عادل وعادله الجزء الثانى والاخير


ملتقى الكتاب والمؤلفين خاص بما تخطه اقلام كُتْاب الموقع

 
قديم 13-02-2009, 11:22 AM
  #1
سعد ابوحيمد
..::قلم من ذهب::.
.:: روائـــــي ::.
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 224
سعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond reputeسعد ابوحيمد has a reputation beyond repute
افتراضي عادل وعادله الجزء الثانى والاخير

عادل و عادله ( الجزء الثانى والا خير )

و ســا م تكر يــم
عاد عبد الله الى مكتبه با لجريدة و هو يشعر با نه قد حمل وسام تكريم ذلك لان كتا باته قد اثمرت وأنجزت، بد ليل أن تلك الدوائر قد شعرت بوخزها ، وشعرت بمسؤوليتها ، وبالتالي فلابد أنها ستتلمس طريقها إلى الصواب.
عبدالله وهو يستعد لخوض معارك أخرى مع الإهمال والتقصير أينما كان وحيثما وجد، فإن هناك ما يشغله أيضا ويحتل جانبا كبيرا من إهتمامه، ذلك هو الحوار الذي كان له مع المحاور المجهول – عادل- وكان أول ما خط قلمهرسالة مطولة حملها أشياء من مشاعره ،وتعرض لمسؤولياته ومسيرته الشائكة ، والتي اختارها ونال من أجلها مايعتبره وساما وأشار إلى أنه ربما تأثر بالحوار مع عادل واختط ذلك النهج،الذى هوعليه ولم ينس الر جا ء هذه المر ة - وليس التهديد – با ن يفصح عا دل عن شخصه
وكان عادل ينتظر هذ ه الرسالة بفارع الصبر ، فهو قد ألف وتعود على الحوار مع عبد الله ، لذا فقد سارع با لرد عليه وقال :
- علمت بالدرجة والوسام الذي حصلت عليه ، وصرفت من اجله وفى سبيله الكثير من المتاعب والمعا ناة ، وهذا ليس الا ضريبة تدفعها لصالح بلدك ومواطنيك كما انها جزء او ترجمة لا دا ء كل انسان لواجباته تجاه وطنه ودولته ،اما رجاؤك فاننى استمهلك لبعض الوقت ، واعدك باننى سأجيبك قريبا .
- ورد عبد الله بقوله : سرر ت بالاطراء ، لاسيما حين ربطته بذلك النص – الإنسان واجباته وحقوقه – كما سرنى الوعد الذي اطلقته ، وان كنت لا ادري ما مدى وزمن هذا الوعد والذى قلت عنه – قريبا – إنني أخشى أن يشغل تفكيري هذا الوعد ، وأن يأخذ من طاقتي العقلية والفكرية ما قد يؤثر على كتاباتي ، ..فهل ..ومتى ؟.. إن حالة الإنتظار مملة، لاسيما إذا كانت مجهولة الزمن .
- ورد عادل بقوله: أعتقد بأن حالات الإنتظار تختلف وتتفاوت، إذ منها ما هو حالة عابرة تمر بالإنسان وليس لها أثر عليه، ومنها ما له وقع وأثر بالغ في حياة الإنسان ومسيرته ومنها .. ومنها.. أما انتظارك أنت فقد يملي عليك شيئا من التحفز والتطلع ويزيدك طاقة في التفكير والإبداع ويبدو ان عبد الله قد بدأ صبره ينفذ فرد بقوله :.
مرة أخرى ـ عادل- تعود للخوض في بحر من الرموز والبحث العقلي والفكري، إنني لا أطيق هذه الحالة، إن صبري لا أقول بدأ ينفذ بل لقد نفذ.
- ورد عادل بقوله أنت تمتهن مهنة من واجباتها أن تغوص في التفكير والحوار والتوسع في شتى المجالات، فهل نسيت أن بضاعتك هي صنع الكلام ؟ وما يترتب عليه؟
ويرد عبدالله بعصبية و يقول : عادل كف عن اللعب بأعصابي، لقد جعلتني أمل مهنتي ، بل إنك تد فع بي لأن افر وأهجرها، فقد تاكد لدي انها ام المتاعب..فسارع بجوابك والا..
ويرد عادل محاولا تهدئة عبدالله ويقول:ا ادري ماذا وراء – الا – ولكن ما اعلمه انك رجل مثقف وواع ومن هو في مكانتك ويحمل فكرك لا يمكن ان ُيستفز او يُستثا ر،ومع ذلك اطمئنك بان وعدي سيكون قريبا،وهنا ارجو ان لا تفاجأ حين اقول لك انني اراك احيانا وانت تمشي متوجها الى الجريدة خافضا – بعض الشيء – راسك،ولا بد انك حينها تفكر في امر ما.
وفوجيء عبدالله بهذا القول ـ اني اراك تمشي - وزاد به التوترأ هذا انس ام جان؟؟ كيف يراني وانا لا اراه؟ ورد على نفسه :اكاد اشك في قواي العقلية ،واكاد اشك ايضا با نك ـ يا هذا ـ لا بد وان تكون قد ارتديت طاقية الاخفاء.يا عادل كن رحيما وانقذني من هذه الدوامة - والا ..فانني لن اكمل.معك في هذا الجو المحر ق والمقلق للعقل والذ هن
ورد عادل:انني اخشى عليك يا عبدالله ان تفاجأ او تصدم حين افصح لك عن شخصي،ذلك لانه لن يخطر على بالك من انا،لذا فانني متردد ازاء ذلك .
وبقلق شديد ونفاذ صبررد عبدالله دعني اصدم واشده فتـنـفيذ العقا ب خيرمن انتظاره.
وقررعادل ان يلقي بالمفاجاة لينقذ عبدالله من القلق والاوهام،بل ليضعه في متاهة
اخرى وقال : ماذا ستفعل يا عبد الله اذا كان من يخاطبك ليس عادل.وانما عادلة ؟ ! عا دلة التي لفت نظرها وانتباهها كاتب مبتديء،ولكنه صادق ومخلص ووطني.
ورد عبدالله في حالة من الذهول:عادلة ؟!! عادلة ؟!! يا الهي..نعم ..لم اظن ولم اقدر ولم افكر ولم اتوقع ولم يخطر ببالي،ان من هزمني واغرقني في الاوهام هو بل هي تلك الشخصية الفذة الغريبة ـ عادلة - .انها هزيمة ولا كل الهزائم..انها هزيمة لجهلي لكنها في الواقع اخرجتني من سباتي وغفلتى بل انها اخذتنى الى طريق سوى ومنهجى و خلقى وانسانى ومعرفى ا..ولكن..من هي عادلة هذه؟ هل هي حقيقة ام خيال؟ لايكفى ان تبث القناديل في طريقى وان اخشى ما اخشاه انني سابدا في رحلة اخرى من التوهان والاوهام..ترى هل انت عادلة حقا وفعلا ؟ ام ان عادلة ستارآخر ستجري مخاطبتي من ورائه؟ ارجوك عادلة.ارجوك اوضحي وافصحي ولا تتخذى من عصبى لك ميدا ن سياحة.
وراحت عادلة تتحفز لتدخل عبدالله في مسيرة اخرى غامضة وقالت:
نعم عبدالله..انا عادلة..انا علم ولست خيالا ،انا حقيقة وواقع،ولكن عليك ان تتقبل وتعلم ان عادلة اسم رمزي ايضا،وان الكشف عنه ربما اكثر صعوبة مما مضى،الم اقل في البداية انني اتقي وراء سياج من حديد.؟
ووضع عبدالله قد ميه في اول الطريق الذي لا يدرى الى اين و كيف سينتهي،وقال:
يا عادلة..مثلما ناشد تك حين كنت ـ عادل -.انني الان اعيد المناشدة مضاف ا اليها الرجاء بان تكوني اكثر رحمة من عادل،و ان تنأ ين بي عن الوهم والغوص فيه،لا سيما وانت من الجنس الاخر المميز ـ اعترف ـ فانا عندي حساسية وخوف واخشى ان اتعثر عند مخاطبتي للجنس الاخر.
ور د ت عادلة:هكذا ولاول وهلة تهدد بالانهزام ؟ لا..لا يا ايها الكاتب الناقد المنتقد..لم يعد هناك خوف فالجنس الاخر قد اثبت جدارته ولا خشية منه او عليه..كن واثقا بانك ستجد ندا وستجد من يجاريك ويباريك.بل يبارزك ويتحد اك اذا ا اقتضى الا مر .
وشعر عبد الله ان هناك تحد ومبارزة ، وان كان لا يخشى المبارزة ، الا ان اكثر ما يقلقه هو غموض هذه الشخصيه اذ كيف يبارى ا ويبارز شخصية لا يعرفها ؟ وهي فى نفس الوقت تصر على التخفي .
وكتب عبد الله يقول : سوف اتقبل النديه والمبارزة ، ولا اقول التحدى ، فطبيعتى تميل الى السلم وليس الى النزال ، غير انى اظن اننى سوف اصطد م رغما عنى بالتحدى ، لقدكان عادل ـ وان هو قد اغرقنى في الغموض ـ كان اقرب الى ان نلتقى ونتواصل وربما نتصادق ،اما بعد هذا التحول فاننى اعتقد ان الشقة قد اتسعت وربما تحولت الى ضرب من المستحيل .
- وكتبت عادلة : مالى اراك متهيبا ومترددا ومتعثرا ـ كما قلت قبلا ـ ا نه لم يكن هناك تحول في المضمون انما كان فى الشكل ، فعادله وعادل صوت واحد ، فلا تتهيب ولا تتراجع وامض في حوارك ، واطرق ابوابا يطل منها دفق من المعرفه والثقافه فيما يهم الانسان والمكان ،اما المستحيل فقد تقلص في عصرنا هذا ..وما كان حلما في الماضي اصبح واقعا وحقيقة.
عبدالله:ادري يا عا دله انك بعباراتك الهادئة هذه تستدرجيني لامضي في سبيل المبارزة والتحدي، ولاصرف من عصبي وذهني وفكري مثل ما صرفته في حواري مع عادل..ولكن يبدو ان ذلك هو قدري وانه لا حيلة لي الا مواجهة هذا القدر، فلامضي ولاتقبل واتحمل ما في غيب المستقبل ،لقد جاء في قولك نبرة تحد ومبارزة ،اما التحدي فقد ابديت عدم استعدادي لمواجهته،وبشان المبارزة ففهمى لها ومصطلح تعريفها عندي انها المواجهة بالسلاح،وفي عقيدتي لا يجوز رفع السلاح ضد انسان،الا عند الدفاع عن النفس،فلتبقى المحاورة بدلا من المبارزة كما كانت،وان اردت رفع درجتها فلتكن مناظرة .
عادلة:انك تحمل الامور اكثر مما تحتمل،فالمبارزة والمحاورة والمناظرة..كلها تصب في معنى واحد..الا تدري ان للمبارزة انواعا كثيرة ومنها المبارزة الفكرية والادبية،الم تسمع فيما مضى بمبارزة كبار ادباء مصر على صفحات الجرائد حين كان للادب سوق رائجة؟الم تسمع عن مبارزة الشريف عبدالله بن الحسين ومن كان يبارزه حول اللعبة الارستقراطية ( الشطرنج ) .حيث كانت المبارزة عن طريق المراسلة وليس المواجهة،اذا..المبارزة ليست بالضرورة ان تكون بالسلاح،وعلى كل..سمها ما شئت،المهم كيف نجني ثمارها ان كان لها ثمار؟.
عبدالله:نعم..كيف نجني ثمارها..و اتوقع بل اعتقد أن حوارا من هذا النوع والمستوى لا بد ان يكون له ثمار..لا سيما وان ميدانه الإنسان والمكان،فليتنا نستطيع ان نتناول منه ولو اقل القليل..
عادلة:أنت يا عبدالله تغمرنا في بحر عميق وواسع ..الإنسان والمكان..الوطن والمواطن..فهل تظن ان بمقدورنا خوض هذا البحر؟
عبدالله:باب المعرفة ليس عليه قيود..علينا أن نعطي ما نملك من معرفة..وحسبنا ذلك.
عادلة:ألا ترى أننا بحاجة إلى فسحة من الوقت لنستجمع شتات أفكارنا ومعلوماتنا لنخوض بها هذا الميدان الواسع؟
عبدالله:نعم عادلة..أوافقك على ذلك.. والى الحوار القادم.
ونترك عادلة وعبدالله يذهبان لتجميع معلوماتهما استعدادا للحوار القادم حول الانسان والمكان،ونعود لنرقب بعض الاحداث في بيت ابي عبدالله - سعيد الجرهمي ـ – ونتابع احوالهم وشيئا من حياتهم.

