المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغر ... الغرغر ... الغرغرينة ....


نسناس
23-08-2006, 07:19 PM
استهلال :

جار يصف جاره فيقول : جاري حريص على الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج في كل عام ،،،
ولكنه لا يتورع عن الكذب والغيبة والنميمة واحتقار بعض أقاربه وجيرانه، وهو سبَّاب وفاحش ولعَّان لزوجته وأولاده وبناته ،

وهذه امرأة تصف زوجها فتقول: إنه حريص على الصلاة في أوقاتها بالمسجد وعلى الصيام في رمضان وعلى أداء الزكاة وعلى الحج والعمرة، ومعاملته حسنة مع الناس ،،،
ولكنه !! يأكل الربا، ويسافر للخارج !!!

وإذا دخل منزله يخلع ثلاثة أشياء : حذاءه، وثيابه، وأخلاقه؛ فهو فظ غليظ سبّاب فاحش مع زوجته وأولاده، ولا يجلس معهم، بل يقضي وقته في مشاهدة البرامج والأفلام في الفضائيات والإنترنت.

سؤال يطرح نفسه !!!

هل هناك علاقة بين عباداتنا .. وبين سلوكياتنا ومعاملاتنا ؟!!

هل ديننا العظيم عبادات تؤدى لله عز وجل ( من اذكار ودعوات وصلوات وصيام وزكاة وصدقة وحج ) فقط ؟!!

ام أن ديننا المجيد عبادات ومعاملات لا يغني بعضها عن بعض !! ولا تحصل النجاة والسلامة في الدنيا والاخرة الا لمن اتى بها جميعها ؟!!

فهل من حسن الاسلام المسلم أن يكون العبد مصليا ذاكرا لله عز وجل...
لكنه ممن يشهد شهادة الزور !! ام أن هذا من سوء الديانة وضعف الاسلام ؟!!

ام هل من صحة الايمان أن يكون العبد من اهل الصيام والاقبال على الله ...
لكنه ممن اطلق لسانه غيبة وسخرية بعباد الله !! ام أن هذا من ضعف الايمان ونقصه ؟!!

ام هل من الاستقامة على دين الله أن يكون العبد من اهل الصدقة والبذل والتبرعات ...
لكنه ممن يأكل الربا ويقع في المحرمات !! ام أن هذا من الفسق والعصيان ؟!!

وهل من التقوى أن يكون العبد ممن يواظب على اداء الحج والعمرة ويتابع بينها ...
لكنه متورط في الظلم وقطيعة الارحام !! ام أن هذا من فساد التقوى ومرض القلوب ؟!!

وهل من حسن الديانة أن يكون العبد ممن تظهر عليه سمات الصالحين والاخيار ..
وهو ممن يقع في دماء المسلمين وأعراضهم بلا رادع أو رهبة !! ام هذا من اخلاق النفاق والغدر والخيانة ؟!!


تأصيل :

فهذا أمر الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ان تتوافق عباداته وسلوكياته ،،،،

قال الله عز وجل مخاطبا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم : " قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له ، وبذلك امرت وأنا اول المسلمين "

فقد امر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يعلن للناس أن صلاته التي هي اشرف العبادات لله وحده ، وان نسكه وذبحه وبذله للمال كله لله وحده ، وان محياه وما يفعله في حياته لله وحده ، وان مماته وما يقدّره الله عليه لله وحده ، فكل شيء منه صلى الله عليه وسلم لله وحده ، فلزم من ذلك أن سائر أعماله وعباداته وسلوكياته لله وحده لا شريك له فلا يعبد غيره ولا يطيع غيره ولا يتبع امر غيره عز وجل ، وانه اول المسلمين والمستسلمين والمنقادين من هذه الامة لامر الله وتوحيده ، وان امته كذلك مامورة معه بهذه الاوامر كلها ,

وهذه آية كريمة في كتاب الله عز وجل تبين وتربط بين العبادة والسلوك ،،،،

قال تعالى " إنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْـمُنكَرِ "

فما معنى هذه الاية ؟!!
يقول ابن مسعود رضي الله عنه " من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً "

وهذا نص قرآني كريم يؤكد على علاقة الترابط والتلازم بين عباداتنا وسلوكياتنا ...

يقول الله عز وجل : " يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة "

يقول السعدي رحمه الله في معنى هذه الاية : هذا امر من الله تعالى للمؤمنين أن يدخلوا في السلم كافة .. وان ياخذوا بجميع شرائع الدين ، ولا يتركوا منها شيئا ، وألا يكونوا ممن اتخذ الهه هواه !! فان وافق الامر المشروع هواه اخذ به ، وان خالف الامر المشروع هواه خالفه وتركه ،

وهذا تأكيد من النبي صلى الله عليه وسلم على ترابط العبادة والسلوك ، حينما عرف الإسلام !!

فقال صلى الله عليه وسلم : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " .

فهذه إشارة عظيمة وتنبيه كريم من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن المسلم هو من سلم المسلمون من لسانه ويده !! وهذا يعني أن من لم يسلم المسلمون من لسانه ويده .. لم يحقق صحيح الاسلام .. ولم تكن عباداته على وجهها الصحيح .. فالاسلام ليس عبادات فقط ... بل هو كذلك معاملات واخلاق

وهذا حكم منه صلى الله عليه وسلم على صحابية عندما ذكروا عباداتها من صلاة وقيام وصدقة وصيام لكنها ناقضتها بأذاها للناس بلسانها ..

قيل له صلى الله عليه وسلم : فلانة تقوم الليل ، وتصوم النهار، وتفعل ، وتتصدق ، وتؤذي جيرانها بلسانها ؟ فقال " هي في النار"

فهذه النصوص الشرعية صريحة الدلالة وواضحة المعنى على تلازم العبادة والسلوك والمعاملات تلازما قويا جدا ،،،

حقيقة المشكلة :

هذا حديث عظيم .. يبين لنا فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم صورة جلية من صور الافلاس !!
وليته افلاس مال أو دنيا !! لكنه افلاس ايمان ودين ،،،

قال صلى الله عليه وسلم لصحابته : " أتدرون من المفلس؟ "
فقالوا: من لا درهم له ولا متاع ،
فقال: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ...
ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا ...
فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته ...
فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم ، فطُرحت عليه ، ثم طُرح في النار "

يقول احد العلماء الكرام :
" ان حفظ حق الله يسير على كثير من الناس ، ولكن حفظ حقوق الناس مع حق الله عز وجل امر عزيز جدا ، ولا يوفق له الا الموفقون "

ان توافق عباداتنا وسلوكياتنا علامة على صحة ايماننا ،
وعلامة على حقيقة تقوانا ، وعلامة على حقيقة استقامتنا ،
وعلامة على صدق عبوديتنا لله ،،،
ولن تتحقق لنا الثمار المترتبة على هذه المعاني العظيمة الا بتحقق ذلك التلازم والتوافق بين عباداتنا وسلوكياتنا ومعاملاتنا ،

اما لماذا ذلك الفصام النكد :

1 ـ الجهل والبعد عن العلم الشرعي ، فلم نعرف ديننا كما عرفه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ولم نفهمه فهما صحيحا كما فهموه ، فصرنا نجهل أحكاما عظيمة ، ووقعنا في مخالفتها جهلا منا بحقيقة هذه الأحكام وبالامر المقصود منها ، فتولد من ذلك مخالفة عباداتنا لسلوكياتنا وعدم الاكتراث لذلك ..

2 ـ حب الدنيا واتباع الهوى :
لقد شُغل قلب المسلم وعقله وفكره بحب الدنيا واتباع الهوى ، حتى أصبحت أكبر همه ، ولم يعُد يفكر في الموت وما بعده، بل صار يكره الموت كراهيةً عطلته عن الاستعداد له ،
وهذا ما عبّر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : « وليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، قالوا : يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت »

3 ـ ضعف الديانة وخلوُّ العبادة من روحها ( من الخشُوع والخضوع الحقيقي لله ) :

فلقد أصبحت الصلاة ـ مثلاً ـ لدى الكثيرين منا جسداً بلا روح !! فلم تعد تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولم يعد المصلي يستشعر بين يدي مَنْ يقوم ! ومَنْ يواجه !!

ويصوم المسلم عن الطعام والشراب، ولا تصوم جوارحه؛ فلا يكف لسانه عن الغيبة والنميمة والكذب...، ولا عينه عن النظر للعورات، ولا أذنيه عن سماع المحرمات.

ويؤدي المسلم الحج، ولكنه لا يتغير فيه شيء لا قَبْل الحج ولا بَعْده.

وهكذا الشأن في جميع عباداتنا ، اصبحنا نؤديها حركات بلا معاني ولا ارواح فيها !!!

وبذلك تحقق فينا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : « يأتي على الناس زمان تصبح فيه الصلاة عادة ، والصوم جلادة ، يحج أغنياؤهم للنزهة، وفقراؤهم للتكسُّب ، وقراؤهم للرياء والسمعة»

فلم يعد المسلم يستشعر أن الله يراه في كل وقت وحين؛ لذلك صار يقع في المخالفات الشرعية ، وأيضاً لم يعد عمله يدل على أنه موقن بالموت ، فصار لا يتوقف لمعرفة الحلال من الحرام ، وتحقق قول عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ: « ما رأيت يقيناً أشبه بالشك من يقين الناس بالموت، ثم لا يستعدون له » يعني كأنهم في شك منه .

4 ـ الأفكار المخالفة لشريعة الاسلام : ( من عادات قديمة أو افكار وافدة )

تجد العبد قد وقع في افكار وشبهات افسدت عليه فهم دينه ، وشككته في أحكام شرعية عظيمة لا يستقيم دين المسلم بدونها .

فاقبلت حضارات متعددة بثقافاتها ... اخرجت لنا افرادا متنكرين لدينهم ... ومتأففين من احكامه السامية ...
فعاش كثير من الناس حياة علمانية من حيث شعروا ام لم يشعروا ...
فكان الفصام النكد !!!!

وبالمقابل تمسك آخرون بعادات قديمة قدم الجاهلية ،،،
جعلتنا في شبهة وفي شك من قبول لأحكام شرعية لا يجهلها جاهل فضلا عن متعلم أو عارف ،،
مما جعل سلوكياتنا ومعاملاتنا متناقضة مع عباداتنا تناقضا مريرا لا يكاد يصدقه عقل أو تقبل به فطرة .

فتجدنا ولله الحمد مصلين ،، ومن اصحاب الصفوف الاولى ،،
وتجدنا مزكين ومتصدقين ،، بل ومن اهل البذل بما نستطيع ،،
وتجدنا من الصائمين القائمين ،، والمحافظين على نوافل الصيام والقيام ،،
وتجدنا ممن يتعهد بيت الله الحرام بالزيارة والحج والتعظيم !!

ولكنك بالمقابل والله تحزن اذا وجدتنا في سلوكياتنا قد امتثلنا لجاهليات ما انزل الله بها من سلطان !!! قد اتبعنا هذه الجاهليات واستامرنا بامرها وانتهينا بنهيها ، وتنكبنا لاوامر الله عز وجل وراء ظهورنا في هذا الجانب المهم جدا ،،

فوقعنا في داء مرير وخالفنا عباداتنا بسلوكياتنا .. الغريبة على منهج الاسلام ،،

.

مستعين بالله
23-08-2006, 07:49 PM
بيض الله وجهك يا نسناس وجزيت الجنه

مسفر الفهري
23-08-2006, 08:39 PM
قال الرسول في حديث المفلس: (أتدرون من المفلس؟ من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وحج وصيام ويأتي شتم هذا وضرب هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا، فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، حتى إذا فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)

نسأل الله صلاح الحال....

