إن للموت لآية
[frame="10 80"]الحمد لله ذي الملك والملكوت والعز والجبروت , الكل يفنى ويموت وهو الحي الذي لا يموت سبحانه هو القائل ( كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون ) وهو القائل ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا المتاع الغرور ) .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , قال له ربه : ( إنك ميت وأنهم ميتون ) .
إننا نعيش حياتنا في دار الشمس , ودار الدنيا , ولنا بعدها داران : دار البرزخ , ودارالجنة إن شاء الله .
وإن لكل مسلم ثلاثة مواقف ينفرد فيها وحده عند الموت , يعاني من السكرات وحده ، ويدخل القبر ويسأل فيه وحده ويعث يوم القيامة ويقف بين يدي الله ليحاسب وحده , فكل مسلم يسأل نفسه ما الذي أعده لهذه الدور؟ وما الذي أعده لهذه المواقف ؟.
فيا نفس حتى متى إلى الدنيا سكونك , وإلى عمارتها ركونك ؟ أما اعيبرت بمن مضى من أسلافك ؟ ومن وارثه الأرض من ألافك ؟
ومن فوجعت به من أخوانك ؟ ونقل من الثرى أقرانك ؟ فهم في
بطون الأرض بعد ظهورها , محاسنهم فيها دواثر .
انظر إلى الأمم الماضية والملوك الفانية , كيف اختطفتهم عقباك
الأيام , ووافاهم الحمام , فانمحت من الدنيا آثارهم , وبقيت فيها
أخبارهم وأضحوا رمماً في التراب إلى يوم الحشر والمآب .
فتلك هي الدنيا , إنها دار الفناء , فبالأمس القريب كان معنا شيخنا
ومعلمنا الشيخ صفوت نور الدين , واليوم نقول : رحمه الله ,
فقد كان المعلم صاحب المنهج وصاحب دعوة إلى التوحيد
الخالص جاب بها بقاع الدنيا كلها فلنعتبر , ونستعد لهذا اليوم
الذي قد يداهمنا بعد لحظات .
وإن القلب ليحزن , وإن العين لتدمع , وإنا لفراقك يا شيخنا
لمزونون , ولا نقول إلا ما يرضي ربنا:إنا لله وإنا إليه راجعون ,
اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها , فلنصبر ولنحتسب ,
ونعتصم بالله جميعاً .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين . [/frame]