المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على ابواب الأربعين


يثرب
27-10-2006, 05:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اتت الأربعين...

نظرت الى نفسي وعن حالي وجلست أفكر عن السنين التي مضت من عمري واحسست في نفسي ضيق وزفرات عن

أيام وسنين دُرت فيها واستقبلتها ثم ودعتها كما أستقبلتها أربعين سنه رأيت فيها أفراحاً ورأيت فيها أتراحاً

وأحسنت وأسأت في هذه السنين التي مضت ..

إنني أصحو كل يوم فأكلم أهلي وأكل طعامي وأذهب إلي عملي ثم أعود إلي بيتي أو أزور صديقاً أو ألهو بما

يلهوبه مثلي ثم أنام لأصحو من الغد فأعيد الكره مرة ثانيه..

لقد كنت في صغري أتمنى أن اكون مهندساً وكنت أتوهم حياة المهندس فأجدها جنة أنزلت الأرض فيها ولكن ما

كل مايتمنى المراء يدركه ...

ثم انني بعدها أملت أن اكون مديراً ناجحاً عندما كبرت أو اكون ضابطاً ... فلم أجد في الأمل إلا الألم لأنتظاره ثم

الملل من بقائه فبعدها تيقنت أني لو صرت مليونيراً أو مسئول يشار لي بالبنان لذهبت الأيام بلذة ذلك كله ... فلم

أستفد منه إلا حسد الحساد عليه والحسره إن فقد وأن متع الدنيا أوهام من لم ينلها تشوق إليها وحسد عليها ومن

نالها تمني غيرها...

لابد من المراجعه مع النفس فيسأل من أين جاءت وفيم خُلقت وإلى أين المصير ؟

وهي ان تراقب الله وأن تعلم أنه مطلع عليك وانه يرعاك بعينه فترعاه بقلبك وتطيعه بجوارحك وهذه غاية الخلق

وهذا سر الوجود " ماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " .

لاعبادة عادة بل العبادة التي يحس القلب بحلاوة الإيمان ويذوق فيها لذة العبودية هذه والله غاية الحياة...

وأنني أتألم عندما أتذكر الحديث النبوي " اغتنم خمساً قبل خمس : حياتك قبل موتك ، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك

قبل شغلك ، وشبابك قبل هرمك ، وغناك قبل فقرك ". وندمت لأنني لم اتخذ هذا الحديث منهج لحياتي لأنني في

تلك السنين مع الآسف لم أعرف معناه ولم أدرك حقيقتة إلا بعد وصولي لعتبة الأربعين ولكن الحمد لله أن هناك

سنين كنت أكابد فيها ألم الطاعة فإذا الألم قد ذهب وبقي الثواب ونظرة إلي سنين اللهو ولذة المعاصي فإذا هي

ذهبت وبقي الحساب فندمت على كل لحظه لم أجعلها في طاعة الله .

وتذكرة الموت وسكراته فدعوت الله بحسن الخاتمه وأن أكون حاضر القلب مع الله مستشعراً بالتوبة ومتصوراً

الدار الآخره ..

وما الموت إلا انتقال إلي حياة أرحب وأوسع إلي النعيم الدائم أو الشقاء الطويل ولو كان الموت فناء لكان

نعمة ..
ولكن ماأقول إلا ياآسفي لقد مضى أكثر العمر وما ادخرت من الصالحات ولقد دنا السفر وما تزودت ولا استعددت وسمعة

المواعظ ورأيت العبر فما أتعظت ولا أعتبرت وكلما اردت التوبة اتاني وسواس الشيطان وقال لي انت مازلت شاباً

تمتع بشبابك...

قال الأمام ابن القيم : " للعبد رب هو ملاقيه ، وبيت هو ساكنه ؛ فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه ، ويعمر بيته قبل

انتقاله إليه ".

اللهم اغفر لي ماأسررت وماأعلنت فما يغفر الذنوب إلا أنت .

اللهم استرني فيما مضى واسترني فيما بقي ولا تفضحني يوم العرض يوم الحساب .

اللهم إني أسألك ألا تقطعني عنك وأن تدلني عليك حتى أجد بمراقبتك أُنس الدنيا وسعادة الآخره.





مع التحية العطرة
من
طيبة الطيبة

@ابوريان@
30-10-2006, 01:34 PM
مشكور يالغالي

والعمر يمشي

عبدالله الوهابي
30-10-2006, 08:02 PM
أخي يثرب
أولاً : السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
ثانياً : لله در قلمك قطف لنا درراً
ثالثاً : لقد كتبت فأجدت فأبدعت فأحسنت في التصور والكتابة والعبارة والاسلوب
فهنيئاً لنا بك أخي الفاضل المحب

يثرب
01-11-2006, 08:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخ ابوريان

نشكرك اخي على مرورك.




مع التحية العطره
من
طيبة الطيبة

يثرب
01-11-2006, 08:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخ ابن رشد

مما زادني تشرفاً هو مرورك بالموضوع ونال استحسانك.





مع التحية العطره
من
طيبة الطيبة