ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

 
قديم 06-11-2012, 03:40 PM
  #19
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد: ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب

التهاون بالصلاة


الخطبة الأولى

الحمد لله رب العالمين جعل المحافظة على الصلاة من صفات المؤمنين ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ وجعل التكاسل عنها من صفات المنافقين ﴿وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وصف من تركوا الصلاة بالمجرمين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصى بالمحافظة على الصلاة حتى أتاه اليقين صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون حق التقوى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ أيها المسلمون: مما لا يخفى أنَّ الصلاة عمود الدين بل هي الركن الثاني للإسلام بعد الشهادتين وهي صلة العبد برب العلمين فرضها الله من فوق سبع سموات على النبي بغير واسطة لأهميتها وعظيم مكانتها بل أمر بالمحافظة عليها جماعةً حتى المجاهدين وجعلها قرينة الإيمان في مواضع كثيرة من القرآن العظيم بل سماها إيمانا كما قال سبحانه ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ أي صلاتكم وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول " أن أَوَّلَ ما يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يوم الْقِيَامَةِ من عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ "سنن النسائي والترمذي وصححه الألباني في المشكاة. وأورث المحافظين عليها الفردوس الأعلى ووعد النبي صلى الله عليه وسلم من حافظ عليها بالجنة عهدا من رب العالمين عن عُبَادَةَ بن الصَّامِتِ رضي الله عنه قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول " خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ الله على الْعِبَادِ فَمَنْ جاء بِهِنَّ لم يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شيئا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كان له عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ "رواه احمد في المسند ورواه النسائي وأبو داود وصصححه ابن حبان والألباني في صحيح الجامع وغيره. لذلك كله حافظ عليها المسلمون جيلا بعد جيل ولم يتهاونوا بها حتى عند المرض والسكرات قال ابن مسعود رضي الله عنه " وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وما يَتَخَلَّفُ عنها إلا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ وَلَقَدْ كان الرَّجُلُ يؤتي بِهِ يُهَادَى بين الرَّجُلَيْنِ حتى يُقَامَ في الصَّفِّ " وفي لفظ قال " لقد رَأَيْتُنَا وما يَتَخَلَّفُ عن الصَّلَاةِ إلا مُنَافِقٌ قد عُلِمَ نِفَاقُهُ أو مَرِيضٌ إن كان الْمَرِيضُ لَيَمْشِي بين رَجُلَيْنِ حتى يَأْتِيَ الصَّلَاةَ " مسلم
وقيل لابن المسيب فلان يريد قتلك فالزم بيتك ولا تخرج فقال مستنكرا أدعى إلى الفلاح أو أسمع حي على الفلاح فلا أجيب. لقد حافظوا عليها حتى مع ضعفهم وتسلط الأعداء عليهم حتى جاء عصرنا الحاضر فعظم المصاب بتضييع الصلاة والتهاون بها ونسوا ما قال الله ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ والغي قال ابن مسعود والبراء بن عازب واد في جهنم من قيح لأنه يسيل فيه قيح أهل النار وصديدهم وهو بعيد القعر خبيث الطعم. ونسوا وعيد الله بالويل لهم ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ والويل قال عنه عطاء بن يسار " الويل واد في جهنم لو سيرت فيه الجبال لماعت من حره " واختلفت أحوالهم في التهاون والتضييع بين مضيع لها بالكلية ومضيع لأركانها وواجباتها والخشوع فيها ومضيع لأوقاتها ومضيع لجماعتها في المساجد حيث ينادى بها. أيها المسلمون: وليكن حديثنا هذا اليوم مع المضيعين للصلاة والمتهاونين بها بدءا بالتاركين لها إنَّ تارك الصلاة عاص للرحمن متبع للشيطان الذي أمر بالسجود فأبى وسيحشر يوم القيامة مع يليق به في المنزلة ممن تمرد على ربه كفرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلاةَ يَوْمًا فَقَالَ "... وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ بُرْهَانٌ وَلا نُورٌ وَلا نَجَاةٌ وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَهَامَانَ وَفِرْعَوْنَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ " رواه احمد في المسند وصحيح ابن حبان وصححه الألباني في المشكاة. وتارك الصلاة عامدا جاحدا لوجوبها كافر بإجماع العلماء وأما إذا تركها تهاونا وكسلا مع إقراره بوجوبها فقد اختلف علماء الإسلام في حكمه على قولين أظهرها أنه كافر الكفر الأكبر وتجرى عليه أحكام المرتدين لما ورد من نصوص الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم ومنها قوله تعالى ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ﴾ والأخوة الإيمانية لا تنتفي بوجود المعاصي مهما كبرت عدا الشرك. وقال تعالى ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ....إلى أن قال فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾ والذي لا تنفعه الشفعة هو الكافر كما قالوا عن أنفسهم كما حكى الله ﴿فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ﴾ وأما المسلم فتنفعه الشفاعة بإذن الله وهذا دليل صريح على كفر تارك الصلاة. ومنها عن جَابِرِ بن عبد اللَّهِ رضي الله عنه يقول سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول " بين الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ " مسلم