بيت سعيد
استقر سعيد و أسرته ونعموا با لا قا مة في منزلهم الجديد وزاد مدخول سعيد من إيرادات العمارة التي امتلكها بفضل الشيخ إبراهيم،وقد تقاعد سعيد وزوجته من عملهما في تعليم البنات،وبقي سعيد راعيا لأسرته،لكن الأمور لم تسر كما يحب،فأبناؤه الثلاثة قد نجح منهم عبدالله الذي اشتهر بعمله الصحفي وتقد مه العلمي حيث نال درجة الماجستير بالاعلام،اما سالم فانه بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة تعثر وتأخر..ولم يواصل دراسته الجامعية،وسلك مسالك سيئة..وتعرف على بعض المنحرفين وتأثر بهم،وكانت تلاحقه الجهات الأمنية بين كل فترة وأخرى،وربما كان لثراء الأسرة اثر في ذلك،لان والده قد اشترى له سيارة فكانت سببا لانشغاله عن الدراسة،وانضمامه إلى رفقاء السوء،وكان أن تحمل والده عبء تلك الحالة..تحملها نفسيا وجسديا..ذلك انه و أسرته وأقرباؤهم ملتزمون و أخلاقهم وسيرتهم حسنة،ولم يشذ عنهم سوى سالم،ولم يكن امام سعيد ما يفعله إلا اللجوء إلى الشيخ إبراهيم،فذهب إليه..وعرض عليه المشكلة ،وتولى الشيخ امر سالم،وكانت أول خطوة قام بها الشيخ أن جعله يرافقه في سفرة برية من جدة إلى الرياض ويقود سيارته،و أثناء السفر كان الشيخ يعالجه بالحوار الهادئ ،ويذكره بمكانة أسرته وسماتها الطيبة،وان من الواجب عليه أن يحافظ على هذه السمعة..وكانت أول نتيجة لهذا الحوار ان تخلى سالم عن شرب الدخان،وقام بتأدية الصلوات مع الشيخ وعند الإقامة بالرياض جاء الشيخ ببعض الكتب الصالحة والمنتقاة،وطلب من سالم أن يقرأ ها عليه،معللا ذلك بضعف نظره،لكن الشيخ كان يقصد من وراء ذلك غاية أخرى..هي أن يطلع سالم على ما في هذه الكتب من توجيه وتهذيب،كما أن الشيخ قد اجزل له العطاء..ووعده أن يشتري له سيارة حديثة ان هو واصل دراسته وامتنع عن رفاق السوء،ولم يمض شهران على رفقة سالم للشيخ الا وقد انقلبت سيرته من الحالة السابقة إلى السيرة الحسنة،وعاد إلى جدة شخصا آخر.والفضل في ذلك يعود لحكمة الشيخ،وقد سر والده و أسرته بما اصبح عليه سالم،من تحول إلى الصلاح.
وما دمنا في بيت سعيد و أسرته فلا بد ان نتعرف على عضو بارز في الأسرة ومن غيرها ؟ انها : الكاتبة الجامعية البارزة سمية ،فقد انهت سمية سعيد الجر همى الدراسة الجامعية من كلية الآداب تخصص أدب إنجليزي وبناء على تخصصها فقد تعمقت في المطالعة والقراءة في الأدب الإنجليزي ،نظرا لإجادتها اللغة الإنجليزية ،وتراكم لديها كثير من المعلومات الثقافية و الأدبية والتي وجدت بها الكثير من الفائدة والعبرة ،لذا فقد قررت سمية أن تنشر بعضا من معلوماتها في وسائل الإعلام ( الجرائد) ،وفكرت اول ما فكرت ان تقوم بترجمة مختارة من مواضيع ثقافية إلى اللغة العربية ،ونشرها في أي جريدة تتقبله،وقامت بالمحاولة الأولى لكن الجريدة التي اتصلت بها لم تستجب لها و أهملت ما أرسلته اليها،وكاد اليأس أن يعطل مشروعها،لكنها علمت فيما بعد ان هناك جريدة تصدر باللغة الإنجليزية اسمها ( ديلي عرب )- و كتبت لها . ورحبت الجريدة ونشرت موضوعها الذي أرسلته،وبالطبع كان باللغة الإنجليزية،وتوثقت الصلة بين الجريدة والكاتبة سمية واصبح لها موقع ثابت بالجريدة تنشر فيه كل اسبوع تحت عنوان: مطالعات من أدب العالم الآخر، ووجدت كتاباتها استجابة من قراء الجريدة،ووصل اليها تعليقات وملاحظات ومناقشات مما جعل لموقعها أهمية وحيوية.

الكا تبة الجا معية ( سميه )
ر ئيس تحر ير جر يدة ـ الا حوا ل ـ محمد التميمي كان من بعض مها مه كرئيس تحر ير ان يطالع العد يد من الصحف المحلية والعالمية يمر وبشكل سريع على المو اضيع وعناو ينها واسماء كتا بها وعند ما يجد ما يلفت نظره اويهمه يقوم بقراء ته وكان من بين الصحف جر يدة ( ديلي عرب) واثناء مطا لعته للجر يدة لمح اسما ليس غر يبا عليه سميه سعيد الجر همى وقرأ ما كتبته وكان باللغة الا نجليزية ووجد انه موضو ع را ئع ولغته الا نجليزية ممتا زة وتسا ءل محمد يا تر ى من هى سمية هذه هل هناك اسرة غيرالتي يعرفها لها نفس الا سم ؟ واتصل محمد بعبدالله سعيد الذي يعمل معه في الجريدة،ودعاه إلى مكتبه وسأله:هل من شقيقاتك من يكتب باللغة الإنجليزية؟ قال عبدالله نعم. هى .اختي..فهي متخرجة من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية.
ولم يكن عبدالله يدري عن سبب سؤال محمد عن هذا الموضوع،
وهناك في منزل الشيخ ابرا هيم كان الشقيقا ن محمد وزينب اللذان ما زالا يسكنان مع والدهما كا نا يتحد ثان في شئو ن المهنة فمحمد رئيس تحر ير وز ينب كاتبة فى عدة صحف الا ان موضوع سمية لازال يشغل بال محمد ،فاراد ان يتحدث مع زينب حوله فقال:
زينب..لقد فوجئت هذا اليوم بأمر أدهشني وتعجبت له..أتدرين ما هو؟
قالت زينب:والله يا محمد..لا أستطيع إحصاء مفاجأتك..فأنت رئيس تحرير جريدة ناجحة،ولها خصوم ولها مؤيد ون..
لا لا زينب .لقد شطح تفكيرك وابتعد كثيرا لقد قرات اليوم موضوعا تحت توقيع سمية سعيد الجرهمي ،وباللغة الإنجليزية ومنشور في جريدة ـ ديلي عرب ـالإنجليزية،فهل كنت تتوقعين ذلك؟؟
زينب..ولم لا يا محمد..فنحن نعلم ان سعيدا الحق بناته بالمدارس والجامعات، و لانه و أسرته قد ابتعدوا عنا بعد سكناهم في منزلهم الجديد،فقد انقطعت أخبارهم عنا.
محمد : في الحقيقة لم اتوقع ان تكون هذه الفتاة بهذا القدر من الثقافة وباللغة الإنجليزية.
