عرض مشاركة واحدة
قديم 19-07-2009, 08:31 AM
  #91
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

إن مع العسر يسر

إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وصفيه وخليله ، بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة وكشف الله به الغمة ، وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين ، فاللهم صل على سيدنا محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وآل بيته ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .

أما بعد:

فقد جعل الله تعالى الدنيا دار تعب ونصب ، وبلاء وعناء وعمل ، وحياة الإنسان فيها تتقلب بين العسر واليسر ، والضيق والسعة ، والشدة والفرج ، والغنى والفقر ، وذلك لتتم قضية ابتلاء أهل الإيمان قال تعالى :" أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين" [العنكبوت : 2-3 ]
وقد بين المصطفى صلى الله عليه وسلم أن البلاء قرين الإيمان ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء " ( حديث صحيح )
المؤمن الحق الصادق يرضى بقضاء الله ، ويصبر على ما يحل به من عسر وضيق وشدة ، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم حال المؤمن في السراء والضراء فقال : "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن : إن أصابته سراء شـكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له "( رواه مسلم ) فالمؤمن يتلقى النعمة بالشكر ، ويتلقى البلاء بالصبر ، فهو على خير في كل حال .


أيها المسلمون :

إذا نزل بكم ضيق أو عسر ، فلا تكثروا الشكوى ، وتظهروا الضيق والضجر ، وعليكم بدواء الأزمات والملمات الذي وصفـه الله في كتابه الكريم حيث قال ســـبحانه ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين "[ البقرة : 45 ] والتزام المؤمن بالصبر يجلب له معية الله بنصره وتأييده يقول تعالى " يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين " [ البقرة : 153]
وكان هدف النبي صلى الله عليه وسلم في النوازل والأزمات أن يقف بين يدي الله يستمد منه العون والصبر وكشـف ما نزل به وقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر صلى " ( رواه أحمد وأبو داود )
وإذا سلك المؤمن ذلك السبيل حال عسره أفاض الله تعالى عليه من خزائنه رحمة ولطفاً وبركة تهون عليه ما هو فيه من عسر وضيق حتى يزيل الله سبحانه ما نزل بعبده يقول تعالى : "ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " [ البقرة : 155-157]

أيها المسلمون :

لا ينسى المؤمن أن يكثر من ذكر الله تعالى حال عسره لا سيما الاستغفار فهو سبب لسعة الرزق وكثرة الأبناء ومغفرة رب الأرض والسماء قال تعالى حكاية عن النبي نوح عليه السلام : " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً " [ نوح : 10:12]
وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الاستغفار دواء لتفريج الكربات وزوال الهموم وضيق الرزق فقال صلى الله عليه وسلم : من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب " ( سنن ابي داود وابن ماجه )


ايها المسلمون :

اعلموا أنه إذا نزل العسر بأحدكم فإن اليسر يرافقه فإن الله تعالى قال مؤكداً ذلك : " فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً " قال الحسن رضي الله عنه : " كانوا يقولون لا يغلب عسر واحد يسرين اثنين " ومعنى هذا أن العسر معرف في الحالين فهو مفرد واليسر منكر فتعدد ، ولهذا قال : لا يغلب عسر واحد يسرين اثنين ، وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله :
صبراُ جميلاً ما أقرب الفرجا من راقب الله في الأمور نجا
من صـدق الله لم ينله أذى ومن رجاه يكون حيث رجا
وقال آخر :
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج

أيها المسلمون :

في هذه الآية خير عظيم ،إذ فيها البشارة لأهل الإيمان بأن للكرب نهاية مهما طال أمره ، وأن الظلمة تحمل في أحشائها الفجر المنتظر ، وقد بثت هذه الآية الأمل في نفوس الصحابة - رضوان الله عليهم - حيث رأوا في تكرارها توكيداً لموعد الله - عز وجل - بتحسن الأحوال ، فقال عبدالله ابن مسعود : لو كان العسر في حجر لطلبه اليسر حتى يدخل عليه .
ولقد كان هذا حال النبي صلى الله عليه وسلم فإنه قد ضاق به الأمر في بادئ دعوته لكن ذلك لم يثنه عن عزمه ، بل صبر وصابر متوكلاً على ربه سبحانه ، حتى قيض الله له أنصاراً أشربت قلوبهم بهم حبه ، وملئت نفوسهم بالرغبة الصادقة في الدفاع عنه وعن دينه ، ورأوا أن لا حياة لهم إلا بهدم أركان الشرك والوثنية ، فاشتروا ما عند الله من جزيل الثواب بأرواحهم وأموالهم وأزواجهم ، ثم كان منهم تقويض دعائم الأكاسرة ، وإبادة جيوش القياصرة .
فعلى المسلم أن يكون عظيم الثقة بربه ، متفائلاً بالنصر والتمكين ، مستبشراً بالفرج بعد الشدة ، وباليسر بعد العسر ، وألا يجعل للهزيمة النفسية في قلبه موضعاً ، فالله معه ، ومن كان الله معه ، فمعه القوة التي لا تغلب ، ومعه المنعة والحفظ والرزق والتوفيق والسداد .
ونسأل الله يبدل عسرالمسلمين يسراً ، وأن جعل لنا ولهم من كل ضيق فرجاً ومخرجا
وأقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه .

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين ، " غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الرحمة المهداة ، البشير النذير ، والسراج المنير ، صلى الله عليه ، وعلى آله وصحبه وأزواجه والتابعين لهم بإحسان . أما بعد :
فإن المؤمن يجب أن يكون حسن الظن بالله تعالى ، حتى يكون الله تعالى عند ظنه كما قال الله تعالى في الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي " .
وليكن المؤمن عظيم الأمل والرجاء في ربه أن يزيل عنه ما نزل به من ضيق وعسر ، ولا يكن من القانطين ، فان القنوط ليس من أخلاق المؤمنين ، قال تعالى : " إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " [ يوسف : 87 ]
واعلموا أيها الإخوة : أن الله أمركم بالصلاة على نبيه في محكم تنزيله فصلوا عليه وسلموا تسليما في هذا اليوم المبارك فإن من صلى عليه مرة صلى الله بها عليه عشراً .

اللهم صل على عبدك وحبيبك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا .
اللهم إنا نسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول .
اللهم اجعلنا هداة مهتدين ، غير ضالين ولا مضلين .
اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً ، سخاء رخاء ، وسائر بلاد المسلمين .
اللهم اصلح ولاة امورنا وولاة أمور المسلمين، وارزقهم البطانة الصالحة .
اللهم ارحم شهداءنا ، وفك قيد أسرانا ، واغفر للمؤمنين أجمعين .
والحمد لله رب العالمين .
وأقم الصـــــلاة .
__________________

المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس