سعيد الشريفي
04-09-2006, 09:49 PM
منذ اكتشاف النفط في المنطقة شهدت العديد من التغيرات في البنية الاقتصادية والاجتماعية.
أدت هذه التغيرات إلى إحداث تحول كبير في العادات الغذائية ونمط الحياة والمعيشة مما اثر
على ظهور أمراض التمدن (الأمراض المزمنة) خاصة تلك المرتبطة بالتغذية ولم تختفي أمراض نقص التغذية بسب نقـص الوعي الصحي عند أفراد المجتمع فتحسن الخدمات الصحية والاجتماعية والاقتصادية لم يتبعه تحسن الثقافة الصحية والغذائية .
ويمكن تقسيم التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي مرة بها المنطقة إلى حقبتين :
حقبة ما قبل النفط :
كان عدد سكان المنطقة صغيروغالبيتهم من البدو والحالة الصحية سيئة بانتشار سوء التغذية
خاصة عند الأطفال والأمهات مثال للأمراض المنتشرة ( السل الرئوي , الملاريا و أمراض العيون ....)
الحقبة النفطية :
وتقسم إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى :
بدء التغير في دول المنطقة بزحف البدو إلى المدن وازدهار القطاع النفطي وانحسار العمال بنزوحهم إلى العمل في القطاع النفطي.تحسن الخدمات الصحية أدى إلى انخفاض الأمراض المعدية مع بقاء وفيات الأطفال مرتفعه حيث لم تتغير العادات الغذائية.
المرحلة الثانية :
حدث تغير سريع في جميع الجوانب الصحية والاقتصادية والاجتماعية خلال هذه المرحلة
وذالك راجع إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل مفاجئ وكبير خاصة بعد حرب اكتوبر1973
وكذالك إلى زيادة إنتاج النفط في دول المنطقة وبتالي ارتفاع مستوى الدخل.
وبدا التيار الكهرباء والمياه الصالحة للشرب تصل إلى المناطق القروية والبدو وازداد
نزوح السكن من هذه المنطقة إلى السكن والعمل في المناطق الحضرية التي توسعت
إلى عدة أضعاف مساحتها السابقة وحصلت في هذه المرحلة هجرة ضخمة في فترة قصيرة
لم تشهدها أي منطقه في العالم خلال هذه الفترة حيث تدفق الملايين من العمال والفنيين
من مختلف أنحاء العالم إلى العمل في دول الخليج التي كانت تحتاج الى هذه العمال نتيجة التوسعات والمشاريع الاقتصادية والصحية الكبيرة.
وحصل تحسن كبير في الخدمات الصحية والتعليمية مما ساهم في التقليل من انتشار الأمراض المعدي و السيطرة على بعضها ونخفض معدل وفيات الأطفال.
كما أن نسبة الأمية بدأت تنخفض وذلك راجع إلى انخراط غالبية الأطفال والشباب في المدارس
كما تم فتح فصول لمحو الأمية في مناطق عديدة في كل الدول الخليجية.
اما من الناحية الغذائية فقد حدث انخفاض سريع في نسبة الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن
من الثدي وبدأت الأمهات في إدخال أغذية الطعام المصنعة في سن مبكرة من عمر الطفل مما أثر على نمو وصحة الأطفال. وحدث تغير كبير في نمط استهلاك الطعام وأزداد الاعتماد على الأغذية المعلبة والمحفوظة وبدء غزو الأغذية السريعة التي أصبحت جزء من العادات الغذائية
خاصة عند الشباب والمراهقين وزاد اعتماد الناس على الأجهزة الكهربائية في المنازل واستخدام السيارة والاعتماد على الخدم في تصريف شئون المنزل مما قلل من الحركة وممارسة الرياضة وهذا ساعد في ظهور الأمراض المزمنة المرتبطة بالتغذية.
المرحلة الثالثة :
بالرغم من استمرار التطور والتنمية الاقتصادية في بلدان إلى التدهور السريع الذي حدث في أسعار النفط ( المورد الرئيسي لهذه الدول) شكل عقبه لبعض برامج التنمية.
وبدأت الدول بتطبيق سياسة ترشيد الإنفاق وانخفض الطلب على العمالة الوافدة نتيجة توقف أو تقليص بعض المشاريع ومع ذالك فقد استمر نمؤ بعض الصناعات خاصة الصناعات التي تعتمد على مشتقات النفط كما ازدهرت وبشكل كبير الصناعات الغذائية وبدأت بعض الدول تصدر منتجات هذه الصناعات ألى دول المنطقة والدول العربية الأخرى وقد وصلت الصناعات الغذائية في بعض الدول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات إلى مرحلة متقدمه تنافس بل تتفوق على مثيلاتها في الدول المتقدمة.
ومن الناحية الصحية أستمر التحسن في الوضع الصحي والانخفاض الكبير في وفيات الأطفال حتى وصل معدل وفيات الأطفال الرضع إلى اقل المعدلات في الدول النامية كما انخفضت الأمراض المعدية واستطاعت دول الخليج القضاء على بعضها وتطورت الخدمات الصحية بشكل ملفت للنظر وأصبحت تصل إلى جميع المناطق حتى النائية منها.
ولابد من أن تكون هناك ضريبة لهذا التحسن في المستوى المعيشي والاقتصادي وقد كانت الضريبة من الناحية الصحية والتغذويه بإستفحال الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وارتفاع
ضغط الدم والسكري وتسوس الأسنان والسرطان وأصبحت هذه الأمراض تشكل قلقا للجهات الصحية وتستنزف نسبة كبيره من ميزانياتها السنوية وللأسف الشديد اهتمت هذه الدول بتوفير
الأجهزة والكوادر الطبية لعلاج هذه الأمراض دون التركيز على البرامج الوقائية للتقليل أو السيطرة عليها.
مشاكل التغذية في دول الخليج:
هناك ثلاثة أنواع من مشاكل التغذية في دول الخليج العربية
1- المشاكل المرتبطة بالنقص في العناصر الغذائية مثل فقر الدم الناتج عن نقص الحديد
ونقص في عنصر اليود وفيتامين (د ) والطاقة الحرارية .
2- الأمراض المتعلقة بزيادة تناول الأغذية والتغير في أسلوب الحياة مثل السمنة والسكري وأمراض القلب والسرطان وأرتفاع ضغط الدم ووهن العظام.
3- المتعلق بتلوث الغذائي والبيئي خاصة التلوث بالمبيدات الحشرية وسموم الافلاتوكسين الخطرة والتلوث بالرصاص.
مشاكل التغذية المرتبطة بنقص عنصر أو أكثر من العناصر الغذائية.
يعتبر فقر الدم الناتج عن نقص الحديد من أهم مشاكل التغذية التابعة لهذه الفئة من المشاكل
ويتعرض الرضع وأطفال ما قبل السن المدرسي والمراهقات والنسا الحوامل.
للإصابة بهذا المرض بشكل اكبر من غيرهم من فئات المجتمع.
وتشير الدراسات في المملكة العربية السعودية أن نقص فيتامين ( د ) منتشر بشكل ملفت للنظر في بعض مناطق المملكة ويعتقد أن هذه المشكلة موجودة في جميع الدول الخليجية . وقد يرجع سبب الإصابة بهذا النقص إلى قلة تناول الأغذية الغنية بفيتامين ( د ) وتفيد الدراسات أن معظم المواد الأغذية والأطباق الشعبية في المنطقة لا تحتوي على نسب كافيه من فيتامين ( د ) بل إن عدد كبير منها لا يحتوي إطلاقا على هذا الفيتامين.
كما أن عادة لف الأطفال المولودين حديثا بالقماش لفترات طويلة وقلة التعرض لأشعة الشمس الخفيفة ساعد في تفاقم هذه المشكلة.
وبرغم ان منظمة الصحة العالمية لم تدرج دول الخليج من ضمن الدول التي تعاني من نقص اليود إلا ان المؤشرات القادمة من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات أوضحت أن هذه المشكلة موجودة في بعض المناطق الجبلية وانه من المهم وضع خطط وبرامج للوقاية من هذا المرض.
(منقول)
أدت هذه التغيرات إلى إحداث تحول كبير في العادات الغذائية ونمط الحياة والمعيشة مما اثر
على ظهور أمراض التمدن (الأمراض المزمنة) خاصة تلك المرتبطة بالتغذية ولم تختفي أمراض نقص التغذية بسب نقـص الوعي الصحي عند أفراد المجتمع فتحسن الخدمات الصحية والاجتماعية والاقتصادية لم يتبعه تحسن الثقافة الصحية والغذائية .
ويمكن تقسيم التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي مرة بها المنطقة إلى حقبتين :
حقبة ما قبل النفط :
كان عدد سكان المنطقة صغيروغالبيتهم من البدو والحالة الصحية سيئة بانتشار سوء التغذية
خاصة عند الأطفال والأمهات مثال للأمراض المنتشرة ( السل الرئوي , الملاريا و أمراض العيون ....)
الحقبة النفطية :
وتقسم إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى :
بدء التغير في دول المنطقة بزحف البدو إلى المدن وازدهار القطاع النفطي وانحسار العمال بنزوحهم إلى العمل في القطاع النفطي.تحسن الخدمات الصحية أدى إلى انخفاض الأمراض المعدية مع بقاء وفيات الأطفال مرتفعه حيث لم تتغير العادات الغذائية.
المرحلة الثانية :
حدث تغير سريع في جميع الجوانب الصحية والاقتصادية والاجتماعية خلال هذه المرحلة
وذالك راجع إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل مفاجئ وكبير خاصة بعد حرب اكتوبر1973
وكذالك إلى زيادة إنتاج النفط في دول المنطقة وبتالي ارتفاع مستوى الدخل.
وبدا التيار الكهرباء والمياه الصالحة للشرب تصل إلى المناطق القروية والبدو وازداد
نزوح السكن من هذه المنطقة إلى السكن والعمل في المناطق الحضرية التي توسعت
إلى عدة أضعاف مساحتها السابقة وحصلت في هذه المرحلة هجرة ضخمة في فترة قصيرة
لم تشهدها أي منطقه في العالم خلال هذه الفترة حيث تدفق الملايين من العمال والفنيين
من مختلف أنحاء العالم إلى العمل في دول الخليج التي كانت تحتاج الى هذه العمال نتيجة التوسعات والمشاريع الاقتصادية والصحية الكبيرة.
وحصل تحسن كبير في الخدمات الصحية والتعليمية مما ساهم في التقليل من انتشار الأمراض المعدي و السيطرة على بعضها ونخفض معدل وفيات الأطفال.
كما أن نسبة الأمية بدأت تنخفض وذلك راجع إلى انخراط غالبية الأطفال والشباب في المدارس
كما تم فتح فصول لمحو الأمية في مناطق عديدة في كل الدول الخليجية.
اما من الناحية الغذائية فقد حدث انخفاض سريع في نسبة الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن
من الثدي وبدأت الأمهات في إدخال أغذية الطعام المصنعة في سن مبكرة من عمر الطفل مما أثر على نمو وصحة الأطفال. وحدث تغير كبير في نمط استهلاك الطعام وأزداد الاعتماد على الأغذية المعلبة والمحفوظة وبدء غزو الأغذية السريعة التي أصبحت جزء من العادات الغذائية
خاصة عند الشباب والمراهقين وزاد اعتماد الناس على الأجهزة الكهربائية في المنازل واستخدام السيارة والاعتماد على الخدم في تصريف شئون المنزل مما قلل من الحركة وممارسة الرياضة وهذا ساعد في ظهور الأمراض المزمنة المرتبطة بالتغذية.
المرحلة الثالثة :
بالرغم من استمرار التطور والتنمية الاقتصادية في بلدان إلى التدهور السريع الذي حدث في أسعار النفط ( المورد الرئيسي لهذه الدول) شكل عقبه لبعض برامج التنمية.
وبدأت الدول بتطبيق سياسة ترشيد الإنفاق وانخفض الطلب على العمالة الوافدة نتيجة توقف أو تقليص بعض المشاريع ومع ذالك فقد استمر نمؤ بعض الصناعات خاصة الصناعات التي تعتمد على مشتقات النفط كما ازدهرت وبشكل كبير الصناعات الغذائية وبدأت بعض الدول تصدر منتجات هذه الصناعات ألى دول المنطقة والدول العربية الأخرى وقد وصلت الصناعات الغذائية في بعض الدول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات إلى مرحلة متقدمه تنافس بل تتفوق على مثيلاتها في الدول المتقدمة.
ومن الناحية الصحية أستمر التحسن في الوضع الصحي والانخفاض الكبير في وفيات الأطفال حتى وصل معدل وفيات الأطفال الرضع إلى اقل المعدلات في الدول النامية كما انخفضت الأمراض المعدية واستطاعت دول الخليج القضاء على بعضها وتطورت الخدمات الصحية بشكل ملفت للنظر وأصبحت تصل إلى جميع المناطق حتى النائية منها.
ولابد من أن تكون هناك ضريبة لهذا التحسن في المستوى المعيشي والاقتصادي وقد كانت الضريبة من الناحية الصحية والتغذويه بإستفحال الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وارتفاع
ضغط الدم والسكري وتسوس الأسنان والسرطان وأصبحت هذه الأمراض تشكل قلقا للجهات الصحية وتستنزف نسبة كبيره من ميزانياتها السنوية وللأسف الشديد اهتمت هذه الدول بتوفير
الأجهزة والكوادر الطبية لعلاج هذه الأمراض دون التركيز على البرامج الوقائية للتقليل أو السيطرة عليها.
مشاكل التغذية في دول الخليج:
هناك ثلاثة أنواع من مشاكل التغذية في دول الخليج العربية
1- المشاكل المرتبطة بالنقص في العناصر الغذائية مثل فقر الدم الناتج عن نقص الحديد
ونقص في عنصر اليود وفيتامين (د ) والطاقة الحرارية .
2- الأمراض المتعلقة بزيادة تناول الأغذية والتغير في أسلوب الحياة مثل السمنة والسكري وأمراض القلب والسرطان وأرتفاع ضغط الدم ووهن العظام.
3- المتعلق بتلوث الغذائي والبيئي خاصة التلوث بالمبيدات الحشرية وسموم الافلاتوكسين الخطرة والتلوث بالرصاص.
مشاكل التغذية المرتبطة بنقص عنصر أو أكثر من العناصر الغذائية.
يعتبر فقر الدم الناتج عن نقص الحديد من أهم مشاكل التغذية التابعة لهذه الفئة من المشاكل
ويتعرض الرضع وأطفال ما قبل السن المدرسي والمراهقات والنسا الحوامل.
للإصابة بهذا المرض بشكل اكبر من غيرهم من فئات المجتمع.
وتشير الدراسات في المملكة العربية السعودية أن نقص فيتامين ( د ) منتشر بشكل ملفت للنظر في بعض مناطق المملكة ويعتقد أن هذه المشكلة موجودة في جميع الدول الخليجية . وقد يرجع سبب الإصابة بهذا النقص إلى قلة تناول الأغذية الغنية بفيتامين ( د ) وتفيد الدراسات أن معظم المواد الأغذية والأطباق الشعبية في المنطقة لا تحتوي على نسب كافيه من فيتامين ( د ) بل إن عدد كبير منها لا يحتوي إطلاقا على هذا الفيتامين.
كما أن عادة لف الأطفال المولودين حديثا بالقماش لفترات طويلة وقلة التعرض لأشعة الشمس الخفيفة ساعد في تفاقم هذه المشكلة.
وبرغم ان منظمة الصحة العالمية لم تدرج دول الخليج من ضمن الدول التي تعاني من نقص اليود إلا ان المؤشرات القادمة من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات أوضحت أن هذه المشكلة موجودة في بعض المناطق الجبلية وانه من المهم وضع خطط وبرامج للوقاية من هذا المرض.
(منقول)