المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : امرأة في القرآن


الواصل
28-07-2006, 12:11 PM
فمنْ هي امرأة عِمران؟

هي حِنّة بنت فاقوذ بن قبيل، وقد ذكر ابن كثير والطبري وغيرهما أنّها كانت عجوزاً لا تحبل، فبينما هي في ظلِّ شجرة نظرتْ إلى طائر يُطْعم فرخاً له، فدعتْ الله أن يهبَ لها ولداً، ونذرتْ لله إنْ حَمِلتْ لتجعلنَّه محَرّراً - أي حبيساً في خِدمة بيت المقدس -، فحملتْ بمريم، وأثناءَ حَمْلها توفي زوجها عِمران. ولقد ذكرَ كثير مِنَ المفسّرين أنّ أمّها حين وضعتها لفّتها في خِرَقها، ثمّ خرجتْ بها إلى المسجد، فسلّمتها إلى العبّاد الذين هم مقيمون فيه.

من خِلال قصتها هذه نستشف أنّ حِنّة كانتْ نموذجاً:

- للمرأة المؤمنة العابدة الشاكرة، ويتجلّى ذلك بكَثْرةِ مناجاتها لله، وتَضرعها إليه كي يرْزقها ولداً، وأنْ يَتقبّل منها نذيرها، وأنْ يُبارك لها في وليدتها، ويُعيذها وذريتها من الشيطان الرجيم.

- نموذجاً للمرأة المُجابة الدعاء، وهذا إنْ دلّ على شيء فإنّه يدل على عُمْقِ إيمانها وإخلاصها لله عزّوجل، ويبدو ذلك باستجابةِ الله لدعائها بأنْ رَزَقها ولداً رغم كِبَر سنها.

- مِثْالاً للمرأة التي فهِِِمتْ المعنى الحقيقي للحريّة التي لا تكون إلا بالتحرّر منْ عُبوديّة ما سوى الله عزّوجل، ويتجلّى ذلك من خلال نذْرها أنْ يكون مولودها محرّراً، قال مجاهد: (إنّ المحرّر هوالخالص لله عزّ وجل، لا يَشُوبه مِنْ أمر الدنيا ولا يُشْغله شاغل عن عِبَادةِ الله).

- نموذجاً للمرأة التي تَسْتَشْعرعِظَم مسؤولياتها تُجاه أولادها، مِنْ ناحية تربيتهم التربية الحَسَنة ليس فقط دنيوياً بل دينيّاً وأخلاقياًّ، فأوّل ما فكّرت به حِنّة أََثناء حمْلها وبعدَ وَضْعِها أنْ يكون وَلدها عبْداً مؤمناً صالحاً، وإِعداده ليخدم دين الله عزّوجل.

- نموذجاً للمرأة الحريصة على ابنتها كلّ الحِرص، ويظْهر ذلك منْ خِلال دعائها لله عزّ وجل أنْ يُعيذها وذريتها مِنَ الشيطان الرجيم.

- نموذجاً للمرأة الطَّموحة التي تحمل همّاً، فامرأة عِمران لم تقْتصر اهتماماتها في الحياة على إنجابِ الأطفال بل كانتْ تطمحْ أنْ يكون وليدها خادماً لبيت المقدِس، بل أكثرمن ذلك: أنْ يكون نبي ذلك الزمان كما ذكرتْ بعض التفاسير.

- نموذجاً للمرأة الحكيمة الواعية بعيدة النظر، فحِنّة لم تمتعضْ من إنْجابها مريم لأنّها (أنثى) بل لعلْمها أنّ (التحرير) في شريعتها لم يكن جائزاً إلا بحقِّ الغِلْمان لِما يعتري الفتاة مِنَ الأحوال ما يَحول بينها وبين البقاء في المسجد من: (الحيض، أو النفاس عند الولادة)، ولمعرفتها المُسْبقة بطبيعةِ كل من المرأةِ والرجل، فالذَّكَر يصْلح للخدمة لقوتِهِ وشدّته؛ بالإضافة إلى ذلك لا يَلْحَقه عيبٌ في الخدمةِ والاختلاطِ بالناس عكس المرأة التي "لا ينبغي أن تكون مع الرجال" كما قالتْ حِنة، ولقد ذَكَرَ هذه العبارة الطبري في تفسيره.

ومن قِصّة حِنّة نستخلص العديد من الفوائدِ والعِبر:

- حُسن اختيار أسماء الأولاد- وهذا ما فعلتْه امرأة عِمران التي سمّت ابنتها مريم-، الذي يعني بلغةِ قومها (العابِدة) أو (خادمة الربّ)- لأنّ هذا من حَقِّّ الولد على أهْلِهِ-، ومِنَ الأفضل أنْ يكون الاسم إسلاميّاً عربيّاً، ولا سيما اليوم بعد أن كَثُرت الأسماء التي لبستْ ثوب الغرب، التي تدلّ على الهزيمةِ النفسيّة.

- الدعاء للأولاد كما كانتْ تَفْعل حِنّة، وتجنْب الدعاء عليهم.

- الفرح بولادةِ البنات، وعدم التبرّم بقدومهن؛ ففضل تربية البنات لا يَخْفَى كما أكّدتْ أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

- تكريم البنات، الذي لا يكون إلا بِحُسْنِ تربيتهن وِفْقَ ما يحبّه الله ويرضاه، ومِنْ مظاهر هذا التكريم أنّ امرأة عِمران لم تتراجعْ عن الوفاءِ بِنَذْرِها رَغم إِنْجَابها فتاة، كما أنّ العُبّاد تنازعوا فيها أيُّهم يكْفلها.

- تعويد الذكورعلى حياة الخشونة والجِدّ والاجتهاد وتجنيبهم الكسل والبَطالة والراحة والدَّعة، وما نَذْرُ أمرأة عِمران أن يكون وليدها خادماً لبيت المقدس ليقوم على أموره إلا دليلاً على ذلك.

- التواضع لله عزّوجل؛ فرغم المكانة الاجتماعية والدينيّة التي كانتْ تنعم بها عائلة عِمران (فربّ الأسرة –عِمران- كان إمام العبّاد وصاحب صلاتهم، والنبي زكريا عليه السلام كان زوج أخت حِنّة، أو زوج ابنتها كما ذكرتْ بعض الروايات) لم تتحرّجْ امرأة عِمران عن نذرِ ولدها ليكون خادماً في بيت المقدس ليقوم على أموره من كِناسة وغيرها، فكانت النتيجة أن خلّد الله عز وجل اسم هذه العائلة في القرآن الكريم، فمَن تواضعَ لله رَفعه.

- المبادرة إلى فِعل الخيراتِ والطاعات، ويُلاحَظ أنّ امرأة عِمران لم تنتظرْ من أحد أن يَدُلَّها إلى سُبُل الخير بل سارعتْ و بادرتْ من نفْسِها لتقديم ما تستطيع لخدمة دينها.

- عدم البخل بالمواهبِ والقدُرات والإمكانات -وإن قلّتْ- لخدمةِ دين الله عزّ وجل، ولتكن أُسوتنا حِنة التي نذرتْ مولودها ليكون وقْف لله تعالى.

ختاماً نقول: إنّ وعي المرأة المسلمة لدورها الحقيقي في هذه الحياة كونها مربيّة الأجيال وصانعة الرجال لا يقلْ أهميّة عن الجهاد في سبيل الله لأنّها بإِعدادها للجيل المسلم وتنشئته التنشئة الإسلامية الصحيحة تكون قد رابطتْ على ثغرٍ من الثغورِ الحسّاسة التي اعتادَ أعداء الإسلام أنْ يأْتُوه من قِبلها؛ بل أكثر من ذلك تكون: قد ساهمتْ بإعداد القائد الذي سيساهم بتحرير المسجد الأقصى بإذنه تعالى.
منقول

محمد الحياني
28-07-2006, 05:37 PM
جزاك الله خيراً


اخوي مزاجك

نقلت المفيد


وفقك الله

عبدالله الوهابي
29-07-2006, 05:33 PM
أخي الكريم مزاجك
جزالله خيراً ورفع الله قدرك
قال النبي عليه الصلاة و السلام:" و خير النساء مريم بنت عمران ثم فاطمة بنت محمد ثم خديجة بنت خويلد ثم ءاسية بنت مزاحم" رواه الحافظ ابن عبد البر.

فهذا الحديث الشريف فيه نص على أفضلية السيدة مريم عليها السلام على سائر نساء العالمين ثم يليها في الأفضلية فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و سلم ثم خديجة بنت خويلد زوج النبي عليه السلام ثم ءاسية بنت مزاحم ثم يلي هؤلاء النساء في الأفضلية عائشة بنت أبي بكر زوج النبي صلى الله عليه و سلم كما قال بذلك العلماء.

ظافر القحطاني
29-07-2006, 05:55 PM
جــــزاكـ اللــه خــير

تحياتي