لماذا يا محمد ؟ لم تتوقع ان تكون ابنة سعيد مثقفة ؟ هل الثقافة حكرا على محمد وشقيقته؟ ا ام لانها ابنة رجل كان فقيرا وقرويا فلاحا ؟ ان المعرفة مشاعة يا رئيس تحر ير الجريدة التي تنشر الثقافة.
لا يا زينب..لقد اسات فهمي..فأنا لم اقصد التقليل من شانها ولا الحط من قدرها ،بل أشيد بعزيمتها ونبوغها..وأنا اقدر والدها الطيب المكافح إنما الذي أثار استغرابي أن شقيقها عبدالله لم يأت يوما على ذكرها ولم يحاول نشر شيء لها في جريدتنا.
ماذا تريد يا محمد من عبدالله..هل ينشر إعلانا في جريدتكم عن شقيقته ؟ التي تجيد الكتابة باللغة الإنجليزية ؟ ! انهم كما تعلم أسرة محافظة..وسماتهم القروية لا تزال تحكم تصرفاتهم.
لا..لم اقصد ذلك يا زينب..فقد كنت أتوقع أن يحاول عبدالله نشر مقالاتها في الجريدة مثلما فعل هو في بداياته.
يا محمد..ربما هي التي لم ترد او ترغب الكتابة باللغة العربية وانما تريد الكتابة باللغة الإنجليزية التي تجيدها.او ربما تظن ان في ذلك احرا جا لاخيها
زينب لم تكن قد أخبرت اخاها بالحوارالذى دار بينها وبين عبد الله ، وكا نت تقصد الاعتماد على نفسها واختبار قد راتها على الحوار الثقا فى ، ولانه حوار لا يمس مكانتها الخلقية فا نه لاحرج لديها في مما رسته، لاسيما وانها فى نها ية الا مر ستطلع محمد عليه ، ولكنها قبل ذلك ارا دت ان تعرف من محمد رأ يه حول مستو ى عبد الله الثقا فى ، قالت :
ما دمت قداعجبت بثقافة سمية فما ذا عن ثقافة اخيها وهل هو على مستو ى من الثقافة كشقيقته ؟
قال محمد : ان عبد الله مثقف بارع وصحفى لامع ، الم تسمعي بصراعه مع بعض الدوائر الخدمية ؟ والتي دخل السجن بسببها ؟ ولكن الدوائر الرسمية المعنية كانت على مستوى من الفهم والتقدير ، الامر الذى جعلها تد رك مقاصده واهدافه الاجتهاديه
. قالت زينب : الم تتابع كتاباته وحواراته يا محمد ؟ ان جريدتكم لم يغب عني عدد من اعدادها ، وكنت اتابع كل المواضيع التي تنشر بها ، ومما قرأته حوارا بين عبد الله وكاتب اخر يوقع باسم عادل ، الم تطلع عليه ؟
والله يا اختى مشاغلي كثيرة ولا اجد الوقت لأقرأ كل المواضيع ، لاننى اهتم بالابواب والمواضيع التي اتولى تحريرها ، اما البقية فأننى اتركها لمن اثق واعتمد عليهم ومنهم عبد الله .
محمد سوف افاجئك مثلما فاجأتني وانقل اليك معلومة او خبرا قد يدهشك وربما يعجبك ، لقد كنت اتابع كتابات عبد الله ، وارد واعقب على مايكتب وانقده نقدا لاذعا ، واوقع باسم مستعار هو { عادل } وكان يرد احيانا بهدوء واحيانا بعصبية ، وكان اكثر مايلح عليه معرفة - من هو عادل هذا- ، لكنني راوغته وافحمته واتعبته بل جعلته يحتد ويكتب بغزارة ، ويحاور بجدارة ومقدرة بالغة , و استمر هذا الحوار مدة طويلة ، و قد حاول عبد الله التهرب والامتناع عن الحوار, ولكننى كنت كلما شعرت بيأ سه ونفاذ صبره اقدم له طعما وامنيه باننى سأ كشف له عن شخصى ، وقد جمعت الحوار في كراس سوف اقدمه اليك ، ارجو ان تجد الوقت للاطلاع عليه وقراءته ثم تعطي حكمك على قيمته ولتنظر كم كانت اختك قادرة على الحوار والوقوف ندا امام المثقف الذي انت معجب به
قال محمد : الحقيقة يازينب هذه مفاجأة مدهشة ، ولكن كيف تم هذا الحوار وباي وسيلة ؟ وكيف لم يتعرف عليك حتى الآن ؟ قالت زينب لن تتصور يامحمد ماهي الوسيلة التي جرى من خلالها الحوار ، وستفاجا مرة اخرى حين تسمع ماهي الطريقة التي كنت قد ابتدعتها ، لقد كان سعيد ابو عبد الله هو الوسيلة ، في البداية كان الحوار عن طريق البريد ، اما حين تطور الحوار واشتد وامتد ولزمه التواصل السريع والمضمون فانني قد استدعيت العم سعيدا واخذت عليه عهدا بان ينقل اجاباتي الى عبد الله ويرد لي اجاباته وتعهد سعيد { وانتخى } وقال : انا من يحمل الامانة والسر ،
واستحلفته وحذرته بان لا يعلم عبد الله من يراسله .. وهكذا يا محمد
قال محمد : ما هذا يازينب ؟ هذه وسائل مخابراتيه ، واسلوب مبتكر للحوار غير المباشركيف صممت هذه الطريقة الغريبة
يا محمد المفا جأ ة لم تكتمل بعد ذ لك انني عند ما لاحظت ان عبد الله قد كل ذهنه وعجز عن اكتشاف عا دل , عند ها بدا غير مكتر ث با لحوار وهد د بالا نقطا ع لذا قمت وصممت له مفا جأ ة مذهلة قلت له : ان من يحاور ك ليس عا د ل وانما عا دله, وهنا كا د عبد الله ان يفقد عقله وقال : كيف انني لم استطع الو صول الى عا د ل او التعر ف عليه ثم ينقلب عاد ل ويتحول الى عا دله , انه حقا امر مذهل وبالغ الصعوبة بل هو ضرب من الا ستحالة , اذ كيف يمضي الحوار مع هذه الشخصية المتغيرة والتي توشك ان تكون وهما وخيالا, وقال ايضا اننى اعترف بالهزيمة واعلن استسلا مىوانسحابىا
غيراننى يا محمدقد استفزيته واستعديته وقلت له:ان جيل عادله قد اصبح لد يه قدرة وند ية على المواجهة لذا فلا يجوز لك ان تنهزم وانما عليك ان تقوم بالمو اجهة ثم عاد وقبل الحوار ، لكننا انا وهو قد اتفقنا على وقف الحوار بل تأجيله ،لأن الحوار قد وصل الى مرحلة هامة وعميقة الجذور وتحتاج الى شحذ الهمم وتجميع شتات المعلومات والمعارف لبحث قضية المواطن والوطن ، لذا لجأنا الى استراحة المحارب .
