يقيم أهالي قرية درامة بني بشر في محافظة سراة عبيدة معظم احتفالاتهم صيفاً تحت أكبر شجرة معمرة في عسير ويضيف نائب القرية الشيخ محمد بن سعيد آل مساعد بقوله:بعقد الرأي والمشورة فيما يخص أمر القرية ويتخذ القرار اللازم تحت هذه الشجرة كما يتم تنفيذ الاجتماعات الدورية في مجالس مختصرة أو موسعة تحت أغصانها الممتدة عشرات الأمتار.
ويؤكد الشيخ آل مساعد أن عملية "الهود" ختان الشباب كانت سابقاً تقام بحضور رجال القرية قبل أن تُعرف المستشفيات،وتحتها يقام سوق الجمعة الاسبوعي الذي اندثر مع تطور وسائل النقل وكثرة الأسواق الشعبية والعامة، كان هذا السوق لقاء لأهالي تهامة بأهالي السروات لمقايضة الأغنام والسمن والعسل بالقمح والشعير والذرة.
ويضيف الشيخ محمد: يجلس ضيوف القرية تحتها حتى يخرج أهالي القرية مرحبين بالوفود القادمة ، ومن أغصان التالقة الغضة تؤخذ مجموعة يتعرف عليها المضيف وتقدم مجتمعة إلى كبير الضيوف حيث يبدأ في توزيعهم إلى مجموعات ويوضع غصناً أمام كل مجموعة من الضيوف حيث يخرج من صف جماعة القرية كل من له عصا ويتبعونه ليقدم لهم واجب الضيافة المسمى"الوصل" وهي الوجبة التي تقع بين وجبتي الغداء والعشاء حيث تقدم بعيد صلاة العصر وهي عبارة عن البر والسمن المخلوط بالعسل الجبلي.
وهذة الشجرة تعتبر نوع من انواع الرياضة حيث يقوم الشباب بالتسلق.
ويشير نائب القرية إلى أن وجود بئر منحوته بطول 40 متر تقريباً قريبة من تلك الشجرة المعمرة،وأنه يتم إلا صلاح بين القبائل التي تطلب من النائب أو الأهالي الفصل فيها، وكذلك يتم توزيع الزكاه والصدقات.
وشجرة التالقة وجمعها التالق تعني الشيء الكثير للمسنين وكبار القرية وشبابها حيث تقام الاحتفالات والمهرجانات تحت أغصانها وأوراقها الوارفة الظلال .
وبين سلطان آل مساعد أن تلك الشجرة موجود في القرية منذ أكثر من 300سنة وأنهم يقيمون احتفالاتهم ومناسباتهم الاجتماعية من زواج وختان تحتها وأن فصل الصيف يشجع على أن تعقد المسامرات الشعرية والعرضات الشعبية تحتها، ونتيجة لتمدد الأغصلن الأفقي، عمد شباب القرية إلى وضع أعمدة خشبية تحتها لتسندها وتمنعها من الانكسار .
ويضيف آل مساعد من أسمائها العربية : شجرة الرول , التيـن البنغالـي ويعرف علميا باسم ( Ficus bengalensis ) وينتمى إلى عـائلـة ( Malvaceae ) والاسم العام ( Common name : Banyan tree) وهي شجرة كبيرة يصل ارتفاعها حتى (18) متراً ، موطنها الأصلي الهند والمناطق الاستوائية وهي مستديمة الخضرة والأزهار غير واضحة، ويستفاد من وفرة ظلالها وامتدادها فتقام تحتها مدارس القراءة والكتابة وتحفيظ القران قديماً.
وشجر التالق تمتد جذورها في مساحة 600 م2 وقد تجد نفقاً في جذع بعض أشجارها وما زالت حية "بفضل الله" ثم ، بفضل الجذع القوي الذي آزرته الأوراق والأفرع الجانبية .

الشيخ محمد آل مساعد
الشيخ آل مساعد يدلي بتوجيهاته لأفراد القرية تحت التالقة
مجموعة يحيطون بجذع الشجرة
مجموعة من القرية يؤدون رقصة شعبية تحت التالقة