المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((مـن دروس الحـياة .. الأرض تتكـلم عـربي !! ))


سعد بن حسين
23-03-2006, 11:37 PM
((مـن دروس الحـياة .. الأرض تتكـلم عـربي !! ))

بسم الله الرحمن الرحيم ..
- - -
الخـيرُ نبتةٌ أصـيلةٌ في الفطرةِ الـسوية ، فإذا كـانت أرضُ القلـبِ طـيبةَ ،
خـرجَ ثمرها طـيباً بإذن الله سبحـانه ، لتراهُ عـيونُ الدنيا ، فتفـرح به ، وتتهـلل له ..!!
وحـين تكونُ أرضُ القـلب أرضـاً بوراً ، خـبيثة بسبب ما تراكـم عليها من صـدأ الشهوات ،
وأكـدار المعـاصي ، وغبار الانجـراف مع الانحـراف ، حينذاك لا تتمـكن مـثل هذه الأرض
أن تخـرج شيئا طيبا ، يتهـلل له ومعه وجـه الحياة !
فـشيء طبيعـي للغاية :
أن الـبلد الطيب يخـرج نباته طيـبا بإذن ربه ، وأن الأرض الفـاسدة تخرج نباتها فـاسداً ولابد ..!
مـع هذا .. فـإن تلك الأرض الخـربة ، قد تهتز بالـحياة ، فإذا هـي أكثر عطـاء من غيرها ..!
إن الخـيرَ المبذور في أصـل الفطـرة يبقى مبذوراً فيـها ، فإذا انجلـت صورة المـرآة في هذا القـلب
تلألأت إشـراقات تلك البذور المطمـورة ، واهـتزت بالحياة .!
إن البـذور التي يلقـيها الإنسان في أرضـه ، تبقى مـتوارية زمناً قـد يطول ،
إذا أدار هـذا الإنسان لها ظهـره ولم يعتنِ بهـا ، فلم يتعهدها بالمـاء اللازم ، ولا بتقلـيب الأرض لها ،
ولا بـمدها بما يلزم لحـياتها ، من هواء وضـوء وسماد ، ونـحو ذلك ..
تبقـى تلك البذور مـدفونة تحت التراب ، فـلا يمر إنسان بهـذه الأرض إلا انقـبضت نفسه ،
وهـو يراها جـرداء قاحـلة ، صـفراءُ باهتٌ لـونها لا تسر الناظـرين !
فإذا امتدت إليها يدٌ بالعنايةِ وشيءٍ من الاهتمام ، فسرعان ما نراها تشق الأرض في طريقها
إلى الفـضاء في روعـة ، صاعـدة نحو السـماء ، ولا تزال تتشـامخ شيئاً فـشيئاً ،
طالمـا بقيت تلك الرعـاية تمتد إليهـا ، وتتعهـدها ، حتى إذا تكامـلت وأينعت ،
وأورقـت وأزهـرت وأثمـرت ، ابتهجـت بها الحياة ، وسُـرّ بها الأحياءُ ، وآتتْ أكـلها كل حـين بإذن ربها !
أحسـب أن هذه قـصة معروفـة ، تشهـدها الحياة كـل حين ، تحت كـل سماء ،
أو قـل هو مثل من واقـع الحياة الذي لا يجـادل فيه أحد ، ومن هنا نقـول مقررين مؤكدين :
أن شـأن بذور الخـير المطمورة في قلـب الإنسان ، إنما تحـتاج إلى شيء من الالتفـات إليها ،
والعـناية بها ،والرعـاية لها ، والصـقل الدائم لها ، وجلاء مـا يعيقها ..!!
فعلـينا أن لا نغفل عن هذه الـحقيقة الكبيرة ، سـواء في ذوات أنفـسنا ، أو :
ونحن نتعـامل مع الآخـرين ، على أمل مسـاعدتهم في إصـلاح نفوسـهم ..!
هذه واحـدة .. أما الـثانية ..
إن الإنسـان العـاقل يتعلم من كـل شيء حوله ، وحـين يرى النبتةَ الصـغيرة تشق طريقها
في جهـد جهيد ، لتتـسامى إلى السماء ، تستـمد منها الـمدد والعون ، لتترعـرع وتنمو
وتتشامـخ في وجه الـدنيا ، لتعطي الـحياة والأحياء عـطاءها الـمنتظر منها :
أريجـا وعبقا وثمـرا طيبا ، وظلاً ظلـيلاً ، دون انتظـار جزاء ولا شكـورا ..!
حـين يرى العـاقل مثل هذا المـشهد الذي يتكـرر كثيرا في حـياة الناس ،
يبتهـج قلبه ، وتهتز نفـسه ، وترف روحـه ، لهذا الـدرس الكبير الذي تقدمـه له الحياة مـجاناً ..!!
رحـمة من الله وفضـلاً وكرما ومـنة ..ولكن لمن كـان له قلـب أو ألقى السمـع وهو شهيد ..!!
إنه حـين يرى ذلك المشهـد يهتف في غـور قلبه هـاتف الموعـظة بلسان عـربي مبين :
أيها الإنسـان ! أيها العـاقل !! ليـس لك إلا أن تجهـد جهـدك لتشق طـريقك في الحـياة ،
ولكـن إذا لم تكـن وجهـتك إلى السـماء قصـداً فلا تتعـنى ..!
ذلك لأن كـل جهد لك سيصـبح جهدا باطلا ، مـردود عليك _ ولو فـرحت به حينا من الـوقت ! _ ..


