كلمة حق... سيول محافظة جدة

الحمد لله القائل : (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا )
والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله القائل : " ( الدين النصيحة ) ثلاثا قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : ( لله ـ عز وجل ـ ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " أخرجه مسلم في صحيح عن تميم بن أوس الداري
لا يخفى على الجميع أن سمة أساسية لأي عمل ناجح والذي يعمل لابد له أن ينتج وبادا ذي بدء أقول قد أورده ابن كثير في البداية والنهاية في ترجمة عبد الوهاب الثقفي : " وقد وعظ مرة هارون الرشيد بكلام حسن فقال اعلم أن الله سائلك عن أمة نبيه فأعد لذلك جوابا وقد قال عمر بن الخطاب لو ماتت سخلة بالعراق ضياعا لخشيت أن يسألني الله عنها فقال الرشيد إني لست كعمر وإن دهري ليس كدهره فقال ما هذا بمغن عنك شيئا فأمر له بثلاثمائة دينار فقال أنا رجل من أهل الصفة فمر بها فلتقسم عليهم وأنا واحد منهم " .
وأرجو أن تكون هذه الحادثة – السيول بمحافظة جدة - قد فتحت أعيننا على وجود مشكلة حقيقية تتمثل في افتقار بلدنا إلى جهاز لإدارة الكوارث ، فلقد اكتشفنا الغبار على حين غرة عندما أتى للمنطقة الوسطى ، فلم تسبقه تحذيرات عملية صحيحة ، ولم نعلم عنه إلا حينما أدركنا في الوقت الذي كان فيه بعضنا يجوب الشوارع والبعض الآخر في الميدان ، وهناك من يعمل في الشارع وآخر فوق مبنى عال ، والمحظوظ من كان داخل مبنى من المباني.
والآن... وبعد أن جاءت السيول ، وجدنا أن أحدًا لم يستطع عمل أي شيء لإنقاذ من غرق بسبب السيول ، ولا أحد فك الاختناقات المرورية في وقتها ، ولا أحد ساعد الناس المتجمهرين للخروج من مبنى أو للدخول في آخر ، ولا أحد أرشد الأسر القابعة في بيوتها نحو ما يجب عمله ، ولا أحد طمأنهم على مصير أطفالهم في الشوارع ومصير ذويهم في الشوارع والأماكن العامة. إلا شيء قليل من جهود بعض رجال الدفاع المدني... علماً أن من تم إنقاذهم كان من الأفراد ومن بعض المقيمين وهذه حقيقة نسأل عنها يوم القيامة...
ربما لا أحد يعرف من هو المسئول المباشر عن ذلك ؛ هل يدخل ذلك ضمن مهام الدفاع المدني أم المرور أم الشرطة أم الهلال الأحمر أم مصلحة البيئة والأرصاد الجوية أم التلفزيون والراديو؟ أم أنه ولي أمر المسلمين..؟ الذي لم يوضح المهام ولم يحدد المسؤوليات وإعطاء الصلاحيات لغيره ويجعل نفسه الأمر من عنده والنهي من عنده فقط ، أم أسند الأمر إلى غير أهله...
قد يتساءل البعض بعرض حلول مخدرة تقول : هذه حوادث لا تحصل إلا في فترات متباعدة ونادرة ، أو يوم واحد فقط ، أو يجب أن نتفاءل بالخير ، أو ستر الله يدوم ، ... وغيرها من عبارات "التواكل" والتهرب من مواجهة المشكلة.
ولكن تلك الحلول لم تعد مجدية في هذا العصر الذي تقدمت فيه التقنية وصارت الأمم تخطط لمواجهة المشكلة قبل وقوعها ، حتى إذا وقعت لم تعد مفاجئة ولا مستغربة ، وهناك أمر مهم وهي أرواح الناس ليست لعبة فتخيل الذي غرق أو الذي جرفه السيل هو أبوك أو أبنك أو أخوك..الخ ماذا يكون ردة فعلك وقلبك يتفطر ألماً وحزناً من تفريط من يسمى بالمسئول أو ولي الأمر ألا ترفع يديك وتدعو عندما تتذكر المليارات التي تخرج من هنا وهناك وتصرف في مواضع ليست بذات أهمية ، ولماذا لا نفعل ونفكر ونضع الحلول وهذا يساعد على السيطرة عليها بإذن الله والتقليل من أضرارها. وبلدنا ولله الحمد ينعم بالخيرات والملايين التي تذهب سدى وليس أقل من تلك الدول التي لديها تجهيزات واستعدادات لمواجهة الصعاب.
والمشكلة الكبرى أن بعض الإعلاميين يضلل المواطن بأن المسئولين كما ذكرت جريدة الوطن قدموا الإغاثة والمأوى فما أدري هل الدعم والمأوى بخيام أم ببيوت جميلة كما فعلوا بلبنان وباندونيسيا أم قول الجريدة انهدام بعض البيوت الضعيفة ولم يتكلموا عن الصواعق التي قسمت بعض البيوت إلى نصفين كما حصل في بعض أحياء جنوب جدة بشهادة من كانوا بالقرب من هذه البيوت
نعتبر هذا نتيجة عدم إيجاد تصريف للسيول وينبغي الآن وبكل حزم إحضار كل أمناء مدينة جدة السابقين والأمين الحالي حتى أعلى سلطة في وزارة البلديات والأمن العام ووزارة المالية في تأخير الميزانيات وتسحب منهم الحصانات ويخضعون للتحقيق من العامل حتى الوزير لأن أرواح البشر ليست لعب ولهو نقرأها ونردد " لا حول ولا قوة إلا بالله " فقط . بل يجب محاكمتهم عن أسباب تأخر تنفيذ مشروع تصريف السيول التي صرف لها مليارات الريالات ولم تنفذ مما تسبب في إرباك كل الجهات الأمنية المنشغلة في الحج والجنوب وتسببت في وفيات وتشرد اسر وهدم منازل وجسور وغيرها ، وأن يتم نوع من الشفافية في ذلك وأن يتكالب الكتاب بالكتابة بقوة كما فعلوا عندما أشعلوا الفتنة والتكالب وقولهم بتحديد وحدة الوطن على بعض علماءنا في كلمة حق قالها فما بالك عندما تنطق بكلمة حق وهذا وشيء مشاهد وحسي