مواقف لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (1-8)
مواقف لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
( الفاروق )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي أرسل الرسل وجعل لهم حوارين وأصحاب يقيمون الدين ويحفظ الله بهم الملة والصلاة والسلام على نبي الله محمد بن عبدالله وعلى صحبه ومن والاه أما بعد ..
هذه بعض المواقف الرائعة جمعتها لكم من سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
-فاروق الأمة وثاني الخلفاء الراشدين ، عبقري الإسلام الملهم الذي أعز الله به الدين ، في عهده قامت دولة إسلامية عظمى على أنقاض أكبر إمبراطوريتين في ذلك الوقت فارس والروم فاكتسحت الجحافل الإسلامية بلاد فارس إلى حد الصين شرقاً وبلاد الشام ومصر . إستجاب الله لدعاءه ورزقه شهادة في سبيله في مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام .
نشأته وصفاته ، حياته بمكة والمدينة وتوليه الخلافة
-من خير مافعله أبوبكر رضي الله أنه عند وفاته اختار للمسلمين خيرهم اختار لهم رجلاً قوياً شجاعاً حكيماً عالماً ثقةً زاهداً ورعاً شديداً في الحق حازماً في أمر الله رب العالمين اختار لهم عمر بن الخطاب
-عمر بن الخطاب من بني عدي وهم بطن صغير من قريش واشتهر أبوه الخطاب بجلافة طبعه وقسوة قلبه ورث عمر عن أبيه هذه الطباع .
-ولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة الثانية والأربعين قبل الهجرة فكان عمره يوم بعث النبي صلى الله عليه وسلم 29 سنه واستمر في الجاهلية ست سنوات حيث أسلم وعمره 35 سنه وكان أمره في الجاهلية غير معروف فماكان له فيها مركز ولا شهره ولم يكن له قيمة ولولا الإسلام لما أحد عرفه ولما شع نور الإسلام في مكة أسلم سعيد بن زيد ابن عم عمر بن الخطاب وزوج أخته أما عمر بن الخطاب فبقي متمسكاً بالجاهلية تمسك الإنسان الجلف اذا اقتنع بشئ لايتغير واشتد في هذا الأمر و أخذ عمر بن الخطاب من خاله أبوجهل معاداته للإسلام والمسلمين .
-وافقت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال { اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين ) ويقصد بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه أوعمرو بن هشام وكانت ميزة هذين الشخصين هو حماستهما وشجاعتهما وكان الإسلام بحاجة لمثل هؤلاء في ذلك الوقت فوافقت الدعوة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
-عندما اكتشف عمر بن الخطاب أن أخته وزوجها مسلمين ذهب إليهما ليقتلهما في بيتهما ثم طلب منهم هذه الورقة التي يقرأون منها القرآن فأصرت فاطمة أن لاتعطيه الورقة حتى يغتسل ومن شدة فضولة يريد أن يعرف مافيها وافق فاغتسل فأخرجت له الورقة من مخبأها وأعطته اياها وإذ فيها كلام الله المعجز
بسم الله الرحمن الرحيم
{طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى (3) تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى (8) }
فاهتز عمر هزة شديدة من هذا الأمر فتغير قلبه وأثر عليه فقال دلوني على محمد لا أريد إلا خير فأخذه إلى النبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه فسمح له النبي صلى الله عليه وسلم بالدخول فأمسكه النبي صلى الله عليه وسلم من ثوبه فهزه فسقط عمر من على ركبتيه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أما آن لك ياابن الخطاب أن تسلم أما آن لك أن تشهد أن لاإله إلا الله وأني رسول الله فقال بلى أشهد أن لاإله إلا الله وأنك رسول الله فكبر المسلمون تكبيرة كبيرة فرحاً بدخول هذا المغوار إلى الإسلام .
-يقول عمر رضي الله عنه لما أسلم سئل من معه من المسلمين وقال لهم : أي قريش أنقل للحديث فقيل له : جميل بن معمر الجمحي فغدا عليه في الصباح فجلس بجنبه وهو جالس عند الكعبة فقال له : أعلمت ياجميل أني أسلمت ودخلت دين محمد يقول (والحديث لعمر) : فوالله ما رد علي وماكلمني فقام من مكانه وجر رداءه وأنا أتبعه وذهب لمجالس قريش يخبرهم ثم قام على باب المسجد يصرخ بأعلى صوته يااامعشر قريش ألا أن عمر بن الخطاب قد صبأ فقال عمر كذب لم أصبأ بل أسلمت وشهدت أن لاإله إلا الله وأن محمدٌ عبده ورسوله وكان رضي الله عنه هو الوحيد الذي تجرأ بهذه الجرأة من بين المسلمين ليعلن اسلامه.
-يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه { إن إسلام عمر كان نصرا ، وإن هجرته كانت فتحا ، وإن إمارته كانت رحمه ، وإنا كنا لانصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر فلما أسلم قاتل قريشاً حتى صلى وصلينا معه }
-يروي عمر بن الخطاب أنه لما أسلم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يارسول الله ألسنا على الحق إن متنا أو حيينا فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : بلى والذي نفسي بيده انكم على الحق ان متم وان حييتم فقال عمر : ففيم الاختفاء ...!!؟؟ والذي بعثك بالحق لنخرجن ورأى الرسول صلى الله عليه وسلم أنه آن الآن للخروج فوافق النبي صلى الله عليه وسلم على رأي عمر فأذن بالإعلان وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في مظاهرةٍ عجيبة في صفين صف على رأسه عمر وصف على رأسه حمزة بن عبدالمطلب أربعين رجل وبينهم الرسول صلى الله عليه وسلم ولهم كدير ككدير الطحين من التسبيح والتهليل والتوحيد حتى دخلوا المسجد فنظرت قريش فإذا رجلين شديدين قويين على رأس الصفين عمر وحمزه فاكتئبت قريش كآبةً لم تصبها قط وسماه النبي صلى الله عليه وسلم يومئذٍ الفاروق لأنه فرق بين الحق والباطل وأظهر الحق.
-يروي علي بن أبي طالب رضي الله عنه { ماعلمت أن أحدً من المهاجرين هاجر إلا مختفياً إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإنه لما هم بالهجرة تقلد سيفه وتنكب قوسه وأنتظى في يده أسهما واختصر عنـزته ( أي أخذ عصا في خاصرته ) ومضى قِبل الكعبه والملأ من قريش جالسين بفناء الكعبة فطاف بالبيت سبعاً ثم أتى المقام فصلى ثم وقف على الحِلق حلقةً حلقة فقال لهم : شاهت الوجوه لايرغم الله إلا هذه المعاطس ( أي جعل الله أنفكم في التراب ) من أراد أن يثكل أمه أو يئتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي فما تبعه إلا قوم من المستضعفين قالوا له : علمنا هذا الدين فعلمهم وأرشدهم ثم مضى مهاجراً.
- من أعظم المواقف لعمر بن الخطاب رضي الله عنه موقفه يوم بدر عندما انتصر المسلمون وأسروا فيها سبعين من الكفار قال عمر رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يارسول الله دعني أنتزع ثنيتي سهيل بن عمر ( أحد خطباء قريش ) فلايقوم عليك خطيباً في موطنٍ أبدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا أمثل به فيمثل الله بي وان كنت نبيا انه عسى أن يقوم مقاما لاتذمه .
( وبالفعل في يوم الردة كان سهيل بن عمر أحد الذين ثبتوا الناس في مكه بخطبته )
-وفي موقفه في أسرى بدر لما أسر سبعون رجلاً من قريش من الكفار قام النبي صلى الله عليه وسلم وشاور أصحابه ماالرأي فيهم فكان رأي أبوبكر أن نفاديهم (نأخذ مقابلهم الأموال ) ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عمر ماترى يابن الخطاب فقال عمر: لاوالله ماأرى الذي رأى أبوبكر ولكني أرى أن تمكنني من فلان (أحد أقاربه) فأضرب عنقه وتمكن حمزه من أخٍ له ( العباس ) فيضرب عنقه وتمكن علي عقيل ( أخو علي ) فيضرب عنقه حتى يعلم أن ليس في قلوبنا هوادة للكفار هؤلاء صناديدهم قاداتهم أأمتهم...
فالنبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى الناس وقال { إن الله عز وجل ليلين قلوب رجالٍ فيه حتى تكون ألين من اللبن ، وإن الله ليشدد قلوب رجالٍ فيه حتى تكون أشد من الحجارة ان مثلك ياأبابكر مثل ابراهيم قال من تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفورٌ رحيم ومثلك ياأبابكر مثل عيسى حيث قال إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم، ومثلك ياعمر مثل نوح حيث قال : رب لاتذر على الأرض من الكافرين ديارا ومثلك كمثل موسى قال : ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلايؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم }
ففادى النبي صلى الله عليه وسلم بالأسرى
فنزل القرآن يؤيد رأي عمر رضي الله عنه { ماكان لنبيٍ أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم ، لولا كتاب من الله سبق لمسكم في ماأخذتم عذاب عظيم }
فدخل عمر وإذ أبوبكر جالس عند النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يبكي وأبوبكر يبكي فقال: يارسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك فإن وجدت بكاءً بكيت وإن لم أجد بكاءً تباكيت لبكائكما فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة ...
-يروي عمر بن العاص رضي الله عنه سئلت النبي صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحب إليك قال : عائشة فقلت : ومن الرجال قال : قال أبوها قلت ثم من قال : عمر.
-عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أرحم أمتي بأمتي أبوبكر وأشدهم في دين الله عمر .
-عن أبي أمامه الباهلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم {دخلت الجنة فسمعت فيها خشفة بين يديَّ فقلت: ما هذا قال: بلال فمضيت فإذا أكثر أهل الجنة فقراء المهاجرين وذراري المسلمين (أطفال المسلمين الذين ماتوا قبل سن البلوغ ) ولم أر أحدا أقل من الأغنياء والنساء قيل لي أما الأغنياء فهم ههنا بالباب يحاسبون ويمحصون وأما النساء فألهاهن الأحمران الذهب والحرير قال: ثم خرجنا من أحد أبواب الجنة الثمانية فلما كنت عند الباب أتيت بكفة فوضعت فيها ووضعت أمتي في كفة فرجحت بها ثم أتي بأبي بكر رضي الله عنه فوضع في كفة وجيء بجميع أمتي في كفة فوضعوا فرجح أبو بكر رضي الله عنه وجيء بعمر فوضع في كفة وجيء بجميع أمتي فوضعوا فرجح عمر رضي الله عنه وعرضت أمتي رجلا رجلا فجعلوا يمرون فاستبطأت عبد الرحمن بن عوف ثم جاء بعد الإياس فقلت عبد الرحمن فقال: بأبي وأمي يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما خلصت إليك حتى ظننت أني لا أنظر إليك أبدا إلا بعد المشيبات قال: وما ذاك قال: من كثرة مالي أحاسب وأمحص }
-قال رسول صلى الله عليه وسلم مخاطباً عمر بن الخطاب {والذي نفسي بيده مالقيك الشيطان قط سالكاً فجاً إلاسلك فجاً غير فجك} صحيح البخاري ومسلم
-في يومٍ من الأيام كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه برؤية رأاها في المنام يقول : قال بينما أنا نائم شربت لبن حتى أنظر إلى الري يجري في ظفري ( أي دخل اللبن في جسمي كله ثم دخل إلى أظفاري ) ثم ناولته عمر فقالوا يارسول الله : ماأولته..!!؟ قال العلم . أي وصل إلى درجة عظيمةٍ من العلم يروي مماروى النبي صلى الله عليه وسلم .
-قول النبي صلى الله عليه وسلم { لقد كان في ماقبلكم محدثون ملهمون فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر}
-قول النبي صلى الله عليه وسلم { بينما أنا نائم ، رأيت الناس عرضوا علي وعليهم قمص فمنهم مايبلغ الثدي ، ومنهم مايبلغ دون ذلك ، وعرض علي عمر وعليه قميصٌ يجره ، قالو فما أولته يارسول الله... ، قال الـديـن.