فـلا خير لك ولا نجـاح يسير في ركابك ، إلا حين تتسامى إلى السماء ، تستمد خيرها ،
وترجو بركـتها ، وتأمـل في مـددها ، فإذا كـان قلبك عامـراً بهذا المعـنى متشـربا له ،
يسـري في عـروقك سـريان الدم ، فقـد عرفت كـيف تأتي الـبيوت من أبوابها ،
وتكـون بذلك عـرفت الدرس الكـبير ، وأمـسكت الخيط المـوصل لك إلى سعـادة الدنيا ، وعـز الأبد ..!
وإذا لـم تكن كـذلك ، وأبيت إلا أن تكـون مقطوع الصـلة بالسماء ،
فثـق أنك قـد آثرت أن تكـون أسوأ وأحـقر من بذرة مطـمورة في أرض خـربة .. !!
إنك لـو تأملت تلك الـبذرة حين شقـت طريقها ، بعـد طول جفـاف أصابها ،
ليخـيل إليك أنهـا تتـلألأ وهي منطـلقة في الفضـاء ، كأنمـا تصر عـلى أن
تطـبع قبلات شـكر في وجـه السماء .. !
أمـا أنت فـلا زلتَ منـكفئاً في محـراب شهواتك ، تستـعبدك من دون الله ،
وتحسـب مع هـذا أنك علـى شيء !!
قـاتل الله الجهـل كم له من ضـحايا لا يحـصيهم إلا الله ..!!
ولا أراك إلا واحـدا منهم ، طالمـا بقيت مـصراً على أن تدير ظـهرك لله رب العـالمين .
والآن ..
لـو أعدت قـراءة هذا الـمقال من جديد ، لتجـلت لك فيه أكـثر من حـقيقة ،
ولظهـر لك أكـثر من درس يبلـغ مستقر العـظم ، وضـعنا يدك على درسـين منهما ،
والبقـية تنتظـر همـتك ..!!
نسـأل الله أن يعلـمنا ما ينفـعنا وأن ينفعـنا بما عـلمنا ، وأن يرضـى عنا ... اللهـم آمين
والمعذره على الإطاله وحتسب الأجر من الله ..

ابو عبدالعزيز القحطاني
24-03-2006, 01:27 AM
اخ سعد حياك الله في منتدى قحطان
لم أعلم أنك شهري إلا من هذا المقال قال تعالى : ( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ..) الآية
بارك الله فيك وفيما كتبت وحياك الله مقال رااائع وفيه من العظة والعبرة الشيء الكثير
جعل ذلك في ميزان حسناتك .. آميـــن

عبدالله الوهابي
24-03-2006, 02:45 AM
قلت فأجدت وأحسنت على هذه الكلمات الرااائعة والنصائح الفذة الرقيقة
ومني هذه الكلمات والابيات التي صدرها يقول :
يمر الزمان وتأتي العبر
ويلعب في الكل دور القدر
ويأتيك بالمستحيل الذي
من الغيب في طيه مستتر
وكم يأسر السمع لحن الصبا
ولحن الحجاز بوقت السحر
إلى أن اقول :
فتباً لها من حياة الشّقاء
تذل السَّوِيّ وتُعلي البطر

جزاك الله خ خيراً ورفع قدرك وبوركت بقلمك

سعد بن حسين
24-03-2006, 08:47 AM
أخي الحبيب الغالي / ضفاف......... رحـم الله والـديك ، ورفـع الله قـدرك

ابتـداء ..أنا الذي أرحـب بك في هـذا المكـان الطـيب بأهـله
فحيـاك اللهُ وبـياك .. وجعـل الجنة َ مـأواك
من غـير سابقة عـذاب ، ولا مناقـشة حـساب ..
اللهـم آمين

اسـأل الله أن يطـيب لك المقـام بين أخوانك نافع منتفع..
فـإني أرى أن مـنتدانا قد كـسب قلـماً رائعـا ، وفكـراً ناضـجاً ، وهـمة عـالية
أحـسبك كـذلك ولا أزكـي علـى الله أحـداً ..
فكلنا أخوان لافرق بيننا وكلنا مسلمين وبيننا النسب .
وأعطيك معلومه أن أصلي قحطاني وعايش في بني شهر .لايدري أحد:110103_ma
ولازال أهلي في قحطان حتى الأن :050103nbh
تحيتي لك وخالص دعواتي

سعد بن حسين
24-03-2006, 08:50 AM
السـلام عليكم ورحمـة الله وبركاته
أخي الحـبيب / ابن رشد الصغير.... أعلى الله مقـامك في الـدارين
ابتداء .. اسأل الله أن يغمـر هذا القلب المملـوء طيبة بالنـور ..
حتى يذوق هـذا القلـب حـلاوة الأنس بالله ولـذة الإقبـال على الطـاعة
أخـي الكـريم الـحبيب ..
شكـر الله حسـن متابعـتك ..
وجـزاك الله خير الجـزاء على كـلماتك الطـيبة المعـطرة
واشكرك على هذه الإضافه المباركه
تقبـل تحيتي المعـطرة ، وخـالص دعـواتي ..
ولا تنسنـي من دعـائك يا أخـي الحـبيب