العيون الساهرة في السعودية...نايمة في العسل
منقول....................................منقول
!!!ما الذي يحدث في هذه البلاد ؟
منذ ما يقارب الخمس سنوات ونحن أبناء هذا الوطن نتلقى الصفعة تلو الأخرى في أمننا..
بلاغات السرقات تكدست في محاضر الشرطة البدائية البالية..
..من لا يصدقني فليزر أحد أقسام الشرطة في أي حي من أحياء الرياض ليرى طوابير المواطنين التي لا تنتهي أمام مكاتب رجال الأمن البواسل
ليلا ونهار.. سرا وجهارا.. في كل زمان ومكان..
المستودعات التجارية بأبوابها الفولاذية تقتحم بأدوات اللحام والمطارق، والشاحنات تعبأ بالخفيف والثقيل من البضائع.. لم يعد هناك فرق..
المحلات التجارية في أكثر الشوارع ازدحاما تتكسر واجهاتها الزجاجية في وضح النهار وفي أوقات الصلوات وتنظف من محتوياتها..
السيارات تنهب من أمام الأبواب ومن داخل البوائك والقراشات وتذهب بدون رجعة إلى ساحات التشليح..
اسطوانات الغاز صارت تستل من ساحات البيوت في وضح النهار ولا تدري المرأة المسكينة إلا ونارها قد انطفأت دون سابق إنذار..
المجوهرات.. الأثاث.. أجهزة التكييف.. الأجهزة الأليكترونية..
يحدثني أحد الضحايا أن بيته قد سرق بالكامل أثناء غيابه في الدوام يقول وهو في قمة الحزن والأسى:
اللي قاهرني مهوب أنهم سرقوا وبس.. اللي قاهرني أني لقيتهم مسوين لهم شكشوكة وشاهي وداقين الفطور في وسط بيتي.. يا إلهي !! ألهذه الدرجة وصلت بنا الحال !!!!
حتى البيوت المهجورة صارت مسرحا لهؤلاء العابثين.. لم يوفروا حتى ألمونيوم النوافذ..
حقائب النساء صارت تستل أمام الملأ من بين أيديهن في الشوارع والأسواق..
وأقراط الفتيات الصغيرات وغوايشهن تنتزع من آذانهن وأذرعتهن دون رحمة ولا شفقة بمشاعرهن..
جوالات الكبار يأتي من يخطفها من أيديهم وهم يتحدثون بها !!!!
تخيلوا !!!!!
وجوالات الصغار تنتهب منهم تحت تهديد السلاح الأبيض والأزرق والأحمر !!!!
الفتيات الصغيرات تنتهك أعراضهن وكذلك الفتيان يخطفون من أمام أبواب بيوتهم ومدارسهم وتفعل بهم وبهن الفاحشة !!!
حتى المساجد لم تسلم منهم.. دخلوا إليها وسرقوا حقائب النساء وهن يؤدين صلاة التراويح!!
ماذا تريدون منا أن نفعل يا مسؤولون ؟!!!
هل ندخل السيارات معنا إلى غرف النوم ؟!
هل نحبس صغارنا في البيوت ونمنعهم من الذهاب إلى المدارس والمساجد ؟!!
هل نمنع النساء من الذهاب إلى الأسواق والمساجد ؟!!
هل نمتنع عن التحدث بالجوال في الشارع ؟!!!
هل تريدون منا أن نؤمن على عفاف فتياتنا ؟!!!!
هل تعون حجم الكارثة ؟!!
حوادث يشيب لها الولدان وجرأة لا يمكن وصفها من هؤلاء المجرمين الذين أمنوا العقاب فأوغلوا في إساءة الأدب..
ستقولون إن المشكلة في البطالة والمخدرات والتربية.. الخ وسنقول لهم اللهم نعم فماذا فعلتم تجاه كل هذا وماذا تريدون منا أن نفعل ؟! لم نحن أبناء الشعب المساكين من يدفع ثمن سوء تخطيطكم من ماله وعرضه وراحة باله واستقرار أسرته ؟!!!
ورجال الامن البواسل!! أين دورهم في كل هذا ؟!
ليتكم تقومون بزيارة واحدة في أي وقت لأقسام الشرطة في الرياض كي تقفوا بأنفسكم على حجم المأساة..
رجال أمن متبلدون يتلقون عشرات البلاغات في اليوم عن سرقات واغتصابات وكوارث دون أن يطرف لهم جفن أو يتحرك لهم قلب.. وعندما يأتي السائق بوجبة المندي الفاخرة تعال شوف كيف تهتز كروشهم المتدلية فوق أحزمتهم يتحفزون ويتداعون عليها كما تتداعى الأكلة على قصعتها.. بينما المساكين المقهورون المكلومون من الضحايا ينتظرون تشريفهم تتقطع قلوبهم وهم يستمعون إلى قهقهاتهم وجشائهم لا أشبع الله لهم بطنا..
ويل للشجي من الخلي..
آلاف البلاغات تمر مرور الكرام.. لم نسمع مرة عن سرقة تم كشفها أو التوصل إلى الجناة وإذا حدث ذلك عن طريق الصدفة كأن يبلغ أحد المواطنين عن حركات مشبوهة لأحد سكان الحي أو عن سيارة مرمية في أحد الشوارع منذ عدة أيام أو حتى أشهر أو إذا كشفت الهيئة أحد أوكار الفساد أو مصنعا للخمور فتعالوا تفرجوا على الطعطعة والتحقيقات الصحفية والجهود الجبارة لرجال الامن والتصريحات العريضة التي يتسابق عليها مسؤولوهم الدجالون المنافقون والسيناريوهات الخرافية التي يحيكونها عن الخطط المحكمة لتتبع المجرمين كي يزيدوا عدد النجوم فوق أكتافهم..
لماذا يحدث كل هذا ؟! لماذا أصبح أمننا أضحوكة يتندر بها الوافدون الذين صعقوا من هذه الجرائم في بلاد يتغنى مسؤولوه بالأمن والأمان في كل مناسبة ؟!!
أين رجال الأمن من كل هذا ؟!
قولوا لي بربكم هل ما تمر به بلادنا يحدث في أي بلد في العالم ناهيك عن بلد فائض ميزانية أكثر من الميزانية نفسها ؟!!!!
هل تتذكرون الرياض القديمة الهادئة الوادعة ؟!
هل تتذكرون المقيبرة وسوق أوشيقر وسوق السدرة وكيف كان أصحاب المحلات يذهبون إلى الصلاة ومحلاتهم مشرعة الأبواب ؟! عفوا محلاتهم بدون أبواب.. ويعودون آمنين مطمئنين دون أن يفكروا مجرد التفكير في إحصاء بضائعهم أو مراجعة كمياتها ؟!!
هل تتذكرون إلى وقت ليس بالبعيد كيف كانت أبواب البيوت تبقى مفتوحة ليلا ونهار ؟!
من منكم يتذكر قبل عدة سنوات كيف كانت دوريات الأمن تجوب شوارع الرياض وتتنقل بين أزقتها وتحرس أمنها الذي لم يكن حينها يحتاج إلى حراسة ؟!
أين هذه الدوريات الآن..
أقسم بالله غير حانث أنني لم أر دورية واحدة تمر من أمام بيتنا منذ عدة سنوات...
إذا كان هاجس السعودة والقضاء على البطالة وتأمين فرص وظيفية لأبناء الوطن يقلقكم أيها المسؤولون فلم لا تصطادوا عصفورين بحجر واحد ؟! ما دامت الخيرات تنهمر على هذه البلاد والوضع الاقتصادي في أحسن أحواله فلم لا تستقبلوا خريجي الجامعات والثانويات وتجندوهم وتؤهلوهم وتعطوهم دورات عسكرية ثم تستحدثوا لهم وظائف تدعم القطاع الامني كي يتحولوا إلى حماة للوطن بدلا من أن يسرقوا أمنه بعد أن تركتموهم نهبة للبطالة والفقر والمخدرات ؟!
أليس الأمن أهم وأولى بالعناية من هذه المشروعات الاقتصادية التي تتهاطل من كل جانب ؟!!
تخيلوا ما الذي سيحدث لو أن مئات الآلاف من العاطلين جندوا لهذه المهمة وسلم كل واحد منهم سيارة أمن تحقق طموحه بالحصول على مصدر عيش حلال يغنيه عن اللجوء إلى السرقة ؟!
البطالة اللعينة سوف تتلاشى شيئا فشيئا وأعداد المجرمين سوف تنخفض، والأهم من كل ذلك أن الجانب الأمني سوف يتعزز، وسوف نرى في كل حي وكل شارع وكل زاوية دورية أمن تقف بالمرصاد لكل من يحاول العبث بأمن المواطنين كما كان الحال في السابق وأكثر..
وفوق هذا لا بد من نشر الوعي بين رجال الأمن بخطورة الوضع وتركيز الاهتمام بملاحقة هؤلاء المجرمين والضرب بيد من حديد وإيقاع أقصى العقوبات ضد هذه الشرذمة المفسدة التي استمرأت هذه الأساليب وتهاونت بأمن الوطن وحقوق المواطنين، ولا يتأتى ذلك إلا بتطبيق الشرع وإقامة حد السرقة والتشهير بالمجرمين كي يكون ذلك رادعا للآخرين عن ممارسة تلك الجرائم.. ولا بد أيضا من متابعة عمل رجال الأمن ومعاقبة من يتساهل في أداء مهمته وبهذه الطريقة يعود وطننا كما كان رمزا للأمن ومثالا يحتذى للطمأنينة والعيش الرغيد..
لا بد أيضا من مراجعة أنظمة الأمن ودوام أقسام الشرطة فليس من المعقول أن ينتهي الدوام في الساعة الثانية ظهرا وتقتصر حماية الوطن سائر اليوم على ضابط خفر وحيد يستقبل بمفرده السرقات والجنح وكافة الجرائم وما يدري إيش يخلي وإيش يبقي ..فالجريمة ليست محدود بزمان ولا مكان بل بالعكس جرائم الليل أكثر وأشد خطورة من جرائم النهار، ولذا فمن الأجدى أن يستمر دوام الأقسام على مدار الساعة وعلى شكل ورديات وهذا يتطلب تعزيز الكوادر الأمنية كي تتمكن من تغطية العمل في كل الأوقات وبنفس المستوى
التعديل الأخير تم بواسطة ماجد الخليفي ; 13-12-2006 الساعة 04:44 PM