، ولا بأصـواتهم العـالية ، فقد تكـون وحدك
علـى الحق وجمـيع من حولك علـى الباطـل .. المهمـ هل أنت علىـ الحـق حـقاً !!؟
_ فكـيف أعـرف ذلك ؟!
_ اسـتقمْ مع النصـوص ، ودر معهـا حـيث دارت ، وقـف معـها حيث وقفـت ،
واسـأل أهل الذكـر من العلـماء الثقـات ..
_ هـذا جـيد والله ، ولكـن قبل أن انسـى أود أن أعـود بك مـرة أخرى إلى نقطـة البداية :
كيـف تقـول أني لا أبصـرْ وأنا على ثقـة من سـلامة عيني !!؟
_ وهـذه أيضاً قـررها القرآن الكـريم مراراً ، وهـو يربي رجـال صنعـوا
النهـار لهذه الأمـة ، يقـول الله تعالى واصـفاً قوم يعـيب علـيهم ويذمهـم :
( َلَقَـدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَـثِيرًا مِّنَ الْجِـنِّ وَالإِنسِ لَهُـمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُـونَ بِهَا
وَلَهُمْ أَعْـيُنٌ لاَّ يُبْصِـرُونَ بِهَا وَلَهُـمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَـعُونَ بِهَا أُوْلَئِـكَ كَالأَنْعَـامِ
بَلْ هُـمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُـمُ الْغَافِلُونَ ) ..
وقال تعـالى : (...صُـمٌّ بُكْمٌ عُمْـيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِـلُونَ ) ...
وآيات كـثيرة في مواضـع متعـددة من كـتاب الله سبحانه ،
تقـرر هذا المـعنى : قد يكـون المرء مفتـوح العينين ،
ومع هـذا فهـو لا يبصر الحـق فيلـتزمه ، وقد تكـون له أذنان كـبيرتان ،
ومـع هذا لا يسمـع ! أعني لا يسـمع الحق ، ويقـبل عليه ويتعـشقه ،
ومـن ثم : فمـن رأيتهُ معـرضاً عن باب الله تعـالى ، فهـو أعمى لا يبصـر
ولو كـان مفتوح العـينين ! أصم لا يسمـع ، وإن انتفـش ريشه ،
وكـبرت شـهاداته العلـمية وتعـددت ، فلا عـبرة بتلك الشـهادات
ولا تلك الـنياشين عـند الله !
وهـناك بديهيـات كـثيرة مـثل هـذه وتلك ،
نسـيها كـثير من النـاس ، فأثمـرت لهم حـنضلاً ، أعني سلـوكيات منحـرفة بعيـدة عن الحـق ،
فـلأن المقدماـت خاطـئة ، جـاءت النتائج وخـيمة ..! ..
( وَمَا ظَلَمَـهُمُ اللّهُ وَلكِـن كَانُواْ أَنفُسَـهُمْ يَظْلِمُـونَ ) ..
ولا عـذر اليوم بالجـهل ، فالعلـم أصبح متيسـر حتى للأطـفال ...!!
ولكـن أين المقبـلون عليه !؟
_ جـزاك الله عـني خير الجـزاء ، أحـسب أنك أزلـت عن عـيني بعض الغـشاوة الـتي رانت عـليها .. !
= =
حـوار طـويل شائق ذو شجـون بين طـرفين .. هـذه خلاصـته المركـزة .. فتأمـل !
- - -
_ كـيفَ الطـريقُ إلى السـعادة ؟
_ الطرـيق تحت قـدميك لو كـنت تبصر ..!
_ فمـا لي لا أبصـرهُ ، وأنتَ تزعـمُ أنه بين قـدمي ..؟!
_ لأنكَ _ مـع احـترامي لك _ مـصابٌ بالرمـد ، وعـلى عـينيكَ غـشاوةٌ تحـول بينك وبين الـرؤية الـصحيحة ..!!
_ سامحـني ،، في هـذهِ لا أصـدّقكَ ، لأني عـلى ثقـةٍ أن نظـري سلـيم مـئة في المية !
_ وهـل تظن أن كـل ذي نظرٍ سلـيم ، يُبصر ؟!
_ هـذه بديهيةٌ لا تحـتاج إلى نقـاشٍ ..
_ بل البـديهية هذه هـي التي ضاعـتْ ، وتقـرر بدلاً منها الـوهم ..!!
_ أية بديهيـة هذه الـتي تعني .؟ وكـيف ضاعـتْ ولم يكـتشفها سـواك ؟؟!
_ ومن قـالك أني وحـدي الذي يقـول ذلك ؟!
_ لم اسـمع غـيرك يقـول مثل هـذا الذي تقـول .
_ لأنك اسـلمتَ أذنيكَ إلى صـنفٍ من الناس مـلأوا أذنيكَ بالباطـل ،
وزينوا لك الضـلالة ، حتى نسـيتَ البـديهيات !!
_ ولكـن أكـثر الناس فـي هذا العـالم هذا شـأنهم ، وهـل أنا إلا واحـد منهم !
_ وهذه بديهيـة أخرى ضـاعت منك ، وغـابت عنك ، ولما نسـيها الناس انحـرفوا عن الجـادة ..!!
_ مـع أنك لم تخـبرني عن الـبديهية الأولـى ، فـلا بأس أن تذكر الـثانية ..
_ أعـني البديهـية التي قـررها القـرآن الكريم كـثيراً وهـي :
أن قضـية الكثـرةِ والقـلةِ لا قيمـة لـها ولا وزن ، فهـذا نوح عليـه السلام
بقـي يدعو قومـه ألف سـنة إلا خمـسين عامـاً ، ولم يسـتجب له إلا نفـراً قـليل
جـداً ، فهل كـانت الكـثرة على الحـق ، ونوح والـذين آمـنوا على البـاطل !!؟؟
_ حـاشا لله ، لم أقـل ذلك ، ولا خطـر لي علـى بال ..!
_ لـو أني استعـرضتُ لك من شواهـد لقـرآن والسـيرة أمـثلة ، لذكـرتُ لك الكثير
مـثل هـذا ممـا يؤكد أنه لا قـيمة للجمـاهير العريضة إذا كـانت على الباطـل
، وهـل تسـاوي مـلايين الأصـفار إلا صـفراً ؟؟! ولـذا نجد القـرآن الكريم
يكرر كثيراً على هذه القضية حتى تصبح بديهية في حس المسلم ،
حـتى لا ينخـدع برؤية الكـثرة ، ولا بأصـواتهم العـالية ، فقد تكـون وحدك
علـى الحق وجمـيع من حولك علـى الباطـل .. المهمـ هل أنت علىـ الحـق حـقاً !!؟
_ فكـيف أعـرف ذلك ؟!
_ اسـتقمْ مع النصـوص ، ودر معهـا حـيث دارت ، وقـف معـها حيث وقفـت ،
واسـأل أهل الذكـر من العلـماء الثقـات ..
_ هـذا جـيد والله ، ولكـن قبل أن انسـى أود أن أعـود بك مـرة أخرى إلى نقطـة البداية :
كيـف تقـول أني لا أبصـرْ وأنا على ثقـة من سـلامة عيني !!؟
_ وهـذه أيضاً قـررها القرآن الكـريم مراراً ، وهـو يربي رجـال صنعـوا
النهـار لهذه الأمـة ، يقـول الله تعالى واصـفاً قوم يعـيب علـيهم ويذمهـم :
( َلَقَـدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَـثِيرًا مِّنَ الْجِـنِّ وَالإِنسِ لَهُـمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُـونَ بِهَا
وَلَهُمْ أَعْـيُنٌ لاَّ يُبْصِـرُونَ بِهَا وَلَهُـمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَـعُونَ بِهَا أُوْلَئِـكَ كَالأَنْعَـامِ
بَلْ هُـمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُـمُ الْغَافِلُونَ ) ..
وقال تعـالى : (...صُـمٌّ بُكْمٌ عُمْـيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِـلُونَ ) ...
وآيات كـثيرة في مواضـع متعـددة من كـتاب الله سبحانه ،
تقـرر هذا المـعنى : قد يكـون المرء مفتـوح العينين ،
ومع هـذا فهـو لا يبصر الحـق فيلـتزمه ، وقد تكـون له أذنان كـبيرتان ،
ومـع هذا لا يسمـع ! أعني لا يسـمع الحق ، ويقـبل عليه ويتعـشقه ،
ومـن ثم : فمـن رأيتهُ معـرضاً عن باب الله تعـالى ، فهـو أعمى لا يبصـر
ولو كـان مفتوح العـينين ! أصم لا يسمـع ، وإن انتفـش ريشه ،
وكـبرت شـهاداته العلـمية وتعـددت ، فلا عـبرة بتلك الشـهادات
ولا تلك الـنياشين عـند الله !
وهـناك بديهيـات كـثيرة مـثل هـذه وتلك ،
نسـيها كـثير من النـاس ، فأثمـرت لهم حـنضلاً ، أعني سلـوكيات منحـرفة بعيـدة عن الحـق ،
فـلأن المقدماـت خاطـئة ، جـاءت النتائج وخـيمة ..! ..
( وَمَا ظَلَمَـهُمُ اللّهُ وَلكِـن كَانُواْ أَنفُسَـهُمْ يَظْلِمُـونَ ) ..
ولا عـذر اليوم بالجـهل ، فالعلـم أصبح متيسـر حتى للأطـفال ...!!
ولكـن أين المقبـلون عليه !؟
_ جـزاك الله عـني خير الجـزاء ، أحـسب أنك أزلـت عن عـيني بعض الغـشاوة الـتي رانت عـليها .. !