سعد بن حسين
29-09-2006, 07:11 AM
( الفـراعنـــة الصـغــــــار ....!! )
- - - -
شـر الناسِ من لا يسـلمُ الناسُ من شـره ، ومـع هذا تجدهُ يتبـسمُ لهم في بلاهـةٍ..!!
رئيسُ العـمل الذي يمط ابتـسامته حتى تملأ وجـهه ، أثناء لـقاءاته الشهـرية والـدورية بموظفـيه ،
وهو يحـدثهم عن الديمقراطـية ،والحـرية ، وحـرية التعبير ، وضـرورة المشاركـة ،
وأهمـية سماع الطـرف الآخر .. وهـلم جرا ..
ثم لا تكون الترجمة العملية لهذه الشعارات ،
إلا بوضع نعليه الكبيرتين فوق رؤوسهم ، ولسان حاله يقول : ما أريكم إلا ما أرى ..!!
وكـل موظف يدخـل عليه ، وهو يحـمل قلباً كـقلب موسى عـليه السلام ،
مشبعـا بالحب ، والإخـلاص والصدق والنـصيحة الخالـصة ، فلا يلقـى من هذا الجـالس
على كـرسيه الدوار ، إلا صـلافة فرعون وجـبروته ، وتمـرده على الحق ، وبطـره على الناس ،
وكراهـته للنصيحة والناصـحين ، واستعـلائه على الجمـيع ، ينظر إليهـم من عـلٍ عـالٍ ،
ولا يدري المـسكين أن الدخـان كلما عـلا كثيراً ، تبدد في الهـواء !!!
شـأن رئيس العمـل هذا شأن كـثيرين في مواقع مخـتلفة من مـيادين الحياة ..
وهـذه نمـاذج:
في أكـثر بلاد العالـم ، نرى حاكمـاً أذاق الناس المـرارة والـويلات ، واراهم نجـوم الظهـيرة ،
ثم تجـده قد قلـب الشريط فـجأة !!
فـإذا هو يتزلـف لهم ، ويدغـدغ مشاعـرهم ، ويطـيب خواطـرهم ، ويعدهـم الوعود الـوردية ،
ويحـدثهم عن خـطط مستقبلية تفـيض عليهم بالـخيرات ..!!
وتعجـب وأنت ترى ذلك !!
فـإذا عرفـت سبب هذا الانقـلاب زال عـجبك ، إنها طـبول الانتخابات فـي بلده !!
فـلابد أن يظهر لهـم بمظهر الخلـيفة الراشد !! الزاهـد في الأضـواء والنجومـية ،
المحـب أشد الحب لشـعبه ، الخادم لهـم ، المضـحي من أجـلهم !!
ومـن ثم يحرص علـى الظهور كـثيرا ليلوح لـهم بخطة مضـمونة النتائج ،
لرفـع معاناة الشعـب المطحون ( مع أنه هـو الذي صنـع تلك المـعاناة !! ) ..
ويعدهـم برغد العـيش ، وبمزيد من الحـريات ، ويبـدأ يتودد ويعـد ويمني ويطلـقها صيحات أمـل ..!!
ويصـدق أكثر النـاس ، ويتهامـسون :
لعل الرجـل أفاق من سـكرته ، وعـاد إليه وعـيه ، والتوبة تجـب ما قبلها ،
وهـذه الشـعارات التي يرفـعها كفـيلة بتغـيير الأمور ، ويتهـامسون أيضـا :
امنـحوه فرصة أخـيرة لعله يعـود للحظيرة ..!!
ثم إن ذئباً تعـرفه خير من اسـد تجهله ..!!!
ونحـو هذه الهمـسات التي تدفعـهم إلى تصـديق ما يسـمعون ..
وتكـون النتيجـة :
أن ينجـح الرجـل بامـتياز ، وما هي إلا لـيلة وأخـتها ، وإذا بريـمة تعود لعـادتها القـديمة ،
وشعـاره :كـلامُ الليل مخـتومٌ بشمـعٍ ** يذوب الشـمع إذا طلـع النهـارُ !!
وقد يظـهر هذا الفرعـون الصغير :
في صـورة رئيس شـركة ، أو رئـيس مجـلس إدارة ، أو مـدير مدرسة ، أو حـتى وكيل مـدرسة ،
أو مـسئول في ركـن من أركـان وزارة ، أو حـتى معلم في فـصله !!
بل ما أكـثر ما تصل هذه الصـورة إلى داخل جـدران البيت ، وهـي أبشعها وأمـرها على الإطـلاق ،
فـإذا الطاغـية هذه المـرة يتمثل في صـورة أب ، وفد لا يكـون مفتـول العـضلات ،
ولكـنه بلا شك فـاقد العقل ، معـدوم الضمـير ، تستفـزه الكلـمة ، وتثيره الحـركة ،
وتزلزلـه النصيحة من زوجـة أو ولد ، فـإذا هو يرعـد ويبرق ، ويحـطم ويثور ،
لا يبالـي أن وقـع على المـوت أو وقع المـوت عليه !!
وتصـبح هذه الزوجـة المنكسرة وسـيلة لممـارسة طغـيانه ، وتفـريغ شحـنات غضـبه ،
ويمسـي هؤلاء الـصبية الصـغار بين يديه ألعـوبة يتلهـى بها ،
ويمتـهنها لأتفه الأشـياء ، وعلى أتفـه الأسـباب ، لا ينبـض قلبه بقـطرة رحمة ،
وليـس على شفتـيه إلا ألوان من أقـذار الكلام ..!!
ثم تجـده هو هو بشحمـه ولحمه وعصـبه ، بين أصحـابه يتحدث عن
الحـرية و والحـضارة ، والديمقراطـية والاشتراكـية ، و الملـوخية أيضاً ..!!!:46_asmilies-com:
ومـثل هذا وهـؤلاء وعلى طـريقتهم :
محـرر في صـحيفة أو رئيس تحـرير في مجلة أو جـريدة ، يزخـرف لك القـول ، ويبهـرج الكلمات ،
حـول ضرورة الاستمـاع للآخر ، وإتاحة الفـرصة له ليعـبر ويقول وينـتقد و...و.. الخ
ثم أنت تراه يتـرجم ذلك عمـليا بصورة مخـالفة تماماً ، لما يقـوله ويردده في المـحافل !!
إن علـى هؤلاء جمـيعاً _ وعـلينا نحن معـهم _ حتى نتخـلص من أمـراض نفوسـنا جميـعها :
أن نكـثف عرض أنفـسنا على الله سبحـانه ، نناجيه ، نكـثر من ذكـره ، ونبتهـل إليه ،
نتضـرع إليه ، نبكـي بين يديه ، نشـكو إليه شـرور أنفسنا ، وسـيئات أعمالنا ،
نلـح عليه أن لا يـكلنا إلى أنفـسنا طرفة عـين ، ولا أقـل من ذلك ، وإلا سـنضيع ..
ونسـأله أن يلهـمنا التقـوى والمـراقبة له ،
وأن يزكـي نفوسـنا فهو خير مـن زكاها ، هو ولـيها ومـولاها ،
ونعـرض أنفسـنا على كـتاب الله عز وجـل ،
وعلـى سنة الحـبيب محمد صلـى الله عليه وسلم ، ونجـهد أنفـسنا أن نتأسـى بهذه الـسيرة العطـرة ..
هـذه هي أفـضل وأقـوى وأنجـع وأنجـح جرعـة للخلاص مـن هذه الأمـراض ، وبالله الـتوفيق ..
علـى نفـسه فلـيبك من ضـاع عـمرهُ ** ولـيس له مـنها نصـيب ولا سـهمُ
- - - -
شـر الناسِ من لا يسـلمُ الناسُ من شـره ، ومـع هذا تجدهُ يتبـسمُ لهم في بلاهـةٍ..!!
رئيسُ العـمل الذي يمط ابتـسامته حتى تملأ وجـهه ، أثناء لـقاءاته الشهـرية والـدورية بموظفـيه ،
وهو يحـدثهم عن الديمقراطـية ،والحـرية ، وحـرية التعبير ، وضـرورة المشاركـة ،
وأهمـية سماع الطـرف الآخر .. وهـلم جرا ..
ثم لا تكون الترجمة العملية لهذه الشعارات ،
إلا بوضع نعليه الكبيرتين فوق رؤوسهم ، ولسان حاله يقول : ما أريكم إلا ما أرى ..!!
وكـل موظف يدخـل عليه ، وهو يحـمل قلباً كـقلب موسى عـليه السلام ،
مشبعـا بالحب ، والإخـلاص والصدق والنـصيحة الخالـصة ، فلا يلقـى من هذا الجـالس
على كـرسيه الدوار ، إلا صـلافة فرعون وجـبروته ، وتمـرده على الحق ، وبطـره على الناس ،
وكراهـته للنصيحة والناصـحين ، واستعـلائه على الجمـيع ، ينظر إليهـم من عـلٍ عـالٍ ،
ولا يدري المـسكين أن الدخـان كلما عـلا كثيراً ، تبدد في الهـواء !!!
شـأن رئيس العمـل هذا شأن كـثيرين في مواقع مخـتلفة من مـيادين الحياة ..
وهـذه نمـاذج:
في أكـثر بلاد العالـم ، نرى حاكمـاً أذاق الناس المـرارة والـويلات ، واراهم نجـوم الظهـيرة ،
ثم تجـده قد قلـب الشريط فـجأة !!
فـإذا هو يتزلـف لهم ، ويدغـدغ مشاعـرهم ، ويطـيب خواطـرهم ، ويعدهـم الوعود الـوردية ،
ويحـدثهم عن خـطط مستقبلية تفـيض عليهم بالـخيرات ..!!
وتعجـب وأنت ترى ذلك !!
فـإذا عرفـت سبب هذا الانقـلاب زال عـجبك ، إنها طـبول الانتخابات فـي بلده !!
فـلابد أن يظهر لهـم بمظهر الخلـيفة الراشد !! الزاهـد في الأضـواء والنجومـية ،
المحـب أشد الحب لشـعبه ، الخادم لهـم ، المضـحي من أجـلهم !!
ومـن ثم يحرص علـى الظهور كـثيرا ليلوح لـهم بخطة مضـمونة النتائج ،
لرفـع معاناة الشعـب المطحون ( مع أنه هـو الذي صنـع تلك المـعاناة !! ) ..
ويعدهـم برغد العـيش ، وبمزيد من الحـريات ، ويبـدأ يتودد ويعـد ويمني ويطلـقها صيحات أمـل ..!!
ويصـدق أكثر النـاس ، ويتهامـسون :
لعل الرجـل أفاق من سـكرته ، وعـاد إليه وعـيه ، والتوبة تجـب ما قبلها ،
وهـذه الشـعارات التي يرفـعها كفـيلة بتغـيير الأمور ، ويتهـامسون أيضـا :
امنـحوه فرصة أخـيرة لعله يعـود للحظيرة ..!!
ثم إن ذئباً تعـرفه خير من اسـد تجهله ..!!!
ونحـو هذه الهمـسات التي تدفعـهم إلى تصـديق ما يسـمعون ..
وتكـون النتيجـة :
أن ينجـح الرجـل بامـتياز ، وما هي إلا لـيلة وأخـتها ، وإذا بريـمة تعود لعـادتها القـديمة ،
وشعـاره :كـلامُ الليل مخـتومٌ بشمـعٍ ** يذوب الشـمع إذا طلـع النهـارُ !!
وقد يظـهر هذا الفرعـون الصغير :
في صـورة رئيس شـركة ، أو رئـيس مجـلس إدارة ، أو مـدير مدرسة ، أو حـتى وكيل مـدرسة ،
أو مـسئول في ركـن من أركـان وزارة ، أو حـتى معلم في فـصله !!
بل ما أكـثر ما تصل هذه الصـورة إلى داخل جـدران البيت ، وهـي أبشعها وأمـرها على الإطـلاق ،
فـإذا الطاغـية هذه المـرة يتمثل في صـورة أب ، وفد لا يكـون مفتـول العـضلات ،
ولكـنه بلا شك فـاقد العقل ، معـدوم الضمـير ، تستفـزه الكلـمة ، وتثيره الحـركة ،
وتزلزلـه النصيحة من زوجـة أو ولد ، فـإذا هو يرعـد ويبرق ، ويحـطم ويثور ،
لا يبالـي أن وقـع على المـوت أو وقع المـوت عليه !!
وتصـبح هذه الزوجـة المنكسرة وسـيلة لممـارسة طغـيانه ، وتفـريغ شحـنات غضـبه ،
ويمسـي هؤلاء الـصبية الصـغار بين يديه ألعـوبة يتلهـى بها ،
ويمتـهنها لأتفه الأشـياء ، وعلى أتفـه الأسـباب ، لا ينبـض قلبه بقـطرة رحمة ،
وليـس على شفتـيه إلا ألوان من أقـذار الكلام ..!!
ثم تجـده هو هو بشحمـه ولحمه وعصـبه ، بين أصحـابه يتحدث عن
الحـرية و والحـضارة ، والديمقراطـية والاشتراكـية ، و الملـوخية أيضاً ..!!!:46_asmilies-com:
ومـثل هذا وهـؤلاء وعلى طـريقتهم :
محـرر في صـحيفة أو رئيس تحـرير في مجلة أو جـريدة ، يزخـرف لك القـول ، ويبهـرج الكلمات ،
حـول ضرورة الاستمـاع للآخر ، وإتاحة الفـرصة له ليعـبر ويقول وينـتقد و...و.. الخ
ثم أنت تراه يتـرجم ذلك عمـليا بصورة مخـالفة تماماً ، لما يقـوله ويردده في المـحافل !!
إن علـى هؤلاء جمـيعاً _ وعـلينا نحن معـهم _ حتى نتخـلص من أمـراض نفوسـنا جميـعها :
أن نكـثف عرض أنفـسنا على الله سبحـانه ، نناجيه ، نكـثر من ذكـره ، ونبتهـل إليه ،
نتضـرع إليه ، نبكـي بين يديه ، نشـكو إليه شـرور أنفسنا ، وسـيئات أعمالنا ،
نلـح عليه أن لا يـكلنا إلى أنفـسنا طرفة عـين ، ولا أقـل من ذلك ، وإلا سـنضيع ..
ونسـأله أن يلهـمنا التقـوى والمـراقبة له ،
وأن يزكـي نفوسـنا فهو خير مـن زكاها ، هو ولـيها ومـولاها ،
ونعـرض أنفسـنا على كـتاب الله عز وجـل ،
وعلـى سنة الحـبيب محمد صلـى الله عليه وسلم ، ونجـهد أنفـسنا أن نتأسـى بهذه الـسيرة العطـرة ..
هـذه هي أفـضل وأقـوى وأنجـع وأنجـح جرعـة للخلاص مـن هذه الأمـراض ، وبالله الـتوفيق ..
علـى نفـسه فلـيبك من ضـاع عـمرهُ ** ولـيس له مـنها نصـيب ولا سـهمُ