زعيم الضياغم شهوان بن ضيغم العبيدي ( الجــــــزء الثــــــاني)

زعيم الضياغم شهوان بن ضيغم العبيدي ( الجــــــزء الثــــــاني)

* قصــــة نزوح فـــــارس بن شهوان (حسب طلب محمد الاحبابي ) :

هي أن شهوان بن ضيغم خرج في إحدى غزواته وترك لابنه فارس رعاية شؤون القبيلة أثناء غيابه .
وكان لفارس جارة قد أغرمت به وفتنتها وسامته وشجاعته وكرمه , فقد اعتاد كلما عاد من رحلة صيده أن يمنح جارته ( المصفوحة ) وهي كما جرت العادة عبارة عن فخذ أو ذراع الذبيحة التي اصطادها وظنت أنه يغازلها ، وحاولت هي بدورها التقرب إليه ولكنه صار ينأى عنها فهي جارته وليس من شيمة الضياغم أن يطمعوا في جارة أو قريبة لهم .
وساءها صده بعد أن أقبلت عليه واعتبرتها إهانة لها وأضمرت له شراً.
ولما عاد شهوان من غزوته أقبلت عليه الجارة تشكو إليه ابنه فارس وتتهمه بمحاولة مغازلتها وثارت ثائرة شهوان بن ضيغم من تصرف ابنه رغم براءته براءة الذئب من دام ابن يعقوب ، ولما أقبل فارس على ابيه مهنئاً بانتصاره وعودته سالماً فاجأه أبوه على وجهه وهو يقول له : (خير يالهمع الزمع ... عسى لك من وراء عين الدقيق منازل ) .
واستشاط فارس غيظاً ، لامن أبيه ، بل من التهمة التي تحاول جارته أن تلصقها به زوراً وبهتاناً .
وجمع فارس عدداً من أعيان قبيلته الضياغم ، وبعضاً من عبيده ورحل عن والده الذي كان وقتئذ في نجد ، واتجه فارس إلى الشرق وعبر الصحراء إلى منطقة سميت بعد ذلك الفويرط وتقع في قطر وقد أطلق عليها ذلك الاسم لأنه قيل : أن فارس قد فرط من عندها .
وعندما وصل فارس وجماعته إلى البحر وجدوا بعض السفن الشراعية التي يقوم اصحابها بصيد السمك ، ولمح فارس على الشاظئ الثاني منطقة متسعة فأرغم أصحاب السفن على أن يحملوه هو ورجاله وعبيده وإبله إلى عناك حيث استقروا وساد هذه المنطقة التي عرفت بعد ذلك باسم بلاد فارس نسبة إلى فارس بن شهوان .
ولكن فارس قبل أن يعبر إلى الشاطئ أوفد أحد رجاله وهو صانع يدعى عمار إلى والده بقصيدة ، وكان فارس قد استعد لارسال ذلك الرسول بأن أخفى في أماكن معينة ما يحتاجه الرسول هو وركوبته من الماء عند اجتيازه الصحراء وكانت الطريقة التي اتبعها هي أنها جمع عدداً من بيض النعام وقام بتفريغه ثم ملأه بالماء وأحكم إغلاقه وصار يحفر حفراً في أماكن ميزها بعلامات ويدفن في كل حفرة زوجاً من البيض لكي يشرب منها الرسول الذي سيوفده لأبيه هو وركوبته .
أما قصيدة فارس لأبيه فها هي :


ولما سمعت جارة شهوان بن ضيغم قصيدة فارس ندمت وقالت : ياشهوان أرجع ابنك تراني ظلمته ، وهو أبعد هن الشهوات بعد السماء عن الأرض.
وقال شهوان : إنني لم أفعل إلا مايجب علي نحو جارتي.
ولكن أخاها عندما سمع كلام أخته استل سيفه ودفنه في صدرها .
وعندما علم القوم بعودة عمار من قبل فارس استبشروا وقال شهوان هذه القصيدة :

وبهذه القصيدة انتهت قصة نزوح فارس بن شهوان واتمنى وصلتكم القصة كافية ووافية.


