المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة ( حـدود المطـــر )


عبدالله الوهابي
28-03-2006, 06:32 PM
سألت بدوياً يرعى الإبل في أطراف الصحراء وكنت في مهمة عمل في ذاكرتي ؟!
ما الذي جاء بك " وبمجاهيمك ومعاتيرك " إلى هذا الفقر المجدب ؟! تلفت الرجل وكانت الريح تلعب بلحيته البيضاء ، كمن يبحث عن احد في مكان ليس فيه أحد ، ثم أشار بإصبعه إلى عشبة في الأرض بالكاد تبين : هل ترى هذا النبت ؟. أومأت برأسي دون أن أتكلم وأنا أحملق في عينيه ، كان لونها العسلي يشدني إلى أعماق بحيرة هادئة ، قال ما لا تراه من هذا النبت يعادل عشرات أضعاف ما تراه ، إن جذورها ضاربة في الرمل ، وأنا مثلها ، لقد ولدت هنا وولد ومات جدود جدودي في هذه الأرض ، أين تريدني أن أرحل .
فقلت ببرود : إلى حيث تخرج الأرض زينتها إلى الكلأ والماء ، إذا كان من أجلك فمن أجل هذه المسكينة !!.
قال : إذا أكرمتني البروق وجادت السحائب وتعانقت حبات المطر بحبات الرمل ، تخرج هذه الأرض – التي تسميها قفراً – كنوزها وتنشر زمردها في ثنايا الرمل .
تابعت ببرود : وماذا إن خابت توقعاتك وخانتك السحائب ؟
قال : أسير بإتجاه المطر ، وإن للبدوي – يابني – قدرة على تتبع المطر مثل كل كائنات الصحراء .
تابعت ببرود يصل حد البلاهة : وماذا إن اصطدمت بالحدود ؟!
وقتها أطلق البدوي ضحكة مجلجلة دوّت في فضاء الصحراء ، انتفضت كعصفور بلله القطر ، شدني في منظر فمه الفاغر ، ولسانه المبيض الذي تدلى فوق شفته السفلى ، ولحيته التي تهتز من كثرة الضحك ، لقد استغرق في الضحك أكثر مما يسمح به وقار الكهولة ، لدرجة أن سقطت لؤلؤتان من محار عينه على حبات الرمل .
فجأة توقف عن الضحك تفحصني من العمامة للنعل – يدي لي انه يراني غباشاً – وقال : يابني المطر عطية من الله ، وعطايا الله لا حدود لها .
أما الحدود التي تتكلم عنها فهي من صنع البشر . الذين تمكنوا أن يُسَيّجُوا الأرض ، فكيف سَيُسَيّجُون الهواء والماء والسماء ، مضى ذلك في نفسي كحجر في بئر أليست أكبر مشاكلنا البيئة ، والإنسانية لا حدود لها ، وكيف سنقيم نقاط التفتيش على ظاهرة الاحتباس الحراري ، والاحتباس الأخلاقي ، والمطر الحامضي ، وحموضة المشاعر ، والغبار الذري... في الفضائيات العربية وكل المقارنات التي تخرجك من تكوينك البشري إلى كائن بقرون لا يحسن إلا أن يقول : " إمباع "..

ذيب المعادي
28-03-2006, 08:52 PM
شكر اخوي ابن رشد الصغير

قصه جميله جدا

وعطايا الرحمن مالها حدود

تسلم لي اناملك ياغالي

وحيد الجنوبيه
28-03-2006, 08:54 PM
لالالالاهنت


قصه رائعه ومشوقه بالفعل

عبدالله الوهابي
29-03-2006, 03:41 AM
مشكوووووور أخوي الحبيبين ( ذيب ، ووحيد ) على مروركما ومشاركتكما لي حفظكما الباري

محمد الحياني
29-03-2006, 06:54 AM
فعلاً عطاي الله لا حدود لها


وانت دائم مميز في مشاركاتك واختيارك


لذلك أنت من اللذين يجيدون فن المودة والحب للاخرين مما يجعل البقية يتابع جديدك


لاهنت يالغالي

عاشق المرجلة
29-03-2006, 01:36 PM
مشكور أخي على هذه المشاركة

عبدالله المهداني
29-03-2006, 03:30 PM
لاهنت يا عزيزي

عبدالله الوهابي
29-03-2006, 10:15 PM
فتى الجوة مشكوووور أخي الحبيب على متابعاتك لي باستمرار لاهنت وما زلت عندي العزيز الغالي
عاشق المرجلة شكراً على مرورك ومشاركتك معنا حفظك الله
الاستاذ الهمداني مشكور يامشرفنا الحبيب على متابعتك المتميزة دوماً وتعطي الآخرين الشعور بالإبداع