في زهوة الصباء، وعبق الولاء... قلت لها أركبي اليوم بلاشي دوام اليوم افتتاح الجنادرية... رغم مرارة الوصول إلا أنني ومن معي نعتبره إنجاز أيما إنجاز في زحمة الشوق والغبار وتقاطعات الطرق... قدرت أن أحط صدام الصالون على الشبك... حتى سمعتها بأذني تقول تعجبني... وقالت خلود بجانبي ذات الأربع سنوات... أبوي قوي ... كما قال محمد... أبوي عسكري... أيه نطيت على الكبوت وفرشت للمدام بين الصدام والشبك ونطت خلود ومحمد على السله... حلم لم يحققه إلا ناجي سنيور... خيزران في كل مكان الهجانة يلشطون الهجن بالخيزران الكل يريد أن يحقق السبق نشاهد السباق على بعد وأستحياء ومع ذلك حلم لم يحققه إلا ناجي سنيور الصدام على الشبك التجمعات في كل مكان والمخيمات والسيارة بجنب السيارة حتى أن المدام تركت السباق وبدت تسولف مع الجيران واحد من الشجعان ناط مثلي وترك عياله بين الصدام والشبك ينظر لي باعتزاز ولكنني ما عبرته كفاية أم العيال تسولف مع ذويه تحت الصدام خلود.. محمد.. يبه وين السباق حنا ما نشوف إلا الخيزران.
تدور الأيام ويصبح محمد كبر خلود ذاك الزمان، وقد أكتفى ناجي سنيور أن يصطحب محمد... ليرى تاريخ الأجداد في الجنادرية... وتبدأ معاناة الوصول عقوم طرق ترابيه.. ريغاء – أتربة المهم وصلنا .. وحطينا السيدان تحت ذاكل العقم اللي بالكاد تجاوزناه وأقبلنا على كم هائل من البشر خلفهم بوابة حديدية مغلقة ولا نرى خلفها إلا الخيزران يلوح في السماء... تذكر الأبن تلك السنوات أيام كانت أمه بين الشبك وصدام الصالون قال.. بعفوية يبه وين الهجن... قلت أسكت هذا خيزران العسكر اللي ينضمون المهرجان نظر إلي بكل عفوية... بيضربونا على شان نسرع في الدخول مثل الهجانة والأبل...قلت الله يستر شمس تطلع خبر يبان... عالم من الراغبين في الدخول... تجمع عسكري يلوح بالخيزران ... يوم رهيب كئيب الكل يترقب متى تفتح هذه البوابة... المنتظرين قادمين للمجهول ... وتفتح البوابة يبدأ سباق البشر إلى المجهول تحت حراسة الخيزران لا تلف لا يمين ولا شمال قدام... قدام... طيب إلى أين... قدام يا ولد قدام... وهكذا حتى خرجنا مع البوابة المقابلة نبحث عن المهرجان... قالوا العسكر أهل الخيزران المهرجان خلف هذه البوابة ليش طلعت أنت غلطان الله يعينك تحاول مرة أخرى... وبدأت المعاناة... محمد يبي ينام والسيارة عند بوابة الخيزران... وأنا الآن خارج نطاق المهرجان... أنقذوني والسلام.