ليلة في التوقيف ،، بسبب الوطنية المزعومة !

كنت قد نويت ألا أكتب في موضوع اليوم الوطني ليس لعدم أهميته وإنما لكثرة ما كتب فيه وما طرح عنه من أفكار ورؤى وكثرة ما استهلك هذا الموضوع سواء بالنقد أو التأييد لما قد يصاحبه من سلوكيات الشباب.

لكن جاءني اليوم اتصال من أحدهم جاء فيه:
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
- وينك يا بو زيد ؟؟ ما فزعت لي البارحة !!
- أفاا يالعلم ،، خير إن شاء الله ؟! عسى ما خلاف .
- لا والله ،، بس أمسيت البارح في التوقيف.
- إيييه ،، قد قلت لك –الله يهديك- أكيد علشان ...
- (قاطعني) إيه علشان اليوم الوطني !!
- طيب .. وكيف سويت ؟
- توقفت من الساعة 9 إلى 3 الفجر ،، وطلعت بالكفالة...

** جال بي الفكر، وسرح بي الخيال، وتواردت إليّ التساؤلات، أهكذا هي الوطنيّة؟ أهكذا خدمة الوطن!
تذكرت مباشرة أولئك الذين سهروا ليلة البارحة في أقسام الطوارئ في المستشفيات لانتظار مريض يعالجونه أو مصاب يطببونه، تذكرت أولئك الذين سهروا أيضاً ليلة البارحة في نقاط التفتيش ومخافر الشرطة ودوريات الأمن لضبط المخالفين والمتهورين من بعض شباب هذا الوطن الذين خُدِعوا وظنّوا أن الوطنيّة صبغ للسيارات باللون الأخضر وتكنيس للشوارع –وبكل أسف وأسى- بأعزّ وأجلّ راية –راية التوحيد-، تذكرت أولئك الذين ناموا –ولم يسهروا- ليلة البارحة مبكراً وما ذلك إلا استعداداً ليوم الدراسة الآتي يوم غد حتى يقدمون لطلابهم ما لديهم من التربية والعلم والمعرفة....تذكرت غيرهم الكثير الكثير.

- (أوووه ) تذكرت أن المكالمة ما زالت قائمة.
- ألو ألو ،، يبدو أن صاحبي زعل وأقفل الخط.

(أرسل لي رسالة بعد قليل يقول فيها: الله لا يسفهنا)




أترك لكم التعليق مع ملاحظة أن قصة المكالمة حقيقية ولكني أضفت عليها بعضاً من الملح والبهارات.

أبو زيد
يحييييييييييييييييكم