المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( درس رائـع في الثقـة بالله ..) وأدب العبـــودية وقفـــة مع آيـة


سعد بن حسين
30-10-2006, 11:37 AM
هـذا درس رائـع في الـثقة بالله ..وقفـــة مع آيـة..!

والأدب معه ..
والتسـليم له ..
والتحـقق بالعـبودية لهُ جل جـلاله ..
فاقـرأ وتأمل ثم احـرص على أن تتحـقق :

دعـت امـرأةُ عمـرانَ اللهَ عز وجل أن يرزقهـا غلامـاً تنذرهُ لخدمـة البيت ..
( إِذْ قَـالَتِ امْرَأَتُ عِـمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَـا فِي بَطْنِي مُـحَرَّراً
فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
كـانت تلك أمـنيتها ..غير أن اللهَ سبحـانه رزقهـا أنثى ..!

فكـأنما تحـسرتْ ....
لا لكـونها مجـرد أنثى ، ولكـن لأن نذرهـا لن يتحقق على الصـورة التي ترغـب ،
فهـي كانت تريد غـلاماً يقوم على خدمـة البيت المقـدس .. فقـالت :

( رَبِّ إِنِّـي وَضَـعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَـمُ بِمَا وَضَـعَتْ
وَلَيْسَ الذَّكَـرُ كَـالْأُنْثَى ..... )
قال بعـض العلمـاء :
وليس الذكـر كـالأنثى .. إن كانَ مـن كلامِ الله سبحـانه ، فالمـعنى :
إن كـنتِ تريدين ذكـراً ليقومَ بخدمـةِ البيت ، فـإني رزقـتكِ بأنثى لن تكـونَ كأي أنثـى ،
بل سيكـون لها شـأناً أعظم من مـجرد خدمـة البيت ، فليـس الذكر هـنا كـالأنثى ..
بل إن أي ذكـرٍ هـاهنا لـن تبـلغ مرتبته مـرتبة هذه الأنثـى بالذات ،
لأنهـا ستكـونَ آية مـن آيات الله سبحـانه ..
وإن كـانت العـبارة من كلام امـرأة عمـران _ وهذا هـو الراجـح _ ،:
فالأمـر واضح ، أنهـا تتحسـر أن الأنثى لـن تكون كـالذكر في خدمـة البيت ..

الشـاهد هنا :أن هـذه المرأة الصالحـة تمنت شـيئاً ، فأعـطاها الله بخـلاف ما تمنت !!
وكـان ما اخـتاره الله سبحانه هو الخـير كله ..
خـير للبيت ، وخـير لامرأة عمـران وآلها ، وخـير لمـريم ،
بل خير للأمـة التي نشـأت فيهـا هذه الأنثى المـباركة ،
ليرزقـها الله غلامـاً مباركـاً ، ليربي تلك الأمـة على منهـج الله الذي يحمـله إليهـا ..!

ومن أعـظم الـدروس ( العملـية ) المسـتفادة في هذا المشـهد :
أن الإنسـانَ قد يدعـو ويلح على الله بالـدعاء ، طـلباً لحاجـة ، غير أن اللهَ سبـحانه لا يعطـيه ما طـلب ،
ولا يحـقق له مـا أراد ، لكنه يخـتار له ما هـو أفضل ممـا طلب ، وأروع مـما أراد ، وأكـثر بركة مـما تمنى ...!!

فعلـينا أن نثق باللهِ سبحـانه كل الثقة ، ونسلـم له كل التسـليم ،
ونتأدب مـعه كـل الأدب ، حتى ونحـن نلح عليـه بالدعاء والـضراعة ، ثم نحـن لا نرى الإجـابة ..!!
علـينا أن نثق أن الخـيرة كل الخـيرة فيما اخـتاره الله لنا ..
ثق أن الله سـبحانه يجيب دعـوة الداعي إذا دعـاه بصدق .. كـما وعـد بذلك :
( وَإِذَا سَـأَلَكَ عِبَادِي عَنِّـي فَإِنِّي قَـرِيبٌ أُجِيبُ دَعْـوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَـانِ
فَلْيَسْتَجِـيبُوا لِي وَلْيُؤْمِـنُوا بِي لَعَلَّـهُمْ يَرْشُدُونَ) ..
ولكن اعـلم .. أنه يستجـيب لك في الوقـت الذي يريد هـو ،
لا في الوقـت الذي تحـدده أنت ، فـإنما
أنت عـبد .. فاعــرف قدرك .. !
أدبُ العـبيد تذللُ ** والعـبدُ لا يدعُ الأدب
فـإذا تكامـلَ ذلـهُ ** نالَ المـودةَ واقتـرب
ولعـلك تطلـب شيئاً فيه هلاكـك ، وأنت لا تعـلم ..
فـدع الله يخـتار لك ما يراه لك صـالحاً ..
فلا تقـلق إذا لم تر إجـابة ، فإنه يخـتار لك الأصلح ..
( وَعَسَـى أَنْ تَكْرَهُـوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْـرٌ لَكُمْ
وَعَسَـى أَنْ تُحِـبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُـمْ .. وَاللَّهُ يَعْـلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُـون ) ..

المهـم ..أن نواصـلَ الضراعة ، ونديم طـرق باب السـماء بدعاء متصـل ،
نلح بذلك ليـل نهار ، فإن اللهَ سبحـانه يحب العبد المـلحاح _
الذي يلـح عليه سبحـانه في طـلب حـاجته _ ..
قال بعـض الـعارفين :
قد تتأخـر الإجـابة ، لتدوم الضـراعة ...!!
الله أكـبر ...! يا لهذا المعـنى الجليل الـرائع ...!
يا هـذا .. حـين لا ترى إجـابة دعائك فـلا تبتئس ..
فلـعلك من هـؤلاء الذين يحـب اللهُ سمـاع أصـواتهم ، وضـراعتهم ،
فهو لا يحـقق لهـم ما طـلبوا ، لتدوم ضـراعـتهم بين يديه .. !!
وفي هـذا كفاية لمن كـان له قلـب أو ألقى السمـع وهو شـهيد .

فإذا صـدقت وأدمتَ طـرق الباب ،
فثق أن فـيوضات الرحمـات ستغمر قـلبك ولو بعد حـين ..
وتذكر دائـماً هذه الآيات التـي صدرنا بهـا هذا المقال ..
كـيف أن هذه المـرأة الصالحـة ألحـت في طلب شـيء ،
غير أن الله أعـطاها عـكس ما طلبت ..!!
وكـان الخير كـله فيما اختـاره الله لـها .. فتعـلم وافهـم وتأدب ..

نسـأل اللهَ عز وجـل أن يعلمـنا ما ينفعـنا ، وأن ينفـعنا بما علـمنا ..
وأن يحـققنا بأدب العـبودية بين يديـه ، والتسـليم المـطلق له ، والثـقة التامـة به ..
اللهـم آمـين ..

عبدالله الوهابي
30-10-2006, 07:39 PM
جزاك الله خيراً أخي سعد بن حسين
ويستفاد من هذا الآية بيان فضل الله تعالى وانعامه على من يشاء
واستجابة الله تعالى لدعاء أوليائه كما استجاب لحنّه ورزقها الولد وأعذا بنتها وولدها من الشيطان الرجيم
مشروعة النذر لله تعالى وهوالتزام المؤمن الطاعة تقرباً إلى اله تعالى ،بيان فضل الذكر على الأنثى في باب النهوض بالاعمال والواجبات ، كذلك جواز التحسر والتأسف لما يفوت العبد من الخير الذي كان يأمله.
فبارك الله لك ورفع الله قدرك وزادك الله من علمه

عدو القوم ابن حرق
31-10-2006, 02:57 PM
لا هنت وبيض الله وجهك والله يجزاك عنا ألف خير

موضوع جميل الله يعطيك العافية

أخوك:عدو القوم ابن حرق

فيصل بن دويلة
02-11-2006, 01:04 PM
جزاك الله خير