برنارد لويس.. آخر المستشرقين وأسوأهم

ولد " برنارد لويس " في لندن عام 1916م وهو مستشرق بريطاني الأصل ، يهودي الديانة ، صهيوني الانتماء ، أمريكي الجنسية .
تخرج من جامعة لندن سنة 1936م ودرس في باريس ، وتتلمذ على كل من " ماسينون " الذي كان يعني عناية خاصة بتاريخ الرق الإسلامية وبالتصوف وعلى " هاملتون جب " الذي نال على يديه الدكتوراه عن تاريخ الإسماعيلية.
عما " برنارد " في جامعة لندن مدرساً في قسم التاريخ ثم صار رئيساً له مدة خمسة عشر عاماً.
انتقل إلى قسم دراسات الشرق الأدنى بجامعة "برنستون" بولاية نيوجرسي الأمريكية سنة 1973م بالإضافة إلى عضويته الدائمة في معهد برنستون للدراسات المتقدمة.
حصل برنارد على الجنسية الأمريكية سنة 1982م ، وهو الآن أستاذ متقاعد ، ومازال يحتفظ بمكانته العلمية في الجامعة .
وظف " برنارد " علمه وإمكاناته وذكاءه لخدمة قضيته ( المشروع الصهيوني ) بأبعاده السياسية والثقافية ، فتقاطع مع المشروعين الغربي والأوربي في مرحلة ومع المشروع الأمريكي في مراحل.
ودون أن نزعم أن " برنارد لويس " لم يكن يتقاطع مع الحقيقة ، فهو في منهجه العلمي ليس رصيناً لا يمكن النيل منه ولكنه في الوقت نفسه كان يجيد جملة أمور :
- الانتقائية حيث يختار من الحقائق ، ومن السياقات التاريخية ما يؤيد توجهه .
- التعميم في غير محله حيث يعتبر الجزئية أساساً يلغي والكلية ، ويعتبر الفرد ويترك الجماعة ، ويعتبر الفرق الضالة ويتجاهل الأصل.
- توظيف الحقائق الصغيرة لبناء نظريات كبيرة
- محاولة الإقناع عبر بداهات ومعلومات تنتزع من سياقاتها لتوظيف في سياقات أخرى
كتب برنارد لويس كثيراً ، وتداخل في تاريخ الإسلام والمسلمين ، حتى أُعتبر مرجعاً فيه ، فكتب عن الحشاشين ، وعن أصول الإسماعيلية ، والفاطمية ، والقرامطة ، وكتب في التاريخ الحديث كتابات ليست في مستوى البحوث التي قدمها في مستوى البحوث التي قدمها في الكتابات التاريخية ، ذلك أن النزعة الصهيونية التي يصرح بها هو ويؤكدها سيطرت على كتاباته في التاريخ الحديث ، فظهرت أقرب إلى الكتابات الإعلامية منها إلى الكتابات العلمية .
وكتب عن العلاقة بين الإسلام والغرب ، وعن صدام الحضارات تأسيسا لما كتبه صموئيل هنتقتون ، وكان العنوان الفرعي لهذا الكتاب ( المسيحيون والمسلمون واليهود في عصر الاكتشافات ) وكتب عن الشرق الأوسط : ( ألفا سنة من التاريخ من فجر المسيحية حتى يومنا هذا ) وكتب عن الساميين وغير الساميين عن ( مركز المدينة المنورة لدراسات الاستشراق ).
يمثل " برنارد " شخصية دمثة ، فهو سهل الأخلاق ، لين العريكة ، تخرج على يديه الكثير من طلاب الشهادات العالية العرب والمسلمين ، الذين يحتفظون عنه بذكريات طيبة ، وهو عذب الأسلوب ، سلس العبارة مقنع في إيراد الحجج وتوظيفها ، ولاسيما لغير المختصين.
يقول عنه " جلال أمين " في مقال بعنوان ( دليل الرجل الذكي إلى التشهير بالمسلمين ) أنظر مجلة الحياة 26 -27/7/2003م : ".. رجل نشر في الستين عاماً الماضية عدداً كبيراً من الكتب التاريخية عن الإسلام والمسلمين والشرق الأوسط ، تفصح عن علم واسع وانكباب طويل عن المصادر التاريخية الأصيلة ما أكسبه شهرة كمؤرخ خبير بأي شيء يتعلق بالإسلام ، ولكن لا رغبة عنده البتة في ذكر الحقيقة الكاملة عن الإسلام بل لديه دافع قوي للغاية بسب ولائه للصهيونية لذكر ما يسيء إلى الإسلام والمسلمين".
ويحدد "جلال أمين" ستة مبادئ يرى أن برنارد لويس يعتمدها كمنهجية له في التشهير بالمسلمين هي :
1 – لا تدخر أي جهد في إلحاق أي وصمة عار بالإسلام والمسلمين.
2- يتعلق بالكراهة ( إذ لا يكفي أن يكون هذا العدو – العربي المسلم – حافلاً بمختلف النقائص والعيوب ، بل يجب أن يحمل قدراً كبيراً من الكراهة العمياء لأصدقائك وعلى الأخص الأمريكيين .
3 – لا يكفي أن يكون عدوك مليئاً بالعيوب ، ويحمل لك فائق الكراهية ، بل لابد أن يكون قوياً وقادراً على الإضرار بك .
4 – وهو على قدر كبير من الأهمية ، أن تحاول قدر الإمكان ألا تظهر هذا العدو على أنه مجرد حفنة قليلة من الأشخاص أو نسبة صغيرة من المسلمين .
5 – لا تنس أن للمسلمين حججاً مضادة لحججك وبعضها لا يخلو من قوة جعلت الكثيرين يشكون في سلامة موقفنا.. لا تظن أن من الأفضل تجاهلها.. الأفضل أن تذكر هذه الحجج وترد عليها.
6 – يتعلق بإسرائيل ، وذلك أنه يجب ألا تنسى أن تشويه سمعة الإسلام يستخدم عدا خدمة بعض المصالح الأمريكية المباشرة في البلاد الإسلامية ، تحسين صورة إسرائيل لدى الرأي العام

مؤلفات برنارد

1 – العرب في التاريخ .
2 – الغرب والشرق الأوسط .
3 – العرق واللون في الإسلام .
4 – ظهور تركية حديثة .
5 – استانبول وحضارة الإمبراطورية العثمانية .
6 – الحشاشون فرقة ثورية في الإسلام يهود الإسلام .
7 – لغة السياسة في الإسلام.
8 – أين مكمن الخطأ .
9 – أزمة الإسلام .