ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

إضافة رد
قديم 23-06-2009, 04:32 PM
  #1
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

هدي خير البشرية صلى الله عليه وسلم مع زوجاته رضي الله عنهن
--------------------------
الخطبة الأولى

ان الحمد لله نحمده ونستعينه .........................

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، فخير الهدي هدي محمد، فمن اتَّبع هديه فأتمر بأمره وتجنب نهيه سعد في الدنيا والآخرة وأسعد من حوله، ومن خالف أمره واتبع السبل خاب وخسر، وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا [النور: 54].

ومن هدي النبي حسن معاشرة النساء والإحسان إليهن، فهذا هديه قولا وعملاً، فمن حسن معاشرة النبي لأزواجه مدحهن والثناء عليهن وبيان فضلهن وما لهن من مزايا، فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)) رواه البخاري (3411) ومسلم (2413).

وقد كان النبي يحفظ لأزواجه ودّهن، ويعترف بجميلهن حتى بعد وفاتهن، فحينما عاتبته عائشة رضي الله عنها قائلة له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة! أجابها بقوله: ((إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد)) رواه البخاري (3818)، فذكر النبي أنه يحفظ لها جميلها حيث ساندته في بداية دعوته ووقفت معه وخففت عنه آلام الدعوة وواسته بمالها.

ولا تخلو المرأة من جوانب مضيئة متعدّدة، سواء ما يتعلق بجمالها الحسّي أو المعنوي من ديانة وأدب وحسن تصرف أو حسن عمل في البيت طبخا وترتيبا وإصلاحا أو غير ذلك، فيثني الزوج على الزوجة في هذا الجانب، ويدعو لها، فهذا مظنة الازدياد من هذا الجانب الحسن أو على الأقل المحافظة عليه، أما كثرة الوقوف على الملاحظات التي لا يخلو منها أحد والمعاتبة عليها فهذا مظنة الشقاق والنزاع، ومع ذلك تبقى هذه العيوب وتتكدّر الخواطر؛ فلذا أرشد النبي إلى النظر إلى الجوانب الحسنة في المرأة وهي كثيرة، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((لا يَفْرَك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر)) رواه مسلم (1469).

ومن حسن معاشرة النبي لأزواجه أنه كان يستمع لوجهة نظرهن ويقبل منهن المراجعة له والاعتراض على بعض تصرفاته، فيعاتبنه ويردّدن القول عليه، بل ربما هجرته الواحدة منهن، وهو في ذلك لا يقابل الإساءة بالإساءة، بل بالصبر والإحسان، فعن عمر بن الخطاب قال: كنا ـ معشر قريش ـ نغلب النساء، فلما قدمنا على الأنصار إذا هم قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار، فصحتُ على امرأتي فراجعتني فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ولِمَ تنكر أن أراجعك؟! فوالله، إن أزواج النبي ليراجعنه، وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل. رواه البخاري (2468) ومسلم (1479).

هذا هو هديه في نزاع أهله له، فما بال البعض منا لا يحتمل أن يسمع الكلمة من زوجته وإن كانت محقة؟! لا يريد النقاش فيما يتخذه من قرارات حتى ما يخصّ الزوجة والأولاد، بل ربما صبّ جم غضبه على زوجته وسبّها، ثم لا يحتمل منها أن ترد عليه خطأه وتبين له وجهة نظرها. سبحان الله! من الذي أباح لك أن تقول لها ما شئت من الكلام وحرم عليها أن ترد عليك فيما ظلمتها به؟!

ومن حسن معاشرة النبي لأزواجه حسن معاشرة أهل الزوجة وأصدقائها، فعن عائشة قالت: ما غرت على نساء النبيّ إلا على خديجة، وإني لم أدركها، قالت: وكان رسول الله إذا ذبح الشاة فيقول: ((أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة))، قالت: فأغضبته يوما فقلت: خديجة؟ فقال رسول الله : ((إني قد رزقت حبها)) رواه البخاري (3816) ومسلم (2435) واللفظ له.

فكان النبي يحسن معاشرة أهل المرأة ويكرمهم، وحسن معاشرته مع آل أبي بكر وآل الخطاب أمر مشهور، فمن أسباب دوام الألفة والمحبة بين الزوجين الدنو من أهل المرأة وصلتهم وحضور مناسباتهم، وهذا مفقود عند البعض من الأزواج، فتجده تمرّ الأشهر بل السنون ولم يحضر لهم مناسبة ولم يلج لهم بيتا، يقف عند الباب لإيصال زوجته وأخذها من بيت أهلها أو بيوت أقاربها، وهذا مما تنقم منه النساء، قد يعتذر البعض باختلاف وجهات النظر معهم أو وجود منكرات عندهم أو غير ذلك من المعاذير، وهذا ليس بعذر، فتتمّ الزيارة ويتلطّف الصهر في إنكار المنكر، فهم أولى من غيرهم بالتوجيه والنصح، فالقريب له من الحق العام والخاصّ ما ليس للبعيد.

معاشر الإخوة، أوصى النبيّ بالنساء، وأمر بتقوى الله فيهن، فحينما خطب النبي في عرفة في حجة الوداع في أكبر تجمع إسلامي في عهد النبي قال: ((فاتقوا الله في النساء)). فعلينا ـ معاشر الأزواج ـ أن نتقي الله في النساء، فلا نهضمهن حقهن فنمنعهن من حقوقهن أو نتطاول عليهن باليد أو اللسان، ويجب علينا الوفاء بالشروط التي قطعناها على أنفسنا، سواء كان الشرط مسجّلا في عقد الزواج أو غير مسجل، فعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله : ((أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج)) رواه البخاري (2721) ومسلم (1418).

ويحرم الضغط على المرأة للتنازل عن الشروط التي اشترطتها على الزوج ولا يصح تنازل المكره، والراشدة من النساء زوجة كانت أو بنتا أو أختا أو أمّا ليس لوليها ولاية على مالها، فلها أن تتصرف بمالها من غير إذن الولي أو إعلامه، والزوجة كسائر الناس؛ يحرم على زوجها أن يأخذ من مالها القليل أو الكثير إلا برضاها إلا إذا كان مشروطا، فالأصل في أموال المسلمين الحرمة إلا على الوالدين، فلهما الأخذ من مال أولادهم.




الخطبة الثانية


الحمد لله، والصلاة والسلام على من أثنى عليه ربه بحسن خلقه.

وبعد: من نافلة القول أن نذكر أنّ النبي لا يلجأ إلى إصلاح الخطأ بالضرب، فلم ينقل عنه أنه ضرب امرأة من نسائه، وأكثر ما حصل منه هو الهجر حيث حلف أن لا يدخل عليهنّ شهرا، فعن عائشة قالت: ما ضرب رسول الله شيئا قطّ بيده ولا امرأة ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قطّ فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل. رواه مسلم (2328).

وقد عدّ النبي ضربَ الرجل المرأة عيبًا في الرجل، وأرشد المرأة إلى عدم القبول بمن يضرب النساء حينما يتقدّم لخطبتها، فعن فاطمة بنت قيس قالت: أتيت النبي ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني، فقال رسول الله : ((أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد))، فكرهته ثم قال: انكحي أسامة، فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت. رواه مسلم.

فما بال البعض منا لا يحسن في الحوار وحلّ المشاكل إلا لغة الضرب؟! هل يرضى من هذه حاله أن يعامل بمثل هذا الأمر؟! ألا يتذكر ضرّابُ النساء قدرة الله عليه؟! فعن أبي مسعود الأنصاري قال: كنت أضرب غلاما لي فسمعت من خلفي صوتا: ((اعلم أبا مسعود، لله أقدر عليك منك عليه))، فالتفت فإذا هو رسول الله ، فقلت: يا رسول الله، هو حرّ لوجه الله، فقال: ((أما لو لم تفعل للفحتك النار)) أو: ((لمستك النار)) رواه مسلم (1659). هل يرضى من هو ضرّاب للزوجة أن تعامل ابنته أو أخته بالضرب؟! كيف يرضى للناس ما لا يرضاه لأهله؟!

وإنك لتعجب أشدّ العجب من شخص متعلّم يلجأ لضرب زوجته! فهل طرُق إصلاح الخطأ إن كان هناك خطأ أعيته فلم يبق إلا الضرب؟! نعم، أباح الشرع ضرب المرأة في حال النشوز وهو ترفعها عن الزوج وعدم طاعته فيما افترض الله عليها طاعته فيه، لكن هذه حالة استثنائية، ولم يبح الضرب ابتداء، إنما أبيح بعد النصح والتوجيه الحسن، ثم إذا لم ينفع ذلك واستمرت المرأة على الخطأ وعصيان الزوج يلجأ الزوج لحلّ آخر وهو الهجر في المنزل، فلا يجامعها ولا يبيت معها في فراش واحد، ولا زال العلاج داخل أسوار بيت الزوجية ولم تدخل أطراف أخرى في المشكلة، هنا يلجأ للضرب للتأديب لا لتشفي وإرواء الغليل، هذا إذا كان الخطأ متحقّقا من الزوجة، أما إذا كان الزوج مخطئا والمرأة تطالب بحقّ أخلّ به الزوج كالنفقة والمعاشرة بالمعروف وغير ذلك من حقوقها فيحرم عليه الهجر فضلا عن الضرب، وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا [النساء: 34].

وليس ضرب المرأة في نشوزها إهانة لكرامتها أو إذلالا لها، بل هو نوع من أنواع التربية وتعديل السلوك، وليس الأمر خاصا بها، فمثلا من له ولاية كالأب والمعلم والمعلمة لهم التأديب بالضرب للحاجة، بل الزوج الذي أبيح له ضرب المرأة في حال النشوز قد يمارس معه الضرب، مثلا لو ارتكب الزوج ما يوجب الحد أو التعزير كشرب الخمر أو التطاول على الناس فيحكم عليه بالجلد تأديبا له وزجرا عن المعصية التي ارتكبها، كما أن المرأة العاصية بنشوزها حكم عليها الشارع بالضرب، والفرق بينها وبين الرجل أن الرجل الذي يحكم بتأديبه بالضرب هو القاضي والذي يحكم بتأديب الزوجة زوجها.

عباد الله صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه........
__________________

المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 23-06-2009, 04:40 PM
  #2
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

الأمان من عذاب الله ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)
-------------------------------------------

الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين.........................
.............

أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والعلن، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الأنفال:23، 24].

عباد الله، اتقوا الله واحذروا غضبه وعقابه، واتقوا عذابًا لا يخص أهل الفجور والمعاصي وحدهم، بل يُهلكهم ومن سكت عنهم، ولا ينجو إلا من كان ينهى عن السوء، فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [الأعراف:165].

عباد الله، مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، واعلموا أن الخبث قد كثر، وأن الشر قد انتشر، وإن لم نقم بما أوجب الله علينا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن لم نغضب مما يُغضب الله، وإن لم تتمعر وجوهنا لانتهاك حرمات الله فلنهلكن مع الهالكين، ولنغرقن مع الغارقين، وليبدأن الله بعبد لم يتمعّر وجهه فيه، قال : ((والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم))، وقال : ((ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز وأكثر ممن يعمله لم يغيروه إلا عمهم الله بعقاب))، قالت زينب بنت جحش : يا رسول الله، أنهلِك وفينا الصالحون؟! قال: ((نعم؛ إذا كَثُرَ الخبث)).

عباد الله، إن الله سائلنا عن قيامنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: هل أنكرت المنكر حين رأيته أم لا؟ وهل عملت على تغييره أم لم تعمل؟ وليس الله سائلك عن الناس: هل انتهوا عن سوئهم أم لا؟ فما على الرسول إلا البلاغ المبين.

عباد الله، يقول الله تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ [التوبة:71]. من صفات المؤمنين والمؤمنات أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فالذي هجر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خارج عن صفة المؤمنين، وواجب عليه أن يقوم بما أمره الله بالقيام به، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، بل يجب هذا حتى على أصحاب المنكر وهم في منكرهم أن ينهى بعضهم بعضًا عن فعله، يقول تعالى: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [المائدة:78، 79]، فحتى من تلبس بالمعصية واجب عليه أن يسعى لإصلاح نفسه وأن ينهى غيره عن فعلها، فترك النهي عن المنكر سبب لحلول اللعنة بالعبد حتى وإن كان من أصحاب ذلك المنكر، ولن تكون هذه الأمة خير الأمم إلا إذا أمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر، فإن الله تعالى يقول: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110]. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على الأمة، إن قام به البعض كفى غيره، وإن لم يقم به أحد أثموا جميعًا، فلو رأيت منكرًا ولم ينكره غيرك تعين عليك إنكاره، فإن لم تفعل أثمت ومن رآه معك.

عباد الله، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يُظهر الدين ويعز شأنه ويعليه، وبه يعرف الحلال من الحرام، وتعرف السنة من البدعة، ويَعز أهل الطاعة، ويذل أهل المعصية والفجور، ولو سَكت الناس عن إنكار المنكر لصار أمرًا عاديًا يألفه الناس، بخلاف ما لو أنكروا ونصحوا وتكلموا، يقول سفيان رحمه الله: "إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر أخيك، وإذا نهيت عن المنكر أرغمت أنف المنافق"، ويقول الإمام أحمد: "إن المنافق إذا خالط أهل الإيمان فأثمرت عدواه ثمرتها صار المؤمن بين الناس معزولاً"، لأن المنافق يصمت عن المنكر وأهله، فيصفه الناس بالكياسة والبعد عن الفضول، ويسمّون المؤمن فضوليًا.

فواجب على كل مسلم ومسلمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على حسب الاستطاعة، وبخاصة فيما تحت قدرتهم من منكرات البيوت وما في حكمها، قال : ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)). تنكر على كل من جاهر بمعصية الله مِن كل مَن خلقه الله، حتى لو لم يكن من المسلمين، من أهل الكتاب كاليهود والنصارى وغيرهم، فإنهم مأمورون بالإيمان بهذا النبي الذي أُرسل إلى الناس كافة، والذي بُعث إلى الثقلين، وهم مسؤولون عنه في قبورهم، ومسؤولون عنه يوم بعثهم ونشورهم، قال : ((والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار))، فهؤلاء الكفرة من اليهود والنصارى الذين كفروا بمحمد وكذّبوه مأمورون بالإيمان به وبمتابعته، ومحاسبون على مخالفتهم شرع الله الذي أنزله عليه: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ [المدثر42-46]، فهم مع كفرهم وتكذيبهم بيوم الدين محاسبون على ترك الصلاة وعدم إطعام المسكين والخوض مع الخائضين، فحوسبوا بالمعاصي وأُوخذوا بها مع أنهم كفار.

ولا يضعف المسلم أو يتوانى بدعوى أنه غير كامل في نفسه، بل عليه أن يسعى في إكمال نفسه مع أمره ونهيه لغيره، ولا بد لمن قام بهذا الأمر من التحلي بالرفق وسعة الصدر وإن سمع ما يكره، فلا يغضب كأنه منتصر لنفسه، ولينظر للواقعين في المعاصي بعين الشفقة والرحمة والنصح، وليعرف نعمة الله عليه حيث لم يقع فيما وقعوا فيه، ولا ينظر إليهم نظر ازدراء وإعجاب بالنفس، فبحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، وعليه بالتخلق بالصبر على ما يلقى، فهو ملاق أذى كثيرًا، يَا بُنَيَّ أَقِمْ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ [لقمان:17]، وليبتعد عن المداهنة والمداراة، ولا يأسف على من هجره وقلاه، ولا يحزن على من فارقه وخذله، وليقطع أطماعه في الخلق، ويجعل تعلقه بربه ومولاه، لا يتوكل إلا عليه، فمن توكل عليه كفاه، ومن استغنى به أغناه.

فاتقوا الله رحمكم الله، واعلموا أنه متى ما ضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ازداد ظهور الفساد، وأصبح أصحاب المنكر يأتونه بعزة وتبجح، يقوي بعضهم بعضًا على إظهار المنكرات وإعلانها, وعندها تخرب البلاد ويهلك العباد ويحل عذاب الله، وإن عذاب الله لشديد.

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وسنة خير عباده، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية


الحمد لله معز من أطاعه ومذل من عصاه، أحمده سبحانه على نعمه وآلائه، وأشهد أن لا إله إلا الله جل في عليائه وكبريائه، وأصلي وأسلم على خِيرته من خلقه وأوليائه، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم لقائه.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، واتقوا يومًا تُرجعون فيه إلى الله.

عباد الله، ضرب لنا رسولنا مثلاً بينًا واضحًا يرشد من الضلالة ويهدي من العمى، إنه مثل من يأمر بالمعروف ومن يسكت عنه، مثل من ينهى عن المنكر ومن يتغافل عنه ويستحيي من إنكاره ويتغاضى عنه، قال عليه الصلاة والسلام: ((مثل المدهن في حدود الله والواقع فيها مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها وصار بعضهم في أعلاها، فكان الذي في أسفلها يمرون بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به، فأخذ فأسا فجعل ينقر أسفل السفينة فأتوه فقالوا: ما لك؟! قال: تأذيتم بي ولا بد لي من الماء، فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم))، وجاء في رواية أن رجلاً منهم قال: ((ألا ترون لهذا يريد أن يغرقنا؟! فقال له آخر: دعه، فإنما ينقر مكانه)).

عباد الله، لقد كان رسولكم شديدَ الغيرة على حرمات الله، يغضب لها إذا انتهكت، وينهى عنها إذا ارتكبت، وقد كان لكُمْ فِي رسُولِ اللّهِ أُسْوةٌ حسنةٌ لِمنْ كان يرْجُو اللّه والْيوْم الآخِر وذكر اللّه كثِيرًا، فليجتهد كل منا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولنعرف لهذه الشعيرة العظيمة من شعائر الإسلام قدرها، ولنترك التلاوم وإلقاء التبعة على الآخرين، وحذار أن نكون ممن هان عليهم أن يعصى اللهُ ويبارزَ بالمعاصي ثم لا نحرك ساكنًا، وكأن الأمر لا يعنينا، وكأن الغيرة على الدين قد عدمت من قلوبنا، ونزعم أننا أولياءُ لله نحب ما يحب ونكره ما يكره، ثم نخشى الناس ولا نخشى الله، ونُبعد عما يغضب الخلق ونُغضب الخالق، ونشتري رضا الناس بسخط الله.

ألا فلنستيقظ من غفلتنا، ولنرجع إلى رشدنا، ولنتذكر أن الله إنما خلقنا لنعبدَه، لا لنكون عبيدًا لهذه الدنيا، نجامل الناس على حساب الدين، ونداهن الناس ونغضب رب العالمين، ألا رُبَّ كلمة تتكلم بها من رضوان الله لا تُلقي لها بالاً تكون سببًا لسعادتك في الدارين، قال : ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله عز وجل ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجلَّ له بها رضوانه إلى يوم القيامة)).

أسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجعلنا ممن استعمله لنصرة دينه وإعلاء كلمته.

ألا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة عليه، فقال جل من قائل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم وأحبهم إلى يوم الدين...

__________________

المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-07-2009, 09:47 PM
  #3
ابو سعد القحطاني
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,381
ابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الحبيب المناضل

جزاك الله الفردوس الآعلى واسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل ما كتبته في ميزان حسناتك وأن ينفع بها .







فداك نفسي وأبي وأمي وقبيلتي والناس أجمعين يا رسول الله .




أخوك أبو مصعب

يحبكم في الله
__________________
فداك نفسي وابي وامي وقبيلتي والناس اجمعين يارسول الله

" ولو طوى بساط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وُأهمل علمه وعمله لتعطلت الشريعة وإضمحلت الديانة وعمت الغفلة وفشت الضلالة وشاعت الجهالة وإستشرى الفساد ، وإتسع الخرق وخربت البلاد وهلك العباد ، وحينئذ يحل عذاب الله وإن عذاب الله لشديد ." (الشيخ صالح بن حميد)

"أضع رأسي في آخر اليوم على الوسادة دون أن يكون في قلبي حقد أوغل أو حسد أو ضغينة ضد أحد من المسلمين مهما فعل بي وأدعوا الله لمن أخطأ في حقي بأن يغفر الله له ويسامحه "
ابو سعد القحطاني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-07-2009, 04:53 AM
  #4
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

ابو سعد القحطاني

ولو أنني أوتيت كل بلاغة ****** وأفنيت بحر النطق في النظم والنثر
لما كنت بعد القول إلا مقصرا ***** ومعترفا بالعجز عن واجب الشكر

مشكور على مرورك ودعواتك

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


الخطبة عن السِّحْرُ وَالشَّعْوَذَةُ

الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَتَحَ اللهُ بِهِ أَعْيُناً عُمْياً وَآذَاناً صُمّاً وَقُلُوباً غُلْفاً، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اقْتَفَى أَثَرَهُ وَاهْتَدَى بِهَدْيِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخِرَ، وَاحْذَرُوا أَنْ تَكُونُوا مِـمَّنِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ: )أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ( [المجادلة:19].

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:

الْحَدِيثُ عَنِ السِّحْرِ ذُو شُجُونٍ، ذَلِكُمُ الْبَلاَءُ الْمُسْتَشْرِي وَالدَّاءُ الْقَدِيمُ الْمُهْلِكُ، فَهُو مُشْكِلَةٌ كُبْرَى مِنْ مُشْكِلاَتِ هَذَا الزَّمَانِ وَكُلِّ زَمَانٍ، وَفِي عَصْرِ الْحَضَارَةِ الْمَادِّيَّةِ تَزْدَادُ ظَاهِرَةُ السِّحْرِ وَالشَّعْوَذَةِ نُفُوذاً وَانْتِشَاراً، وَتَتَنَامَى طُقُوسُهُ فِي أَكْثِرَ شُعُوبِ الْعَالَمِ تَقَدُّماً، وَرُبَّمَا أُقِيمَتْ لَهُ الْجَمْعِيَّاتُ وَالْمَعَاهِدُ، أَوْ نُظِّمَتْ لَهُ الْمُؤْتَمَرَاتُ وَالنَّدَوَاتُ. إِنَّ السِّحْرَ مُحَرَّمٌ فِي جَمِيعِ الشَّرَائِعِ، وَهُوَ يُنَاقِضُ الإِسْلاَمَ وَيُضَادُّ التَّوْحِيدَ، وَمَكْمَنُ الْخَطَرِ مِنْهُ: مَا فِيهِ مِنَ الْكُفْرِ بِاللهِ وَالإِشْرَاكِ بِهِ مِنْ جَانِبٍ، وَإِلْحَاقِ الأَذَى وَالضَّرَرِ بِعِبَادِ اللهِ مِنْ جَانِبٍ آخَرَ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: )وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ([البقرة:102].

وَوَجْهُ الْعَلاَقَةِ بَيْنَ السَّحْرِ وَالْكُفْرِ بِاللهِ الْعَظِيمِ كَمَا بَيَّنَ ذَلِكَ الْعُلَمَاءُ: أَنَّ السِّحْرَ يَدْخُلُ فِي الشَّرْكِ مِنْ جِهَتَيْنِ: مِنْ جِهَةِ مَا فِيهِ مِنِ اسْتِخْدَامِ الشَّيَاطِينِ، وَمِنَ التَّعَلُّقِ بِهِمْ، وَرُبَّمَا تَقَرَّبَ إِلَيْهِمُ السَّاحِرُ بِمَا يُحِبُّونَ، لِيَقُومُوا بِخِدْمَتِهِ وَمَطْلُوبِهِ، وَمِنْ جِهَةِ مَا فِيهِ مِنْ دَعْوَى عِلْمِ الْغَيْبِ، وَدَعْوَى مُشَارَكَةِ اللهِ تَعَالَى فِي عِلْمِهِ؛ وَلِهَذَا أَكَّدَ الْمُصْطَفَى صلوات ربي وسلامه عليه التَّحْذِيرَ مِنَ السِّحْرِ وَشَدَّدَ عَلَيْهِ، وَجَاءَ حُكْمُ الشَّرِيعَةِ فِي السَّحَرَةِ صَارِماً عَادِلاً؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاَتِ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ] فَجَعَل السِّحْرَ بَعْدَ الشَّرْكِ بِاللهِ لِشَنَاعَتِهِ، وَسُوءِ أَثَرِهِ، وَوَخِيمِ عَاقِبَتِهِ.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:

أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّ السَّاحِرَ مُفْسِدٌ فِي الأَرْضِ، يَقْتُلُهُ وَلِيُّ الأَمْرِ، وَلَيْسَ الْقَتْلُ إِلاَّ لِوَلِيِّ الأَمْرِ، وَقَدْ ثَبَتَ قَتْلُ السَّاحِرِ عَنْ عَدَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ الْكِرَامِ رضي الله عنهم كَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَحَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، وَجُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ عَنْ بَجَالَةَ بْنِ عَبْدَةَ رَحِمَهُ اللهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ t كَتَبَ: «أَنِ اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ وَسَاحِرَةٍ» [رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ]. وَإِنَّمَا جَاءَ حُكْمُ الشَّرِيعَةِ بِقَتْلِ السَّاحِرِ؛ لأَنَّهُ مُفْسِدٌ فِي الأَرْضِ؛ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ، وَيُؤُذِي الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَيَزْرَعُ الْبَغْضَاءَ وَالشَّحْنَاءَ، وَيُشِيعُ الرُّعْبَ وَالشَّكَّ، وَيَقْطَعُ عَلَى الْمُتَوَادِّينَ حُبَّهُمْ وَصَفَاءَهُمْ، فَفِي قَتْلِ السَّاحِرِ قَطْعٌ لِمَادَّةِ فَسَادِهِ، وَرَاحَةٌ لِلْبِلاَدِ وَالْعِبَادِ مِنْ خُبْثِهِ وَبَلاَئِهِ، وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ، وَلاَ يُصْلِحُ عَمَلَهُمْ؛ فَالْوَاجِبُ عَلَى مَنْ وَلاَّهُ اللهُ أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يُنَفِّذَوا هَذَا الْحُكْمَ فِي كُلِّ مَنْ ثَبَتَ عَنْهُ مُمَارَسَةُ السِّحْرِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَحْفَظَ جَنَابَ الدِّينِ، ولِكَيْ تَقَرَّ عُيُونُ أَقْوَامٍ يَتَألَّمُونَ بِسَبَبِ مَكْرِ السَّحَرَةِ وَفَسَادِهِمْ.

