قصة ( حـدود المطـــر )


مجلس عذب الكلام مختارات الأعضاء والقصائد المنقوله

 
قديم 28-03-2006, 06:32 PM
  #1
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
Read قصة ( حـدود المطـــر )

سألت بدوياً يرعى الإبل في أطراف الصحراء وكنت في مهمة عمل في ذاكرتي ؟!
ما الذي جاء بك " وبمجاهيمك ومعاتيرك " إلى هذا الفقر المجدب ؟!
تلفت الرجل وكانت الريح تلعب بلحيته البيضاء ، كمن يبحث عن احد في مكان ليس فيه أحد ، ثم أشار بإصبعه إلى عشبة في الأرض بالكاد تبين : هل ترى هذا النبت ؟. أومأت برأسي دون أن أتكلم وأنا أحملق في عينيه ، كان لونها العسلي يشدني إلى أعماق بحيرة هادئة ، قال ما لا تراه من هذا النبت يعادل عشرات أضعاف ما تراه ، إن جذورها ضاربة في الرمل ، وأنا مثلها ، لقد ولدت هنا وولد ومات جدود جدودي في هذه الأرض ، أين تريدني أن أرحل .
فقلت ببرود : إلى حيث تخرج الأرض زينتها إلى الكلأ والماء ، إذا كان من أجلك فمن أجل هذه المسكينة !!.
قال : إذا أكرمتني البروق وجادت السحائب وتعانقت حبات المطر بحبات الرمل ، تخرج هذه الأرض – التي تسميها قفراً – كنوزها وتنشر زمردها في ثنايا الرمل .
تابعت ببرود : وماذا إن خابت توقعاتك وخانتك السحائب ؟
قال : أسير بإتجاه المطر ، وإن للبدوي – يابني – قدرة على تتبع المطر مثل كل كائنات الصحراء .
تابعت ببرود يصل حد البلاهة : وماذا إن اصطدمت بالحدود ؟!

وقتها أطلق البدوي ضحكة مجلجلة دوّت في فضاء الصحراء ، انتفضت كعصفور بلله القطر ، شدني في منظر فمه الفاغر ، ولسانه المبيض الذي تدلى فوق شفته السفلى ، ولحيته التي تهتز من كثرة الضحك ، لقد استغرق في الضحك أكثر مما يسمح به وقار الكهولة ، لدرجة أن سقطت لؤلؤتان من محار عينه على حبات الرمل .
فجأة توقف عن الضحك تفحصني من العمامة للنعل – يدي لي انه يراني غباشاً – وقال : يابني المطر عطية من الله ، وعطايا الله لا حدود لها .
أما الحدود التي تتكلم عنها فهي من صنع البشر . الذين تمكنوا أن يُسَيّجُوا الأرض ، فكيف سَيُسَيّجُون الهواء والماء والسماء ، مضى ذلك في نفسي كحجر في بئر أليست أكبر مشاكلنا البيئة ، والإنسانية لا حدود لها ، وكيف سنقيم نقاط التفتيش على ظاهرة الاحتباس الحراري ، والاحتباس الأخلاقي ، والمطر الحامضي ، وحموضة المشاعر ، والغبار الذري... في الفضائيات العربية وكل المقارنات التي تخرجك من تكوينك البشري إلى كائن بقرون لا يحسن إلا أن يقول : " إمباع "..
__________________
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:28 AM

سناب المشاهير