مــن أخـطـر مـا يـصـيـب الــعـقــل


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

إضافة رد
قديم 28-04-2010, 07:57 AM
  #1
سعيد شايع
.::قلم من ذهـب::.
 الصورة الرمزية سعيد شايع
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجبيل
المشاركات: 972
سعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud of
افتراضي مــن أخـطـر مـا يـصـيـب الــعـقــل

أخي المسلم مرحبا بك على صفحة من صفحات هذا

المجلس المبارك ، ومع موضوع نحتاج إلى الحديث عنه

هنا وفي مساجدنا ومجالسنا واستراحاتنا وجساتنا

هذا الموضوع من المواضيع التي قد يقع فيها العبد

وهو لا يشعر ، وقد يتعصب له وهو لا يشعر

أخي الحبيب

إن من أخطر ما يصاب به العقل البشري لوثة الهوى وعدم التجرد لما أنزل الله على رسوله ، فَتُحكّمَ

العاطفة وتهب العاصفة حتى تختل الموازين وتنعدم الرؤية ، ولقد حذر ربنا ـ عز وجل ـ من الهوى ، وبين

خطره الذي قد يصل إلى حد العبودية فقال { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ } وقد أثر عن أحد السلف أنه

قال: ( والله الذي لا إله غيره ، ما تحت أديم السماء أخطر من هوى متبع )

وقال أبو الدرداء ـ ضي الله عنه ـ ( إذا أصبح الرجل اجتمع هواه وعلمه وعمله ، فإن كان عمله تبعاً

لهواه فيومه يوم سوء ، وإن كان عمله تبعاً لعلمه فيومه يوم صالح ) ، وكثيراً ما تظهر الأهواء عند هبوب

رياح الفتن فيأخذ العقل إجازة ، وتُبعد مقاييس الشرع إلا عند من رحم ربك ، ولذا سمى علماء السلف

هؤلاء الذين يندفعون وراء العواطف بدون مقياس من نقل أو عقل سموهم ـ أهل الأهواء ـ ولخطورة الهوى

على العقل البشري والعلم الشرعي جاءت النصوص من الوحيين ببيان ذلك ، قال الله ـ تعالى ـ

{ فَإن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ

لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ } فانظر كيف قرن الضلال باتباع الهوى ، قال الله

{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ } فمن أعظم مطالب المؤمنين الهداية إلى صراط الذين

أنعم الله عليهم ، والنجاة من طريق المغضوب عليهم المتبعين لأهوائهم والضالين عن الحق ، سئل أحد

الحكماء عن الهوى فقال ( هوانٌ سُرقت نونه ) فأخذ ذلك شاعر فصاغه بقوله:

نون الهَوَانِ من الهوى مَسْرُوقة .......... فإذا هَوَيْتَ فقد لقيت هَوَانا

ويقول سهل بن عبد الله التستري: ( هواك داؤك ، فإن خالفته فدواؤك )

وقال وهب ( إذا شككت في أمرين ولم تدر خيرهما ، فانظر أبعدهما من هواك فأته ) يعني: الذي ترى

أنك تتبع هواك فيه فلا تأتيه ، ما أحوج المسلم في هذا الزمن إلى التجرد من الهوى والاحتكام إلى

ميزان الكتاب والسنة ففيهما الهدى والنور ، والفلاح والسعادة ، وأن يتسلح المسلم بسلاح الإيمان والعلم

مبتعداً عن الهوى والتعصب ، متمثلاً بهذه الأبيات لابن القيم ـ رحمه الله ـ :

وتَعَرّ مِنْ ثَوْبَينِ مَنْ يَلْبَسْهُما ............ يَلقَ الرّدَى بِمذَلّة وهَوانِ

ثَوبٌ مِنَ الجهلِ المرَكّبِ فَوْقَهُ .............. ثَوبُ التّعَصبِ بئستْ الثَوبَانِ

وتَحلّ بِالإنْصَافِ أفخرَ حُلّةٍ ........... زِينَت بها الأعْطَافُ والكَتِفَانِ

ومن تأمل في كتاب الله وجد المقابلة بين الحق والشرع ، وبين اتباع الهوى فهما نقيضان لا يجتمعان

فحيث يأتي الأمر باتباع الشرع يأتي النهي عن اتباع الهوى ، قال تعالى

{ ثُمّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ }

والحكم بالشرع يأتي مناقضاً للهوى ، ولذا يقول الله

{ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ }

وجاء هذا التحذير للأنبياء السابقين

{ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله }

قال الشاطبي ـ رحمه الله ـ ( فقد حصر الأمر في شيئين:

الوحي وهو الشريعة ، والهوى ، فلا ثالث لهما ، وإذا كان كذلك فهما متضادان ، وحين تعيَّن الحق في

الوحي توجه للهوى ضدُّه فاتباع الهوى مضاد للحق ) ولقد جاء هذا الأمر متسقاً مع فطرة الله التي فطر الناس

عليها ، وبدون ذلك تفسد السماوات والأرض ومن فيها

{ وَلَوِ اتَّبَعَ الحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ }

وقد أخبر ـ سبحانه ـ أن الناس قد زينت لهم الشهوات

{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ المُسَوَّمَةِ

وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ المَآبِ }

ومع طول عهد الناس بعصر النبوة ، وبُعدهم عن الصدر الأول ، زادت الأهواء واستولت الشهوات على

النفوس ، ورقَّ الدين لدى الناس ، وهان شأنه عندهم وزاد الطين بلة ارتباط المسلمين بالعالم الغربي الذي

سيطرت عليه المادة ، واستولت على حياة الناس وضمرت لديهم المعاني الجادة ، وتقلصت في حياتهم

وقد يترك هذا الأمر أثره على بعض من ينتسبون إلى الدعوة وكأنهم من الغيورين عليها ، فيحرصون على

مجاراة واقع الناس ، ويعيدون النظر في كثير مما كانوا يقررونه من الأحكام الشرعية ، لأن الناس قد ثقل

عليهم الالتزام بها ، ولا شك أن الشرع لم يأت بتكليف الناس بما لا يطيقون ، وأن الدين يسر ليس فيه عسر

ولا مشقة ، وأن من قواعد الشريعة أن المشقة تجلب التيسير وأنه لا ضرر ولا ضرار ، لكن الاستطراد في

هذا الباب قد يوقع صاحبه في مجاراة أهواء الناس ، وتطويع الشرع وفق شهواتهم ورغباتهم ، ومن ثم

فلا بد من الانضباط والاتزان في ذلك ، بالحذر من التضييق على الناس والمشقة عليهم فيما وسعه الشرع

والحذر من الانزلاق في السير وراء الأهواء وتمييع الشريعة ، ومما ينبغي مراعاته في ذلك تربية النفس

على تعظيم نصوص الشرع والتسليم لها وترك الاعتراض عليها ، وأن النص الشرعي حاكم على حياة الناس

ولا مجال لاجتهاد يعارضه ، وتربية النفس على التعلق بمتاع الآخرة ، وأن الدنيا دار شهوات وأهواء وظل

زائل ، وأن الجنة قد حجبت بالمكاره ، والنار قد حجبت بالشهوات ، وتربية النفس على اليقين بأن ما دل

عليه الشرع فهو في مصلحة الناس ، وهو وفق طاقتهم وقدرتهم ، وأن من مقاصد الشرع تعبيد الناس

لرب العالمين ، وتخليصهم من رق الهوى ، وأسره ، قال الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ

( المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المكلف عن داعية هواه ، حتى يكون عبداً لله اختياراً ، كما

هو عبد لله اضطراراً ) ولا شك أن مجاراة الناس في الترخُّص والتيسير لا تقف عند حد ، فماذا نفعل بمن

تتبرم من لبس الحجاب ، ومن يتبرم من صيام رمضان في الحر ، والسفر للحج لما فيه من جهد ومشقة؟

بل ماذا نصنع بمن يضيق بالجهاد لما فيه من إراقة الدماء ، وإزهاق النفوس ، وذهاب الأموال؟

إن من الواجب على العبد اتباع المنهج الشرعي ، والتيسير فيما يسر فيه الشرع ، وأخذ النفس

والناس بالحسنى ، ومع ذلك فلا يؤدي الترخص إلى تهوين شأن العبودية والتسليم لله ، وتعويد

النفس على الجرأة على معصيته ، وألا يدعونا فساد الواقع إلى تطويع الشرع لتسويغه.

اللهم ارزقنا الفقه في الدين ، واتباع سبيل المرسلين ، ونعوذ بك من اتباع الهوى

فإنه من أخطر ما يصيب العقل
__________________

عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة
سعيد شايع غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 28-04-2010, 08:41 AM
  #2
جناب الهضب
عضو فضي
 الصورة الرمزية جناب الهضب
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: عسير
المشاركات: 2,639
جناب الهضب has a reputation beyond reputeجناب الهضب has a reputation beyond reputeجناب الهضب has a reputation beyond reputeجناب الهضب has a reputation beyond reputeجناب الهضب has a reputation beyond reputeجناب الهضب has a reputation beyond reputeجناب الهضب has a reputation beyond reputeجناب الهضب has a reputation beyond reputeجناب الهضب has a reputation beyond reputeجناب الهضب has a reputation beyond reputeجناب الهضب has a reputation beyond repute
افتراضي رد : مــن أخـطـر مـا يـصـيـب الــعـقــل

فَتُحكّمَ

العاطفة وتهب العاصفة حتى تختل الموازين وتنعدم الرؤية

لاهنت يا سعيد شايع
__________________
جناب الهضب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 28-04-2010, 11:31 AM
  #3
عبدالله فراج العلياني
عضو فضي
 الصورة الرمزية عبدالله فراج العلياني
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 2,010
عبدالله فراج العلياني has a reputation beyond reputeعبدالله فراج العلياني has a reputation beyond reputeعبدالله فراج العلياني has a reputation beyond reputeعبدالله فراج العلياني has a reputation beyond reputeعبدالله فراج العلياني has a reputation beyond reputeعبدالله فراج العلياني has a reputation beyond reputeعبدالله فراج العلياني has a reputation beyond reputeعبدالله فراج العلياني has a reputation beyond reputeعبدالله فراج العلياني has a reputation beyond reputeعبدالله فراج العلياني has a reputation beyond reputeعبدالله فراج العلياني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : مــن أخـطـر مـا يـصـيـب الــعـقــل

اخي لكل قاعده شواذ ولهوى من الشواذ فمن التبع هواه ضل وخسر ولاكن
من استمسك بالعروة الوثقى لانفصام لها ولن تتوثق حتا تقيم الصلاه

إن الصلاة تنهى عن الفحشاء ولمنكر ولبغي يعضكم لعلكم تذكرون 000

جزاك الله خير وكل مشاهد كريم 0000000000
__________________
عبدالله فراج العلياني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 30-04-2010, 01:23 AM
  #4
,,القحطاني,,
عضو نشيط
 الصورة الرمزية ,,القحطاني,,
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: # الشرقية #
المشاركات: 280
,,القحطاني,, has much to be proud of,,القحطاني,, has much to be proud of,,القحطاني,, has much to be proud of,,القحطاني,, has much to be proud of,,القحطاني,, has much to be proud of,,القحطاني,, has much to be proud of,,القحطاني,, has much to be proud of,,القحطاني,, has much to be proud of
افتراضي رد : مــن أخـطـر مـا يـصـيـب الــعـقــل

كذلك مما يصيب العقل بخطورة أشد

الأنتكاسة بعد الألتزام والتطوع ,,,,,,,,,,, ربما جره الهوى


موضوعك رائع وقيم استفدنا منه وذكرنا ,,, وذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين
,,القحطاني,, غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 04-05-2010, 07:13 AM
  #5
سعيد شايع
.::قلم من ذهـب::.
 الصورة الرمزية سعيد شايع
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجبيل
المشاركات: 972
سعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud of
افتراضي رد : مــن أخـطـر مـا يـصـيـب الــعـقــل

أشكر للجميع مرورهم وتعليقهم
__________________

عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة
سعيد شايع غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ناصر الفراعنه و 4 قصايد رائعه علي بن مسفرالحبابي مجلس آخبار الشعر والشعراء والمسابقات الشعرية 11 03-01-2010 09:20 PM
وقفة مع الشاعر الكبير / حمد بن هادي المسردي ( رحمه الله ) جعفر بن شري مجلس الديار و قصص وسوالف من الماضي 11 09-12-2008 06:01 AM
ناصر الفراعنة يرثي ابنه بعد مضي شهرين عن وفاته بقصيدة تعددت اغراضها علي بن مسفرالحبابي مجلس عذب الكلام 7 16-06-2008 12:01 AM
قصيده الفراعنه عن رسولنا الكريم الوافي القحطاني مجلس آخبار الشعر والشعراء والمسابقات الشعرية 7 27-03-2008 12:24 AM
قصيده ناصر الفراعنه في الرسول ( صلى الله عليه و سلم ) 800 بيت !!!!!!!!!!!!!!!!! الوافي القحطاني مجلس آخبار الشعر والشعراء والمسابقات الشعرية 14 20-03-2008 06:23 AM


الساعة الآن 03:24 AM

سناب المشاهير