عِبَادَ اللهِ:

يَرُوجُ السِّحْرُ وَيَكْثُرُ الْمُشَعْوِِذُونَ فِي بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ لأَسْبَابٍ، مِنْهَا: ضَعْفُ الإِيمَانِ فِي النُّفُوسِ، إِذِ الإِيمَانُ دِعَامَةٌ كُبْرَى، وَوِقَايَةٌ عُظْمَى مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ وَشَرٍّ وَمَكْرُوهٍوَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [التغابن:11]؛ فَحِينَ يَضْعُفُ الرَّجَاءُ فِي اللهِ، وَيَقِلُّ الْخَوْفُ مِنْهُ، وَيَهْتَزُّ التَّوَكُّلُ عَلَيْهِ، وَيَتَضَعْضَعُ الرِّضَى بِمَا قَدَّرَهُ وَقَضَاهُ، وَيرِقُّ الْيَقِينُ بِمَا قَسَّمَهُ لِلْعَبْدِ وَأَعْطَاهُ عِنْدَ ذَلِكَ يَتَسَارَعُ ضَعَفَةُ الإِيمَانِ فِي الذَّهَابِ إِلَى السَّحَرَةِ وَالْمُشَعْوِذِينَ؛ فَيَزِيدُهُمْ ذَلِكَ وَهْناً عَلَى وَهْنِهِمْ، بَعْدَ أَنْ تُسْتَلَبَ أَمْوَالُهُمْ وَعُقُولُهُمْ، وَيُثْلَمَ إِيمَانُهُمْ، وَمِنْ ذَلِكَ: الْجَهْلُ بِأَحْكِامِ الشَّرِيعَةِ، وَمَا جَاءَ فِيهَا مِنْ زَوَاجِرَ عَنِ الذَّهَابِ إِلَى هَؤُلاَءِ السَّحَرَةِ وَالْعَرَّافِينَ، وَمَا وَرَدَ فِي ذَلِكَ مِنْ ضَرَرٍ عَلَى الْمُعْتَقَدِ وَالدِّينِ، وَهَلْ يَذْهَبُ إِلَيْهِمْ مَنْ عَرَفَ وَقَدَّرَ قَوْلَ الْمُصْطَفَى r؛ الَّذِي رَوَتْهُ صَفِيَّةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ r عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أَتَى عَرَّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَحْمَدُ وَاللَّفْظُ لَهُ]، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَرضي الله عنهt قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَتَى عَرَّافاً أَوْ كَاهِناً فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ». [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالْبَيْهَقِيُّ.

وَمِنَ الأَسْبَابِ كَذَلِكَ – أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ-: طُغْيَانُ الْحَيَاةِ الْمَادِّيَّةِ الْمُعَاصِرَةِ الَّتِي أَقْسَتِ الْقُلُوبَ، وَجَفَّفَتْ يَنَابِيعَ الْخَيْرِ فِي أَرْوَاحِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ، حَتَّى نَتَجَ مِنْ ذَلِكَ كَمٌّ هَائِلٌ مِنَ العُقَدِ النَّفْسِيَّةِ، وَالْمُشِكْلاَتِ الْوَهْمِيَّةِ؛ فَظَنَّ بَعْضُ الْمَرْضَى أَنَّ شِفَاءَهُمْ فِي السِّحْرِ وَالشَّعْوَذَةِ؛ فَرَاحُوا يَطْرُقُونَ أَبْوَابَ السَّحَرَةِ، وَيَدْفَعُونَ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ، وَيَنْتَظِرُونَ الشِّفَاءَ عَلَى أَيْدِيهِمْ؛ فَكَانُوا كَالْمُسْتَجِيرِ مِنَ الرَّمْضَاءِ بِالنَّارِ.
وَلأَنَّ بَعْضَ بُيُوتِ الْمُسْلِمِينَ أَضْحَتْ مَرْتَعاً لِلشَّيَاطِينِ؛ يَقِلُّ فِيهَا ذِكْرُ اللهِ، وَقَلَّ أَنْ يُقْرَأَ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ، أَوْ تُرَدَّدَ فِيهَا التَّعَاوِيذُ وَالأَوْرَادُ الشَّرْعِيَّةُ الَّتِي لاَ يَسْتَقِرُّ مَعَهَا الشَّيَاطِينُ، وَفِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ تَجِدُهَا مَلأَى بِأَنْوَاعِ الْمُنْكَرَاتِ؛ فَهَذِهِ الْبُيُوتُ الْخَرِبَةُ وَإِنْ كَانَ ظَاهِرُهَا الْجَمَالَ وَالْعُمْرَانَ؛ تُصْبِحُ مَأْوَىَ لِلشَّيَاطِينِ، وَتَصْطَادُ أَهْلَهَا وَتُصِيبُهُمْ بِالأَدْوَاءِ، فَلاَ يَجِدُونَ فِي ظَنِّهِمْ سَبِيلاً لِلْخَلاَصِ إِلاَّ بِالسِّحْرِ وَالشَّعْوَذَةِ، وَهَكَذَا يَسْرِي الدَّاءُ، وَكُلَّمَا ابْتَعَدَ النَّاسُ عَنْ مَنْهَجِ اللهِ عَظُمَتْ حَيْرَتُهُمْ، وَاسْتَعْصَى عَلَى الْعِلاَجِ بَلاَؤُهُمْ.
وَإِنَّ مِنْ أَقْوَى أَسْبَابِ انْتِشَارِ هَذِهِ الْـمُوبِقَةِ الْمُدَمِّرَةِ ضَعْفَ دَوْرِ الْعُلَمَاءِ وَالْمُفَكِّرِينَ وَالدُّعَاةِ وَالْمُرَبِّينَ فِي التَّحْذِيرِ مِنَ السَّحَرَةِ وَأَعْوَانِهِمْ، وَبَيَانِ الأَضْرَارِ النَّاجِمَةِ مِنَ الذَّهَابِ إِلَيْهِمْ.

وَإِنَّ تِلْكَ الدِّعَايَةَ الإِعْلاَمِيَّةَ الْخَبِيثَةَ لِلسِّحْرِ وَالشَّعْوَذَةِ الَّتِي تَقُومُ عَلَيْهَا بَعْضُ الْقَنَوَاتِ الْفَاسِدَةِ الْمُفْسِدَةِ، مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ انْتِشَارِ هَذَا الدَّاءِ الْوَبِيلِ الْمَاحِقِ فَإِنَّهَا تَعْرِضُ السَّاحِرَ الْـمُمَخْرِقَ الْكَذَّابَ فِي صُورَةِ الطَّبِيبِ الْحَاذِقِ الَّذِي يَعْلَمُ الْغَيْبَ، وَيَطَّلِعُ عَلَى الأَسْرَارِ، وَيَشْفِي مِنْ جَمِيعِ الْبَلاَيَا وَالأَمْرَاضِ!!. فَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِهِمْ، وَنَجْعَلُهُ فِي نُحُورِهِمْ. وَمِنْ بَابِ شُكْرِ اللهِ تَعَالَى فَإِنَّنَا نَشْكُرُ الْجِهَاتِ الَّتِي كَانَ لَهَا بَعْدَ اللهِ تَعَالَى الْفَضْلُ الْكَبِيرُ فِي غَلْقِ بَعْضِ الْقَنَوَاتِ الفَاسِدَةِ الَّتِي اسْتَشْرَى عَلَى يَدِهَا فَسَادُ السَّحَرَةِ وَالْمُشَعْوِذِينَ، وَلَقَدْ قَطَعَ اللهُ دَابِرَهُمْ وَأَرَاحَ الأُمَّةَ مِنْ شَرِّهِمْ، فَجَزَى اللهُ تَعَالَى كُلَّ مَنْ سَاهَمَ فِي ذَلِكَ خَيْرَ الْجَزَاءِ وَأَوْفَاهُ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ:

إِنَّ لِلسَّاحِرِ عَلاَمَاتٌ يُعْرَفُ بِهَا؛ فَمِنْهَا: أَنَّهُ يَسْأَلُ الدَّاخِلَ عَلَيْهِ عَنِ اسْمِ أُمِّهِ، وَقَدْ يَأْمُرُ الْمُلْتَجِئَ إِلَيْهِ بِأَلاَّ يَذْكُرَ اللهَ تَعَالَى وَأَلاَّ يَقُولَ: بِسْمِ اللهِ عِنْدَ عِلاَجِهِ لَهُ، وَلَعَلَّهُ يُخْبِرُ زَائِرَهُ بِالأَمْرِ الْغَيْبِيِّ عَنْهُ كَمَكَانِ السُّكْنَى أَوْ مَقَرِّ الْعَمَلِ وَنَحْوِهِ وهذه الغيبيات يطلبها إما احد الجن الذين يعملون معه من الجني المتلبس بالمريض أو احد شياطينه من القرين ويظن المسكين انه يعلم الغيب، وَقَدْ يُعْطِي لِلْمَرِيضِ وَرَقَةً مَكْتُوباً فِيهَا بَعْضُ الآيَاتِ وَفِي أَسْفَلِهَا يَرسُمُ مُرَبَّعَاتِ وَمُثَلَّثَاتٍ يَكْتُبُ فِيهَا حُرُوفاً مُقَطَّعَةً أَوْ أَرْقَاماً، وَرُبَّمَا أَعْطَى الْمَرِيضَ أَوْرَاقاً يَحْرِقُهَا وَيَتَبَخَّرُ بِهَا، وَفِي الْغَالِبِ لاَ يَرْفَعُ السَّاحِرُ صَوْتَهُ بِمَا يَقُولُ حَتَّى لَوْ طَلَبَ زَائِرُهُ مِنْهُ ذَلِكَ، وَرُبَّمَا مَوَّهَ عَلَيْهِ فَقَرَأَ بَعْضَ الآيَاتِ بِصَوْتٍ عَالٍ، ثُّمَ يَخْفِضُ صَوْتَهُ فِي الْبَاقِي، وَفِيهَا يُطَلْسِمُ بِكَلِمَاتٍ وَعَزَائِمَ غَيْرِ مَفْهُومَةٍ؛ حَيْثُ يُتَمْتِمُ بِكَلاَمٍ لاَ مَعْنَى لَهُ، وَأَحْيَاناً يَطْلُبُ مِنَ الْمَرِيضِ أَلاَّ يَمَسَّ مَاءً لِفَتْرَةٍ مِنَ الزَّمَنِ )إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ( [ق:37]. جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَسْتَمِعُ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُ أَحْسَنَهُ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.


الخطبة الثانية

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، عِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ الْقَائِلُ: )وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( [يونس: 17]، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَمُصْطَفَاهُ، تَضَرَّعَ إِلَى رَبِّهِ حِينَ نَالَهُ الأَشْرَارُ بِسُوءٍ فَكَشَفَ الضُّرَّ عَنْهُ وَعَافَاهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَالاَهُ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ وَالاِلْتِجَاءِ إِلَيْهِ فَإِنَّهُ وَحْدَهُ سُبْحَانَهُ النَّافِعُ الضَّارُّ، وَاعْلَمُوا -عِبَادَ اللهِ-

أَنَّهُ عَلَى الرَّغْمِ مِنِ انْتِشَارِ السِّحْرِ فِي بَعْضِ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ، وَوُجُودِ مَنْ يَذْهَبُ إِلَيْهِمْ إِلاَّ أَنَّ ثَمَّةَ فِئَاتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ صَانُوا أَنْفُسَهُمْ وَمَنْ تَحْتَ أَيْدِيهِمْ عَنِ الذَّهَابِ لِهَؤُلاَءِ الدَّجَّالِينَ مِنَ السَّحَرَةِ وَالْكَهَنَةِ وَالْعَرَّافِينَ وَالْمُشَعْوِذِينَ؛ حَمَاهُمْ دِينُهُمْ، وَحَفِظَهُمْ تَوَكُّلُهُمْ وَيَقِينُهُمْ، وَبَصَّرَتْهُمْ عُقُولُهُمْ، وَهِيَ نَمَاذِجُ كَثِيرَةٌ وَللهِ الْحَمْدُ فِي بِلَدِنَا هَذَا، وَفِي غَيْرِهِ مِنْ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ كَثَّرَ اللهُ مِنْ أَمْثَالِهِمِ، وَجَعَلَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْهُمْ.

وَاعْلَمُوا -أَيُّهَا الإخوة- أَنَّهُ لاَ يَجْرِي شَيْءٌ فِي الْكَوْنِ إِلاَّ بِقَدَرٍ مِنَ اللهِ تَعَالَىمَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) [الحديد:22]، وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [التوبة:51].

وَاعْلَمُوا -رَحَمِكُمُ اللهُ- أَنَّ لِلسِّحْرِ دَوَاءَيْنِ: دَوَاءَ وِقَايَةٍ، وَدَوَاءَ عِلاَجٍ؛ فَدَوَاءُ الْوِقَايَةِ مَعْنَاهُ: الأَخَذُ بِالأَسْبَابِ الشَّرْعِيَّةِ، وَتَلَمُّسُ الْوَسَائِلِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالنَّبَوِيَّةِ لِـمَنْعِ وُقُوعِ السِّحْرِ، وَأَعْظَمُ وَقَايَةٍ الإِكْثَارُ مِنْ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى، وَبِخَاصَّةٍ أَذْكَارُ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ، وَثَانِي هَذِهِ الأَسْبَابِ الْمُحَافَظَةُ عَلَى الْوُضُوءِ؛ فَإِنَّهُ لاَ يُحافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِنٌ, وَثَالِثُهَا الْمُحَافَظَةُ عَلَى الصَّلَوَاتِ فِي مَوَاقِيتِهَا مَعَ الْجَمَاعَةِ، وَالإِكْثَارُ مِنْ قِرَاءَةِ آيَةِ الْكُرْسِيِّ فَإِنَّهُ لاَ يَزَالُ عَلَى قَارِئِهَا مِنَ اللهِ حَفِيظٌ حَتَّى يُصْبِحَ وَحَتَّى يُمْسِيَ قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) [الإسراء:82]. وأكل سبع تمرات في الصباح من عجوة المدينة وقد قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز من اي تمر
ثُمَّ إِذَا قَدَّرَ اللهُ تَعَالَى وَوَقَعَ السِّحْرُ، فَلاَ تَلْتَمِسْ -أَيُّهَا الْمُسْلِمُ- عِلاَجاً عِنْدَ السَّاحِرِ فَإِنَّهُ لاَ تُزَالُ نَجَاسَةٌ بِنَجَاسَةٍ، وَلاَ يُمْحَى خَبِيثٌ بِخَبِيثٍ، وَلَكِنَّ الطَّيَّبَ هُوَ الَّذِي يَمْحُو الْخَبِيثَ، وَعِلاَجُ السِّحْرِ بِالْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ فَإِنَّ كَلاَمَ اللهِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، وَتَعْوِيذَاتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَيْرُ دَوَاءٍ وَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ أَنْ تَلْتَمِسَ الْعِلاَجَ فِيهِمَا.

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَصَحَابَتِهِ الْغُرِّ الْمَيَامِينِ، وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الأَرْبَعَةِ الرَّاشِدِينَ؛ وَالأَئِمَّةِ الْمَهْدَيِّينَ.

اللَّهُمَّ اجْعَلِ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ رَبِيعَ قُلُوبِنَا, وَنُورَ صُدُورِنَا، وَذَهَابَ هُمُومِنَا، وَجَلاءَ أَحْزَانِنَا. اللَّهُمَّ عَلِّمْنَا مِنْهُ مَا جَهِلْنَا ، وَذَكِّرْنَا مِنْهُ مَا نُسِّينَا، وَارْزُقْنَا تِلاَوَتَهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ عَلَى الْوَجْهِ الذِي يُرْضِيكَ عَنَّا.. اللَّهُمَّ انْصُرِ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ اصْرِفْ عَنَّا شَرَّ الأَشْرَارِ، وَكَيْدَ الفُجَّارِ, وَشَرَّ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، إِلاَّ طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ.. اللَّهُمَّ اهدنا واهد بنا واهد ولاة أمورنا، وَارْزُقْهُمَا تَحْكِيمَ شَرْعِكَ، وَالْقِيَامَ بِأَمْرِكَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ ِللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
__________________


التعديل الأخير تم بواسطة المناضل السليماني ; 07-07-2009 الساعة 05:37 AM
المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-07-2009, 05:11 AM
  #5
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

خطر يهدد فلذات الأكباد

الْحَمْدُ للهِ الذِي خَلَقَ فَسَوَّى، وَالذِي قَدَّرَ فَهَدَى، )هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى( [النجم:32].

أَحْمَدُهُ حَمْداً يُوَافِي فَضْلَ إِنْعَامِهِ، وَيَكَافِئُ مَزِيدَ إِكْرَامِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، شَهَادَةَ مَنْ أَنَابَ وَأَبْصَرَ، وَرَاقَبَ رَبَّهُ وَاسْتَغْفَرَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَأَتْبَاعِهِ، مَا أَقْبَلَ لَيْلٌ وَأَدْبَرَ، وَأَضَاءَ صُبْحٌ وَأَسْفَرَ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.

أَمَّا بَعْدُ:

فَأُوصِيكُمْ – عِبَادَ اللهِ – وَنَفْسِي أَوَّلاً بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَطَاعَتِهِ؛ فَهِيَ سَبِيلُ النَّجَاحِ وَالْفَوْزِ وَالنَّجَاةِ وَالسَّعَادَةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؛ قَالَ تَعَالَى: )وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ( [الطلاق:2-3].

إِخْوَةَ الإِسْلاَمِ:

إِنَّ أَوْلاَدَنَا نِعْمَةٌ مِنْ أَجَلِّ نِعَمِ اللهِ تَعَالَى عَلَيْنَا؛ قَالَ سُبْحَانَهُ: )وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ([النحل:72]، وَهُمْ هِبَةٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهَبَنَا إِيَّاهُمْ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنَّا وَلاَ قُوَّةٍ؛ قَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: )لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ( [الشورى:49-50]. وَهَؤُلاَءِ الأَوْلاَدُ كَمْ تَتِمُّ بِهِمُ النِّعْمَةُ، وَتَحْلُو بِهِمُ الْحَيَاةُ، لَوْ كَانُوا صَالِحِينَ!، فَأَبُو الأَنْبِيَاءِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ يَبْتَهِلُ إِلَى اللهِ تَعَالَى وَيَقُولُ: ) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ( فَقَالَ تَعَالَى: )فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ([الصافات:100-101]، وَزَكَرِيَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: )رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ( [آل عمران:38]. وَهُمْ أُمْنِيَةُ عِبَادِ الرَّحْمَنِ، وَمِنْ دُعَائِهِمْ مَا ذَكَرَهُ اللهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ: )وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا([الفرقان:74]، فَهَنِيئاً لِمَنْ قَرَّتْ عَيْنُهُ بِزَوْجِهِ وَوَلَدِهِ؛ فَالأَوْلاَدُ هُمْ رِجَالُ الْغَدِ، وَعُدَّةُ الْوَطَنِ، وَعِمَادُ الأُمَّةِ، عَلَيْهِمْ تَنْعَقِدُ الآمَالُ، وَتَسُودُ الْبِلاَدُ، وَيَتَحَقَّقُ الْمَجْدُ، وَتَعْلُو رَايَةُ الْوَطَنِ.

وَلَكِنَّ أَعْدَاءَ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِينَ لاَ يُرِيدُونَ لَنَا الْخَيْرَ، وَلاَ لِلإِسْلاَمِ الْبَقَاءَ، وَلاَ لِشَبَابِنَا الْعَافِيَةَ، فَهُمْ يُصْدِرُونَ إِلَيْنَا كُلَّ مَا لَدَيْهِمْ مِنْ أَسْلِحَةٍ فَتَّاكَةٍ، وَأَمْرَاضٍ خَبِيثَةٍ، وَأَخْطَرُ هَذِهِ الأَسْلِحَةِ سِلاَحُ الْمُخَدِّرَاتِ، فَالضَّرْبَةُ الْمُوَجَّهَةُ إِلَى شَبَابِنَا ضَرْبَةٌ قَاصِمَةٌ، وَالسِّهَامُ الْمُسَدَّدَةُ إِلَى صُدُورِهِمْ سِهَامٌ مَسْمُومَةٌ، لاِسْتِنْـزَافِ أَمْوَالِنَا مِنْ نَاحِيَةٍ، وَتَحْطِيمِ شَبَابِنَا مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، فَيَكُونُ أَعْدَاؤُنَا قَدْ كَسَبُوا مَرَّتَيْنِ: سَلَبُوا أَمْوَالَنَا حَتَّى تَلْتَصِقَ أَيْدِينَا بِالتُّرَابِ، وَاغْتَالُوا أَوْلاَدَنَا لِتَنْخَلِعَ قُلُوبُنَا مِنَ الْخَوْفِ وَالْحُزْنِ، وَإِذَا سَقَطَ خَطُّ الدِّفَاعِ الأَوَّلُ سَقَطَتْ مَعَهُ صُرُوحُ الْحَقِّ وَالعَدْلِ؛ لأَنَّنَا نَعِيشُ فِي عَصْرٍ لاَ مَكَانَ فِيهِ لِلْضُّعَفَاءِ. فَكَيْفَ نَمُدُّ أَوْلاَدَنَا بِأَطْوَاقِ النَّجَاةِ مِنْ هَذِهِ الْهُوَّةِ السَّحِيقَةِ، هُوَّةِ الْوُقُوعِ فِي بَرَاثِنِ الْمُخَدِّرَاتِ؟.

واعْلَمُوا إِخْوَةَ الإِسْلاَمِ أنَّ السَّبِيلَ لإِنْقَاذِ فَلَذَاتِ أَكْبَادِنَا يَكُونُ أَوَّلاً: بِطَلَبِ الْعَوْنِ وَالْمَدَدِ مِنَ اللهِ تَعَالَى إِصْلاَحَ الْوَلَدِ؛ قَالَ تَعَالَى: )رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ([إبراهيم:40]، وَلِحَدِيثِ «ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لاَ شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ t]، وَبِتَعْمِيقِ الإِيمَانِ فِي قُلُوبِهِمْ، وَتَرْبِيَتِهِمْ تَرْبِيَةً إِسْلاَمِيَّةً صَادِقَةً مُنْذُ نُعُومَةِ أَظْفَارِهِمْ؛ كَمَا أَمَرَنَا بِذَلِكَ رَسُولُنَا r فِي قَوْلِهِ: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا].

ثُمَّ بِتَعْوِيدِهِمْ عَلَى الصَّلاَةِ فِي الْمَسَاجِدِ؛ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: «مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ رَاحَ، أَعَدَّ اللهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ t]، وَبِحَثِّهِمْ عَلَى حِفْظِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَتِلاَوَتِهِ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ r: «إِنَّ الذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ كَالْبَيْتِ الْخَرِبِ» [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا]. وَأَيْضاً بِتَرْبِيَةِ قُلُوبِهِمْ عَلَى التَّقْوَى، وَتَنْمِيَةِ عُقُولِهِمْ بِالْمَعْرِفَةِ، وَتَقْوِيَةِ أَجْسَامِهِمْ بِالرِّيَاضَةِ وَبِمُلاَزَمَتِهِمْ وَالْحِرْصِ عَلَيْهِمْ، وَتَقْرِيبِهِمْ، لاَ بِالْبُعْدِ عَنْهُمْ؛ فَرَسُولُنَا r يَقُولُ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا] وَلاَ يَجُوزُ لِلرَّاعِي أَنْ يَغْفُلَ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَلَوْ لَحْظَةً مِنْ نَهَارٍ أَوْ لَيْلٍ.

فَبَعْضُ الآبَاءِ فِي شُغْلٍ شَاغِلٍ عَنْهُمْ، وَلاَ يَرَوْنَ أَوْلاَدَهُمْ فِي الشَّهْرِ مَرَّةً، وَكَذَلِكَ الأُمَّهَاتُ يَعْهَدْنَ بِهِمْ إِلَى الْخَادِمَاتِ، فَمَنْ لِهَؤُلاَءِ يَحْفَظُهُمْ مِنَ الْوُقُوعِ فِي الْمَخَاطِرِ؟!. وَإِذَا كَانَ الآبَاءُ فِي شُغْلٍ بِالْمادِّيَّاتِ، خَوْفاً مِنَ الْخَسَارَةِ، فَخَسَارَةُ الأَبْنَاءِ أَشَدُّ وَأَنْكَى، وَخَسَارَةُ الْوَطَنِ أَدْهَى وَأَمَرُّ؛ فَيَالَيْتَ الآبَاءَ يَعْلَمُونَ أَنَّ رَأْسَ الْمَالِ الْحَقِيقِيَّ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ هُوَ الذُّرِّيَّةُ الصَّالِحَةُ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: )الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ( [الكهف:46].

أَلا وإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ السُّبُلِ فِي حُسْنِ التَّرْبِيَةِ، وَإِنْشَاءِ جِيلٍ نَافِعٍ - الأُسْوَةَ الْحَسَنَةَ، وَالْقُدْوَةَ الطَّيِّبَةَ؛ قَالَ تَعَالَى: )لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ( [الأحزاب:21]. وَرَسُولُنُا r مَثَلُنَا الأَعْلَى، وَأَصْحَابُهُ مِنْ بَعْدِهِ، وَالتَّابِعُونَ مِنْ بَعْدِهِمْ، لَوْلاَهُمْ بَعْدَ اللهِ سُبْحَانَهُ، مَا وَصَلَ إِلَيْنَا الإِسْلاَمُ نَقِيًّا طَاهِراً، يَمْلأُ الدُّنْيَا عَدْلاً وَخَيْراً وَبَرَكَةً، فَوَاجِبُ الآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ وَالْعُلَمَاءِ وَالدُّعَاةِ، وَالْمُعَلِّمِينَ وَالْمُعَلِّمَاتِ، وَالْمُرَبِّينَ وَالْمُرَبِّيَاتِ، وَكُلِّ مَنْ لَهُ صِلَةٌ بِالْعِلْمِ وَالْفِكْرِ وَالْخُلُقِ، أَنْ يَكُونُوا عَلَى الْمُسْتَوَى الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ سَلَفُ الأُمَّةِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.

أَمَّا الْقُدْوَةُ السَّيِّئَةُ فَلاَ يُرْجَى مِنْهَا خَيْرٌ أَبَداً، وَصَدَقَ اللهُ الْعَظِيمُ: )وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ([الأعراف:58]، وَهَلْ يَسْتَقِيمُ الظِّلُّ وَالْعُودُ أَعْوَجُ؟!.

وَإِلَى جَانِبِ ذَلِكَ يَجِبُ أَنْ نَخْتَارَ لأَوْلاَدِنَا الصُّحْبَةَ الصَّالِحَةَ، التِي لاَ تَجْتَمِعُ إِلاَّ عَلَى الْخَيْرِ، وَالتِي يَسْتَمْسِكُ أَفْرَادُهَا بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَالنِّيَّاتِ الطَّيِّبَةِ، وَالسِّيرَةِ الْحَسَنَةِ، وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَإِذَا أَوَى أَحَدُ أَبْنَائِنَا إِلَيْهِمُ احْتَضَنُوهُ وَكَرَّمُوهُ، وَبَدَّلُوا خَوْفَهُ أَمْناً، يَتَفَقَّدُونَهُ إِذَا غَابَ، وَيُعَلِّمُونَهُ مَا جَهِلَ، وَيَعُودُونَهُ إِذَا مَرِضَ، وَيَصُونُونَهُ مِنْ جَمِيعِ الآفَاتِ، فَأُولَئِكَ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ. بِخِلاَفِ رُفَقَاءِ السُّوءِ، الَّذِينَ يَنْتَشِرُونَ كَالْجَرَاثِيمِ، وَالَّذِينَ يَسْرِي شَرُّهُمْ سَرَيَانَ السُّمِّ فِي الدَّسَمِ، أَوْ سَرَيَانَ النَّارِ فِي الْهَشِيمِ، وَمِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ الرَّيْحَانَةَ الْغَضَّةَ تَذْبُلُ بِمْجَاوَرَةِ الذَّابِلَةِ، وَالْمَاءَ وَالْهَوَاءَ يَفْسُدَانِ بِمُجَاوَرَةِ الْجِيفَةِ النَّتِنَةِ.

أَلاَ مَا أَرْوَعَ هَذِهِ الصُّورَةَ الْمُضِيئَةَ التِي نَقَلَهَا لَنَا الصَّحَابِيُّ الْجَلَيِلُ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ فِي التَّرْغِيبِ فِي مُجَالَسَةِ الصَّالِحِينَ، وَالتَّحْذِيرِ مِنْ مُصَاحَبَةِ الأَشْرَارِ، فِيمَا رَوَاهُ عَنْ رَسُولِنَا r حَيْثَ قَالَ: «إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يَحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً مُنْتِنَةً» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ].

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمُسْلِمُونَ:

إِنَّ الْفَضَاءَ الذِي يُحِيطُ بِنَا مُزْدَحِمٌ بِآلاَفِ الصُّوَرِ، وَمَلاَيِينِ الْفِكَرِ، مِنْهَا مَا يَضُرُّ، وَمِنْهَا مَا يَنْفَعُ، وَمَا يَضُرُّ مِنْهَا أَكْثَرُ بِكَثِيرٍ مِمَّا يَنْفَعُ، فَالْحَذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنَ الاِقْتِرَابِ مِنَ الْمُوَاقِعِ الْفَاسِدَةِ الْمُدَمِّرَةِ، التِي تُودِي بِنَا وَبِأَوْلاَدِنَا وَبِأَهْلِينَا إِلَى الْهَاوِيَةِ، وَإِلَى مُسْتَنْقَعٍ سَحِيقٍ مِنَ الْخِيَانَةِ وَالْمَهَانَةِ، وَضَيَاعِ الأُسَرِ، وَإِشَاعَةِ الْفُجُورِ، وَزَوَالِ الْكَرَامَةِ، وَخَرَابِ الْبُيُوتِ، وَلْنَتَّخِذْ كُلَّ الْوِقَايَةِ مِنْ كُلِّ مَا يُغْضِبُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ائْتِمَاراً بِقَوْلِهِ تَعَالَى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ([التحريم:6]، وَيَقُولُ الْمُصْطَفَى صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْماً أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا].

وَلاَ بُدَّ -عِبَادَ اللهِ- مِنَ التَّذْكِيرِ بِفَضْلِ الْجِهَاتِ الرَّسْمِيَّةِ وَالْخَيْرِيَّةِ الَّتِي تَقِفُ حَاجِزًا مَنِيعاً فِي وَجْهِ هذا الداء. ونسأل الله ان يعين اخواننا رجال مكافحة المخدرات ونشكر حكومتنا الرشيدة على انشاء مستشفيات الأمل والذي انتفع به كثير من اخواننا الذين وقعوا في هذه الآفة

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَتُوبُ إِلَيْهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ سَيِّدِنَا مُحْمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلِّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَأُوصِيكُمْ – عِبَادَ اللهِ - وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَطَاعَتِهِ وَأُحَذِّرُكُمْ مِنْ مَعْصِيَتِهِ وَمُخَالَفَةِ أَمْرِهِ.

واعلموا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمُسْلِمُونَ أن مُشْكِلَةُ الْمُخَدِّرَاتِ تَشْغَلُ مِسَاحَةً وَاسِعَةً مِنْ هُمُومِ العَالَمِ الإِسْلاَمِيِّ وَكَوَارِثِهِ، حَتَّى أَصْبَحَتْ تُهَدِّدُ مُسْتَقْبَلَهُ وَمُسْتَقْبَلَ شَبَابِهِ، وَالشَّبَابُ الْمُسْلِمُ يَقِفُ فِي خَطِّ الدِّفَاعِ الأَوَّلِ مِنْ هَذِهِ الْحَرْبِ الضَّرُوسِ؛ فَإِنَّ الْمُؤَامَرَاتِ الصُّهْيُونِيَّةَ لاَ تُرِيدُ أَنْ تَضَعَ أَوْزَارَهَا، وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تُعْطِيَنَا فُرْصَةً لاِلْتِقَاطِ الأَنْفَاسِ، أَوْ فُرَصَةً لِجَرَيَانِ الدَّمِ فِي الْعُرُوقِ، وَإِنَّمَا تُرِيدُ أَنْ يَكُونَ شَبَابُنَا أَعْوَاداً جَافَّةً، تَسْقُطُ وَحْدَهَا وَتَذْرُوهَا الرِّيَاحُ.
فَوَاجِبُنَا – كُلٌّ فِي مَوْقِعِهِ – أَنْ يَضَعَ نَفْسَهُ مَوْضِعَ الْمَسْئُولِيَّةِ، وَأَنْ يُرَاقِبَ رَبَّهُ، وَأَنْ يَحْفَظَ أَوْلاَدَهُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ، وَمَنِ ابْتُلِيَ بِهَذَا الْبَلاَءِ فَلْيَلْجَأْ إِلَى رَبِّهِ ابْتِدَاءً لِيُعَافِيَهُ، ثُمَّ لِيَسْتَعِنْ بَعْدَ ذَلِكَ بِأُسْرَتِهِ وَأَصْدِقَائِهِ الصَّالِحِينَ؛ فَإِنَّ فِي التِفَافِهِمْ حَوْلَهُ شِفَاءَهُ وَذَهَابَ عِلَّتِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ.

فَاللَّهُمَّ احْرسنا بِعَيْنِكَ التِي لاَ تَنَامُ، وَاسْتُرْنَا بِسِتْرِكَ الَّذِي لاَ يُضَامُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ، غَيْرَ ضَالِّينَ وَلاَ مُضِلِّينَ، وَاجْعَلْنَا سِلْماً لأَوْلِيَائِكَ، حَرْباً عَلَى أَعْدَائِكَ، نُحِبُّ بِحُبِّكَ مَنْ أَطَاعَكَ، وَنعَادِي بِعَدَاوَتِكَ مَنْ عَصَاكَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ وَلِاة امورنا وَهَيِّئْ لَهُمَا البِطَانَةَ النَّاصِحَةَ الصَّالِحَةَ التِي تَدُلُّهُمَا عَلَى الْخَيْرِ واصرف عنهم بطانة السؤ من المنافقين والعلمانيين واعداء الدين اللهم واصلح ولاة امر المسلمين اجمعين واجعلهم رحمة برعاياهم محكمين فيهم شرعك وسنة نبيك، اللَّهُمَّ اجْعَلْ بَلَدَنَا هَذَا آمِناً مُطْمَئِنّاً سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
__________________

المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-07-2009, 05:56 AM
  #6
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

ماذا بعد الاختبارات
الخطبة عن ( السفر آدابه واحكامه)

الْحَمْدُ للهِ الذِي أَنَارَ بَصَائِرَ أَوْلِيَائِهِ بِالْحِكَمِ وَالْعِبَرِ، وَاسْتَخْلَصَ هِمَمَهُمْ لِمُشَاهَدَةِ عَجَائِبِ صُنْعِهِ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ الْعَزِيزُ الْمُقْتَدِرُ الْقَائِلُ: )سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ( [فصلت:53]، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَخَلِيلُهُ النَّبِيُّ الْمُعْتَبَرُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ مَا اتَّصَلَتْ عَيْنٌ بِنَظَرٍ أَوْ سَمِعَتْ أُذْنٌ بِخَبَرٍ.

أَمَّا بَعْدُ:
فَأُوصِيكُمْ – عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ، وَمُرَاقَبَتِهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَنِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ التَّقْوَى هِيَ جِمَاعُ كُلِّ خَيْرٍ، وَسَبِيلُ كُلِّ فَلاَحٍ؛ قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
بَعْدَ سَنَةٍ دِرَاسِيَّةٍ مَمْلُوءَةٍ بِالتَّكَالِيفِ وَالْوَاجِبَاتِ يَحْتَاجُ الإِنْسَانُ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الرَّاحَةِ وَالاسْتِجْمَامِ لِيَعُودَ بَعْدَهَا إِلَى مُوَاصَلَةِ الْعَمَلِ، وَالْمُثَابَرَةِ بِجِدٍّ وَهِمَّةٍ عَالِيَةٍ، وَنَفْسٍ مُقْبِلَةٍ، غَيْرِ مُدْبِرَةٍ، وَقَدْ رَاعَى دِينُنَا الْحَنِيفُ هَذَا الأَمْرَ الْفِطْرِيَّ فَأَبَاحَ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَعْمَلَ الْمُبَاحَ لِيُرَفِّهَ عَنْ نَفْسِهِ، وَيُذْهِبَ عَنْهَا السَّآمَةَ وَالْمَلَلَ، وَلَقَدْ رَاعَى رَسُولُ اللهِ r هَذَا الأَمْرَ حَتَّى فِي مَوَاعِظِهِ وَخُطَبِهِ، فَكَانَ يَتَجَنَّبُ الإِطَالَةَ وَالإِكْثَارَ مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِالسَّآمَةِ وَالْمَلَلِ حَيْثُ كَانَ يَتَخَوَّلُهُمْ بِالْمَوْعِظَةِ كَمَا نُقِلَ ذَلِكَ عَنْ صَحَابَتِهِ الْكِرَامِ، وَمِنْ هَذِهِ الأُمُورِ الْمُبَاحَةِ التِي يَحْصُلُ بِهَا التَّرْفِيهُ وَالرَّاحَةُ: السَّفَرُ، تِلْكُمُ الْوَسِيلَةُ التِي نَبَّهَ اللهُ تَعَالَى إِلَى شَيْءٍ مِنْ مَنَافِعِهَا بِقَوْلِهِ: )وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ([الذاريات:20-21]، وَأَنْكَرَ عَلَى مَنْ سَافَرَ وَلَمْ يَعْتَبِرْ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: )وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُون ([يوسف:105] وَبِقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلاَ: (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) [الصافات:137-138].

إِنَّ سَفَرَ الْعِبْرَةِ هُوَ السَّفَرُ الذِي لاَ تَضِيقُ فِيهِ الْمَنَاهِلُ وَالْمَوَارِدُ وَلاَ يَضُرُّ فِيهِ التَّزَاحُمُ وَالتَّوَارُدُ، بِلْ تَزِيدُ بِكَثْرَةِ الْمُسَافِرِينَ فَوَائِدُهُ وَتَتَضَاعَفُ ثَمَرَاتُهُ وَعَوَائِدُهُ.

تَغَرَّبْ عَنِ الأَوْطَانِ تَكْتَسِبِ الْعُلاَ وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَـــمٍّ، وَاكْـتِسَابُ مَعِيشَـةٍ وَعِلْــمٌ وَآدَابٌ وَصُـحْبَـــةُ مَــاجِـــــدِ

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:
إِنَّ مِمَّا يُفَرِّحُ الْمُسْلِمَ الصَّالِحَ الْمُسَافِرَ أَنَّ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ التِي كَانَ يَعْمَلُهَا حَالَةَ إِقَامَتِهِ وَالتِي يُمْكِنُ أَنْ تَفُوتَهُ بِسَبَبِ سَفَرِهِ أَنَّ هَذِهِ الأَعْمَالَ يَكْتُبُهَا اللهُ تَعَالَى لَهُ أَثْنَاءَ سَفَرِهِ حَتَّى وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا؛ فَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيماً صَحِيحاً». وَإِنَّ مِنْ نِعَمِ اللهِ تَعَالَى عَلَى الْمُسَافِرِ أَنْ جَعَلَهُ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ فِي سَفَرِهِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةرضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ، لاَ شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ].

أَيُّهَا الأَحِبَّةُ فِي اللهِ:
إِنَّ مِمَّا يُكَمِّلُ فَرْحَةَ الْمُسْلِمِ وَيَكُونُ سَبَباً فِي سَعَادَتِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ أَنْ يَحْرِصَ عَلَى مَعْرِفَةِ هَدْيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرِهِ، وَمَعْرِفَةِ مَا يَحِلُّ، وَمَا يَحْرُمُ، وَمَعْرِفَةِ الآدَابِ وَالأَحْكَامِ التِي تُقَرِّبُهُ مِنْ رَبِّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَمِنْهَا:

الْحِرْصُ عَلَى صَلاَحِ النِّيَّةِ، بِأَنْ يَنْوِيَ بِسَفَرِهِ القُرَبَ وَالطَّاعَاتِ، وَلْيَعْلَمْ بِأَنَّ النِّيَّةَ الصَّالِحَةَ يُؤْجَرُ عَلَيْهَا، وَأَنَّ الْمُبَاحَاتِ إِذَا نَوَى بِهَا التَّقَوِّيَ عَلَى الطَّاعَةِ انْقَلَبَتْ إِلَى عِبَادَاتٍ يُثَابُ عَلَيْهَا.

عِبَادَ اللهِ:
إِنَّ مِنَ الأُمُورِ التِي يَنْبَغِي مُرَاعَاتُهَا فِي السَّفَرِ الْحَذَرَ مِنَ النِّيَّةِ السَّيِّئَةِ كَنِيَّةِ فِعْلِ الْمَعْصِيَةِ أَوْ مُقَارَفَةِ الذُّنُوبِ وَالآثَامِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَتَرَبَّصُ بِالإِنْسَانِ، وَيَنْتَظِرُ غَفْلَتَهُ حَتَّى يُوقِعَهُ فِي الْمَعْصِيَةِ، وَيُخْرِجَهُ عَنِ الْجَادَّةِ.

