حــديــثــان ... مــوضــوعــهــمــا واحـــد


إضافة رد
قديم 22-06-2010, 08:25 AM
  #1
سعيد شايع
.::قلم من ذهـب::.
 الصورة الرمزية سعيد شايع
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجبيل
المشاركات: 972
سعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud of
افتراضي حــديــثــان ... مــوضــوعــهــمــا واحـــد

قال رسول الله‏ ـ صلى الله عليه وسلم ـ " ألا لا يمنعنَّ أحدكم رهبةُ الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده
فإنه لا يقرب من أجلٍ ولا يباعد من رزق ، أن يقول بحق ، أو يذكر بعظيم " رواه أحمد
وعن أبى سعيد قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" لا يحقرن أحدكم نفسه ، قالوا: يا رسول الله ، كيف يحقر أحدنا نفسه‏‏ ، ‏‏قال: يرى أمرًا لله عليه فيه
مقال ، ثم لا يقول فيه ، فيقول الله ـ عز وجل ـ له يوم القيامة ، ما منعك أن تقول ‏في ‏‏كذا وكذا‏‏ ، ‏‏فيقول:
خشية الناس ، فيقول: فإياي كنت أحق أن تخشى " رواه ابن ماجة.
هذان الحديثان موضوعهما واحد
وهو موضوع جليل وخطير وأي شيء أجل وأخطر من قول كلمة الحق والشهادة به‏‏؟
وهما بمجموع معانيهما يحددان العلل والأسباب التي‏ ‏تجعل الناس يستنكفون عن قول كلمة الحق
ومعالجة هذه العلل بالدواء الذي ليس قبله ولا بعده دواء ، إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ يخاطب
أمته بهذين الحديثين فإنما يرمي إلى تربية هذه الأمة ، وإعدادها إعدادًا ربانياً لمهمتها المنشودة في
الأرض وفي التاريخ ، ويبنيها بناء عقائديًا متماسكًا أمام فتن الشبهات والشهوات ، والمشكلة بالنسبة
لكثير من المسلمين ليست ‏‏في ‏‏معرفة الحق والكشف عنه ، ولكنها في الإعراض عنه
ومن رحمة الله تعالى أن حكمته أن لا يخلي هذه الأمة من طائفة تعرف الحق ، وتبينه للناس قولا وعملا
به وتدعوا إليه ،وأخطر من الإعراض تجد المشكلة الخطيرة وهي السكوت في وجه الباطل
وعدم الجهر بالحق الواضح خوفًا من ضرر أو طمعاً في نفع شخصي
إن هذين الأمرين: الخوف والطمع هما اللذان يحجبان كلمة الحق أن تصل إلى
الآذان ، ويقفان حاجزًا أمام تواصي الناس بالحق والصبر عليه ، ولم يزل الخوف هو العامل الأهم في القعود
عن القيام بواجب الجهر بالحق ، والرضا بالدون من الأهداف ، والسهل من الأعمال ، وهذا الخوف يكون من
بطش ظالم ، أو طغيان طاغوت ، أو خوفًا من انقطاع رزق ، وتضييق في عيش ، أو ما شابه ذلك
فالشيطان عندما يأتي ليصرف العبد المسلم عن القيام بهذه المهمة المقدسة يبث في فؤاده الرعب عن طريق
تخويفه من عاقبة ذلك بإبراز ما حدث لبعض من قام بهذه المهمة ، وتضخيمه لما نزل بهم من صنوف التنكيل
والعسف ، بل يذهب إلى أبعد من ذلك ، بأن يخوفه بقطع الرزق أو أي صنف من أصناف الصرف والسكوت عن
قول الحق أو العمل به أو الدعوة إليه ، حيث يصور له أن ما يحدث للمجاهدين ‏‏في ‏‏سبيل الله إنما هو من فعل
العداوة لهم ، وكذلك يستعرض الشيطان وأعوانه من شياطين الأنس فيصورون ويهولون ويذكرون للعبد
أولئك الذين يضيق عليهم بسبب عدم قدرتهم على ضبط أنفسهم ، وما هم عليه من هم وغم ، وكيف أن
من يسمون أنفسهم بدعاة الحق مطاردون في كل أرض ، مذادون عن كل حوض ، يتنكر لهم القريب
