اليتيمان روايه انسانيه


ملتقى الكتاب والمؤلفين خاص بما تخطه اقلام كُتْاب الموقع

 
قديم 03-03-2009, 06:08 PM
  #1
سعد ابوحيمد
..::قلم من ذهب::.
.:: روائـــــي ::.
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 224
سعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond repute
افتراضي اليتيمان روايه انسانيه

اليتيما ن ( الجزء الا )ول ) : 1من 2
بقلم : سعد ابو حيمد
( روايه انسانيه )
بعد اعلان نتائج الجامعة ، كان ترتيب الطالبة هدى سا مى العفيفى الثانية على طلبة
كلية العلوم الطبية ، وبتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف ، وبهذه النتيجة طار بها الفرح الى من ينتظر هذا النجاح كانت هناك والدتها ، وهناك ايضا ابو شاكر ، الذى تصر هدى على دعوته بوالدها ، نقلت هدى فرحتها الى هذين الشخصين الذين لايوجد لديها اعز منهما ، بالطبع الى جانب شقيقها الصغيرمحمود قبلت هدى والدتها بحرارة ، كما قبلت رأ س ابا شاكر ولثمت يديه ، وقالت : هذا ما زرعته ، وهذا ما اهديته لى ولوالدتى ، ياوالدى العزيز ، فلك منى ومن والدتىوشقيقى الشكر الجزيل ، ومنا لك الدعاء بطول العمر والصحة الدائمة وشعر ابوشاكر بتأ ثر بالغ ، واطلت من عينيه دمعتان حاول التغلب على خروجهما وتذكر ابوشاكر ذلك الا نسان الطيب ، الموثوق الذى ادار مؤ سسته التجارية طيلة عشر سنوات تذكر : سامى محمود العفيفى ، الذى وافته المنية ، تاركا خلفه طفلين صغيرين هدى ثمانى سنوات ومحمود خمس سنوات ، ووالدتهما الشابة هذه الاسرة الصغيرة التى تنتمى الى بلد عربى مجاور ، وجدت نفسها فى مهب الريح ، واشتد الحزن والضيق بام محمود ( نجية العمرى )ولم يكن حزن ابو شاكر اقل من حزن ، ام محمود فحزنه مضاعف اوله شعوره بمحنة الا رملة والدة الطفلين ، وثانيه فقدانه رجلا ذا كفاءةعاليه وامانه ، كان قد ادار بهما مؤ سسته واراحه من عناء متاعب وممارسة التجارة لكن ابا شاكر قر ران يكا فىء ا با محمود حتى بعد مماته قرر ان يتحمل مسئولبة هذه الا سر ة والا نفاق عليها ، وفاء لخدمات ذلك الرجل الامين ذهب ابو شاكر الى منزل الا سرة معزيا ومطمئنا لها قال لام محمود : بعد ان وعظها وذكرها با رادة الله وقدره ، قال : لقد ذهب ابو محمود الى رحاب الله ، وقد كان فقدانه لدينا مثلما هو لديكم ، وتلك هى حكمة الله ، واضاف ابو شاكر بقوله : يا ام محمود اريد ان اطمئنك وابلغك با ننى ملتزم برعايتك مع اولادك وحتى يبلغا اشدهما ويعتمدا على نفسيهما ، سوف ارعاكم سوف ا جعل ابنا ئك مثل ابنائى وربما افضل ، لانهما يتيمان و لم تتمالك ام محمود نفسها من الا جهاش بالبكاء ، متأ ثرة بهذا العطف والا حسان ، وخاطبته من خلا ل عبرا تها قائلة : لقد كان الله معنا كريما حين قيض لنا رجلا شهما وكريما ـ هو انت ـ تكرم وعطف علينا وجبر بخاطرنا حين فقدنا عائلنا
وراح ابو شاكر يحنو على الاسر ة ، وقام با نزالها في شقة باحد ى عماراته القريبة من منزله ،واوكل امر الا شراف والعناية بالا سرة الى احدى بناته الصالحات وهى ( جليله ) ذلك لان من عا داتها فعل الخير والمساهمة فى الخدمات الا جتماعية وكان لابى محمود بعض الحقوق لدى ابى شاكر ، وكان له ايضامدخرات مالية ، فقام ابو شاكر بجمعها واحصائها ثم وضعها فى مشرو ع استثمارى لصالح الاسرة ، وذلك دون ان يمسه او يصرف منه شيئا ، متحملا كافة الصرف على الا سرة
