أسواقنا الأدبية وتراثنا الشعري..!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
هنا كان اجتماع العرب على لهجة واحدة ، وهنا كان ملتقى الوفود وخطبائهم وشعرائهم ، ومن هنا اشتهرت منارات الشعر والنقد نعم ، أليس المعلقات التي هي من أبدع ما نظمه العرب ، والحوليات التي كان شعراؤها يستغرقون فيها حولاً وأكثر لينقحونها قبل تروى ، من أرض الجزيرة تلك التي سطرت أيام العرب ومناسباتهم ، فكانت سجلاً تاريخياً خلد ذكرهم إلى عصرنا الحاضر ، وهنا منارة النقد الأولى عندما كانت تضرب للنابغة الذبياني فيه من أديم حمراء في سوق عكاظ ليحكم وينقد الشعر العربي ومن أي شاعر دون محاباة أو تحيّو ، أو تصويت..!!
ومثله في سوق ذي المجاز وسوق المربد ، إنها الأسواق الأدبية التي خلدت العربية ، ونقحتها ، واعترفت باللهجات وصوّبتها.
فأرض الجزيرة مهد البلاغة ، والفصاحة وأرز ومنشأ العربية القُحة التي دوّنها علماء اللغة.
وإن ما رأيناه في برنامج شاعر المليون من كثافة في الحضور للشعراء ، وجودة في القصيد ، وجزالة العبارة ، وترصيع بلاغي ، وجودة إلقاء ، لهو جدير بأن يقام له سوقاً كسوق عكاظ أو سوق ذي المجاز وسوق المربد..ونحوها القابعة عندنا والتي علا فيها الغبار واندثرت ومع الأسف الشديد ، حتى ينصف فيه الفحول من الشعراء الذين لم ينصفوا ولم يعطوا حقهم في ذلك البرنامج أقصد " شاعر المليون " والذي يوجد منهم شاعر قال قصيدة في الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – والرد على اليهود والنصارى بخمسمائة بيت - حيث تكون له لجنة تحكيم معتمدة من ذوي الخبرة باللهجات والشعر والأسس النقدية ، ويكون فيه النقد والتقويم والتحكيم للجنة مختصة فقط ، دون تدخل من الجمهور أو فتح باب للتصويت لغير محبي فن الشعر وأصالته وروعته ، أو م يتخذ ذريعة لحساب أشخاص بعينهم على حساب شعراء فحول كما رأينا ، وتصدر اللجنة الألقاب الشعرية المناسبة ، ويعتمد الديوان السنوي الذي يدون فيه كل ما قيل من شعر جزل ، معتمدة اللجنة مع النقد الموجه للقصائد ، ولا مانع أن يكون هناك مسابقة للرواة من الشعراء حتى يربط الجيل الصاعد بأصالتهم وعروبتهم ومآثر من سبقوهم ويكون التعلق والميل لأصالة دينية وعربية ووطنية خير من أن تتعلق أهوائهم بالقيم والمبادئ الغربية.
ومنا هنا أوجه دعوة إلى لجنة التراث والثقافة السعودية لإقامة مهرجان ضخم يجمع فيه الشعراء كل عام أو كل مناسبة وتكون هناك لجنة محكمة من كبار الشعراء والنقاد المعتمدين في العالم العربي المسلم ، وتكون باسم المعلقات أو الألقاب أو الشعراء القدامى كالنابغة الذبياني وحسان بن ثابت والمتنبي وأبي فراس الحمداني ، كما أرجو أن تعي بلادنا وأن تضم وأن تحوي هؤلاء الشعراء فهم اللسان المعبر عن بلادنا وقيمنا الإسلامية وحضارتنا وولائنا كما رأيناهم يفعلون ويتغنون بهوى بلادهم وحكامهم في شاعر المليون...
فمن يقوم على هذه الأسواق...؟؟!!!
17-04-2008, 11:14 AM
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري