سعيد بن مسعود آل مهدي
08-07-2006, 01:58 PM
بني هلال في نجــد وسبب رحيلها من نجد
كانت نجد من أخصب بلاد العرب كثيرة المياه والغدران والسهول والوديان بعد ذلك جاء على البلاد سنوات عجاف عمت البلاد المجاعة من جميع الجهات وكان وقت ذاك في نجد بني هلال وعندما اشتدت المجاعة عليهم اجتمعوا مشايخ وشباب بني هلال وقصدوا مضارب الأمير حسن بن سرحان فدخلوا عليه وقالوا يأمير أشتد علينا الجوع وانقطعت الخيرات من نجد فأن لم نتدارك الأوضاع وألا انقرضت بني هلال وفقدت المواشي والأموال .
فلم سمع الأمير حسن هذا الكلام أستعظم المصاب وكان في مجلسه سادات القوم وفرسانها من أمثال أبو زيد وذياب بن غانم فأخذ الأمير يتدارس الموضوع معهم حتى أستقر رأيهم على الرحيل من تلك الديار قبل أن يحل بهم الدمار ثم قال الأمير حسن لسادات القوم قوموا بنا نتخفى ونتفقد أحوال القبيلة في هذا اليوم فتنكروا جميعا حتى لايعرفهم أحد وركبوا ظهور جمالهم وأخذوا يطوفون بالمضارب ثلاثة أيام حتى داروا على القبيلة ولم يجدوا من يستقبلهم أو من يضيفهم لأن لاأحدا يملك عشا ليله وفي اليوم الرابع نزلوا في سهل فيه عدت مضارب وخيام وكان بها رجل مشهور أسمه مفرج بن نصير وقد كان واقفا عند الأبواب وهو في حاله الذل والاضطراب وعيناه تذرفان الدموع من شدت الجوع فسلموا عليه وأخذوا يتكلمون معه وقالوا نحن ضيوف فقد قصدناك من أبعد البلاد وأنت معروف وأفضالك بين الناس معروفه فخجل من كلامهم ولم يجد ألا أنه يرحب بهم ويقوم بإكرامهم فقال الله يحيكم ياضيوف فأدخلوا محلكم فنزلوا عن ظهور الجمال ودخلوا الى الخيمة وكان لمفرج زوجه يقال لها مي فقال لها زوجها أذهبي الآن فأقصدي بيت أبيك شيبان لعلك تجدين شيئا عنده نقدمه لضيوفنا لأنهم قصدونا دون باقي العربان وجائين من مكان بعيد.
فلما ذهبت الى أبيها وطلبت منه حاجتهم قال والله يابنتي ما دخل بيتنا طعام منذ ثلاثة شهور وأني خجلان منك فاعذريني بالقصور فلما سمعت كلام أبوها رجعت وأعلمت زوجها بذلك الكلام ولعظم الموقف قالت مي قصيده تطلب من زوجها أن يبيع أبنتهما لإكرام الضيوف .
فلما فرغت من قصيدتها قال لها زوجها ونعم الرأي قومي الآن وأصلحي من شأنها والبسيها ثياب الحرير حتى أدور بها القبيلة وأدلل عليها وأبيعها فقامت وألبستها أحسن ثياب وعطرتها وكان الأمير حسن وأبو زيد وذياب على مسمع من كلامهم فتعجبوا منهم وقالوا هذا الأمر غريب وحادث غريب أيضا ولكنهم صبروا حتى يروا ماذا يجري وأما مفرج فأنه أخذ البنت وأخذ يطوف بها قبيلة بني هلال وهو ينادي ويقول يأهل الفضل والمعروف من يشتري أبنتي بعشاء أربعة ضيوف وكان كل من ينظر إليها يتحسر عليها وعلى جمال تلك البنت ويقول أذا اشتريناها ويش نطعمها ونسقيها وعندما لم يجد من يشتريها أرجعها الى البيت فقالت زوجته علامك يامفرج ما بعتها فقال لم أجد من يشتريها مني فقالت أذهب بها الى الأمير حسن أمير القبيلة فأنه بيشتريها منك ولو بعشاء ليله فأخذها وذهب وعند ذلك لما سمعوا الضيوف كلام المرأة خرج الأمير حسن وسبقه الى صيوانه بدون أن يراه أحد من أهل مفرج وأبنته لما دخل سلم على الأمير حسن وقبل يديه وأنشد يقول :
يقول الفتى المدعـــــو أمــير مفرج ....... ولي قلـــب موجــوع وزاد أفـــــــكار
أيامير أتانا ضيوف جــازوا محـــلنا ....... وداروا هلال كبارها مـــــع صـــــــغار