وعن بُرَيْدَةَ الأسلمي رضي الله عنه قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " الْعَهْدُ الذي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ " رواه النسائي والترمذي واحمد في المسند وصححه الحاكم والألباني في صحيح الترغيب والترهيب وغيره.
عن مُعَاذِ بن جَبَلٍ رضي الله عنه أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال لِمُعَاذِ بن جَبَلٍ رضي الله عنه " من تَرَكَ الصَّلاةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ منه ذِمَّةُ اللَّهِ " المعجم الكبير للطبراني وفي المسند عن أم أيمن وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب وقال في الإرواء" وهذا إسناد رجاله ثقات...". وأما أقوال الصحابة فقد قال عمر لفاروق رضي الله عنه " له لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة " وعن علي رضي الله عنه " من لم يصل فهو كافر " وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " من لم يصل فلا دين " وقال عبد الله بن شقيق " كان أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة " ولم يرد في النصوص أن تارك الصلاة مؤمن أو أنه يدخل الجنة أو أنه ينجو من النار حتى نحتاج معه إلى تأويل النصوص فنقول إن الكفر هو كفر النعمة أو الكفر الأصغر لا يخرج من الملة كما يقول أصحاب القول الثاني، وهل يرضى تارك الصلاة لنفسه أن يكون محل شك عند علماء الإسلام هل هو مسلم أم لا ؟ أيها المسلمون: إذا تبين أن تارك صلاة كافر كفرا أكبر ومرتد عن دينه فإنه تجرى عليه أحكام المرتدين ومنها : أولا لا يجوز أن يزوج ببنات المسلمين وإن عقد له وهو لا يصلي فنكاحه باطل وإن كان تركه للصلاة بعد عقد النكاح فينفسخ عقده من زوجته ولا تحل له لقوله تعالى ﴿لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ﴾ وثانيا لا تحل ذبيحته إن ذبحها، وثالثا لا يجوز له دخول مكة أو حدود حرمها لقوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا﴾ ورابعا إذا مات أحد أقاربه من المسلمين لم يرث منه عن أُسَامَةَ بن زَيْدٍ رضي الله عنهما أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال " لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ ولا الْكَافِرُ الْمُسْلِم " البخاري ومسلم. وخامسا أنه إذا مات لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين ولا يجوز لأحد من أقاربه أن يدعوا له بالرحمة والمغفرة لأنه كافر لا يستحقها قال تعالى ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ ويحشر يوم القيامة مع أئمة الكفر فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف فإن كان ملكا أو رئيسا شغله ملكه ورئاسته عن الصلاة حشر مع فرعون وإن كان وزيرا أو موظفا شغلته وزارته أو وظيفته عن الصلاة حشر مع هامان وإن كان ثريا غنيا شغله غناه عن الصلاة حشر مع قارون وإن كان تاجرا يبيع ويشتري وألهاه بيعه وشراؤه عن الصلاة حشر مع أبي بن خلف ولا تسل يا تارك الصلاة عن منازل هؤلاء في النار يوم القيامة فهم في شر الدركات هذا حكم تارك الصلاة وهذه عقوبته فهل بعي ذلك تارك الصلاة ويتدارك نفسه قبل فوات الأوان، وأما المضيع لأوقاتها المؤخر لها عن وقتها المحدد لها شرعا فقد قال تعالى ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ قال ابن مسعود رضي الله عنه " ليس معنى أضاعوها تركوها بالكلية ولكن أخروها عن أوقاتها " وقال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ قال جماعة من المفسرين : المراد بذكر الله الصلوات الخمس فمن اشتغل عن الصلاة في وقتها بماله كبيعه وشرائه أو معيشته أو ضيعته أو ولده كان من الخاسرين. وقال تعالى ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ وهذا تهديد لمن أخر الصلاة عن أوقاتها والويل واد في جهنم وورد الوعيد بشأن صلوات مخصوصة كالفجر والعصر عن بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ " البخاري
وعن بن عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال " الذي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ "البخاري ومسلم. وعن سَمُرَةُ بن جُنْدَبٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرُّؤْيَا قال " أَمَّا الرَّجُلُ الْأَوَّلُ الذي أَتَيْتَ عليه يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ فإنه الرَّجُلُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ وَيَنَامُ عن الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ "البخاري. وفي حديث أبي هريرة في الإسراء أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء قال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين تثاقلت رؤوسهم عن الصلاة " قال صاحب المجمع رواه البزار ورجاله موثوقون. هذا بعض العقاب إضافة إلى ما فاتهم من الفضل العظيم لمن حافظ على الصلاة في أول وقتها فعن عبد اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قال " سَأَلْتُ النبي صلى الله عليه وسلم أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إلى اللَّهِ قال الصَّلَاةُ على وَقْتِهَا.." البخاري.



عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا صلى الرجل فأحسن الوضوء وأتم ركوعها وسجودها أحسبه قال والقراءة فيها قالت حفظك الله كما حفظتني وإذا أساء ركوعها ولم يتم ركوعها ولا سجودها قالت ضيعك الله كما ضيعتني " مسند البزار. عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الصلاة لوقتها وأسبغ لها وضوءها وأتم لها قيامها وخشوعها وركوعها وسجودها خرجت وهي بيضاء مسفرة تقول حفظك الله كما حفظتني ومن صلى الصلاة لغير وقتها فلم يسبغ لها وضوءها ولم يتم لها خشوعها ولا ركوعها ولا سجودها خرجت وهي سوداء مظلمة تقول ضيعك الله كما ضيعتني حتى إذا كانت حيث شاء الله لفت كما يلف الثوب الخلق ثم ضرب بها وجهه " المعجم الأوسط للطبراني. وقال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا صلى العبد الصلاة في أول الوقت صعدت إلى السماء ولها نور حتى تنتهي إلى العرش فتستغفر لصاحبها إلى يوم القيامة وتقول حفظك الله كما حفظتني وإذا صلى العبد الصلاة في غير وقتها صعدت إلى السماء وعليها ظلمة فإذا انتهت إلى السماء تلف كما يلف الثوب الخلق ويضرب بها وجه صاحبها وتقول ضيعك الله كما ضيعتني " ذكره الذهبي في الكبائر. فيا من تؤخر الصلاة عن وقتها هل تريد مصيرا كهذا المصير ؟ فتنبه من غفلتك واستيقظ من رقدت قبل أن تندم في وقت لا ينفع فيه الندم وتتمنى الرجوع إلى الدنيا لتعمل صالحا ولكن هيهات هيهات ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ.......﴾