جليله بنت عبد الله شاكر ـ ا بنة ابي شاكرـ ادت مهمتها بنجاح ، وحرصت واهتمت بتعليم الا طفال اذ حين بلغ محمود السنة السا دسة قامت جليلة با دخاله فى المدرسة ، اما هدى فقد دخلت الى المدرسة قبل وفاة والدها
ابو شاكر عاد ليدير مؤ سسته بنفسه ، مستعينا ببعض العا ملين لديه الذين كانوا قد تدربوا على يدى ابى محمود
بعد مرور سنة من حا دثة الوفاة ، لاحظت جليلة ان ام محمود قد بدأ الحزن يتلا شى من خاطرها ، وانها قد استعادت حالتها الطبيعية ، وعاد اليها بهاؤ ها وجمالها ، وكانت جليلة تنقل اخبار الا سرة الى والدها اولا باول حالة نجية تلك اوحت الى جليلة ببعض الا فكار ، وتساءلت فى ذهنها ، الا يجب ان تتزوج ؟ انها شابة وجميلة ومرغوبة ، وكان اول ما خطر ببالها حالة والدها الذى هو في قمة رجولته ، وهو فى حاجة لزوجة تقوم بشئونه ذلك ان والدتى ـ تقول جليله ـ لم تعد قادرة على القيام بواجباتها الزوجية ، لانها مصابة بالعديد من الا مراض وجليلة تحب والدها كثيرا وترغب فى اسعاده ، وهى تعلم ان لاشىء يسعد الرجل اكثر من امرأة صالحة تقوم بخدمته وتسهر على راحته قالت جليلة بعد ان دار ت بخاطرها تلك الا فكار ، لما ذا لايتزوج والدى ، ؟ فهذه ام محمود وهى امرأة صالحة وشابة جميله ، وهى ايضا بحاجة الى زوج يرعاها كما اعتقد وقررت جليلة ان تنقل هذه الفكرة الجر يئة الى والدها ، لتعرف موقفه وما مدى تقبله للفكرة ، تنوى جليلة نقل الفكرة وهى لاتدرى ما هو موقف ام محمود ولا حتى والدتها ، وجمعت شجاعتها وعرضت على والدها ما تفكر به ،وضحك والدها كثيرا وقال : عجيب وغريب امرك يا جليلة كيف تريدين شريكة لوا لدتك ، هذا من ناحية ، ومن ناحية اخرى ، نحن لا نعلم ولا ندرى عن موقف ام مجمود حول هذا الموضوع ، كما اننا لانريد احراجها او اشعارها بان عنا يتنا بها له مقاصد اخرى قالت جليلة : يا والدى لاعجب ولا غرابة ، فأ نا من منطلق حبى لك ورغبتى فى اسعادك ، خطرت ببالى هذه الفكرة ، ذلك انه كما نعلم جميعنا ، ان وا لدتى غير قادرة على القيام بو اجباتها الزوجية بسبب حالتها الصحية الراهنة ، وهى ـ والدتى ـ طيبة ومتسا محة ومن عادتها الا يثار على نفسها ، وانا واثقة بانه لا مانع لديها لهذه الخطوة ، لاسيما وانها تحب نجية وتعطف عليها اما ام محمود فقد رأ يت انه مادمت بل ما دمنا كلنا ملتزمين بها وبطفليها ، وانه لاعائل ولا رجل يقوم بر عايتها من النا حية الشر عية ، فأ نه من غير المناسب ان تبقىامر أ ة شابة دون حماية من رجل شر عى ، لذا فأ ن زواجك منها سيكون حلا انسا نيا واجتما عيا وشر عيا ايضا قال ابو شاكر : ما هذا يا جليلة ؟ ها انت قد اعددت خطة بليغة ومحكمة ،ولا ينقصها سوى خطوة مهمة ، وهى ر أ ى صاحبة الشأ ن اننى يا ابنتى متردد جدا وعندى حسا سية بالغة ، من الا قدام على امر كهذا ، اخشى ان تفسره ام محمود ، وربما غيرها وهم كثر ، بأ نه استغلال سلطة يا والدى دعك من التر دد ودعنى اعرض عليها فكرة الزواج المجرد، دون ان اشير اليك من قريب او بعيد
كان لابي شاكر صديق يدعى عبد الرحمن صالح ، و كان للصديقين اجتما عات وجلسات ومسامرات ، ذلك ان ابا صالح من اعز اصدقاء ابى شاكر ومن اقربائه ، وابو صالح يدرى ويعلم بوضع اسرة ابي محمود ، وفي احدى جلسات الصديقين قال ابو صالح :اثناء احاديثهما التى طالت اسرة ابي محمود واحوالها ، قال : يا ابا شاكر ان عندى لك مشورة اود عرضها عليك ، قال ابو شاكر : ما وراءك يا ابا صالح ، انك دائما صاحب الا فكار والا راء ، قال ابو صالح :انا ادرى انك بحاجة الى زوجة نظرا لظروف ام شاكر الصحية ، وهنا يوجد امر أة مناسبه ، هى ام محمود ، ان الظروف فيما يبدولى مؤا تية ، فهى امر أة شابة وصالحة ، وهى كما اعتقد بحاجة الى رجل شرعى يقوم باحتوائها وحمايتها مع اطفالها ، لاسيما انه لاعائل لها وانك ملتزم بالا نفاق عليها ،وفو جىء ابو شاكر وعلته الدهشة ، وتطلع الى ابي صالح باستغراب وقال : ما ذا يا ابا صالح ؟ هل هو توارد خواطر بينك وبين ابنتى جليلة ؟ لقد تحدثت معى بالا مس حول هذا الموضوع فهل اتفقتما على هذا الا مر ؟ قال ابو صالح : ابدا والله يا ابا شاكر ، لم يكن هنا ك اتفاق بينى وبين جليلة ، ولكنه المنطق والعقل الذى جعل ر أ يينا و خا طر يتلا قيا
يا اخى ابا صالح : انه امر محير نعم انا بحاجة الى زوجة ، ولكن بالنسبة الى
هذه الا سرة ، لااريد اقتحامها او احراجها ماذا سيقول الناس ؟ انه بمعروفه واحسانه ، قد استولى على المر أ ة وارغمها على الزواج منه يا ابا شاكر تقول ان الناس سيقولون ويقولون الم تسمع بالمثل القائل : رضى الناس غاية لا تدرك ؟ لن يقول ذلك اى عاقل او منصف حكيم لن يقول اولئك ما تخشاه فقط سيقوله الحساد والكارهون للنجاح والعمل الطيب ألا تذكر يا ابا شاكر ما كان يشاع فى الماضى عن نجا حاتك التجارية ومشا ريعك الخيرية ؟ انك بهذه الخطوة ، ستصيد عصفورين بحجر ، بل عدةعصا فيرانك اولا ستوجد مأ منا للمر أة الشابة الغريبة حين تمنحها اقامة شرعية وقانونية وثانيا ستشعر المرأة بالا ستقرار لا نها لم تعد وحيدة وغريبة ، وستطمئن على تربية وتنمية اولادها ، وثالثا تكون قد قضيت اربك وتزوجت امر أة صالحة وشابة يا ابا صالح : لو تجاهلنا كلام الناس وظنونهم ، فلا بد من معرفة رأ ى الطرف الا خر ، ولابد من الا قتناع المطلق الذى لا يتغلف بالمجاملة والشعور بالمعروف اننى اخشى ان تشعر هى بأ ننى استولى عليها بقوة الا حسان مرة اخرى اخىيا ابا صالح ، اننى فى حيرة من امرى يا ابا شاكر : لقد قلت ان جليلة ستفاتح ام محمود بالا مر ، وانها لن تأ تى على ذكرك انت بالذات ، وانما ستعرض عليها فكرة الزواج مجردة ، فدعنا ننتظر مسعى جليلة لكن جليلة وقبل ان تفاتح ( نجية ) بهذا الشأ ن ، ارادت ان تخبر والدتها وبشكل متدرج حتى لا تفا جأ ـ وهى الام ـ بتصميم ابنتها على السير فى انجاز هذا الموضوع ، الذى ـ كما تظن ـ فيه خدمة لوالدها ويخدم ام محمود ايضا ، ارادت ان تحيط والدتها بالعلم ، وان تقوم با قناعها لتتقبل الا مر ، وهى على ثقة بانها ستنجح فى ذلك قالت جليلة لوالدتها : يا والدتى تعلمين الجهد الذى بذله والدى لمعالجتك من الا مراض التى تعانين منها ، شفاك الله وعا فاك ، وهو بلا شك يقدرك ويتمنى لك العافية ياوالدتى تعلمين انه لاحياء فى الدين ، وبما ان والدى بصحة جيدة ، فأ نه بحاجة الى زوجة تقوم بشئونه وتلبى وا جباته ، وقد فكرت ـ انا وليس هو ـ ان ابحث له عن زوجة تخدمه وتخدمك انت كذلك فما ذا تقولين ؟ قالت ام شاكر : والله يا ابنتى انا لا انكر جهود ابي شاكر ، واقدره واحترمه ، واتمنى لهالسعادة والرفاه ، وانا يا جليلة لا اعتراض لى على ان يتمتع والك برجولته وصحته ، ولكنى اخشى ان تأ تينا امرأة تشتت شملنا و تغير احوالنا ، لاياوالدتى ، ان المرأة التى افكر با ختيارها لوالدى ، طيبة وصالحة وبنت حلا ل ، وانت تعرفينها و تحبينها وتعطفين عليها ايضا تقولين اننى اعرفها ؟ فمن هى هذه التى اعرفها واحبها ؟ يا والدتى انها امرأة اراد الله ، ان تصاب بمصيبة فا دحة أ لجأ تها ألينا ، واصبحنا مسئولين عنها ، انها نجية ام محمود ، هى التى انوى التحدث أ ليها والى ابي فما ذا ترين ؟ والله ياجليلة ام محمود طيبه وانا احبها فى الله واشفق عليها وعلى اولادها الله يكون فى عونها ولكن انت على ثقة انها لن تعمل معنا مشاكل ؟ النساء يا بنتى لا يحكم عليهن بالمظاهر ، بل بالمعاملة والتجربة ، ربما يتغير طبعها اذا وجدت نفسها فى مكان تستطيع فيه ان تملى رأيها ورغبتها لا ياوالدتى ، ثقى ثقة مطلقة انها لن تكون كما ظننت ، انها امرأة صالحة وعالية الخلق ، ولا تريد الا رجلا يحفظها ويحنو على اولادها ، وانا اتحدث معك الا ن وانا لاادرى ما هو رأيها ، لا ننى لم اتحدث معها بعد يابنتى ياجليلة : لاادرى ما ذا اقول ، ولكن ثقتى فى كلا مك تجعلنى اوافق على ما ذهبت اليه ، وارجولك ولوالدك من الله التوفيق
وبعد ان حازت جليلة على موافقة والدتها ورضاها ، بقى عليها ان تبدأ بتنفيذ خطتها او مشروعها الذ ى تقصد به خدمة والدها
جليلة اصبحت صديقة لام محمود ، بل صارتا اختين ذلك لانها المشرفة علىالعناية بالا سرة ، لذا فأ نها كثيرا ماتزورها وتمكث لديهم طويلا ، وكانتا دائما تتبادلان الا حاديث فى شتى الامور ، ومن خلال تلك الاحاديث ، ارادت جليلة ان تعرض فكرتها ـ التى تختزنها فى ذهنها ـ على نجية ( ام محمود )قالت ممهدة لذلك : اختى نجية : كم تبلغين من العمر الا ن ؟ ولفت السؤ ال نظر نجية ، وظنت ان وراءه امرا ، وقالت : ما ذا تقصدين بهذا السؤال يا اختى جليلة ؟ ابدا مجرد معلومه ، ولاعرف اينا اكبر ، انا ام انت انت فى عز الشباب ياجليلة وانت ايضا يا نجية ، لا تزالين في ريعان الشباب لايا جليلة ، لقد بدأالشباب يتسرب من امامى ، فقد اصبحت ارملة ، وليس ذلك فقط ، فأ نا احمل هما ثقيلا ، ان لدى طفلين اتحمل مسئولية تربيتهما والعناية بهما ، اما عن عمرى : فأ ننى قد تجاوزت الثلا ثين ، وشعورى يحدثنى با ننى فوق الا ربعين ابدا ابدا يا نجية ، فلو ان احدا طلب منى تقدير عمرك ، لما زدته عن خمسه وعشرين انك تقصدين رفع معنوياتى وتحاولين التسرية عنى ياجليلة تقولين يا نجية انك قد تجاوزت الثلا ثين ، وهذا يعنى اننى اكبر منك بسنتين لايبدوذلك يا جليلة ، فأ نت كا الوردة المتفتحة اختى نجية : لدى فكرة اود عرضها عليك ، فكرة ارجو ان تعيها وتفكرى فيها بهدوء وروية ، راجية تقبلها ، فهل تعدينى بذلك ؟ لاادرى ما ذا تقصدين يا جليلة ، ولكننى واثقة با نك لاتريدين لى الا كل خير ، فما ذا ورائك ؟ نعم اختى نجية لااضمر لك الا كل خير انك اختى نجية شابة جميلة وفي مقتبل العمرـ ولامجال لانكار ذلك ـ ومضي الوقت دون شريك ( زوج ) يعتبر خسارة كبرى ، وتفريط بالواجب الا نسانى والا جتماعى الذى شرعه الله ، ان المر أ ة دون رجل والر جل دون امرأ ة يحتسب خللا فىالنسيج الا جتماعى والبشرى اننى يا اخت نجية اعرض واشير عليك بان تفكرى بالزواج ، ، لانه سنة الحياة ، وبالمناسبة فقد اخبرنى الوالد ، بان احد الرجال الموثوقين قد تحدث معه حول رغبته بالزواج منك ، ولم يكن لدى الوالد مانع من ذلك ، ولكن بعد قبولك ومو ا فقتك واختيار ك المطلق ، فما هو قولك ؟ ولم تفا جأ نجية بماعرضته عليها جليلة ،فقد استشفت ذلك من مقدمات الحديث وصمتت نجية واطرقت بنا ظريها الى الا رض ولبعض الوقت ، ثم اطلقت تنهيدة طويلة اتبعتها بانة أ ليمة ، وقالت : وهى نعانى من عبرات تتدفق على صوتها قالت : لا لالايمكن هذا مستحيل هناك ميثاق ، بل وثاق ، هناك ميثاق اخلا صى ومشاعرى لن ابيعها هناك عاداتنا وتقاليدنا يا جليلة هناك امهاتنا وجدا تنا وخالاتنا ، وكل نساء بلا دنا كلهن كلهن يمتنعن عن الزواج بعد موت الزوج ، وخاصة عند وجود اطفال يا جليلة ارجوك ، لاتحدثينى حول هذا الموضوع ، انه يمزق احشائى وشعرت جليلة بخيبة امل ، وقالت : يانجية : العادات والتقاليد البالية لاينبغى ان نتقيد بها او تحكمنا ، لاسيما وهى تخالف الدين ، وتختلف مع الطبيعة البشرية ، انت يانجية مسلمة ويتوجب عليك ان تلتزمى بتعاليم الدين ، الدين الذى لايحرم زواج الا رملة ، بل يحظ عليه المرأة المسلمة لا يجب ان تترهبن ، ديننا اجتماعى ، المرأة لابد لها من رجل ليكون ستر ا لها وحماية دونها يا جليلة : كيف لى ان اقبل الزواج من رجل ، لااثق بأ ننى سوف اعطيه ما يستحق وما يجب من مشاعر وعواطف واحاسيس ، انا لا ارضى لنفسي ذلك ا يا نجية انت تحملين الا مور اكثر مما تحتمل سوف اعطيك مثالا عن حالتى ، فلقد زوجنى اهلى برجل لم اكن اعرفه جيدا ، ونتيجة لذلك حدث الا نفصال وبالتراضى ، وتزوجت مرة ثانية ، وها أنا اعيش مع زوجى فى سعادة واستقرار وعلى وفاق تام يا جليلة : هنا ك فارق شاسع بين حالتك وحالتى ، انت لم يمت زوجك الذى تحبينه واخلصت له هل هذا هو قرارك الا خير يا نجية ؟ اننى اقترح عليك ان تفكرى وتراجعى نفسك وعلى مدى فترة شهر شهرين ثم تحسمى امرك لا لا لاايا اختى جليلة ، انه قرار نهائى ولا عودة عنه
وعادت جليلة بالنتيجة السلبية ، وعلم بها الصديقان ابوشاكر وابو صالح ، وقد اكبرا وقدرا لهذه المرأة الشابة ، قيمها الا خلا قية واخلا صها وحفاظها علىذكرى زوجهاوحنوها على اطفالها ، حتى لا يأ تى ( من ) ربما يسىء اليهما ، فضلت وضحت بشبابها من اجل الوفاء والاخلا ص لزوجها وعاشت نجية ( ام مجمود )حانية ومربية لاو لادها ، تحت حماية ورعاية ابي شاكر، وحتى حلول يوم الفرح اليوم الذى انهت فيه هدى الدراسة الجامعية ،وعلى اثرها جاء محمود الذى انهى السنة الثالثة بكلية الهندسة ، وبتقدير ممتاز وكان سرور ابي شاكر لاحدود له ،حين لمس وشاهد نتائج احسانه ومنح الطالبين اليتيمين المجتهدين ، منح كلا منهما هدية مجزية ، منح هدى جهاز كمبيوتر متطور ،اما محمود فقد احضر له سيارة (وكانت هدى ومحمود يقفان غير بعيد من ابي شاكر حين ابلغهما بتلك الهدايا فلم يسعهما الا ان يحيطا با بي شاكر ويقبلانه ويلهجا بشكره ،وقالت هدى ـ مازحة ـياوالدى لابد من ان تأ خذ عهدا على محمود بان يقوم بقضاء لوازمى ونقلى عند الحاجة ، اما انا فسوف اسمح له با ستعمال الكمبيوتر ، قال ابو شاكر : ان محمود شاب طيب ولن يتأ خر عن خدمتك ، قال محمود: اشكرك ياوالدى على قولك ، اما هدى فهى شقيقتى وحبيبتى ، وسوف لا ا تأ خر عن خدمتها وخدمة والدتى ايضا وقبل ان ينصرف ابو شاكرتطلع الى هدى وقال :اسمعى يا هدى لا تظنى بانك بحصولك على الشهادة الجامعية ، لاتظنى ان واجباتك الدراسية قد انتهت ،ان امامك واجبات دراسية اخرى مهمة ، هناك الما جستير والدكتوراه ايضا قالت هدى : لا ياوالدى اثابك الله واطال عمرك ، اننى لم اغفل تلك المهام ، لا سيما وان ورائى رجل شهم وعظيم هو ابو شاكر ، واننى سوف اكون عند حسن ظنك ، فقط : نأ مل ونرجو ان تأ ذن لنا انا و شقيقىو والدتى ، بان نستمتع بالهدية الكريمة التى منحتها لشقيقى محمود ، وذلك لنقضى بعض الوقت في زيارة بعض المعالم والا ماكن الهامة وذلك خلال فترة الاجازة الرسمية قال ابو شاكر لا بأ س ، ولكننى اود ان اوجه نصيحة وتحذيرا الى محمود با ن يترفق عند قيادته للسيارة ، ولى ايضا شرط بأن تكونى انت ووالدتك مر ا قبتا ن لمحمود عند القيادة قالت هدى : لاتخف ياوالدى ، فوالدتى لها قوة الجنرال على محمود ، وهويحترمها ويستمع الى قولها وامرها ، قال ابو شاكر : بارك الله فيكما ووالدتكما وارجو لكم التوفيق والسلامة في رحلتكم ،وقبل ان ينصرفا ، توقفت هدى وقالت : لنا طلب واحد ياوالدى ، نرجوك الموافقة عليه قال : وماهو طلبك ؟ انت تعلمين ان طلباتك عزيزة عندى ، قالت: ان والدتى لاتصبر ولا تستغنى عن اختها وصديقتها ، جليلة فهل تأ ذن لنا با صطحابها ؟ قال : لامانع لدى اذا هى رغبت ورضي زوجها وزارت الا سرةعدة اماكن منها مكة والمدينة ثم عادولمقرهم بمدينة الر يا ض بعد عودة الا سرة باشرت هدى التحضير لبرنامج دراسة الما جستير ، وامضت سنة دراسية ناجحة نالت خلا لها درجات متقدمة ، لكن القدركان قد اعد لها صدمة عنيفة لم تتوقعها والتى تكاد توازى صدمة وفاة و الدها ، وان كانت ـ لصغر سنها ـ لم تشعربتأ ثير وفاته كما هى الا ن
سعد ابوحيمد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عادل و عادله روايه الجزء الا ول سعد ابوحيمد ملتقى الكتاب والمؤلفين 6 12-02-2009 09:32 AM
يقولون -منظمات انسانيه --!!!! مرتاح البال ملتقى الكتاب والمؤلفين 8 03-11-2007 02:59 PM
المنتدى اللي تحوش الطيب رواده سعيد بن فايع مجلس عذب الكلام 11 14-12-2005 06:42 PM


الساعة الآن 01:59 AM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود