يقول الإمام الغزالي رحمة الله عليه" مثل نملة تخرج من بيت حَفَرتهُ في حائط قصر الملك ،فتلقى أختها فتحدثها معجبة ببيتها وكيف بنته ،وماجمعت فيه ،ولاتذكرقصر الملك ومن فيه ، كمثل المنشغل بالدنيا الغافل عن عظيم خلق الله" .يعيش الفرد في هذه الدنيا تتجاذبه طرق شتى فهناك طريق الإيمان وتنجذب له النفس بالفطرة التي خلق الله الفرد عليها ، والإنجاذاب للدنيا وخضرتها وزينتها وما تحويه من ملذات ظاهرة لها بريق ولمعان...
في هذا الموج المتلاطم يبتعد الفرد عن طرق الهداية التي توصله لرب العالمين فينشغل بالدنيا عن العبادة كما انشغلت هذه النملة عن قصر الملك ببيتها .
وكما بين الحبيب صلى الله عليه وسلم حينما خط خطا مستقيما وقال هذا طريق النجاة ثم خط خطوط أخرى على جانبيه وهي الملهيات والأقدار المحيطة بالفرد.
جانب آخر في هذا السياق أننا نغفل كثيرا عن مالدى الآخرين من جوانب جيدة لانهتم فيها سواءً عند الزوجة أو الزوج أو الأبناء أو الأصدقاء أو حتى الأعداء ، وتجدنا مركزين كل جهدنا على تلك الجزئية السلبية ضئيلة التأثير مما يفقد الموضوع أهميته ومكانته.
لهذا كان لزاماً على كل من وضع نفسه للنقاش أو شارك فيه أن يهتم بالموضوع ككتلة واحدة ويترك بنيات الطريق والتفاصيل الدقيقة والجزئيات المختفية لإن إظهارها يبعد النفوس عن الوصول للحق والإتفاق على الوصول للحق ، وكما قال الدكتور سلمان العودة وفقه الله :أننا نغرق في السؤال عن الجزئيات) ..وبالمناسبة هناك شريط للدكتورسلمان العودة بعنوان الإغراق في الجزئيات ألقي عام 1412هـ.
تجدنا نستمع للمتكلم وقبل أن يتحدث اصدرنا حكما عليه قبل الاستماع.
نناقش ونحاور ونحن نقول أن الحق معنا ولابد أن ينتهي الموضوع لصالحي.
نقرأ لكاتب وقبل البداية في القرأة نحكم عليه بأحكام مسبقة.
بل الأمر يعظم حينما نتحدث عن النيات والمقاصد للآخرين دون معرفة آرائهم .
نعم كل شخص له حق النقد والإنتقاد ولكن بعد معرفة الموضوع كاملا والسماع حتى النهاية .
أرأيتم لو طلب منا بوش حوارا معه هل كنا صننصت له حتى يُنهي كلامه ثم نقول له هل انتهيت ياسيادة الرئيس ؟ !!
نحن بحاجة كبيرة جدا للرجوع للسيرة النبوية الشريفة وقرأتها بتمعن ونية مسبقة للخروج بفائدة .
وتقبلوا فائق تحياتي،،،
25-05-2008, 04:46 PM
##النملة وقصر الملك!##
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري