أخي الحبيب
أسعد الله أوقاتك بكل خير
الآن بين يديك قصة عجيبة ، أتمنى منك أن تقف معها وتتأملها
وتحاول أن تنظر إليها نظر الراغب في إستخراج الفوائد والعبر والدروس
إقرأها وأعد قرائتها ، ثم استخدم العصف الذهني لتفيد وتستفيد
روى ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ بسنده ، من طريقين
عن أبي محذورة أوس بن معبر الجمحي ـ رضي الله عنه ـ قال:
( خرجت في نفر عشرة ، فكنا في بعض الطريق حين قفل رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ من حُنين ، فأذَّن مؤذن رسول الله بالصلاة ، فسمعنا صوت المؤذن
ونحن متنكبون ، فصرخنا نحكيه ، ونستهزئ ، فسمع رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ فأرسل إلينا ، إلى أن وقفنا بين يديه ، فقال:
أيكم الذي سمعت صوته قد ارتفع؟
فأشار القوم كلهم إليّ ، وصدقوا ، فأرسلهم وحبسني ، ثم قال:
قم فأذِّن بالصلاة ، فقمت ، ولا شيء إليَّ أكره من رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ ولا مما يأمرني به ، فقمت بين يديه ، فألقى عليَّ رسول الله التأذين
هو بنفسه ، فقال:
قل : الله أكبر الله أكبر . فذكر الأذان ، ثم دعاني حين قضيت التأذين ، فأعطاني
صرة فيها شيء من فضة ، ثم وضع يده على ناصيتي ، ثم مر بين ثدييَّ ، ثم
على كبدي ، حتى بلغت يد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سرتي ، ثم
قال: بارك الله فيك ، وبارك الله عليك . فقلت: يا رسول الله!
مرني بالتأذين بمكة!
قال: قد أمرتك به . وذهب كل شيء كان في نفسي لرسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ من كراهة ، وعاد ذلك كله محبة لرسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ فقدمت على عتَّاب بن أُسيد ، عامل رسول الله بمكة ، فأذَّنت معه
بالصلاة ، عن أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم )
ورواه أبو داود و النسائي والشافعي والدارقطني والبيهقي
وهو حديث صحيح.
لا تبخل على إخوانك ... يا رعاك الله
سددت وبوركت.