المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثقافة "الاستثناء"!!


أبو ريم
18-10-2006, 10:25 AM
إستراتيجية

ثقافة "الاستثناء"!!



إبراهيم بن يوسف المالك

ثمة شيء غريب يدور في أروقة الثقافة المحلية لعقول معظم أفراد هذا المجتمع الذي نعيش فيه!! هو ليس غريباً البتة في تعاطينا له أو في ممارستنا له بشكل يومي تقريباً على مستوى الجماعات آو الإفراد؟ وإنما أصبح طابعاً تشكل في معظم تعاملاتنا اليومية لمختلف الحاجيات التي نواجهها على الإطلاق.

ثقافة "الاستثناء" التي لا نزال نعاني منها ومن تبعاتها ومشاكلها وكذلك ما تسببه لنا من احراجات أمام الكثير من المسئولين أو أصحاب القرار.

يكاد لا يخلو نظام تابع لأي مؤسسة عامة أو خاصة من تجاوزات فاضحة يجري ورائها العديد من الأطراف ابتداءً من أعلى هرم في السلطة إلى اصغر مسئول يتبعهم في ذلك المراجع اللحوح طالب "الاستثناء".

احترام الأنظمة والقوانين الموضوعة امرأ في غاية الأهمية وإلا لما كان لها قيمة أو من الأهمية بمكان في اعتماد إجراء تطبيقها واستخدامها؟ حين يستشري هذا الداء يجرف معه كل القانون وتصبح كل التشريعات والقوانين الموضوعة بمثابة حبر على ورق.. وليس لها أية قيمة؟!! يصبح الأصل هو تجاوز النظام بدافع المحسوبية أو كما يسميها البعض ب "الواسطة".

في حقيقة الأمر ليس هنالك فرق كبير بين "الواسطة" و"الاستثناء" فهما وجهان لعملة واحدة حيث أن كلاهما يحملان نفس المعنى والمضمون إلا أن الأولى تكون في غالب الأمر اعم واشمل بحيث أنها اختراق واضح وصريح للأنظمة والقوانين وتجاوزها بطريقة فاضحة! أما الأخيرة فهي كذلك أيضا ولكن بطريقة أخرى ولا تكون إطلاقا إلا عن طريق شخص واحد فقط وهو الشخص المسئول صاحب الصلاحية، أي لا يمكن الاستفادة منها عن طريق باقي الموظفين.

هي في الواقع احد مظاهر الفساد الإداري المنتشر في جلبات مؤسساتنا!! وبذلك أصبحت ثقافة يصعب التخلص منها إلا بتغيير جذري لبعض المفاهيم العالقة في أذهان البعض من أفراد هذا المجتمع الذي يؤمن ب "الاستثناء" سواء استحقه أو لم يستحقه.

لها دور في استشراء بعض مظاهر الحقد والكراهية بين أفراد المجتمع، ولها دور كبير أيضا في إحباط همم المتميزين الذين لا يملكون إلا الإبداع والتفوق بسبب الإحباط وعدم التقدير والغبن، عن طريقها نمحو كل المسافات التي تقربنا إلى مظاهر النمو والتقدم وبها نبطئ عجلة الإسراع في التنمية وبناء الإنسان.. والخاسر هو الوطن؟!!.

بما أننا نملك نظاماً فاعلاً يتناسب مع كل فئات المجتمع وطبقاته.. وبما أننا نملك (عقولاً) بشرية نطمح عن طريقها للوصول إلى ذروة المهنية، وبما أننا نملك وطناً قادراً على تطوير مقتدرا ته.. فلماذا دائماً هدفنا هو البحث عن "استثناء"؟!!.

عبدالله الوهابي
19-10-2006, 05:13 PM
أبو ريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يحوَّل يااللي ماله واسطة ,, أو اللي ماله واسطة مثل النخلة الماصطة ,, هذا من الأمثلة الشعبية والمقولات التي تتحدث عن الواسطة,, ولكن دعوني أخالف جميع المفاهيم المترسبة في الأذهان حول الواسطة وأقول لكم إنها مظهر صحي لأنها هي ما يجب أن يكون اساسا في عمل أي موظف أو مسؤول حكومي أو غيره وهي القاعدة الصحيحة ولكنها أصبحت هي الاستثناء عندما طغى الروتين والبيروقراطية عليها وفي زماننا هذا يجب أن يكون رفض الواسطة هو الاستثناء,, وقد يذهل البعض من هذا التفسير,, ولكن الواسطة بمفهومنا الشعبي هي قيام شخص تعرفه أو لك به صلة قرابة أو مصلحة بعمل لك فيه مصلحة,, فأصبحت القاعدة هي ضرورة المعرفة أو القرابة أو المصلحة لأي عمل مهما كان ولو كان من أوجب واجبات الموظف الحكومية,, أما إذا ترتب على هذه الواسطة إضرار بمصالح الآخرين فعند ذلك لا تسمى واسطة والواسطة منها براء وإنما تسمى ظلماً صريحاً وتعديا على حقوق الآخرين بغير وجه حق, الواسطة في وقتنا الحالي مظلومة وأصبح لدى البعض حساسية منها,, وأصبح البعض يتجنب القيام بعمله على الوجه الأكمل لشخص مستحق خشية اتهامه بالواسطة,, صار تطبيق اللوائح والأنظمة لدى البعض هو الذريعة وذبحت على هذا المذبح جميع قيم العدالة الاجتماعية والمساواة و الفزعة فتجد بعض الذين يفجرون آذاننا بالحديث عن اللوائح والأنظمة وضرورة احترامها,, يدوسون هذه الأنظمة باسم الحفاظ على النظام واللوائح عندما يصبح في الأمر مصلحة خاصة لهم,, ويفسرون أي رفض لأي طلب بأنه حفاظ على النظام, نعم إن الواسطة بشكلها العام والحالي يجب أن تكون هي القاعدة وما عداها استثناء لأنها لا يجب أن تكون وهي من أوجب واجبات الموظف,, فنحن لا نجد أي موظف مهما كان صغيراً أو كبيراً لا ينجز عملاً مطلوباً منه وأساسياً إلا لشخص يعرفه فقط وما عداه فلا,, وقد يكون للبيروقراطية والروتين دور في خلق هذه الصورة القاتمة والسيئة عن الواسطة حتى انك تجد أي شخص له معاملة نظامية لا تتعدى التصديق أو التوقيع يظل يسأل ما تعرف أحد,, في الجهة الفلانية مع أنه ليس هناك أي عوائق أمامه وعمله بسيط لا يستحق ولا حتى السؤال عن أحد يعرفه, إذن فالمجتمع هو الذي خلق الواسطة وأوجد لها المبررات والقواعد بصورتها السيئة التي تعني التعدي على حقوق الآخرين,, والإ فما معنى أن يرفض طلب لشخص مستحق عن غيره إلا بواسطة.
هذا ما جنيناه على أنفسنا.

نعيب زماننا والعيب فينا = وما لزماننا عيب سوانا

فشكراً لك أخي على الموضوع الجميل