قال محمد : لقدكان ذ لك اجها دا ومحنة لغبد الله فا نت هنا تعرفينه،فى الوقت الذى هو لايعرف من يحاوره وهذا ما زاد من اعبائه الذهنية والفكرية
.لقد قصدت يامحمد ان يصيبه التوتر والشحن ثم الانفجار ، ليس انفجار الجسم وانما انفجار الفكرو الذهن وفوران الابداع ، وهذا مالمسته ، فقد كان حواره غزيرا وعميقا وها دفا
واراد محمد بعد علمه بالحوار ان يكشف اغوار عبد الله حول هذا الموضوع وتصادف ان عبد الله كان موجودا في مكتب محمد لبحث بعض المسائل الخاصة بالجريدة ، وخلال المناقشة قال محمد لعبد الله لقد رأيت لك قبل مدة حوارا مع كاتب اسمه عادل ، ، في الواقع انا لم اقرأ الحوار ولكنني لمحت بعض العبارات القلقة التي كنت تعبربها
.قال عبد الله : يا محمد دعني من ذلك المحاور الذى اخذ الكثير من عصبي واشغل ذهني وفكري
كيف يا عبد الله ؟ الذي اعرفه عنك انك صلب وقوي الشكيمة ولا تهزك الاحداث مهما كبرت
لا يا محمد. لقد هزمني ذلك المدعى بان اسمه عادل ، انه وهم يتشكل ويتبد ل ، تصور انه بعد ما اجهدني باسم عادل عاد وزعم وقال : بانه عادلة وليس عادلا ، فماذا تراني فاعلا مع هذا المتقلب انه يستفزني يوما ويستد رجني يوما اخر للحوار ، وكلما صممت على الصدود عنه قدم لى طعما ومناني بانه سيفصح عن شخصيته واخيرا لقد استطاع او استطاعت ان ترغمني على الاستمرار في الحوار ، لأنها قد اغرتني با ن الحوارسيدور حول موضوع هام يشغل فكري وذهني وهو مو ضو ع كتبته في بدا ياتىالصحفية ولم استنطع اشباعه بحثا وتحليلا وهو بعنوان ( المواطن واجباته وحقوقه ) فشد تنى بهذا الوعد لاننى مهتم كثيرا بالموضوع و انا اود من يشاركنىفيه لانه واسع وقدرتى غير كا فية لتحمله وحدى
لكننا انا والشخصية قد اتفقنا على وقف الحوار بل تا جيله لان الحوار قد وصل الىقضية هامة وعميقة الجذور وتحتاج الى شحذ الهمم وتجميع شتات المعلومات والمعارف لبحث قضية الوطن والمواطن وما تستحقه من دراسة وتحليل . لذا لجأنا الى استراحة المحارب .
وقبل ان يغادر عبد الله المكتب ، استمهله محمد لبعض الوقت وقال له :
:اننى اود ان اكلفك بحمل عرض الى شقيتك الكاتبة سمية فما دا م انها كا تبة محتر فة ولديها الملكة والقدرة الكتابية فانه يسر نى ان اوجه اليها دعوة لان تنظم الى محررى جريدتنا فا رجوك حمل الرسالة وابلا غى بالرد .
قال عبد الله : والله يا استاذ محمد انه يشرفنى كما اعتقدان شقيقتى تتشرف بهذه الدعوة ولقد فاتحتها في هذا الشـأ ن من قبل لكنها ترددت و لم تستجب مفضلة الكتابة باللغة الا نجليزية وفي الجريدة التى تعمل معها
هل يعني ذلك يا اخ عبد اللهانها لا تحسن الكتابة باللغة العربية ؟ او لاتجد المواضيع ذات الاهمية التي تستحق المعالجة ؟
.والله يا اخ محمد لم اتعمق معها بالحوار فانا اقدر واحترم ارادة شقيقتي واستقلال رأيها
طيب اخ عبد الله ارجو ان تنقل اليها رغبتي تلك بان تكتب في جريدتنا وفي اى موضوع تختاره .
سمية تكتب في الاحوال

في منزل اسرة سعيد حيث يقيم عبد الله وشقيقته سمية مع والديهما لأن اى منهما لم يتزوج بعد ، نقل عبد الله رغبة رئيس تحرير جريدة الاحوال محمد ابراهيم التميمي الى شقيقته سميه حيث قال : لقد اطلع محمد.على ما تكتبينه فى جريدة (–ديلى عرب )– واعجب به واستغرب لم لم تكتبى فى جريدة الاحوال، لذا فهويقدم لك عرضا لتكتبى فى الجريدة لدينافما ذا تقولين ؟
قا لت سميه اقدرواعتز برأ ى الا ستا ذ محمد وعرضه غير اننى ملتزمة ادبيا مع جريدة ــ –ديلى عرب ـ لا نها اولا تصدرباللغةا لانجليزية وهى لغة اجيدها وثانيا انها الجريدة التى قبلت ورحبت بكتابا تى ووجهت لى دعوة رسمية للكتابة فيها ثم ان كتابتي فيها وباللغة التي احسنها ينمي ويرسخ لغتي التي يقل تعاملي بها في وسطي الذي اعيش به اما موضوع الكتابة باللغة العربية فانا لا يقل اهتمامي بها..فهي لغتي الاصلية واستطيع الكتابة بها بشكل واسع غير ان لي تجربة مع الجرائد التي تصدر باللغة العربية وهى غير مشجعة فقد حاولت نشر بعض المواضيع المعينة ولم اجد استجابةبالطبع لم احاول النشر في جريدتكم تجنبا لاحراجك يا اخي , بعد ذلك توجهت الى الجريدة التي تصدر باللغة الانجليزية ـ ديلي عرب ـ ولي هنا ملاحظة يا ا خى عبدالله .اود ان اشيراليها , او ار جو ان لا تؤا خذانى انت والا ستاذ مجمد , ان الجرائد التي تصدر باللغة العربية تزخربمواضيع من الكتابات الجيدة , .لكنني للاسف الشديد اشعر بان القاريء العربى لا يهتم بها وانه قلبل القراءة.وغير متفاعل مع ما يكتب او ينشر , قال عبدالله: :وما هو دليلك على عدم القراءة ؟ قالت
ا لدليل ان الكتابات تمر مر الكرام ،ولا احد يحاور او يناقش او يرد او ينقد او يشيد ،لقد قرانا تاريخ الادباء عندما كانوا يتحاورون ويتجادلون بشدة من خلال صفحات الجرائد،وكان القراء حين ذاك يستمتعون بذلك الحوار , اما قراء اللغة الاخرى.أي الانجليزية - اخي عبدالله ـ– فانني المس منهم تجاوبا ومتابعة وقراءة ،فكثير من كتاباتي تجد تعليقا ومناقشات لا فرق ان ياتي نقدا او استحسانا المهم ان ذلك دليل على ان هناك من يقرا.
اختي سمية..لقد ابديت وجهة نظرك وقلت رايك،وسوف انقله بامانة الى الاستاذ محمد.
وبعدما سمع رئيس التحرير محمد ابراهيم راي سمية شدته وبهرته اجاباتها اكثر والتي ربما تحمل شيئا من الواقع حول قلة من يقرا ،ولكن محمد لم يتراجع عن طلب استكتابها..وعرض عليها وجهة نظر ان يخصص لها زاوية تكتب فيها تحت عنوان ـ اداب من خارج الحدود ـ ،على حلقات اسبوعية تقوم فيها بترجمة ما هو صالح ومفيد من اللغة الانجليزية الى اللغة العربية مع عدم تخليها عن ار نباطها بالجريدة الا خرى ،وافقت سمية على هذا الاقتراح وبدات تنشر في الجريدة كل اسبوع موضوعا مختارا من ترجمتها ،ولم يكتف محمد بنجاحه في اقناع الكاتبة سمية بالانضمام الى قافلته التي يقودها، بل ان افكارا اخرى راحت تطرا على ذهنه.وجعلته يفكر با مر هام يتعلق بشخصه
كان محمد شديد الاهتمام بعمله الاعلامي لدرجة انسته انه انسان اعزب ولم يتزوج،ولم يتذكر ذلك الا عندما دفعت الصدف والظروف وحدها بالكاتبة الجامعية سميه لتكون محركا لاهتماماته الخاصة والضرورية.عندها بدا يتذكر ان عليه ان يبحث عما ينقصه ويكمل حاجته الاجتماعية،وقد لجا الى شقيقته زينب ليبث اليها افكاره ومايشغله.بل انه باشرها وفاجأ ها بسؤاله عن ما تظن انه يدور في خلده ا وما يشغل باله لكنها لم تدرك ما قصده و مضى في الحديث و قال : يا زينب يا اختى لقد اتيت اليك اليوم بصفتك خازن اسرارى وعالم افكارى انت تدركين وترين اند ما جى وانخراطى في العمل الذى رأ يت فيه تحد لكفا ئتى ومقدرتى لدرجة انى قد نسيت فيها نفسى وحقوقى الاجتماعية ولقد نجحت بحمد الله ولكن بعد ما دفعت ذلك الثمن الغالى من متعتى وراحتىهذا العمل الذى اشغلنى عن ان اقيم اسرة وبيتا عائليا لذا فا ننى هذا اليوم اتيت لا ستعين بك واستشيرك لنبد أ في معالجة هذا الوضع وايجاد الحلول المناسبة والواجبة فما ذا ترين ؟
اخى محمد بكل تقدير واحترام ا هنيك على نجاحك في مشوارك المهنى الذى اثبت فيه جدارتك وقدرنك ومما لاشك فيه يا اخى انك قد دفعت ثمنا غاليا والمجد والنجاح الحقيقى لا يتا تى بدون ثمن يامحمد وهذا قدر ك بل همتك حين اخترت سبيل النجاح العام على الراحة الشخصية و الآ ن تريد ان تعود وتفكر في نفسك ان هذا من حقك اننى منذ زمن بعيد كنت اذكرك بان لنفسك عليك حق وواجبات ولكنك كنت منساق في مسيرتك ولاتستمع لاحد اخى محمد هل في ذهنك هدف معين؟ هل تنظر الى موقع محدد؟ اننى اود الحصول منك على بعض الا شارات ان كان عندك ما تفكر فيه
اختى زينب: اشكرك على هذا الحديث الا خوى النقى الذى ادخل الراحة الى نفسي والذى ايضا زر عت به في نفسي الثقة با ننى قد وفقت بطر ح افكارى ومشاعرى على اخت عظيمة وحكيمة بل وحنونة, اختى زينب الواقع انه لايوجد لدى من التصورات او الخيارات الشيءالكثيربل اكاد اقول انه لايوجد عندى خيارات الا خيار واحد ساقه القد ر لينتصب امامى ويستولى على انتباهى وا هتمامى تلك هى الكاتبة سمية الجرهمى , لقد كان اكثر ما لفت نظرى هو معرفتنا لمنا بتها وتربيتها من خلا ل ذلك البيت الريفى المتواضع النقى سليم السيرة والطوية فلم تكن ثقا فتها ـ وهى مهمة ـ هى الدا فع الر ئيسى فالثقا فات موجودة ومتيسرة عند الكثير في الوقت الحاضر بل معرفتنا لها ولاسرتها هذا اختى ما في ذهنى وما اشير اليه فها تى ما عندك من رأ ى ومشورة
اخى محمد :احمد الله على ان خواطرنا قد تلا قت واتفقت عند هدف معين لقد آ منت الآ ن ان توارد الخواطرامر لا اقول عنه وحى ولكن هو توافق روحى وفكرى , اخى محمد ان سمية في رأ يي اذا حصل نصيب وتوافق واتفاق فانها ستكون مكا فأ ة ساقها الله لك جزا ء صبر ك واحتمالك , انها خير ا مر أ ة تدخل دارك وتعمره كما اعتقد
اشكرك اختىزينب الو فية على هذا الر أ ىوالنصيحة التى ابديتها وما دام هذا هو رأ يك فماهى الخطوة التالية ؟ وهل انت واثقة من موافقة سمية ؟
اخىمحمد : الحطوة الاولى هى الرجوع الى الوالد الكريم الذى لابد من اخذ رأ يه كما اننى واثقة بموافقته على سمية لانه يعرف اباهاوبيته الصالح الذى نشأ ت به سمية اما انها ستوافق فا عتقد انها لن تجد افضل من محمد التميمى وقد علمت انها قد رفضت العديد ممن تقدموا لخطبتها وما يدريك لعل القدر هو الذى جعلها تبقى حتى يتنبه محمد لنفسه
• و كان هنا ك جلسة عائلية بين الشيخ ابراهيم واولا ده محمد وزينب ووا لدتهم وكانت زينب المتحدث الاول قالت : يا والدى العزيز نحن اليوم قد توصلنا الى حل معضلة قديمة قد يمة كنا قد عجزنا عن حلها في المدة الطويلة الماضية , الآ ن نحن نبشرك با ن المعضلة فى سبيلها الى الحل , ونتشرف بعرضها عليك لتنال رضاك وموافقتك , ولم يخطر ببال الشيخ ما هى المعضلة فقد نسي الجهودالماضية التى كانو قد بذلوها لاقناع مجمد بالزواج , قال الشيخ :ما هى المعضلة التىتتحد ثين عنها يا زينب ؟ قالت : يا والدى , ان الا ستاذ محمد التميمى قد , خضع للقانون الاجتماعى وهوالآ ن مستعد لدخول بيت الطاعة ـ مع الفارق ـهو اليوم جاهز لقبول توصياتنا ونصائحنا , اى انه موافق على الزواج
قال الشيخ : الحمد لله انها حقا بشرى تلك التى زففتها لنا يازينب بار ك الله فيك , واضاف وماذا بعد وما دمت المتحدث باسمه فهل لديك معلومات عن ما بعد الا ذعان ؟
قالت زينب : نعم يا والدى ا ن محمد وانا قد وقع اختيا رنا ـ وهذا بعد موافقتك بالطبع ــ وقع على شخصية نعتقد انها ستحوز رصاك , و هى ابنة صد يقك وحامل جميلك الطيب سعيد الجرهمى سمية , فهل ترى اننا موفقين وهل ونتشر ف بموا فقتك ؟
تطلع الشيخ الى ابنه محمد وابنته زينب و هو يشعر براحة وابتسامة تلوح على محياه و قال : لقد وفقتما واحسنتما الا ختيار, ا ان ذلك الر جل البسيط ونسله لابد وان يكونوا صالحين , والتفت الى ابنه محمد وقال : هل انت جاد في عزيمتك هذه ؟ وهل هذه الفتا ة ملبية لمطا لبك الزوجية ؟ اننى يا ابنى موافق على خطوتكما هذه و ارجولك التوفيق ولكن يا زينب هل استطلعت ر أ ى سمية ؟يا ابنتى انكما تتحدثان وكأ نكما قد ظمنتما مو افقتها , يا بنى لا تعتمدا على مكانتكما الا جتماعية وقدرا ان لكل انسان مكانته وكرا مته , لاسيما وان سمية قد نالت المكانة اللا ئقة بعد حصولها على التعليم العالى لذا بنى عليكما ان تتعا ملا معها من هذا المنطلق
قال محمد : اشكرك يا والدى على هذا الكلا م الطيب المريح اما من حيث الجدية فاننى عازم با ذن الله واما عن المكانة الا جتماعية فانت يا والد ى خير من يشهد لمواقفى وكتا باتى حول هذا الموضوع واننى امقته ولا انظر اليه الامن النا حية الثقافية والعقلية والاستقامة , ومما لاشك فيه ان سمية يميزها العلم والا ستقامة والبيت الصالح
قال الشيخ : انه مع ثقتى بان ابا عبد الله سعيد الجر همى لن يرد لى رغبة او يرفض لى طلبا الا انه من اللا زم ان نقوم بالواجبات الا صولية والتقديرية ونزوره في بيته ونتحدث معه ونطلب منه المصاهرة فماذا تريا ؟
قالا : رأ ى سديد يا والدنا ونحن ننتظر اشارتك والا ن نحن نحييك ونستأ ذنك للا نصراف
قال الشيخ : لا لاتنصرفا فعندى لكما ايضا خبرا ها ما اود ان اطرحه عليكما , والسؤال الاول موجه اليك يا محمد , واود ان تجيبنى بصراحة وو ضوح ؟ ما هو تقييمك لزميلك عبد الله الجرهمى من حيث الاخلا ق والا ستقامة والثقا فة ؟ ولم يدر ك محمد ولا زينب ما وراء هذا السؤال وخطر ببالهما انه ربما يريد ان يتا كد عن سلوك من سيصاهره
ورد محمد بقوله انه من اطيب الشباب العاملين معنا واكثرهم استقامة وسلوكا وانه محا فظ على الصلوات دائما معنا اما من النا حية المهنية فانه من الصحفيين الاكفاء المقتد رين
هذا قولك يامجمد وفيه تزكية ربما مبالغ فيها ولكن هذا هو رايك وما تراه وانت مصدق , بقى ايضا ان اسأ ل زينب هل تعرفى شيئا عن عبد الله وهل حدثك عنه اخوك
قالت زينب ياوالدى انت تدر ك تقاليدنا الا جتماعية فنحن لا نختلط بالر جال ولا نعرفهم مبا شرة ولكن بما ان عبد الله يعتبر رجل عام اى انه يعمل في مهنة ويطلع عليها كل الناس وانه بكتب وينشر آ رائه في الجريدة التى يعمل بها ولا ننى امتهن الكتابة الترا سلية مع العديد من الصحف ومنها جريدة الا حوال فاننى قد اطلعت على كتا با ته ورايت فيها موضوعية وقيمة ادبية واجتما عية وقد كنت احيا نا اكاتبه واجادله ولكن باسم مستعار وهو حتى هذه اللحظة لايعرف من كان يكاتبه اويراسله ولقد اطلعت اخى محمد على بعض حوارى معه وقد اعجب به محمد
لدى لقد نكلت زينب بعبد الله واجهدت عقله وذهنه فقد كانت تكتب له وهي تعرفه وباسم مستعا ر هو( عادل) اما هو فلا يدرى من يكتب له والا دهى من ذلك يا والدى انها قد ابتكرت للتعامل معه طريقة لاتخطر على بال فقد اسخدمت سعيد والدعبد الله ليقوم بنقل رسائل الحواربينها وبين عبد الله وذلك بعد ان اخذت العهد والميثا ق على سعيد بان لايخبر عبد الله بمن يكاتبه مهما ألح اوطلب ا و حاول وقد ـ انتخى ـ سعيد وقا ل : ا نا ابو عبد الله وامانتك على راسى يابنت ا لا عز عندى بعد الله
قاقال محمد يا وال الشيخ ما هذا ياز ينب لقد اجهدت الرجل كما قال محمد
قال محمد ليس ذلك ما فعلت به فقط فبعد فترة من الحوار الساخن فا جأ ته بقولها : انها عادلة وليس عا دلا فكاد يجن وطلب الانسحاب لكنها قدمت له طعما وقالت اننى سا شاركك في بحث قضية كان عبد الله قد طرحها للنقاش ومحورها الانسان والمكان
