أخي أبن الأروق – حياك الله
أسمح ليّ أذكرك بأني أنا الذي طلبت منك الإثبات على صحة أدعائك بأن القصيدة (مدار النقاش) هي فعلاً لحسان بن ثابت رضي الله عنه، ولكن على أية حال يبدوا أنك محاور محترف، وخرجت من موقع الدفاع إلى الهجوم، وهذا لا يضير طالما أن هدفنا نبيل ومسعانا هو خدمة القبيلة فأنا على إستعداد بالإجابة على تساؤلك وعليك في المرة القادمة أن لا تتجاهل ما طلب منك في المداخلة السابقة لهذه. آمل ذلك إذا أحببت الأستمرار في هذا النقاش البناء.
أما بالنسبة لطلبك إثبات قولي أن القصيدة التي قالها أحد موالي الأشراف نكرة، فهذا صحيح ولا جدال فيه، يقول العامة : قائلها أحد عبيد الأشراف وقد قتله عمه خوفاً من أن تنتشر تلك القصيدة!!!! عجباً كيف يقتل قائلها وتحفظ منه بعد وفاته، وهكذا قاله مؤلف شعراء وفرسان من الصحراء، وكذلك مؤلف كشف الغموض وكلاهما لبني هاجر وأوردوها بدون البيتين التي أوردتها أنت، وهي على النحو التالي:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يالله لا تسقي نهار على تين= يوم خذينا يا بديع به أقطاع
يوم إلتقيان حن وخيل القحاطين=كلنا لهم بالمد واوفوا لنا الصاع
جونا الهواجر مثل وردٍ محيمين = ياما وطوا منا على صحصح القاع
الصفر مثل مغلثات الشياهين= والشقر من ضرب المزاريج خراع
حطيت رجلي في حسين التوامين = وعرضتها من بينهم مثل فراع
كله لا عنى لابسات السباهين = اللي يحطن الخواتم بالأصباع
والأشراف لانوا عقب ما كان قاسين = والشق ما يرفاه خمسة عشر باع
يا شيب عيني ليلة الغزو ملفين = لو نجمع العشرين عشاهم الصاع[/poem]ثم جاء بها علي ابن ابراهيم الحبابي في كتابه الدليل والبرهان على أنساب قبائل قحطان بصورة أخرى وبزيادة وحذف عن السابقة، ولم يذكر قائلها بل قال أنها لشاعر الأشراف، وعلق على أحد الأبيات وقال أنه غير مستقيم المعني وهو (لو نجمع العشرين عشاهم الصاع ) ولم يذكر راويها ولا المرجع الذي نقل منه.
إذا بالله عليك اليست نكرة بعد هذا كله. وكل لبيب بالإشارة يفهم.
تقول : (وهل أكثر ماروي من شعر شعبي عن جميع القبائل الا من هذا النمط ، وقد دون واعتمد وأصبح مرجعا ، والا لانه دون من 20 و30 سنه صار معتمد !!)
يا أخي سامحك الله – هل يعقل أن يكون شاعر بحجم ومكانة الأمير الفارس الشاعر/ محمد بن هادي بن قرملة- رحمه الله- مثل هذا الشاعر النكرة الذي لم يدون له أسم ولا قبيلة ولم يدون له أي قصيدة أخرى في كتب التراث غير هذه التي تحقر أسياده وكانت سبباً في موته.!!!!!
أما عامل الوقت الذي تشير إليه فهو ضد توجهك وشاهد على عدم دقته. والدليل أن جميع الأشعار الفصيحة والنبطية تكاد تكون مدونة بدون أستثناء منذ مئات السنين بل الآف السنين. وتتعرض حتى اليوم للبحث والتحقيق والتدقيق والتقويم، ولا غرابة في ذلك. فالقائلون والراوون والحافظون والمدونون بشر كل يخطئ ويصيب قال أحد الأئمة : كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم).
تقول : (انا اشوف انتصارك لرأيك بدون الاخذ بإعتبارات نقل الروايات الشعبية المتعارف عليها من المفارقات العجيبة).
أخي: أين الإعتبارات التي تشير إليها في نقل الرواية الشعبية المتعارف عليها، وأنها من المفارقات العجيبة، تقول أنك تعتمد على الرواية الشعبية الشفهية في تحليل بعض القصائد، فهل تتوقع أن الرواية الشفهية التي تسمعها اليوم لقصة حصلت قبل مائة سنة صحيحة مائة في المائة. يا أخي الحبيب أنظر إلى القصص الشعبية أمثال قصة محمد المهادي أو مهمل، كأنموذج لهذا التخبط العجيب في الروايات العامية سوف تجد أنها وردت في معظم كتب التراث الشعبي وبأكثر من رواية وبأكثر من شخصية وقصيدتها تحرف وتعدل وتنقص وتزاد كل راويً على هواه ( أنظر إليها في منتدانا هذا ويكفي).
أشكرك على سعت صدرك منتظر إجاباتك يا الأجودي عسانا ما نعدم أمثالك من المثقفين من أبناء قحطان الكرام.
رفيقك – أبن مضيم.
التعديل الأخير تم بواسطة أبن مضيم ; 19-11-2004 الساعة 11:58 PM