المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المحبة الصادقة للرسول الكريم


عبدالله الوهابي
27-04-2006, 11:04 AM
يرتبط الحب في قلب الإنسان بدوافع وبواعث تبعث عليه ، مهمتها أن تحرك القلب وتدفعه نحو محبوباته .
في اللغة : ميل القلب فطرة أو إدراكاً ومعرفة ما يوافقه ويستحسنه .
وكذلك محبة رسول الله، معناها : أن يميل قلب المسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ميلاً يتجلى فيه إيثاره عليه الصلاة والسلام على كل محبوب من نفس ووالد وولد والناس أجمعين ، وذلك لما خصه الله تعالى من كريم الخصال وعظيم الشمائل ، وما أجراه على يديه من صنوف الخير والبركات لأمته ، وما امتن الله سبحانه على العباد ببعثته ورسالته ، وغير ذلك من الأسباب الموجبة لمحبته عقلاً وشرعاً .
إن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم تابع لمحبة الله عز وجل ، ذلك لأن محبة الله تعالى هي أساس المحبة الشرعية ، فمن أحب الله أحب رسوله لأجل حب الله عز وجل ، قال تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) [ آل عمران ] .
ثم إن الله اصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم برسالته ، وجعله خاتم النبيين , وأفضل الخلق أجمعين وحبيب رب العالمين ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أهل لأن يحب ، لحب الله تعالى له واختياره لهذا الخبر العميم .
فقد دل أمته على كل خير يقربها إلى ربها ، وحذرها من كل شر يجلب لها الذل والخزي في الدنيا والعذاب والنكال في الآخرة .
يقول تعالى : ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) [ آل عمران ] لأجل هذا كانت المنة ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم عظيمة ، والنعمة بذلك جسيمة ، ولا يعرف قدر هذه النعمة إلا من أدرك الفرق بين الهدى والضلال .
يقول الأستاذ عبد الرؤوف عثمان في كتابه " محبة الرسول بين الاتباع والابتداع " فمن عرف هذا الفرق وأدركه يقيناً ، علم عظم هذه النعمة التي لا تعادلها نعمة على ظهر الأرض ، وأحب الرسول عليه الصلاة والسلام بكل قلبه وأثر حب الله ورسوله على ما سواهما .
وعليه فإن حب المسلم للرسول صلى الله عليه وسلم يحركه في قلبه أمور كثيرة منها : تذكر الرسول عليه الصلاة والسلام وأحواله ، والوقوف على هديه صلى الله عليه وسلم والاشتغال بالسنة قولاً وعملاً ، ومعرفة نعمة الله على عباده بهذا النبي صلى الله عليه وسلم ، وكثرة الصلاة والسلام عليه.
ثم أن أقوى شاهد على صدق الحب هو موافقة المحب لمحبوبه ، وبدون هذه الموافقة يصير الحب دعوى كاذبة ، وأكبر دليل على صدق الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو طاعته واتباعه . فالصادق في حب النبي صلى الله عليه وسلم هو من أطاعه واقتدى به وآثر ما يحبه الله ورسوله على هو نفسه ، وظهرت آثار ذلك عليه من موافقته في حب ما يحبه وبغض ما يبغضه .
بيد أن هذا الاتباع محدد بشواهد وعلامات ، منها : تعظيمه عليه الصلاة والسلام وتوقيره والأدب معه ، والاقتداء به وتحكيم سنته والتحاكم إليها والرضا بحكمه .
يقول الحسن البصري رحمه الله : زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية: قال تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) [آل عمران]
ويؤكد القاضي عياض رحمه الله على ارتباط محبة الرسول صلى الله عليه وسلم بالاتباع فيقول : اعلم أن من أحب شيئاً آثره وآثر موافقته ، وإلا لم يكن صادقاً في حبه وكان مدعياً .
ثم إن من تعظيمه صلى الله عليه وسلم نصرته والذب عنه ، وقد أوجب الله تعالى على الأمة نصرة نبيه صلى الله عليه وسلم وتوقيره ، وكيف لا يكون نصر الرسول عليه الصلاة والسلام من أوجب الواجبات بل حقه أن يفدي بالأنفس والأموال ، وأن يؤثر بكل عزيز وغال ، يقول سبحانه : ( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ) [ الأعراف ] .


ختاماً أقول : إن هناك فرقاً كبيراً بين المحبة الإيمانية التي تورث الإجلال والتوقير والتأدب مع سنته عليه الصلاة والسلام ، وبين محبة هائمة فلسفية المشرب خيالية المورد ، تورث تأليهاً لذاته وتجريداً لصفاته ، تترنم بأشعار الغالين وصلوات المتنطعين ، ومن أراد استجلاء هذا الفرق أكثر ، فلينظر إلى حال القرون التي أحبت رسولها صلى الله عليه وسلم محبة إيمانية كيف كانت ؟! .

ابو نافص الزهيري
03-05-2006, 04:55 AM
شكراً لك اخي الكريم على هذا المشاركة

عبدالله الوهابي
06-05-2006, 06:24 PM
أخي أبو نافص الزهيري شكراً على مرورك وبارك الله فيك وجعلنا وإياك من الواردين بحوض نبيه صلى الله عليه وسلم

أبو مسعود الزهيري
07-05-2006, 07:56 AM
الأخ ابن رشد الصغير

الله يجزاك خير الجزاء

حقيقة اني استمتع اذا قريت ردودك فما بالك بمواضيعك المتميزة أسأل الله العلي العظيم أن يبارك فيك وفي جميع المسلمين .. وأن يرزقنا المحبة الخالصة لرسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه ..

ابن ذروه
07-05-2006, 01:11 PM
جزاك الله خير أخي الكريم ،،،،،،،،،



والله يرزقنا وأيك محبة خير البرية ،،،،،،،،،،،،

محمد الحياني
07-05-2006, 09:35 PM
جزاك الله خيراً

اخي الغالي واستاذي القدير


بن رشد

لقد اخترت المفيد وعلقت واحسنت التعليق

وفقك الله ونسال الله ان يجمعنها بمن احببنا سيد المرسلين

عبدالله الوهابي
09-05-2006, 05:56 AM
أخي الحبيب أبو مسعود الزهيري بارك الله فيك وجعلنا من المتحابين في الله ولم تعز إلا الذي يكن لك الاحترام المتبادل

عبدالله الوهابي
09-05-2006, 05:57 AM
أخي الكريم ابن ذروه إن ردودك ومرورك لي تتحفني دوماً تسلم يالغالي

عبدالله الوهابي
09-05-2006, 05:59 AM
الحبيب المنتظر والغالي إلى قلبي دوماً فتى الجوه أشكر لك مرورك الذي سرني ، ولكن أنا في انتظار زيارتك وفكني من الزحلقة جيت ورحت ما عندي وقت ؟؟؟؟؟ حلوووووووه