وما عندنا بالبـــيت سئ نقيتـــــهـم ....... ولا مــــرتع للـــدود والأطــــــــــــــيار
أخذت الى بنتـــي ودرت نجوعهـــم ....... ودرت ميامـــينه ودرت يســــــــــــــار
فلم أجد منهم مـــن يشـــــــــتريـها ....... وأضيافي قــــــد تركــــتهم بالــــدار
يا أمير ساعدي وأجبر بخاطـــري ....... يجيرك الــهي مــــن عـــــــذاب النــار
وخــذ بنتـــــي وأكســـــــــب الثنا ....... وجــــد لــي بمـــال يزيل عنا الــعــار
فلما فرغ من قصيدته شكره الأمير حسن وطيب خاطره ثم أمر له بقنطار من الطحين وأن يرجع أبنته الى بيته فشكره مفرج ورجع بالصبية وهو فرحان ولما أبتعد وغاب مفرج عن الانضار نهض الأمير حسن ولبس زيه الاول وركب مطيته وذهب الى بيت مفرج فوصل قبله واعلم الأمير حسن أبو زيد بما فعله ولما وصل مفرج أعلم زوجته بما ناله ثم قال لها قومي الآن وضعي العشاء لضيوف فقامت وعجنت وخبزت وقدم مفرج الخبز الى ضيوفه وقال تفضلوا وكلوا ولا تؤاخذونا بالقصور فأني والله معذور فقال أبو زيد لوجلست معنا وتركت كل هذا العناء والتعب وكان معي من الزاد ما يسدنا ثم مد يده الى الخرج وأنزله على سفرة الطعام فشكره مفرج على ذلك وجلس معهم يتحدث معهم ثم تركهم ليناموا وهو رجع الى فراشه ونام ولما طلع النهار أستاذ نوا وركبوه مطاياهم وواصلوا مسيرهم .
وعندما وصلوا وادي سلامه سمعوا صياح فذهبوا ليروا ماهذا الصوت وعندما وصلوا الى مكان الصوت وجدوا رجال من الشبان والنساء والصبيان يصيحون ويبكون من سدة الجوع وعندما رآهم الأمير حسن أشفق عليهم وفرق عليهم من الأنعام وطيب خاطرهم بالكلام وأستدعى سادات القبيلة وأخذوا يتناقشون في أمر القبيلة وأجمعوا على أن يرحلوا من نجد وأن يذهب أبو زيد يبحث لهم عن ديار يرحلون بأولادهم وحلالهم إليها فقال أبو زيد للأمير حسن يأمير أطال الله في عمرك تعرف بأن الطريق شاقه ويلزم أن يكون معي جماعه فقال ذياب هذا الأمر أسهل الأمور فأختر من تريد فقال أبو زيد بكره النهار يوفق الله ونختار ثم قام أبو زيد وعاد الى خيامه وهو في هم وقلق فقالت له زوجته مالي أراك منقبض الوجه فأعلمها بواقعة الحال وكيف اتفقوا على إرساله الى البحث لهم عن ديار وأنه قد التزم معهم أن يذهب اليوم الثاني فقالت له زوجته أني أرشدك على حيله تتخلص بها من هذا السفر وهو أنك في الصباح تدخل على الأمير حسن وسادات القبيلة وتقول بأنك مستعد أن تذهب لبحث عن ديار بشرط أن يرسلوا معك مرعي ويحيى ويونس فأنهم من أبناء الأعيان ولاتسمح لهم أهليهم أن يتغربوا عن البلاد فإذا رفضوا فبهذه الوسيلة يكون عذرك واضحا أمام سادات القبيلة فستحسن منها الرأي وفي اليوم التالي ذهب الى الأمير حسن فقال له الأمير هل أستعديت على الرحيل فقال أنني في غاية الاستعداد للذهاب غير إنني أريد أن يكون معي رفقاء من سادات القبيلة ليساعدوني على الطريق الطويلة ومشاقها فقال الأمير حسن خذ معك من الفرسان فقال أريد أن أخذ معي مرعي ويحيى ويونس لأنهم هم من بيعا ونوني على الطريق فأستعظم الأمير حسن هذا الطلب خوفا عليهم وكان يظن بأن أبو زيد بيطلب غيرهم من الفرسان ولكنه في الأخير سمح لهم بعد أن حدثهم بطلب أبو زيد وفي اليوم الثالث تجهزوا للسفر وركب الأمير حسن وسادات القبيلة وساروا لوداعهم مدة ثلاثة أيام وعندما عزموا على أن يفترقوا ويعود الأمير حسن ومن معه الى المضارب بكوا جميعا وهنا قال أبو زيد :
يقـــول أبــو زيد الهــــــــلالي ســـلامه ....... ونيران قلبــــــي زايـــدات اللهـــايب
وعــــيني مـــن كــثر البكا قل شوفها ....... جرى دمعــها فوق خدي ســــكـايب
أسمــــــع كلامي ياأمــــير أبـــو علي ....... وكن لـــقولي ماهــــما ثـــم حاســب
غـــدونا بعــون الله جــــل جـــــــلالــه ....... نرود دروب الغــــرب يم المـــــــغارب
وفي صحبتي مرعي ويحيى ويونـــس ....... من أجلهم ذا النجــــع باكي وناحــب
وعــليا عـــيوني ياعـــــرب في حيكم ....... وصبرا وريا طــــــــــويلات الـــذوايب
يا أبو علـــي بالك عليهــــــم من العدا ....... اذا هاجت الفرســـــان بين المضــارب
اودعـتـــكم للــــــه ربـــــي وخالقــــي ....... ومـــن يلتــجي للـه ما راح خايــــــب
فهم الأمير حسن وسادات القبيلة كلام أبو زيد وقام الأمير حسن يوصي أبو زيد بالأولاد ثم بكى وبكى كل من كان حاضر ثم تقدمت امرأته نافلة وهي أخت ذياب بن غانم وهي تبكي وقامت توصي أبو زيد بولدها مرعي وتقول :
تقــول فــــــتاة الحي نافـــــــلة النســا ....... بكـيت على الـفـرقة وما قــد جرا لـها
أبو زيــــد لاتترك مـــــرعي وحـــــــــده ....... فأن غاب مــرعي غاب عقـلي وزالـها
وحافظ عليه في الصباح وفي المســـاء ....... وداريه من الأخــــــطار وأمنــع وبالها
فيا لـــيت نجــد أرضــها ما أمحـــلـــــت ....... ولاراح مــــرعي للـــمغارب جـالـــــها
وعندما انتهت نافلة من كلامها تقدم سادات القبيلة فودعوهم ثم رجعوا الى المضارب وسافر أبو زيد ومن معه للبحث على ديار لهم .
وبهذا انتهت السالفة والى لقاء قريب
والسلام عليكم
كانت نجد من أخصب بلاد العرب كثيرة المياه والغدران والسهول والوديان بعد ذلك جاء على البلاد سنوات عجاف عمت البلاد المجاعة من جميع الجهات وكان وقت ذاك في نجد بني هلال وعندما اشتدت المجاعة عليهم اجتمعوا مشايخ وشباب بني هلال وقصدوا مضارب الأمير حسن بن سرحان فدخلوا عليه وقالوا يأمير أشتد علينا الجوع وانقطعت الخيرات من نجد فأن لم نتدارك الأوضاع وألا انقرضت بني هلال وفقدت المواشي والأموال .
فلم سمع الأمير حسن هذا الكلام أستعظم المصاب وكان في مجلسه سادات القوم وفرسانها من أمثال أبو زيد وذياب بن غانم فأخذ الأمير يتدارس الموضوع معهم حتى أستقر رأيهم على الرحيل من تلك الديار قبل أن يحل بهم الدمار ثم قال الأمير حسن لسادات القوم قوموا بنا نتخفى ونتفقد أحوال القبيلة في هذا اليوم فتنكروا جميعا حتى لايعرفهم أحد وركبوا ظهور جمالهم وأخذوا يطوفون بالمضارب ثلاثة أيام حتى داروا على القبيلة ولم يجدوا من يستقبلهم أو من يضيفهم لأن لاأحدا يملك عشا ليله وفي اليوم الرابع نزلوا في سهل فيه عدت مضارب وخيام وكان بها رجل مشهور أسمه مفرج بن نصير وقد كان واقفا عند الأبواب وهو في حاله الذل والاضطراب وعيناه تذرفان الدموع من شدت الجوع فسلموا عليه وأخذوا يتكلمون معه وقالوا نحن ضيوف فقد قصدناك من أبعد البلاد وأنت معروف وأفضالك بين الناس معروفه فخجل من كلامهم ولم يجد ألا أنه يرحب بهم ويقوم بإكرامهم فقال الله يحيكم ياضيوف فأدخلوا محلكم فنزلوا عن ظهور الجمال ودخلوا الى الخيمة وكان لمفرج زوجه يقال لها مي فقال لها زوجها أذهبي الآن فأقصدي بيت أبيك شيبان لعلك تجدين شيئا عنده نقدمه لضيوفنا لأنهم قصدونا دون باقي العربان وجائين من مكان بعيد.