ويجفوهم الصديق ، ولكن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يريد من المسلم دائماً أن يكون على علم
ببدهيات عقيدته ، وعلى وعي لطرق وخطوات الشيطان وأعوانه ، فلا يغفل عن حقيقة أن الآجال مقدرة من
الله تعالى ، وأن لا أحد يستطيع أن يتقدم أو يتأخر عن أجله الذي حدد له ، وأنه ليس بمقدور أحد أن
يزيد أو ينقص من أجل أحد ، وكذلك فإن الله إذا أراد نفع أو ضرر إنسان فليس هناك من يستطيع أن
يغير تلك الإرادة ، إنك ترى أثر الخوف والحرص على الدنيا ، داءان خطيران وقع فيهما بعض من يدعي
حب الدعوة إلى الله، فتقاعسوا عن الإرشاد والتبليغ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
إن الحرص على الحياة ، والبعد عن شبح التهديد ، وإيثار السلامة يدفع إلى السكوت عما لا يسكت عليه
وإما إلى قلب الحقائق والدخول‏ ‏في ‏‏التأويلات التي ‏‏تزين الباطل ، وتخفي دمامته وقبحه ، مع أن الله قد
أخذ العهد على العلماء ببيان الحق ، دون أن تأخذهم‏ ‏في ‏‏الله لومة لائم ، وقد حذرهم من مصائر الذين
كتموا الحق وأهملوه ، فقال تعالى
{ وإذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ ولا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ ورَاءَ ظُهُورِهِمْ واشْتَرَوْا بِهِ
ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ }
قال الحسن وقتادة كما في تفسير القرطبي ـ رحمه الله ـ
( هي في كل من أوتي علم شيء من الكتاب ، فمن علم شيئا فليعلمه ، وإياكم وكتمان العلم فإنه هلكة )
وقال محمد بن كعب ( لا يحل لعالم أن يسكت على علمه ، ولا للجاهل أن يسكت على جهله )
ووصف الله المؤمنين بأنهم
{ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ولا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ }
إن الحرص على حطام الدنيا كان له أثره المدمر في مسيرة المسلمين ، فكم من عالم ، عالم بالحلال
والحرام ألجمه حب المال والبقاء على موقعه ومكانته ومنصبه وغير ذلك عن قول كلمة حق في موقف
يحتاج إليها فيه! وكم من أناس تفضل الله عليهم بنعمة العلم والفقه يغضون الطرف عن كثير من المنكرات
والمخالفات خوفًا من انقطاع جاريةٍ أو مرتب ، أو ذهاب امتيازات مادية يتمتعون بها
وقد يخدعهم شيطانهم بإقناعهم أن هذه الامتيازات‏‏ هي‏ ‏حقٌ يستحقونه ، وأنهم أولى بها من غيرهم
ويغفلون أو يتغافلون عن الجانب الآخر من القضية وهو أن هذه الامتيازات ما هي إلا رشوة لهم على
سكوتهم ، وجائزة لهم لالتزامهم الأدب والسلوك الحسن أمام أعداء الله الذين تُحمد أمامهم الغلظة ، لا رقة
السلوك وحسنه ، إن مما يؤسف له أن الذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية حرب الإسلام ، وندبوا
أنفسهم لإخفات كل صوت يدعو إلى الله على بصيرة بصدقٍ وتجرد ، وإرهاب البقية الباقية ، قد تنبهوا إلى
مقاتل الدعاة التي يصوبون إليها أسلحتهم ، واستثمروا نقاط الضعف هذه ليعبثوا بدين الله ودعاته كما
يحلو لهم‏‏ ، ‏‏فهم يداولون بين سلاح التخويف والإرهاب تارة ، وسلاح الوظائف والامتيازات والرشا تارة
أخرى ، وبين الثناء والإطراء والمدح تارة ، وقد تتخصص كل جهة من الجهات في استخدام واحد من
هذين السلاحين على حسب مقتضيات الظروف والأحوال
أخي المسلم: لقد جعل الله المال فتنة للناس ، ومحكًا لتمييز المخلص في دعوته من غيره ، وكم رأينا
