المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سماحة المفتي العام حفظه الله يقول انه من كبائر الذنوب ماحصل في القنصليه الامريكيه


ابو اسامة
27-12-2004, 02:01 AM
الرياض: «الشرق الأوسط»

استنكر مفتي عام السعودية حادث اقتحام القنصلية الأميركية ووصفه بالعمل المحرم ومن كبائر الذنوب التي يترتب عليها مفاسد كبيرة، معتبرا أن تسمية هذا العمل بـ «غزوة الفلوجة» جاء من باب التغطية والاستغلال.

وبين الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، أن حرمة هذه الأعمال تقوم على عدد من المخالفات الشرعية، منها قتل الأنفس المحرم قتلها، وعدم احترام عهد الأمان الصادر عن ولي الأمر، وحمل السلاح وترويع الآمنين وزعزعة الأمن وإعطاء الفرصة لمن يريد التدخل في بلاد المسلمين، إضافة إلى الإيهام بأن ما يقومون به من إرهاب من صميم الدين الإسلامي.

وعن مغزى تسمية هذه العملية باسم «غزوة الفلوجة»، قال المفتي إن «التسمية لا تؤثر في شيء ولا تغير من الحكم، ولا أرى أن هؤلاء أطلقوا هذه التسمية على فعلتهم الشنيعة إلا من باب التغطية والاستغلال»، مضيفا «ما يجري في الفلوجة شيء وما يقوم به هؤلاء شيء آخر».

وعن حكم ذهاب الشباب السعودي للقتال في العراق قال «نحن ندعو لأهل العراق بالتوفيق والسداد وهم أدرى بشؤونهم وأقدر على معرفة مصالحهم، ولسنا مع ذهاب الشباب إلى هناك لما في ذلك من أضرار».

وجاء في نص بيان المفتي «إن ما حصل من محاولة لاقتحام القنصلية الأميركية في جدة واستخدام الأسلحة والمتفجرات وقتل الأنفس المعصومة وترويع الآمنين وزعزعة الأمن في هذا البلد الآمن، كل هذا من المحرمات بل ومن كبائر الذنوب لأن الله سبحانه قد حرم قتل النفس المعصومة (لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق)

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة). كل من دخل بلادنا بإذن من ولاة الأمر فإنه قد أعطي الأمان ولا يجوز التعرض له ، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم (أن المؤمنين يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم) فكيف بذمة ولي الأمر.


ثم ان هذا الأمر قد تترتب عليه مفاسد كثيرة منها:

أولا: قتل النفس المعصومة وهذا محرم بالإجماع.

ثانيا: اخفار ذمة ولي الأمر وهذا محرم أيضا.

ثالثا: حمل السلاح واستخدام المتفجرات وترويع الآمنين من مسلمين ومستأمنين وهذا محرم أيضا.

رابعا: زعزعة الأمن في البلاد الإسلامية وهو محرم.

خامسا: تسليط الأعداء المتربصين على بلاد المسلمين وتهيئة الذرائع لهم للتدخل في شؤونهم.

سادسا: الادعاء بأن هذا من الدين وهذا من الافتراء على الله ورسوله، والله تعالى يقول (إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) فمن نظر بعين الديانة وصدق الاتباع للشريعة علم أن هذا العمل محرم لاشتماله على ما ذكرنا من هذه الأمور العظيمة وغيرها.

فحري بالمسلم أن ينصف من نفسه ويتقي ربه عز وجل وينظر فيما يقدم عليه من أقوال وأعمال وليعلم أنه محاسب عليها، فلا يجوز له الإقدام على ما يعلم حرمته فإن عاقبة ذلك وخيمة على العبد في دنياه وأخراه والله تعالى يقول (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون).

وقد تكرر الإنكار والتشديد في بيان حرمة هذه الأعمال وشناعتها من قبل العلماء من داخل البلاد وخارجها، ولا نعلم أن عالما معتبرا قد أجاز مثل هذه الأعمال فالواجب تقوى الله عز وجل والرجوع إلى الحق وعدم التمادي في الباطل.


ثم إني أحذر كل من برر هذه الأعمال أو فرح بها فإن الله عز وجل مطلع عليه وعالم بالأقوال والأعمال فالواجب تقوى الله عز وجل وترك الأهواء المضلة عصمنا الله وسائر إخواننا المسلمين من الأهواء والبدع ورزقنا اتباع سنة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ووقانا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن».

المصدر :-
http://www.asharqalawsat.com/