فلما ذهبت الى أبيها وطلبت منه حاجتهم قال والله يابنتي ما دخل بيتنا طعام منذ ثلاثة شهور وأني خجلان منك فاعذريني بالقصور فلما سمعت كلام أبوها رجعت وأعلمت زوجها بذلك الكلام ولعظم الموقف قالت مي قصيده تطلب من زوجها أن يبيع أبنتهما لإكرام الضيوف .
فلما فرغت من قصيدتها قال لها زوجها ونعم الرأي قومي الآن وأصلحي من شأنها والبسيها ثياب الحرير حتى أدور بها القبيلة وأدلل عليها وأبيعها فقامت وألبستها أحسن ثياب وعطرتها وكان الأمير حسن وأبو زيد وذياب على مسمع من كلامهم فتعجبوا منهم وقالوا هذا الأمر غريب وحادث غريب أيضا ولكنهم صبروا حتى يروا ماذا يجري وأما مفرج فأنه أخذ البنت وأخذ يطوف بها قبيلة بني هلال وهو ينادي ويقول يأهل الفضل والمعروف من يشتري أبنتي بعشاء أربعة ضيوف وكان كل من ينظر إليها يتحسر عليها وعلى جمال تلك البنت ويقول أذا اشتريناها ويش نطعمها ونسقيها وعندما لم يجد من يشتريها أرجعها الى البيت فقالت زوجته علامك يامفرج ما بعتها فقال لم أجد من يشتريها مني فقالت أذهب بها الى الأمير حسن أمير القبيلة فأنه بيشتريها منك ولو بعشاء ليله فأخذها وذهب وعند ذلك لما سمعوا الضيوف كلام المرأة خرج الأمير حسن وسبقه الى صيوانه بدون أن يراه أحد من أهل مفرج وأبنته لما دخل سلم على الأمير حسن وقبل يديه وأنشد يقول :
يقول الفتى المدعـــــو أمــير مفرج ....... ولي قلـــب موجــوع وزاد أفـــــــكار
أيامير أتانا ضيوف جــازوا محـــلنا ....... وداروا هلال كبارها مـــــع صـــــــغار
وما عندنا بالبـــيت سئ نقيتـــــهـم ....... ولا مــــرتع للـــدود والأطــــــــــــــيار
أخذت الى بنتـــي ودرت نجوعهـــم ....... ودرت ميامـــينه ودرت يســــــــــــــار
فلم أجد منهم مـــن يشـــــــــتريـها ....... وأضيافي قــــــد تركــــتهم بالــــدار
يا أمير ساعدي وأجبر بخاطـــري ....... يجيرك الــهي مــــن عـــــــذاب النــار
وخــذ بنتـــــي وأكســـــــــب الثنا ....... وجــــد لــي بمـــال يزيل عنا الــعــار
فلما فرغ من قصيدته شكره الأمير حسن وطيب خاطره ثم أمر له بقنطار من الطحين وأن يرجع أبنته الى بيته فشكره مفرج ورجع بالصبية وهو فرحان ولما أبتعد وغاب مفرج عن الانضار نهض الأمير حسن ولبس زيه الاول وركب مطيته وذهب الى بيت مفرج فوصل قبله واعلم الأمير حسن أبو زيد بما فعله ولما وصل مفرج أعلم زوجته بما ناله ثم قال لها قومي الآن وضعي العشاء لضيوف فقامت وعجنت وخبزت وقدم مفرج الخبز الى ضيوفه وقال تفضلوا وكلوا ولا تؤاخذونا بالقصور فأني والله معذور فقال أبو زيد لوجلست معنا وتركت كل هذا العناء والتعب وكان معي من الزاد ما يسدنا ثم مد يده الى الخرج وأنزله على سفرة الطعام فشكره مفرج على ذلك وجلس معهم يتحدث معهم ثم تركهم ليناموا وهو رجع الى فراشه ونام ولما طلع النهار أستاذ نوا وركبوه مطاياهم وواصلوا مسيرهم .
وعندما وصلوا وادي سلامه سمعوا صياح فذهبوا ليروا ماهذا الصوت وعندما وصلوا الى مكان الصوت وجدوا رجال من الشبان والنساء والصبيان يصيحون ويبكون من سدة الجوع وعندما رآهم الأمير حسن أشفق عليهم وفرق عليهم من الأنعام وطيب خاطرهم بالكلام وأستدعى سادات القبيلة وأخذوا يتناقشون في أمر القبيلة وأجمعوا على أن يرحلوا من نجد وأن يذهب أبو زيد يبحث لهم عن ديار يرحلون بأولادهم وحلالهم إليها فقال أبو زيد للأمير حسن يأمير أطال الله في عمرك تعرف بأن الطريق شاقه ويلزم أن يكون معي جماعه فقال ذياب هذا الأمر أسهل الأمور فأختر من تريد فقال أبو زيد بكره النهار يوفق الله ونختار ثم قام أبو زيد وعاد الى خيامه وهو في هم وقلق فقالت له زوجته مالي أراك منقبض الوجه فأعلمها بواقعة الحال وكيف اتفقوا على إرساله الى البحث لهم عن ديار وأنه قد التزم معهم أن يذهب اليوم الثاني فقالت له زوجته أني أرشدك على حيله تتخلص بها من هذا السفر وهو أنك في الصباح تدخل على الأمير حسن وسادات القبيلة وتقول بأنك مستعد أن تذهب لبحث عن ديار بشرط أن يرسلوا معك مرعي ويحيى ويونس فأنهم من أبناء الأعيان ولاتسمح لهم أهليهم أن يتغربوا عن البلاد فإذا رفضوا فبهذه الوسيلة يكون عذرك واضحا أمام سادات القبيلة فستحسن منها الرأي وفي اليوم التالي ذهب الى الأمير حسن فقال له الأمير هل أستعديت على الرحيل فقال أنني في غاية الاستعداد للذهاب غير إنني أريد أن يكون معي رفقاء من سادات القبيلة ليساعدوني على الطريق الطويلة ومشاقها فقال الأمير حسن خذ معك من الفرسان فقال أريد أن أخذ معي مرعي ويحيى ويونس لأنهم هم من بيعا ونوني على الطريق فأستعظم الأمير حسن هذا الطلب خوفا عليهم وكان يظن بأن أبو زيد بيطلب غيرهم من الفرسان ولكنه في الأخير سمح لهم بعد أن حدثهم بطلب أبو زيد وفي اليوم الثالث تجهزوا للسفر وركب الأمير حسن وسادات القبيلة وساروا لوداعهم مدة ثلاثة أيام وعندما عزموا على أن يفترقوا ويعود الأمير حسن ومن معه الى المضارب بكوا جميعا وهنا قال أبو زيد :
يقـــول أبــو زيد الهــــــــلالي ســـلامه ....... ونيران قلبــــــي زايـــدات اللهـــايب
وعــــيني مـــن كــثر البكا قل شوفها ....... جرى دمعــها فوق خدي ســــكـايب
أسمــــــع كلامي ياأمــــير أبـــو علي ....... وكن لـــقولي ماهــــما ثـــم حاســب
غـــدونا بعــون الله جــــل جـــــــلالــه ....... نرود دروب الغــــرب يم المـــــــغارب
وفي صحبتي مرعي ويحيى ويونـــس ....... من أجلهم ذا النجــــع باكي وناحــب
وعــليا عـــيوني ياعـــــرب في حيكم ....... وصبرا وريا طــــــــــويلات الـــذوايب
يا أبو علـــي بالك عليهــــــم من العدا ....... اذا هاجت الفرســـــان بين المضــارب
اودعـتـــكم للــــــه ربـــــي وخالقــــي ....... ومـــن يلتــجي للـه ما راح خايــــــب
فهم الأمير حسن وسادات القبيلة كلام أبو زيد وقام الأمير حسن يوصي أبو زيد بالأولاد ثم بكى وبكى كل من كان حاضر ثم تقدمت امرأته نافلة وهي أخت ذياب بن غانم وهي تبكي وقامت توصي أبو زيد بولدها مرعي وتقول :
تقــول فــــــتاة الحي نافـــــــلة النســا ....... بكـيت على الـفـرقة وما قــد جرا لـها
أبو زيــــد لاتترك مـــــرعي وحـــــــــده ....... فأن غاب مــرعي غاب عقـلي وزالـها
وحافظ عليه في الصباح وفي المســـاء ....... وداريه من الأخــــــطار وأمنــع وبالها
فيا لـــيت نجــد أرضــها ما أمحـــلـــــت ....... ولاراح مــــرعي للـــمغارب جـالـــــها
وعندما انتهت نافلة من كلامها تقدم سادات القبيلة فودعوهم ثم رجعوا الى المضارب وسافر أبو زيد ومن معه للبحث على ديار لهم .
وبهذا انتهت السالفة والى لقاء قريب
والسلام عليكم