من الناس من كان‏ ‏في ‏‏حال العسر يرفع عقيرته بالشكوى من أوضاع باتت تلفه وتلف غيره ، ويشتهر
بين الناس بالعمل في سبيل الإسلام ، حتى إذا تحول إلى حيث جاء الرزق رغدًا ، وطلَّق الفقر ، خفت صوته ..
بل تلاشى ، ولفه ثوب الكسل ، وأصبح النشاط الذي كان بالأمس أثرًا بعد عين
هذا إذا ما تحول إلى عدم إنكار ما كان يراه منكرا ، بل ربما رآه حسنا ، بل ربما استدل عليه بدليل
لكي يقبله الناس
سبحان الله! ما هذا التراجع؟
ما هذه الانتكاسة؟
ما هذا التذبذب؟
من يدري ما السبب؟
أظن أن لا أحد يدري ما السبب؟
لكن لعلي أذكر لك ما قاله بعض الدعاة ، يقول:
( ربما تكون نفسه قد أقنعته أنه الآن قد وجد ثمرة جهاده ونتيجة صبره! مع أن أوضاع المسلمين
في أغلب البقاع لا ترضي ، ومشاكلهم متشابهة ، وأينما اتجهنا وجدنا التهديدات التي تهدد مصيرهم
والأخطار التي تزيدهم ضعفًا ، فموالاة أعداء الله ، والتنصير الماحق الذي ينتشر في بلاد المسلمين
بل يهب عليها كالريح ، والدعوات الهدامة التي ‏‏يروج لها في كل مكان ، وتبديد ثروات المسلمين على
ما لا يفيد ، وإخضاع الإسلام في مجال الدعاية للأشخاص والأهواء والأفكار والتصورات ...
كل ذلك وغيره كثير ‏‏وكثير من المجالات التي يترتب على العلماء والدعاة والمصلحين والغيورين على
البلاد والعباد أن يقولوا فيها قولة واضحة لا غموض فيها ولا التواء )
وتبقى مسألة أخيرة وردت في الحديث الثاني ، ‏‏في‏ ‏قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" لا يحقر أحدكم نفسه"
هذه المسألة هي مسألة الثقة بالنفس التي‏ ‏أراد ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن يغرسها في نفوس المسلمين
فالثقة بالنفس هي الدافع إلى العمل ، وهذه الثقة التي لا تكون في نفس العبد إلا على يقين من صحة
ما يدعو إليه ، ومن بطلان ما عداه ، ومن آثارها أن الشخص يتحول من عضو سلبي في المجتمع
إذا ما كان يفسد ويخرب ويشكك ويطعن في الحاكم والمحكوم ، إنه ضائع ‏‏في ‏‏تيار الغفلة ، قارن بينه
وبين شخص مؤثر إيجابي لا يهاب أحدًا إلا الله ، يستهين بالباطل ، وتزداد استهانته به كلما كان على
عقيدة صافية ، إنه من الذين يتخذون من رسول الله أسوة حسنة ، فصلى الله على هذا النبي الأمي الذي
آتاه الله الحكمة وفصل الخطاب ، فهدانا ـ بهداية الله له ـ إلى أحسن السبل ، وعرفنا مواطن الخير
بأقصر عبارة وأجلاها ، ونسأله تعالى أن يجعلنا من
{ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً }
__________________

عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة
سعيد شايع غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 29-09-2010, 06:39 PM
  #2
سعيد شايع
.::قلم من ذهـب::.
 الصورة الرمزية سعيد شايع
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجبيل
المشاركات: 972
سعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud of
افتراضي رد : حــديــثــان ... مــوضــوعــهــمــا واحـــد

هذان الحديثان
مما يعين على الثبات ومعرفة حقيقة الطريق
سواء في الحق أو الباطل .........
فتأمل أخي الحبيب
__________________

عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة
سعيد شايع غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:16 PM

سناب المشاهير