قبيلة بني رشيد " المُتدينين " في التاريخ والأدب
قبيلة بني رشيد النجدية,أو رشايدة المنطقة الوسطى بحسب وصف المؤلف الرحالة البريطاني (دوتي 1876م) لهم في أكثر من موضع من كتابه وبعد أن اشار إلى نسبهم إلى "رشيد" تكلم عن بعض سلالته ومشائخهم وأسماء خيولهم ووصف إبلهم بإنها افضل أنواع الإبل وليس لدى البدو سلالات أجود منها.. وصفهم بإنهم أكثر الأعراب تديُن (تشدد) في الصحراء وانهم الأكثر محافظة على الدين ,بحسب ماذكر في بعض نصوصه التاريخية منها قوله :
"... عاد الرجل بعد ساعتين, دون علم مني , لقد قام بذبح خروف : وكان قد ذهب لجلب الماء من أجل هذا الغرض . ناداني (الرشيدي) الشاب - بأسلوب ينُم عن تديُن؛ ذلك الذي يصدر عن المجتمعات المتدينة - سم ياطويل العمر- ص 308
عاد الزوج إلى المنزل بعد ذلك بفترة وجيزة , وهو رجل اسمه ضيف الله وقدر رحب الرجل بي ترحيبا طيبا, وتبعه ثلاثة أبناء كبار ومعهم إبلهم عائدين بها إلى البيت؛ كان معهم أيضا قطيع كبير من الأغنام والماعز, كما كان معهم أيضا عدد كبير من الحملان والتيوس.وأحضر لي ضيف الله , عندما كنا نتحلق حول نار المساء, سلطانية من حليب المساء, بعد تسخينه .شكرت الرجل ودعوت له بالبركة وقلت له : إن هذا هو أفضل أنواع الغذاء. " أجابني الرجل قائلا : نعم , إنه بعد غليه يدخل العظم تماماً." وعندما علم ذلك الرجل بخبر تخلي رفاقي عني تعجب الرجل قائلا : "بالله لو كانوا هناء , لقطع أعناقهم ." كان ذلك الرجل رقيق الحال, غاية في الكرم والاحترام.هولاء الناس كانت قلوبهم عامرة بإنسانية الصحراء. قال مضيفي الطيب إنه سوف ينقلني في الصباح إلى عيادة بن عجوين,الذي سيقوم بدوره بإرسالي إلى خيبر. كان الليل حالك الظلام,وانفجرت السحب المنخفضة علينا بالمطر والبرق . قلت لضيف الله , "الله ينزل بركاته من جديد على الأرض." - رد عليّ الرجل رداً يوحي بالتدين " نعم,صدقت." -يالحسن هذا المكان ! وأنعم بالسلام الذي يسوده ويخيم عليه ! هذه البقعة الصغيرة من أرض البدو والتي تقع أسفل قماش الخيمة المصنوع من الصوف الخشن , ويتساقط المطر من خلال ثقوبه , وذلك بالمقارنة مع بلدة حائل! ,ص99
وصلنا إلى مبتغانا , وهناك قدمني ضيف الله للشيخ عيادة بن عجوين ؛ (قال) إنني كنت مداوياً باراً- وبعد ذلك أخذ جمله وأنصرف لحال سبيله. كان عيادة واحدا من شيوخ قبيلة بني رشيد,وكنت قد رأيته قبل يومين وهويستطلع الصحراء: - ولربما فهم عيادة عندئذ (من كلام الرجل المتشدد) إنني لم أكن مسلما حقيقيا,..,ص101
اقتربت من خيمة كانت فيها زوجة رشيدية تغلي شيئاً من اللبن, في إنا كبير, كي تحوله إلى بقل جلست أرى ماتصنعه تلك الزوجة: كان الإناء يغلي . وسألتني هذه الزوجة إن كنت أستطيع متابعة النظر إلى أعلى بعيني؟ فقد سمعتهم يقولون : إن النصارى لايستطيعون النظر إلى السماء." وراحت تؤنبني على كفري وتدعوني إلى الله ؛" ولم أرد عليها بكلمة واحدة . ثم تناولت ملء مغرفة من المريسي, وصبت عليها شيئا من السمن, ووضعت المريسي في سلطانية , وطلبت من الغريب أن يأكل من السلطانية, ثم أردفت عن طيب خاطر, " لماذا تعيش حياتك بلادين؟ ولماذا تجر على نفسك عداء الله وعداء الناس لك؛ كل ماعليك هو أن تصلي وسيكون الناس جميعاً أهلا وأقارب لك ." - كان ذلك كلام هؤلاء البدو الرحل الذين يعيشون في هذه الصحاري. ص 317
المصدر من كتاب ترحال في صحراء الجزيرة العربية (الجزء الثاني - المجلد الأول)