المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحــــــب ومراحلــــــه


عبدالله الوهابي
31-03-2006, 07:48 PM
لما كان الحب الملهم الأول للشعر والشعراء فقد أخترت لكم هذا الموضوع للتعريف بأسماء الحـــب ومراحله
وضعوا للحب أسماء كثيرة منها المحبة
والهوى والصبوة والشغف والوجد
والعشق والنجوى والشوق والوصب والاستكانة والود
والخُلّة والغرام والهُيام
والتعبد.

وهناك أسماء أخرى كثيرة أمسكنا عن
ذكرها التقطت من خلال ما ذكره
المحبون في أشعارهم وفلتات ألسنتهم وأكثرها يعبر
عن العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة .

1- الهوى

يقال إنه ميْل النفس ، وفعْلُهُ : هَوِي ، يهوى ، هَوىً ، وأما : هَوَىَ يَهوي فهو
للسقوط ، ومصدره الهُويّ .
وأكثر ما يستعمل الهَوَى في الحبِّ المذموم ، قال تعالى : ( وأمَا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى 0 فإنَّ الجَنَّة هي المأْوى ) سورة النازعات آية رقم (40-41 (
وقد يستعمل في الحب الممدوح استعمالا مقيداً ، منه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يؤْمن أحدكم حتى يكون هَواهُ تبعاً لما جئتُ بِه " . صححه النووي

وجـاء في الصحيحين عن "عروة بن الزبير" - رضي الله عنه – قال : كانت خولة بنت حكيم : من اللائي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت عائشة رضي الله عنها :أما تستحي المرأة أن تهَبَ نفسها للرَّجُل؟ فلمّا نزلت ( تُرْجي من تشاء مِنْهُنَّ ) سورة الأحزاب آية رقم (51 ) قلت : يا رسول الله ما أرى ربَّك إلا يُسارعُ في هواك "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 – والصَّبْوة

وهي الميل إلى الجهل ، فقد جاء في القرآن الكريم على لسان نبينا يوسف - عليه السلام - قوله تعالى : ( وإلا تَصرفْ عني كيدَهن أصبُ إليهنَّ وأكنُ من الجاهلين ) سورة يوسف آية رقم (30 )
والصّبُوة غير الصّبابة التي تعني شدة العشق ، ومنها قول الشاعر :
تشكّى المحبون الصّبابة لَيْتني
تحملت ما يلقون من بينهم وحدْي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

3 - والشغف

هو مأخوذ من الشّغاف الذي هو غلاف القلب ، ومنه قول الله تعالى واصفاً حال امرأة العزيز في تعلقها بيوسف عليه السلام ( قد شغفها حُباً ) ، قال ابن عباس - رضي الله عنهما - في ذلك دخل حُبه تحت شغاف قلبها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

4 - والوجد

وعُرف بأنه الحب الذي يتبعه الحزن بسبب ما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

5 - والكَلَفُ

وهو شدة التعلق والولع ، وأصل اللفظ من المشقة ، يقول الله تعالى: ( لا يُكلف الله نفساً إلا وُسْعَهَا ) سورة البقرة آية رقم ( 286 ) .
وقال الشاعر :
فتعلمي أن قد كلِفْتُ بحبكم
ثم اصنعي ما شئت عن علم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


6 - العشـق

وكما يقال عنه: أمرّ هذه الأسماءُ وأخبثها ، وقلّ استعمال العرب القدماء له ، ولا نجده إلا في شعر المتأخرين ، وعُرِّف بأنه فرط الحب. قال الفراء :
العشق نبت لزج ، وسُمّى العشق الذي يكون في الإنسان لِلصُوقهِ بالقلب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

7 - الجـوى

الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حُزْن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

8 - الشـوق:

هو سفر القلب إلى المحبوب ، وارتحال عواطفه ومشاعره ، وقد جاء هذا الاسم في حديث نبوي شريف ، إذ روى عن عمار بن ياسر- رضي الله عنه - أنه صلى صلاة فأوجز فيها ، فقيل له : أوجزت يا " أبا اليقظان " !! فقال : لقد دعوت بدعوات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم " يدعو بهن " اللهم بعلمك الغيب ، وقدرتك على الخلق ، أحيني إذا كانت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي ، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة ، وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضى ، وأسألك القصد في الفقر والغنى ، وأسألك نعيماً لا ينفد ، وأسألك قرة عين لا تنقطع ، وأسألك الرضى بعد القضاء ، وأسألك بَرَد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك ، والشوق إلى لقائك ، في غير ضراء مُضرة ، ولا فتنة ضالة ، اللهم زيِّنَّا بزينة الإيمان ، واجعلنا هُداة مهتدين .
وقال بعض العارفين " لما علم الله شوق المحبين إلى لقائه ، ضرب لهم موعداً للقاء تسكن به قلوبهم " .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

9 - الوصَـــب ُ

وهو ألم الحب ومرضه ، لأن أصل الوصب المرض ، وفي الحديث الصحيح: " لا يصيب المؤمن من همّ ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه " .

وقد تدخل صفة الديمومة على المعنى ، قال تعالى : ( ولهم عذابٌ واصبٌ ) سورة الصافات آية رقم ( 9 )
وقال سبحانه : ( وله الدينُ واصباً ) سورة النحل آية رقم النحل ( 52 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

10 - الاستكانـة

وهي من اللوازم والأحكام والمتعلقات ، وليست اسماً مختصاً ، ومعناها على الحقيقة : الخضوع ، قال تعالى : ( فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ) سورة المؤمنون آية رقم ( 76 ) ، وقال ( فما وَهَنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضَعُفوا وما استكانوا ) سورة آل عمران آية رقم ( 146 )
وكأن المحب خضع بكليته إلى محبوبه ، واستسلم بجوارحه وعواطفه ، واستكان إليه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

11 - الـوُدّ
وهو خالص الحب وألطفه وأرقّه ، وتتلازم فيه عاطفة الرأفة والرحمة ، يقول الله تعالى : (وهو الغفور الودود) سورة البروج آية رقم ( 14) ، ويقول سبحانه : ( إن ربي رحيم ودود) سورة هود آية رقم ( 90 ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

12 - الخُلّة
وهي توحيد المحبة، وهي رتبة أو مقام لا يقبل المشاركة ، ولهذا اختص بها في مطلق الوجود الخليلان "إبراهيم" و"محمد " صلوات الله وسلامه عليهما ، قال تعالى: ( واتَخَذَ اللهُ إبراهيم خليلاً) سورة النساء آية رقم ( 125 )

وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنّ الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً " وقال صلى الله عليه وسلم : " لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن صاحبكم خليل الرحمن " ، وقال صلى الله عليه وسلم " إني أبرأ إلى كل خليل من خلته " وقيل: لما كانت الخلّة مرتبة لا تقبل المشاركة امتحن الله سبحانه نبيه " إبراهيم " – عليه السلام - الخليل بذبح ولده لما أخذ شعبة من قلبه ، فأراد سبحانه أن يخلّص تلك الشعبة ولا تكون لغيره ، فامتحنه بذبح ولده ، فلما أسلما لأمر الله ، وقدّم إبراهيم عليه
السلام محبة الله تعالى على محبة الولد، خلص مقام الخلة وصفا من كل شائبة ،
فدي الولدُ بالذبح.

ومن ألطف ما قيل في تحقيق الخلّة : إنها سميت كذلك لتخللها جميع أجزاء الروح وتداخلها فيها، قال الشاعر:
قد تخلَّلْتِ مسلك الروح مِني وبذا سُمِّي " الخليل خليلاً "

وقال بعض العلماء المحققين :
قد ظن بعض من لا علم عنده أن الحبيب أفضل من الخليل ، وقال: "محمد حبيب
الله، و"إبراهيم خليل الله، وهذا باطل من وجوه كثيرة :

منها : أن الخلّة خاصة ، والمحبة عامة، فإن الله يحب التوابين ويحب
المتطهرين، وقال في عباده المؤمنين ( يُحبُّهم ويُحبونه ) سورة المائدة آية رقم ( 54 )

ومنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى أن يكون له من أهل الأرض خليل ، وأخبر أن أحب النساء إليه عائشة رضي الله عنها ، ومن الرجال أبوها .

ومنها : أنه صلى الله عليه وسلم قال : " لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أُخوّة الإسلام ومودته "

ومنها : أنه صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم
خليلاً ".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

13 - الغرامُ
وهو الحب اللازم، ونقصد باللازم التحمل ، يقال: رجلٌ مُغْرم، أي مُلْزم بالدين ، قال " كُثِّير عَزَّة

قضى كل ذي دينٍ فوفّى غريمه
و"عزَّة" ممطول مُعنًّى غريمُها
ومن المادة نفسها قول الله تعالى عن جهنم : ( إنَّ عذابها كان غراماً ) أي لازماً دائماً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

14 - الهُيـام
وهو جنون العشق، وأصله داء يأخذ الإبل فتهيم لا ترعى ، و" الهيم "بكسر الهاء الإبل العطاش ، فكأن العاشق المستهام قد استبدّ به العطش إلى محبوبه فهام على وجهه لا يأكل ولا يشرب ولا ينام ، وانعكس ذلك على كيانه النفسي والعصبي فأضحى كالمجنون، أو كاد يجنّ فعلاً على حد
قول شوقي :
ويقول تكاد تُجَـنُّ به
فأقول وأوشك أعبُده

وحيد الجنوبيه
31-03-2006, 08:39 PM
مشكور يابن رشد

لالالالاهنت

عبدالله الوهابي
04-04-2006, 08:04 PM
جزيت خيراً وحيـــــد
ولا هان من قال
ومشكور على المرور وبوركت أخي

فارس الجنوبية
04-04-2006, 09:30 PM
مشكور



والله يجعل حبنا في طاعه الله



والمثل يقول ومن الحب ماعقر


والله يعطيك الف عافيه وسلامه


وتقبل تحياتي

فتى خضار
04-04-2006, 10:25 PM
شكراً لك اخي الكريم على هذا المشاركة

ابو عبدالعزيز القحطاني
04-04-2006, 11:17 PM
رائع ابن رشد . ذكرتني بما قال إبراهيم ناجي :
]يافؤادي رحم الله الهوى كان صرحا من خيال فهوى

عبدالله الوهابي
05-04-2006, 12:19 AM
ويل لمن أحب وويل لمن لم يحب
أسأله أن يجعلنا حبنا في الله وطاعته ورضوانه
شكراً أخواني فارس الجنوبية ، وفتى خضار وضفاف ... وجزاكم الله خيراً على مروركم

عشيمان
12-04-2006, 07:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابن رشد سلمت يمينك على موضوعك الاكثر من رائع

تقبل تحياتي

عبدالله بن غفره
13-04-2006, 12:14 AM
أبن راشد الصغير

لا هنت لا هنت وبيض الله وجهك


موضوع رائع وجميل



يعطيك ألف عافية


أخوك

عبدالله الوهابي
13-04-2006, 06:07 AM
أخي الكريم عشيمان شكراً على المرور لا عدمناك

أخي الحبيب بن غفره شكراً على الاحساس المرهف ، ومبارك ما قلدت به وإلى الأمام بوركت يداك بما كتبت وما فعلت

السيف النادر
14-04-2006, 04:19 PM
مشكور اخوي ابن رشد على الموضوع الجميل

وانت شكلك تحب .... ولا وش خلاك تدور على مواضيع الحب وتركز عليها ... :)

ننتظر جديدك

تقبل تحياتي

عبدالله الوهابي
14-04-2006, 09:35 PM
أخي الحبيب السيف النادر شكراً على المرور ويشرفني ، وعلى الرد
ياأخي لا تفضحنا قدام الخلق.
وأقول كلمة قوية "" فويلٌ لمن أحب وويل لمن لم يحب """ فأنت أخي مع الاول أو الثاني

الخيار بين ملعبك.................. تحياتي وأكرمك الباري

مزبن الجاني
20-04-2006, 04:20 PM
الله يعطيك العافيه ما قصرت ولا عدمتك وانا اخوك

عبدالله الوهابي
21-04-2006, 02:04 PM
شكراً أخي مزبن وجزاك الله خيراً غلى المرور