لاهنت يانسناس...ورزقك الله بنسناس الجنّة

أبن عيفان
24-08-2006, 12:12 AM
بارك الله فيك أخي الكريم و جزاك خيراً

اللهم أجعل الحبيب الهادي محمد المصطفى صلوات الله و سلامه عليه قدة لنا

عبدالله الوهابي
24-08-2006, 12:39 AM
حُسن تربية الأبناء والقيام بواجب التنشئة الاجتماعية الإيجابية ، والعمل على صيانة فطرتهم عن الانحراف والضلال ، تحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم :" كُلُّ مولودٍ يُولدُ على الفطرة فأبواهُ يُهوِّدانِهِ ، أو يُنصِّرانِهِ ، أو يُمجِّسانِهِ " ( رواه البخاري ، الحديث رقم 1385، ص 222 ) .
ويُعد المسجد أبرز وأهم المؤسسات الاجتماعية السلوكية التربوية التي ارتبطت بالتربية الإسلامية ارتباطاً وثيقاً نظراً لعددٍ من العوامل التي أدت في مجموعها إلى ذلك الارتباط والتلازم ؛ لا سيما وأن المسجد لم يكن في المجتمع المسلم الأول مجرد مكان لأداء العبادات المختلفة فقط بل كان أشمل من ذلك ؛ إذ كان جامعاً لأداء العبادات من الفرائض والسُنن والنوافل ، وجامعةً للتعليم وتخريج الأكفاء من الخلفاء والعلماء والفقهاء والأمراء ، ومعهداً لطلب العلم ونشر الدعوة في المجتمع ، ومركزاً للقضاء والفتوى ، وداراً للشورى وتبادل الآراء ، ومنبراً إعلامياً لإذاعة الأخبار وتبليغها ، ومنـزلاً للضيافة وإيواء الغرباء ، ومكاناً لعقد الألوية وانطلاق الجيوش للجهاد في سبيل الله تعالى ، ومنتدُى للثقافة ونشر الوعي بين الناس ، إلى غير ذلك من الوظائف الاجتماعية المختلفة .
وبذلك يمكن القول إن المسجد في الإسلام يُعد جامعاً وجامعةً ، ومركزاً لنشر الوعي في المجتمع ، ومكاناً لاجتماع المسلمين ، ولم شملهم ، وتوحيد صفهم . وهو بحق أفضل مكانٍ ، وأطهر بقعةٍ ، وأقدس محلِّ يمكن أن تتم فيه تربية الإنسان المسلم وتنشئته ، ليكون بإذن الله تعالى فرداً صالحاً في مجتمعٍ صالحٍ .
ولعل من أهم ما يُميز رسالة المسجد التربوية في المجتمع المسلم أنه يُعطي التربية الإسلامية هويةً مميزةً لها عن غيرها ، وأنه مكانٌ للتعليم والتوعية الشاملة ، التي يُفيد منها جميع أفراد المجتمع على اختلاف مستوياتهم ، وأعمارهم ، وثقافاتهم ، وأجناسهم ؛ إضافةً إلى فضل التعلم في المسجد ، وما يترتب على ذلك من عظيم الأجر وجزيل الثواب . فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة ، ونزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وذكرهم الله فيمن عنده " ( رواه ابن ماجة ، ج 1، الحديث رقم 225 ، ص 82 ) .
وبهذا نحقق السلوكيات ونمنع الغرغرينة الفاسدة على مجتمعنا الصحيح وعلى ابنائنا وبناتنا والمجتمع كله ، نحو منهج وسلوكيات وأخلاق فاضلة
شكراً لك أخي نسناس على هذا التعبير وعلى هذه الروعة في الأداء والعرض والاسلوب
فبارك الله بما كتبت وعلقت أخي الفاضل

نسناس
24-08-2006, 01:39 PM
المستعين بالله

شكرا لمرورك ...

جبل بن زيد
24-08-2006, 06:35 PM
شكرا لك اخي الكريم على هذه المشاركه

سعد القحطاني
25-08-2006, 12:37 AM
كلام جميل سطر بأحرف من ذهب

الاخ نسناس

بيض الله وجهك واشكرك جزيل الشكر على الموضوع المفيد المليئ بالمواعض

بارك الله فيك وكثر الله من امثالك

تحيات اخوك

أبوسالم
25-08-2006, 04:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والله انها مشكلة وغرغرينه حقيقية متأصلة يجب فصلها
ذكرتني يانسناس بالمرأة المسلمة التي دخلت النار بسبب هرة عذبتها
والمرأة الكافرة التي دخلت الجنة بسبب كلب أسقته ماءً
ومااقول الا الله يبرد عليك وعلى جميع المسلمين يانسناس

نسناس
25-08-2006, 03:05 PM
قال الرسول في حديث المفلس: (أتدرون من المفلس؟ من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وحج وصيام ويأتي شتم هذا وضرب هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا، فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، حتى إذا فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)

نسأل الله صلاح الحال....

لاهنت يانسناس...ورزقك الله بنسناس الجنّة


الاخ الكريم

بو كنان

اشكرك على المرور ... والتعليق الجميل ...
.

عبدالله بن غفره
25-08-2006, 03:15 PM
أخوي الغالي / نسناس


أقدم لك الشكر والعرفان على ما تقوم به من مواضيع مميزه وردود أكثر تحمل الفائده أكثر من مجرد مشاركة بها


جعل الله هذا العمل في موازين حسناتك



أخوك / بن غفره

ابو عبدالعزيز القحطاني
26-08-2006, 01:42 AM
أخي الكريم نسناس بارك الله فيك وفيما كتبت

كما أشكر ابن رشد الصغير على المداخلة الرائعة ولي مداخلتي أيضاً

إن واقعنا في غاية الضعف ، والفجوة بيننا وبين العالم المتقدم تتسع ولا تضيق كما يتصور البعض ، فنحن إن خطونا خطوة إلى الأمام فهم يخطون مئات الخطوات ، وليس أمامنا إلاّ العمل والعمل والإنجاز والإتقان في كل شيء ، فالإنسان جسد وروح ، وأعماله لإعمار الدنيا والآخرة ، ( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ) ، ولا يصلح شأننا النهوض بالروح وإهمال الجسد ، ولن تستقيم لنا الأحوال إذا امتلكنا ناصية العلم الشرعي وتركنا باقي العلوم ، ولن تنهض أمتنا إذا اكتفينا بالإحسان في عباداتنا وأهملنا الإحسان في معاملاتنا..

نسناس
26-08-2006, 12:25 PM
بارك الله فيك أخي الكريم و جزاك خيراً

اللهم أجعل الحبيب الهادي محمد المصطفى صلوات الله و سلامه عليه قدة لنا


ابن عيفان

وفيك بارك الله ...

شكرا على المرور والتعليق ...
.

نسناس
26-08-2006, 10:43 PM
المسجد لم يكن في المجتمع المسلم الأول مجرد مكان لأداء العبادات المختلفة فقط بل كان أشمل من ذلك ؛

إذ كان جامعاً لأداء العبادات من الفرائض والسُنن والنوافل ، وجامعةً للتعليم وتخريج الأكفاء من الخلفاء والعلماء والفقهاء والأمراء ، ومعهداً لطلب العلم ونشر الدعوة في المجتمع ، ومركزاً للقضاء والفتوى ، وداراً للشورى وتبادل الآراء ، ومنبراً إعلامياً لإذاعة الأخبار وتبليغها ، ومنـزلاً للضيافة وإيواء الغرباء ، ومكاناً لعقد الألوية وانطلاق الجيوش للجهاد في سبيل الله تعالى ، ومنتدُى للثقافة ونشر الوعي بين الناس ، إلى غير ذلك من الوظائف الاجتماعية المختلفة .

وبذلك يمكن القول إن المسجد في الإسلام يُعد جامعاً وجامعةً ، ومركزاً لنشر الوعي في المجتمع ، ومكاناً لاجتماع المسلمين ، ولم شملهم ، وتوحيد صفهم . وهو بحق أفضل مكانٍ ، وأطهر بقعةٍ ، وأقدس محلِّ يمكن أن تتم فيه تربية الإنسان المسلم وتنشئته ، ليكون بإذن الله تعالى فرداً صالحاً في مجتمعٍ صالحٍ .

وبهذا نحقق السلوكيات ونمنع الغرغرينة الفاسدة على مجتمعنا الصحيح وعلى ابنائنا وبناتنا والمجتمع كله ، نحو منهج وسلوكيات وأخلاق فاضلة



ابن رشد العزيز

اشكرك دوما على تعلقاتك الضافية ..

والتي يشترك معك في نوعيتها الاخ العزيز ابو مصعب ..

فهي تعليقات لابد ان تحمل في طياتها اضافة نوعية ..

شكرا لك اخي ..

نسناس
28-08-2006, 09:08 AM
شكرا لك اخي الكريم على هذه المشاركه

عفوا لك اخي الكريم على هذه الرد

نسناس
29-08-2006, 03:38 PM
كلام جميل سطر بأحرف من ذهب
بيض الله وجهك واشكرك جزيل الشكر على الموضوع المفيد المليئ بالمواعض
تحيات اخوك

الاخ العزيز سعد

اشكرك اخي على مرورك .. وعلى ثنائك على الموضوع ...

وان مما نطمح له .. ان تكون كل مواضيعنا في مجالسنا تستحق الثناء ...

فهذا مؤشر جودة عالية ... وحنا الربحانين ...

شكرا ... للطيف مرورك مراقبنا العزيز ..
.

منذر بن محمد القحطاني
29-08-2006, 03:59 PM
جزاك الله كل خير

المكابسي
29-08-2006, 05:44 PM
شكراً لك اخي الحبيب / نسناس

وجعل الله ما كتبت شاهد لك يوم القيامة

ويجزيك عني خير الجزاء وان تنفع من قراها

وان ينسنس عليك من هبوب الجنة ونعيمها وجميع المسلمين0

نسناس
30-08-2006, 10:43 AM
أخوي الغالي / نسناس

أقدم لك الشكر والعرفان على ما تقوم به من مواضيع مميزه وردود أكثر تحمل الفائده أكثر من مجرد مشاركة بها

جعل الله هذا العمل في موازين حسناتك

أخوك / بن غفره


الاخ العزيز ابن غفرة

مرحبا بك ...

كلمات شكر وعرفان قدمتها ... تستحق مثلها ،،

فالشكر لك موصول على جميل الرد والتعبير ..

واذا جعلنا في حسباننا رجاء ان تكون مشاركاتنا في موازين اعمالنا ..

ستحمل الفائدة والمتعة والاجر دوما ...

شكرا لك اخي الحبيب ..
.

أبوعبدالله
30-08-2006, 10:46 AM
مرحبا أخي نسناس وفقك الله لما يحبه ويرضاه ، واقول:

إن ديننا لا يدخل في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه..ورغم تشرب عقل الفرد بالقيم الدينية والافكار والعادات الحسنة التي اقرها الشارع المختزنة في عقله تبقى صافية لايعكرها سوى بسلوكه أحياناً عند التطبيق فشتان بين الكلام والفعل.
كيف نزيد درجات الإيمان ؟ بعمل بالطاعات
كيف ننقص درجات الإيمان؟بارتكاب المعاصي
فالمؤمن لايزني وهو مؤمن ومعناه أنه ليس كافراً بل اصابه(زوال إيماني مؤقت) تلك اللحظة وقس عليه ما شئت .قد يكون لدى المرء شبهة فانسان مؤمن يخاف الله يرابي(يردد في عقله إن الله غفور رحيم).
إن اتباع هوى النفس و(التيه الفكري) و(الزوال المؤقت للإيمان)أمور تصد بعض الناس عن تطبيق امور دينهم وتفسد عليهم أعمالهم .كما ان تضارب اقوال المرء مع أفعاله لمقياس يكشف عن درجة إيمانه ، وخلقه ، وسلوكه ، وعدم تأصل الدين في قلبه وعدم تغلغله فيه تماماً.
لا هنت على هذه المقالة ، ويعطيك العافية على ما سطرت

نسناس
31-08-2006, 02:28 PM
كما أشكر ابن رشد الصغير على المداخلة الرائعة ولي مداخلتي أيضاً

ولا يصلح شأننا النهوض بالروح وإهمال الجسد ،

ولن تستقيم لنا الأحوال إذا امتلكنا ناصية العلم الشرعي وتركنا باقي العلوم ،

ولن تنهض أمتنا إذا اكتفينا بالإحسان في عباداتنا وأهملنا الإحسان في معاملاتنا..



الاخ العزيز ضفاف ...

وانا معك اشكر ابن رشد الصغير فهو رائع حقا ..

واثني بالشكر لمداخلاتك وتقريراتك الحلوة .. والمركزة ...

وكيف لا ونبينا عليه الصلاة والسلام يقول " الدين المعاملة " ... انه فعلا اختزال رائع ووصف جميل ...

اشكرك على مرورك ...
.

ابو سعد القحطاني
31-08-2006, 07:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الغالي نسناس
بارك الله فيك علي هذا الموضوع الرائع.
حقيقة الموضوع شامل ووافي بيض الله وجهك.
عندي اخوي إضافة بسيطة استنبطتها من خلال قراءتي لموضوعك الغرغرينة.
أن الأسلام ولله الحمد يحسن سلوكنا مع الآخرين من حيث تعاملنا معهم وذلك خلال القيام بأركان السلام علي الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالي فأن هذه سوف تظهر علي سلوكنا مع الزوجة والأبناء ومع الاخرين في تعاملنا .
اذا اردت اخي المسلم بالفوز برضى الله فعليك بالتمسك بكتاب الله واتباع منهج محمد صلي الله عليه وسلم ؛ ولكن مع الآسف تجد بعض الناس حتي التي ترى في وجهه الخير يغضب عند اي مشكله تحصل معه في بيته وفي اثناء تعامله مع الآخرين .
اذا ً الغضب والانفعالات من السلوكيات السيئه التي يجب علي المسلم الابتعاد عنها ولقد ذكر الله سبحانه وتعالي في كتابه الابتعاد عن الغضب والانفعالات مع الآخرين .قال الله تعالي " ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ " . (34). فأنك أذا تمعنت وتدبرت هذه الآية الكريمه وفهمها فأنك تجد آثرها علي نفسك في ترك الغضب والانفعالات.
وهناك مقولة تقول " لاينال العلا من كان ، طبعه الغضب " فالغضب لايفرز إلا الضيغنه والحقد وهو نار تحرق العقل وتصيب البدن بالأمراض .
وإليك اخي الحبيب بعض نماذج الأنماط السلوكية للرسول صلي الله عليه وسلم ومنها أنه كان يوماً يمشي في السوق ومعه أنس ابن مالك رضي الله عنه فأدركه أعرابي فجذبه جذباً شديداً وكان عليه الصلاة والسلام لابساً " برد " غليظة الحاشية ، قال أنس رضي الله عنه حتي نظرت إلي عتق رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد آثرت فيه حاشية البرد من شدة جذبه .فقال : يامحمد هب لي من مال الله الذي عندك . فالتفت إليه رسول الله صلي الله عليه وسلم وضحك ثم أمر بإعطائه ومنع الصحابه من التعرض له .
ومن خُلق نبي الرحمة صلي الله عليه وسلم انه لما أكثرت قريش على إيذائه قال " اللهم اغفر لقومي فإنهم لايعلمون " . ومن هنا أنصح نفسي اولاً الآمارة بالسوء ثم انصح أخواني بأن يتأملوا ويتفكروا في منهج الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم والمواقف المثيرة للغضب التي تعرض لها وتطبيقها وتقليد هذا المنهج في معالجتك للمواقف التي تحصل لك .
وهناك كثير من النماذج العملية التي قدمها رسول الله صلي الله عليه وسلم في دعم التواصل الإجتماعي والتعامل مع الآخرين بوجه حسن وبشوش ، وكان النبي صلي الله عليه وسلم يبداء من لقيه بالسلام بوجه بشوش وكان إذا لقي أحد من الصحابة بدأه بالمصافحة وكان يؤثر الداخل عليه بالوسادة التي تحته وكان يعطي كل من جلس إليه نصيباً من وجهه أي من النظر إليه والاهتمام به وكان أكثر الناس تبسماً في وجه أصحابة لقد كان الحبيب محبوباً من الناس ويلتفون حوله ويتعلقون به . قال الله تعالي " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ " . آل عمران (159).
وقال الله تعالي " وقولوا للناس حسنا " . البقرة ( 85) .
فيه مقولة في الغرب تقول " إذا أردت أن تعيش سعيداً ... فقط ابتسم في وجه من تقابله " .

واخيراً : أشكر اخي الغالي نسناس علي هذا الموضوع الرائع .



فداك نفسي وابي وامي وقبيلتي والناس اجمعين يارسول الله .
اخوك ابومصعب

نسناس
01-09-2006, 02:20 PM
جزاك الله كل خير

الاخ منذر ...

وانت جزاك ...

شكرا لمرورك ...
.

نسناس
02-09-2006, 10:27 AM
شكراً لك اخي الحبيب / نسناس

وجعل الله ما كتبت شاهد لك يوم القيامة

ويجزيك عني خير الجزاء وان تنفع من قراها

وان ينسنس عليك من هبوب الجنة ونعيمها وجميع المسلمين0


الاخ العزيز المكابسي ...

شكرا لك من الاعماق على دعواتك المباركة .. والتي اعتز بها ...

وانت عسالك من نسائم الجنان اوفر الحظ والنصيب ...

شكرا لك على مرورك وتعليقك العبق ....
.

سعد بن سعيد بن فالح
02-09-2006, 11:48 AM
شكرا اخي الكريم على هذه المشاركه

نسناس
02-09-2006, 09:58 PM
إن ديننا لا يدخل في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه..
ورغم تشرب عقل الفرد بالقيم الدينية والافكار والعادات الحسنة التي اقرها الشارع المختزنة في عقله تبقى صافية لايعكرها سوى بسلوكه أحياناً عند التطبيق فشتان بين الكلام والفعل.
إن اتباع هوى النفس و(التيه الفكري) و(الزوال المؤقت للإيمان)أمور تصد بعض الناس عن تطبيق امور دينهم وتفسد عليهم أعمالهم .
كما ان تضارب اقوال المرء مع أفعاله لمقياس يكشف عن درجة إيمانه ، وخلقه ، وسلوكه ، وعدم تأصل الدين في قلبه وعدم تغلغله فيه تماماً.


الاخ الغالي ... الحادي الجميل ..

اشكرك على مرورك ... وتعليقك الجميل ... فقد زان الموضوع بها ...

وسرني ان تعليقاتك كلها تأكيد للمقالة الاصل ... وتأكيدا لبعض جوانبها ..

شكرا لك اخي على مرورك ...

اخوك المحب ...
.

نسناس
03-09-2006, 09:59 AM
بارك الله فيك علي هذا الموضوع الرائع.
حقيقة الموضوع شامل ووافي بيض الله وجهك.

عندي اخوي إضافة بسيطة استنبطتها من خلال قراءتي لموضوعك الغرغرينة.
أن الأسلام ولله الحمد يحسن سلوكنا مع الآخرين من حيث تعاملنا ...

وقال الله تعالي " وقولوا للناس حسنا " . البقرة ( 85) .
فيه مقولة في الغرب تقول " إذا أردت أن تعيش سعيداً ... فقط ابتسم في وجه من تقابله " .

واخيراً : أشكر اخي الغالي نسناس علي هذا الموضوع الرائع .


الاخ القدير ابو مصعب ... حامل راية الردود المتميزة ...

تعجبني كثيرا ردودك الضافية والمضيفة ...

ومن أجمل ما هنا ... تأكيدكم على منهجية الشريعة في علاج الداء ...

( داء الغرغرينة هنا .. ) ...

شكرا على مرورك واضافاتك البديعة ...

.

نسناس
04-09-2006, 01:51 AM
شكرا اخي الكريم على هذه المشاركه

عفوا اخي الكريم على هذا الرد ...

سفير بني بشر
04-09-2006, 03:52 AM
ربي يجزاك خير
ويكتب اجرك
ويعلي مكانتك

عمر الغريب
04-09-2006, 12:42 PM
استهلال :

جار يصف جاره فيقول : جاري حريص على الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج في كل عام ،،،
ولكنه لا يتورع عن الكذب والغيبة والنميمة واحتقار بعض أقاربه وجيرانه، وهو سبَّاب وفاحش ولعَّان لزوجته وأولاده وبناته ،

وهذه امرأة تصف زوجها فتقول: إنه حريص على الصلاة في أوقاتها بالمسجد وعلى الصيام في رمضان وعلى أداء الزكاة وعلى الحج والعمرة، ومعاملته حسنة مع الناس ،،،
ولكنه !! يأكل الربا، ويسافر للخارج !!!

وإذا دخل منزله يخلع ثلاثة أشياء : حذاءه، وثيابه، وأخلاقه؛ فهو فظ غليظ سبّاب فاحش مع زوجته وأولاده، ولا يجلس معهم، بل يقضي وقته في مشاهدة البرامج والأفلام في الفضائيات والإنترنت.

سؤال يطرح نفسه !!!

هل هناك علاقة بين عباداتنا .. وبين سلوكياتنا ومعاملاتنا ؟!!

هل ديننا العظيم عبادات تؤدى لله عز وجل ( من اذكار ودعوات وصلوات وصيام وزكاة وصدقة وحج ) فقط ؟!!

ام أن ديننا المجيد عبادات ومعاملات لا يغني بعضها عن بعض !! ولا تحصل النجاة والسلامة في الدنيا والاخرة الا لمن اتى بها جميعها ؟!!

فهل من حسن الاسلام المسلم أن يكون العبد مصليا ذاكرا لله عز وجل...
لكنه ممن يشهد شهادة الزور !! ام أن هذا من سوء الديانة وضعف الاسلام ؟!!

ام هل من صحة الايمان أن يكون العبد من اهل الصيام والاقبال على الله ...
لكنه ممن اطلق لسانه غيبة وسخرية بعباد الله !! ام أن هذا من ضعف الايمان ونقصه ؟!!

ام هل من الاستقامة على دين الله أن يكون العبد من اهل الصدقة والبذل والتبرعات ...
لكنه ممن يأكل الربا ويقع في المحرمات !! ام أن هذا من الفسق والعصيان ؟!!

وهل من التقوى أن يكون العبد ممن يواظب على اداء الحج والعمرة ويتابع بينها ...
لكنه متورط في الظلم وقطيعة الارحام !! ام أن هذا من فساد التقوى ومرض القلوب ؟!!

وهل من حسن الديانة أن يكون العبد ممن تظهر عليه سمات الصالحين والاخيار ..
وهو ممن يقع في دماء المسلمين وأعراضهم بلا رادع أو رهبة !! ام هذا من اخلاق النفاق والغدر والخيانة ؟!!


تأصيل :

فهذا أمر الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ان تتوافق عباداته وسلوكياته ،،،،

قال الله عز وجل مخاطبا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم : " قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له ، وبذلك امرت وأنا اول المسلمين "

فقد امر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يعلن للناس أن صلاته التي هي اشرف العبادات لله وحده ، وان نسكه وذبحه وبذله للمال كله لله وحده ، وان محياه وما يفعله في حياته لله وحده ، وان مماته وما يقدّره الله عليه لله وحده ، فكل شيء منه صلى الله عليه وسلم لله وحده ، فلزم من ذلك أن سائر أعماله وعباداته وسلوكياته لله وحده لا شريك له فلا يعبد غيره ولا يطيع غيره ولا يتبع امر غيره عز وجل ، وانه اول المسلمين والمستسلمين والمنقادين من هذه الامة لامر الله وتوحيده ، وان امته كذلك مامورة معه بهذه الاوامر كلها ,

وهذه آية كريمة في كتاب الله عز وجل تبين وتربط بين العبادة والسلوك ،،،،

قال تعالى " إنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْـمُنكَرِ "

فما معنى هذه الاية ؟!!
يقول ابن مسعود رضي الله عنه " من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً "

وهذا نص قرآني كريم يؤكد على علاقة الترابط والتلازم بين عباداتنا وسلوكياتنا ...

يقول الله عز وجل : " يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة "

يقول السعدي رحمه الله في معنى هذه الاية : هذا امر من الله تعالى للمؤمنين أن يدخلوا في السلم كافة .. وان ياخذوا بجميع شرائع الدين ، ولا يتركوا منها شيئا ، وألا يكونوا ممن اتخذ الهه هواه !! فان وافق الامر المشروع هواه اخذ به ، وان خالف الامر المشروع هواه خالفه وتركه ،

وهذا تأكيد من النبي صلى الله عليه وسلم على ترابط العبادة والسلوك ، حينما عرف الإسلام !!

فقال صلى الله عليه وسلم : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " .

فهذه إشارة عظيمة وتنبيه كريم من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن المسلم هو من سلم المسلمون من لسانه ويده !! وهذا يعني أن من لم يسلم المسلمون من لسانه ويده .. لم يحقق صحيح الاسلام .. ولم تكن عباداته على وجهها الصحيح .. فالاسلام ليس عبادات فقط ... بل هو كذلك معاملات واخلاق

وهذا حكم منه صلى الله عليه وسلم على صحابية عندما ذكروا عباداتها من صلاة وقيام وصدقة وصيام لكنها ناقضتها بأذاها للناس بلسانها ..

قيل له صلى الله عليه وسلم : فلانة تقوم الليل ، وتصوم النهار، وتفعل ، وتتصدق ، وتؤذي جيرانها بلسانها ؟ فقال " هي في النار"

فهذه النصوص الشرعية صريحة الدلالة وواضحة المعنى على تلازم العبادة والسلوك والمعاملات تلازما قويا جدا ،،،

حقيقة المشكلة :

هذا حديث عظيم .. يبين لنا فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم صورة جلية من صور الافلاس !!
وليته افلاس مال أو دنيا !! لكنه افلاس ايمان ودين ،،،

قال صلى الله عليه وسلم لصحابته : " أتدرون من المفلس؟ "
فقالوا: من لا درهم له ولا متاع ،
فقال: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ...
ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا ...
فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته ...
فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم ، فطُرحت عليه ، ثم طُرح في النار "

يقول احد العلماء الكرام :
" ان حفظ حق الله يسير على كثير من الناس ، ولكن حفظ حقوق الناس مع حق الله عز وجل امر عزيز جدا ، ولا يوفق له الا الموفقون "

ان توافق عباداتنا وسلوكياتنا علامة على صحة ايماننا ،
وعلامة على حقيقة تقوانا ، وعلامة على حقيقة استقامتنا ،
وعلامة على صدق عبوديتنا لله ،،،
ولن تتحقق لنا الثمار المترتبة على هذه المعاني العظيمة الا بتحقق ذلك التلازم والتوافق بين عباداتنا وسلوكياتنا ومعاملاتنا ،

اما لماذا ذلك الفصام النكد :

1 ـ الجهل والبعد عن العلم الشرعي ، فلم نعرف ديننا كما عرفه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ولم نفهمه فهما صحيحا كما فهموه ، فصرنا نجهل أحكاما عظيمة ، ووقعنا في مخالفتها جهلا منا بحقيقة هذه الأحكام وبالامر المقصود منها ، فتولد من ذلك مخالفة عباداتنا لسلوكياتنا وعدم الاكتراث لذلك ..

2 ـ حب الدنيا واتباع الهوى :
لقد شُغل قلب المسلم وعقله وفكره بحب الدنيا واتباع الهوى ، حتى أصبحت أكبر همه ، ولم يعُد يفكر في الموت وما بعده، بل صار يكره الموت كراهيةً عطلته عن الاستعداد له ،
وهذا ما عبّر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : « وليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، قالوا : يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت »

3 ـ ضعف الديانة وخلوُّ العبادة من روحها ( من الخشُوع والخضوع الحقيقي لله ) :

فلقد أصبحت الصلاة ـ مثلاً ـ لدى الكثيرين منا جسداً بلا روح !! فلم تعد تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولم يعد المصلي يستشعر بين يدي مَنْ يقوم ! ومَنْ يواجه !!

ويصوم المسلم عن الطعام والشراب، ولا تصوم جوارحه؛ فلا يكف لسانه عن الغيبة والنميمة والكذب...، ولا عينه عن النظر للعورات، ولا أذنيه عن سماع المحرمات.

ويؤدي المسلم الحج، ولكنه لا يتغير فيه شيء لا قَبْل الحج ولا بَعْده.

وهكذا الشأن في جميع عباداتنا ، اصبحنا نؤديها حركات بلا معاني ولا ارواح فيها !!!

وبذلك تحقق فينا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : « يأتي على الناس زمان تصبح فيه الصلاة عادة ، والصوم جلادة ، يحج أغنياؤهم للنزهة، وفقراؤهم للتكسُّب ، وقراؤهم للرياء والسمعة»

فلم يعد المسلم يستشعر أن الله يراه في كل وقت وحين؛ لذلك صار يقع في المخالفات الشرعية ، وأيضاً لم يعد عمله يدل على أنه موقن بالموت ، فصار لا يتوقف لمعرفة الحلال من الحرام ، وتحقق قول عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ: « ما رأيت يقيناً أشبه بالشك من يقين الناس بالموت، ثم لا يستعدون له » يعني كأنهم في شك منه .

4 ـ الأفكار المخالفة لشريعة الاسلام : ( من عادات قديمة أو افكار وافدة )

تجد العبد قد وقع في افكار وشبهات افسدت عليه فهم دينه ، وشككته في أحكام شرعية عظيمة لا يستقيم دين المسلم بدونها .

فاقبلت حضارات متعددة بثقافاتها ... اخرجت لنا افرادا متنكرين لدينهم ... ومتأففين من احكامه السامية ...
فعاش كثير من الناس حياة علمانية من حيث شعروا ام لم يشعروا ...
فكان الفصام النكد !!!!

وبالمقابل تمسك آخرون بعادات قديمة قدم الجاهلية ،،،
جعلتنا في شبهة وفي شك من قبول لأحكام شرعية لا يجهلها جاهل فضلا عن متعلم أو عارف ،،
مما جعل سلوكياتنا ومعاملاتنا متناقضة مع عباداتنا تناقضا مريرا لا يكاد يصدقه عقل أو تقبل به فطرة .

فتجدنا ولله الحمد مصلين ،، ومن اصحاب الصفوف الاولى ،،
وتجدنا مزكين ومتصدقين ،، بل ومن اهل البذل بما نستطيع ،،
وتجدنا من الصائمين القائمين ،، والمحافظين على نوافل الصيام والقيام ،،
وتجدنا ممن يتعهد بيت الله الحرام بالزيارة والحج والتعظيم !!

ولكنك بالمقابل والله تحزن اذا وجدتنا في سلوكياتنا قد امتثلنا لجاهليات ما انزل الله بها من سلطان !!! قد اتبعنا هذه الجاهليات واستامرنا بامرها وانتهينا بنهيها ، وتنكبنا لاوامر الله عز وجل وراء ظهورنا في هذا الجانب المهم جدا ،،

فوقعنا في داء مرير وخالفنا عباداتنا بسلوكياتنا .. الغريبة على منهج الاسلام ،،

.


في كثير من المواضيع ربما يسهب القلم لإكمال مراحل فكريه سقطت سهواً من الكاتب ولكن هنا في مثل هذا الموضوع
لايمكن أن يضيف قلم الضيف شيئاً وبخاصه إن كان كاتبها بحجم قلمك المبدع عزيزي. نسناس *

تذكرني بكاتب غربي سقط إسمه من ذاكرتي . كان يبدع لدرجة أنه لم يعد لديه صديق مقرب من بني حِرفته الكتاب
للغيره الشديده منه . فقد كان يستحوذ على أغلب القراء ليقرأو من هذا النهر الجاري من التألق الممزوج بالأسلوب
السهل الممتنع.

تحياتي لك أينما كنت .
صديقك . ع

نسناس
06-09-2006, 12:27 AM
في كثير من المواضيع ربما يسهب القلم لإكمال مراحل فكريه سقطت سهواً من الكاتب

ولكن هنا في مثل هذا الموضوع لايمكن أن يضيف قلم الضيف شيئاً

وبخاصه إن كان كاتبها بحجم قلمك المبدع عزيزي. نسناس *

تذكرني بكاتب غربي سقط إسمه من ذاكرتي

كان يبدع لدرجة أنه لم يعد لديه صديق مقرب من بني حِرفته الكتاب للغيره الشديده منه .

فقد كان يستحوذ على أغلب القراء ليقرأو من هذا النهر الجاري من التألق الممزوج بالأسلوب السهل الممتنع.

تحياتي لك أينما كنت .

صديقك . ع


الاخ العزيز ... الغريب عمر ...

اشكرك من الاعماق على الثناء العطر على الموضوع ...

فهذا مردوده على القراء بالدرجة الاولى ...

اما مبالغتك .. في الثناء على اخوك الكاتب .. فارجو ان اكون افضل مما ذكرت ...

كما يسعدني جدا ان تكون كتاباتنا نافعة وصالحة ...

فاننا ورب الكعبة نرجوها ... في موقف خاص ...

واسلم يالغالي ...
.

نسناس
11-09-2006, 02:25 PM
ربي يجزاك خير
ويكتب اجرك
ويعلي مكانتك


الاخ الحبيب .. سفير بني بشر ...

وانت جزاك الله خيرا .. وكتب أجرك .. وأعلى مكانتك دنيا وآخرة ..

وشكري الجزيل لك ولمداخلتك الطيبة ...
.

سالم الحركان
11-09-2006, 02:52 PM
نسناس


سلمت اناملك يالغالي

لاعدمتك ..

@ابوريان@
15-09-2006, 03:00 PM
تسلم والله وتحياتي لك

نسناس
16-09-2006, 10:14 PM
نسناس

سلمت اناملك يالغالي

لاعدمتك ..

المشرف العزيز

سالم الحركان ..

وتسلم انت ...

واشكرك على المرور .. وطيب الثناء ..

ومما يسعدني جدا ان يستفيد قاريء مقالتي ... عاجلا وآجلا ...

فهي هدف نصبوا له كثيرا ... ونعتني به جدا ..
.

نسناس
17-09-2006, 09:28 PM
تسلم والله وتحياتي لك


الاخ العزيز ابو ريان ...

ومن قال يسلم ...

واشكرك على مرورك وتعليقك ..
.