من ضيع الحضاره الاسلاميه هذا الارث العظيم

ِزاهي بطران أبوشوشه

العنوان: بين فرجينيا وواشنطون
قصه وأحداث
محور النقاش:من ضيع الحضاره الاسلاميه هذا الارث العظيم


أنا زاهي بطران امتطيت قارب حياتي في بحر متلاطم يشوبه
الهيجان تارة و الهدؤ تارة , وتمر الأيام وما بين فرجينيا وواشنطون
التي يفرق بينهما ممر اتلنتك ريفر[ نهر اتلنتك ] , وما ان تدخل الى واشنطون
الا وتشاهد ابرز معالمها [الكبتل هول , البنتقن, البيت الابيض,]
وقفت أتأمل ذاك الفتى زاهي بطران أبوشوشه الذي قبل سنوات عده يجوب بغنيماته وادي السرداح بالعرض
ويختنق حينما يحل الظلام ويتصاعد دخان المقر صه استعدادا مبكرا للتأهب لمائدة طعام بعد المغرب مباشرة
تلك هي أرغفة دقيق البر المخلوطة مع البلول [قليل من الماء والبصل والكركم]
يطغي صفار البزار على القليل من البصل الذي عاده ما نحصل عليه من جارنا سعيد كل شهرين
إذا كانت علاقته مع أخي الأكبر في أوج ازدهارها .
هذا كل ما تملكه العائله لمائدة الطعام كيس كبير من دقيق البر وبصل جارنا سعيد
وشيء من الكركم الأصفر وفي جانب كيس البر الكبير هوة من أثر مشاركة ذاك الجرذ الكبير
الذي أشمئز من مجرد التفكير في قتله
ونحن مشغولين أنا وأخوتي بقتل ذاك اللعين الذي لا يسيطر عليه سوى طريقة أختي الكبرى
التي تعيدنا كل ثلاثة اشهر
وذلك بقلي الملابس في الماء ليتغلغل في مكامن ذاك المخلوق التي تطاردني لعنة الاشمئزاز
وانا بجانب البيت الابيض حيث يبدو من بعد المكتب البيضاوي
حيث مكتب الرئيس وبجانبه مكتب كبار معاونيه
وعن بعد بجواره يبدو الكبتل هول حيث مجلس الشيوخ في الكنقرس وتدار وتحاك السياسه الخارجيه لامريكا
اعظم بلد يحرك السياسه لصالحه وكانه يلعب الشكرنج مع خصم بليد لايجيد قوانين هذه العبه اللعينه
التي تعتمد على الدهاء وحسن التصرف
ونحن في ديارنا نتخاصم حلال 00حرام
بعد أن عدت للتو من زيارة مبنى[ المسله] التي تعلو في السماء مقابله لمبنى الكبتل هول
من الجانب الاخر حيث يفصلهما ميدان كبير بحدائق غناءه يتجمع فيها الناس في عطلة نهاية الاسبوع

وتدور بي الأفكار تذكرت الشجار الذي دار بين أخي وجارنا سعيد
على مورد ماء المسيل [ الشعبه ]
وكأنه نذير بتأخير نصيبنا من البصل
الذي يغطي برائحته مع صفار الكركم تراكم الاتربه على هاك الكيس كيس الدقيق الكبير
الذي هو كل ما نملك لمائدة الطعام
الوقت المستقطع للبقاء للبقاء بجانب البيت الابيض أنتهى
وحلمي الكبير لازال يكبر
وأنا اتجول في ساحات المسله المميز
وذاك الزنجي الأسود الذي يفيض ذراعه الأسود خارج نطاق كمه
ومع نسمات الهوى انطوى بي الزمن وتذكرت حمار جارتنا الذي يطارد الاتانه
في أسفل الوادي وخلفه الأولاد في سن الصبا والشبق واللوعة تنتظر ساعات اللقاء
وشوارع واشنطن ألمدينه الصاخبة
وبجوارها فرجينيا تلك المدينه الهادئه
التي تعج بالطالبات والصبايا
والشبق محصور في هموم اليوم والحياة
نعم تمقلت بأعين مذهولة مكونات ذاك الإنسان بجميع مقومات
فروقاتها ألجنسيه التي تميزها عن الذكر.
انقلبت موازين الروئى وحل المساء و نسمات هواء
أعقبه زخات من مطر شديد بداء كل من حولي يغرق
ويجف في الحال
وأتذكر أخي وجارنا والمسيل
ويصيبني الإحباط والخوف على البصل والجار والبلول والقرصان والكركم
والإحساس بالجوع والخوف والغربة
وأفيق من هاجسي وأقول العرب الى اين
الم تكن الامه الاسلاميه يوما ما مهد الحضاره ولانسانيه
من ضيع الحضاره الاسلاميه هذا الارث العظيم