* هذه بعض القصص لزعيم الضياغم الأمير شهــــوان ومايناسبها من القصائد :-

القصة الأولى : قال الشريف سلطان بن شرف : قيل إن شهوان هزم في أحد الحروب ، وعقرت فرس ابنه وفرس ولد عمه ، فأركب الاثنين معه ، وعليه الدرع فوق فرسه ، ونجوا من أعدائهم ، فقال :



القصة الثانية : جاور شهوان صانع له فرس فأفلت هي وفرس شهوان الدهماء في مكان واحد ووقت واحد فاستبدل الصانع مهرة فرس شهوان بمهرة فرسه ، وقد اتضح لشهوان ذلك فيما بعد غير أنه خشى أن يتهم بظلم جاره ، فأمره بالرحيل عنه ، ثم تزيا شهوان بزي درويش وأتى إلى الحي الذي جاوره الصانع ، فنزل عند شيخه ، فلما رحل الحي تبعه مترقباً فرصة لنهب بنت فرسه .
وبينما هو سائر أبصرته لبنة شيخ الحي فعرفته ، فأخبرها بالغاية التي من أجلها تدروش ، وحضر إلى هذا الحي ، وكان الصانع يسير مع الظعن على فرسه ابنة دهماء شهوان ، فدعته ، فصار يسير تحت ظلها فأمالت الظلة ، فظن الصانع أنه ستسقط ، فترك الفرس ، وأسرع لإصلاح الظلة ، فركب شهوان فرسه وذهب بها . وكان مما قال شهوان لما ذهب بها الصانع :



القصة الثالثة : هي أن آل راشد انفصلوا عن آل ضيغم ، وأن هذا التمزق بدأ في هذه القبيلة بعد نزاع بين عرار بن شهوان وعمير بن راشد الذي هو سبب تفرق القبيلة وتباعد منازلها .
ومن أمثلة ذلك ماأشار إليه عرار بن شهوان بقوله :



هذي مالدي من القصص وأتمنى أنها كانت واضحة في مذاهنكم .


* نبذة عن قبيلة الضياغم:

الضياغم ـ على لفظ جمع ضيغم ـ هؤلاء لهم أخبار وحكايات وأشعار متناقلة متوارثة عند العامة .
يفهم منها أنهم انتقلوا من جنوب الجزيرة إلى شمالها .
ومن ذلك قصيدة باللغة العامية تصف المناهل التي وردوها في طريق هجرتهم .
وقد فصل السلطان عمر بن يوسف بن رسول المتوفي سنة 696 هـ في كتابه (طرفة الأصحاب في معرفة الأسباب ) فصائل هذه القبيلة تفصيلا لانجده عند غيره . فقال ما نصه : نسب آل منيف : وهم آل ضيغم وآل راشد من جنب وهم المعروفون بالمعضد .
وهو منيف بن ضيغم بن منيف بن جابر بن علي بن عبد الرب بن ربيع بن سليمان بن عبد الرحمن بن روح بن عبدالحميد بن مدرك .
وقيل أنهم من نزار بن عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن معد بن عدنان دخلوا في نسب جنب لأن أمهم عبيده بنت مهلهل ابن ربيعة التغلبي ون تغلب بن وائل لأخي عنز بن وائل تزوجها روح بن مدرك من بعد معاوية بن عمرو بن معاوية بن الحارث الجنبي .
وأخوتهم من أمهم آل عائذ ، وآل شداد ، وبنو قيس ، وآل السفر ، وآل الصلت ، وأصحابهم ، يسمون الأبطن ، من ولد هذا معاوية الجنبي فنسبوا إليهم .
وقد كانت هذه نبذه قصيرة عن هذه القبيلة العريقة قبيلة الضياغم وأتمنى أن أتاكم ماتستفيدون منه .

* نهــــــــــــــــــاية شــهــــــــوان :
(لانستطيع تحديد الزمن الذي انتهت فيه حياة شهوان ).
أما مايتناقله العامة فملخصه : أن آل ضيغم لما كانوا في واديهم هجم عليهم السيل فغرقوا ولم ينج أحد منهم سوى عرار بن شهوان....وآل راشد الذين فارقوا قومهم كما ورد .
وكان على رأس الغرقى شيخ القبيلة شهــــــــوان.
وفي قصيدة عرار التي قالها بعد حادثة الغرق إشارة إلى ذلك :



ويذكر نساب قحطان أن شهواناً أعقب ذرية تناسلوا ...... ومن أشهر الأسر المحتضرة التي تنتسب إليه الأسر الرشيدية التي حكمت شمال نجد نحو تسعين سنة .

. هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

كما أتمنى أن أكون وفقت في توصيل المعلومة الصحيحة والوافية عن هذا الفارس العظيم بجزيئها الأول والثاني كما أتمنى من المشرف العام تثبيت هذا الموضوع .

لاتحرمـــــوننا من دعــــــــائكم

أخوكــــــــــم
][ أبــــــو طـــــارق ][

__________________