ملامح لسيرة وشخصية قحطانية (11) عبدالهادي بن شجاع

تعريف ببطاقة شخصيتنا في هذا اليوم:
الأسم: عبدالهادي بن شجاع بن بن سالم بن خضير آل حارث الفهري القحطاني، أكبر أبناء الشيخ شجاع بن خضير من الرجال.
مكان وسنة الميلاد: الجله في منطقة نجد العذية عام 1937 م – 1356 هـ.
الحالة الإجتماعية: متزوج وله سبعة أبناء من الذكور هم/ سعيد وشجاع وخالد ومحمد وبدر ومسفر وراكان

ففي حياة الشيخ/ عبدالهادي بن شجاع الفهري القحطاني محطات ومراحل وملامح تطورت وكونت منه شخصية مميزة عن أقرانه من رجال الأعمال وأعيان المجتمع النجدي والسعودي وتستحق ان نتوقف عندها بالتسجيل والرصد…..

مقدمة عن هذه الشخصية:
أنه رجل أعمال عصامي بكل المقاييس .. بدأ من الصفر وكافح وتغلب على ظروف قاهرة حتى وصل إلى ما وصل إليه، كما أن حبه للتجارة والعمل الحر اتضحت مبكرا في صباه وشبابه وبانت فطنته مبكرا، حيث لم تستهوه الدراسه فترك المدرسة باكرا ونمى موهبته في تعلم أصول التجارة والتعامل بعقد الإتفاقيات المباشرة مع كبار المقاولين وأبرم معهم العقود بتوفير السائقين والشاحنات لنقل المنتجات البترولية ومواد البناء والإنشاءات الى مواقع المشاريع والبناء التي ينفذها كبار مقاولي الإنشاء أمثال الربيعة والنصار، وعلى الرغم من أنه بدأ بإمكانات مالية محدودة إلا أنه سرعان ما شق طريقه إلى عالم المقاولات والصيانة والنظافة والتشغيل والعقار فحقق نجاحات كبيرة بسبب المصداقية وسرعة التنفيذ فيما يوكل إليه من مشاريع وأعمال، وهو اليوم علم بارز في مجتمع رجال الأعمال في منطقة الرياض خاصة وفي باقي مناطق المملكة الأخرى ، له أفكار ورؤى جريئة في خطط تطوير وتمديد الكهرباء لمشاريع الشركة السعودية للكهرباء والمخططات المنشئة حديثا ومشاريع إنارة وسفلتة ورصف الطرق وتشغيل وصيانة ونظافة المباني والمسالخ الحكومية، خبرته الكبيرة وقدرته على المبادرة جعلته مشاركا فاعلا في الكثير من الأنشطة والمجالات الختلفة كالعمل الخيري والإجتماعي في نجد العذية وغيرها، لذلك كله كان واجب علينا كأبناء قحطان ان نقف احتراما ونفتخر جميعا بملامح وسيرة هذه الشخصية القحطانية ونخصص لها موضوع مستقل لكي نتطرق لمشوار حياته، لأنها تجربة متفردة بحق، بل ونعتبرها رحلة ماتعة ومفيدة فلنبدأها من هناك ... من المراحل الأولى لميلاده في منطقة نجد، فأنه موضوع يستحق القراءه وشخصية تستحق المتابعه:

المرحلة الأولى: ميلاده ومكان الطفولة وصورة عن الحياة في نجد بشكل عام في تلك الفترة

بالقرب من هجرة الجله كانت قبيلة قحطان مع موعد ولادة أبنا لها سيكون له شأن كبير بين أقرانه فيما بعد، حيث ولد عبدالهادي بن شجاع الفهري القحطاني ، وكالعادة أهل نجد في ذلك الزمن لم يكن لدى بعضهم وثائق رسمية أو شهادات ميلاد تحتفظ بتواريخ الميلاد. ووالده الشيخ شجاع بن خضير – رحمه الله – كان مرتبط دائما بتنقلات وبأعمال ومسؤوليات تصب معظمها في مصلحة الدولة وأولياء الأمر منذ تلك الفترة، الا أنه من حسن الحظ لشخصيتنا في هذا اليوم ان والده ووالدته ينتميان إلى خلفية ثقافية واحدة، كما أن والدته تنتمي إلى آل حارث من الفهر من قبيلة عبيدة القحطانية الأصيلة (وبذلك يكون فهري الجد والأعمام والخوال)، وكان طموحه سابق جيله في ذلك الوقت، حيث كان يتطلع إلى العمل ومزاولة مهنة التجارة والخروج من هجرتهم إلى مكان يستطيع ان يعمل فيه ويعيش كما هي عادة أبناء جيله الذين تفرقوا من هجرهم وقراهم طلبا للرزق، وكانت هذه المرحلة أولى مراحل التحدي وقوة الإرادة والاعتماد على النفس والتغلب على عقبات الطريق وصعوبات الرحلة التي أبتدأها الفتى اليافع الطموح (في وقتها) عبدالهادي بن شجاع.

المرحلة الثانية : وجوده في كنف والده

لم تكن عائلة شخصيتنا اليوم تمت للتجارة بصلة، بل كانت وجهة أبنائها نحو الوظيفة العامة والحكومية، فالعائلة كانت متصلة بحكام المملكة العربية السعودية وأسرة آل الشيخ وآل مرشد في الرياض، بدليل أن موحد المملكة العربية السعودية قام بتكليف والده شجاع بن خضير وإرساله الى حضرة حاكم الكويت الشيخ آل الصباح في تلك الفترة لتزويده برسائل خاصة لجلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله، وكان من الملازمين لجلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله حين توحيد هذه المملكة في حلة وترحاله وفي غزواته وفتوحاته مثل فتح مكة ومحاصرة جدة ,وله مشاركات كثيرة في غزواته مع قادات حملات أل سعود العسكرية ومنها على سبيل المثال لا الحصر محاربته تحت راية أحد قادة الحملات التأديبية العسكرية الثلاثة التي أرسلت للقضاء على فتنة الإدريسي في تهامة، وظهرت بسالة شجاع بن خضير في هذه المعركة عندما أنكسر قائد الحملة التي كان يحارب تحت أمرة أميرها من آل سعود ومن معه في هذه الغزوة قام شجاع بن خضير بالرجوع إلى موقعة الحادثة لأخذ البيرق وحاجات الأمير لكنه فؤجئ بوابل من الرصاص عن يمينه وشماله (ولكن الله حفظه) ونجى بأعجوبة، ورجع للأمير ونصب خيمته وفرش له الزل ليجلس عليها وقال له ذلك الأميرفي ذلك الوقت : الله يحييني إلى أن أكافئك على مافعلته لي (وهذه قصة واقعية يعلمها كثيرا ممن شهد تلك الواقعة)، كما أنه كان المرافق الرسمي لأسرة آل الشيخ عندما كانت تتوجه الى الأماكن المقدسة في أرض الحجاز (المنطقة الغربية) حاليا، حيث عرف عنه الشجاعة والنزاهة والدقة والإخلاص لأولياء الأمور منذ تلك الحقبة الزمنية المبكرة من بناء الدولة السعودية، لذلك كله بقيت تلك الأمور يحملها الشيخ عبدالهادي بن شجاع في ذاكرته، ولكونه كان صغيرا الا أنه يتذكر معالم الرياض جيدا.

المرحلة الثالثة: طموحه اللامحدود ودخوله عالم المال والأعمال

منذ البداية، توقع كثيرون أن هذا الشاب الطموح الذي بدأ حياته المهنية وهو في ال 14 من عمره سيكون له شأن كبير في الحياة الاقتصادية والعامة في نجد وما حولها في الرياض، وترك الخدمة العسكرية في الحرس الوطني مبكرا لأنها لم تكن ضمن طموحه التي كانت أبعد بكثير من مجرد تنفيذ أوامر عسكرية صارمة ولا تقبل التفاوض او المناقشة، فقد كان حريص على ان يبدأ بالأعمال التجارية مباشرة، ونجح في ذلك بامتياز فيما بعد.
فمنهجية عمل الشيخ عبدالهادي بن خضير وسلوكه هذا أسهما في تكوين شخصية الرجل البعيد عن رواسب العنصرية القبيلة والتزمت الديني، ومكنته هذه العوامل من بناء علاقات طيبة ومشبعة بالاحترام مع أوساط واسعة من النسيج السعودي في مختلف المواقع، ومن دون التخلي عما يعتبره مبادئ أساسية في حياته، وهي المساهمة بكل ما يستطيع في نجاح خطط تنفيذ البنى التحتية في مناطق المملكة العربية السعودية، تحت سقف النظام الاقتصادي الحر والمبادرة الفردية. وقد لمع نجمه محليا ووطنيا، محليا على صعيد توظيف أبناء قبيلته والقبائل الأخرى كسائقين لأسطول الشاحنات والمركبات التي جهزها أبان الطفرة الاقتصادية التي شهدتها البلاد وعمل لديه الكثير ممن مارس تلك المهنة في حينها، ووطنيا في تسلمه مشاريع كبرى للشركة السعودية للكهرباء وإنجازها على الوجه المطلوب منه وزيادة بكل أمانة واقتدار. ولشركة ابن شجاع دور معروف منذ تأسيسها عام 1395ه في تنفيذ العديد من المشاريع التطويرية والتنموية في مدن المملكة وتحرص على التنفيذ بجودة وفق الشروط ، كما أن لها مساهمة فاعلة في تنفيذ عدد من المشاريع الحيوية ,والتي ساهمت في السير بحركة التقدم في الخرمة ورنية وتربة والمويه وباقي القرى المرتبطة بالخرمة في المنطقة الغربية من السعودية ومنها مشاريع السفلتة والانارة والرصف والتجميل.

المرحلة الرابعة: نصيحته الأبوية تتضح في نقل تجربته الى جيل الأبناء

المتابع لحياة الشيخ ورجل الأعمال عبدالهادي بن شجاع كأب ناصح يحب الخير لأبناءه وأبناء الوطن وكل من يريد دخول عالم التجارة، دائما ينصحهم بشيئين الأول وضوح الهدف والثاني الصدق في التعامل فأي إنسان يجب أن يضع لنفسه هدفا كي يصل إليه يوما ما، فإذا كان يريد ان يصبح تاجرا فيجب ان يكون صادقا مع نفسه وان يعتمد على نفسه في متابعة الأمور، فالعمل يحتاج الى متابعة وكلما تعطي العمل يعطيك وألا تتخيل بأنك ستنام في منزلك والدنيا ستمطر عليك ذهبا وفضة، كما يجب ان يكون صادقا في التعامل فإذا لم يكن صادقا فإنه سيطيح في أي لحظة لا محالة، وأن أي لف ودوران لا يمكن ان يصنع منك تاجرا ناجحا على الإطلاق.
كما أنه دائما يشجع الشباب على اقتناء الأبل لانها تعلمهم الرجولة والكرم والشهامة والمروة وعزة النفس والاستفادة من مجالس اهل الابل كبار السن والحفاظ على تراث الاباء والاجداد وتجنبهم جلساء السوء ويتعلمون من الكبار العلوم الطيبه والحفاظ على دينهم وعاداتهم وتقاليدهم وفعل الخير.

المرحلة الخامسة: حياته الإجتماعية والعامة

عبدالهادي بن شجاع هذا الاسم "الناجح", "العملي", "المثابر".. هذا الاسم الذي دخل مجال التجارة ونجح فيه بـ "الارقام" في فترة وجيزة !!فأن من يقابله يكتشف هذا الرجل من عدة "أبعاد" ويزداد إعجابه فيه، كما أن له جهود وأعمال أنسانية جليلة يشهد عليها من هم في مراكز وهجر الجله وما حولها في نجد من مساجد وتبرعات خيرية، لذلك فليس غريب بأن يذكره شعراء في اغلب قصائدهم وأترككم مع بعض القصائد التي قيلت فيه:

كما أن هناك قصيدة أخرى قيلت في الشيخ عبدالهادي بن شجاع، يقول فيها الشاعر/ مانع بن محمد شلحاط العجمي

بالأضافة الى الكم الهائل من القصائد التي قيلت في هذا الرجل الكريم، ولكن تحتاج الكثير من الصفحات لنقلها وسردها .....

وتجدر الأشارة الى أن مكان أقامة الشيخ عبدالهادي بن شجاع هو في مدينة الرياض ، بالإضافة إلى حبه قضاء معظم أوقات راحته في مزرعته واستراحته في هجرة الجله بالمنطقة الوسطى من المملكة العربية السعودية .

همسة وسؤال موجه الى مشائخ ورجال وكافة قبيلتنا الأم قحطان:
بعدما ساهم هذا الرجل (بن شجاع) بكل جد وأجتهاد وتفاني ووطنية منقطعة النظير ونقش أسمه في تاريخ القبيلة والوطن بما ساهم به في أعمال الخير وتعمير الأرض ورفعة أسم القبيلة (قحطان) الا يحق لنا جميعا ان نتفق في عمل أقل ما يمكن عمله وهو تكريم هذه الشخصية في حفل تكريمي مميز وذلك بأعتباره فخر القبيلة أمام الآخرين وخير من مثلها في عدة مواقف لا يمكن تحديدها او سردها في صفحة او صفحتين ؟؟؟

همسة وسؤال آخر موجه الى الشباب والجيل الصاعد من أبناء قبيلتنا الأم قحطان:
ألم يحن الوقت ليكون أمثال هذا الرجل وغيره من أعيان ومطاليق قحطان قدوة لكم ومثال يقتدى به في الوصول لقمة المجد والمراجل ومكارم الأخلاق التي نالوها؟
الا تعلمون بأن مثل هؤلاء الرجال الذين شمروا عن سواعد الجد والعمل من أمثال شخصيتنا في هذا اليوم الشيخ عبدالهادي بن شجاع حتى وصل الى ما وصل أليه اليوم من مكانة مرموقة ساهمت بالفعل في رفعة شأن القبيلة بين أخواننا من القبائل الأخرى في الجزيرة العربية؟
ماذا قدمت أنأ وأنتم (من جيل هذا اليوم) حتى الآن لكي نواصل طموحات ورؤى مثل هذه الشخصية القحطانية المميزة وتبقى محافظة على مكانتها المرموقة والمميزة بين القبائل الأخرى؟

في الختام طلب شخصي من معد هذا الموضوع (أبو سحمي) وموجه الى كل من يقرأ او يطلع على هذا الموضوع:
بعدما أستمتعنا جميعا بقرأة سيرة هذه الشخصية الفريدة من نوعها وتجربتة الحقيقية الناجحة وكفاحه في مجال التجارة والأعمال الحرة ودعمه أبناء وشئؤون قبيلته قحطان، فأن لي طلب أخوي وهو ان تخصوه بدعوة صادقة له في ظهر الغيب بأن يمد الله في عمره ويوفقه ويحفظه من كل سوء ويرزقة السعادة ويكرمه في الدارين ويبارك في أبناءه وذريته، فالقبيلة قحطان في حاحة لأمثال هذا الرجل المثالي الكريم الذي جمع الخصال الحسنة، فهذا أقل ما يمكن ان نقدمه له.

أعداد أخوكم/ أبو سحمي