الخطبة الثانية

أيها المسلمون: اتقوا الله واعلموا أن الصلاة عمود الدين وبرهان الإيمان وشرط القبول فإن قبلت قبل سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله من وفاها وفاه الله حقه ومن طفف ففيها فقد علمتم ما قال الله في المطففين , ولا يزال الحديث مع المضيعين والمتهاونين بالصلاة ومع المضيع لصلاة الجماعة في بيوت الله أولئك الذين هجروا المساجد شأنهم شأن المنافقين وربما كان بيت الواحد منهم مجاورا للمسجد ولا يعرف طريقه فاسمعوا طرفا من الوعيد والتهديد الذي ينتظرهم إن لم يراجعوا أنفسهم ويصلحوا ما فسد من قلوبهم قال تعالى ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴾ وذلك يوم القيامة وما يكون فيه من الأهوال والزلازل والبلاء والامتحان والأمور العظام حين يغشاهم الذل والهوان وقد كانوا يدعون إلى السجود في الدنيا قال ابن المسيب " كانوا يسمعون حي على الصلاة حي على الفلاح فلا يجيبون وهم أصحاء سالمون " وقال إبراهيم التيمي " يعني يدعون إلى الصلاة بالأذان والإقامة " وقال كعب الأحبار " والله ما نزلت هذه الآية إلى في الذين تخلفوا عن الجماعة " فأي وعيد أشد وأبلغ من هذا لمن ترك الصلاة مع جماعة المسلمين مع قدرته على الذهاب إليها، عن أبي هُرَيْرَةَ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ على الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ ما فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ من حَطَبٍ إلى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ فَأُحَرِّقَ عليهم بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ" البخاري ومسلم.
وهل يمكن أن يتوعد الرسول صلى الله عليه وسلم بالتحريق بالنار أقواماً إلا بسبب ذنب عظيم اقترفوه، أتى ابن أم مكتوم رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ شَاسِعُ الدَّارِ وَلِي قَائِدٌ لَا يُلَائِمُنِي فَهَلْ لي رُخْصَةٌ أَنْ أُصَلِّيَ في بَيْتِي فرخص له فلما ولى دعاه وقال هل تَسْمَعُ النِّدَاءَ قال نعم قال فأجب لَا أَجِدُ لك رُخْصَةً "مسلم وغيره فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يجد رخصة لرجل أعمى أن يصلي في بيته ولم يعذره فكيف يجوز لصحيح البدن والبصر أن يصلي بيته ؟ كيف يستبيح كثير من الناس التخلف عن الصلاة مع الجماعة في المساجد وقد أصح الله أبدانهم ووسع عليهم في أرزاقهم وآمنهم في أوطانهم أما يخشى أولئك المتخلفون الغافلون أن يكون النفاق قد تسلل إلى قلوبهم وهم لا يشعرون ؟ عن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " من سمع الْمُنَادِيَ فلم يَمْنَعْهُ من اتباعه عُذْرٌ قالوا وما الْعُذْرُ قال خَوْفٌ أو مَرَضٌ لم تُقْبَلْ منه الصَّلَاةُ التي صلى" سنن أبي داود وصححه الألباني. يعني الصلاة التي صلاها في بيته وعن أبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول " ما من ثَلَاثَةٍ في قَرْيَةٍ ولا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمْ الصَّلَاةُ إلَّا قد اسْتَحْوَذَ عليهم الشَّيْطَانُ فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ "رواه الإمام احمد في المسند وأبو داود والحاكم حبان وعن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عن وَدْعِهِمْ الْجَمَاعَاتِ أو لَيَخْتِمَنَّ الله على قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ من الْغَافِلِين " سنن ابن ماجه. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ فَلا صَلاةَ لَهُ إِلا مِنْ عُذْر " الحاكم وابن حبان. سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن رجل يقوم الليل ويصوم النهار ولا يصلي مع الجماعة فقال هو في النار"وقال"من سمع النداء بالصلاة ثم لم يجب ويأتي المسجد ويصلي فلا صلاة له وقد عصى الله ورسوله" وقال ابن مسعود رضي الله عنه " من سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ على هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ فإن اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم سُنَنَ الْهُدَى وَإِنَّهُنَّ من سُنَنِ الْهُدَى وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ في بُيُوتِكُمْ كما يُصَلِّي هذا الْمُتَخَلِّفُ في بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ وما من رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَعْمِدُ إلى مَسْجِدٍ من هذه الْمَسَاجِدِ إلا كَتَبَ الله له بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً وَيَرْفَعُهُ بها دَرَجَةً وَيَحُطُّ عنه بها سَيِّئَةً وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وما يَتَخَلَّفُ عنها إلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ وَلَقَدْ كان الرَّجُلُ يؤتي بِهِ يُهَادَى بين الرَّجُلَيْنِ حتى يُقَامَ في الصَّف " وقال ابن عمر رضي الله عنهما " كنا إذا فَقَدْنَا الرَّجُلَ في الْفَجْرِ وَالْعِشَاءِ أَسَأْنَا بِهِ الظَّن " وكان الربيع بن خثيم قد سقط شقه في الفالج " الشلل " فكان يخرج إلى الصلاة يتوكأ على رجلين فيقال له يا أبا محمد قد رخص لك أن تصلي في بيتك أنت معذور فيقول هو كما تقولون ولكن أسمع المؤذن يقول حي على الصلاة حي على الفلاح فمن استطاع أن يجيبه ولو زحفا أو حبوا فليفعل. وكم يفوت المتخلف من الأجر العظيم عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من غَدَا إلى الْمَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ الله له نُزُلَهُ من الْجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أو رَاحَ" البخاري ومسلم. عن بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه عن النبي قال " بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ في الظُّلَمِ إلى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يوم الْقِيَامَةِ " الترمذي وأبي داود وصححه لحاكم عن أنس وابن خزيمة. عن عُثْمَانَ بن عَفَّانَ رضي الله عنه قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول " من صلى الْعِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قام نِصْفَ اللَّيْلِ وَمَنْ صلى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صلى اللَّيْلَ كُلَّهُ " مسلم. عن أَنَسِ بن مَالِكٍ رضي الله عنه قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "من صلى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا في جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى كُتِبَتْ له بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ من النَّارِ وَبَرَاءَةٌ من النِّفَاقِ " الترمذي وحسنه الألباني في الصحيحة ". وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتاني الليلة ربي في أحسن صورة فقال يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى قلت نعم في الكفارات والدرجات ونقل الأقدام للجماعات وإسباغ الوضوء في السبرات وانتظار الصلاة بعد الصلاة ومن حافظ عليهن عاش بخير ومات بخير وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه " مسند أبي يعلى وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب. عن عُثْمَانَ رضي الله عنه قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول " من تَوَضَّأَ فأسبغ الْوُضُوءَ ثُمَّ مَشَى إلى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ فَصَلاَّهَا غُفِرَ له ذَنْبُه "رواه الإمام احمد في المسند وصححه ابن خزيمة
__________________

المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
أذكار, أدعية, خطب, خطبة الجمعة, صلاة الجمعة, إسلاميات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من يوقف هدردماءاهل السنه يامسلمين في ايران المجوسيه الرافضية الصفوية ؟؟ ابومحمدالقحطاني فضائح وجرائم الروافض ضد أهل السنة 10 29-04-2015 06:44 PM
إبن سبأ اليهودي مؤسس الديانة الشيعية ابو عائشة الطائي فضائح وجرائم الروافض ضد أهل السنة 2 20-12-2009 10:31 PM
غزوات حدثت في شهر الانتصارات في رمضان المناضل السليماني مجلس الإسلام والحياة 5 30-08-2009 06:27 AM
أرقـــــــام وإيمـــيــلاتــ الدكـــتـــور جــــــــابـــــر القحطاني وبعض الوصفاتـــ سعيد الجهيمي عالم الصحه والغذاء 12 20-03-2008 12:02 PM
فتاوى السحر والمس والعين مفرغا من شريط للعلامة ابن باز : اعداد بعض طلبة العلم ابو اسامة مجلس الإسلام والحياة 11 26-05-2007 01:52 PM


الساعة الآن 09:52 PM

سناب المشاهير