رؤيتنا النقدية .. والتأثير السلبي يا أستاذ عمر الغريب !!

تتسم ساحتنا الفكرية والثقافية الآن ومنذ فترة ليست بالقصيرة ، كما هو معروف ، وعبر مختلف الوسائل الإعلامية ... المرئية والمقروءة والمسموعة ، بخطاب فكري ووعظي منفعل في طرحه وآلياته ، وبتركيز شديد على بعض المخالفات المختلف بشأنها من المتغير ، وفي جوانب كثيرة من ذلك الخطاب تطلق العديد من الأحكام وفق آراء شخصية باعتبارها أحكام يقينية مطلقة ثم إنزال النصوص الشرعية الثابتة على تلك المخالفات في سياقها المتغير . الأمر الذي يثير حماس بعض الشباب ويدفعهم لإيذاء مجتمعهم اقتناعا منهم بوجوب التغيير بالقوة .
ولثقتي أنه ممن يتقبل الاختلاف في الرأي على أساس " الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية " وددت مناقشة الأخ عمر الغريب في مسألتين ها متين تطرق إليهما في هذا المنتدى المتميز عبر مقالين مختلفين ...

ذكرت أخي الكريم في مقالك ( ثقافة التفجير " رؤية نقدية " )

( لقد تشرب هولاء الجهال الفكر الدخيل وتعمقوا فيه حتى الثماله وقد كنت أظن أن هذا نتاج فكر الغلو الممحق لن يطيل
مقامه في رؤوس هولاء ولن يلبث إلا يسيراً ثم يرحل دون رجعـــــه ولكن ,,, هيهات هيهات فقد حل واستشرى بين شرايينهم الميته والتي لاتعرف معنى الحياه ,,,,, نعم الحياه -
ألا يعلــــــــــــــــــم هولاء أن هذا الفكر الدخيل إنما وراءه فِرق ودول تسيسه لصالح مصالحها الوضيعه ’’’’’’’’’ماذا جرى للعقول كي تتعطل عن التفكير وتستسلم للأيدي الخفيه الوضيعه )

وتنص هنا على أن الفكر التكفيري والفكر المتشدد والمتطرف دخيل على مجتمعنا ، وهو كذلك في بداية انتشاره كما يثبت ذلك تاريخ الحراك الفكري في المنطقة .
والسؤال هنا : هل استمر مجتمعنا على نقاء أفكاره متحصنا ضد هذا الفكر الدخيل عدا أولئك الذين تشربوا به كما ذكرت ؟ أم أن ثمة أفكار (( محلية )) ساهمت - بقصد أحيانا وبدون قصد أحايين
كثيرة - في تغذية هذا الفكر في رؤوس هؤلاء ؟

فإذا كنت تتفق مع ، أخي الكريم ، في ذلك . فتعال نناقش معا
شيئا مما ذكرته و، هو بدون شك ، مما هو بغير قصد .. لأضرب مثالا على الاحتمال الوارد لتأثر بعض الشباب المتحمس بكثير من آراءنا الشخصية ووجهات نظرنا في بعض فئات المجتمع وقضاياه ووسائله الإعلامية المختلفة .. مع التأكيد مرة أخرى على النوايا الحسنة والدفاع عن الوطن بكل السبل ..
ففي مقال آخر بعنوان : مقالات مدسوسه بســـــــــــــــم الأفاعي والسحالي..*
قلت :
(( مما يثيرنا نحن شباب الصحوه الإسلاميه جعلنا الله جميعاً من أهل الجنه ..أن نرى بنات حواء قد أفسدهم الإعلام الهابط وقد غرر بعقولهم وهاهم يجاهرون من خلال جريرتهم المفضله الوثن ليفضحوا نواياهم وأفكارهم السوداء والتي لم تعد تخفى على كلِ ذي لبٍ فهيم ...}}


ولست هنا بصدد الدفاع عن تلك الجريدة التي أشرت إليها أو كاتباتها ولكن لتوضيح الفكرة التي بدأتها أعلاه وهي تأثر بعض المتحمسين بوجهات النظر وكثير من الآراء المختلفة في سياق ذلك الخطاب السائد ..

وفي هذا المقال ذكرت مجموعة من الكاتبات في تلك الجريدة التي أشرت إليها بـ "" الوثن "" وهي جريدة سعودية معروفة . وكما تعلم ، فأن " الوثن " مرتبط بالشرك .. وليس بعد الشرك أثم !
فأي ردت فعل تتوقعها من جانب من يسمون بالمتحمسين ؟؟

وقلت بلغة المؤامرة التي تعتقد أنها غسلت أدمغة كثيرين من أبناء وبنات الوطن ليرتدوا إليه :

{{ الإعلام ... آلة العصر وسلاحه الفتاك والذي إستخدمه الغرب في بلادنا وفي شعوبنا الإسلاميه بعد أن عجِز عن إحتلال القلوب وبعض الأراضي وتغيير أو بالأحرى إلغاء الكتاب المقدس القرآن وسنة الهادي البشير عليه الصلاة والسلام ..}}.

ثم أضفت :

{{ ولكنه نجح وبإقتدار في تغيير وغسل العقول والتي هاجرت لأحضانه من كل حدبٍ وصوب لتحتضن سمومه المهداه بإسم التمدن والتحضر من خلال بعض ممن ينتسبون لحضيرة وأمـــــــــــــــــة الإسلام ...
أيه الكرام البرره ......... أيه الأخوات الحاضنات للرجال الغدِ المشرق بإذن الله ..
إقرأو تخاريف الغرب وللأسف بأفواهٍ عربيه ....))|

صحيح .. مثل هذا الكلام لا يكفر أحدا ولا يخرج أحد من الملة ولكنه يخلق اتجاها معاديا لدى البعض ضد بعض الفئات والمؤسسات الاجتماعية ، ونحن أحوج ما نكون بالتوحد في ظل الأحداث والمتغيرات الراهنة التي تحيط بنا من كل جانب .

هذا ما أردت توضيحه وتقبل تحياتي .

تركي الأكلبي

__________________
الـجـراد يـأكــل البـعـوض،
والعصفور يفــترس الجراد،
والحيّة تصطـاد العصـافير،
والـقنفـذ يــقــتـل الــحيّـة،
والـثعـلـب يأكـل الـقـنـفذ،
والـذئـب يفـترس الثـعـلـب،
والأســد يــقــتــل الـذئـب،
والإنسان يـصـطـاد الأسـد،
والـبـعـوض يـميت الإنسان ...

هذه هي السلسلة الخالدة لا تبديل لها ولا تغيير.

إما أن تقتل الأسد وإما أن يقتلك البعوض !!
فيا شباب ! لا يغلبكم البعوض ولكن اغلبوا الأسود.

( علي الطنطاوي )