قال الشيخ هذه قضية يحق لعبد الله ان يقيم دعوى ضررذهنى ولكن هيهات فهو لايعرف له خصما ولكن ربما ياتى يوم يستطيع فيه اقامة الدعوى ولعله غير بعيد واضاف الشيخ قا ئلا اسمعا انتما وامكما التى لم نسمع لها حسا او صوتا ان عبد الله الذى شهدتم له وزكيتموه عبد الله هذاقد كتب لى رسالة ادبية مطولة ومؤ ثرة كتبها باستجياء شديد ومما قال فيها يا والدى الشيخ اننى لااجد العبارات التى تترجم مشا عرى ومشاعر عائلتى جميعا لتعبر عن ما تفضلتم به علينا من نعم مادية بل اكثر من ذلك وهى النعم الاخلا قية التى تبسطونها علينا لاترجون منا نفعا ولا ثوابا وانماترجونه من الله الذى انعم عليكم بهذه السمات النادرة يا والدى الشيخ ان مجرد شعورى وانا انطق هذه العبارة ــ والدى ــ يحملنى هذا الشعور الى افلاك لاتطال من الرا حة النفسية والا بتهاج ذلك اننى واثق بانك تعادل عندى والدى في المنزلة يا والدى لا اريد ان اعطيك معرفة عنى وعن منهجى في الحياة فانت خير من يعرف وخير من يقيم يا والدى اننى متردد بل متهيب من ان افضى اليك بقضية مصيرية تخصنى ولها تا ثير بالغ في حياتى ولكن ثقتى با خلا قكم العالية والسا مية تشعرنى بالا مان وتدفع بى لان اطرح أ والقى بما يشغل خاطرى ويتعلق بمستقبلى بل انه يحمل آ مالى وأ ما نى والدى هل يحق لى ان اعلوعن قدرى وارقى الى الدوحة العليا ؟ادرى ان هناك الكثيرين ممن هم اكبر منى مقاما ومكانة وعلما ادرى انهم يتمنون القرب منكم و من مصاهرتكم ادرى ان الكريمة بنت الكرام قدرها عال ولا يطالها الا من هو على قدر والدها ومكانته ومع ذلك فقد تجرأ ت و تطلعت الى النجوم فلا ولا اطنك لا ئمى اذا ماطلبت المعالى اقدم احترامى واعتذارى
قال الشيخ هذه رسالة عبد الله وقد سمعتم ما بها من ادب راق وذوق رفيع فما ذا تقولون بل ماذا تقولين يا زينت
وران على الحضور السكون بل اذهلتهم المفا جأة التى لم يحسبولها حساب ا والتى رأ و فيها مصادفة غريبة مع تفكير مجمد في سمية وكأن توارد خواطر قد حدث ايضا وكان المتحدث هذه المرة هى ام محمد قالت انى مسرورة جدا لان ابنى العزيز قد انهى العزلة وقرر الزواج اما من اختر تموها فقد كان بودى لو اخذتم مشورتى فقد يكون لى رأ ى آخراما عن زينب وما عرضه والدها والذى اشعر بانه يميل الىالمو افقة فالا مر يعود لزينب وعليها ان تقررفهى قد رفضت الكثير ممن تقدموا لها وهى قد تاخرت ولا ينبغى لهاان تـتأ خر عن الزواج فان كان هذا الرجل يتنا سب مع تصورها فلها منى الدعاء بالتوفيق
وكان الكلام لزينب حيث قالت الحقيقة لقد فا جأ نا الوالد بهذه القضية وهذا امر يلزمه شيءمن التفكير والتروى , عبد الله شاب متقف ومحترم لكن هناك قضية ربما تختلط حولها الرؤى فنحن نفكر بطلب سمية لمحمد فكيف في نفس الوقت نتكلم عن –شأ ن ’خر ربما يفسر اته تبادل او ما يشبه ذلك
قال الشيخ .: دعو كل الاموروسنكفيكم اياها وذهب الشيخ الى منزل سعيد ذهب لوحده وقابله وتكلم معه مبا شرة وقال :لقد اتيت اليك اليوم لامر هام بل امور هامة واظننى انا وانت متفقان عليها ., لقد قرر نا بل قرر محمد الزواج وقد قررت الاسرة واختا رت من تصلح لزواجه ووقع الا ختيار على ابنتك وابنتى سمية فما ردك ؟
قال سعيد يا مرحبا يا مرحبا ياا با محمد لماذا تسأٍ لنى ؟ انت ابوها انت من يملك زمام ولا يتها من هو خير من محمد انت يا ابا محمد ولي امرنا وولى امر اسرتنا جميعا فانت صا حب الا فضال علينا
قال الشيخ اشكرك يا ابا عبد الله على حسن الا جابة ولكن دعنى أ رى سمية لبعض الو قت وجاءت سمية وسلمت على الشيخ وقبلت رأ سه قال لها الشيخ يا سمية يا ابنتى لقد وقع اختيار كل اسرتنا عليك لتكونى زوجة لابنى محمد ولم يات اختيارنا لك صدفة بل لانك على قدر من الا خلاق والتربية وقد تكلمت مع والدك ولم يبق الا انت فما رأ يك وشعرت سمية بشيء من الا رتبا ك والخجل فقد كان الامر مفا جئا لها و بدون مقدمات ولا اتصالات
قالت سمية : يا والدى الشيخ هي امنية احلم بها كيف يأ تى الشيخ الذى اظلنا بظله وكرمنا بكرمه كيف يأ تى ويطلب مناطلبا نحن لا نملكه بل هو من يملكه ياوالدى لاتا خذ رأ يي بل اصدر على امرك فانا رهن اشارتك يا والدي ان الا ستاذ محمد من خيار الرجال وليس عليه خيار
قال الشيخ بارك الله فيك يا ابنتى على هذا الكلام الطيب ثم التفتالى سغيد وقا ل ادع لى عبد الله
وحين حضر عبد الله خا طبه الشيخ وقال : يا ابني عبد الله لقد قر أ ت رسالتك الادبية الراقية وفهمت مظمونها واننى موافق على ما ذكرته فيها وما طلبته واننى موافق على زواجك من ابنتى زينب , ولم يكدعبد الله ان يسمع ما قاله الشيخ حتى هب و هرع الى الشيخ وراح يقبل يديه وقد ميه وحتى سعيد وسميةكلهم راحويقبلونه ويدعون له ويشكرونه على ما فعله وقام به ..

وهكذ ا انتهت هذهالر واية الا نسانية الا جتكاعية بمشا هدها الد رامية والملحمية وهى نسيج خيال مطلق ولكن من الاحتمال حدوثها ’ واتمنى ممن سيشرفنى بقرائتها ان يتكرم با بداء رأ يه سلبا او ايجا با , وان يعفينى من حصول اى خطأ او قصور ,



سعــد محمد ابو حيمد

جوال : 0504598277

ص.ب: 114982 جدة 21381
سعد ابوحيمد غير متواجد حالياً  
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عادل و عادله روايه الجزء الا ول سعد ابوحيمد ملتقى الكتاب والمؤلفين 6 12-02-2009 09:32 AM
التقويم الدراسي للعشر السنوات القادمة يحيى أبن عبدالله المجلس الـــــعــــــــام 21 05-10-2007 12:36 PM
شاهد التقويم الدراسي للسنوات العشر القادمة المعتمد اليوم باجازة جديدة حد العود المجلس الـــــعــــــــام 13 04-07-2007 05:30 AM


الساعة الآن 02:11 AM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود