أبوسالم
26-10-2006, 09:08 AM
لقد تلقينا خبر توحيد وتعديل وقت التداول بسوق الأسهم كقرار جديد من هيئة السوق وكأحد الإجراءات التنظيمية التي تسعى هيئة السوق إلى اتخاذها بهدف التطوير والمواكبة للأسواق المالية العالمية، ومن الطبيعي أن تختلف ردود أفعال المتداولين حول هذا القرار، ولكن سيبقى لهيئة السوق حق التقدير لاعتراضات المتداولين على هذا التوقيت الذي سيتضرر منه معظم الموظفين بالحكومة والقطاع الخاص المتورطين بالسوق ويمثلون اغلبيه المتداولين به حالياً، إلا انني هنا اعتقد بأن هذا القرار يمثل رسالة هامة، فقط لمن يحاول أن يفهمها ! ونريد أن نتعرف على من أرسل تلك الرسالة وما الذي تحمله للمتداولين بالسوق؟
إن الانطباع الأول هو أن تلك الرسالة آتية من هيئة السوق، ومفادها بان سوق الأسهم هو احد مجالات الاستثمار وليس المجال الوحيد للاستثمار المتاح أمام المواطن وذلك حتى لا يتسبب إهمال مجالات الاستثمار الأخرى في إحداث خلل في مكونات الاقتصاد الوطني، خاصة وان تلك المجالات تمثل فرصا استثمارية يجب أن تستغل من المواطن قبل دخول الأجنبي، ولكن الأهم في الرسالة - إذا كنا متفائلين بالفهم لأساس تجارة الأسهم- هو انه يجب أن لا تدخل جميع شرائح المواطنين لهذا السوق! وهنا نتساءل لماذا تأخرت تلك الرسالة إلى ما بعد تنفيذ عملية فبراير 2006م؟ وأين مجالات الاستثمار الأخرى المتاحة للموظف الذي يرغب في تحسين مستوى دخله التي يمكن البدء فيها بأي مبلغ؟ فالتداول الجديد سيمتد حتى العصر الذي سيخصص للغداء والراحة، فكيف يتم الاهتمام بالأنشطة الأخرى؟ والمهم كيف يبتعد جميع المواطنين عن الأسهم، وجميع المسئولين والخبراء يبشرون بمستقبل واعد للسوق؟ وان أسعار الشركات الكبرى حاليا حسب ما يقال انها بالقاع، ولهذا اعتقد انني لم أستخدم الشفرة المناسبة لقراءة تلك الرسالة!
إذا نحن أمام قراءة أخرى وهي ان تلك الرسالة موجهه من كبار المستثمرين إلى صغار المتداولين - ليسوا صغار المستثمرين كما يعتقد البعض - وفحواها (ماذا تنتظرون؟ الم تفهموا بأن اللعبة انتهت في 26-2-2006م؟ لم يعد لوجودكم أهمية فأرصدتكم التي أدخلتكم لسوقنا لم تعد تكفي لبقائكم، أعيدوا أسهمنا وارحلوا بنصف أموالكم) هكذا قرأت تلك الرسالة وقبل تأييد أو رفض تلك القراءة، أريد أن اذكر أمرا مهماً، وهو لماذا تجاهلنا عمدا أهمية التوصل إلى السبب الرئيس لانهيار سوق الأسهم؟ فالسيولة عالية والاقتصاد قوي والمنطقة آمنة! أليس من المهم معرفة كيف خسرنا أكثر من نصف أموالنا بالسوق حتى لا يتكرر ذلك مستقبلاً؟ أم ان النصف الآخر مازال هناك من يطمع فيه؟ هل كان سبب الانهيار هو ارتفاع أسعار أسهم الخشاش كما روج له للتغطية على السبب الحقيقي؟ فبالنسبة لي مازلت مقتنعا بأن سبب الانهيار هو بكل بساطة استكمال دخول معظم المواطنين بالسوق بجميع شرائحهم وثقافاتهم، وهو السبب الذي تم تجاهله من الجميع، لعدم كشف سر من أسرار أسواق الأسهم! وهذا ما يطبق في جميع الأسواق المالية، وتذكروا ما حدث قبيل انهيار السوق الأمريكي، ألم تدخل شعوب العالم - ومنهم سعوديون- بالسوق الأمريكي حينها؟ فانهيار السوق السعودي والمصري والإماراتي كان كبيراً ولكن السوق الكويتي كان الأقل بسبب ارتفاع ثقافة الأسهم لدى الكويتيين، وهنا أورد عدة نقاط للتذكير:
- إن وقت التداول الحالي اقر وعمل به لسنوات طويلة ولم نسمع قبل- اكرر قبل- انهيار فبراير أي مطالبة بإلغاء تداول يوم الخميس أو توحيد الفترة، بل كان الجميع يرغب في استمرار التداول خلال أيام الاجازات الأسبوعية والأعياد بسبب الأرباح، ولقد كان اقبال معظم المواطنين على الاكتتاب في اتحاد الاتصالات في شهر اكتوبر2004م نقطة تحول كبرى، فمنها استلم كبار المستثمرين أولى الإشارات لاستعداد المواطنين لدينا للدخول في هذا السوق، وبالتالي تم رفع أسهمهم فجأة بعد الانتهاء من الاكتتاب- لمن يتذكر ذلك - وربما رغبوا أيضا في تمديد فترة التداول ليتمكن اغلب المواطنين من الشراء لمحافظهم أو لصناديق البنوك المملوكة لهم، فمن أين تشتري تلك الأسهم؟ بالتأكيد من محافظهم،إذا الترحيب كان لأموالهم ليس بهم!
- بعد بيع اغلب أسهم المستثمرين تم إنزال السوق عنوة وبالقدر الذي لا يسمح لأحد بالخروج إلا بخسائر فادحة، ولاستعادة كبار المستثمرين لأسهمهم - في الشركات الكبرى وذات النمو - يجب أن يتبع الانهيار فترة مملة للتداول- وهذا ما تعيشه حاليا تلك الأسهم- ولكن لأننا لم نفهم بان لعبة الأسهم قد انتهت منذ شهر فبراير، وان وجود متداولي عام 2005م أصبح غير مرغوب فيهم، فقد تم تكليف من يلزم للمطالبة بإخراجهم من هذا السوق عبر إلغاء تداول الخميس وتم ذلك - كان قرارا في صالح الجميع - وكذلك المطالبة بتوحيد وقت التداول وإلغاء الجلسة المسائية، وسمعنا لأول مرة نغمة ان المواطنين أهملوا مجالات استثمار أخرى والموظفين تركوا أعمالهم.. الخ، تلك المطالبات التي لم تخرج علينا قبل الانهيار.
- أمام تعالي تلك المطالبات كان لابد من دراستها، وخلافا للتوجه الايجابي الجديد للهيئة في استطلاع الآراء والملاحظات لدى دراستها للمواضيع الهامة عبر الإعلان عن ذلك بموقعها، قامت باقتصار الاستطلاع على كبار المستثمرين والبنوك عن الفترة المناسبة على الرغم من أن معظم المتداولين بالسوق هم الموظفون المستهدفون بالتطفيش من السوق، وهي سياسة صناع أي سوق أسهم بعد الانهيار! ولذلك أتت الفرصة لهم لتحديد الفترة التي تناسبهم وإهمال المبررات التي طرحت سابقا منهم لتعديل وقت التداول! فالوقت الجديد سيزيد من تسيب الموظفين خاصة بعد قيام البنوك بتعديل مواعيد عملها لان هناك من سيخرج لإنهاء معاملات بنكية متنوعة.
- هل يمكن إقناعنا بان زيادة النصف ساعة هي تعويض عن يوم الخميس؟ لقد نسينا ذلك اليوم، ولكن هل ذلك تم للإيحاء بأنه تمت مراعاة ظروف الموظفين للحاق بالسوق قبيل الإغلاق بدقائق للشراء بالسعر الذي يضعه المضاربون أمامهم! لذلك اعتقد أن النصف ساعة هي لتعويض البنوك عن النقص الذي سيحدث في عمولاتها بسبب انخفاض الصفقات بعد تعديل الوقت، وعموما مدة التداول ستخفض بعد فترة لرغبة كبار المستثمرين بالاستئثار بالأسهم بعد وصولها لأسعار التجميع الحقيقية وسأذكركم حينها.
- إن تبرير تعديل وقت التداول للتوافق مع أوقات عمل الشركات للتمكن من الاستفسار عن أي أمر يخص أسهمها، أصبح أمرا قديما لن يمرر علينا، وأتمنى أن لا تقدم الهيئة على ذلك، بسبب التجارب السابقة مع عدة شركات أعلنت بأنه لا يوجد لديها جديد يبرر ارتفاع قيمة السهم، وبعد أسابيع تعلن عن زيادات لرؤوس أموالها وأسعار أسهمها تتراقص مع تلك التصريحات!
- إن استطلاع الهيئة لآراء بعض المستثمرين كاجتهاد منها للوصول إلى قرارات سليمة في سوق أسهم هو بمثابة طلب المستحيل فهي لن تحصل على رأي صادق ونزيه! ولعل استنادها في تحديد وقت التداول بأنه تم بعد استطلاع آراء المستثمرين، يذكرنا بأيام أليمة عندما بدأ الانهيار وتسابق صغار المتداولين -الذين لم يكونوا على علم بما يحاك ضدهم - للشراء لاعتقادهم بان ما يحدث جني أرباح طبيعي ! ولكن الألم اشتد عندما خرج علينا فضائيا بعض المستثمرين والخبراء والمحللين ومنهم مديرو المحافظ والمكاتب الاستشارية ناصحين بالشراء بتلك الأسعار وهم من حضر ذلك الاجتماع السري الذي خصصته الهيئة قبيل الانهيار لمناقشة قرارات تزمع في إصدارها ومنها تخفيض نسبة التذبذب إلى (5%) والذي كشف عنه احدهم بعد الانهيار في برنامج بقناة الإخبارية ! وبكل أسف أيضا برر مسئول بالهيئة بان صفقات المليار ريال- في السبع ثواني الشهيرة للثلاث شركات القيادية - بالشراءً من نسب دنيا إلى نسب عليا بأنها انتهاز فرص ! وليستمر السوق بعدها في نزول مظلي لعدة أسابيع. إذا الاستطلاع غير المعلن لا يؤدي فقط إلى إملاء لصيغة القرار، بل إلى استغلال ضد من لا يعلم به، وقد نرى اثر ذلك في الأسبوع الأخير من التداول في رمضان!!
- إذا كان البعض يعتقد بان التوقيت الجديد سيقضي على المضاربات فان ذلك لن يتحقق فالذي يقود المضاربات بجنون مجموعات مدربة ومتفرغة للعمل في أي وقت، وللمحافظة على جاذبية السوق وعدم خروج السيولة منه يجب أن نعترف بأهمية وجود المضاربة ولكن بحدود معقولة وبدون كيانات منظمة ومتحدة، وبسبب طول فترة التداول سنشهد مضاربات عنيفة جدا وسنشاهد شركات تقفل على النسب العليا في أول ساعة تداول ثم تفتح أكثر من مرة، بل ربما تقفل على النسب الدنيا، وكل السوق سيهتز بسبب ذلك!
ولكي نتأكد من صحة تلك القراءة لهذه الرسالة فإنه في حال استمرار تمسكنا بأسهمهم السابقة وعدم إعادتها لهم بأقل الأسعار، فإنهم سيستمرون في محاولة إبعادنا، وسنسمع بمن يطالب بشطب المحافظ التي تقل عن مبالغ معينة - محافظ صغار المتداولين - وتوجيههم لشركات الوساطة التي استهدف إفادتها من هذا التعديل، والتي اعتقد بأنها ستصبح في ظل الوضع الحالي للسوق نواة لقروبات جديدة، وسنتذكر حينها نعمة التداول عبر البنوك على الرغم من مشاكلها!
مـ ـنـ ـقـ ـو ل من مقالة للكاتب الاقتصادي الكبير عبدالرحمن ناصر الخريف
إن الانطباع الأول هو أن تلك الرسالة آتية من هيئة السوق، ومفادها بان سوق الأسهم هو احد مجالات الاستثمار وليس المجال الوحيد للاستثمار المتاح أمام المواطن وذلك حتى لا يتسبب إهمال مجالات الاستثمار الأخرى في إحداث خلل في مكونات الاقتصاد الوطني، خاصة وان تلك المجالات تمثل فرصا استثمارية يجب أن تستغل من المواطن قبل دخول الأجنبي، ولكن الأهم في الرسالة - إذا كنا متفائلين بالفهم لأساس تجارة الأسهم- هو انه يجب أن لا تدخل جميع شرائح المواطنين لهذا السوق! وهنا نتساءل لماذا تأخرت تلك الرسالة إلى ما بعد تنفيذ عملية فبراير 2006م؟ وأين مجالات الاستثمار الأخرى المتاحة للموظف الذي يرغب في تحسين مستوى دخله التي يمكن البدء فيها بأي مبلغ؟ فالتداول الجديد سيمتد حتى العصر الذي سيخصص للغداء والراحة، فكيف يتم الاهتمام بالأنشطة الأخرى؟ والمهم كيف يبتعد جميع المواطنين عن الأسهم، وجميع المسئولين والخبراء يبشرون بمستقبل واعد للسوق؟ وان أسعار الشركات الكبرى حاليا حسب ما يقال انها بالقاع، ولهذا اعتقد انني لم أستخدم الشفرة المناسبة لقراءة تلك الرسالة!
إذا نحن أمام قراءة أخرى وهي ان تلك الرسالة موجهه من كبار المستثمرين إلى صغار المتداولين - ليسوا صغار المستثمرين كما يعتقد البعض - وفحواها (ماذا تنتظرون؟ الم تفهموا بأن اللعبة انتهت في 26-2-2006م؟ لم يعد لوجودكم أهمية فأرصدتكم التي أدخلتكم لسوقنا لم تعد تكفي لبقائكم، أعيدوا أسهمنا وارحلوا بنصف أموالكم) هكذا قرأت تلك الرسالة وقبل تأييد أو رفض تلك القراءة، أريد أن اذكر أمرا مهماً، وهو لماذا تجاهلنا عمدا أهمية التوصل إلى السبب الرئيس لانهيار سوق الأسهم؟ فالسيولة عالية والاقتصاد قوي والمنطقة آمنة! أليس من المهم معرفة كيف خسرنا أكثر من نصف أموالنا بالسوق حتى لا يتكرر ذلك مستقبلاً؟ أم ان النصف الآخر مازال هناك من يطمع فيه؟ هل كان سبب الانهيار هو ارتفاع أسعار أسهم الخشاش كما روج له للتغطية على السبب الحقيقي؟ فبالنسبة لي مازلت مقتنعا بأن سبب الانهيار هو بكل بساطة استكمال دخول معظم المواطنين بالسوق بجميع شرائحهم وثقافاتهم، وهو السبب الذي تم تجاهله من الجميع، لعدم كشف سر من أسرار أسواق الأسهم! وهذا ما يطبق في جميع الأسواق المالية، وتذكروا ما حدث قبيل انهيار السوق الأمريكي، ألم تدخل شعوب العالم - ومنهم سعوديون- بالسوق الأمريكي حينها؟ فانهيار السوق السعودي والمصري والإماراتي كان كبيراً ولكن السوق الكويتي كان الأقل بسبب ارتفاع ثقافة الأسهم لدى الكويتيين، وهنا أورد عدة نقاط للتذكير:
- إن وقت التداول الحالي اقر وعمل به لسنوات طويلة ولم نسمع قبل- اكرر قبل- انهيار فبراير أي مطالبة بإلغاء تداول يوم الخميس أو توحيد الفترة، بل كان الجميع يرغب في استمرار التداول خلال أيام الاجازات الأسبوعية والأعياد بسبب الأرباح، ولقد كان اقبال معظم المواطنين على الاكتتاب في اتحاد الاتصالات في شهر اكتوبر2004م نقطة تحول كبرى، فمنها استلم كبار المستثمرين أولى الإشارات لاستعداد المواطنين لدينا للدخول في هذا السوق، وبالتالي تم رفع أسهمهم فجأة بعد الانتهاء من الاكتتاب- لمن يتذكر ذلك - وربما رغبوا أيضا في تمديد فترة التداول ليتمكن اغلب المواطنين من الشراء لمحافظهم أو لصناديق البنوك المملوكة لهم، فمن أين تشتري تلك الأسهم؟ بالتأكيد من محافظهم،إذا الترحيب كان لأموالهم ليس بهم!
- بعد بيع اغلب أسهم المستثمرين تم إنزال السوق عنوة وبالقدر الذي لا يسمح لأحد بالخروج إلا بخسائر فادحة، ولاستعادة كبار المستثمرين لأسهمهم - في الشركات الكبرى وذات النمو - يجب أن يتبع الانهيار فترة مملة للتداول- وهذا ما تعيشه حاليا تلك الأسهم- ولكن لأننا لم نفهم بان لعبة الأسهم قد انتهت منذ شهر فبراير، وان وجود متداولي عام 2005م أصبح غير مرغوب فيهم، فقد تم تكليف من يلزم للمطالبة بإخراجهم من هذا السوق عبر إلغاء تداول الخميس وتم ذلك - كان قرارا في صالح الجميع - وكذلك المطالبة بتوحيد وقت التداول وإلغاء الجلسة المسائية، وسمعنا لأول مرة نغمة ان المواطنين أهملوا مجالات استثمار أخرى والموظفين تركوا أعمالهم.. الخ، تلك المطالبات التي لم تخرج علينا قبل الانهيار.
- أمام تعالي تلك المطالبات كان لابد من دراستها، وخلافا للتوجه الايجابي الجديد للهيئة في استطلاع الآراء والملاحظات لدى دراستها للمواضيع الهامة عبر الإعلان عن ذلك بموقعها، قامت باقتصار الاستطلاع على كبار المستثمرين والبنوك عن الفترة المناسبة على الرغم من أن معظم المتداولين بالسوق هم الموظفون المستهدفون بالتطفيش من السوق، وهي سياسة صناع أي سوق أسهم بعد الانهيار! ولذلك أتت الفرصة لهم لتحديد الفترة التي تناسبهم وإهمال المبررات التي طرحت سابقا منهم لتعديل وقت التداول! فالوقت الجديد سيزيد من تسيب الموظفين خاصة بعد قيام البنوك بتعديل مواعيد عملها لان هناك من سيخرج لإنهاء معاملات بنكية متنوعة.
- هل يمكن إقناعنا بان زيادة النصف ساعة هي تعويض عن يوم الخميس؟ لقد نسينا ذلك اليوم، ولكن هل ذلك تم للإيحاء بأنه تمت مراعاة ظروف الموظفين للحاق بالسوق قبيل الإغلاق بدقائق للشراء بالسعر الذي يضعه المضاربون أمامهم! لذلك اعتقد أن النصف ساعة هي لتعويض البنوك عن النقص الذي سيحدث في عمولاتها بسبب انخفاض الصفقات بعد تعديل الوقت، وعموما مدة التداول ستخفض بعد فترة لرغبة كبار المستثمرين بالاستئثار بالأسهم بعد وصولها لأسعار التجميع الحقيقية وسأذكركم حينها.
- إن تبرير تعديل وقت التداول للتوافق مع أوقات عمل الشركات للتمكن من الاستفسار عن أي أمر يخص أسهمها، أصبح أمرا قديما لن يمرر علينا، وأتمنى أن لا تقدم الهيئة على ذلك، بسبب التجارب السابقة مع عدة شركات أعلنت بأنه لا يوجد لديها جديد يبرر ارتفاع قيمة السهم، وبعد أسابيع تعلن عن زيادات لرؤوس أموالها وأسعار أسهمها تتراقص مع تلك التصريحات!
- إن استطلاع الهيئة لآراء بعض المستثمرين كاجتهاد منها للوصول إلى قرارات سليمة في سوق أسهم هو بمثابة طلب المستحيل فهي لن تحصل على رأي صادق ونزيه! ولعل استنادها في تحديد وقت التداول بأنه تم بعد استطلاع آراء المستثمرين، يذكرنا بأيام أليمة عندما بدأ الانهيار وتسابق صغار المتداولين -الذين لم يكونوا على علم بما يحاك ضدهم - للشراء لاعتقادهم بان ما يحدث جني أرباح طبيعي ! ولكن الألم اشتد عندما خرج علينا فضائيا بعض المستثمرين والخبراء والمحللين ومنهم مديرو المحافظ والمكاتب الاستشارية ناصحين بالشراء بتلك الأسعار وهم من حضر ذلك الاجتماع السري الذي خصصته الهيئة قبيل الانهيار لمناقشة قرارات تزمع في إصدارها ومنها تخفيض نسبة التذبذب إلى (5%) والذي كشف عنه احدهم بعد الانهيار في برنامج بقناة الإخبارية ! وبكل أسف أيضا برر مسئول بالهيئة بان صفقات المليار ريال- في السبع ثواني الشهيرة للثلاث شركات القيادية - بالشراءً من نسب دنيا إلى نسب عليا بأنها انتهاز فرص ! وليستمر السوق بعدها في نزول مظلي لعدة أسابيع. إذا الاستطلاع غير المعلن لا يؤدي فقط إلى إملاء لصيغة القرار، بل إلى استغلال ضد من لا يعلم به، وقد نرى اثر ذلك في الأسبوع الأخير من التداول في رمضان!!
- إذا كان البعض يعتقد بان التوقيت الجديد سيقضي على المضاربات فان ذلك لن يتحقق فالذي يقود المضاربات بجنون مجموعات مدربة ومتفرغة للعمل في أي وقت، وللمحافظة على جاذبية السوق وعدم خروج السيولة منه يجب أن نعترف بأهمية وجود المضاربة ولكن بحدود معقولة وبدون كيانات منظمة ومتحدة، وبسبب طول فترة التداول سنشهد مضاربات عنيفة جدا وسنشاهد شركات تقفل على النسب العليا في أول ساعة تداول ثم تفتح أكثر من مرة، بل ربما تقفل على النسب الدنيا، وكل السوق سيهتز بسبب ذلك!
ولكي نتأكد من صحة تلك القراءة لهذه الرسالة فإنه في حال استمرار تمسكنا بأسهمهم السابقة وعدم إعادتها لهم بأقل الأسعار، فإنهم سيستمرون في محاولة إبعادنا، وسنسمع بمن يطالب بشطب المحافظ التي تقل عن مبالغ معينة - محافظ صغار المتداولين - وتوجيههم لشركات الوساطة التي استهدف إفادتها من هذا التعديل، والتي اعتقد بأنها ستصبح في ظل الوضع الحالي للسوق نواة لقروبات جديدة، وسنتذكر حينها نعمة التداول عبر البنوك على الرغم من مشاكلها!
مـ ـنـ ـقـ ـو ل من مقالة للكاتب الاقتصادي الكبير عبدالرحمن ناصر الخريف