-كان طويلاً طولاً شديداً ( كان هو وخالد بن الوليد إذا وقفا بين الناس برزا ) كان بين الناس كأنه راكب ، وكان إذا ركب الخيل تصل رجلاه إلى الأرض ، وكان أصلع ، وكان أعسر أيسر ، وكان شديد البياض ، تعلوه حمره ، وكان أشيب ، يصفر لحيته ، ويرجل رأسه .
-من موافقات القرآن له عندما مات رأس المنافقين عبدالله بن أبي سلول فحينها دعي الرسول صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه فقام النبي عليه الصلاة والسلام فقام عمر فقال: يارسول الله أعلى عدوالله فقال له رسول الله أخر عني ياعمر أني قد خيرت فاخترت قد قيل لي استغفرلهم أو لاتستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ولو أعلم اني لوزدت على السبعين غفر له لزدت ، فبدأ عمر بن الخطاب يجر النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي عليه السلام ابعد عني وصلى عليه النبي ومشى في جنازته وقام على قبره حتى فرغ منه ، يقول عمر : فتعجبت لي ولجرأتي على رسول الله فوالله ماكان إلا يسيراً حتى نزلت الآيات { ولاتصل على أحد منهم مات أبدا ولاتقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون}
-ومن موافقات القرآن له في أمر الأستئذان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غلاماً من الأنصار إلى عمر بن الخطاب وقت الظهيرة ليدعوه فدخل عليه وكان نائماً وقد انكشف بعض جسده فقال عمر{اللهم حرم الدخول علينا في وقت نومنا } فنزل قول الله تعالى{ يا أيها الذين ءامنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم }
-روى علي بن أبي طالب : أن عمر انطلق إلى اليهود فقال : أني أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تجدون وصف محمد في كتابكم فقالوا نعم فقال فما يمنعكم من اتباعه..!!؟ فقالوا إن الله لم يبعث رسولاً إلا كان له من الملائكة كفيل ، وإن جبريل هو الذي يكفل محمداً وهو الذي يأتيه وهو عدونا من الملائكة وصاحبنا من الملائكة ميكائيل هو سلمنا ولو كان ميكائيل هوالذي يأتيه لأتبعناه فقال عمر أني أشهد أنه ماكان ميكائيل ليعادي سلم جبريل وماكان جبريل ليعادي سلم ميكائيل وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يمر من عندهم فقالوا لعمر هذا صاحبك يابن الخطاب فذهب له عمر فإذا بالآيات تنزل {قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقاً لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين. من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين }
-عندما استخلفه أبوبكر الصديق للخلافة وتولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر المسلمين وخطب خطبة الخلافة قال فيها بعد أن حمد الله تعالى وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم {اقرأوا القرآن تعرفوا به ، واعملوا به تكونوا من أهله ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، وتزينوا للعرض الأكبر يوم تعرضون على الله لاتخفى منكم خافية ، إنه لم يبلغ حقٌ لذي حق أن يطاع في معصية الله ، ألا وأني أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة ولي اليتيم ، ان استغنيت استعففت ، وإن افتقرت أكلت بالمعروف ، ثلاث دعوات إذا دعوت بها فأمنوا عليها ، اللهم أني ضعيف فقوني ، اللهم أني غليظ فليني ، اللهم أني بخيل فسخني ، لو علمت أحداً أقوى مني على هذا الأمر لكان ضرب العنق أحب إلي من هذه الولاية ، إن الله ابتلاكم بي وابتلاني بكم ، فلاوالله لايحضرني شئ من أمركم فيليه أحدٌ دوني ، ولايتغيب عني فألوا فيه أهل الصدق والأمانه ، ولئن أحسنوا لأحسنن إليهم ، ولئن أساؤو لأنكلن بهم }
-كان أبوبكر يسمى خليفة رسول الله فلما استخلفوا عمر صاروا يسمونه خليفة خليفة رسول الله فتطاولوها الناس فاتفقوا على أن يغيرون اسم الخليفة فاحتاروا وفي هذه الفترة أرسل والي العراق رسولين إلى عمر بن الخطاب فعندما وصلوا قابلوا عمرو بن العاص فقالوا له أستئذن لنا على أمير المؤمنين فانتبه عمرو بن العاص فقال : والله أنتما أصبتما اسمه نحن المؤمنون وهو أميرنا فدخل على عمر بن الخطاب فقال السلام عليك ياأمير المؤمنين فقال عمر : مابدى لك في هذا الأسم قال عمروا إن رسولين من العراق قدما فأناخا فقالا لي أستئذن لنا على أمير المؤمنين فهما والله أصابا اسمك أنت الأمير ونحن المؤمنين فجرى الكتاب على ذلك له ولمن بعده .
-يحكى عنه أنه عندما تولى الخلافة كان شديداً وأن الرجال تفرقوا وتركوا المجالس في الشوارع هيبةً منه فلما وصلت الأخبار له بهيبة الناس جمع الناس وصاح فيهم الصلاة جامعة فلما حضروا جلس على المنبر ثم حمد الله تعالى وأثنى عليه بما هو أهله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال { بلغني أن الناس هابوا شدتي وخافوا غلظتي وقالوا قد كان عمر يشتد علينا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ثم اشتد علينا وأبوبكر والينا.. فكيف وقد صارت الأمور اليه..!!؟ ومن قال ذلك فقد صدق.. فقد كنت مع رسول الله فكنت عبده وخادمه وكان عليه الصلاة والسلام من لايبلغ احدٌ صفته من اللين والرحمه فكنت بين يديه سيفاً مسلولاً حتى يغمدني أو يدعني فأمضي فلم أزل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك حتى توفاه الله وهو عني راضٍ والحمدلله على ذلك كثيرا وأنا به أسعد .. ثم ولي أمر المسلمين أبوبكر فكان من لاينكرون دعته وكرمه ولينه فكنت خادمه وعونه أخلط شدتي بلينه فأكون سيفاً مسلولاً حتى يغمدني أويدعني فأمضي فلم أزل مع أبوبكر على ذلك حتى قبضه الله عزوجل وهو عني راضٍ والحمدلله على ذلك كثيراً وأنا به أسعد.. ثم أني قد وليت أموركم أيها الناس فاعلموا أن تلك الشدة قد أضـعـفت.. ولكنها انما تكون على أهل الظلم والتعدي على المسلمين فأما أهل السلامة والدين والقصد فأنا ألين لهم من بعضهم لبعض لست ادع أحداً يظلم أحدا أو يتعدى عليه حتى أضع خده على الأرض وأضع قدمي على الخد الأخرى حتى يذعن بالحق وأنني بعد شدتي تلك أضع خدي لأهل العفاف وأهل الكفاف ولكم علي أيها الناس خصال سألتزم بها أذكرها لكم فخذوني بها لكم علي أن لاأجتبي شيئاً من خراجكم ولامما أفاء الله عليكم إلا من وجهه. ولكم علي اذا وقع في يدي ألايخرج مني إلا في حقه. ولكم علي أن أزيد عطاياكم وأرزاقكم ان شاء الله وأسد ثغوركم. ولكم علي أن لاألقيكم في المهالك ولاأجمركم في ثغوركم وإذا غبتم في البعوث فأنا أبو العيال حتى ترجعوا إليهم. فاتقوا الله ياعباد الله وأعينوني على أنفسكم بكفها عني وأعينوني على نفسي بالأمربالمعروف والنهي عن المنكر واحضار النصيحة فيما ولاني الله في أمركم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم }
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ترقبوا الجزء الثاني يتحدث عن معركة القادسية ، تفاصيلها ، نتائجها وآثارها
__________________
اللـهـم
اصلـح لي ديـني الذي هـو عصمـة أمـري
واصلح لي دنيـاي الـتي فيـهـا معــاشــي
واصلح لي آخرتي الـتي فيـها مـعـــادي
واجـعل الحيـاة زيـادة لي في كـل خــيــر
واجـعل المــوت راحــة لي مـن كـل شـــر
ازا مر زمان ولم تروني ,,, فهذه رعصاتي على الكيبورد فتذكروني