وَإِنَّنَا أَصْبَحْنَا وَلِلأَسَفِ نَسْمَعُ عَنْ بَعْضِ الْمُمَارَسَاتِ وَالسُّلُوكِيَّاتِ الشَّائِنَةِ التِي تَصْدُرُ مِنْ بَعْضِ ضُعَفَاءِ النُّفُوسِ أَثْنَاءَ سَفَرِهِمْ وَكَأَنَّهُمْ بِغِيَابِهْمِ عَنْ أَهْلِهِمْ وَأَوْطَانِهِمْ غَابُوا عَنْ رَبَّهِمْ، وَخَالِقِهِمُ الَّذِي يَرَاهُمْ، وَيُرَاقِبُهُمْ، أَمَا يَعْلَمُ هَؤُلاَءِ أَنَّ اللهَ مُطَّلِعٌ عَلَيْهِمْ عَالِمٌ بِسَرَائِرِهِمْ، وَخَبَايَا نُفُوسِهِمْ؟! أَلَمْ يَقَرَأُوا قَوْلَ اللهِ تَعَالَى: )يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (؟! [غافر:19]، أَلَمْ يَسْمَعُوا قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ) [الحديد:4]؟!.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
يَنْبَغِي لِمَنْ عَزَمَ عَلَى السَّفَرِ أَنْ يَبْدَأَ بِالتَّوْبَةِ مِنَ الْمَعَاصِي، وَيَخْرُجَ مِنَ الْمَظَالِمِ وَيُعْطِيَ مَا أَمْكَنَهُ مِنَ الدُّيُونِ التِي عَلَيْهِ، وَيَرُدَّ الْوَدَائِعَ وَيَكْتُبَ وَصِيَّتَهُ، وَلاَ يَنْسَى دُعَاءَ السَّفَرِ الذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجاً إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلاَثاً ثُمَّ قَالَ: «سُبْحَانَ الذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعَثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ، وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ».

أَيُّهَا الأِخْوَةُ الأَكَارِمُ:
وَيُسْتَحَبُّ لِمَنْ أَرَادَ السَّفَرَ أَنْ يَطْلُبَ رَفِيقاً مُوَافِقاً رَاغِباً فِي الْخَيْرِ وَلْيَحْذَرِ الْوَحْدَةَ فِي السَّفَرِ؛ لِحَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنَّ النَّاسَ يَعْلَمُونَ مِنَ الوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].

سَافِرْ تَجِدْ عَوِضاً عَمَّنْ تُفَارِقُـهُ وَانْصَبْ؛ فَإِنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ
إِنِّي وَجَدْتُ وُقُوفَ الْمَاءِ يُفْسِدُهُ إِنْ سَالَ طَابَ، وَإِنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِـبِ

وَمِنْ أَحْكَامِ السَّفَرِ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْمُسَافِرِ التَّكْبِيرُ إِذَا ارْتَفَعَتْ بِهِ الأَرْضُ وَالتَّسْبِيحُ إِذَا انْخَفَضَتْ بِهِ لِحَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].

وَإِذَا خَافَ الْمُسَافِرُ مِنْ قَوْمٍ أَثْنَاءَ سَفَرِهِ دَعَا بِمَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَبِي مُوسَى t قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَافَ قَوْماً قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ»، وَيُسْتَحَبُّ لِلْمُسَافِرِ أَنْ يَخْرُجَ مُبَكِّراً؛ لِحَدِيثِ صَخْرِ بْنِ وَدَاعَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا، وَكَانَ إِذَا بَعْثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشاً بَعَثَهُمْ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ]. وَكَانَ صَخْرٌ تَاجِراً فَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ أَوَّلَ النَّهَارِ فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ.

وَيُسْتَحَبُّ لِلْمُسَافِرِ أَنْ يَخْرُجَ فِي سَفَرِهِ يَوْمَ الْخَمِيسِ؛ لِحَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: «قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ فِي سَفَرٍ إِلاَّ فِي يَوْمِ خَمِيسٍ»، وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى: )لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا( [الأحزاب:21].

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قُوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الذِي جَعَلَ الطَّاعَةَ شِعَارَ الْمُفْلِحِينَ، وَجَعَلَ الْمَعْصِيَةَ عَادَةَ إِخْوَانِ الشَّيَاطِينِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِينَ وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَسَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ وَصَحَابَتِهِ الْبَرَرَةِ الْمُكَرَّمِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ التَّقْوَى هِيَ سَبِيلُ الْفَرَجِ مِنَ الضِّيقِ؛ قَالَ تَعَالَى: )وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ( [الطلاق:2-3].

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:
وَمِمَّا يَتَعَلَّقُ بِالسَّفَرِ مِنْ أَحْكَامٍ أَنَّهُ يَجُوزُ لِلْمُسَافِرِ الفِطْرُ فِي رَمَضَانَ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: )وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ( [البقرة:185]، وَيَجُوزُ لِلْمُسَافِرِ قَصْرُ الصَّلاَةِ الرُّبَاعِيَّةِ إِلَى رَكْعَتَيْنِ، وَالْجَمْعُ بِيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَبِيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ مَا دَامَ مُسَافِراً؛ فَعَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ: «أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ تَبُوكَ فَكَانَ رَسُولُ اللهِ r يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، قَالَ فَأَخَّرَ الصَّلاَةَ يَوْماً ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعاً ثُمَّ دَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعاً» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]، وَتَسْقُطُ عَنِ الْمُسَافِرِ السُّنَنُ الرَّوَاتِبُ التِي كَانَ يُصَلِّيهَا مُقِيماً وَهِيَ رَاتِبَةُ الظُّهْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، أَمَّا رَاتِبَةُ الْفَجْرِ وَالْوِتْرِ فَمَا كَانَ يَدَعُهُمَا رَسُولُ اللهِ r حَضَراً وَلاَ سَفَراً.

عِبَادَ اللهِ:
وَيَجُوزُ لِلْمُسَافِرِ أَدَاءُ النَّوَافِلِ وَمِنْهَا الْوِتْرُ فِي الطَّائِرَةِ أَوِ السَّيَّارَةِ وَهِيَ تَسِيرُ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ إِلَى جِهَةِ الْقِبْلَةِ؛ لِحَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم «كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ الْمَكْتُوبَةَ نَزَلَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].فاستقبال القبلة في تكبيرة الاحرام ثم لا يستمر في صلاته ولو توجهت الطائرة او السيارة الى غير القبلة في النوافل اما الفريضة فلابد من استقبال القبلة من التحريم الى التسليم
إِخْوَةَ الإِسْلاَمِ:
إِنَّ الْمُسَافِرَ سَفِيرٌ لِبَلَدِهِ، وَصُورَةٌ عَنْ مُجْتَمَعِهِ فَلْيَحْذَرْ أَنْ يَكُونَ صُوَرَةً لاَ تَعْكِسُ الْحَقِيقَةَ وَلاَ تَدُلُّ عَلَى الْوَاقِعِ، وَلْيَحْرِصْ أَنْ يُظْهِرَ شَعَائِرَ دِينِهِ، وَمَظَاهِرَ إِسْلاَمِهِ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ عِزَّةً، وَرِفْعَةً وَفِي غَيْرِهَا ذُلُّهُ وَشَقَاؤُهُ، وَلَتْحَذَرِ الْمَرْأَةُ أَنْ تُسَافِرَ وَحْدَهَا مِنْ غَيْرِ مَحْرَمٍ يُصَاحِبُهَا حَتَّى لاَ تَقَعَ فِي النَّهْيِ، وَتَرْتَكِبَ الْمَحْظُورَ؛ لِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ وَلاَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلاَّ وَمَعَهَا مَحْرَمٌ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَدَمِّرِ اللَّهُمَّ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنّاً وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ، وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ وُلاَةَ أُمُورِنَا لمافيه صلاح الاسلام والمسلمين وَارْزُقْهُمْ صَلاَحَ البِطَانَةِ، وَاصرف عنهم أَهْلِ الْبَغْيِ وَالْخِيَانَةِ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا...............
__________________


التعديل الأخير تم بواسطة المناضل السليماني ; 07-07-2009 الساعة 06:01 AM
المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-07-2009, 06:31 AM
  #7
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

هذه الخطبة عن الإمام مالك بن أنس رحمه الله

إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد:
فأوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله عز وجل وطاعته, قال تعالى: ) وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيّاً حَمِيداً ) [النساء/131].

أيها المسلمون:
منذ أن كرم الله هذه الأمة ببعثة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأفواج الدعاة المصلحين يتعاقبون فيها، علماء مخلصين، ومربين ربانيون، داعين إلى الحق، حاكمين بالقسط، آمرين بالمعروف، ناهين عن المنكر.
وإن العناية بسير الرجال تورث الإحساس بالعزة، وتنبت الشعور بالقوة، وتهدي إلى التمسك بالحق، وتقود إلى السمو في الخلق.

إخوة الإسلام:
إمام من الأئمة، عليه أجمعت الأمة، وذكره يزيد الإيمان والهمة، نشأ في طيبة الطيبّة، ونهل من معينها، فارتفع ذكره، وملأ الأرض علمه، جلس للتدريس في جنبات المسجد النبوي الشريف، حتى إذا قيل: عالم المدينة أو إمام دار الهجرة، لم ينصرف إلا إليه, إنه الإمام مالك رحمه الله تعالى.
قال عنه الإمام الشافعي: "إذا ذكر العلماء فمالك النّجم، ومالك حجّة الله على خلقه بعد التابعين"، وقال عنه الإمام النووي: "أجمعت طوائف العلماء على إمامة مالك وجلالته، وعظيم سيادته، وتبجيله وتوقيره، والإذعان له في الحفظ، والتثبت وتعظيم حديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه".
ولد الإمام مالك بن أنس في مدينة رسول الله ، صلى الله عليه وسلمسنة ثلاث وتسعين للهجرة, في خلافة سليمان بن عبد الملك. نشأ محبا للعلم مغترفا منه، على الرغم من فقره وقلة حاله. أحسنت أمُّه تربيته، ووفقت في تنشأته، أتته يوما وقالت له: "اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه"، وهكذا فلتكن الأمهات، على الهدى والأدب يربّين، ولصلاح الولد يسعيْن، ولقد صبغت هذه الكلمة حياة مالك حقيقة لا قولا، وواقعا لا خيالا، فغدا مدرسة في الأدب ينهل طلابه من هيئته وسمته، وتقتبس الأمة من سيرته، قال مالك لفتى من قريش: "يا ابن أخي تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم".
إن العلم إذا فصل عن الأدب فمهما كان المخزون العلمي والثراء المعرفي، فإنك واجد ضعف شديدا في الأخلاق والسلوك، ولا خير في علم امرئ لم يكسبه أدبا ويُهذبه خلق.
الجفوة بين العلم والأدب تفرز أعرافا مرضيّة، منها:التهجم على العلماء، والتطاول على الفضلاء، وسوء الأخلاق، وشذوذ السلوك، وعقوق الوالدين، والتقليد الأعمى.
قرأ الإمام مالك على شيوخ كثيرين، وقد كانت المدينة وقتها تعج بالعلماء من التابعين، تحتضنهم الجامعة الكبرى، والمدرسة الأولى، مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، علماء أطهار الأنفاس، بعلمهم وفضلهم سادوا الناس، تربىّ عليهم الإمام مالك رحمه الله، ونشأ في ربوعهم، مما ساعد على بناء شخصيته، وقوة نفسه، من هؤلاء الكرام: عبد الرحمن بن هرمز، وربيعة بن أبي عبد الرحمن المعروف بربيعة الراي، ونافع مولى ابن عمر, ومحمد بن شهاب الزهري، وهم من كبار الأئمة، وأعلام في هذه الأئمة.

أتباع سيد المرسلين:
جلس الإمام مالك للفتيا، ولم يجلس حتى شهد له سبعون شيخا من أهل العلم أنه موضع لذلك، وفرق بين من يزكي نفسه ويصدرها، ومن يصدره أهل العلم والفضل, يقول الإمام مالك: "وليس كل من أحب أن يجلس في المسجد للحديث والفتيا جلس، حتى يشاور أهل الصلاح والفضل، فإن رأوه أهلا لذلك جلس، وما جلست حتى شهد لي سبعون شيخا من أهل العلم أني موضع لذلك".

إخوة الإيمان:
من الخطإ احتقار أعمال الآخرين، ومن الجهل ظنُّ بعضنا أن ما يقوم به من خير أفضل من غيره، كتب إلى الإمام مالك أحد عبّاد عصره، يحضه على الانفراد والعمل، فكتب إليه مالك: "إن الله قسّم الأعمال كما قسّم الأرزاق، فربّ رجل فتح له في الصلاة، ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الجهاد، وآخر فتح له في العلم، ونشر العلم من أفضل الأعمال، وقد رضيت بما فتح لي فيه، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر".
فبالصدق والاتباع: أفراد الأمة يكمل بعضهم بعضا، لا غنى لأحدهم عن الآخر، قال تعالى: )وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ( [التوبة/71]، وفي الحديث الصحيح: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" متفق عليه.
كان الإمام مالك إذا سئل عن مسألة قال للسائل:"انصرف حتى أنظر فيها" فينصرف ويتردد فيها، فقيل له في ذلك فبكى وقال: "إني أخاف أن يكون لي من السائل يوم وأي يوم".
وسأله رجل من أهل المغرب عن مسألة كلفه به أهل تلك البلاد، فكان جواب الإمام مالك: "لا أدري، ما ابتلينا بهذه المسألة في بلدنا، وما سمعنا أحدا من أشياخنا تكلم فيها، ولكن تعود "وفي اليوم التالي عاد الرجل فقال له الإمام مالك: " سألتني وما أدري ما هي" فقال الرجل: يا عبد الله تركت خلفي من يقول: ليس على وجه الأرض أعلم منك، فقال الإمام مالك: "لا أحسن".
وسأله أحدهم عن مسألة، وطلب وقتا للنظر فيها، فقال السائل: هذه مسألة خفيفة، فرد الإمام مالك: "ليس في العلم شيء خفيف" أما سمعت قول الله تعالى: "إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا"، وقال بعضهم: "لكأنما مالك – والله – إذا سئل عن مسألة واقف بين الجنّة والنار".هؤلاء العلماء الذين ملؤوا الدنيا بعلمهم وعملهم، يقول أحدهم أحيانا: "لا أدري"، وإنك لتعجب أشد العجب من أقوام ليس لهم حظ يذكر من العلم الشرعي، ثم يتقحمون حمى الشريعة، فيخوضون تحليلا وتحريما، يوجهون وينظرون، إن على الأمة أن تكل الأمر إلى أهله، ويعطوا القوس باريها، وأن لا يدخلوا فيما لا يحسنون، يقول مالك: "من أحب أن يجيب عن مسألة فليعرض نفسه قبل أن يجيب على الجنّة والنار، وكيف يكون خلاصه في الآخرة، ثم يجيب".
ومع هذا العلم الجم، والورع والزهد، كان إقباله على الله عظيما، وعبادته في السر أكثر منها في العلانية.
يقول ابن المبارك "رأيت مالكا فرأيته من الخاشعين، وإنما رفعه الله بسريرة بينه وبينه، وذلك أني كثيرا ما كنت أسمعه يقول: من أحب أن يفتح له فرجة في قلبه، وينجو من غمرات الموت، وأهوال يوم القيامة, فليكن عمله في السر أكثر منه في العلانية".
ويقول بعض معاصري الإمام مالك: "خرجت ليلة بعد أن هجع الناس هجعة، فمررت بمالك بن أنس، فإذا به قائم يصلي حتى بلغ" ثم لتسألن يومئذ عن النعيم "فبكى بكاء طويلا، وجعل يرددها ويبكي حتى طلع الفجر، فلما تبيّن له ركع، فصرت إلى منزلي فتوضأت ثم أتيت المسجد فإذا به في مجلسه، والناس حوله فلما أصبح نظرت فإذا أنا بوجهه قد علاه نور حسن".
وقال مطرف: "لقد رأيت مالكا وهو جالس في المجلس بعد الصبح يدعو، ووجهه يصفر ويخضر حتى أطال الدعاء"، وقال بن وهب: قيل لأخت مالك: "ما كان يشتغل به مالك في بيته؟ " قالت: "المصحف في بيته".
يقول الإمام الذهبي: "قد اتفقت لمالك مناقب ما علمتها اجتمعت لأحد غيره، أحدها: طول العمر والرواية، ثانيها: الذهن الثاقب والفهم وسعة العلم، ثالثها: اتفاق الأئمة على أنه حجة صحيح الرواية، رابعها: إجماع الأئمة على دينه وعدالته واتباعه للسنن، خامسها: تقدمه في الفقه والفتوى وصحة قواعده".
إذا ما عدّت العلماء يوما فمالك في العلوم هو الضياء
تبوّأ ذروة العلماء قوم فهم كالأرض وهو لهم سماء
بارك الله لي ولكم في الوحيين، ونفعني بهدي سيد الثقلين, أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله الذي رفع قدر العلماء, واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أمرنا بالاقتداء بالفضلاء, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد المرسلين والأنبياء, اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الأخيار النجباء.

أما بعد:
فاتقوا الله أيها الناس، واقتدوا بالعلماء المصلحين، المتبعين لنهج سيد المرسلين، فهم أعلم الناس بشرع الله تعالى، وأشدهم خشية له، قال تعالى: ( وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) [فاطر/28].

معاشر المسلمين:
وبعد حياة حافلة بالعلم والهدى، والخشية والتقى، مرض الإمام مالك اثنين وعشرين يوما، ثم جاءته منيته، قال بكر بن سليم الصراف: دخلنا على مالك في العشية التي قبض فيها فقلنا: يا أبا عبد الله, كيف تجدك ؟ قال: "ما أدري ما أقول لكم، ألا إنكم ستعاينون غدا من عفو الله ما لم يكن لكم في حساب" قال: ما برحنا حتى أغمضناه، كان ذلك سنة تسع وسبعين ومائة لعشر خلون من ربيع الأول.
مات هذا الإمام الجليل، وقد خلّف للأمة مذهبا فقهيا، وتراثا علميا، ويكفيه من الشرف أن جمع للناس سنّة النبي صلى الله عليه وسلم في موطئه، وأن قدّم للأمة تلاميذ نجباء، حملوا الراية من بعده، كالإمام الشافعي وأسد بن الفرات وعبد الله بن وهب.
رحم الله الإمام مالك رحمة واسعة، وأسكنه فسيح الجنات، جزاء ما علّم وألف ونصح.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات, والمسلمين والمسلمات, الأحياء منهم والأموات, إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين, وأذل الشرك والمشركين, ودمر اللهم أعداءك أعداء الدين, واجعل اللهم هذا البلد آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.
__________________

المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 22-07-2009, 07:42 AM
  #8
عبدالرحمن سعيد الحبابي
عضو جديد
 الصورة الرمزية عبدالرحمن سعيد الحبابي
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: الجنوب
المشاركات: 9
عبدالرحمن سعيد الحبابي is on a distinguished road
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

جزاك الله خيراً

زادك علم وتقى
__________________
ومن يتهيب صعود الجبال :: يعش أبد الدهر بين الحفر



[URL=http://games.m5zn.com][/URL
]
عبدالرحمن سعيد الحبابي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 22-07-2009, 04:11 PM
  #9
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

مشكور اخي عبد الرحمن الحبابي وتقبل الله دعواتك
------------------


اللقاء الرابع مع سلسلة أمهات المؤمنين حديثنا مع أمنا حفصة رضي الله عنها وأرضاها
------------------
الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً} [الأحزاب:56]، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين، {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران:102]، {يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء:1]، {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً % يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَـٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب:70، 71]
حفصة بنت عمر
نسبها
حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ العَدَوِيَّةُ، أُم المُؤْمِنِيْنَ
السِّتْرُ الرَّفِيْعُ، بِنْتُ أَمِيْرِ المُؤمِنِيْنَ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ. وأمها زينب بنت مظعون
قَالَتْ عَائِشَة: هِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِن أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
زواجها من الرسول صلى الله عليه و سلم
كانت حفصة زوجة صالحة للصحابي الجليل (خنيس بن حذافة السهمي) الذي كان من أصحاب الهجرتين، هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الأولين إليها فرارا بدينه ، ثم إلى المدينة نصرة لنبيه صلى الله عليه و سلم، و قد شهد بدرا أولا ثم شهد أحدا، فأصابته جراحه توفي على أثرها ، و ترك من ورائه زوجته ( حفصة بنت عمر ) شابة في ريعان العمر , و لم تلد له، فترملت ولها عشرون سنة.
وكان عمر -رضي الله عنه- حين تَأيّمَتْ حفصة من زوجها عرضها على عثمان بن عفان، فقال له: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر
قال: سأنظر في أمري، فلبث ليالي، ثم قال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا
فلقي عمر أبا بكر، فقال له: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إليه شيئاً، فكان عمر عليه أَوْجَد منه على عثمان. فلبث ليالي، ثم خطبها رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- فأنكحها إياه، وفي رواية: أن عمر أتى النبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- فشكا عثمان، فقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم-: (قدْ زوّج اللهُ عثْمانَ خيراً مِنْ ابنَتِكَ، وزَوّجَ ابنَتَكَ خيراً مِنْ عُثْمانَ)، فتزوّج رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- حفصة، وأصدقها رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- أربعمائة درهم., وزوّج أم كلثوم من عثمان بن عفّان - رضي الله عنهما -.
قال عمر -رضي الله عنه-: فلقيني أبو بكر، فقال: لعلّك وَجَدت عليّ حين عرضت عليّ حفصة فلم أرجع إليك،
قلت: نعم،
قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلاّ أني قد علمت أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- قد ذكرها فلم أكن لأُفشي سرّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- ولو تركها لقبلتها.
وَحَفْصَةُ، وَعَائِشَةُ: هُمَا اللَّتَانِ تَظَاهَرَتَا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فَأَنْزَلَ اللهُ فِيْهِمَا: {إِنْ تَتُوْبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوْبُكُمَا، وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيْلُ...} الآيَةَ،

عَنْ عَطَاءٍ، سَمِعَ عُبَيْدَ بنَ عُمَيْرٍ يَقُوْلُ:
سَمِعتُ عَائِشَةَ تَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلاً.
فَتَوَاصَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ أَنَّ أَيَّتَنَا مَا دَخَلَ عَلَيْهَا، فَلْتَقُلْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيْحَ مَغَافِيْرَ! أَكَلْتَ مَغَافِيْرَ!
فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ.
قَالَ: (بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً عِنْدَ زَيْنَبَ، وَلَنْ أَعُوْدَ لَهُ).
فَنَزَلَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ...} إِلَى قَوْلِهِ: {إِنْ تَتُوْبَا} -يَعْنِي: حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ-.
{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ} قَوْلَهَ: بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً.
و روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلقها تطليقة ثم ارتجعها وذلك أن جبريل قال له أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة

عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة ثم أمر أن يراجعها
عن عقبة بن عامر قال طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر فبلغ ذلك عمر فحثى التراب على رأسه وقال ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها
فنزل جبريل من الغد على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر
وفي رواية أبي صالح دخل عمر على حفصة وهي تبكي فقال لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد طلقك إنه كان قد طلقك مرة ثم راجعك من أجلى فإن كان طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبدا

و قد كانت رضى الله عنها صوامة قوامة و روت عدة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد حفظت نسخة القرآن الكريم عندها
روى أبو نعيم عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال : " لما أمرني أبوبكر فجمعت القرآن كتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب، فلما مات أبو بكر رضي الله عنه – كان عمر كتب ذلك في صحيفة واحدة فكانت عنده- أي: على رق من نوع واحد – فلما توفي عمر رضي الله عنه كانت الصحيفة عند حفصة زوجة النبي صلى الله عليه و سلم ، ثم أرسل عثمان رضي الله عنه إلى حفصة رضي الله عنها ، فسألها أن تعطيه الصحيفة ؛ و حلف ليردنها إليها، فأعطته ، فعرض المصحف عليها ، فردها إليها ، وطابت نفسه ، و أمر الناس فكتبوا المصاحف
رضي الله عنك يا حفصة العفة والطهارة ياحفصة صاحبة العبادة من صيام وقيام
اقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا اليه

الخطبة الثانية

الحمد لله المتفرد بالقاء وكتب الموت على جميع خلقه فسبحان الحي الذي لا يموت ولابد لكل حي ان يموت ويفارق هذه الدنيا وهاهي امنا تموت كما مات حبيبها رسول الله صلى الله عليه وسلم
توفيت حفصة -رضي الله عنها- في شعبان سنة خمس وأربعين، أو إحدى وأربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- وهي يومئذ ابنة ستين سنة أو ثلاث وستين سنة، فصلّى عليها مروان بن الحَكَم، وهو يومئذ عامل المدينة، ثم تبعها إلى البقيع، وجلس حتى فُرغ من دفنها، وكان نزل في قبرها عبد الله وعاصم ابنا عمر وسالم وعبد الله وحمزة بنو عبد الله بن عمر

عباد الله صلوا على زوج هذه الصحابية كما أمركم الله بذلك حيث قال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما

اللهم صلي على نبيك وعلى آله وازواجه وارض اللهم عن صحابته اجمعين وفي مقدمتهم ابي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين وعلى ابو السبطين وعنا معهم بمنك وكرمك يا ارحم الراحمين
اللهم اعز الاسلام والمسلمين.............
__________________


التعديل الأخير تم بواسطة المناضل السليماني ; 22-07-2009 الساعة 04:21 PM
المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 28-07-2009, 07:24 PM
  #10
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

عنوان هذه الخطبة اتبعوا ولا تبتدعوا (((((((((((((((((( بدع شعبان))))))))))))))))

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي هدانا لدينه القويم، ومنّ علينا ببعثة هذا النبي الكريم، وهدانا به إلى الصراط المستقيم، أحمده سبحانه على نعمه الغِزار، وأشكره على جوده المدرار. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله المصطفى المختار. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. فيا أيها الناس: اتقوا الله حق التقوى، وراقبوه في الجهر والنجوى، واشكروه أن منّ عليكم بالهداية لدين الإسلام، وجعلكم من أمة خير الأنام، الذي بعثه الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. أرسله بالآيات البينات، والمعجزات الواضحات، أنزل عليه هذا القرآن العظيم، الذي هو هدى وشفاء لما في الصدور، إنه شفاء لأمراض القلوب من الشكوك والشبهات، والمعاصي والشهوات، والجَور والجهالات، إنه النور الذي يضيء لك الطريق، ويهديك للتحقيق،

اتقوا الله تعالى وتمسكوا بكتابه وسنة نبيه ففيهما الكفاية والهدى والنور، وإياكم ومحدثات الأمور، فإنها ضلال وغرور، قال تعالى : اتبعوا ما أنزل إليكم ولا تتبعوا من دونه أولياء [الأعراف:3]، وقال تعالى: فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى [طه:123]، فقد وعد الله من تمسك بكتابه وعمل به ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة، وتوعد من أعرض عن كتابه فقال: ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى .

أي: من خالف أمري وما أنزلته على رسولي فأعرض عنه وتناساه، وأخذ من غيره هداه: فإن له معيشة ضنكاً أي: ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره، بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم ظاهره، ولبس ما شاء وأكل ما شاء فإن قلبه في قلق وحيرة وشك، وقيل: إن المعيشة الضنك أن يضيّق عليه في قبره حتى تختلف اضلاعه : ونحشره يوم القيامة أعمى ، أي: أعمى البصر والبصيرة، كما قال تعالى: ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عمياً وبكماً وصماً مأواهم جهنم [الإسراء:97]، وقد امر الله بطاعته وطاعة رسوله في كثير من الآيات، وطاعة الله تكون باتباع كتابه، وطاعة الرسول تكون باتباع سنته قال تعالى: ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين [النساء:13-14]، وهذا من مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فمن شهد أن لا إله إلا الله وجب عليه أن يطيعه ويتبع كتابه، ومن شهد أن محمدا رسول الله، وجب عليه أن يطيعه ويتبع سنته.

وقد أخبر الله سبحانه أن من يطع الرسول - - فذلك دليل على محبته لله ومحبة الله له، ومن لم يطع الرسول فإن ذلك دليل على كفره قال تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين [آل عمران:31-32].

وأخبر الله سبحانه أن من أطاع الرسول فقد أطاع الله لأن طاعة الرسول طاعة لمن ارسله قال تعالى: من يطع الرسول فقد أطاع الله [النساء:80]، وأخبر سبحانه أن من أطاع الرسول – - حصلت له الهداية التامة قال تعالى: وإن تطيعوه تهتدوا [النور:54]، وأخبر أن طاعة الرسول سبب للرحمة قال تعالى: وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون . واخبر ان من عصى الرسول فهو ضال متبع لهواه. قال تعالى: فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون اأواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله [القصص:50].

وتوعد من خالف امر الرسول بالعقوبة العاجلة والآجلة فقال تعالى: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم .

قال ابن كثير – رحمه الله – أي :فليحذر وليخش من خالف الرسول - - باطنا وظاهرا. أن تصيبهم فتنة ، أي: في قلوبهم من كفر أو نفاق أو حد أو حبس أو نحو ذلك. وكان النبي – - يحذر من مخالفة الكتاب والسنة ويبين أن ما خالف الكتاب والسنة فهو بدعة وضلالة فكان يقول في خطبه: ((إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدى محمد – - وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة))، ويقول: ((من يعشْ منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الامور فإن كل محدثة بدعة))، وقال : ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))، رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم: ((من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد)) أي: مردود على مُحْدثه وعامله لا يقبل؛ لأنه بدعة مخالفة لما شرع الله لعباده، ففي هذه النصوص وأمثالها التحذير من البدع والمخالفات ؛ والبدعة: هي الطريقة المخترعة في الدين التي ليس له دليل من الكتاب والسنة يقصد فاعلها ومخترعها التقرب بها إلى الله – عز وجل - كإحداث عبادة لم يشرعها الله ولا رسوله، أو تخصيص وقت للعبادة لم يخصصه الله ولا رسوله لها، أو فعل العبادة على صفة لم يشرعها الله ورسوله.

فالبدعة قد تكون بإحداث عبادة ليس لها أصل في الشرع مثل بدعة الاحتفال بمناسبة مولد النبي – - والاحتفال بمناسبة الإسراء والمعراج، أو بمناسبة الهجرة النبوية. أو تخصيص وقت من الأوقات للعبادة ليس له خصوصية في الشرع، كتخصيص شهر رجب أو ليلة النصف من شعبان بصلاة أو ذكر أو دعاء، وتخصيص يوم النصف من شهر شعبان بصيام وقد تكون البدعة بإحداث صفة للعبادة غير مشروعة، كالدعاء الجماعي بعد الصلوات المفروضة، والاذكار الجماعية وما أشبه ذلك. والبدع تصد عن دين الله، وتبعد عن الله، وتوجب العقوبة العاجلة والآجلة، لأنها من دين الشيطان، لا من دين الرحمن.

والمبتدع متبع لهواه : ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله [القصص:50]. والمبتدع يقول على الله بلا علم، والقول على الله بلا علم قرين الشرك. قال تعالى محذرا من ذلك : قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله مالا تعلمون [الأعراف:33]. قال الإمام ابن القيم: والقول على الله بلا علم والشرك متلازمان. ولما كانت هذه البدع المضلة جهلا بصفات الله، وتكذيبا بما أخبر به عن نفسه وأخبر به عنه رسوله – - كانت من أكبر الكبائر إن قصرت عن الكفر. وكانت أحب إلى إبليس من المعصية، لأن المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها، وقال إبليس – لعنه الله: أهلكت بني آدم بالذنوب، وأهلكوني بـ لا إله إلا الله وبالاستغفار، فلما رأيت ذلك بثثت فيهم الأهواء، فهم يذنبون ولا يتوبون، لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. ومعلوم أن المذنب إنما ضرره على نفسه، وأما المبتدع فضرره على الناس، وفتنة المبتدع في أصل الدين، وفتنة المذنب في الشهوة.

والمبتدع يتهم ربه بأنه لم يكمل الدين قبل وفاة النبي – - فهو مكذب لقوله تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم ، أو يتهم الرسول بعدم البلاغ.

والمبتدع يريد ان يفرق جماعة المسلمين،لأن اجتماع المسلمين إنما يتحقق باتباع ما شرع الله، كما قال تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، وقال : وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله .

فالمبتدع يريد ان يفرق المسلمين عن صراط الله وعن سبيله المتحد إلى سبل البدع المختلفة، لأن البدع لا تقف عند حد ولا تنتهي إلى غاية. فكل مبتدع له طريقة خاصة غير طريقة المبتدع الاخر، كما صور النبي ذلك حينما خط بيده خطا وقال : ((هذا سبيل الله مستقيما، وخط خطوطا عن يمينه وشماله ثم قال : هذه السبل ليس منها سبيل الا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ: وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله [الأنعام:153])) رواه احمد والحاكم، وقال : صحيح، ولم يخرجاه. وهو دليل واضح على أن البدع تفرق المسلمين.

عباد الله: إننا في زمان كثرت فيه البدع ونشط فيه المبتدعة، فصاروا يروجون البدع بين الناس ويدعون إليها في كل مناسبة، وهذا بسبب غربة الدين، وقلة العلماء المصلحين. ومن هذه البدع ما يروج كل عام، ويغتر به الجهال والعوام، من الاحتفال بليلة النصف من شعبان وتخصيصها بأنواع من الذكر والصلاة، لأنهم يزعمون أنها تقدر فيها الآجال والأرزاق وما يجري في العام، ويظنون أنها هي المعنية بقوله تعالى: فيها يفرق كل أمر حكيم . ويخصون اليوم الخامس عشر من شهر شعبان بالصيام، ويستدلون بحديث روي في هذا، وهذا كله من البدع المحدثة، لأنه لم يثبت تخصيص ليلة النصف من شعبان بذكر ولا قيام. ولا تخصيص يومها بالصيام، ولم يثبت في ذلك حديث عن النبي – - وما لم يثبت فيه دليل فهو بدعة في الدين ومخالف لعمل المسلمين المتمسكين بالسنة التاركين للمبتدعة. وإليكم ما قاله العلماء المحققون في هذه الليلة: قال أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي في كتاب الحوادث والبدع : وروى ابن وضاح عن زيد بن اسلم قال: ((وما ادركنا أحدا من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى ليلة النصف من شعبان، ولا يَِرَوْن لها فضلا على سواها )).

وقال ابن رجب – في كتابه لطائف المعارف -: وأنكر ذلك – يعني تخصيص ليلة النصف من شعبان اأكثر علماء الحجاز. منهم عطاء وابن أبي مليكة، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن اسلم عن فقهاء اهل المدينة، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كله بدعة.

وقال ايضا : قيام ليلة النصف من شعبان لم يثبت فيه شيء عن النبي – - ولا عن أصحابه وقال الحافظ العراقي: حديث صلاة ليلة النصف من شعبان باطل وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات.

وأما صيام يوم النصف من شعبان فلم يثبت بخصوصه حديث عن النبي – -. والحديث الوارد فيه ضعيف، كما قاله ابن رجب وغيره. والضعيف لا تقوم به حجة. وأما زعمهم أن هذه الليلة تقدر فيها أعمال السنة وأنها المعنية بقوله تعالى: إنّا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم ، فهو زعم باطل،لأن المراد بتلك الليلة ليلة القدر، كما قال تعالى: إنا أنزلناه في ليلة القدر ، وهي في رمضان لا في شعبان لأن الله سبحانه قال: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ، فالقرآن أنزل في ليلة القدر وليلة القدر في رمضان بلا خلاف. بدليل قوله تعالى: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن . قال الإمام ابن كثير: يقول الله تعالى مخبرا عن القران العظيم انه انزله في ليلة مباركة، وهي ليلة القدر كما قال عز وجل: إنا أنزلناه في ليلة القدر ، وكان ذلك في شهر رمضان، كما قال تبارك وتعالى: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ، قال: ومن قال: إنها ليلة النصف من شعبان، كما روي عن عكرمة فقد أبعد النجعة. فإن نص القران أنها في رمضان. ثم قال عن الحديث المروي في ليلة النصف من شعبان وهو أن النبي – - قال : ((تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان، حتى ان الرجل لينكح ويولد له وقد اخرج اسمه في الموتى ))، قال : هو حديث مرسل، مثله لا يعارض النصوص.

فاتقوا الله – عباد الله - وتمسكوا بكتاب ربكم، وسنة بينكم، وما كان عليه السلف الصالح، واحذروا من البدع ومروجيها، كما حذركم النبي – -.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم:

وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون [الأنعام:195].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم . . . .




الخطبة الثانية

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ,كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ، له الحمد حتى يرضى، وله الحمد إذا رضي، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا ونبينا محمداً عبده ورسوله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه، خاتم النبيين والمرسلين وإمام المتقين، بعثه الله بالهدى والحق المبين، وأوجب على العباد طاعته وتوقيره واتباعه ومحبته، والاقتداء بهديه, والاعتصام بسنته، وجعل العزة والنصر والتمكين في الأرض لمن اتبع هداه وترسم خطاه، وكتب الذلة والصغار والخذلان والشقاء لمن خالف أمره وعصاه، فصلى الله عليه وآله الطيبين وأصحابه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


أيها الناس: اتقوا الله تعالى والزموا السير على الطريق الصحيح الذي يوصلكم إلى دار السلام. واحذروا الطرق المنحرفة التي توردكم المهالك والآثام، واعلموا انه ليس لليلة النصف من شعبان ولا ليومها خصوصية على غيرها من الليالي والأيام، فمن كان معتادا لقيام الليل في سائر السنة فليقم في تلك الليلة كغيرها من الليال. ومن كان معتاد الصيام ايام البيض من كل شهر فليصم تلك الأيام من شعبان كعادته في شهور العام. وكذلك من كان يصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع، وصادف ذلك يوم النصف من شعبان فليصمه على عادته تابعا لغيره، وهكذا من كان عادته ان يصوم غالب شهر شعبان كما روى مسلم عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: ((ولم أره صائما من شهر قط أكثر من صيامه في شعبان)) وفي رواية: ((كان يصوم شعبان إلا قليلا ))، فمن اقتدى بالنبي – - وصام غالب شعبان ومر النصف أثناء صيامه فلا بأس. لأنه في هذه الحال صار تابعا. وإنما الممنوع تخصيصه دون غيره. واعملوا عباد الله أن فيما ثبت عن النبي – - من نوافل الصلوات والصيام غنيمة للمسلم وخير كثير، فلا يجوز للمسلم أن يلتفت لما سوى ذلك من الشذوذات والمبتدعات والمرويات التي لم تثبت، فإن هذا سبيل أهل الزيغ الذين يتبعون المتشابه ويتركون المحكم ويحبون البدع ويميتون السنن. وإنك لتعجب حين ترى حرص بعض الناس على تتبع الشواذ، وترك الثوابت من العبادات.

فاتقوا الله، واعلموا أن خير الحديث كتاب الله، فتمسكوا به.وخير الهدي هدي محمد – - فاقتدوا به. وشر الأمور محدثاتها فاجتنبوها.فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار …

عباد الله صلوا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه
__________________


التعديل الأخير تم بواسطة المناضل السليماني ; 28-07-2009 الساعة 07:27 PM
المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أذكار, أدعية, خطب, خطبة الجمعة, صلاة الجمعة, إسلاميات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من يوقف هدردماءاهل السنه يامسلمين في ايران المجوسيه الرافضية الصفوية ؟؟ ابومحمدالقحطاني فضائح وجرائم الروافض ضد أهل السنة 10 29-04-2015 06:44 PM
إبن سبأ اليهودي مؤسس الديانة الشيعية ابو عائشة الطائي فضائح وجرائم الروافض ضد أهل السنة 2 20-12-2009 10:31 PM
غزوات حدثت في شهر الانتصارات في رمضان المناضل السليماني مجلس الإسلام والحياة 5 30-08-2009 06:27 AM
أرقـــــــام وإيمـــيــلاتــ الدكـــتـــور جــــــــابـــــر القحطاني وبعض الوصفاتـــ سعيد الجهيمي عالم الصحه والغذاء 12 20-03-2008 12:02 PM
فتاوى السحر والمس والعين مفرغا من شريط للعلامة ابن باز : اعداد بعض طلبة العلم ابو اسامة مجلس الإسلام والحياة 11 26-05-2007 01:52 PM


الساعة الآن 12:07 AM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود